#1
|
||||
|
||||
29-التحفة السنية تابع المنصوبات -المفعول له
« المفعول له » قال: « باب المفعول من أجله » وهو: الاسم، المنصوبُ، يَذكرُ بيانًا لسبب وقوع الفعل، نحو قولك: « قام زيد إجلالاً لعمرو » و « قصدتك ابتغاء معروفك ».وأقول: المفعول من أجله ـ ويقال « المفعول لأجله »، و « المفعول له » ـ هو في اصطلاح النحاة عبارة عن « الاسم، المنصوب، الذي يذكر بيانًا لسبب وقوع الفعل » . وقولنا: « الاسم » يشمل الصريح والمؤول به. ولا بد في الاسم الذي يقع مفعولاً له من أن يجتمع فيه خمسة أمور: الأول: أن يكون مصدرًا. والثاني: أن يكون قَلبيًّا، ومعنى كونه قَلبيًّا ألا يكون دالاً على عمل من أعمال الجوارح كاليد واللسان مثل « قراءة » و« ضرب ». والثالث: أن يكون علة لما قبله. والرابع: أن يكون متحدًا مع عامله في الوقت. الخامس : أن يتحد مع عامله في الفاعل ومثال الاسم المستجمع لهذه الشروط « تأديبًا » من قولك: « ضربتُ ابني تأديبًا » فإنه مصدر، وهو قلبي؛ لأنه ليس من أعمال الجوارح، وهو علة للضرب، وهو متحد مع « ضربت » في الزمان، وفي الفاعل أيضًا. وكل اسم استوفى هذه الشروط يجوز فيه أمران: النصب، والجر بحرف من حروف الجر الدالة على التعليل كاللام. واعلم أن للاسم الذي يقع مفعولاً لأجله ثلاث حالاتٍ: الأولى: أن يكون مقترنًا بأل. الثانية: أن يكون مضافًا. الثالثة: أن يكون مجردًا من « أل ومن الإضافة ». وفي جميع هذه الأحوال يجوز فيه النصب والجر بحرف الجر، إلا أنه قد يترجح أحد الوجهين، وقد يستويان في الجواز. فإن كان مقترنًا بأل فالأكثر فيه أن يجرَّ بحرفِ جر دالٌ على التعليل، نحو: « ضربت ابني للتأدبِ » ويقلُّ نصبُه. وإن كان مضافًا جاز جوازًا متساويًا أن يجر بالحرف وأن ينصب، نحو: « زرتك محبَّةَ أدبِكَ » أو « زرتك لمحبَّةِ أدبِكَ ». وإن كان مجردًا من « أل ومن الإضافة » فالأكثر فيه أن ينصب، نحو: « قمتُ إجلالاً للأستاذِ » ويقلُّ جره بالحرف، والله أعلم. أسئلة ما هو المفعول لأجله؟ ما الذي يشترط في الاسم الذي يقع مفعولاً لأجله؟ كم حالة للاسم الواقع مفعولاً له؟ ما حكم المفعول له المقترن بأل والمضاف؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة للمفعول لأجله بشرط أن يكون الأول مقترنًا بأل والثاني مضافًا والثالث مجردًا من أل والإضافة، وأعرب كل واحد منها، وبين في كل مثال ما يجوز فيه من الوجوه مع بيان الأرجح إن كان . لمزيد تدريبات:‹الْمَفْعُولُ لِأَجْلِهِ - تعلم العربية - الجزيرة.نت. لمزيد أمثلة مصدرٌ قلبيٌّ منصوبٌ , يُذْكَرُ علَّةً ( سببًا ) لِحَدثٍ شارَكَهُ في الزمانِ والفاعِلِ مثل : = اغتربتُ لطلب الحرية . اغتربتُ طلبًا للحرية = للاستجمامِ . لازَمْتُ البيتَ استجمامًا = للرغبةِ . زُرتُ الوالدةَ رغبةً في الرضا = للحفاظِ . أُسامِحُ الصديقَ حِفاظًا على المودةِ = لطلبِ . اسْتَرَحْتُ طلبًا للراحةِ = لخشيةِ . أَتَحَفَّظُ في كلامي خشيةَ الزّلَلِ = لقصدِ المعرفةِ . أَسْألُ الَعالِمَ قَصْدَ المَعْرِفَةِ = لحذر الحوادث . أَلْتَزِمُ الهدوءَ في السَّوقِ حَذَرَ الحوادِثِ في كلِّ جملةٍ من الجملِ السابِقَةِ إجابةٌ لسؤالٍ تقديرُهُ : ما الداعي أو ما السبب أو ما العِلَّةُ . ولعلنا نُلاحظُ أنًّ الكَلِمَةَ الواقعةَ جوابًا ( المفعولَ لأجله ) هي مصدرٌ منصوبٌ , يبين سببَ ما قَبْلَهُ , ويشارِكُ العامِلَ ( الفِعْلَ ) في الزَّمَنِ ـ الوقتِ ـ وفي الفاعل أيضًا. فَزَمَنُ الاغترابِ في الأولى وفاعِلُهُ , هو زَمَنٌ ـ ماضٍ ـ وفاعِلُهما واحدٌ هو الضميرُ في اغتربتُ . والمصدرُ القلبيُّ : هو ما كانَ مصدرًا لفعلٍ من الأفعالِ التي مَنْشَؤُها الحواسُّ الباطنَهُ , مثلُ التعظيمِ والإجلالِ والتحقيرِ والخوفِ والجُرْأةِ والرّهْبَةِ والرَّغْبَةِ والحياءِ والوَقاحةِ والشَفَقَةِ والعِلْمِ والجَهْلِ وغيرها . وهو ما يقابِلُ أَفعالَ الجوارِحِ ـ الحواسِ الخارجيّةِ وما يَتّصِلُ بها ـ مثل القراءَةِ والكتابَةِ والقعودِ والقيامِ والجلوسِ والمشيِ وغيرها . شُروطُ نَصْبِ المفعولِ لأَجْلِهِ : 1. أنْ يكونَ مصدراً , فإن كانَ غَيرَ مَصْدرٍٍ لم يَجُزْ نَصْبُهُ , مِثلُ قولِهِ تعالى "والأرضَ وَضَعَها للأَنامِ " 2. أن يكونَ المصْدَرُ قلبيَّاً , فإنْ لمْ يَكُنْ من أفعالِ القَلبِ الباطِنَةِ , لم يَجُزْ نَصْبُهُ وَوَجَبَ جَرُّ المصدرِ بحرفِ جرٍ يُفيدُ التعليلَ ,مثل اللام ومِنْ وفي . نَقولُ : جئت للدراسةِ , ومثل "ولا تقتلواأولادَكَمَ من إملاقٍ , نَحْنُ نَرزقكم وإياهم" . وَمثل الحديث الشريفِ: دَخَلَتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حَبَسَتْها 3. أن يكونَ المصدرُ القلبيُّ متحدًا مَعَ الفعلِ في الزمانِ وفي الفاعلِ . بمعنى أنْ يكونً زَمَنُ الفعلِ وزَمَنٌ المصْدَرِ واحدًا, وفاعِلُهما واحد , فإنْ اختلفا في الزمنِ أو الفِعل , لا يُنْصَبُ المصْدَرُ . فالأول مثل : سافرتُ للعلمِ , لأن زَمَن السفر ماض وزمن العِلْمِ مسقتبلٌ . أما الثاني فمثل : احترَمتك لمساعَدَتكَ المحتاجين للاختلافِ في فاعلِ كُلِّ فِعْلٍ , حيث فاعل احترم هو المتكلم , وفَاعِلُ المساعدةِ هو المخاطَبُ .4. أنْ يكونَ المصْدَرُ القلبيُّ المَّتحِدُ مع الفِعْلِ في الزمانِ والفاعِلِ , عِلَّةً لحصولِ الفِعْلِ بحيثُ يَصِحُّ أن يَقَعَ جوابًا لِقَولِكِ " لِمَ فَعْلَتَ ؟" .هنا . تنبيه يشترط في نصب الاسم المبيِّن للسبب مفعولًا لأجله أن يكون مصدرًا دالًّا على عمل مجرد "أي قلبي غير محسوس" مثل الرغبة والرهبة والتعظيم والتكريم والخوف والطمع... كقوله تعالى: "يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا". فإذا كان مصدرًا دالا على عمل محسوس لزم جره بحرف جر مثل: جلست للقراءةِ. وكذلك إذا لم يكن مصدرًا كقوله صلى الله عليه وسلم: "دخلتْ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا". هنا . نماذج إعراب اغتربتُ طلبًا للحرية اغترب : فعل ماضٍ مبني على السكون ,لاتصاله بتاء المتكلم : وهي ضمير مبني على الضم في محل رفع . طلبًا : مفعول لأجله منصوب . للحرية : شبه جملة جار ومجرور . لازَمْتُ البيتَ استجمامًا لازمت : فعل وفاعل . البيت : مفعول به منصوب . استجمامًا : مفعول لأجله منصوب . زُرتُ الوالدةَ رغبةً في الرضا زرتُ : فعل وفاعل الوالدة : مفعول به منصوب . رغبةً : مفعول لأجله منصوب . في الرضا : جار ومجرور متعلقان بـ رغبة . أُسامِحُ الصديقَ حفاظًا على المودةِ أسامح : فعل مضارع مرفوع .. وفاعله مستتر فيه"أنا" الصديق : مفعول به منصوب . حفاظًا : مفعول لأجله منصوب . على المودة : شبه جملة متعلقة بـ حفاظًا . اسْتَرَحْتُ طلبًا للراحةِ استرحتُ : فعل وفاعل . طلبًا : مفعول لأجله منصوب . للراحةِ : جار ومجرور متعلقان بـ طلبًا . أَتَحَفَّظُ في كلامي خشيةَ الزّلَلِ اتحفظ : فعل مضارع مرفوع , وفاعله مستتر تقديره أنا . في كلامي : جار ومجرور متعلقان بـ أتحفظ . خشيةَ : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف . الزلل : مضاف إليه مجرور .هنا . أَسْألُ الَعالِمَ قَصدَ المَعْرِفَةِ أسأل : فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه . العالم : مفعول به منصوب . قصد : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف . المعرفة : مضاف إليه مجرور . قولِهِ تعالى " والأرضَ وَضَعَها للأَنامِ " و : حرف عطف . الأرض : اسم معطوف على اسم سابق منصوب . وضع : فعل ماض مبني على الفتح . والفاعل ضمير مستتر يعود إلى لفظ الجلالة . هـا : في محل نصب مفعول به . للأنام : جار ومجرور متعلقان بـ وضع . جْئتُ للدراسة . جئت : فعل وفاعل . للدراسة : جار ومجرور متعلقان بـ جئت . قولِهِ تعالى "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" : حرف نهي مبني على السكون . لا : فعل مضارع مجزوم علامته حذف النون . والواو : في محل رفع فاعل . تقتلوا : مفعول به منصوب , وهو مضاف . أولاد : ضمير مبني في محل جر مضاف إليه . كم : حرف جر مبني . من : اسم مجرور ، والجار والمجرور في محل نصب مفعول لأجله . إملاق : ضمير مبني في محل رفع مبتدأ . نحن : فعل مضارع مرفوع , وفاعله مستتر فيه ( نحن ) نرزق : في محل نصب مفعول به . كم : حرف عطف . و : ضمير مبني على السكون , معطوف على منصوب . إياهم تركتُ المنْكرَ خِشيةَ اللهِ . تركتُ المنكرَ لخِشيةِ اللهِ . تركتُ المنكرَ من خِشيةِ اللهِ . تركت : فعل وفاعل . المنكر : مفعول به منصوب . خشية : مفعول لأجله منصوب , وهو مضاف . الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . لخشية : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله . من خشية : جار ومجرور في محل نصب مفعول لأجله . هنا . |
|
|