العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى المواسم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #11  
قديم 09-01-2019, 10:05 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

بطلان قصة الحمامتين والعنكبوت

على الغار

* قال البخاري في صحيحه : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا حَبَّانُ ، قال حدنثا همامٌ ، قال : حدثنا ثابتٌ ، قال : حدثنا أنس ، قال : حدثني أبو بكرٍ ـ رضي الله عنه ـ قال كنتُ مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار ، فرأيتُ آثار المشركين ، قلتُ : يا رسول اللهِ لو أن أحدهم رفع قدمَهُ رآنا قال : " ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما "
صحيح البخاري / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : قوله :

( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ) / حديث رقم : 4663 / ص : 550 .

ومسلم ، كتاب : فضائل الصحابة ، باب : من فضائل أبي بكر الصديق ـرضي الله عنهـ ، رقم : ( 2381 ) .
الشرح :
قوله : " ما ظنُّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما " أي : ما ظنُّك ، هل أحد يقدر عليهما أو ينالهما بسوء ؟ وهذه القصة كانت حينما هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة ، وذلك أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ـ لما جهر بالدعوة ، ودعا الناس ، وتبعوه ، وخاف المشركون ، وقاموا ضد دعوته ، وضايقوه ، أذوه بالقول وبالفعل ، فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة ولم يصحبه إلا أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ، والدليل ، والخادم ، فهاجر بأمر الله ، وصحبه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ . ولما سمع المشركون بخروجه من مكة ، جعلوا لمن جاء به مائتي بعير ، ولمن جاء بأبي بكر مائة بعير ، وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال ، وفي الأودية وفي المغارات ، وفي كل مكان ، حتى وقفوا على الغار الذي فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر ، وهو غار ثور الذي اختفيا فيه ثلاث ليال ، حتى يبرد عنهما الطلب ، فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ، لأننا في الغار تحته ، فقال : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وفي كتاب الله أنه قال :
{ ... لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ...} سورة التوبة / آية 40 ، فيكون قال كلا الأمرين ، أي : قال : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وقال : { ... لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ... } .
فقوله : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " يعني : هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك ؟
والجواب :
لا أحد يقدر ، لأنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع ، ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سورة آل عمران / آية : 26 .
وفي هذه القصة : دليل على كمال توكل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ربه ، وأنه معتمد عليه ، ومفوض إليه أمره ، وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل ـ في رياض الصالحين ـ . وفيه دليل على أن قصة نسج العنكبوت غير صحيحة ، فما يوجد في بعض التواريخ ، أن العنكبوت نسجت على باب الغار ، وأنه نبت فيه شجرة ، وأنه كان على غصنها حمامة ، وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا هذا ليس فيه أحد ، فهـذه الحمامة على غن شجرة على بابه ، وهذه العنكبوت قد عششت على بابه ، كل هذا لا صحة له ، لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبو بكر ليست أمورًا حسية ـ تكون لها ولغيرها ـ بل هي أمور معنوية ، وآية من آيات الله عز وجل ، حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وصاحبه أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ، أما لو كان أمور حسية ، مثل العنكبوت التي نسجت ، والحمامة ، والشجرة ، فكلها أمور حسية ، كل يختفي بها عن غيره ، لكن الأمر آية من آيات الله عز وجل ، فالحاصل أن ما يذكر في كتب التاريخ في هذا لا صحة له ، بل الحق الذي لا شك فيه ، أن الله تعالى أعمى أعين المشركين عن رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه ـ رضي الله عنه ـ في الغار . والله الموفق .
رياض الصالحين / شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين / المجلد الأول / ( 7 ) ـ باب : اليقين والتوكل .

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في المجلد الثالث من السلسلة الضعيفة / حديث رقم : 1128 :
ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تستره وإن الله عز وجل لبعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( وفي نسخة : ترفان ) حتى وقعتا بين العنكبوت وبين الشجرة فأقبل فِتْيَان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم وقسيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قدر مائتي ذراع قال الدليل : " سراقة بن مالك المدلج انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقل الفتيان إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال انظروا في الغار فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعًا نظر أولهم فإذا الحمامات فرجع قالوا ما ردك أن تنظر في الغار قال رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمعها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون . ( منكر ) ا . هـ .

عدم ثبوت قصة نسج العنكبوت والحمامتين حديثيًّا :

قال الشيخ الألباني : انطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ، وجاءت قريش يطلبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا : لم يدخله أحد ، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائمًا يصلي وأبو بكر يرتقب فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فداك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك أما والله ما على نفسي أبكي ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تحزن إن الله معنا ) ... إسناده ضعيف السلسلة الضعيفة / ج : 3 / 1129 ...
وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان " وفي نسخة : "ترفان " حتى وقعا بين العنكبوت وبين الشجرة ... إلخ القصة .

قال البخاري على راويها : منكر مجهول ، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 3 / 182 )هذا حديث غريب جدًا . السلسلة الضعيفة ( 3 / ( 1128 ) .
سُئل الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في لقاء الباب المفتوح عدد / 229 :
السؤال :
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ؟
الجواب :
لا ، يذكر المؤرخون : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين اختفى في غار ثور عششت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة على غصن شجرة ، وهذا كذب لا صحة له ، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل ، أي إنسان تعشش العنكبوت وتكـون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول : ما في أحد ، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه ولهذا قال أبو بكر : [ يا رسول الله ! لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] لأنه لا يوجد مانع ، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ، ولهذا يحترم كثير من الناس العنكبوت ، يقول : لا تقتلها ؛ لأنها عششت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإذا كان الوزعْ يُقتل ؛ لأنه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهذه تكرم . فنقول : لا ، العنكبوت تقتل إذا آذت مثل غيرها ، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فَتُقْتَل ، بل يوجد حديث لكنه ضعيف ، في الأمر بقتل العنكبوت .
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ أيضًا :
أود أن أنبه على أنه يوجد في بعض الكتب أن العنكبوت ضربت على باب الغار نسيجًا من العش ، وهذا لا صحة له ، ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة على باب الغار ، إنما هي حماية الله ولهذا قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ [ لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] ... ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحدًا في هذا الغار وانصرفوا عنه .
اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 457 .
وقال : لهذا لاشك أن السيرة تحتاج إلى تحقيق وتحرير ليتبين الضعيف منها من القوي ... لكن في السيرة ما هو ثابت في البخاري وهذا يعتمد .
اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 463 .
* * * * *
رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر