#34
|
||||
|
||||
الشريط السابع
الشريط السابع تابع الفصل الرابع : شبهات والجواب عنها المثال السابع والثامن: قوله تعالى "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق:16، وقوله: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ"الواقعة 85. حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة. الشرح يقولُ أهلُ التعطيل إن ظاهرَ الآيتين أنَّ اللهَ بنفسِهِ أقربُ إلى الإنسان من حبل الوريد ويقولون أيضًا إن ظاهرَ الآيةِ الثانيةِ أنَّ اللهَ بنفسه أقربُ إلى المُحتضَر من أهله.هذا هو ظاهرُ الآيتين. هل السلف يقولون هذا؟ الجواب: لأ. المعروف عن السلف أنَّ المراد َهو قربُ الملائكة لا قرب الله عزوجل.ولهذا قال حيث فُسر القرب فيهما بقرب الملائكة. المتن والجواب: أن تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفًا للكلام عن ظاهره لمن تدبره. أما الآية الأولى فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك، حيث قال"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ق 16: 18. ففي قوله"إِذْ يَتَلَقَّى" دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقيين. الشرح واضح"ونحنُ أقربُ إليه من حبل الوريد" متى؟"إذ يتلقى المُتلقيانِ".ولو كان المرادُ قرْبَ اللهِ لكان اللهُ أقربَ إليه دائمًا سواء حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ أو لأ. وسيأتي بإذن الله الجواب عن نسبةِ القرب إلى الله مع أنَّ المرادَ قربُ الملائكة. المتن وأما الآية الثانية: فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة، لقوله تعالى"حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ" الأنعام 161. ثم إن في قوله: "وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ" الواقعة 85. دليلاً بينًا على أنهم الملائكة، إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله - تعالى. الشرح قال اللهُ تعالى:" فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ 84* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ *85" الواقعة83-85. قوله" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ"اختلف العلماء في قوله"إليه"هل المراد إلى المُحتضر أو المراد إلى الحُلقوم؟وهذا لايُؤثر في معنى الآية بالنسبة لقوله " وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ"فإن ظاهرَ ذلك أن هذا القريب؛ موجودٌ في المكان ؛لكن لانُبصره واللهُ-عزوجل-يستحيل أن يكون موجودًا في المكان الذي نحنُ فيه. المتن بقي أن يقال: فلماذا أضاف الله القرب إليه، وهل جاء نحو هذا التعبير مرادًا به الملائكة؟ فالجواب: أضاف الله تعالى قُرب الملائكة إليه؛ لأن قربهم بأمره، وهم جنوده ورسله. الشرح إذًا أضاف اللهُ القربَ إليه؛ لماذا؟ لأن هؤلاء ملائكته وجنوده يأتمرون بأمره؛ فكان قربهم كقربه ؛كما تقول بنى الأميرُ قصرَهُ ؛هل الأمير هواللي صار يجيب الطين والَّلبِن والمحفر وما أشبه ذلك؟ أو أمرَ به؟ إذًا فإضافة الشيء إلى مَنْ يُدبر القوم ؛إضافة ٌسائغة ٌ في اللغةِ العربية وليس فيها إشكال. فهنا أضافَ اللهُ القربَ إليه ؛والمُرادُ ملائكته لأنهم إنما قَرُبُوا بأمره ولأنهم جنوده فقُربُهم كقربه-تبارك وتعالى إي نعم وله نظيرٌ. المتن وقد جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة، كقوله تعالى "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ"القيامة 18. فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه، لكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى صحت إضافة القراءة إليه تعالى. وكذلك جاء في قوله تعالى "فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ" هود 74. وإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى. الشرح إذن هل المرادُ بقوله تعالى:"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ " الواقعة 85. وقوله:"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "ق 16.هل فيه إخراجُ للآيتين عن ظاهرهما؟ لأ. إذن فاحتجاجُ أهلِ التعطيلِ علينا بأننا أوَّلنا احتجاجٌ باطلٌ؛ لأن دعواهم أن ظاهرَهما قربُ اللهِ نفسِهِ دعوة ٌباطلة ؛ٌلايُساعدُ عليه اللفظ ُكماعرفتم.فتخلصنا الآن من هذا الإيراد ولا لأ؟ تخلصنا منه.
|
|
|