العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-17-2017, 01:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post كَيْفَ نَغْنَم رَمَضَان


كَيْفَ نَغْنَم رَمَضَان
الحمدُ للهِ حمد الشاكرينَ ، وأثني عليه ثناءَ الذاكرينَ ، أحمَدُهُ بمحامدِهِ التي هو لها أهل ، وأثني عليه الخيرَ كلَّهُ لا أُحصِي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسِهِ ، أحمَدُهُ جلَّ في علاهُ على نِعَمِهِ المتوالية وعطاياهُ المتتالية وأفضاله التي لا تُعد ولا تحصى ، أحمَدُهُ سبحانه على كلِّ نعمةٍ أنعمَ بها علينا في قديمٍ أو حديثٍ ، أو سرٍ أو علانيةٍ ، أو خاصةٍ أو عامةٍ ، أحمَدُهُ جلَّ وعلا على نعمةِ الإيمانِ ونعمةِ الإسلامِ ونعمةِ القرآنِ ونعمةِ المعافاةِ في النفسِ والأهلِ ؛ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربُّنَا ويرضَى ، وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعينَ.
🍃‏قال ابن عثيمين -رحمه الله
"راقب الله في هذه المواضع الثلاثة :في فعلك، وفي قولك، وفي سريرتك"📚شرح رياض الصالحين ٣٢٦/١.
عباد الله : اتقوا الله ربكم وراقبوه في جميع أعمالكم مراقبة من يعلمُ أنَّ ربَّه يسمعُه ويراه ؛ وتقوى الله جل وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون: أوشك أن يظلَّكم شهرٌ مبارك وموسمٌ عظيم وموطنٌ جليل تكثُر فيه الخيرات وتعظُم فيه البركات وتتزايد فيه النعم والمنن ؛ إنه -أيها العباد- شهر رمضان المبارك ، شهر الخيرات والبركات ، فاحمدوا الله عز وجل على نعمائه ، واشكروه على فضله وعطائه ، وسلوه أن يبلِّغكم رمضان وأن يجعلكم من أهله حقًا وصدقًا.
الشيخ د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر


*قال ابن ماجه في سننه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ , أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ ابْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا , فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْآخَرِ , فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ , ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ , قَالَ طَلْحَةُ : فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ , إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ , فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا , ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ , فَقَالَ : ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ , فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ , فَقَالَ : " مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ , وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً " , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ , فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ " , قَالُوا : بَلَى , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " .
الراوي : طلحة بن عبيدالله-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 3185 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-شرح الحديث .الدرر .
شرح الحديث

طولُ العُمرِ مع حُسْنِ العَملِ مِن أسبابِ الفلاحِ والتَّفاضُلِ بين النَّاسِ، والله سُبحانَه وتعالى يُعْطي المُجتهِدَ على قَدْرِ اجتهادِه.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ طَلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رجُلينِ مِن بَلِيٍّ" وهم فَرعٌ مِن بني عُذْرةَ، وبنو عُذرةَ هم قَبيلةٌ كانتْ تَسكُنُ في وادي القُرى قُربَ المدينةِ، وكانُوا يَدينُونَ باليَهودِيَّةِ قَبلَ الإسلامِ، "قدِمَا على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكان إسلامُهما جميعًا"، أي: وَفَدا على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُشهِرَينِ لإسلامِهما في وقتٍ واحدٍ، "فكان أحدُهما أشدَّ اجتهادًا مِن الآخرِ"، أي: في العِبادةِ وأعمالِ البِرِّ، "فغَزا المُجتهِدُ منهما"، أي: خرَجَ في الغَزوِ والجهادِ، "فاسْتُشْهِدَ، ثمَّ مكَثَ الآخَرُ بَعدَه سَنةً، ثمَّ تُوُفِّيَ"، أي: مات المُجتهِدُ شهيدًا، ومات صاحبُه بعده بسَنةٍ، قال طَلحةُ رضِيَ اللهُ عنه: "فرأيْتُ في المنامِ بينا أنا عِندَ بابِ الجنَّةِ"، أي: بجوارِ بابِها من الخارجِ، "إذا أنا بهما"، أي: بالرَّجُلينِ واقفَينِ عند بابِ الجنَّةِ، "فخرَجَ خارِجٌ من الجنَّةِ"، أي: ملَكٌ مِن الملائكةِ، "فأذِنَ للَّذي تُوُفِّيَ الآخِرَ منهما"، أي: سمَحَ بالدُّخولِ للَّذي مات أخيرًا قبلَ الَّذي مات شَهيدًا، "ثمَّ خرَجَ فأذِنَ للَّذي اسْتُشْهِدَ"، أي: أدخَلَه بعد صاحِبِه، "ثمَّ رجَعَ إليَّ"، أي: رجَعَ المَلَكُ إلى طَلحةَ مُخاطِبًا إيَّاه، "فقال: ارجِعْ؛ فإنَّك لم يَأْنِ لك بعدُ"، أي: وأنت فلم يحضُرْك أجَلُك لتدخُلَها، "فأصبَحَ طَلحةُ"، أي: مِن لَيلتِه الَّتي رأى بها تلك الرُّؤيا، "يُحَدِّثُ به النَّاسَ"، أي: يُخبِرُهم بها، "فعَجِبوا لذلك"، أي: تعجَّبُوا لدُخولِ الآخِرِ قبلَ الأوَّلِ وقد مات شهيدًا، "فبلَغَ ذلك رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَدَّثوه الحديثَ"، أي: علِمَ بها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتعجَّبَ النَّاسُ لحالِهما، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مِن أيِّ ذلك تعجَبونَ؟"، أي: ما سبَبَ تعجُّبِكم لحالِ الرَّجُلينِ، فقالوا: "يا رسولَ اللهِ، هذا كان أشدَّ الرَّجُلينِ اجتهادًا، ثمَّ اسْتُشْهِدَ، ودخَلَ هذا الآخِرُ الجنَّةَ قبلَه!" فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أليس قد مكَثَ"، أي: عاشَ وقضَى في الحياةِ، "هذا بَعدَه سَنةً"؟ فعُمِّرَ وعاش بعدَ صاحبِه عامًا، قالوا: "بلى"، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وأدرَكَ رمضانَ فصامَ؟"، أي: حصَلَ له أجْرُ الصِّيامِ والقيامِ فيه وليلةِ القدْرِ، "وصَلَّى كذا وكذا من سَجدةٍ في السَّنةِ؟"، أي: صَلَّى ألفًا وثَمانَ مِئةِ صَلاةٍ من ذلك العامِ الصَّلاةَ المفروضةَ، وما شمِلَها مِن تَطوُّعٍ ونَافلةٍ، قالوا: "بلى"، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فما بينهما أبعدُ ممَّا بين السَّماءِ والأرضِ"، وفي روايةِ أحمدَ: قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لطَلحةَ: "وما أنكَرْتَ مِن ذلك؟! ليس أحدٌ أفضلَ عند اللهِ مِن مُؤمنٍ يُعَمَّرُ في الإسلامِ؛ لتَسبيحِه وتَكبيرِه وتَهليلِه"، أي: إنَّ ذلك فضْلُ طولِ العُمرِ وزِيادةِ العَملِ مع إحسانِه؛ لأنَّه لا يَزالُ يأتي بالحَسَنِ من الأعمالِ، وتُدَّخَرُ له، وهذا مُوافِقٌ لِمَا أخرَجَه الترمذيُّ أنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "خيرُ النَّاسِ مَن طال عُمرُه وحسُنَ عمَلُه"
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضْلِ العمَلِ الصَّالحِ المصحوبِ بالنِّيَّة الصَّالحةِ، وأنَّه يَرفَعُ صَاحِبَه في الدَّرجاتِ.
وفيه: بَيانُ فَضْلِ طُولِ العُمُرِ مَع حُسْنِ العَملِ
. هنا ..


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-17-2017, 01:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post

إنه شهرٌ يحمل خيراتٍ عظام وبركاتٍ جسام ومننٍ لاتعد ، بما شرَّف الله سبحانه وتعالى به هذا الشهر وبما خصه به من خصائص وبركات تبدأ من أول ليلة من لياليه . روى الترمذي في جامعه وغيرُه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 682 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. انظر شرح الحديث رقم 40808 . الدرر .
الشرح
أنعَم اللهُ عزَّ وجلَّ على عِبادِه بمَواسِمَ مِن الخيراتِ يَحصُلون فيها بسَببِ الأعمالِ الصَّالحةِ القليلةِ على الثَّوابِ الكثيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ومِن نِعَمِه سُبحانَه أيضًا أنْ سَخَّر الله لهم مِن الأسبابِ ما يُعينُهم على أدائِها على الوجْهِ الأكمَلِ لها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ مِن رمَضانَ"، أي: إنَّه مَع بَدْءِ شهرِ رمَضانَ تَحدُثُ علاماتٌ على دُخولِه، ونِعم مِن اللهِ لعِبادِه؛ فأُولى هذه العلاماتِ والنِّعم هي ما جاء في قولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "صُفِّدتِ الشَّياطينُ"، أي: شُدَّتْ عليهِم الأغلالُ والسَّلاسِلُ، "ومَردةُ الجِنِّ"، وكذلك تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مرَدَةِ الجِنِّ، وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدون للشَّرِّ، أو هم العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ، والحِكمةُ في تَغْليلِهم حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمين ويُفسِدوا عليهم صَومَهم، وقيل: يَعْني كَثرةَ الأجرِ والثَّوابِ والمغفرةِ بأن يَقِلَّ إضلالُ مرَدةِ الشَّياطينِ للمُسلِمين، فتَصيرَ الشَّياطينُ كأنَّها مُسلسَلةٌ عن الإغواءِ والوَسوَسةِ. وقيل: إنَّ الشَّياطينَ إنَّما تُغَلُّ عن الَّذين يَعرِفون حَقَّ الصِّيامِ المعظِّمين له، ويَقومون به على وَجهِه الأكمَلِ، ويُحقِّقون شُروطَه وأخلاقَه وآدابَه، أمَّا الَّذي امتنَع عن الطَّعامِ والشَّرابِ، ولم يَعرِفْ للصِّيامِ حَقَّه، ولم يَأتِ بآدابِه على وجهِ التَّمامِ، فليس ذلك بأهلٍ لِتُغَلَّ الشَّياطينُ عنه؛ فيكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس. ويَحتمِلُ أن يَكونَ المرادُ: أنَّ الشَّياطينَ لا يَخلُصون مِن افتِتانِ المسلِمين إلى ما يَخلُصون إليه في غيرِ شهرِ رمَضانَ؛ لاشتِغالِهم بالصِّيامِ الَّذي فيه قَمعُ الشَّهواتِ، وبقِراءةِ القرآنِ والذِّكرِ.
والهديَّةُ الثَّانيةُ: "وغُلِّقَت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ"، وهذا كالتَّأكيدِ لِمَا سبَق مِن أنَّ غَلْقَ أبوابِ النَّارِ هي مَزيدٌ لِغَلقِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الشَّرِّ، وأنَّ فَتْحَ أبوابِ الجنَّةِ هو مَزيدٌ لفَتحِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الخيرِ، وقيل: الفتحُ والغلقُ المَذْكورانِ هما على الحَقيقةِ؛ إكْرامًا مِن اللهِ لعِبادِه في هذا الشَّهرِ.
والهديَّةُ الثَّالثةُ: "ونادى مُنادٍ"، أي: مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ: "يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ"، أي: إنَّ هذا الشَّهرَ يُرغِّبُ في أعمالِ الخيرِ وخاصَّةً عِندَ أصحابِها؛ لِمَا فيه مِن الأسبابِ الَّتي تُعينُه على ذلك؛ فأقبِلوا على اللهِ وعلى طاعتِه، "ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ"، أي: أمسِكْ عنه وامتَنِعْ؛ فإنَّه وقتٌ تَرِقُّ فيه القلوبُ للتَّوبةِ.
والهديَّةُ الرَّابعةُ: "وللهِ عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ"، أي: وللهِ عُتقاءُ كَثيرونَ مِن النَّارِ؛ فلْيَحرِصْ كلُّ لَبيبٍ على أنْ يَكونَ مِن زُمرَتِهم، "وذلِك في كلِّ ليلةٍ"، أي: وإنَّ مِن مَزيدِ رَحمةِ اللهِ لعبادِه أن يُعتِقَ مِن النَّارِ عِبادًا له في كلِّ ليلةٍ مِن لَيالي رمَضانَ، وهذا لِلحَضِّ على الاجتِهادِ في هذا الشَّهرِ الفَضيلِ؛ حتَّى يَكونَ العبدُ مِن هؤلاءِ العُتَقاءِ، ويُرزَقَ النجاةَ مِن النِّيرانِ، والفوزَ بالجِنانِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على اغتِنامِ أوقاتِ الفَضلِ والخيرِ بعَملِ الطَّاعاتِ والبُعْدِ عَن المنكَراتِ.
وفيه: إثباتُ الجنَّةِ والنَّارِ، وأنَّهما الآنَ موجودَتانِ، وأنَّ لهما أبوابًا تُفتَحُ، وتُغلَقُ.
وفيه: بيانُ عظَمةِ لُطفِ اللهِ تعالى، وكَثرةِ كرَمِه وإحسانِه على عبادِه، حيث يَحفَظُ لهم صِيامَهم، ويَدفَعُ عنهم أذَى المرَدَةِ مِن الشَّياطينِ. الدرر .


فانظر -رعاك الله- هذه البركات العظيمة والخيرات العميمة التي خُصَّ بها هذا الشهر المبارك .
-يا عباد الله- لا يليق بمؤمن ولا يصح من مسلم يدرك هذه الفضائل العظام والخيرات الكثيرة ولا يهيئ نفسه لاغتنامها ولا يرتب أوقاته لتحصيلها والفوز بها ؛ ولهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن بين يدي استقبال رمضان :«كيف نغْنم شهر رمضان؟»
ولعلِّي -أيها العباد-أذكِّر بأمور معينة وأسبابٍ مساعدة لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لتأملها والعمل بها ، فإن فيها معونة لاغتنام رمضان وانتهاز هذا الموسم العظيم المبارك .
v وأول ذلك أيها العباد : الإقبال على الله بالدعاء؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة ، إذ إنَّ الخيرات كلها بيد الله جل في علاه ، فهو المعطي المانع ، القابض الباسط ، المعِز المذل ، الذي بيده أزمة الأمور ، فلا خيرات ولا حسنات إلا من فضله وبمنِّه وعطائه ؛ فليقبِل كل عبدٍ ناصح لنفسه على الله بالدعاء أن يغنِّمه شهر رمضان وأن يوفقه لحسن اغتنامه ، وليلحَّ على الله بالدعاء فإن الله عز وجل لا يخيب عبدًا دعاه ولا يرد مؤمنًا ناجاه وهو القائل جل في علاه " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "غافر:60 .
v أيها المؤمنون : ومن الأمور المعينة أن يهيئ كلَّ عبدٍ نفسه لحسن الصيام ، فإنَّ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ، ولهذا فإن الصيام ذاته يحتاج إلى حفظ وعناية ورعاية ، وإن أعظم الناس أجرًا في الصيام أكثرهم لله ذكرًا فيه . وكما أن العبد مطلوبٌ منه أن يُعنى بتكميل صيامه ذكرًا لله ودعاءً ومناجاة وتلاوة للقرآن فإن عليه في الوقت نفسه أن يحفظ صيامه من القوادح والمنقِصات ، فإنه -يا عباد الله- ليس كل الصيام تعلو به الدرجات وتُنال به الفضائل والخيرات ، فقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ " ؛ ولهذا لابد من تهيئةٍ للنفس لأن يكمِّل المرء صيامه ولِيحفظ صيامه ليفوز بالخيرات العظام وليفوز بالغفران .
v أيها المؤمنون : ومن الأمور المعينة أن يستشعر العبدأن موسم رمضان موسم غفرانٍ للذنوب ، موسم عتق من النار ، نعم -يا عباد الله- إنَّ لله سبحانه وتعالى في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار ، نعم -عباد الله- عبادٌ تُعتق رقابهم من النار في كل ليلة من ليالي رمضان ، نعم -عباد الله- لابد أن تتشوَّف نفوسنا لذلك وأن تتوق قلوبنا لتحصيل ما هنالك لنكون من أهل العتق من النار ؛ بتهيئة الأسباب وإعداد العدد ، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ"إنها مصيبة عظمى وبليَّة كبرى أن يدخل هذا الشهر العظيم بخيراته وبركاته وما فيه من الرضوان والغفران ثم يخرج دون أن يحصِّل فيه العبد هذا الخير العظيم والفضل العميم .
v أيها المؤمنون : ومن الأمور المهمة في هذا الباب أن يروِّض العبد نفسه في رمضان على حُسن القيام في لياليه المباركات جماعةً مع المسلمين في المساجد يقوم مع إمامه حتى ينصرف ، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، ويقول عليه الصلاة والسلام "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ" .
v أيها المؤمنون : وليحذر العبد الناصح لنفسه الحريص على سعادتها وفوزها من قواطع الطريق ومعوقات السير ، فإن أعداء الله جل وعلا وحملة الرذيلة يدأبون دأبًا شديدا على تفويت الناس خيرات رمضان وبركاته ، ولاسيما من خلال البرامج المعدَّة مسبقا من أفلامٍ هابطة ومسلسلاتٍ دنيئة وأمورٍ متعددة يضعونها عثرةً في طريق الصائمين وعقبةً تحول بين كثير منهم وبين تحصيل بركات الصيام وخيراته العظام ، حتى إن بعض هؤلاء ليدعو إلى برامجه السيئة على مائدة الإفطار ليكون من ينتمي إليه ويصغي إلى ما ينشر ويبُث مفطرًا على هذه الآثام أعاذنا الله سبحانه وتعالى جميعًا من ذلك ، وحمانا وذرياتنا وحفظ لنا صيامنا وقيامنا .
v أيها المؤمنون : ومن الأمور العظيمة في هذا الباب ؛ العناية في رمضان بالقرآن ، فإن لرمضان خصوصية عظمى بذلك ، بلإنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾البقرة:١٨٥؛ ولهذا أيها العباد ينبغي للمؤمن أن يرتب لنفسه وظيفةً مستمرة في أيام رمضان مع كتاب الله عز وجل قراءةً وتدبرًا ومجاهدةً للنفس على تحقيق هدايات القرآن ، قال الله تبارك وتعالى" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ "الإسراء:9 وقال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"ص:29.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-23-2017, 12:41 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post يوم الشك


كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " اللهمَّ ! أَصلِحْ لي ديني الذي هو عصمةُ أمري . وأصلِحْ لي دنيايَ التي فيها معاشي . وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي . واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ . واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ"

الراوي : أبو هريرة| المحدث : مسلم| المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .


v أيها العباد : وليُعنَ العبد المؤمن في رمضان بالبذل والنفقة والصدقة والجود والسخاء تأسيًا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، ففي الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ».

- كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجوَدَ الناسِ بالخيرِ، وأجودُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ، لأنَّ جبريلَ كان يلقاهُ في كلِ ليلةٍ في شهرِ رمضانَ حتى يَنْسَلِخَ، يَعرِض عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ، فإذا لَقيَهُ جبريلُ كان أجوَدَ بالخيرِ مِن الرِّيحِ المُرْسَلَةِ . الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4997| خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .


v أيها المؤمنون : وكما أن المرء يعنى بنفسه في رمضان فليُعنَ في الوقت نفسه بأهله وولده حثًا وتشجيعًا وتحفيزًا على الخيرات لتكون بيوتاتنا بيوتات إيمان وطاعة ونيل لرضوان الله سبحانه .
اللهم يا رب العالمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام بلِّغنا أجمعين رمضان ، وغنِّمنا خيراته وبركاته يا منان ، اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله ؛ فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه .
أيها المؤمنون: إن لم تتحرك النفوس في المواسم الفاضلة بطاعة الله وطلب مغفرته ورضوانه فمتى عساها أن تتحرك!! ولهذا عباد الله لنجاهدأنفسنا مجاهدة يرجو بها العبد رضوان الله وغفرانه ، والله تعالى يقول " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"العنكبوت:69 . والكيِّس -أيها العباد- من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . أصلح الله لنا أجمعين النية والقول والعمل .
مع التنبيه على ضعف حديث
- الكيِّسُ مَن دان نفسَه ، وعمِل لما بعدَ الموتِ ، والعاجزُ مَن أتبعَ نفسَه هواها ، ثم تمنَّى على اللهِ.الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف ابن ماجهالصفحة أو الرقم: 4983 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف . الدرر.

المعنى صحيح لكن لا ننسبه للرسول صلى الله عليه وسلم كحديث.فصحة المعنى لا يلزم منها صحة النسبة.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"الأحزاب" ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).


اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد .اللهمَّوارضَ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍالصدِّيق ، وعمرَ الفاروق ، وعثمانَ ذي النورين ، وأبي الحسنين علي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعِينا ، وحافظًا ومؤيِّدا ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا كل شر . اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقَّه وجلَّه ، أوله وآخره ، علانيته وسره ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . ربنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مقتطفات من خطبة :الشيخ د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-23-2017, 03:33 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
يوم الشك
يسمى بيوم الشك : لأنه مشكوك فيه ، هل هو آخر يوم من شعبان أو أول يوم من رمضان . وصومه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "صوموا لرؤيَتِهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ ، فإنْ غبِّيَ عليكم فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثينَ ". الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1909- خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .
غبِّيَ عليكم، أي: خَفِيَ علينكم هلالُ رمضانَ .

وقال عمار بن ياسر
قال عمارٌ من صام اليومَ الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسمِ".الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل-الصفحة أو الرقم: 961 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .

قال الحافظ ابن حجر : استُدل به على تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبيل المرفوع - حكمًا-.
قال علماء اللجنة الدائمة عن يوم الشك : " دلت السنة على تحريم صومه " فتاوى اللجنة 10/117
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك " وأصح هذه الأقوال هو التحريم ، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم هذا اليوم وأمر الناس بصومه فإنه لا ينابذ وتحصل عدم منابذته بألا يُظهر الإنسان فطره ، وإنما يُفطر سرًا " . الشرح الممتع 6/318 .
الإسلام سؤال وجواب .
- كنَّا عندَ عمَّارِ بنِ ياسرٍ [ في اليَومِ الَّذي يُشَكُّ فيهِ ] فأتَى بشاةٍ مَصليَّةٍ فقالَ : كُلوا ، فتَنحَّى بَعضُ القَومِ ، فَقالَ : إنِّي صائمٌ . فقالَ عمَّارٌ : مَن صامَ اليومَ الَّذي شَكَّ فيهِ فقَدْ عَصى أبا القاسِمِ .الراوي : عمار بن ياسر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 686 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر .

مَصْلِيَّة ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّةِ أَيْ مَشْوِيَّةً . هنا .
الشرح :
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهُم يُعظِّمونَ أوامِرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويَجْتنِبونَ نَواهِيَه، فإذا رَأَوا مَنْ خالَفَ أوامِرَه أو وَقَع في نواهيه أَنْكَروا عليه أَشَدَّ الإنكارِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ التَّابِعيُّ صِلَةُ بنُ زُفَرَ: "كُنَّا عِنْدَ عمَّارٍ في اليومِ الَّذي يُشَكُّ فيه"، أي: في يومِ رُؤيةِ الهلالِ، ويومُ الشَّكِّ هو يومُ الثَّلاثينَ مِن شعبانَ؛ فهو يُشَكُّ فيه، هَلْ هو مِنْ شعبانَ أو مِنْ رمَضانَ حتَّى يَتبيَّنَ الهلالُ، "فأُتِيَ بشاةٍ"، أي: أُتِي عمَّارٌ بشاةٍ من الغَنَمِ طَعامًا، "فتنحَّى بعضُ القومِ"، أي: فابْتَعَدَ بعضُ القومِ؛ لكي لا يأكُلوا؛ لأنَّهم صائمونَ، فقال عمَّارٌ: "مَنْ صام هذا اليومَ"، أي: يومَ الشَّكِّ، "فقد عَصى أبا القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: فَقَدْ عَصى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وخالَفَ أوامِرَه وهَدْيَه؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ نَهى عن صيامِ هذا اليومِ.
وقد ثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه: "إلَّا أنْ يَكونَ شيءٌ يَصومُه أَحَدُكُم"، أي: إنَّهُ ليس نهيًا عامًّا، بل اسْتُثْني منه مَنْ كان له عادةً كأنْ يُوافِقَ الاثنينِ أو الخميسَ الَّذي يَكونُ مِن عادةِ البَعْضِ صيامُه.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن صِيامِ يومِ الشَّكِّ.
الدرر .
"لا تَقدَّموا الشَّهرَ بصيامِ يومٍ ، ولا يَومينِ إلَّا أن يَكونَ شيءٌ يصومُهُ أحدُكُم ، ولا تَصوموا حتَّى تَروهُ ، ثمَّ صوموا حتَّى تَروهُ ، فإن حالَ دونَهُ غَمامةٌ ، فأتمُّوا العدَّةَ ثلاثينَ ، ثمَّ أفطِروا والشَّهرُ تسعٌ وَعِشْرونَ"

الراوي : عبدالله بن عباس . المحدث : الألباني . المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2327 . خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر.
الشرح :
لَمَّا فُرِض الصِّيامُ فسَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قواعِدَه ووضَّحَ ضوابِطَه وأتَمَّ أَمْرَه، ومِن ذلك ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَقَدَّموا الشَّهْرَ"، أي: لا تَسْبِقوا شَهْرَ رَمضانَ، "بصيامِ يومٍ، ولا يومينِ"، أي: لا تَصوموا آخِرَ يومٍ أو آخِرَ يومَينِ مِن شَعبانَ، "إلَّا أنْ يَكونَ شيءٌ يَصومُه أَحَدُكم"، أي: إنَّهُ ليس نهيًا عامًّا، بل اسْتُثْني منه مَنْ كان له عادةٌ كأنْ يُوافِقَ الاثنينِ أو الخَميسَ الَّذي يكونُ مِن عادةِ البَعْضِ صيامُه، "ولا تَصوموا حتَّى تَرَوْه"، أي: ولا تَبْدَؤوا صيامَ رَمضانَ حتَّى تَرَوْا هِلالَه، "ثُمَّ صوموا حتَّى تَرَوْه"، أي: ثُمَّ أَتِمُّوا صيامَ الشَّهْرِ حتَّى تَرَوا هِلالَ شَوَّالٍ، "فإنْ حالَ دُونَه غَمامَةٌ"، أي: فإنْ مَنَعَ مِن رؤيةِ الهلالِ سَحابٌ أو غُيومٌ، "فأَتِمُّوا العِدَّةَ ثَلاثينَ"، أي: فأَكْمِلوا عِدَّةَ الشَّهْرِ ثَلاثين يومًا، "ثُمَّ أَفْطِروا"، أي: بَعْدَ انْتِهاءِ الشَّهْرِ ودُخولِ عيدِ الفِطْرِ، "والشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشرونَ"، أي: والشَّهْرُ قد يَأتي ثَلاثينَ يومًا، وقد يَأتي تِسْعًا وعِشْرين يومًا.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الصِّيامِ قَبْلَ رَمضانَ بيومٍ أو يومَينِ.
وفيه: الأَمْرُ بالتَّأكُّدِ مِن رؤيةِ الهلالِ عِنْدَ بَدْءِ رَمضانَ أو الانْتِهاءِ منه.
.الدرر.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-25-2017, 01:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post


كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " اللهمَّ! أَصلِحْ لي ديني الذي هو عصمةُ أمري . وأصلِحْ لي دنيايَ التي فيها معاشي . وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي . واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ . واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ " .
الراوي : أبو هريرة| المحدث : مسلم| المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
"وينادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل"أي أنك قد أقبلتَ واستقبلتَ موسمًا للخير موسمًا للطاعة فأَقبِل عليه إقبالًا شديدًا واحرص عليه حرصًا عظيمًا وإياك ثم إياك أن تضيِّع على نفسك هذه الفرصة العظيمة ، فيا باغي الخير أقبل فهذا موسم رابِحٌ للخير وتجارته رابحة، وإذا ذهب لا يعود
"ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر"لا يليق بمن يبتغي الشر أو تتحرك نفسه للشر أن يُتيح لها المجال أن تتمادى في شرها وأن تُسرِف في غيِّها وأن تستمر في ضلالها في هذا الموسم الكريم المبارك.
بل أمامك أعظم مواسم الخير ، ويا باغي الشر اُقصُر فأنت مُقبِل على موسم مبارك وعلى شهر كريم وعلى وقت يتنافس فيه المتنافسون في طاعة الله –تبارك وتعالى- والجد في عبادته
ثم قوله-صلى الله عليه وسلم"وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ" أي أنّ الله –جل وعلا- كل ليلية من ليالي هذا الشهر المبارك يُعتِق أناسًا من النار ، فيكونون في تلك الليلة عتقاء لله –تبارك وتعالى- من نار جهنم، والمسلم تتوق نفسه بأن يحظى بهذه المنزلة الرفيعة والدرجة العالية؛ وهو أن تُعتَق رقبته من النار، أجارنا الله وإياكم من النار، أحيانًا يُعلَن في بعض الأماكن عن مسابقات وجوائز ويُجعَل لكل يوم جائزة دنيوية مادية زائلة ، الناس عليها في هلعٍ شديد وإقبالٍ متزايد، كل واحدٍ يُقدِّم ويبذل ويُجهِد نفسه ليُحصِّل ليكون من الفائزين، لكن ما يتعلق بالفوز بالآخرة وبالفوز بأجر يوم القيامة تقل الرغبة وتضعف الهمة وتقصُر إرادة الناس عن مثل هذا الأمر الجليل .
أودع الله في الإنسان الغرائز، والغرائز تدعوه إلى الحركة، الحاجة إلى الطعام تدعوه إلى البحث عن الطعام...، الأوامر التكليفية كلها تتناقض مع الصبر، إذًا العبادات صبر، طبع الإنسان يقتضي أن يأخذ المال لا أن ينفقه، الكرم صبر، الشجاعة صبر، لو تتبعت الدين كله بِدأً من عبادتِه الشعائريةِ إلى عباداتِهِ التعامليةِ إلى آدابه إلى أخلاقه، لما وجدت كلمة تستوعب الدين كله إلا كلمة واحدة ألا وهي الصبر.قال تعالى "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ"تأكيد للأمر بالصبر، وإخبار بأن ذلك لا ينال إلا بمشيئة اللّه وإعانته، وحوله وقوته،تفسير ابن كثير
"فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا "سورة المعارج 5 ."فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ(85) " سورة الحجر, "وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا(10) "سورة المُزّملإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل، فالهجر الجميل‏:‏ هجر بلا أذى، والصفح الجميل‏:‏ صفح بلا عتاب، والصبر الجميل‏:‏ صبر بلا شكوى.v أيها العباد : وليُعنَ العبد المؤمن في رمضان بالبذل والنفقة والصدقة والجود والسخاء تأسيًا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، ففي الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ».
- كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجوَدَ الناسِ بالخيرِ، وأجودُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ، لأنَّ جبريلَ كان يلقاهُ في كلِ ليلةٍ في شهرِ رمضانَ حتى يَنْسَلِخَ، يَعرِض عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ، فإذا لَقيَهُ جبريلُ كان أجوَدَ بالخيرِ مِن الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.الراوي : عبدالله بن عباس| المحدث : البخاري| المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 4997 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
عِبادَ اللهِ، فَإِنّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. 254. البقرة .
إِنَّ الصَّدَقَةَ والجُودَ والسَّخاءَ والسَّماحَةَ خِصالُ خَيْرٍ وصِفاتٌ حَمِيدَةٌ وإِنَّ التَّصَدُّقَ والإِنْفاقَ في وُجُوهِ الخَيْرِ والطّاعاتِ عَلَى أَنْواعِها احْتِسابًا لِلأَجْرِ مِنَ اللهِ تَعالى وثِقَةً بِهِ سُبْحانَهُ أَيْ بِوَعْدِهِ الَّذِي لا يَتَخَلَّفُ مِنْ حُسْنِ الجَزاءِ عَلى ذَلِكَ في دارِ القَرارِ في الجَنَّةِ دَلِيلُ الفَلاحِ والخَيْراتِ، كَيْفَ لاَ وقَدْ قالَ الرَّسولُ العَظِيمُ عليه الصلاةُ والسلامُ "والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ" اهـ أَيْ دَلِيلٌ عَلى قُوَّةِ إِيمانِ مَنْ تَصَدَّقَ وعَلامَةٌ عَلى تَصْدِيقِ باذِلِها بِوَعْدِ اللهِ تَعالى الَّذِي لا يَتَخَلَّفُ وَعْدُهُ حَيْثُ قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ۳۹﴾ الآية ويَقُولُ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦۱﴾ البقرة.هنا .
"إسباغُ الوضوءِ شطرُ الإيمانِ و الحمدُ للهِ تملأ الميزانَ ، و سبحان اللهِ و الحمدُ للهِ تملآنِ أو تملأ ما بين السماءِ و الأرضِ ، و الصلاةُ نورٌ ، والصدقةُ برهانٌ ، و الصبرُ ضياءٌ ، و القرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك ، كلُّ الناسِ يَغدو ، فبائعٌ نفسَه ، فمُعتِقُها أو موبِقُها"
الراوي : أبو مالك الأشعري| المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 189 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .
v أيها المؤمنون : وكما أن المرء يعنى بنفسه في رمضان فليُعنَ في الوقت نفسه بأهله وولده حثًا وتشجيعًا وتحفيزًا على الخيرات لتكون بيوتاتنا بيوتات إيمان وطاعة ونيل لرضوان الله سبحانه .اللهم يا رب العالمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام بلِّغنا أجمعين رمضان ، وغنِّمنا خيراته وبركاته يا منان ، اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلناإلى أنفسنا طرفة عين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله ؛ فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه .أيها المؤمنون: إن لم تتحرك النفوس في المواسم الفاضلة بطاعة الله وطلب مغفرته ورضوانه فمتى عساها أن تتحرك!! ولهذا عباد الله لنجاهدأنفسنا مجاهدة يرجو بها العبد رضوان الله وغفرانه ، والله تعالى يقول " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"العنكبوت:69. والكيِّس -أيها العباد- من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .
مع التنبيه على ضعف حديث
- الكيِّسُ مَن دان نفسَه ، وعمِل لما بعدَ الموتِ ، والعاجزُ مَن أتبعَ نفسَه هواها ، ثم تمنَّى على اللهِ.الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف ابن ماجهالصفحة أو الرقم: 4983 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف . الدرر.
المعنى صحيح لكن لا ننسبه للرسول صلى الله عليه وسلم كحديث.فصحة المعنى لا يلزم منها صحة النسبة.

أصلح الله لنا أجمعين النية والقول والعمل وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾الأحزاب:٥٦ ، وقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا.اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد .اللهمَّ وارضَ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍالصدِّيق ، وعمرَ الفاروق ، وعثمانَ ذي النورين ، وأبي الحسنين علي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعِينا ، وحافظًا ومؤيِّدا ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا كل شر . اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقَّه وجلَّه ، أوله وآخره ، علانيته وسره ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . ربنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مقتطفات من خطبة:الشيخ د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر.

يوم الشك
يسمى بيوم الشك: لأنه مشكوك فيه ، هل هو آخر يوم من شعبان أو أول يوم من رمضان . وصومه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "صوموا لرؤيَتِهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ ، فإنْ غبِّيَ عليكم فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثينَ ". الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1909- خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .غبِّيَ عليكم، أي: خَفِيَ علينكم هلالُ رمضانَ .قال عمارٌ من صام اليومَ الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسمِ".الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل-الصفحة أو الرقم: 961 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .قال الحافظ ابن حجر : استُدل به على تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبيل المرفوع - حكمًا-. قال علماء اللجنة الدائمة عن يوم الشك : " دلت السنة على تحريم صومه" فتاوى اللجنة 10/117 وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك " وأصح هذه الأقوال هو التحريم ، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم هذا اليوم وأمر الناس بصومه فإنه لا ينابذ وتحصل عدم منابذته بألا يُظهر الإنسان فطره ، وإنما يُفطر سرًا" . الشرح الممتع 6/318 .الإسلام سؤال وجواب .
-
كنَّا عندَ عمَّارِ بنِ ياسرٍ في اليَومِ الَّذي يُشَكُّ فيهِ ، فأتَى بشاةٍ مَصليَّةٍ فقالَ : كُلوا ، فتَنحَّى بَعضُ القَومِ ، فَقالَ : إنِّي صائمٌ . فقالَ عمَّارٌ : مَن صامَ اليومَ الَّذي شَكَّ فيهِ فقَدْ عَصى أبا القاسِمِ .الراوي : عمار بن ياسر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 686 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر .الشرح :
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهُم يُعظِّمونَ أوامِرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويَجْتنِبونَ نَواهِيَه، فإذا رَأَوا مَنْ خالَفَ أوامِرَه أو وَقَع في نواهيه أَنْكَروا عليه أَشَدَّ الإنكارِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ التَّابِعيُّ صِلَةُ بنُ زُفَرَ: "كُنَّا عِنْدَ عمَّارٍ في اليومِ الَّذي يُشَكُّ فيه"، أي: في يومِ رُؤيةِ الهلالِ، ويومُ الشَّكِّ هو يومُ الثَّلاثينَ مِن شعبانَ؛ فهو يُشَكُّ فيه، هَلْ هو مِنْ شعبانَ أو مِنْ رمَضانَ حتَّى يَتبيَّنَ الهلالُ، "فأُتِيَ بشاةٍ"، أي: أُتِي عمَّارٌ بشاةٍ من الغَنَمِ طَعامًا، "فتنحَّى بعضُ القومِ"، أي: فابْتَعَدَ بعضُ القومِ؛ لكي لا يأكُلوا؛ لأنَّهم صائمونَ، فقال عمَّارٌ: "مَنْ صام هذا اليومَ"، أي: يومَ الشَّكِّ، "فقد عَصى أبا القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: فَقَدْ عَصى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وخالَفَ أوامِرَه وهَدْيَه؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ نَهى عن صيامِ هذا اليومِ.
وقد ثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه: "إلَّا أنْ يَكونَ شيءٌ يَصومُه أَحَدُكُم"، أي: إنَّهُ ليس نهيًا عامًّا، بل اسْتُثْني منه مَنْ كان له عادةً كأنْ يُوافِقَ الاثنينِ أو الخميسَ الَّذي يَكونُ مِن عادةِ البَعْضِ صيامُه.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن صِيامِ يومِ الشَّكِّ. الدرر .
"لا تَقدَّموا الشَّهرَ بصيامِ يومٍ ، ولا يَومينِ إلَّا أن يَكونَ شيءٌ يصومُهُ أحدُكُم ، ولا تَصوموا حتَّى تَروهُ ، ثمَّ صوموا حتَّى تَروهُ ، فإن حالَ دونَهُ غَمامةٌ ، فأتمُّوا العدَّةَ ثلاثينَ ، ثمَّ أفطِروا والشَّهرُ تسعٌ وَعِشْرونَ"الراوي : عبدالله بن عباس . المحدث : الألباني .المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2327 .خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر.الشرح :لَمَّا فُرِض الصِّيامُ فسَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قواعِدَه ووضَّحَ ضوابِطَه وأتَمَّ أَمْرَه، ومِن ذلك ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَقَدَّموا الشَّهْرَ"، أي: لا تَسْبِقوا شَهْرَ رَمضانَ، "بصيامِ يومٍ، ولا يومينِ"، أي: لا تَصوموا آخِرَ يومٍ أو آخِرَ يومَينِ مِن شَعبانَ، "إلَّا أنْ يَكونَ شيءٌ يَصومُه أَحَدُكم"، أي: إنَّهُ ليس نهيًا عامًّا، بل اسْتُثْني منه مَنْ كان له عادةٌ كأنْ يُوافِقَ الاثنينِ أو الخَميسَ الَّذي يكونُ مِن عادةِ البَعْضِ صيامُه، "ولا تَصوموا حتَّى تَرَوْه"، أي: ولا تَبْدَؤوا صيامَ رَمضانَ حتَّى تَرَوْا هِلالَه، "ثُمَّ صوموا حتَّى تَرَوْه"، أي: ثُمَّ أَتِمُّوا صيامَ الشَّهْرِ حتَّى تَرَوا هِلالَ شَوَّالٍ، "فإنْ حالَ دُونَه غَمامَةٌ"، أي: فإنْ مَنَعَ مِن رؤيةِ الهلالِ سَحابٌ أو غُيومٌ، "فأَتِمُّوا العِدَّةَ ثَلاثينَ"، أي: فأَكْمِلوا عِدَّةَ الشَّهْرِ ثَلاثين يومًا، "ثُمَّ أَفْطِروا"، أي: بَعْدَ انْتِهاءِ الشَّهْرِ ودُخولِ عيدِ الفِطْرِ، "والشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشرونَ"، أي: والشَّهْرُ قد يَأتي ثَلاثينَ يومًا، وقد يَأتي تِسْعًا وعِشْرين يومًا.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الصِّيامِ قَبْلَ رَمضانَ بيومٍ أو يومَينِ.
وفيه: الأَمْرُ بالتَّأكُّدِ مِن رؤيةِ الهلالِ عِنْدَ بَدْءِ رَمضانَ أو الانْتِهاءِ منه..الدرر.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-26-2017, 12:18 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
root

حكم قول شهر كريم أو رمضان كريم

حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى عنها يقول‏:‏ ‏"‏رمضان كريم‏"‏ فما حكم هذه الكلمة‏؟‏ وما حكم هذا التصرف‏؟‏
فأجاب فضيلة الشيخ العثيمين بقوله‏:‏
حكم ذلك أن هذه الكلمة ‏"‏رمضان كريم‏"‏ غير صحيحة، وإنما يقال‏:‏ ‏"‏رمضان مبارك‏"‏ وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريمًا، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهرًا فاضلاً، ووقتًا لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم.... قال الله عز وجل‏:‏ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" .183 البقرة .فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه......

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " 20 / السؤال رقم 254 باختصار.


كلام الشيخ ابن عثيمين:من ناحية ما يفهمه الناس من فهم خاطئ نتيجة هذه الكلمة؛ كلام صحيح

.
قال أبو منصور الأزهري: «والكَرِيمُ اسم جامع لكل ما يُحمد» اﻫ. «تهذيب اللغة» 10/ 233-234، مادة كرم.
وقال ابن فارس: «الكاف والراء والميم: أصلٌ صحيح له بابان:
أحدهما: شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه، أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق.

فالكثير يعلم جواز نسبة الشيء إلى سببه سواء كان جمادًا أو حيوانًا أو إنسانًا والله سبحانه من وراء الأسباب كلها فهو مسببها وهذه أمثلة مما تيسر من آيات قرآنية تدل على جواز تلك الكلمة :
"قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ"النمل:29


"وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ "الشعراء:58


"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ" الشعراء:7
"وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ "الواقعة:44 .



"فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "الحج:50 .


"إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ" يّس:11 .


"مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ "يوسف:31.


"وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ "(الدخان:17
..
الخ
كل تلك الأمثلة شيء يسير وعن كلمة واحدة فقط هي كلمة "كريم" فكيف بغيرها من بقية الصفات ؟!
عسى الله أن يرحمنا ويغفر لنا ويسترنا ويعفو عنا ويرزقنا ويجبرنا هنا.


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:00 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر