#9
|
||||
|
||||
ثالثًا : توحيد الأسماء والصفات واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز ، وأن لها معانٍ حقيقية تليق بجلال الله وعظمته . أي : نثبت لله ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات ، ونؤمن بمعناها ، وأن لها كيف .لكنْ نفوض هذا الكيف لله لعجزنا وجهلنا بهذا الكيف . لقوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" . سورة الشورى / آية : 11. فقد أثبت سبحانه لنفسه صفتي السمع والبصر ، ونفى المِثلية . ·أركان الإيمان بالاسم : 1 ـ الإيمان بالاسم . 3- الإيمان بما دل عليه الاسم من معنى - أي : الصفة المشتقة منه . 3 ـ الإيمان بالحكم والأثر المرَتب على الاسم إن دل على وصفٍ متعدٍّ . مثال : " الرحيم "اسم يدل على وصف متعد للغير . يرحم الله عباده . أركان الإيمان باسم الرحيم : 1 ـ الإيمان بأن " الرحيم " اسم من أسماء الله الحسنى . 2 ـ الإيمان بالمعنى الذي دل عليه الاسم . أي : الصفة المشتقة منه ، وهي صفة " الرحمة " . ذو رحمة . 3 ـ الإيمان بما يتعلق بهذا الاسم من أثر وحكم . وهو أنه يرحم من يشاء . " الحي " اسم من أسماء الله الحسنى يدل على وصف غير متعد . أركان الإيمان باسم الله الحي : 1ـ الإيمان بأن " الحي " اسم من أسماء الله الحسنى . 2ـ الإيمان بأن الله يتصف بالصفة المشتقة منه وهي " الحياة " . أسـماء الله غير محصورة بعدد معين : والدليل على ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني عبدُك وابن أمتك " ... إلى أن قال " أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك ، أو أنزلتَهُ في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..... " .صحيح . جزء من حديث ابن مسعود . رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة / رقم : 199 . والشاهد : قوله صلى الله عليه وسـلم " وما استأثرت به في علم الغيب عندك " . وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به ، وما ليس معلومًا ليس محصورًا . وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعةً وتسعين اسمًا ، من أحصاها دخل الجنة " .رواه البخاري / كتاب : الدعوات . فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه تسعة وتسعين اسمًا فإنه يدخل الجنة . " وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: اتفاق أهل المعرفة في الحديث على أن عدَّها وسَرْدَها لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم " .ا . هـ . فحديث الترمذي " ضعيف " ، ولا يحوي جميع أسماء الله الحسنى ، فليس فيه اسم " الرب " ، " الوتر " ، " الجميل " ، " الطيب " ، " السبوح " ، ..... .المراد من إحصاء الأسماء الحسنى : هناك مراتب للإحصاء : المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها المحدد في الحديث : 99 اسمًا . المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها . المرتبة الثالثة : دعاء الله بها . كما قال تعالى " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " . سورة الأعراف / آية : 180. · أنواع الدعاء بأسماء الله : 1 ـ دعاء ثناء . 2 ـ دعاء عبادة . 3 ـ دعاء طلب ومسألة . * دعاء ثناء : وهو أن يثني على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى .مثال : يا حي يا قيوم : دعـاء ثنـاء ، برحمتك استغيث * دعاء العبادة : وهو أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى " الرحيم " الرحمة ، فترحم عباد الله ، وتتصف بصفة الرحمة ، دعاء عبادة باسمه الرحيم . وتقوم بالتوبة لأنه هو " التواب " ، وتخشاه في السر والعلن لأنه هو " اللطيف الخبير " . مع ملاحظة أن من أسماء الله أسماء تقتضي من العبد مجرد الإقرار بها والخضوع لها ، وهي الأسماء التي يختص بها سبحانه لنفسه " كالجبار " ، و" العظيم " ، و فيقول في مقام الحاجة مثلًا : يا " معطي يا مانع " ، اعطني كيت وكيت ." المتكبر " . * دعاء الطلب والمسألة : وفيه يسأل في كل مطلوب باسم ـ من أسماء الله الحسنى ـ يكون مقتضيًا لذلك المطلوب . ويقول في مقام الرحمة " يا رحمن " ارحمني . وفي مقام التوبة " يا تواب " تب علي . إذًا لابد أن يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب ، ولكن يستثنى من ذلك لفظا " الله " و " رب " فيصح قول : يا رب ارحمني ، يا ألله اغفر لي ... · الإخبار عن الله تعالى : إن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته . ـ فالأسماء الحسنى والصفات العلى : توقيفية ، لا مجال للعقل فيها ، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة . ـ وكل اسم يشتق منه صفة ، وليست كل صفة يشتق منها اسم . فباب الصفات أوسع من باب الأسماء . مثال للصفات التي لا تشتق من الأسماء : الضحك ، النزول ، الاستواء ، ..... الإخبار : يراد به ما يجوز إطلاقه على الله عن طريق الخبر ، وذلك بمعنى من المعاني لم يرد بلفظه في الكتاب والسنة ، وإن كان معناه مطلوبًا إثباته شرعًا لدلالته على معنى حسن ، أو معنى ليس فيه شائبة ذم ، قد نفاه عنه بعض المبتدعة فيخبر عنه به للرد عليهم .كأن ينازعك في قِدَمِهِ ، أو وجوب وجوده ، فتقول مخبرًا عنه بما يستحقه : إنه قديم ، وواجب الوجود . معنى واجب الوجود : أي : لم يسبقـه عدم ولا يلحقه زوال . أي : أزلي أبدي ... وهذا في حق الله . معنى ممكن الوجود : أي : كان بعد أن لم يكن ، وهذا في حق كل مخلوق . من الأسماء ما لا يطلق على الله عز وجل إلا مقترنًا بما يقابله :مثل : " الظاهر " ، " الباطن " / " القابض " ، " الباسط " / " المقدِّم " ، " المؤخِّر " / " الأول " ، " الآخر " / ... ... . فلا يجوز لأي اسم من هذه الأسماء أن يُفرد عن مقابله ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه الأسماء بما يقابله . فلو قلت : يا " ظاهر " ، يا " قابض " ، يا " مقدم " ، يا " أول " ، ..... ، واقتصرت على ذلك ، لم تكن مثنيًا عليه سبحانه ، ولا حامدًا له حتى تذكر مقابلها . oفـائدة : ليس معنى تقسيم التوحيد إلى أنواع ثلاثة ، ليس معناه عدم وجود علاقة بين هذه الأنواع وتلازم ، ولكن جميع أنواع التوحيد متلازمة ، فينافيها كلها ما ينافي نوعًا منها :فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في بقية الأنواع . مثال ذلك : دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله : ـ فدعاؤه إياه ، عبادة صرفها لغير الله من دون الله ، فهذا شرك في " الألوهية " . ـ وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدًا أنه قادر على قضاء ذلك ؛ هذا شرك في " الربوبية " ، حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته . ـ ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان ، وفي أي مكان ، وهذا شرك في " الأسماء والصفات " حيث أثبت له سمعًا محيطًا بجميع المسموعات لا يحجبه قُرب ولا بُعْد فاستلزم هذا الشرك في " الألوهية " ، الشرك في " الربوبية " و " الأسماء والصفات " . * * * * * |
|
|