#3
|
||||
|
||||
كيف تكون متبِعًا غير مبتدعٍ في شهر رجب ؟ ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه حذَّر من مخالفة أمره : قال الإمام مسلم في صحيحه وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا ،عَنْ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو،قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ ،عَنْ ،سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ مَسَاكِنَ فَأَوْصَى بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ مِنْهَا قَالَ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" صحيح مسلم / 30 ـ كتاب : الأقضية / من عمل عملا ليس عليهأمرنا فهو رد / حديث رقم : 18 ـ 1718 / ص : 448 . " أما بعد . فإن خير الحديث كتاب الله . وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . وشر الأمور محدثاتها . وكل بدعة ضلالة ..... " . صحيح مسلم / 7 ـ كتاب : الجمعة / 13 ـ باب : تخفيفالصلاة والخطبة / حديث رقم : 43 ـ 867 / ص : 204 . ومن القواعد ـ الكلية ـ الفقهية الهامة : الأصلُ في عاداتِنا الإباحَة حتى يجيءَ صارفُ الإباحَـهْ . وليس مشروعًا من الأمور غيرُ الذي في شرعِنا مذكورْ . فالأصل في العادات ، أي الأمور الدنيوية من مآكل ومشارب : الحِل والإباحة حتى يرد في الشرع ما يحرمه .مثل : الأصل في الطعام الحِلّ ، ولكن هناك نص يخرج لحم الخنزير من هذا الأصل فيحرم . وعلى العكس في العبادات : الأصل في العبادات التوقف والتحريم حتى يرد نص بمشروعية هذه العبادة فيخرجها عن الأصل وهو عدم المشروعية . *وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في القواعد النورانية الفقهية " فباستقراء الشريعة نعلمُ أنَّ العبادات التي أوجبها الله أو أحبَّها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع " .ا . هـ . وعلى هذا جرى السلفُ الصالحُ ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة والتابعين . * فعن سعيد بن المسيب : أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجـر أكثر من ركعتين ، يُكثِرُ فيهما الركوع والسجود ، فنهاه .فقـال : يا أبا محمد ! يعذبني اللهُ على الصلاة ؟ ! قال " لا ، ولكن يعذبُكَ على خلاف السنة " . رواه البيهقي وغيره بسند حسن . قال شيخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في " إرواء الغليل " 2 / 236 : بعد إيرادِه هذا الأثر : " وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب ـ رحمه الله تعالى ـ ، وهو سلاحٌ قويٌ على المبتدعةِ الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسمِ أنها ذِكْرٌ وصلاةٌ ! ! ثم ينكرون على أهلِ السنةِ إنكار ذلك عليهم ، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكرَ والصلاة ! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافَهم للسنةِ في الذِّكرِ والصلاةِ ونحو ذلك ".ا . هـ .علم أصول البدع / الشيخ : علي حسن علي عبد الحميد / ص : 72 . فلا عبادة إلا بنص من القرآن أو السنة الصحيحة . وتطبيق ذلك : الصيام عامة مشروع في دين الله ، ولكن تخصيص أوقات معينة مثل : شهر رجب أو غيره لأفضليته ، دون نص بذلك ، فهذا غير مشروع ، ويدخل في البدع . * وقال الحافظ ابن حجر في : تبيين العجب بما ورد في شهر رجب : ـ لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة . ـ وقال عبد الرزاق في مصنفه : 4 / 292 : عن ابن جريج عن عطاء : كان " ابن عباس " ينهى عن صيام رجب كله ؛ ألاَّ يُتَّخذ عيدًا .إسناده صحيح . تبيين العجب بما ورد في شهر رجب / للحافظ ابن حجر العسقلاني / ص : 70 . رأيتُ عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية . إرواءالغليل في تخريج أحاديث منار السبيل / تحقيق الشيخ الألباني /ج : 4 / حديث رقم : 957 / ص : 113 / صحيح . وليس هو في " المسند " للإمام أحمد ، فهو في بعض كتبه الأخرى التي لم تصل إلينا ، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " . ورُوِي نحو ذلك ، عن أبي بكرة .قال ابن حجر : فهذا النهي منصرف إلى من يصومه معظمًا لأمر الجاهلية . أمَّا إنْ صامه لقصد الصوم في الجملة ، من غير أن يجعله حتمًا ، أو يخص منه أيامًا معينة يواظب على صومها ، أو ليالٍ معينة يواظب على قيامها ، بحيث يظن أنها سُنَّة ، فهذا مَنْ فَعَلَهُ من السلامة مما استثني ، فلا بأس به ، فإن خص ذلك ـ بشهر رجب ـ أو جعله حتمًا ،فهذا محظور * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي . ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام . إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم " . صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 23 ـ باب : تحريم صوم أيام التشريق / حديث رقم : 148 ـ ( 1144 ) / ص : 273 . * وقال النووي ـ رحمه الله ـ : " ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب بعينه ،ولكن أصل (1)الصوم مندوب إليه ".ا . هـ .السنن والمبتدعات ... للشقيري / ص : 125 . -------------------------------
( 1 ) أصل الصوم مندوب إليه : أي أن الصيام عمومًا مندوب إليه في أي وقت ، فالإسلام يرغب في عبادة الصيام لما فيها من الفضل والخير الكثير للصائم . |
|
|