#4
|
||||
|
||||
وأما القسم الثاني: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة " أن " مضمرة جوازًا ـ فحرف واحد وهو لام التعليل، وعبر عنها المؤلف بلام كي، لاشتراكهما في الدلالة على التعليل، ومثالها قوله تعالى:" لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ "،وقوله جل شأنه"لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ والمُنَافِقَاتِ".
أمثلة 1- جَلَسْتُ لأَسْتَرِيحَ. 1- جَلَسْتُ لأَنْ أَسْتَرِيحَ. 2- حَضَرْتُ لأَعُودَ الْمَرِيضَ. 2- حَضَرْتُ لأَنْ أَعُودَ الْمَرِيضَ. 3- يَجْتَهدُ الطَّالِبُ لِيَنْجَحَ. 3- يَجْتَهِدُ الطَّالِبُ لأَنْ يَنْجَحَ. 4- بَنَيْتُ بيْتا لأَسْكُنَ فِيهِ. 4- بَنَيتُ بَيْتاً لاَنْ أَسْكُنَ فِيهِ هنا وأما القسم الثالث: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة " أن " مضمرة وجوبًا ـ فخمسة أحرف :الأول: لام الجحود، وضابطها أن تسبق بـ "ما كان " أو " لم يكن " فمثال الأول قوله تعالى:" مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ "، وقوله سبحانه:" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ " ومثال الثاني قوله جل ذكره:" لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا" والحرف الثاني " حتى " وهو يفيد الغاية أوالتعليل، ومعنى الغاية أن ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها نحو قول الله تعالى:" حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى "، ومعنى التعليل أن ما قبلها عِلة لحصول ما بعدها، نحو قولك لبعض إخوانك " ذاكرْ حتى تنجحَ ".
والحرفان الثالث والرابع: فاء السببية، وواو المعية، بشرط أن يقع كل منها في جواب نفي أو طلب أما النفي فنحو قوله تعالى:" لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا" ، وأما الطلب فثمانية أشياء: -* مُرْ وَانْهَ وَادْعُ وَسَلْ واعرضْ لِحَضِّهِمُ تَمَنَّوَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَدكَمُلَا, مُرْ: هذا الأمر، وَانْهَ: هذا النهي، وَادْعُ: دعاء، وَسَلْ:والسؤال استفهام، وَاعْرِضْ:للعرض، لِحَضِّهِمُ:هذا التحضيض، تَمَنَّ:هذا التمني، وَارْجُ:هذا الرجاء، كَذَاكَ النَّفْيُ قَدْ كَمُلَا-*. الأمر، والدعاء، والنهي، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمني، والرجاء، أما الأمر فهو الصادر من العظيم لمن هو دونه، نحو قول الأستاذِ لتلميذهِ: " ذاكرْ فتنجحَ " أو" وتنجحَ "، وأما الدعاء فهو الطلب الموجه من الصغير إلى العظيم، نحو: " اللهم اهدني فأعملَ الخيرَ " أو " وأعملَ الخيرَ "، وأما النهي فنحو: " لا تلعب فيضيعَ أملُكَ " أو " ويضيعَ أملُكَ "، وأما الاستفهام فنحو: " هل حَفِظْتَ دروسَكَ فأسْمَعَهَا لكَ "، أو " وأسْمَعَهَا لكَ "، وأما العرض فهو الطلب برفق نحو: " ألا تزورُونا فنُكْرِمَكَ "، أو" ونُكْرِمَكَ "، وأما التحضيض: فهو الطلب مع حث وانزعاج نحو: " هل أديتَ واجِبَكَ فيشكُرَكَ أبوكَ " أو " ويشكُرَكَ أبوكَ "، وأما التمني فهو طلب المستحيل، أو ما فيه عُسْرَة، نحو قول الشاعر: ليتَ الكواكبَ تدنو لي فأنظِمَها عقودَ مدْحٍ فما أرضَى لكم كَلِمِي. ومثله قول الآخر: ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا فأُخْبِرَهُ بما فعلَ المَشيبُ ونحو: ليت لي مالاً فأحُجَّ منه "، وأما الرجاء فهو طلب الأمر القريب الحصول نحو: " لعل اللهَ يشفيني فأزورَك ". وقد جمع بعض العلماء هذه الأشياء التسعة التي تسبق الفاء والواو في بيت واحد هو: مُرْ وَانْهَ وَادْعُ وَسَلْ واعرضْ لِحَضِّهِمُ تَمَنَّ وَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَدكَمُلَا وقد ذكر المؤلف أنها ثمانية، لأنه لم يعتبر الرجاء منها . الحرف الخامس " أو "ويشترط في هذه الكلمة أن تكون بمعنى " إلا " أو بمعنى " إلى "، وضابط الأولى: أن يكون ما بعدها ينقضي دَفْعَة، نحو: " لأقْتُلَنَّ الكافرَ أو يُسْلِمَ"، وضابط الثانية: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئًا فشيئًا، نحو قول الشاعر: لأَسْتَسْهِلَنَّ الصعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى فما انقادَتِ الآمالُ إلا لصابرٍ |
|
|