العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2018, 01:46 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Red face لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

تقديم
° قال الله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"البقرة:185.
*أبشركم بمن اشتقنا للقياه

قلوبنا تهفوا شوقًا ووجلاً شوقًا للقائه ووجلاً من تقصيرِنا وفواتِ الفرصة العظيمة نسأل الله أن يرزقنا إدراكه ونُبَشر به.
*كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يبشر أصحابه بقدوم شهر الخير .
فعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك ، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم- 2105 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر-


* قال الإمام عبد بن حُميد ـ رحمه الله ـ في " المنتخب " جزء : 3 / ص : 170 :حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت عن أنس قال : كان صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد لأحد في الدعاء قال" جعلَ اللهُ عليكُم صلاةَ قَومٍ أبرارٍ ، يقومونَ اللَّيلَ ويصومونَ النَّهارَ ، لَيسوا بأثَمَةٍ ولا فُجَّارٍ"الراوي : أنس بن مالك -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3097خلاصة حكم المحدث : صحيح –الدرر-


وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / ص : 172 / كتاب الصلاة ـ باب فضل قيام الليل ، هذا حديث صحيح
نسأل الله أن يرزقنا إدراك شهر رمضان ويرزقنا حسن صيامه وقيامه والفوز به، والهمة العالية.
فلنتاجر بهذا العُمْر اليسير، ونشتري الخلود الدائم في جنة النعيم ، ومن فرطَ في العمرِ وقعَ في الخسرانِ . فينبغي للعاقلِ أن يعرفَ قدرَ عمرِهِ ، وأن ينظرَ لنفسِهِ في أمرِهِ . فيغتنم ما يفوت استدراكه ، فربما بتضييعه هلاكه نسأل الله العافية لنا ولكم.فإن رمضان شهر الفضائل والمنازل، فقد كان السلف يهتمون برمضان اهتمامًا بالغًا، ويحرصون على استغلاله في عمل الطاعات والقُرُبات، وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان ،نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان،قال ابن القيم -رحمه الله تعالى: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يُدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره للعبادة"
وقد كان السلف سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لذلك نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي.
محرومٌ من أقبل عليه شهر رمضان ثم انسلخ هذا الشهر المبارك قبل أن يغفر له الرحمن الرحيم.

*اقتفاء السلف لأثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلف خير من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ واسم السلف أول ما يطلق يطلق على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، الذين حملوا راية الدين ونشروه شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، لم يكونوا يبحثون عن راحة البال، ولا عن الجلوس في القصور،ولكنهم كانوا يحملون هم الدين وهم نشره، ولهذا نجد أن الإسلام الحق الإسلام الصحيح قد وصل في زمنهم وقرنهم وهو القرن الأول من الهجرة إلى أصقاع الأرض، ثم بعد انقراض قرن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قل ما نجد انتشار الإسلام في البلدان الأخرى إلا من أناس اهتدوا واقتدوا بهديهم.
*أحوال السلف في رمضان، إنهم أناس كما قيل:رهبان في الليل وفي النهار تجدهم فرسانًا ،يرفعون لواء التوحيد وينشرون كتاب الله جل وعلا.
لمّا نقول أحوال السلف في رمضان نتذكر قول الله تبارك وتعالى عنهم في غير رمضان"رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار"النور : 37.لمّا نريد أن نعرف أحوال السلف في رمضان فلننظر إلى أحوالهم كيف يكونون حينما تصيبهم الخصاصة تجدهم كما قال الله تعالى" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة"الحشر : 9.
ذُكِرَ عن الصحابةِ ما ذُكِر من الخيرِ الوفيرِ ونحن نجزم أنهم فوق ما ذُكر عنهم، السلف الصالح فوق ما ذُكر عنهم في أي ناحية من النواحي أردتَ أن تسير ، إن شئتَ أن تنظرَ إلى ناحيةِ عباداتهم مثل الصلاة، أو مثل قراءة القرآن، أو إذا أردتَ أن تنظرَ إلى صدقاتهم، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى منافعِهم للناسِ، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى بِرِّهِم، أو أردتَ أن تنظر إلى عباداتهم فترى أمرا عجبًا، يُحارُ فيه العقلُ ويقفُ فيه الإنسانُ ويقول: أي جيل أولئكم الرجال؟!
نعم إنهم أمة تربوا تحت نظر سيد ولدِ آدمَ محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بشرٌ لهم مثل ما لنا من الشهوات ولكنهم كانوا يجمحون شهواتهم بمراقبة الله جل وعلا. *وقبل أن نعيش مع السلف الصالح نقدم للنهج القويم
*
كلامُ اللهِ والشهر المبارك:
"
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .." البقرة 185أُنزل في الشهرِ المباركِ القرآنُ كلامُ اللهِ جلَّ وعلا مراحل نزول القرآن ثلاث
الأولى: نزوله إلى اللوح المحفوظ.
الثانية: نزوله إلى بيت العزة في سماء الدنيا.
الثالثة: نزوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم منجما ومفَرَّقا حسب الحوادث، فهذه هي المراحل الثلاث التي ذهب جمهور العلماء إلى أن القرآن نزل عليها كما قال الشيخ الدكتور:
صبحي الصالح .في كتاب مباحث في علوم القرآن ص 51.والله أعلم.إسلام ويب. هنا
*التنزل الأول:
ونعنى به: نزول القرآن إلى اللوح المحفوظ؛ والدليل على ذلك هو قول الله* سبحانه وتعالى* "بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ*فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ"البروج: 21؛22. *النّزول الثاني: كان إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا.ويدلّ على هذا:قوله سبحانه"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" الدخان:3. وقوله تعالى"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"القدر:1. وقوله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" البقرة: من الآية 185.قال الإمام الزّرقاني رحمه الله "مناهل العرفان" 33-34:" دلّت هذه الآيات الثّلاث على أنّ القرآن أُنزل في ليلة واحدة توصف بأنّها مباركة أخذًا من آية الدّخان، وتسمّى ليلة القدر أخذًا من آية سورة القدر، وهي من ليالي شهر رمضان أخذًا من آية البقرة.*ما المقصود ببيت العزّة ؟الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ هناك بيتين في السّماء:البيت المعمور، وبيت العزّة.
*أمّا البيت المعمور: فهو الّذي أقسم الله به في سورة الطّور قائلا" وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور"
*ومنه ما رواه البخاري عن مالكٍ بنِ صعصَعَةَ رضي الله عنه في حديث المعراج الطّويل عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:"ثمَّ رُفِعَ لِيَ البيْتُ المعْمُورُ ، فقُلتُ : يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمُورُ ، يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألْفَ ملَكٍ ، إذا خَرجُوا مِنهُ لمْ يُعودُوا إليه آخِرَ ما عليْهِمْ ،" هناالحديث.
*
وروى أحمد والحاكم وغيرهما عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ" الْبَيْتُ المَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ مَلَكٍ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"صحّحه الشّيخ الألبانيّ في " السّلسلة الصّحيحة " 1/778. هنا"البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 2891 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
*أمّا بيت العزّة: فهو البيت الّذي في السّماء الدّنيا.وقد روى الطّبريّ عن بعض السّلف أنّ في كلّ سماء بيتًا حيال الكعبة، فالّذي في السّماء السّابعة يُقالُ له البيت المعموركما سبق -، والّذي في السّماء الدّنيا يقال له بيت العزّة.*وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي:البيت المعمور بيت في السماء السابعة، يحاذي الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه للعبادة. وأما بيت العزة في السماء الدنيا، جاء عن ابن عباس والبيت المعمور في السماء السابعة.عبد العزيز بن عبد الله الراجحي هنا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2018, 01:53 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الثاني
إنها ساعة طيبة نجتمع فيها في بيت من بيوت الله لنتذاكر جميعًا أمرًا عظيمًا وموسمًا مباركًا نستقبله جميعًا ونسأل الله جل وعلا أن يبلغنا وإياكم ذلك الموسم على خيرٍ وإيمانٍ وأمنٍ وطاعةٍ لله جل وعلا.
-
بشارة عظيمة لمن أكرمه الله تعالى ومنّ عليه بحفظ وقته في المجالس التي تُعقَد في بيوت الله التي أَذِن الله جلّ وعلا أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه. ومثل هذه المجالس المباركة لابدَّ للمسلم أن يصبر نفسه عليها وأن يقتطع لها من وقته حتى يستفيد وينتفع، وإلَّا إذا كان لاهيًا منصرفًا منشغلًا مُكِبًّا على أمور دنياه التي لا تنتهي فلا يتهيَّأ له معرفة الخير ومعرفة أبواب الخير ومعرفة السُّبل التي يصل من خلالها إلى الخير وإلى ما يُرضي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وفي مثل هذه المجالس يتمُّ التَّوجيه وتأتي الموعظة وتحصل الذِّكرى ويأتي إيقاظ القلب والضَّمير والتَّوجيه إلى الخير وإلى أبواب الخير فينتفع النَّاس ويستفيدون فوائد عظيمة.
- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ يعني من أصحابِهِ فقالَ ما أجلسَكم قالوا : جلَسنا ندعوا اللَّهَ ونحمَدُهُ ، على ما هدانا لدينِهِ ومنَّ علينا بِكَ قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ
الراوي : معاوية بن أبي سفيان-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 5441-خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الدرر السنية
"ما جلَسَ قومٌ يذكُرونَ اللهَ تَعَالَى ، إلَّا ناداهم منادٍ مِنْ السماءِ : قُومُوا مغفورًا لَكُمْ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 5609 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


*المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ:

-"كتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : "المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ"الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 2/334 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
*القرآن القرآن
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "القرآنُ شافعٌ مشفَّع ، وماحِلٌ مصدَّق ، مَنْ جعله أمامَه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار "
رواه ابن حبان ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 164 /حديث رقم : 1423.
ماحِل: أي : ساع ..... وقيل : خصم مجادل .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن لله أهلين من الناس ". قالوا : من هم يا رسول الله . قال " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 168 / حديث رقم : 1432 .

* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر ، وذلك قوله "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "التين6 " ، قال : إلا الذين قرأوا القرآن.

رواه الحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / حديث رقم : 1435 / ص : 169 .

* عن بُريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآنَ وتعلَّمه وعملَ به ، أُلبسَ والداه يومَ القيامة تاجًا من نورٍ ، ضوؤه مثلُ ضوءِ الشمسِ ، ويُكسى والداه حُلّتان لا تقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بمَ كُسينا هذا ؟ . فيقال : بأخذِ وَلَدِكُمَا القرآن"رواه الحاكم ـ حسن لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 169 / حديث رقم : 1434 .
* عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال " ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينةُ ، وغشيتهم الرحمةُ ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده "رواه مسلم ـ أبو داود ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / ص : 161 / حديث رقم : 1417 .
* روي عن جابر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم " إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن ؛ الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله "

رواه ابن ماجه ـ صحيح لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 177 / حديث رقم : 1450 .
* عن النواس بن سِمعان ، رضي الله عنه ، قال :سمعتُ النبَّي ،صلى الله عليه وسلم يقول " يؤتَى بالقرآنِ يومَ القيامةِ وأهلِهِ الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تَقدُمْه سورة " البقرة " و" آل عمران " ، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسِيتُهن بعد ، قال صلى الله عليه وسلم : كأنهما غمامتان أو ظُلَّتان سوداوان ، بينهما شِرْق ، أو كأنهما فِرقان من طير صوافَّ ، تحاجَّان عن صاحبهما" . رواه مسلم ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 184 / حديث رقم : 1465 .
شِرق : أي بينهما فرق يضىء .

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعًا لنا ، وشاهدًا لنا لا شاهدًا علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ،ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

أنواع التلاوة
التلاوة الحُكمية : هي العمل بأوامر القرآن الكريم وأحكامه
التلاوة اللفظية : هي قراءة ألفاظ القرآن الكريم مع مراعاة أحكام التجويد .قال الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية:
قالَ الله تَعالى"إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ"فاطر: 29، 30.تِلاوةُ كتَابِ اللهِ عَلَى نوعين:
تلاوةٌ حكميَّةٌ وهي تَصْدِيقُ أخبارِه وتَنْفيذُ أحْكَامِهِِفِعْلِ أوامِرِهِ واجتناب نواهيه. والنوعُ الثاني:تلاوة لفظَّيةٌ، وهي قراءتُه.
مجالس شهر رمضان للعثيمين

*"الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ . والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ . وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ . والصلاةُ نورٌ . والصدقةُ برهانٌ . والصبرُ ضياءٌ . والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كل الناسِ يغدُو . فبايِعٌ نفسَه . فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" الراوي : أبو مالك الأشعري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 223 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث-الدرر السنية.-
شرح الحديث :
هذا حديثٌ عظيمٌ، وأصْلٌ مِن أصولِ الإسلامِ، يَذْكُرُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُلَّ ما يُهِمُّ المسلمَ في حَياتِهِ وآخِرتِهِ؛ ففيه يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ "الطُّهورَ"، أي: الوُضوءَ، والطَّهارةُ أصْلُها النَّظافةُ والتَّنَزُّهُ. "شَطْرُ الإِيمانِ"، أي: نِصْفُهُ، والمرادُ أنَّ الأجْرَ في الوُضوءِ يَنتهي إلى نِصْفِ أجْرِ الإيمانِ؛ لِمَا في الإيمانِ مِن نظافةِ النَّفسِ والقَلْبِ، ولِمَا في الطَّهارةِ مِن نَظافةِ الجَسَدِ، "والحمدُ للهِ تَملَآنِ الميزانَ"، أي: إنَّهما يُوزنانِ ويَملآنِ الميزانَ بالأجرِ والثوابِ، فترجَجُ كِفَّتُهما، "وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَمْلَآنِ ما بَيْنَ السَّمَواتِ والأرضِ"، أي: إنَّ أجْرَ ذِكرَهُما يَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ؛ لاشْتمالِهِمَا على تنزيهِ اللهِ تعالى في قوله: "سُبحانَ اللهِ"، والتَّفْويضِ والافْتِقارِ إلى اللهِ في قوله: "الحَمْدُ للهِ"، "والصَّلاةُ نورٌ"، أي: يُهْتدى بها إلى الطَّريقِ يومَ القِيامةِ كما يُهْتدى بالنُّورِ في الدُّنيا، "والصَّدَقةُ بُرهانٌ"، أي: دَليلٌ على إيمانِ المؤْمِنينَ واخْتلافِهِمْ عَنِ المنافِقِينَ، "والصَّبْرُ ضِياءٌ"، أي: الصبرُ على طاعةِ اللهِ تعالى والصبرُ عن معصيتِه والصبرُ أيضًا على النائباتِ وأنواعِ المكارهِ في الدُّنيا؛ كلُّ هذا ضِياءٌ لصاحبِه، و"الصبر": الوُقوفُ مع البلاءِ بِحُسْنِ الأدبِ، "والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ"، أي: بتِلاوتِه والعملِ به يُصبحُ حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، وبِتَرْكِه دونَ عملٍ أو تلاوةٍ يُصبحُ حُجَّةً وخُسْرانًا على صاحبِه، "كلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَه فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها"، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ فيكونُ مُنقِذًا لها مِنَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه فُيوبِقُها، أي: يُهلِكها بدُخولها النارَ.
وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبيانُ ما لهما مِن الأَجْرِ.
وفيه: بيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجريرةِ عملِه؛ فليعملْ لنَفْسِه ما أرادَ.. الدرر السنية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-06-2018, 02:50 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الثالث
وصايا
أول ما يوصَى به المسلمُ قبلَ رمضانَ أن تكون عنده همة صادقة وعزيمة صادقة عالية ،عزيمة على الرُّشدِ - الرشد مقابل للشر والغي ؛ والرشيد والراشد هو المستقيم على طريق الحق-.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اَجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُوْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَسورة البقرة، الآية: 185.
قوله عز وجل: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.سورة البقرة، الآية: 245. وقوله: “وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا .سورة الأعراف: 145.
فيستقبل شهر الغفران بعزيمة صادقة أن يتخذ أيام شهر رمضان ولياليه وسيلة لمحبة الله عز وجل وطريقًا إلى رحمته وسببًا للفوز بمغفرته .
فالعزيمة هي أساسُ كلِّ خيرٍ ومنبعُ كلِّ فضلٍ
.
الأمر التالي: العزم على إحسان الصيام : فالصيام صيامان
صيامٌ كاملٌ وصيامٌ ناقصٌ
.
الصيامُ الكاملُ: فيه يحفظُ الإنسانُ نفسه وجوارحه: عن شهوة البطن والفرج ويحفظ جوارحه عن حدود ومحارم الله عز وجل ؛بصيانة اللسان عن الغيبة والنميمة واللغو ؛ويُذكِّر نفسَهُ دومًا أنه في عبودية لله عز وجل ؛كثيرٌ منا يعلم ذلك لكن قليل من يلتزم به ،وقليل منا من يحفظ نفسه عند الغضب عن إصابة حدود الله ؛فلنحذر ونحفظ جوارحنا من الهاوية .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-06-2018, 03:20 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الرابع

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
هَلَّ علينا شهرُ شعبان، مذكِّرًا جميع المسلمينَ بما يحمله لهم من الخير، والدنيا مزرعة الآخرة.
فلنستقبل الشهر المبارك بالفرحة لمظنة الفوز والنجاة ، وننوي صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا "مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 683 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية -

* قال الخطابي :قوله " إيمانًا واحتسابًا " أي نية وعزيمة ، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه ، غير كاره له ، ولا مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه ، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .
وقال البغوي " قوله احتسابًا أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه ..... يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها : أي يتطلبها .
الإيمان : هو الاعتقاد بحق فرضية صومه .
الاحتساب: هو طلب الثواب من الله والتقرب إليه طلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو غيره . وهذا محله القلب . فهو نية . فبالنية يمكن أن يحصل المؤمن من الثواب الخير الكثير . ننوي عند بداية رمضان صيام الشهر إيمانًا واحتسابًا . وننوي فعل كل ما يرضي الله . ونتجنب المعاصي خشية أن يَصْدُق علينا هذا الحديث :
*
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم "رُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ ، و رُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ من قِيامِهِ السَّهَرُ"
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 20 ) ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .


الأمر التالي: الصيامُ مدرسةٌ تُذَكِّرُ بطاعةِ اللهِ عز وجل :
إذا أصابه الظمأُ والجوعُ يتذكرُ أمورًا تعينُه على ذلكَ ؛تذكَّرَ نعمةَ العافيةِ لصيامهِ لبلوغِ شهرِ رمضانَ وصيامهِ، نعمةٌ عظيمةٌ على من رزقه اللهُ وتَذَكُّر ظمأَ يومِ الدينِ والناس حفاة عراة غرلاً.
"إنكم ملاقوا اللهِ مشاةً حفاةً عراةً غرلًا"

الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 26867 الدرر-

"قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطيبًا بموعظةٍ . فقال : يا أيها الناسُ ! إنكم تُحشرون إلى اللهِ حفاةً عراةً غرلًا"كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا ، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"الأنبياء: 104.ألا وإنَّ أول الخلائقِ يُكسى ، يومَ القيامةِ ، إبراهيمُ - عليهِ السلامُ - . ألا وإنَّهُ سيُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخذ بهم ذاتُ الشمالِ . فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابي . فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول ، كما قال العبدُ الصالحُ" وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيٍء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحْكَيمُ"المائدة: 117 - 118 . قال فيقال لي : إنهم لم يزالوا مرتدينَ على أعقابهم منذُ فارقتهم . وفي حديثِ وكيعٍ ومعاذٍ: فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدكَ .

الراوي: عبدالله بن عباس- المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث: صحيح- انظر شرح الحديث رقم 9909.
يُبَيِّن لنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المَشهدَ في الآخِرةِ بأنَّ النَّاس سيُحشَرون عِندَ الخُروجِ مِن القُبورِ حُفاةً بلا خُفٍّ ولا نَعلٍ، عُراةً بلا ثيابٍ "غُرلًا" غَيرَ مَختونينَ.
"يُبْعَثُ الناسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، يُلْجِمُهُمُ العَرَقُ ، ويبلغُ شَحْمَةَ الأُذُنِ" ، قالتْ سودةُ: قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ! واسَوْءَتَاهُ ! ينظرُ بَعْضُنا إلى بَعْضٍ ؟! قال :" شُغِلَ الناسُ عن ذلكَ" . وتَلا "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "الراوي: سودة بنت زمعة أم المؤمنين- المحدث: الألباني-المصدر: السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم-3469 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
فلنحذر شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا خاصة في رمضان فالذنوب فيه مهلكة .
**قال ابن القيم رحمه الله: تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه. اهـ.
والسيئة من بعض عباد الله أعظم، لشرف فاعلها، وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
والأشهر الحرم هي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبة36.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى"وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الحج25 .
ونُقِلَ عن قتادة قوله:إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى.**
هنا

*قال الشيخ العثمين :
فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" الأنعام/160 . وقال " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" الحج/25 . ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال " نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية . بمعنى أنها تكون أشد ألمًا ووجعًا لقوله تعالى : وقال : " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الحج/25 .اهـ هنا
*وقال الشيخ ابن باز:
السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك"مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا" فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائمًا وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد.هنا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-07-2018, 03:51 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post

المجلس الخامس

الصيام يشفع لصاحبه
لحديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
"الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ"
الراوي : عبدالله بن عمرو -المحدث: الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3882 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر-



*الأمر التالي: ثمراتُ قيامِ الليلِ له حلاوة على المؤمن وطِلاوة في قلب المؤمن الطِّلاوَةُ : الحُسْنُ والرَّوْنَق هو دأب الصالحين
- يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ ، و اعملْ ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به ، و أَحبِبْ مَن شئت فإنك مُفارقُه ، و اعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ ، و عِزُّه استغناؤه عن الناسِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 824-خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره- الدرر السنية


- " لا تدعْ قيامَ اللَّيلِ ، فإنَّ رسولَ اللهِ كان لا يدعُهُ ، وكان إذا مرِضَ ، أو كسِلَ صلَّى قاعدًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 632-خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضلُ الصيامِ ، بعدَ رمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 1163 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-


"يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ"
الراوي : عبدالله بن سلام - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1105 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية

والقيام في رمضان يعين على القيام في غير رمضان .

وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المُفَطِّرَات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامَهم من جميع المفطِّرات، يعملون بكتاب اللهِ وسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم .

*الدنيا دار ابتلاء وامتحان
خلقَ اللهُ عبادَهُ ليعبدوهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وقالَ في كتابهِ العزيز"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"الذاريات 56، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال"وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" النحل 36.وجعل حياتَهُم الدنيويةَ موطنًا لابتلائِهم وامتحانِهم أيُّهم أحسنُ عملاً، وقال"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً"المُلك 2., ثم قال"وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"مبينًا أن هؤلاء الممتحَنين منهم من يُحسن في عملِه فيجازى بما يقتضيه اسمُهُ الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ" الحجر 50.
*موسم من مواسم الآخرة:
فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسمًا من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابقوا فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز، وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.
العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة:
إذا ألفَتِ النفسُ الطاعةَ في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفًا من عقاب الله فالفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات
.. "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"الحجر 99. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمران 102.
ثانيًا:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى


"إنَّ ربَّكم يقولُ : كلُّ حَسَنةٍ بعشرِ أمثالِها ، إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، والصَّومُ لي وأَناأجزيبِهِ، الصَّومُ جنَّةٌ منَ النَّارِ" الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم-764خلاصة حكم المحدث : صحيح
وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك إطلاع الله عليهومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلًا ونهارًا بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.
*وقفة مع حديث :
" تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الصُّبحَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الظُّهرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العصرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم المَغربَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العِشاءَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تنامونَ فلا يُكْتَبُ عليكُم حتَّى تستَيقِظُوا"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 357 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح-الدرر السنية
ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ومن لم يقرب من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح.
وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"النحل 97.
هذا هو طريق الحياة السعيدة الهانئة، القانعة المطمئنة، التي هي مطلب الناس أجمعين، وقد أوجزت هذه الآية مقومات هذه الحياة، ورسمت معالمها، في إيجاز معجز، مع وفاء كامل بالمعنى ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-07-2018, 04:10 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
root

المجلس السادس
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

* عن كعب بن عُجْرَة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " احضُروا المنبرَ . فحضَرْنا ، فلما ارتقى درجةً قال : آمين فلما ارتقى الدرجةَ الثانيةَ قال : " آمينْ " . فلما ارتقى الدرجةَ الثالثةَ قال : " آمينْ " . فلما نزل قلنا : يا رسولَ اللهِ ! لقد سمعْنا منك اليومَ شيئًا ما كنا نسمعُه . قال : إنَّ جبريلَ عَرض لي فقال : بَعُدَ من أدرك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له . قلتُ : آمين ، فلما رَقيتُ الثانيةَ قال : بَعُدَ مَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصلِّ عليك . فقلتُ : آمينْ ، فلما رقيتُ الثالثةَ قال : بَعُدَ من أدرك أبوَيه الكبرُ عندَه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنَّةَ . قلتُ : آمين"الراوي : كعب بن عجرة- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم- 995 خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره-الدرر السنية-

بُعدًا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، إذا لم يغفر له فيه فمتى؟ نسأل الله العافية
وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في أوانها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
- من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فلنشكر النعمة
نسأل الله أنْ يجعلَ لنا رمضان يَرْمِض ذنوبَنَا ، أي : يُحْرِقها بالأعمالِ الصالحةِ .

توعَّدَ سبحانه من لم يحافظْ على نِعَمِ اللهِ عليهِ ولم يراعِ ما أُريدَ استعمالهِا فيه بل طَلَقَها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله توعَّدَهُ بعقابهِ .
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"طه124.
وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى"وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء 36, "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "يس65،وقال تعالى"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ, حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"فصلت19: 21.
والحاصل أن الله أوجب على العبد أن يصون جوارحه - لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله- عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضا الله ويسلم من سخطه وعقوبته،فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له؛ لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضانفالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائمًا خوفًا من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.


*فضل قيام الليل:

* عن عبد الله بن مسعود ؛ قال :

" يضحكُ اللهُ عزَّ وجل إلى رجلينِ : رجلٌ قام في جوفِ الليلِ وأهله نيام ، فتطهر ، ثمَّ قامَ يصلي ، فيضحك الله عز وجل إليه ، ورجل لقى العدوَّ ، فانهزمَ أصحابُهُ ، وثبت حتى رزقه اللهُ الشهادة " صحيح لغيره ـ كتاب الشريعة / ج : 2 / باب : الإيمان بأن الله عز وجل يضحك / حديث رقم 680 ـ ( 329 ) / ص : 54 .
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" وإذا ضحك الله إلى قوم فلا حساب عليهم"
أخرجه الإمام أحمد ـ إسناده حسن ورجاله كلهم ثقات . كتاب الأسماء والصفات للبيهقي / مجلد : 2 / ص : 410 ..... تحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي ـ قدم له الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضلُالصيامِ ، بعدَرمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"
الراوي : أبو هريرة -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 1163 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-


*قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ "الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1398 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
* عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال"عليكُم بقيامِ اللَّيلِ ، فإنَّهُ دَأْبُالصَّالِحينَقبلَكُم ، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ"الراوي : بلال و أبو أمامة و أبو الدرداء و سلمان و جابر بن عبدالله- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 4079 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر-


* عن جابر قال "سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " إنَّفيالليلِلَساعةٌ ، لايوافقُهارجلٌمسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كلَّ ليلةٍ " الراوي : جابر بن عبدالله -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم757 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

*وقت صلاة القيام :
يبدأ قيام الليل من بعد صلاة العشاء ويستمر حتى الفجر .

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلِّيفيمابينأنيفرغَمنصلاةِالعشاءِ -وهي التي يدعو الناسُ العتمَةَ - إلى الفجرِ ، إحدى عشرةَ ركعةً . يسلِّمُ بين كلِّ ركعتَينِ . ويوتر بواحدةٍ . فإذا سكت المُؤذِّنُ من صلاةِ الفجرِ ، وتبيَّن له الفجرُ ، وجاءه المؤذنُ قام فركع ركعتَين خفيفتَينِ . ثم اضطجع على شِقِّه الأيمنِ . حتى يأتيه المُؤذِّنُ للإقامةِ" .الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 736 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-



آداب القيـــــام

* عن كريب ـ مولى ابن عباس ـ أن عبد الله بن عباس أخبره : أنه بات عندَ ميمونةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهي خالتُه ، قال : فاضطجَعْتُ في عَرْضِ الوِسادَةِ ، واضطجَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهلُه في طولِها ، فنامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى انتصَفَ الليلُ ، أو قبلَه بقليلٍ ، أو بعدَه بقليلٍ ، ثم استَيْقَظَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجَعَلَ يَمْسَحُ النومَ عن وجهِه بيديه ، ثمقرَأَالعشرَالآياتِالخواتمَمِنسورةِآلِعمرانَ ، ثم قام إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فتَوَضَأَ منها - فأَحَسَنَ وضوءَه ، ثم قام يُصَلِّي ، فصَنَعَتُ مثلَ ما صنَعَ ، ثم ذهبْتُ فقُمْتُ إلى جنبِه ، فوضَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدَه اليمنى على رأسي ، وأخَذَ بيدِه اليمنى يَفْتِلُها ، فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أَوْتَرَ ، ثم اضطجَعَ حتى جاءه المؤذنُ ، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرَجَ فصلى الصبحَ" .

الراوي : عبدالله بن عباس- المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم - 4571 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

* عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم "كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، إذا قامَ منَ الليلِ ، يَشُوصُفاهُبالسواكِ" .الراوي : حذيفة بن اليمان-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم - 245 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

"لولاأنأشقَّعلىأمتي، أو على الناسِ لأمَرتُهم بالسواكِ معَ كلِّ صلاةٍ ."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم - 887 خلاصة حكم المحدث :صحيح-الدرر-

* عن علي أنه أمرنا بالسواك وقال : قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتىيَضَعَفَاهُعلىفيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ"الراوي : علي بن أبي طالب -المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم -215 خلاصة حكم المحدث : حسنالدرر-


* عنِ المِقْدَام بنِ شُرَيْحٍ عن أبيه قال:سألتُ عائشةَ . قلتُ : بأيِّ شيءٍ كان يبدأُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخل بيتَهُ ؟ قالتْ: بالسواكِ.الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم - 253 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-07-2018, 04:20 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس السابع

لنطرق باب الريان
*لمن هو ؟
"في الجنة ثمانيةُ أبْوابٍ ، فيها بابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ ، لا يدخلُهُ إلا الصَّائِمُونَ" .الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 3257 خلاصة حكم المحدث :صحيح- انظر شرح الحديث رقم 21307- الدرر السنية
شرح الحديث: في هذا الحديث يَذكُر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى اختصَّ الصَّائِمينَ الكامِلين في صَومِ الفَرْضِ والمكثرينَ مِن صيامِ النَّفلِ، أو مَن غَلَب عليهم الصَّومُ مِن بينِ العِباداتِ،؟ منها ببابٍ يُقالُ له: الرَّيَّانُ، والرَّيَّان: فَعْلان مِن الرِّي، وهو نقيضُ العَطَش؛ وفي تَسميتِه بذلك مناسبةٌ حسنةٌ لأنَّه جَزاءُ الصائمين على عَطَشِهم وجُوعِهم، واكتُفي بذِكر الرِّي عن الشِّبَع لأنَّه يَستلزمُه، وهذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمين؛ حيث أُفْرِدَ لهم؛ ليُسرِعوا إلى الريِّ مِن العَطَشِ؛ إكرامًا لهم واختصاصًا، وليكون دُخولُهم في الجنة هيِّنًا غير مُتزاحَمٍ عليهم عند أبوابها؛ فقد يُؤدِّي الزِّحام إلى نوعٍ مِن العطش، وإنْ لم تُوجَدْ مزاحمةٌ في الحقيقةِ في أبوابِ الجنة لسَعتِها، ولأنَّه ليس بموضعٍ ضررٍ، ولا عنَت ولا نَصَب؛ فهذا تشريفٌ لهم وإعلاءٌ لمقامِهم، وتمييزٌ لهم على غَيرِهم. فيُنادَى عليهم فيَقومُون فيَدخُلون منه، فإذا دَخل الصائِمون أُغلق هذا البابِ، فلنْ يدخُل منه أحد غير الصَّائمينَ.
وفي هذا الحديثِ:فَضيلَةُ الصِّيامِ وكَرامَةُ الصَّائمينَ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أَنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ؛ فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالى مَزِيَّةً لهم دونَ غَيرِهم.الدرر السنية
*المقصود بالصائمين الذين يدخلون من باب الريان إلى الجنة* المراد بذلك: الصائمون صوم الفريضة، الذين يحافظون على صوم الفريضة وهو رمضان، وهكذا ما أوجب الله عليهم من صوم الكفارات والنذور، هؤلاء لهم باب: باب الريان، يدخلون منه فإذا دخلوا أغلق، وإذا كانوا عندهم أعمال أخرى يدعون من أبواب كثيرة، لكن يدخلون من هذا الباب؛ باب الصيام، والمؤمن الذي يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويتقي الله يدعى من الأبواب كلها، لكن هذا الباب ما يدخل منه إلا الصائمون الذين حافظوا على أداء الصوم الواجب. هنا هنا
اللهم ارزقنا ولنصبر أنفسنا على صيام التطوع لعله يجبر أي خلل أو نقص في صيام الفريضة
عن أبي هريرة :"أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ : يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ . فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها ؟. قال : نعم، وأرجو أن تكونَ منهم" الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1897 - خلاصة حكم المحدث :صحيح - شرح الحديث -الدرر السنية
الشرح
في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَنْ تصدَّقَ بعَدَدِ اثنينِ مِنْ أيِّ شيءٍ من الملبوساتِ أو النُّقودِ أو الطَّعام، فأَعطَى دِرهمينِ، أو رَغيفين، أو ثوبينِ لِمَن هو في حاجةٍ إليهما؛ ابتغاءً لرضوانِ الله نادَتْه الملائكةُ مِن أبواب الجنة مرحِّبةً بقُدومِه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمتَ خيرًا كثيرًا تُثاب عليه اليومَ ثوابًا كبيرًا. وقد جعَل لكلِّ عبادةٍ في الجنَّة بابًا مخصوصًا؛ فالمُكثِرون من الصَّلاة يُنادَون مِن باب الصَّلاة، ويَدخُلون منه، وهكذا الأمرُ بالنِّسبةِ إلى سائرِ العباداتِ مِن جِهادٍ وصدَقة. والمُكثِرون من الصَّومِ تَستقبِلُهم الملائكةُ عند باب الريَّان داعيةً لهم بالدُّخول منه، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَن دخَله لم يَظمَأْ أبدًا. والمُكثِرون من الصَّدقةِ، يُدْعَونَ إلى دُخولِ الجَنَّةِ مِن بابِ الصَّدقةِ؛ فقال أبو بكر رضِي اللهُ عنه :بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهِ، ما على مِن دُعِي مِن تلكَ الأبوابِ من ضرورةٍ، أي: ليس على المدعوِّ مِن كلِّ الأبوابِ مَضرَّةٌ، أي: قدْ سَعِد مَن دُعِيَ مِن أبوابِها جميعًا، وقيل: معناه أنَّه مَن دُعِي مِن بابٍ واحدٍ فقدْ حَصَل مُرادُه، وهو دخولُ الجَنَّة، وليس هناكَ ضرورةٌ عليه أنْ يدُعى مِن تِلك الأبوابِ كلِّها. ثم سألَ أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه: فهل يُدْعَى أحدٌ مِن تلك الأبوابِ كلِّها؟ فأجابَه صلَّى الله عليه وسلَّم: "نعم"، أيْ: يوجَد مِن المؤمنين مَن يُدْعى مِن أبواب الجنة الثَّمانيةِ؛ لكثرةِ عِباداتِه وتنوُّعِها واختلافِها، "وأرجو أنْ تكونَ منهم"؛ وذلك لاجتهادِ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه في كلِّ العِبادات، وحِرصِه على فِعل الخيراتِ.
وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي اللهُ عنه.الدرر السنية

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ"الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1398 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
الشرح
" مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ" :قَامَ بِهِ ، أَيْ أَتَى بِهِ ، يَعْنِي : مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي صَلَاتِهِعَلَى التَّدَبُّرِ وَالتَّأَنِّي كَذَا قِيلَ ، وَفِي الْأَزْهَارِ يُحْتَمُلُ مَنْ قَامَ وَقَرَأَ وَإِنْ لَمْ يُصِلِّ ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ ، أَيْ : أَخَذَهَا بِقُوَّةٍ وَعَزْمٍ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ، أَيْ يَقْرَؤُهَا فِي رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَظَاهِرُ السِّيَاقِ أَنَّ الْمُرَادَ غَيْرُ الْفَاتِحَةِ . اهـ . وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَقَلُّ مَرَاتِبِ الصَّلَاةِ ، وَهِيَ تَحْصُلُ بِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ وَثَلَاثُ آيَاتٍ بَعْدَهَا ، فَتِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ . "لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ " ، أَيْ :لَمْ يُثْبَتِ اسْمُهُ فِي صَحِيفَةِ الْغَافِلِينَ .
" وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ " ، أَيِ الْمُوَاظِبِينَ عَلَى الطَّاعَةِ أَوِ الْمُطَوِّلِينِ الْقِيَامَ فِي الْعِبَادَةِ . - من القانتينكلمة القنوت تأتي بعدة تفسيرات، فتأتي بمعنى: السكوت، وبمعنى: طول القيام، وبمعنى: الدعاء، ويأتي بمعانٍ أخرى، وهنا يحتمل أن يكون المراد بالقانتين الذين يحصل منهم طول القيام في صلاة الليل، ويحتمل غير ذلك.هنا -
وَالْقُنُوتُ : الطَّاعَةُ وَالْقِيَامُ ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ ، أَيْ : مِنَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَزِمُوا طَاعَتَهُ وَخَضَعُوا لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَلَا شَكَّ أَنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ وَقْتٍ لَهَا مَزَايَا وَفَضَائِلُ ، وَأَعْلَاهَا أَنْ تَكُونَ فِي الصَّلَاةِ ، لَا سِيَّمَا فِي اللَّيْلِ ، قَالَ تَعَالَى " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا"وَمِنْ ثَمَّ أَوْرَدَ مُحْيِي السُّنَّةِ الْحَدِيثَ فِي بَابِ صَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَحَاصِلُ كَلَامِ الطِّيبِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ مُطْلَقٌ غَيْرُ مُقَيَّدٍ لَا بِصَلَاةٍ وَلَا بِلَيْلٍ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَدْنَى مَرَاتِبِهِ ، وَيَدُلَّ عَلَيْهِ جَزَاءُ الشَّرْطِيَّةِ الْأُولَى وَهِيَ قَوْلُهُ : " لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ " ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ الْبَغَوِيُّ فِي مَحَلِّ الْأَكْمَلِ ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ : فَتَفْسِيرِي قَامَ يُصَلِّي : فِي هَذَا الْمَقَامِ هُوَ الْمُوَافِقُ لِلِاسْتِعْمَال ِ الشَّرْعِيِّ . فَمَدْفُوعٌ بِأَنَّهُ لَا يُعْرُفُ فِي الشَّرْعِ تَفْسِيرُ قَامَ يُصَلِّي وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَفَاتَهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مَسُوقٌ فِي بَابِ صَلَاةِ اللَّيْلِ . فَغَرِيبٌ ؛ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْوُرُودِ مِنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ ، وَبَيْنَ إِيرَادِ غَيْرِهِ فِيهِ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَهَذَا التَّفْسِيرُ يُخْرِجُهُ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ مَقْصُودَ الْحَدِيثِ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ قِرَاءَتِهَا وَلَوْ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ قِرَاءَتُهُ ذَلِكَ فِي خُصُوصِ الصَّلَاةِ - فَمَرْدُودٌ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ غَيْرُ مَعْلُومٍ ، وَإِنَّمَا يُحْمَلُ اللَّفْظُ عَلَى ظَاهِرِهِ الْمُتَبَادِرِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةِ قَيْدٍ ، وَإِنْ كَانَ الْقَيْدُ يُفِيدُ زِيَادَةَ الْفَضِيلَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
" وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ" :قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : مِنَ الْمُلْكِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ أَلْفُ آيَةٍ . " كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ " ، أَيْ : مِنَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الْأَجْرِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْقَنَاطِيرِ ، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ . يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ بَلَغُوا فِي حِيَازَةِ الْمَثُوبَاتِ مَبْلَغَ الْمُقَنْطِرِين َ فِي حِيَازَةِ الْأَمْوَالِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : لَا نَجِدُ الْعَرَبَ تَعْرِفُ وَزْنَ الْقِنْطَارِ ، وَمَا نُقِلَ عَنِ الْعَرَبِ الْمِقْدَارُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ ، قِيلَ : أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، فَإِذَا قَالُوا : قَنَاطِيرُ مُقَنْطَرَةٌ فَهِيَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَقِيلَ الْقِنْطَارُ : مِلْءُ جِلْدِ الثَّوْرِ ذَهَبًا ، وَقِيلَ : هُوَ جُمْلَةٌ كَثِيرَةٌ مَجْهُولَةٌ مِنَ الْمَالِ . قَالَهُ الطِّيبِيُّ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : هُوَ سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ .
وَقَالَ مِيرَكُ : وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ : الْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْأُوقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، كَذَا رَوَاهُ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ فِي تَصْحِيحِ الْمَصَابِيحِ ، وَأَقُولُ : وَرُوِيَ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ وَلَفْظُهُ : " مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ ، وَالْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْوُقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَخَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " . أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ . " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ " وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَمَنْ قَامَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ قَوْلُهُ : مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ ، أَيْ : مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ ، ذَكَرَهُ مِيرَكُ .
الشيخ ملا علي القاري رحمه الله تعالى
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » كتاب الصلاة » باب صلاة الليل

- " سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الصلاةِ أفضلُ ؟ قال : طولُ القنوتِ"الراوي : جابر بن عبدالله- المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 756- خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 23624 - الدرر السنية
الشرح
جُعلتْ قُرَّةُ عينِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الصَّلاةِ؛ ولذلك كان يُكثِر من نوافلِ الصَّلاةِ وقِيامِ اللَّيلِ، حتى إنَّه كان يَقومُ اللَّيلَ حتَّى تتورَّم قدَماهُ؛ ممَّا يُطوِّل فيه مِن الوقوفِ بين يَدَيِ اللهِ تعالى قارئًا داعيًا خاشعًا متضرِّعًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أفضلُ الصَّلاةِ طولُ القُنوتِ"، أي: أفضلُ أمرٍ مِن أمورِ الصَّلاةِ عُمومًا هو طولُ القنوتِ، والمرادُ بطُولِ القُنوتِ: طولُ القيامِ في الصَّلاة للقراءة، وقدْ يُرادُ بالقنوتِ الدُّعاءُ والخشوعُ والتذلُّلُ للهِ تعالى، كما كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يفعلُ، وخاصَّةً في التطوُّعِ وقيامِ اللَّيلِ؛ فكان يقِفُ مع كلِّ آيةٍ، ولا يمرُّ بآيةٍ فيها دعاءٌ إلَّا دعَا به، وإنْ كان فيها عذابٌ استعاذَ باللهِ عزَّ وجلَّ منه... وهكذا.

وصلاةُ الفَريضةِ- حتى وإنْ لم يَكُن فيها تَطويلُ القيامِ والقراءةِ والدُّعاءِ- أفضلُ مِن صلاة النَّفلِ التي فيها هذا التطويلُ؛ لأنَّ الفريضةَ هي التي أوجبَها اللهُ تعالى وحدَّدها بوَقتٍ وعددِ ركعاتٍ معيَّنٍ، ويُعاقَب على ترْكِها، ولأنَّ الفريضةَ أيضًا قُدْ أُمِر أن تُؤدَّى في جماعةٍ، وأُمِرَ بالتَّخفيفِ فيها؛ مُراعاةً للمريضِ وذي الحاجةِ ونحوهما؛ أمَّا في النَّافلةِ والتطوُّعِ، فيُطوِّل كلُّ امرئٍ فيها حسَبَ طاقتِه؛ فحصَل بذلك لكلِّ صلاةٍ مَيزتُها وفَضلُها.
وفي الحديثِ: فَضلُ طولِ القُنوتِ والقيامِ للقراءةِ في الصَّلاةِ، مع الخُشوع والدعاءِ..لدرر السنية-

*أدعية الاستفتاح الصحيحة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح ألفاظ متعددة ، ومن تلك الألفاظ :
1ما رواه البخاري (744) ، ومسلم (598) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ "أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ " .

2وروى أبوداود (776) ، والترمذي (243) عن عائشة رضي الله عنها قالت " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ"، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في " فتاوى نور على الدرب " (8/182 :
"
أما في الفريضة ، فالأفضل : سبحانك اللهم وبحمدك .... إلخ ، أو : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... إلخ ، هذا المحفوظ عنه في صلاة الفريضة عليه الصلاة والسلام " انتهى .

3 ووروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ" .
قال ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " /196
"
الْمَحْفُوظَ أَنَّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ ، إِنَّمَا كَانَ يَقُولُهُ – عليه الصلاة والسلام - فِي قِيَامِ اللَّيْلِ" انتهى.

4 وروى مسلم (770) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ " اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" .

5. وروى البخاري (7499) ، ومسلم (1758) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" .

6. وروى مسلم (600) ، والنسائي (901) عن أنس رضي الله عنه : " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ، فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، قَالَ : "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ؟" ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ – يعني : سكتوا - ، فَقَالَ : "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا" ، فَقَالَ رَجُلٌ : جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا ، فَقَالَ " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ".

7. وروى مسلم (601) عن ابن عمر رضي الله عنه قال " بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنَ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟" قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ : أَنَا ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ "عَجِبْتُ لَهَا ، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ" . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " .

8. وروى النسائي (1617) عن عاصم بن حُمَيْد ، قال : " سألت عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟
قالت : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن النسائي " الإسلام سؤال وجواب

*
ما يقال في آخر الوتر
1 - فقدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراشِ فالتمستُه فوقعتْ يدي على بطنِ قدميْه وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ وهو يقول" اللهم أعوذُ برضاك من سخطِك, وبمعافاتِك من عقوبتِك , وأعوذُ بك منك لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك" .الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 486 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث-الدررالسنية
الشرح :
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَجتهِدُ في التقرُّبِ إلى اللهِ بقيامِ الليلِ، ويُكثِرُ الدُّعاءَ والتَّضرُّعَ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضي الله عنها: "فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ليلةً مِن الفِراشِ"، أي: إنَّها كانت ليلتُها، فاستيقظَتْ من اللَّيلِ فلم تجِدِ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في فراشِه، "فالتمَسْتُه"، أي: جعلتْ تَطلُبه بيدِها وتَبحَثُ أين هو، "فوقعَتْ يدي على بطنِ قدمَيْه وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ"، أي: لمستْ بيدِها قَدَمَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في حالِ سُجودِه، ويدْعو ويقولُ: "اللَّهمَّ أعوذُ برِضاكَ مِن سخَطِكَ"، أي: ألجأُ وأستجيرُ بما تَرضَى به عنِّي ممَّا تَسخَط وتَغضَب به عليَّ
"
وبمُعافاتِك مِن عقوبتِك"، أي: أَلْجأُ وأستجيرُ بما تَعفُو به عنَّي ممَّا يَقعُ به عقوبةٌ منك،"وأعوذُ بكَ منك"، أي: وأَلْجأُ وأستجيرُ بكُلِّ صفةٍ مرغوبٍ فيها مِن صفاتِ اللهِ، مِن كلِّ صفةٍ مرهوبٍ منها مِن صِفاتِ اللهِ،"لا أُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنَيْتَ على نفْسِكَ"، أي: لا أستطيعُ أن أُوفِّيَكَ الشُّكرَ والحمدَ على نِعَمِكَ وأَفضالِك، وأنتَ يا ربِّ، كما أثنَيْتَ على نفسِكَ، وهذا اعترافٌ بالعجزِ عن أداءِ شُكرِ النِّعَمِ.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واهتمامُه بالقِيامِ والصَّلاةِ للهِ في جَوفِ اللَّيلِ.
وفيه: وقوعُ الغَيرةِ بينَ الضَّرائرِ؛ حتَّى عند الفُضليَاتِ الصَّالحاتِ وأمَّهاتِ المُؤمنينَ.
بعد التدقيق:
وفيه: إثباتُ صِفَتَي الرِّضا والسَّخَطِ للهِ تعالى؛ والاستعاذةُ بصِفاتِ اللهِ تعالى؛ فإنَّ الصِّفَةَ المُستعاذَ بها والصِّفَةَ المُستَعاذَ منها صِفتان لموصوفٍ واحدٍ وربٍّ واحدٍ، فالمُستعيذُ بإحْدى الصِّفتين من الأُخرَى مُستعيذٌ بالمُوصوفِ بِهما منه.
الدررالسنية

*الدعاء بعد الوتر

عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أنَّهُ كانَ يقرأُ في الوترِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَأَيُّهَا الكَفِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فإذا سلَّمَ قالَ" سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، سُبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، ورفعَ بِها صوتَهُ" .الراوي : عبدالرحمن بن أبزى - المحدث : الوادعي- المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 912 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح.الدررالسنية
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-16-2018, 04:22 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow


المجلس الثامن
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
"كان إذا أفطر قال" ذهبالظمأُوابتلَّتِ العروقُ وثبَت الأجرُ إن شاء اللهُ"الراوي : عبدالله بن عمر-المحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل-الصفحة أو الرقم - 920 خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر-


* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إنَّ للهِ تبارك و تعالى عُتقاءَفيكلِّيومٍ و ليلةٍ - يعني في رمضانَ - . و إنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ و ليلةٍ دعوةٌ مُستجابةٌ"الراوي : أبو سعيد الخدري- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم - 1002 خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيرهالدرر -
فلنحرص على الفوز بهذه الفرص التي قد نندم على إضاعتها . ولنتعلم ولنتأسَ بالصحابه في معرفة الخير الحقيقي .


"كنتُ آتي رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بوضوئِهِ وبحاجتِهِ فقالَ سَلني قلتُ مرافقتَكَ في الجنَّةِ قالَ أوَ غيرَ ذلِكَ قلتُ هوَ ذاكَ قالَ فأعنِّيعلىنفسِكَبِكثرةِالسُّجودِ"الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم -1137 خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

وفي الحديثِ: الحَثُّ على كَثرةِ السُّجودِ والتَّرغيبِ فيه.
وفيه: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ على السُّؤالِ عن مَعالي الأمورِ وما يُدخِلُ الجنَّةَ. -الدرر-
*كان الجماع محرمًا والأكل بعد النوم :
*كان الجماع محرمًا في ليل الصيام في أول الأمر ثم نسخ بهذه الآية " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...."
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
"كان أصحابُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كان الرجلُ صائمًا ، فحَضَرَ الإفطارُ ، فنامَ قبلَ أن يُفْطِرَ ، لمْ يأكلْ ليلتَهُ ولا يومَهُ حتى يُمْسِي ، وإنَّ قيسَ بنَ صِرْمَة الأنصاريَّ كان صائمًا ، فلمَّا حضرَ الإفطارُ أتى امرَأَتَه فقال لها : أعِندَكِ طعامٌ ؟ . قالتْ : لا ، ولكنْ أَنْطَلِقُ فأطلُبُ لكَ ، وكان يومَهُ يعملُ ، فَغَلَبَتْهُ عيناه ، فجاءَتْهُ امرأتُهُ ، فلمَّا رأتْهُ قالت : خَيْبَةً لكَ ، فلمَّا انتَصفَ النهارُ غُشِيَ عليهِ ، فذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنزلت هذه الآيةُ : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ" . فَفَرِحوا بها فرَحًا شديدًا ، ونزلتْ" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ" . الراوي : البراء بن عازب - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1915 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث -الدرر السنية

السحور
تعريف السَّحُور: - بفتح السين - طعامُ السَّحَرِ وشرابُه، وبضمِّها-السُّحور-: أكل هذا الطعام. فهو بالفتح اسم ما يُتَسَحَّر به، السُّحور: وبالضم المصدر والفعل نفسه .الدرر السنية
المفتوح ..... السَّحور..... اسم المأكول .
المضموم ..... السُّحور..... اسم للفعل
لقد سنّ لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة السحور، وحثنا عليها ورغبنا فيها ونهانا عن تركها، وذلك رحمة بنا ورفقا بحالنا ليكون أقوى لنا حال صيامنا.

عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ "تسحَّرُوا فإِنَّ في السُّحورِ برَكَةٌ" صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 ) ـ باب : فضل السحور ... / حديث رقم : 45 ـ ( 1095 ) / ص : 262 .


" فصلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ ، أكْلةُ السَّحَرِ"

سنن أبي داود المجلد الواحد / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام /( 15 ) ـ باب : في توكيد السَّحور / حديث رقم : 2343 / ص : 411 / صحيح .
هذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّةَ السُّحورِ للصائمِ في رَمَضَانَ، وأنَّ هذه الأَكْلَةَ تُميِّز صيامَ المسلمين عن صيامِ أهلِ الكِتابِ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارَى؛ ولذلك لا بُدَّ أن يَحرِصَ المُسلِمُ على تَناوُلِ السَّحورِ؛ استجابةً لحديثِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. الدرر السنية
نستحضر هذه النية ونحن نتسحر أي نستحضر أننا نتسحر لمخالفة أهل الكتاب .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلُّونَ على المتسحِّرينَ"رواه الطبراني في الأوسط . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1053 / ص : 519.


صلاة الله على المتسحرين..... ذكره لهم في الملأ الأعلى .
صلاة الملائكة على المتسحرين..... الاستغفار لهم .
ونحن نتسحر نستشعر هذا .وهذا يدفعنا للامتثال لآداب الطعام - الأكل باليمين ـ مما يليك ـ عدم الإفراط في كمية الطعام ـ الشرب على ثلاثة مرات والتسمية والحمد ـ الجلوس أثناء الشرب ..... .
* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ "تَسَحَّرُوا ولوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ ماءٍ"

رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم /15 ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1058 / ص : 520 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " نِعْمَ سُحورُ المؤمنِ التمرُ"
رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1059 / ص : 520 .


فلنحرص على السحور ولو بجرعة ماء ..... ونحرص على السحور على تمر ، امتثالاً للهدي النبوي .
وكان ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يؤخر السحور
* عن زيدِ بنِ ثابتٍ رضي اللهُ عنه قال : تسحَّرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم قُمْنا إلى الصلاةِ. قلتُ : كم كان قدرُ ما بينهما ؟ قال : خمسينَ آيةً ."

صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 ) ـ باب فضل السحور ... / حديث رقم : 47 ـ ( 1097 ) / ص : 262 .

"البَرَكةُ في ثلاثةٍ : في الجماعةِ ، والثَّريدِ ، والسُّحُورِ" الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 2882-خلاصة حكم المحدث : صحيح
فدلّت هذه الأحاديث على أن السحور سنة مؤكدة، لا ينبغي للمسلم التهاون بها بل ينبغي له المحافظة عليها لنيل بركتها، وامتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم "وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا"النور 54.
فلنحرص على تأخير السحور ولو بجرعة ماء أو تمرة ، امتثالاً .
مسألة:ـ قد يقول قائل: ما هو الصارف للأمر بالسحور عن الوجوب إلى الاستحباب المؤكد؟.
والجواب:ـ أن الصارف لذلك هو أن الأمر في هذه الأحاديث جاء بعد الحظر كما دل عليه حديث البراء السابق، وقد تقرر أن الأمر بعد الحظر لا يدل على الوجوب وإنما يفيد الإباحة، لكن لما جاءت تلك الأحاديث الكثيرة في فضل السحور والحث عليه تَبيّنَ أن الأمر لا يقتصر على الإباحة فقط بل يتعداه إلى الإستحباب المؤكد.
ومما يدل أيضًا على أن الأمر للاستحباب لا للوجوب مواصلته صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه يوما بعد يوم دون أن يتسحروا كما سيأتي في الوصال، والله أعلم


oفائدة :.
*
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
إذا سمعَ أحدُكُمُ النِّداءَ والإناءُعلى يدِهِ ، فلا يَضعهُ حتَّى يقضيَ حاجتَهُ منهُ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 18 ـ باب :في الرجل يسمع النداء والإناء على يده / حديث رقم : 2350 / ص : 412 / حسن صحيح .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-16-2018, 04:35 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
القنـــــــوت

أنــــواع القنـــوت :

1-قنــــوت فـي الوتــر :



قنـوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الوتر ، والسنة في هـذا القنوت أن يكون قبل الركوع .
* فعن أُبي بن كعب : " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوتر فيقنُتُ قبل الركوع" .

سنن ابن ماجه / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات والسنة فيها / 120 ) ـ باب :ما جاء في القنوت ..... / حديث رقم : 1182 / ص : 120 / صحيح .

وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القنوت في الوتر في رمضان وغيره للحديث السابق .هدي النبي في رمضان. عمرو عبد المنعم / ص : 33 .

ـ صيغة القنوت في الوتر:


* قال الحسن بن علي بن أبي طالب"علَّمني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كلِماتٍ أقولهنَّ في الوترِ اللَّهمَّ اهدِنيفيمنهديتَ وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِك لي فيما أعطيتَ وقني شرَّ ما قضيتَ فإنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ"الراوي : الحسن بن علي بن أبي طالب- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم- 464 خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-



*قال الحسن بن علي بن أبي طالب : علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في قنوتِ الوِترِ اللهمَّ اهدني فيمن هديت وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِني شرَّ ما قضيتَ فإنَّك تقضي ولا يُقضَى عليك أنت تمُنُّ ولا يُمَنُّ عليك أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ إليك وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ"
قال الشيخ الألباني في : مشكاة المصابيح : ( 1226 ) / إسناده صحيح .وحسنه ابن حجر العسقلاني في : هداية الرواة ـ ( 2 / 59 .


- 2 القنـوت في الفريضة :

ولا يشرع القنوت في الفريضة إلا في النازلة ، ولا يخص بها صلاة دون صلاة ، ويجعله بعد الركوع .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أراد أن يدعو على أحدٍ أو يدعو لأحدٍ، قنتَ بعدَ الركوعِ "
صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : ( ليس لك من الأمر شيء )سورة آل عمران / آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .

* عن أنس ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنت شهرًا يدعو على حي من أحياء العرب ، ثم تركه .

سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 12 ) ـ كتاب : التطبيق /( 32 ) ـ باب : ترك القنوت / حديث رقم : 1079 / ص : 176 / صحيح .

* عن ابن عباس قال : قنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح ، في دبر كل صلاة ، إذا قال " سمع الله لمن حمده " من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سُلَيم ، على رِعْلٍ وذَكْوانَ وعُصَّيّة ، ويُؤَمِّنُ مَن خَلفَه .

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب :القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1443 / ص : 249 / حسن .

وصح عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنه رفع يديه في القنوت :
- بعث النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقوامًا من بني سليمٍ إلى بني عامرٍ في سبعينَ ، فلما قَدِمُوا : قال لهم خالي : أتقدَّمكم ، فإن أَمَّنُونِي حتى أُبَلِّغُهُمْ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وإلا كنتم مِنِّي قريبًا ، فتقدَّمَ فأمَّنُوهُ ، فبينما يُحدِّثهم عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أومؤوا إلى رجلٍ منهم فطعنَهُ فأنفذَهُ ، فقال : اللهُ أكبرُ ، فزتُ وربِّ الكعبةِ ، ثم مالوا على بقيةِ أصحابِهِ فقتلوهم إلا رجلًا أعرجَ صعِدَ الجبلَ - قال همامٌ : فَأُرَاهُ آخرُ معَهُ - فأخبرَ جبريلُ عليهِ السلامُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنهم قد لقوا ربهم ، فرضيَ عنهم وأرضاهم ، فكُنَّا نقرأُ : أن بِلِّغُوا قومنا ، أن لقينا ربنا ، فرضيَ عنَّا وأرضانا . ثم نُسِخَ بعدُ ، فدعا عليهم أربعينَ صباحًا ، على رعلٍ ، وذكوانَ ، وبني لحيانَ ، وبني عُصَيَّةَ ، الذين عَصُوا اللهَ تعالى ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .

الراوي : أنس بن مالك-المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2801-خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث الدرر السنية


* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ " ... فما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وجد على شيء قط وُجده عليهم ، فلقد رأيتُ رَسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاة الغداة رفع يديه ، فدعا عليهم ... "

حديث صحيح ـ رواه الإمام أحمد ( 3/137 ) وإسناده صحيح . صفة قنوت النبي / ص : 11 .

وقد صح عن عمر بن الخطاب ، وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنهما رفعا أيديهما في القنوت . صفة قنوت النبي / ص : 13 .

ـ وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجهر بدعائه في القنوت ، يسمع به المأمومين كما دل عليه قول ابن عباس في الحديث السابق ذكره " ويؤمن من خلفه " دليل على جهره بالدعاء في القنوت .
* ولحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أراد أن يدعو على أحد . أو يدعوَ لأحد قنت بعد الركوع . فربما قال : إذا قال " سمع الله لمن حمده .

اللهم ربنا لك الحمد . اللهم أنج الوليد بن الوليد . وسلمة بن هشام . وعياش بن أبي ربيعة . اللهم أشدد وطأتك على مضَر ، واجعلها سنين كسني يوسف " .
قال : " يجهر بذلك " .....

صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : ( ليس لك من الأمر شيء ) سورة آل عمران / آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .

ـ صفة الدعاء في القنوت :

ولم يصح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه اختص قنوت النوازل بدعاء معين قط ، بل وردت عنه جُمَل مختلفة من الأدعية تندرج تحت الدعاء للمؤمنين ، أو لعن الكافرين .
مثل الأمثلة السابق ذكرها .
ـ وكان من هديه ترك القنوت بزوال السبب أو العارض . ففي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قنت رسول الله ..... " اللهم نج الوليد بن الوليد ، اللهم نج سلمة بن هشام ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مُضَر اللهم اجعلها كسني يوسف " .
قال أبو هريرة : وأصبح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم فلم يَدْعُ لهم ، فذكرت ذلك له ، فقال " وما تَراهم قد قَدِمُوا ؟ " .

سنن أبي داود / تحقيق العلامة الألباني / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب :القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1442 / ص : 249 / صحيح .

* حديث عن أنس بن مالك ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنت شهرًا ، ثم تركه .
سنن أبي داود / ..... / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب : القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1445 / ص : 249 . صحيح .

وقد عد بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ التزام القنوت -في الفريضة-مطلقًا دون سبب عارض بدعة ، فعن أبي مالك الأشجعيِّ ، سعد بن طارق ؛ قال : قلت لأبي : يا أبتِ ! إنك قد صليت خلف رسول الله ـ صلى الله عليـه وسـلم ـ وأبي بكـر وعمر وعثمان وعلي ها هنا بالكوفة ، نحوًا من خمس سنين ، فكانوا يقنتون في الفجر ؟ فقال : أي بني ! مُحدَث " .

سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلاة والسنة فيها / ( 145 ) ـ باب :ما جاء في القنوت في صلاة الفجر / حديث رقم : 1241 / ص : 221 / صحيح .

ـ القنوت في الفجر أبدًا ، بدعة كما صرح بذلك بعض أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

كما في الحديث السابق ..... ومن المحال أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كان في كل غداة بعد اعتداله من الركوع يقول " اللهم اهدني فيمن هديت ..... " ويرفع بذلك صوته ، ويؤمِّن أصحابه دائمًا ، إلى أن يفارق الدنيا ، ثم لا يكون ذلك معلومًا عند الأمة بل يضيعه أكثر أمته ، حتى يقول الصحابي : إنه محدث كما قال سعد بن طارق الأشجعيِّ .الوجيز / ص : 110 .


oفائدة :

ـــ
ما قيل عن القنوت في صلاة الفجر وتخصيص هذه الفريضة دون الفرائض الأخرى بقنوت يومي وأن ذلك محدث،هذا الحكم على الراجح . وإلا فإن هذا الموضوع فيه خلاف .اتفق أهل العلم على ترك القنوت من غير سبب في أربع صلوات وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء . واختلفوا في القنوت في صلاة الصبح . فمن أراد الاستزادة فعليه بالكتب المختصة .

وانظر ... تحفه الأحوزي بشرح جامع الترمذي / الجزء الثاني / باب ماجاء في القنوت في صلاة الفجر ( الشرح ) / ص : 359 .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-16-2018, 04:44 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس التاسع
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
العشر الأواخر وليلة القدر

إن شهركم قد أخذ في النقصان فزيدوا أنتم في العمل ، فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف ، وأما شهر رمضان فمن أين لكم . منه خلف .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال" مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم- 1901خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر -



* عن عائشة ، قالت : - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجاورفيالعشرِالأواخرِمن رمضانَ، ويقول " تَحَرَّوْا ليلة القدرِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ" .


الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم- 2020 خلاصة حكم المحدث:صحيحالدرر -

يجاور ... تعني يعتكف .

* عن أبي سعيد الخدري ؛ قال : اعتكفنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشرَ الأوسطَ من رمضان ، فقال " إني رأيتُ ليلةَ القدر فأُنسيتُها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من الوتر "
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 7 ) ـ كتاب : الصيام / ( 56 ) ـ باب :في ليلة القدر / حديث رقم : 1766 / ص : 306 / صحيح .

سورة القدر
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " سورة القدر آية 1-5

يُخْبِرُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ " الدُّخَانِ : 3 - وَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، وَهِيَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ "الْبَقَرَةِ : 185 . تفسير ابن كثير " وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ"أي فإن شأنها جليل .
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ "أي تعادل في فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب وتندهش له العقول حيث مَنَّ تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى بليلةٍ يكون العملُ فيها يقابل ويزيد عن ألف شهر .
"تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا "أَيْ : يَكْثُرُ تَنَزُّلُ الْمَلَائِكَةِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِكَثْرَةِ بَرَكَتِهَا ، وَالْمَلَائِكَةُ يَتَنَزَّلُونَ مَعَ تَنَزُّلِ الْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ ، كَمَا يَتَنَزَّلُونَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَيُحِيطُونَ بِحِلَقِ الذِّكْرِ ، وَيَضَعُونَ أَجْنِحَتَهُمْ لِطَالِبِ الْعِلْمِ بِصِدْقٍ تَعْظِيمًا لَهُ .
وَأَمَّا الرُّوحُ فَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ . وَقِيلَ : هُمْ ضَرْبٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ . كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ " النَّبَأِ " وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
"
بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" ... أي تنزل الملائكة إلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمر قدَّرَهُ اللهُ وقضاه في تلك السنة إلى السنة القابلة .
سَلَامٌ هِيَ" هِيَ سَالِمَةٌ ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا سُوءًا أَوْ يَعْمَلَ فِيهَا أَذًى .
وَقَالَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ : تُقْضَى فِيهَا الْأُمُورُ ، وَتُقَدَّرُ الْآجَالُ وَالْأَرْزَاقُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ "
وَقَوْلُهُ " سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ "قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ "قَالَ : تَسْلِيمُ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عَلَى أَهْلِ الْمَسَاجِدِ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ .
وقد تواترت الأحاديث في فضلها وأنها في رمضان وفي العشر الأواخر منه ، خصوصًا في أوتاره وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة .
ولهذا كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان ، رجاء ليلة القدر . والله أعلم . ا . هـ / بتصرف .
ويستحب أن يُجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها لما روي عن عائشةَ رضي الله عنها ؛ أنها قالت :- يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو قالَ "تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 3119-خلاصة حكم المحدث : صحيح
.
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " من قام ليلة القـدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه "

صحيح البخاري " متون " / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 6 ) ـ باب : من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية / حديث رقم : 1901 / ص : 215
*أقل زمن للاعتكاف :
ما أقل مقدار للاعتكاف ؟ فهل يمكن أن أعتكف وقتًا قصيرًا أم لابد من اعتكاف عدة أيام ؟ .
ذهب جمهور العلماء إلى أن أقله لحظة ، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد .انظر : الدر المختار ( 1 / 445 ) ، المجموع ( 6 / 489 ) ، الإنصاف ( 7 /566 .

قال النووي في المجموع 6 / 514 :

وَأَمَّا أَقَلُّ الاعْتِكَافِ فَالصَّحِيحُ الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْجُمْهُورُ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ لُبْثٌ فِي الْمَسْجِدِ , وَأَنَّهُ يَجُوزُ الْكَثِيرُ مِنْهُ وَالْقَلِيلُ حَتَّى سَاعَةٍ أَوْ لَحْظَةٍ . ا . هـ . باختصار .
واستدلوا على هذا بعدة أدلة :
ـ أن الاعتكاف في اللغة هو الإقامة ، وهذا يصدق على المدة الطويلة والقصيرة ولم يرد في الشرع ما يحدده بمدة معينة قال ابن حـزم : " والاعتكاف في لغة العرب الإقامة ، فكل إقامة في مسجد لله تعالى بنية التقرب إليه اعتكاف ، مما قل من الأزمان أو كثر ، إذ لم يخص القرآن والسنة عددًا من عدد ، ووقتًا من وقت"ا . هـ . المحلى 5 / 179 .
وقال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى (15/441 :


" الاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيـرة أو قليلة ، لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك ، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجبًا بالنذر وهو في المرأة والرجل سواء"ا . هـ .قاله الشيخ / صالح المنجد.
* عـن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده.

صحيح البخاري " متون " / ( 33 ) ـ كتاب : الاعتكاف / ( 1 ) ـ باب : الاعتكاف في العشر الأواخر ... / حديث رقم : 2026 / ص : 229 .

دخول المعتكف فذهب جمهور العلماء - منهم الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله - إلى أن من أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل قبل غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين ، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة ، منها : أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان . متفق عليه .
فعلى هذا ، يدخل المسجد قبل غروب شمس ليلة إحدى وعشرين .
لكن روى البخاري (2041) ومسلم (1173) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ .
وقد قال بظاهر هذا الحديث بعض السلف وأنه يدخل معتكفه بعد صلاة الفجر . وبه أخذ علماء اللجنة الدائمة (10/411) ، والشيخ ابن باز (15/442 .
لكن أجاب الجمهور عن هذا الحديث بأحد جوابين :

قال النووي :
"إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِف صَلَّى الْفَجْر ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفه"اِحْتَجَّ بِهِ مَنْ يَقُول : يَبْدَأ بِالاعْتِكَافِ مِنْ أَوَّل النَّهَار , وَبِهِ قَالَ الأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ , وَاللَّيْث فِي أَحَد قَوْلَيْهِ , وَقَالَ مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد : يَدْخُل فِيهِ قَبْل غُرُوب الشَّمْس إِذَا أَرَادَ اِعْتِكَاف شَهْر أَوْ اِعْتِكَاف عَشْر , وَأَوَّلُوا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ دَخَلَ الْمُعْتَكَف , وَانْقَطَعَ فِيهِ , وَتَخَلَّى بِنَفْسِهِ بَعْد صَلَاته الصُّبْح , لا أَنَّ ذَلِكَ وَقْت اِبْتِدَاء الاعْتِكَاف , بَلْ كَانَ مِنْ قَبْل الْمَغْرِب مُعْتَكِفًا لابِثًا فِي جُمْلَة الْمَسْجِد , فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْح اِنْفَرَدَ اهـ .
الجواب الثاني :
أَجَابَ به الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مِنْ الْحَنَابِلَة بِحَمْلِ الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَل ذَلِكَ فِي يَوْم الْعِشْرِينَ . قال السندي : وَهَذَا الْجَوَاب هُوَ الَّذِي يُفِيدهُ النَّظَر ، فَهُوَ أَوْلَى وَبِالاعْتِمَادِ َأَحْرَى اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الصيام" (ص 501) :متى يبتدئ الاعتكاف ؟
فأجاب :
"
جمهور أهل العلم على أن ابتداء الاعتكاف من ليلة إحدى وعشرين لا من فجر إحدى وعشرين ، وإن كان بعض العلماء ذهب إلى أن ابتداء الاعتكاف من فجر إحدى وعشرين مستدلاًّ بحديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري "فلما صلى الصبح دخل معتكفه " لكن أجاب الجمهور عن ذلك بأن الرسول عليه الصلاة والسلام انفرد من الصباح عن الناس ، وأما نية الاعتكاف فهي من أول الليل ، لأن العشر الأواخر تبتدىء من غروب الشمس يوم عشرين" اهـ .
وأما خروجه :
فإنه يخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام رمضان
سئل الشيخ ابن عثيمين : متى يخرج المعتكف من اعتكافه أبعد غروب شمس ليلة العيد أم بعد فجر يوم العيد ؟
فأجاب :
"
يخرج المعتكف من اعتكافه إذا انتهى رمضان ، وينتهي رمضان بغروب الشمس ليلة العيد"اهـ فتاوى الصيام (ص 502 .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/411.
"
وتنتهي مدة اعتكاف عشر رمضان بغروب شمس آخر يوم منه" اهـ .
وإذا اختار البقاء حتى يصلي الفجر ويخرج من معتكفه إلى صلاة العيد فلا بأس ، فقد استحب ذلك بعض السلف . هنا


شروط الاعتكاف :

الإسلام ـ العقل ـ التمييز ـ النية ـ المسجد ـ الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس .
واختلِـفَ في اشتراط الصيام وتحديد المدة للمعتكِف ..... رجح الشيخ / عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : عدم اشتراطهما .

ورجح الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : اشتراطهما ... في ملزمة قيام الليل الحاشية / ص : 37 .

زكاة الفطر
حكمها :
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال :
فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعيرعلى العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة .

صحيح البخاري " متون " / ( 24 ) ـ كتاب : الزكاة /( 70 ) ـ باب : فرض صدقة القطر ... / حديث رقم : 1503 / ص : 172 .
* عن ابن عباس ، قال : فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسـلم ـ زكاة الفطـر طُهرةً للصائم من اللَّغوِ والرَّفَثِ ، وطُعمةً للمساكين ، فمن أدَّاها قبل الصلاة ، فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات .
سنن ابن ماجه / تحقيق العلامة الألباني / ( 8 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 21 ) ـ باب :صدقة الفطر / حديث رقم : 1827 / ص : 318 / حسن.
1 ـ ُطهرة أي تطهيرًا .
2
ـ اللغو أي ما لا فائدة فيه من القول أو الفعل،والواجب عن كل شخص نصف صاع من قمح ، أو صاع من تمر أو زبيب ، أو شعير أو أقِط ، أو غير ذلك مما يقوم مقامه؛ كالأرز والذرة ونحوها مما يعتبر قوتًا . أما كون الواجب من القمح نصف صاع :
* فلحديث عروة بن الزبير : " أن أسماء بنت أبي بكر كانت تخرج على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أهلها ـ الحر منهم والمملوك ـ مُدَّيْن من حِنطة أو صاعًا من تمر ، بالمد أو بالصاع الذي يقتاتون به "

أخرجه الطحاوي ( 43/2 ) وهذا لفظه ـ وابن أبي شيبة والإمام أحمد ، وسنده صحيح
على شرط الشيخين . تمام المنة للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 387 .
المُد ----> حفنة بكفي الرجل المتوسط .
الصاع ----> أربعة أمداد .
حنطة ----> قمـح .
أما كون الواجب من غير القمح صاعًا .
*أنه سمع أبا سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ يقول : كنَّا نُخْرِجُ زكاة الفطرِ صاعًا من طعام أو صاعًا من شعير ، أو صاعًا من تَمْرٍ أو صاعًا من أَقِطٍ أو صاعًا من زبيب "

صحيح البخاري " متون " / ( 24 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 73 ) ـ باب : صدقة الفطر صاع من طعام / حديث رقم : 1506 / ص : 173 .
الأقط ----> لبن مجفف معروف بالحجاز ونجد ، يشبه الكشك في بلادنا . الوجيز ... / ص : 224 / بتصرف.
السنة إخراج زكاة الفطر من أي طعام يقتات به أهل بلدك ، ومقدارها : صاع عن كل فرد من الأسرة ، وجماهير العلماء على عدم جواز إخراج قيمتها نقدًا ، بل تخرج طعامًا كما نصت السنة ، وهو القول الموافق للأدلة .
فتمسك به وإيـاك والآراء ، وإن زينها أصحابها . وليس هذا بمانع من التصدق على الفقراء بنقود ، لكن غير صدقة الفطر ؛ فإنه أمر تعبدى ، ولله في شرعه حِكم قد لا نعرفها .ا . هـ .


* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـزكاة الفطر صاعًا من تمـر أو صاعًا من شعير على العبد والحر ، والذكر والأنثى ،والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "

صحيح البخاري " متون " / ( 24 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 70 ) ـ باب : فرض صدقة الفطر / حديث رقم : 1503 / ص : 172 .
* وقـت التكبير في عيد الفطر :

اختلف أهل العلم في وقت بداية التكبير في عيد الفطر على قولين:
القول الأول: أنه من حين الذهاب إلى مصلى العيد.
القول الثاني: أنه من حين رؤية هلال شوال.هنا

* صيغة التكبير :
1ـ قال ابن حجر في الفتح : أصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرازق بسند صحيح عن سلمان قال : " كبروا الله ؛ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرًا"

فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / ( 13 ) ـ كتاب : العيدين / ( 12 ) ـ باب : التكبير أيام منى ، ... / ص : 536 .
2ـ ثبت عن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة أنه كان يقول " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،والله أكبر الله أكبر ولله الحمد "
إرواء الغليل ... / ج : 3 / باب : صلاة العيدين / ص : 125 .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في تمام المنة / ص : 356 : كذا رواه ابن أبي شيبة بتشفيع التكبير في رواية ، وفي أخرى له بتثليث التكبير ، والمعروف الأول . ا . هـ .

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:56 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر