العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #19  
قديم 11-20-2018, 01:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,252
root

" قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ "الملك : 29 .

*ثم أمره- سبحانه- للمرة الخامسة، أن يبين لهم أنه هو وأصحابه معتمدون على الله- تعالى- وحده، ومخلصون له العبادة والطاعة، فقال: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا ...

وقوله "فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" مسوق مساق التهديد والوعيد أي:
فستعلمون في عاجل أمرنا وآجله، أنحن الذين على الحق أم أنتم؟ ونحن الذين على الباطل أم أنتم؟ ..
فالمقصود بالآية الكريمة التهديد والإنذار، مع إخراج الكلام مخرج الإنصاف، الذي يحملهم على التدبر والتفكر لو كانوا يعقلون.تفسير الوسيط = هنا =


وَذِكْرُ صِفَةِ "الرَّحْمَنِ" هُنَا يُشِيرُ إِلَى رَحْمَتِهِ الواسعةِ بِرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ; فَهُوَ لَنْ يُهْلِكَهُمْ كَمَا يَتَمَنَّى الْكَافِرُونَ أَوْ كَمَا يَدَّعُونَ في الآيةِ السابقةِ برحمته .
وَيُوَجِّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى إِبْرَازِ الصِّلَةِ الَّتِي تَرْبُطُهُمْ بِرَبِّهِمُ الرَّحْمَنِ. صِلَةِ الْإِيمَانِ آمَنَّا بِهِ ..
وَصِلَةِ التَّوَكُّلِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا .. عَلَيْهِ وَحْدَهُ..! فَقُلْ لَهُمْ ... وَهَذَا وُدٌّ مِنَ اللَّهِ وَتَكْرِيمٌ..
ثُمَّ ذَلِكَ التَّهْدِيدُ الْمَلْفُوفُ: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .. وَهُوَ أُسْلُوبٌ كَذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُخَلْخِلَ الْإِصْرَارَ عَلَى الْجُحُودِ; وَيَدْعُوَهُمُ إِلَى مُرَاجَعَةِ مَوْقِفِهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونُوا هُمُ الضَّالِّينَ! فَيَتَعَرَّضُوا لِلْعَذَابِ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي الْآيَةِ: فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ؟ وَفِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ لَا يَجْبَهُهُمْ بِأَنَّهُمْ ضَالُّونَ فِعْلًا، حَتَّى لَا تَأْخُذَهُمُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ. وَهُوَ أُسْلُوبٌ من أساليب الدعوة الناجحة.

وَأَخِيرًا يَجِيءُ السياق - في آخر آية- الْأَخِيرُ فِي السُّورَةِ يُلْمِحُ لَهُمْ بِعَذَابِ الدُّنْيَا قَبْلَ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَذَلِكَ بِحِرْمَانِهِمْ مِنْ سَبَبِ الْحَيَاةِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ الْمَاءُ:


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " الملك : 30.
رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:46 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر