#1
|
||||
|
||||
هل كان قبل آدم عليه السلام على الأرض أحد ؟
هل كان قبل آدم عليه السلام على الأرض أحد ؟
السؤال هل كان يوجد قوم قبل آدم عليه السلام اسمهم جن وقوم اسمهم حن ؟ نص الجواب الحمد لله لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك : القول الأول : أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير . روى الطبري في تفسيره :1/232- عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا " وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال : " إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض" . القول الثاني : لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم . وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال : قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقًا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق . يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 1/228 : " تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى . أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن " بالحاء المهملة " كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن " بالجيم المعجمة" فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح . يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/55 : " قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض " الحِنُّ والبِنُّ " ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى . قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 1/228 : " إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون " الحِنُّ والبِنُّ " بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول ، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم " الطَّمُّ والرَّمُّ " بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى " التيتان " وأن " زفس " وهو " المشتري " كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم " انتهى . المصدر: الإسلام سؤال وجواب
__________________
|
|
|