|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#8
|
||||
|
||||
![]() المجلس الثاني تعريف الكلام بسم الله الرحمن الرحيم قال : الكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ وأقول : لِلَفْظِ " الكلامِ " معنيَان : أحدُهما لُغَوِيٌّ ، والثاني نَحْوِيِّ. أما الكلامُ اللُّغَوِيُّ فهو عبارةٌ عَمَّا تَحْصُلُ بسببهِ فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظًا ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة [1] [1]إذا قالَ لكَ قائلٌ: "هل أحضرتَ لي الكتابَ الذي طلبتُه منكَ؟فأشرتَ إليه برأسِكَ من فوقِ لأسفلِ ، فهو يفهمُ أنكَ تقولُ لهُ" نعم" وأما الكلامُ النَحْوِيُّ، فلابُدَّ من أن يجتمعَ فيه أربعةُ أمورٍ : الأولُ أن يكونَ لفظًا ، والثاني أن يكونَ مركَّبًا ، والثالثُ أنْ يكونَ مفيدًا ، والرابعُ أنْ يكونَ موضوعًا بالوضعِ العربيِّ . ومعنى كونِهِ لفظًا: أن يكونَ صَوْتًا مشتمِلاً على بعضِ الحروفِ الهجائيةِ التي تبتدئُ بالألفِ وتنتهي بالياءِ ومثالُهُ " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإنَّ كلَّ واحدةٍ من هذه الكلماتِ الثلاث عندَ النطقِ بها تكونُ صَوْتًا مشتمِلاً عَلَى أربعةِ أحْرُفٍ هجائيةٍ : فالإشارةُ مثلاً لا تُسَمَّى كلامًا عندَ النَّحْوِيينَ ؛ لعدمِ كونِهَا صوتًا مشتمِلاً على بعضِ الحروفِ ، وإنْ كانتْ تُسمَى عندَ اللُّغَوِيِينَ كلامًا ؛ لحصولِ الفائدةِ بها . ومعنى كونِهِ مركبًا : أن يكونَ مؤلفًا من كلمَتَيْنِ أو أكْثَرَ ، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و" الْعِلْمُ نَافِعٌ " و " يَبْلُغُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْدَ " و " لِكلِّ مُجْتَهِدٍ نَصِيبٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهْ " فكلُّ عبارةٍ من هذِهِ العباراتِ تُسمَى كلامًا ، وكلُّ عبارةٍ منها مؤلفةٌ من كلمتينِ أو أكْثَر ، فالكلمةُ الواحدةُ لا تُسمَّى كلامًا عندَ النحاةِ إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرُها : سواءٌ أَكان انضمامُ غيرِهَا إليها حقيقةً كالأمثلةِ السابقةِ ، أم تقديرًا ، كما إذا قال لكَ قائلٌ : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ، فهذه الكلمةُ تُعتَبَرُ كلامًا ، لأن التَّقدِيرَ : مُحَمَّدٌ أَخِي : فهي في التقديرِ عبارةٌ مؤلَّفةٌ من ثلاثِ كلماتٍ . ومعنى كونه مفيدًا: أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلمِ عليهِ ، بحيثُ لا يبقى السَّامِعُ منتظرًا لشيءٍ آخرَ ، فلو قلتَ " إِذَا حَضَرَ الأُستَاذُ " لا يسمى ذلك كلامًا ، ولو أَنَّهُ لفظٌ مركبٌ من ثلاثِ كلماتٍ ؛ لأن المخاطَبَ ينتظرُ ما تقولُهُ بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على حضورِ الأستاذِ . فإذا قلتَ : " إذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلاَمِيذُ " صارَ كلامًا لحصولِ الفائدة .ِ ومعنى كونه موضوعًا بالوضعِ العربيِّ: أنْ تكونَ الألفاظُ المستعمَلَةُ في الكلامِ منَ الألفاظِ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالةِ على معنى من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًى ، وهو حصولُ الحضورِ في الزمانِ الماضي ، وكلمة " ُمحمد " قد وضعَهَا العربُ لمعنًى ، وهو ذاتُ الشخصِ المسمَى بهذا الاسمِ ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكونُ قد استعملتَ كلمتَينِ كُلٌّ منهما مما وَضعَهُ العربُ ، بخلافِ ما إذا تكلمْتَ بكلامٍ مما وضعَهُ العَجَمُ : كالفُرْسِ ، والتُركِ ، والبَرْبَرِ ، والفِرنْجِ ، فإنه لا يُسمَى في عُرفِ علماءِ العربيةِ كلامًا ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلامًا . أمثلةٌ للكلامِ المستوفي الشروطِ : الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءُ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . اللهُ رَبُّنَا . محمدٌ نَبِيُّنَا . أمثلةٌ للفظِ المفردِ : محمدٌ . عليٌّ . إبراهيمُ . قامَ . مِنْ . أمثلةٌ للمُرَكَبِ الغيرُ مفيدٍ : مدينةُ الأسكندريةِ . عَبْدُ اللهِ . حَضْرَمَوْتُ . لو أَ نْصَفَ الناسُ . إذا جاءَ الشتاءُ . مَهْمَا أَخْفَى المُرَائِي . أنْ طَلَعَتِ الشَّمسُ . أسئلة علي ما تقدم ما هو الكلام ؟ ما معنى كونه لفظًا ؟ ما معنى كونه مفيدًا ؟ ما معنى كونه مُركَّبًا ؟ ما معنى كونه موضوعًا بالوضعِ العربيِّ ؟ مَثِّلْ بخمسةِ أمثلِةٍ لما يُسمى عندَ النحاةِ كلامًا .
__________________
|
|
|