#1
|
||||
|
||||
مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
"مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ له النَّارَ، وَحَرَّمَ عليه الجَنَّةَ " فَقالَ له رَجُلٌ: وإنْ كانَ شيئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ" وإنْ قَضِيبًا مِن أَرَاكٍ".الراوي : أبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 137 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية - الشرح: كلُّ المُسلِمِ على المُسلمِ حرامٌ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "مَنِ اقتطَعَ حقَّ امْرئٍ مسلِمٍ"، أي: مَن أخذَ حقَّ أخيهِ المسلمِ دُونَ وجْهِ حقٍّ، "بِيمِينهِ"، أي: جعَلَ يأخُذُ حقَّ غيرِهِ بالحلِفِ باللهِ ويُقسمُ بهِ، "فقدْ أوْجبَ اللهُ له النارَ وحرَّمَ عليهِ الجنةَ"، أي: أدْخلَه اللهُ النارَ جزاءً على كَذِبهِ وحلِفِه وأكْلِه حقَّ الناسِ باليَمينِ الكاذِبةِ، وحرَّمَ عليهِ دُخولَ الجنَّةِ، وذلكَ إذا كانَ مُستحِلًّا للفِعلِ، ولم يتُبْ ويَردَّ الحقَّ لأهلِهِ، وإنَّما كبُرتْ هذهِ المعْصيةُ؛ لأنَّ اليَمينَ الغَموسَ مِن الكبائرِ التي شدَّدَ فيها الشَّرعُ. فقالَ رجلٌ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "وإنْ كانَ شيئًا يَسيرًا يا رسولَ الله؟"، أي: وإنْ كانَ الحقُّ المأخوذُ ظُلمًا قَليلًا أو تافِهًا؟ فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "وإنْ قَضِيبًا مِن أَراكٍ"، أي: وإِنْ كانَ المأخوذُ عُودًا مِن شَجرِ السِّواكِ. وفي الحديثِ: نهيٌ تَحذيرٌ شديدٌ مِن أكْلِ حُقوقِ النَّاسِ بالباطلِ وأمْوالِهم، واستِخدامِ الأَيمانِ الكاذِبةِ في ذلك.- الدرر السنية - *من هذا الهدي الكريم، ومن هذا المبدأ الحكيم، يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يستغل الإنسان فرصة تضليل القضاء ليستولي على حق من حقوق المسلمين. فمن قضي له بما ليس له فيه حق فإنما قضي له بقطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها، ومن اقتطع حقا من حقوق المسلمين بيمين فاجرة ظالمة، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، ولا يستهين الظالم بحقارة ظلمه، فمعظم العذاب من محقرات الذنوب، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، وليحذر حق الغير وماله، ولو كان هذا الحق عودًا صغيرًا من شجر البوادي.جامع السنة وشروحها.صحيح مسلم .*قالَ عبدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذلكَ"إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا"آل عمران: 77. فَقَرَأَ إلى "عَذَابٌ ألِيمٌ"آل عمران: 77، ثُمَّ إنَّ الأشْعَثَ بنَ قَيْسٍ خَرَجَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما يُحَدِّثُكُمْ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ؟ قالَ: فَحَدَّثْنَاهُ، قالَ: فَقالَ: صَدَقَ، لَفِيَّ واللَّهِ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ بَيْنِي وبيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ في بئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ" شَاهِدَاكَ أوْ يَمِينُهُ" قُلتُ: إنَّه إذًا يَحْلِفُ ولَا يُبَالِي، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا، وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ" فأنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذلكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هذِه الآيَةَ"إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا"آل عمران: 77" إلى "وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ"آل عمران: 77".الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2515 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
__________________
|
|
|