#1
|
||||
|
||||
أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن شرِّ ما خلق وذرأَ وبَرأَ
إنَّ الشَّياطينَ تحدَّرَتْ تِلكَ اللَّيلةَ علَى رسولِ اللهِ مِنَ الأوديةِ والشِّعابِ ، وفيهِم شيطانٌ بيدِه شُعلةٌ من نارٍ يريدُ أن يحرقَ بِها وجهَ رسولِ اللهِ ، فهبَطَ إليهِ جبريلُ ، فقال : يا مُحمَّدُ ! قل . قال : ما أقولُ ؟ قال : قل " أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن شرِّ ما خلق وذرأَ وبَرأَ ، ومن شرِّ ما ينزلُ من السَّماءِ ، ومن شرِّ ما يعرُجُ فيها ؛ ومن شرِّ فِتنتَيْ اللَّيلِ والنَّهارِ ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ ، إلَّا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ ؛ يا رحمنُ ! "، قال : فطُفِئَتْ نارُهم ، وهزمَهُمُ اللهُ تباركَ وتَعالى .الراوي : عبدالرحمن بن خنبش - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم: 1602 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
أَعوذ: أي ألجأ وأَعتصم بكلمات الله: المراد بها هنا الكلمات الكونية (مثل قوله تعالى: كن فيكون)، وهي الكلمات التي يُكوّن الله عز وجل بها الكائنات التامات: أي الكاملة، النافعة، الشافية، المباركة، القاضية (التي تقضي الامور) وتمضي وتستمر ولا يردها شيء، ولا يدخلها نقص ولا عيب 5/10 لا يجاوزهن بر ولا فاجر : اي لا يستطيع أن يتعداهن أحد ، تقيا كان أم كافرا فاجرا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ: ( فالكلماتُ التِي لا يُجاوِزهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ ليست هيَ أَمرهُ ونهيهُ الشّرعيين؛ فإن الفجَّار عصوا أمرهُ ونهيهُ بل هيَ التي بها يكونُ الكائناتُ ) 6/10 من شر ما خلق : أي من شر جميع ما خلق الله تعالى من جوامد وأحياء وذرأ : الذرء هو خلق الله للمخلوق كذرية لسلفه ، أي مشابها في الخلق لوالده ، أي من شر كل ما نعرفه ( ولا نعرفه ) من كائنات حية تتكاثر ومنه قوله تعالى : (وهوَ الذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) 7/10 وبرأ : البرأ هو خلق الله للمخلوق من دون أن يكون له مثال سابق ، والله تعالى هو الباريء المصور ، أي ومن شر كل مخلوق جديد لم يكن له سابق أو شبيه من شر ما يَنْزِل من السماء : من العقوبات؛ كالصواعق والأمطار وما نعلمه وما نجهله 8/10 ومن شر ما يعرج فيها : أي من شر كل ما يصعد في السماء ( نعلمه أو لا نعلمه ) ومنها أعمالنا السيئة التي ترفع الى السماء والتي توجب العقوبة ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض : من شر كل ما خلق الله على ظهرها ومن شر ما يخرج منها : أي من شر كل ما خلق في بطنها 9/10 ومن شر فتن الليل والنهار : أي من شر جميع الفتن ، ما يقع منها في الليل أو النهار . ومن شر كل طارق : أي من شر كل ما يأتي من الحوادث والاخبار والمفاجآت ليلاً عند الغفلة والنوم . الا طارق يطرق بخير : وحتى لا تضيع خيرات الليل ، كان استثناء ما يأتي منها بالخير 10/10 يا رحمن : ختم بنداءِ الربّ جل جلاله باسم عظيمٍ مِن أحب أسمائه الحسنىٰ اليه ، رجاء رحمته للتأمل، ولادراك بعض ما في هذا الدعاء من اعجاز: حاول أن تجد (أو يتخيل) أي شر من الشرور بكافة أنواعها (نعلمه أو لا نعلمه) قد يصيب الانسان، ولا يتضمنه هذا الدعاء تفصيلا ، أو يشير اليه !
__________________
|
|
|