#1
|
||||
|
||||
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ص -13- وقوله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الإسراء: 23 (1). ــــــــــــــــ قضى: أمر ووصّى, والمراد بالقضاء هنا القضاء الشرعيّ الدينيّ، لا القضاء القدريّ الكونيّ. ربك: الرب هو المالك المتصرف، الذي ربى جميع العالمين بنعمته. ألا تعبدوا إلا إياه: أي أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره. وبالوالدين إحساناً: أي وقضى أن تحسنوا بالوالدين إحسانًا، كما قضى أن تعبدوه، ولا تعبدوا غيره. المعنى الإجمالي للآية: الإخبار أن الله – سبحانه وتعالى- أمر ووصّى على ألسُن رسله أن يُعبد وحده دون ما سواه، وأن يحسن الولد إلى والديه إحسانًا بالقول والفعل، ولا يسيء إليهما؛ لأنهما اللذان قاما بتربيته في حال صِغره وضعفه، حتى قوِي واشتد. مناسبة الآية للباب: أن التوحيد هو آكد الحقوق وأوجب الواجبات؛ لأن الله بدأ به في الآية، ولا يبتدأ إلا بالأهم فالأهم. ـــــــــــــــــ (1) فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وجلس وكان متكئاً، فقال: "ألا وقول الزور" قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. أخرجه البخاري برقم (2654) ومسلم برقم (87). *ص -14-ما يستفاد من الآية: 1- أن التوحيد هو أول ما أمر الله به من الواجبات، وهو أول الحقوق الواجبة على العبد. 2- ما في كلمة (لا إله إلا الله) من النفي والإثبات، ففيها دليلٌ على أن التوحيد لا يقوم إلا على النفي والإثبات: (نفي العبادة عما سوى الله وإثباتها لله)، كما سبق. 3- عظمة حق الوالدين حيث عطف حقهما على حقه، وجاء في المرتبة الثانية. 4- وجوب الإحسان إلى الوالدين بجميع أنواع الإحسان، لأنه لم يخص نوعاً دون نوع. 5- تحريم عقوق الوالدين. الملخص في شرح كتاب التوحيد تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
__________________
|
|
|