العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-13-2017, 01:32 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
الشريط الثاني

الشريط الثاني

*المـتـن*
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور "أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"1الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح

وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
**************
عرض الحديث بتخريجه وتحقيقه إضافة من خارج الشريط
1" ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال"اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي" .إلا أذهب الله عز وجل همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا :يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال : أجل ! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1822- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
* الشرح *
أسماء الله ليست محصورة في عددٍ معين؛ لأن من أسماء الله ما استأثر الله بعلمه ، وما استاثر الله بعلمه لايمكن الإحاطة به.
*المـتـن*
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة"رواه البخاري، كتاب التوحيد (7392) ومسلم، كتاب الذكر (2677).، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملةً مكملةً لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
* الشرح *
سبق أن قررنا الآن أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين ، فإن قال لنا قائلٌ:بل هي محصورة ؛لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-يقول:"إنَّ للهِ تسعة وتسعين اسمًا مَنْ أحصاها دخل الجنة"فذكر أنها تسعة وتسعون اسمًا ثم عاد واستأنف وقال:"من أحصاها" أي: من أحصى هذه الأسماءُ التسعة ُوالتسعون دخلَ الجنة،وهذا ينقض قولكم بأن أسماء الله غير محصورة!
نقول:هذا لاينقض قولنَا ؛لأننا لسنا نحن الذين قلناه، بل قاله أعلم الناس بربه وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حيثُ قال: "أواستأثرت به في علم الغيب عندك"وحينئذٍ نقول : فلا يُمكن أن يتناقض كلام النبي- صلى الله عليه وسلم-.
فإن قيل : فما الجواب على حديث:" إن لله تسعة وتسعين اسمًا
نقول:الجواب أن للهِ أسماء حسنى ، ومنها تسعة وتسعون اسمًا ؛ ومن أحصى هذا العدد من الأسماء دخل الجنة ، وهذا لايُنافي أن يكون له أسماءٌ أخرى لم تدخل في هذا الحُكم.
ونظيرُ ذلك أن تقول:" عندي مئةُ درهم أعددتها للصدقة " هل معنى ذلك أنه ليس عندك إلا هذه المئة؟ لا.لكن المعنى أن عندي مئة أعددتها لذلك؛ وأن عندي أشياء أخرى ؛ عندي مئات الألوف ؛ماأعددتها للصدقة.
ونظير ذلك أن أقول :"عندي ثوبان أعددتهما للجمعة " هل معناه ليس عندي ثياب غيرهما؟ لا؛ لايلزم,هذا مثلها أيضًا.
ونقول:فقول النبي صلى الله عليه وسلم :"مَنْ أحصاها دخل الجنة"جملة مكملةٌ لما قبلها، أي هذه التسعة والتسعين خُصت بأن من أحصاها دخل الجنة، وليست الجملة الثانية مستقلة عن الأولى كما يتوهم بعض العلماء.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-13-2017, 01:36 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

*المتن*
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيينُ هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم": تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسِّرًا في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين "البخاري ومسلم"، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. أهـ.
* الشرح *
هذا الحديث علله ابن حجر بتفرد الوليد والاختلاف والاضطراب، والتدليس ،واحتمال ،الإدراج ،كلُ هذه عِللٌ تقدح في صحة الحديث الذي فيه عدُّ الأسماء.
ثم إن هذه الأسماء التي ذُكِرَتْ؛ منها أشياءٌ لاتصح أن تكون اسمًا ،ومنها أشياء لم تُذكر وهي من أسماء الله ؛ ثبت بها الحديث. فـ"الرب" مثلا لم يُذكر في هذه الأسماء المعدودة مع أنه من أسماء الله ،و"الشافي" لم يُذكرفي هذه الأسماء المعدودة مع أنه من أسماء الله.
فلما كان هذا الحديث قد جمع ما لايصح أن يكون اسمًا لله، وترك ما هو من أسماء الله وهي ظاهرة ومشهورة ، دلَّ ذلك على أن عدَّها ليس من كلام النبي-صلى الله عليه وسلم-لأن كلام النبي-عليه الصلاة وسلم-لا يتناقض.
ومن أحب أن يطلع على هذه الأنواع في عدِّها فليرجع إلى "فتح الباري" لابن حجر ، فقد ذكرهناك أشياء غريبة ذكرها بعض العلماء على أنها من أسماء الله ،وهي بعيدة عن أن تكون من أسماء الله .
وسبب هذا الاختلاف أنه لم يصح فيها حديث بالتعيين.ولوصح حديث بالتعيين لمابقي كلامٌ لأحدٍ بعد ذلك ،ولكن لعدم صحة مانقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها ؛كثر الاختلاف و الاضطراب في تعيينها.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-13-2017, 01:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

*المتن*
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الشرح

كلام للشيخ مع الطلبة .......

*المتن*
فمن كتاب الله تعالى:
الله ؛الأحد؛ الأعلى؛ الأكرم؛ الإله ؛الأول؛ والآخر ؛والظاهر؛ والباطن البارئ ؛البر ؛البصير؛ التواب ؛الجبار؛ الحافظ ؛الحسيب؛ الحفيظ؛ الحفي؛ الحق ؛المبين؛ الحكيم؛ الحليم؛ الحميد؛ الحي؛ القيوم؛ الخبير؛ الخالق ؛الخلاق؛ الرؤوف؛ الرحمن؛ الرحيم؛ الرزاق؛ الرقيب؛ السلام ؛السميع؛ الشاكر؛ الشكور؛ الشهيد؛ الصمد؛ العالم؛ العزيز ؛العظيم ؛العفو؛ العليم؛ العلي ؛الغفار؛ الغفور؛ الغني؛ الفتاح؛ القادر؛ القاهر؛ القدوس؛ القدير؛ القريب؛ القوي؛ القهار؛ الكبير ؛الكريم؛ اللطيف ؛المؤمن ؛المتعالي؛ المتكبر؛ المتين؛ المجيب؛ المجيد؛ المحيط ؛المصور؛ المقتدر؛ المقيت؛ الملك؛ المليك؛ المولى؛ المهيمن؛ النصير؛ الواحد؛ الوارث ؛الواسع؛ الودود؛ الوكيل؛ الولي؛ الوهاب.
* الشرح *
يلاحظ أننا راعينا في ترتيب "الأسماء" الحروف الهجائية وهي"أ,ب,ت,ث.." ، وليس الحروف الأبجدية وهي : "أبجد هوز حطي ....."بعد الباء جيم وبعد الجيم دال والذال هي آخر شيء و"أ"هذه همزة ماهي ألف .
وقد جمعنا بين "الحق المبين" - مع أن الميم ليست بعد الحاء ، لأنها قرنت في القرآن جميعًا ، وكذلك "الحي القيوم", "الأول والآخر","الظاهر والباطن"- لورودها هكذا في كتاب الله -.
والأدلة على هذه الأسماء من القرآن كما يلي :
"الله" فأدلته من القرآن الكريم كثيرة"بِسْمِ اللهِ الرحمن الرحيم " الفاتحة 1. "الأحد": "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "الإخلاص1
"الأعلى" : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }الأعلى1
"الأكرم" : "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ "العلق3
"الإله": "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ"الرَّحِيمُ"163.
أما الأول والآخر,الظاهر والباطن": " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الحديد 3 .
"البارئ" :"هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ". الحشر 24 "البَرّ": " إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ الرحيم".الطور 28
"البصير":" وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ". الشورى 11
"التواب" : "إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".التوبة 118
" الجبار":" الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ" الحشر:23
"الحافظ": " فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً ".يوسف :64
"الحسيب": " وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً".النساء 6
الحفيظ"إنَّ ربي على كل شيءٍ حفيظ". الحفيّ"إنه كان بي حفيا".وهذا في الحقيقة فيه شيء من التردد لأنه قد يُقال إنه من الأفعال وليس من الأسماء لأنه قُيِّد قال"إنه كان بي حفيا". القيوم"الحيُّ القيوم". الحق"ويعلمون أنَّ اللهَ هو الحقُ المبين","وذلك بأن الله هوالحق".الحكيم:أدلتها كثيرة. الحليم"غفورٌ حليم".الحميد"إلى صِراطِ العزيزالحميد".الحي القيوم:في آية الكرسيّ. الخبير"ألايعلمُ مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير". الخالق:آخر سورة الحشر. الخلاق"إنَّ ربَكَ هو الخلاقُ العليم". الرءوف:كثيرة.الرحمن الرحيم:كثيرة. الرزاق"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين". الرقيب"وكان اللهُ على كل شيءٍ رقيبًا".السلام"وهواللهُ الذي لاإله إلاهو المَلِكُ القدوسُ السلامُ المؤمنُ المهيمنُ العزيزُ الجبارُ"آخرسورة الحشر. السميع:كثيرة. الشاكر" وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ". الشكور"إنه غفورٌ شكورٌ". الشهيد"واللهُ على كل شيءٍ شهيد". الصمد"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ".العالم عالم الغيب :عليم غير عالم" وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ".العزيز:كثيرة.العظيم:آية الكرسيّ. العفو:في سورة المجادلة. العليم:كثير. العليّ:في آية الكرسي. الغفار"وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن".الغفور:كثير. الغنيّ"وهو الغنيُّ الحميد".الفتاح"وهوالفتاحُ العليم". القادر"فنِعمَ القادرون". القاهر"وهوالقاهِرُ فوق عباده".القدوس:آخر الحشر.القدير:كثير. القوي كثيرالقويّ"وهو القويُّ العزيز".القهار"اللهُ الواحدُالقهارُ".الكبير كثير,الكريم كثير,اللطيف:كثير. المؤمن"السلام المؤمن"آخر الحشر. المُتعال"الكبيرُ المتعال". المتكبر:سورة الحشر. المتين"ذو القوة المتين".المُجيب"إنَّ ربي قريبٌ مُجيبٌ". المجيد"إنه حميدٌ مجيدٌ". المحيط" وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا ".المُصور:في آخر سورةالحشر. المُقتدر"في مقعد صِدقٍ عندَ مَليكٍ مُقتدر".المُقيت"وكان اللهُ على كل شيءٍ مُقيتًا".سورة النساء. الملك"الملكُ القدوسُ".في آخر سورة الحشر.
المليك"عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ". المولى"نِعمَ المولى ونِعمَ النصير".المُهيمن:آخرسورة الحشر. النصير:كثير. الواحد"وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ". الوارث"وإنا نحنُ نُحي ونُميتُ ونحنُ الوارثون". الواسع"واللهُ واسِعٌ عليمٌ". الودود" وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ". الوكيل"وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ". الوليّ"وهوالوليُّ الحميد". الوهَّاب"إنكَ أنتَ الوهابُ". طيب كم هذه؟ واحد وثمانين.
*المتن*
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل -الجواد -الحكم- الحيي- الرب- الرفيق- السبوح-السيد- الشافي- الطيب- القابض-الباسط-المقدِّم-المؤخِّر- المحسن- المعطي- المنان-الوتر.
* الشرح *
الجميل"إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُ الجَمَالَ". الجواد: في الحديث " إنَّ اللهَ تعالى جَوَادٌ يحبُّ الجُودَ ، و يحبُّ مَعالِي الأَخلاقِ ، و يكرَهُ سَفسافَها"

الحكم: في الحديث "إن الله هو الحكم". الحيي:في الحديث " إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ ..".الحيي غير الحي؛ الحييُ من الحياء ، الحيُ من الحياة.

الرب :في الحديث " أما في الركوع فعظموا فيه الرب " . الرفيق: في الحديث " إن الله رفيق يحب الرفق". السبوح : في الحديث " سبوح قدوس ..." . السَّيِّدُ:في الحديث"السَّيِّدُ اللهُ ".الشافي: في الحديث "اشف أنت الشافي.." الطييب : في الحديث " إن الله طيبًا لا يقبل إلا طيبًا" . القابض الباسط :في الحديث "إن الله هو المسعر القابض الباسط ". المقدم المؤخر : في الحديث :" أنت المقدم وأنت المؤخر.." . المحسن:

في الحديث :" إنَّ اللهَ محسنٌ يُحبُّ الإحسانَ ...." .المعطي :في الحديث:"... وإنما أنَا قاسِمٌ واللهُ يُعْطِي ....".المنان: في الحديث:" ... المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ..." الوتر: في الحديث:" ...وإنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ "

:::::::::::::::::::::::::::::::::


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-13-2017, 01:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

*المـتـن*
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسمًا في كتاب الله تعالى ؛وثمانية عشر اسمًا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال "الحفي"؛ لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم: "إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" وما اخترناه فهو حسب علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم.
* الشرح *
هذا ما اخترناه من أسماء الله تعالى ، وهي تسعة وتسعون اسمًا، فمن أحصى تسعة وتسعين اسمًا لله دخل الجنة .
وإحصاؤها قيل: هو إدراكها لفظًا ومعنى ، والتعبد لله تعالى بمقتضاها.
ومن إحصائها كذلك ؛ دعاء الله عز وجل بها ، لأنه تعالى أمر بذلك في قوله ،"وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ"الأعراف (180) .
:::::::::::::::::::::::::::::::::

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-13-2017, 01:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

*المـتـن*

القاعدة السابعة
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها. وهو أنواع:
الأول: أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم. وإنما كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها.
الشرح
الإلحاد في "اللغة"هو : الميل، ومنه: اللحد في القبر؛ لأنه مائلٌ إلى جانب منه.
وأما الإلحاد في أسماء الله الذي نهى الله عنه فقال:"وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ "فهوالميل بها عما يجبُ فيها.هذا الضابط فمثلا سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه كان مُلحِدًا في أسماء الله ؛ لأن الواجب هو الاقتصار على ماورد به النص؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، ومن أثبتَ الأسماء ونفى ماتضمنته من الصفات فهو كذلك مُلحد فيها ؛لأن الواجب إثباتُها مع ما تضمنته من الصفات.
المتن

الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه، وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص، بل هي دالة على بطلانه، فجعلها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها.
الشرح
إذا قال قائل أنا أُثبِت أن الله هو السميع والبصير ،ولكن أقول أن سمعه وبصره مثل سمع وبصر الآدمي ؛قلنا هذا إلحاد ؛لأنها لاتدل على هذا المعنى ؛بل إن النصوص وردت محذرة من التمثيل والتشبيه .
المتن
الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: "الأب"، وتسمية الفلاسفة إياه "العلة الفاعلة"، وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها.
الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على أحد القولين، فسمَّوا بها أصنامهم؛ وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " سورة الأعراف، الآية: 180.. وقوله: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"سورة طه، الآية: 8.. وقوله: "لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض" سورة الحشر، الآية: 24. فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق، وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله - عز وجل - ميل بها عما يجب فيها.
والإلحاد بجميع أنواعه محرم؛ لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله: "وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" سورة الأعراف، الآية: 180..
ومنه ما يكون شركًا أو كفرًا حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية.
*انتهى الفصل الأول*وهو قواعد في أسماء الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-13-2017, 01:44 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

الفصل الثاني

قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الأولى
صفاتُ اللهِ تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة. أما السمع: فمنه قوله تعالى: "لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"النحل 60
والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.
وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ" الأحقاف 5. وقال تعالى: "وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" النحل 20 ؛ 21. وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: "يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا" مريم 42، وعلى قومه"أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" الأنبياء 66؛ 67.ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.
الشرح
دليل السمعِ على أن الله تعالى موصوف بصفات الكمالِ قوله تعالى : "لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"النحل 60. مَثَلُ السَّوْءِ : يعني مثل النقص والعيب؛ولم يقل : ولله مثل الكمال ، بل قال:" الْمَثَلُ الْأَعْلَىيعني: الذي لاشيء فوقه.والمثلُ بمعنى الوصف الأعلى، فكل صفة اتصف الله بها اللهُ تعالى فهي أعلى ماتكون من صفات الكمال.
وأما العقل: فإذا قال قائل ما هو دليلكم على أن الله متصف بصفات الكمال قلنا :أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. فإما أن تكون صفة كمال، وإما أن تكون صفة نقص. صفة النقص مستحيلة في حق الله عز وجل ؛ وصفة الكمال واجبة لله ؛ فوجب أن يكون موصوفًا بصفات الكمال لأنه منزهٌ عن صفات النقص.
فإن قال قائلٌ:هذا الحصر غير صواب ؛ لأن الموجود قد يكون موصوفًا بصفات الكمال أو صفات النقص أوبصفة لانقص فيها ولاكمال.
نقول: هذا الأخيرغيرُصحيحٍ ؛ لأن الصفة التي لا كمال فيها ولانقص ؛ هي في الحقيقة نقصٌ ؛ لأنها لغوٌ وعبث ، فالكمال أن يكون الإنسان مُتصفًا بالصفات النافعة المفيدة ،.وما لانفع فيه ولاضرر، فهو داخلٌ في صفات النقص، ولهذا قال النبي-صلى الله عليه وسلم- حاثًا على تكميل الإيمان:
"مَنْ كان يؤمن باللهِ واليومِ الآخر فليقل خيرًا أوليصمُت"
والدليل الثاني من العقل : أن نقول:نحن نُشاهد في المخلوق صفات كمال. والذي أعطاه هذا الكمال هو الله -عزوجل- ، فمُعطي الكمال أولى بالكمال ، ومِنْ كمالهِ أنه أعطى الكمال. فهذا أيضًا دليلٌ عقلي على ثبوت صفات الكمال لله-عزوجل-
ولهذا مما يدل- على بُطلان ألوهية الأصنام أنها ناقصة؛قوله سبحانه وتعالى"وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ "الأحقاف5. وقال تعالى"وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ"النحل20 ،21.وقال إبراهيمُ يُحاجُّ أباه"إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُمَالَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا"مريم42.وقال محاجًا لقومه"قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"الأنبياء66-67.
فتبيَّن بهذا أن الرب لابد أن يكون كامل الصفات ،وإلا لم يصح أن يكون ربًا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-13-2017, 01:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,253
Arrow

المتن
وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولةٌ مفطورةٌ على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
*الشرح*
أي :أن الفطرة السليمة أو النفوس المجبولة على الفطر السليمة ؛تحب الله وتعظمه لكماله ،إذ أنَّ المجهول لايُحَبُّ ولايُعَظمُ، ومَنْ عُلِمَ نقصه لايُحبُّ ولايُعظمُ؛ فالفطرة - التي هي محبة الله وتعظيمه ؛ مبنية على أصل ؛ وهو علم الإنسان فطريًا بكمال صفات مَنْ يعبده سبحانه وتعالى.
*المـتـن*
وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالىكالموتوالجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،والصمم ونحوها؛لقوله تعالى"وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ"سورة الفرقان، الآية. وقوله عن موسى "فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى"سورة طه، الآية: 52. وقوله: "وَمَاكَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ"سورة فاطر، الآية: 44. وقوله"أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ"سورة فاطر، الآية: 44.وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور". وقال " أيها الناس ارْبَعواعلى أنفسِكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائبًا"
رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر :2704
الشرح
وقوله عن موسى : "فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى"سورة طه، الآية: 52. نفي الجهل والنسيان .
وقوله: "وَمَاكَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ"سورة فاطر، الآية: 44. نفي العجز.
. وقوله: "أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ"سورة فاطر، الآية: 44. نفي الصمم.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور". هذا نفي العمى .
*المتن*
وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ"سورة المائدة، الآية: 64. وقوله "لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ"سورة آل عمران، الآية: 181.
ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"سورة الصافات، الآيات: 180 - 182.وقال تعالى" "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَاكَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ"سورة المؤمنون، الآية: 91.
وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصًا في حال،لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتًا مطلقًا، ولا تنفى عنه نفيًا مطلقًا بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالًا، وتمتنع في الحال التي تكون نقصًا ،وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصًا في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها،كقوله تعالى "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"سورة الأنفال، الآية: 30. وقوله"إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُكَيْدًا"سورة الطارق، الآيتان: 15، 16.. وقوله"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"سورة الأعراف، الآيتان: 182، 183.وقوله" :إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَخَادِعُهُمْ"سورة النساء، الآية: 142وقوله"قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ"سورة البقرة، الآيتان: 14، 15..
ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى "وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"سورة الأنفال، الآية: 71. فقال: "فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ "، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقًا.

وبهذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه.
*الشرح*
بعض الناس يقول:"خان اللهُ من يخون"، أو يقول: يخونني اللهُ إن كنتُ خُنتك"!؛هذا لايجوز ،لأن الخيانة خُدعة في مقام الائتمان؛والخيانة صفة ذم فلا تجوز على الله.
وقد سبق لنا في القاعدة الأولى؛ أن صفات الله تعالى كلها صفات كمال، وأن الصفات من حيثُ هي صفات: منها صفاتصفات كمال على الإطلاق، ومنها صفات نقص على الإطلاق، ومنها مايكون نقصاًفي حال وكمالاً في حال أخرى، فالذي هو كمالٌ على الإطلاق ثابتٌ لله عز وجل ، والذي هو نقص على الإطلاق يمتنع على الله عز وجل، والذي هو كمالٌ في حال دون حال؛ يوصف الله به في حال الكمال دون حال النقص. فهذه القاعدة العامة.
طيب ماهو الكمال؟ هل كل كمال في المخلوق ؛كمال في الله؟ وهل كل كمال في الله كمالٌ في المخلوق؟لا؛ فليس كل كمال في الله كمالًا في المخلوق ؛ فمثلاً "التكبر" صفة كمال في الله؛ وفي المخلوق صفة نقص,و"الأكل والشُرب والنكاح" ؛صفة كمال للإنسان ، وصفة نقص بالنسبة لله؛ ولهذا يُنزَّه اللهُ عنها. لكن الكمال المطلق غير النسبي؛ ثابتٌ لله على الإطلاق ، والنقص المطلق يُنزَّهُ الله عنه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:05 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر