#1
|
||||
|
||||
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
قال الله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "النحل: 97.هذا هو طريق الحياة السعيدة الهانئة، القانعة المطمئنة، التي هي مطلب الناس أجمعين، وقد أوجزت هذه الآية مقومات هذه الحياة، ورسمت معالمها، في إيجاز معجز، مع وفاء كامل بالمعنى .. وبالتأمل نجد هذه الآية قد جاءت بين آيتين أولاهما : تتحدث عن الدنيا وحقارتها، وأنها فانية زائلة، وأن ما عند الله خير وأبقى، قال تعالى" مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"النحل96، وتلتها آية تتحدث عن الشيطان، وتأثيره على الإنسان وصده عن سبيل الهداية القرآن، وتبين الطريق للخلاص من شره، قال تعالى" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"النحل98، وكأن موانع الحياة الطيبة تكمن في حب الدنيا ومغرياتها وشهواتها، واتباع الشيطان وشبهاته وتسويلاته، وبالسلامة من هذين المرضين تكون السعادة، والحياة الطيبة، التي جمعت هذه الآية أطرافها ورسمت للسالكين طريقها. وقد اشتملت هذه الآية على مقومات الحياة الطيبة موجزةً في أمرين، هما: 1-العمل الصالح 2-الإيمان وقد جاء عرض هذه المقومات على النحو التالي: (مَنْ عمل)، (مَنْ) اسم موصول مشترك، يُلمح فيه الشرط، ويدخل في حيزه الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والقليل والكثير، ولو قيل: (الذي) لاقتصر على الذكر الواحد، أو قيل: (التي) لكان للمؤنثة الواحدة، أو قيل: (اللذين) لكان لجماعة الذكور، أو قيل: (اللاتي) لكان لمجموع الإناث، وهكذا، فكان هذا الموصول ( مَنْ) يشمل كل ذلك مع فضيلة الإيجاز، زيادة على ما فيه من خصوصية التساوي وعدم التمايز إلا بالعمل الصالح لا بالنوع، أو السن، أو العدد. ( عَمِل ) التعبير هنا بالفعل الماضي، دلالة على سبق العمل لاستحقاق الحياة الطيبة، وهذا يعني أنه لابد من العمل والصبر عليه والمداومة على فعله، حتى يحسن وصف صاحبه بأنه (عمل صالحًا)، ولو قيل بالمضارع: (يعمل صالحًا )، لأفهم ذلك أن الموصوف به كان خاليا من العمل الصالح فيما مضى، وأنه سيبدأ من ساعته هذه، ويستمر. (صالحًا) وصف لكلمة (عملاً) المحذوفة المدلول عليها بالفعل (عمل)، وفي حذف هذه الكلمة إيماء إلى أن الاهتمام متوجه إلى الصفة (صالحًا)، أكثر من الموصوف(عملاً) لأن كل الناس يعملون، والعبرة ليست بالعمل، بل بكونه صالحًا،لأنه هو المثمر للحياة الطيبة والمؤثر فيها. وصلاح العمل وصف له ممن شرعه سبحانه، فلابد-إذا- أن يكون مطابقاً لما أمر به الشرع من جهتين: الإخلاص، بأن يكون لله وحده، والمتابعة: بأن يكون على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أفهم الخلق لمراد الله عز وجل، وبهذا يكون العمل صالحاً، وبالتالي يكون مقبولاً، ومن ثَمّ يكون سببًا في سعادة الإنسان. ( مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ) هذا تخصيص للتعميم الوارد في (مَنْ عمل) لدخوله في عموم الاسم الموصول، وذكر الخاص بعد العام يعني الاهتمام بذلك الخاص والعناية بشأنه، فكان في ذكر (الذكر والأنثى) اهتمام بالنوع من حيث (الذكورة والأنوثة)، لأن الرجال قد يكونون أظهر حالاً من النساء في الأعمال الصالحة في الجملة، فالمرأة أحياناً لا تصوم ولا تصلي، وقد لا يكون مجال العمل الصالح أمامها متاحا بالقدر الذي يكون للرجل، وخصوصًا في مثل: الجهاد والعلم والكسب، لهذا نُص هنا على النوع لبيان أن الأعمال المطلوبة منها كافية للحصول على الحياة الطيبة إذا قامت بها. كما أن دخول (مِِنْ) الجارة دون أن يقال: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا ذَكَرا أَوْ أُنثَى )، فيه عناية بأبعاض هذين النوعين (الذكور والإناث) أي: أي أحد منهم، وفيه أيضا بيان أن مصدر ومبدأ العمل يكون منهما على حد سواء، فليس الأمر هنا منصرفًا إلى العدد وكثرته، ولا إلى جنس القائم به، بل إلى صلاح العمل، وقيام المكلف به على الوجه المطلوب منه، وفي هذا إيقاظ للمسئولية الفردية، وتنويه بشأنها في إسعاد المجتمع كله، وإلماح إلى أن سعادة الفرد هي لبنة في سعادة الكل. وقيل بل (مَنْ) الموصولة غالبًا ما يُقصد بها ذكور، لأجل هذا تم النص على الإناث هنا. ومجيء (أو) دون الواو في قوله تعالى:(مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ) بأن يقال: ( مِّن ذَكَرٍ و أُنثَى ) ؛ لبيان أن حصول ذلك من أحدهما ليس مربوطاً بحصوله من الآخر، فقد تحصل المرأة على تلك الحياة، ولا يحصل عليها الرجل، أو العكس وهكذا، ولو قيل بالواو (مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى) لربما أوهم ذلك ضرورة الاشتراك بينهما في فعل العمل الصالح، وقد يكون في هذا من إشعال المنافسة في كسب تلك الحياة ما يدفع إلى مزيد من العمل الصالح الحرص على حسنه وقبوله. وذكر الرجل والمرأة بعنوان الذكورة والأنوثة(ذكر، أنثى) دون أن يكون الكلام: (من رجل وامرأة) ؛ لأن الذكورة والأنوثة أظهر في تمييز هذين الجنسين من حيث الأصل، والأوصاف الأخرى تأتي للتمييز بينهما في مراحل لاحقة، كما أن هذين الوصفين يحققان التمييز المذكور المربي للمسؤولية الفردية من غير إشعار بمدحٍ أو ذم، وهذا هو المراد هنا، والله أعلم. ( وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) هذه جملة حالية وقعت قيدًا لما سبق،وهذه الجملة مكونة من ضمير الغائب المنفصل:(هو) العائد على (مَنْ عمل) باعتبار الجنس، أي جنس من يعمل ذلك، وهو مبتدأ و (مؤمن) خبر، وهذا التركيب (وهو مؤمن) فيه توكيد بسبب تكرار الإسناد، فالإيمان فيه مسند إلى فاعله المعنوي مرتين: مرة على أنه خبره، ومرة على أنه فاعله؛ لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله، فهذا التركيب في قوة (مؤمنا مؤمنا)، وقد يقال لماذا جاءت الحال جملة ولم تكن (من ذكر أو أنثى مؤمنين)، أو (مؤمنًا، ومؤمنة) ؟ لو قيل ذلك ؛ لأنصرف الحال إلى واحد من الذكر أو الأنثى، والمراد أن ينصرف إلى (مَنْ عمل) لأنه الأعم والأشمل، ولا يقوم بذلك إلا الجملة ( وهو مؤمن )، وإنما قيل (مؤمن) بالاسم دون (يؤمن) بالفعل لبيان أن المطلوب أن يكون الإيمان صفة ثابتة فيه، مستقرة في قلبه، لا أنه متغير متحول. إلى هذا الحد انتهى ما يخص مقومات الحياة الطيبة، انتهى ما يخص الشرط المفهوم من الموصول ( مَنْ)، انتهى ما يخص المطلوب من المخلوق وبقي الجزاء والجواب والعطاء الرباني: "فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" اشتلمت هذه الكلمات الثلاث على الوعد العظيم بالحياة المبتغاة المطلوبة لكل عاقل، إنها الحياة الطيبة، وقد جاء تأكيد حصولها لمن قام بما تقدم (العمل الصالح والإيمان) بهذه المؤكدات: 1-الفاء المشعرة بترتب ما بعدها على ما قبلها. 2-اللام القسمية الدالة على التوكيد، دون السين أو سوف للإشعار بسرعة الحصول. 3-التعبير بضمير الجمع (نحن) المضمر في الفعل، دون ضمير الواحد (لأحيي). 4-الفعل المضارع المشعر بتجدد تلك الحياة الطيبة الآن، وفيما يستقبل من عمر ذلك الإنسان. 5-التعبير بمادة (الحياة) "لَنُحْيِيَنَّهُ" دون (لنعيشنه) أو ( لنجعلنه) أو ما شابه ذلك لما في مادة الحياة من دلالة الحركة والنماء والخير، فهي ضد الموت المشعر بالهمود والانقضاء والانقطاع، كما أن في ذكر مادة الحياة ما يدل على أن ما كان من العيش على غير هذا المنهج لا يعد (حياة) وإن ظنه أهله كذلك، كما قال سبحانه" أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ"، وكما قال سبحانه"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "طه:124. 6-وجود نون التوكيد الثقيلة في الفعل. 7-وجود التجانس الصوتي بين (فلنحيينه حياة) مما يشعر بتطابق بين الفعل (نحيي) وهو ما يمارسه الإنسان، وبين الاسم (حياة) وهو جنس الحياة الطيبة المطلوبة المبتغاة. 8-تنكير كلمة (حياة) فيه دلالة على الشيوع والشمول، فهي كلمة تشمل كل صور الحياة السعيدة الهانئة. 9-التقييد بالوصف (طيبة)، يجعل الحياة الممدوحة والموعودة بها هي ما كانت محصورة في هذه الصفة (طيبة). 10-اختيار وصف الطيب خصوصًا، فهو يدل على الزكاء وطيب الرائحة، ومنه (الطيب)، وعلى الخلو من كل صور النكد والكدر ومن وصف الحياة، ومما يدل على عظم هذا الوصف مجيئه مع ما يشعر بالفضيلة والخير من ذلك: الكلام والقول كقوله تعالى" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ "، وقوله تعالى"وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ "، وقوله تعالى"ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ "، والبلد، كقوله تعالى" وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ "، وقوله تعالى" بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ "، والحلال، كقوله تعالى" حَلاَلاً طَيِّبًا "، وجنس الناس الممدوحين، كقوله تعالى" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ " وقد افتخرت عائشة بأشياء منها: أنها خلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا كريما. وإذا كان المؤمنون قد حصلوا على هذه الحياة الهانئة (الطيبة) وعاشوا لذائذها، كما قال بعضهم: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وقال الآخر: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه، أي: من العيش الطيب لجالدونا عليه بالسيوف، وقال الثالث: إن كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه إنهم لفي عيش طيب، وغير ذلك مما يدل على هناءة عيشهم وطيب حياتهم، فإذا كانوا قد عاشوا ذلك حقيقة، فإن وصف الطيب المذكور يصاحبهم حتى عند موتهم، كما قال سبحانه" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ" ، ويستمر معهم حتى يدخلوا الجنة، كما قال سبحانه"سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ". إلى هذا الحد انتهى ما يخص الحياة الدنيا، وبقي ما يخص الحياة الأخرى، وهو الوارد في قوله تعالى: ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) وقد أكد حصولهم في الآخرة على أحسن الأجر بعدد من المؤكدات على النحو التالي: (1)لام التوكيد القسمية. (2)ضمير الجمع(نحن) المضمر في الفعل، دون ضمير الواحد (ولأجزي). (3)نون التوكيد الثقيلة. (4)مجيء الفعل بصيغة المضارع ليتناسب مع الغيب المستقبل. (5)التعبير بمادة (الجزاء ) المشعرة بفضيلة عملهم واستحقاقهم للجزاء والأجر. (6)النص على مفعول الجزاء، (أجرهم)، مع ما في مادة الأجر من الإشادة بأعمال يستحقون بها الأجر ؛ لأن الأجرة لا تكون إلا مقابل عمل يطلب، ولولا هذه المعاني لقيل مثلاً: (ولنجزينهم خيرًا ) دون التفصيل المذكور. (7)التعبير بـ(أحسن) دون (الحسن)، بأن يقال: (بالحسن مما كانوا يعملون)، لما في ذلك من بيان عظيم فضل الله على عباده المؤمنين، فإذا كان عَمَل أحدهم حسنا مرة، وأحسن مرة فيعطي أجره على أساس الأحسن، لا الحسن تفضلاً من الله ومنة. (8)(ما) الدالة على الشيوع مع ما فيها من المد المشعر بامتداد ذلك الشيوع وشموله، ويؤيد ذلك مافي (ما) من الإبهام المصوّر لعظم يعطيهم ربهم. (9)وجود فعل الكون (كانوا)، مع أن الكلام يمكن أن يتم دونه بأن يقال: (بأحسن ما عملوا)، ولكن في ذكر هذا الفعل من الإشعار بعراقتهم في تلك الأعمال، وقدم شأنهم فيها ما لا يخفى. (10)التعبير بمادة العمل وبالفعل المضارع (يعملون) يشعر بعظيم شأن العمل، والاستمرار فيه، وأثر ذلك في مكانة العبد يوم القيامة، وعلو درجته، أما دخول الجنة ابتداء فلن يكون إلا بفضل الله ورحمته. وبقي ملمح وهو الاختلاف بين الفعلين (فلنحيينه) و (لنجزينهم) من حيث الضمير، فالأول أفرد فيه الضمير، والثاني جُمِعَ، ولعل سر ذلك أن الحديث في الفعل الأول عن الحياة الدنيا، والمذكور هو الوعد بطيب تلك الحياة، ومبنى هذه الحياة حب الذات والتملك والحيازة، فجاء ما يناسب حال الإنسان فيها من خصه بتلك الحياة الطيبة، لأنها مطلب كل إنسان حفزاً له على الطاعة، إضافة إلى أن الناس لن يجتمعوا جميعهم في هذه الحياة في مكان واحد وزمان واحد، بل يموت بعضهم، ويولد آخرون وهكذا، فكان الاهتمام بالجنس لأنه هو الذي يمكن أن يجمعهم، لا بالعدد، وأيضا لما كان الإحياء حياة طيبة أمر واحد لا يتفاوت فيه أحد، فكأن أهله في ذلك فرد واحد، أما في الفعل الثاني (ولنجزينهم) فالحديث عن الجزاء المبني على العمل والتكليف، ولأن الأصل في الجزاء التفاوت بين الناس جيء بضمير الجمع المشعر بالتغاير في أحوالهم يوم الفصل و القضاء، كما أن الآخرة ليست موضع تنافس لانقضاء وقت العمل، والناس فيها خلصت قلوبهم من شوائب حب النفس والانفراد، لذا جاء الجمع في ضمير الفعل، زيادة على ذلك أن الناس يوم القيامة يكونون مجتمعين جميعاً بخلاف الدنيا، فناسب هنا ما يظهر كثرتهم وهو الجمع، لا ما يتحدث عن جنسهم. وأخيرًا أستطيع القول بأن المتأمل لهذه الآية العظيمة يجد أنها بدئت بمادة العمل (مَنْ عمل) وختمت بالمادة نفسها (يعملون)، بدئت بالماضي، وختمت بالمضارع لبيان أن المقصود هو الحث والحض على العمل الصالح،وجعل هذا العمل الصالح المقيد بحالة الإيمان شرطاً في حصول ما تبتغيه كل النفوس البشرية، وهو الحياة الطيبة، ليكون ذلك أدعى إلى الإيمان والعمل الصالح، وهذا أسلوب عظيم في تحبيب الخير للناس، حيث تربط به محبوباتهم ومطلوبات أنفسهم، فمعنى الآية، من أراد السعادة والهناء فعليه بهذه المعادلة: العمل الصالح + الإيمان = الحياة الطيبة هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد د.عويض العطوي هنا*
__________________
|
|
|