العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى الحج والعمرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2017, 01:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow

حديث جابر في مناسك الحج

دخلنا على جابرِ بنِ عبدِاللهِ . فسأل عن القومِ حتى انتهى إليَّ . فقلتُ : أنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ حسينٍ . فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزع زِرِّي الأعلى . ثم نزع زِرِّي الأسفلَ . ثم وضع كفَّه بين ثدييَّ وأنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ . فقال : مرحبًا بك . يا ابنَ أخي ! سلْ عما شئتَ . فسألتُه . وهو أعمى . وحضر وقتُ الصلاةِ . فقام في نساجةٍ مُلتحفًا بها . كلما وضعها على منكبِه رجع طرفاها إليه من صغرِها . ورداؤه إلى جنبِه ، على المِشجبِ . فصلَّى بنا.

فقلتُ : أخبِرني عن حجةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال بيده . فعقد تسعًا . فقال إنَّ رسول َاللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكث تسعَ سنين لم يحجَّ . ثم أذَّن في الناسِ في العاشرةِ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حاجٌّ . فقدم المدينةَ بشرٌ كثيرٌ . كلُّهم يلتمس أن يأتمَّ برسولِ اللهِ صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ . ويعمل مثلَ عملِه . فخرجنا معه . حتى أتينا ذا الحُليفةَ . فولدت أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمدَ بنَ أبي بكرٍ . فأرسلت إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : كيف أصنعُ ؟ قال : " اغتسِلي . واستثفِري بثوبٍ وأحرمي " فصلَّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجد ِ. ثم ركب القصواءَ . حتى إذا استوتْ به ناقتُه على البَيداءِ . نظرتُ إلى مدِّ بصري بين يدَيه . من راكبٍ وماشٍ . وعن يمينهِ مثلُ ذلك . وعن يسارِه مثل ذلك . ومن خلفِه مثلُ ذلك . ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بين أظهرِنا . وعليه ينزل القرآنُ . وهو يعرف تأويلَه . وما عمل به من شيءٍ عملنا به . فأهلَّ بالتوحيد " لبيك اللهمَّ ! لبَّيك . لبيك لا شريك لك لبيكَ . إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك . والملكَ لا شريك لك " . وأهلَّ الناس ُبهذا الذي يُهلُّون به . فلم يَرُّدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم شيئًا منه . ولزم رسوُل اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه . قال جابرٌ رضي الله عنه : لسنا ننوى إلا الحج َّ. لسنا نعرف العمرةَ . حتى إذا أتينا البيتَ معه ، استلم الركنَ فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا . ثم نفذ إلى مقامِ إبراهيمَ عليه السلامُ . فقرأ : واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " 2 / البقرة / الآية 125 " فجعل المقامَ بينه وبين البيتِ . فكان أبي يقول " ولا أعلمه ذكرَه إلا عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " كان يقرأ في الركعتَين قل هو الله أحدٌ ، وقل يا أيها الكافرون . ثم رجع إلى الركنِ فاستلمه . ثم خرج من الباب إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ " إنَّ الصَّفَا وَالمْرَوْةَ َمِنْ شَعَائِرِ اللهِ " 2 / البقرة / الآية 158 " أبدأُ بما بدأ اللهُ به " فبدأ بالصفا . فرقي عليه . حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ . فوحَّد اللهَ ، وكبَّره . وقال : " لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له . له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ . لا إله إلا اللهُ وحده . أنجز وعدَه . ونصر عبدَه . وهزم الأحزابَ وحدَه " ثم دعا بين ذلك . قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ . ثم نزل إلى المروة ِ. حتى إذا أنصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى . حتى إذا صعِدَتا مشى . حتى إذا أتى المروةَ . ففعل على المروة ِكما فعل على الصفا . حتى إذا كان آخرُ طوافه على المروةِ فقال : لو أني استقبلتُ من أمري ما استدبرت ُلم أسقِ الهديَ . وجعلتُها عمرةً . فمن كان منكم ليس معه هديٌ فليحلَّ . وليجعلْها عمرةً . فقام سراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشمٍ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ألعامِنا هذا أم لأبدٍ ؟ فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصابعَه واحدةً في الأخرى . وقال دخلت العمرةُ في الحجِّ مرتَين لا بل لأبدِ أبدٍ وقدم عليٌّ من اليمنِ ببُدنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فوجد فاطمةَ رضي اللهُ عنها ممن حلَّ . ولبست ثيابًا صبيغًا . واكتحلَت . فأنكر ذلك عليها . فقالت : إنَّ أبي أمرني بهذا . قال : فكان عليٌّ يقول بالعراقِ : فذهبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحَرِّشًا على فاطمةَ . للذي صنعت . مُستفتيًا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما ذكرتْ عنه . فأخبرتُه أني أنكرت ُذلك عليها . فقال : صدقتْ صدقت ْ. ماذا قلتَ حين فرضتَ الحجَّ ؟ قال قلتُ : اللهمَّ ! إني أُهلُّ بما أهلَّ به رسولُك . قال : فإنَّ معي الهديَ فلا تحلِّ قال : فكان جماعةُ الهديِ الذي قدم به عليٌّ من اليمنِ والذي أتي به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائةً . قال : فحلّ الناس ُكلُّهم وقصَّروا . إلا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومن كان معه هديٌ . فلما كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى . فأهلُّوا بالحجِّ . وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ . ثم مكث قليلًا حتى طلعتِ الشمسُ . وأمر بقُبَّةٍ من شعرٍ تضربُ له بنَمِرةٍ . فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا تشكُّ قريشٌ إلا أنه واقفٌ عند المشعرِ الحرامِ . كما كانت قريشٌ تصنع في الجاهليةِ . فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى أتى عرفةَ . فوجد القُبَّةَ قد ضُربتْ له بنَمِرةٍ . فنزل بها . حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواءِ . فرحلتْ له . فأتي بطنَ الوادي . فخطب الناسَ وقال : إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم . كحرمةِ يومِكم هذا . في شهرِكم هذا . في بلدِكم هذا . ألا كلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهلية ِتحت قدميَّ موضوعٌ . ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ . وإنَّ أولَ دمٍ أضعُ من دمائِنا دمُ ابن ِربيعةَ بنِ الحارثِ . كان مُسترضَعًا في بني سعدٍ فقتلَتْه هُذيلٌ . وربا الجاهليةِ موضوعٌ . وأولُ ربًا أضعُ رِبانا . ربا عباسٍ بنِ عبدِالمطلبِ . فإنه موضوعٌ كلُّه . فاتقوا اللهَ في النِّساءِ . فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ . واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ . ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ . ولهنَّ عليكم رزقُهن وكسوتُهنَّ بالمعروفِ . وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتُم به . كتابَ اللهِ . وأنتم تُسألون عني . فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ . فقال بإصبعِه السبَّابةِ ، يرفعُها إلى السماءِ وينكتُها إلى الناسِ اللهمَّ ! اشهدْ اللهمَّ ! اشهد ثلاث مراتٍ . ثم أذَّن . ثم أقام فصلَّى الظهرَ . ثم أقام فصلَّى العصرَ . ولم يُصلِّ بينهما شيئًا . ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . حتى أتى الموقفَ . فجعل بطنَ ناقتهِ القصواءَ إلى الصخراتِ وجعل حبلَ المشاةِ بين يدَيه واستقبل القبلةَ فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمسُ وذهبت الصفرةُ قليلًا حتى غاب القرصُ وأردف أسامةَ خلفَه ودفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد شنقَ للقصواءِ الزمامَ إنَّ رأسَها ليصيبُ مَوركَ رحلِه ويقول بيده اليمني أيها الناسُ السكينةُ السكينةُ كلما أتى حبلًا من الحبالِ أرخى لها قليلًا حتى تصعد حتى أتى المزدلفةَ فصلى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين ولم يسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى طلع الفجرُ وصلى الفجرَ حين تبيَّن له الصبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثم ركب القصواءَ حتى أتى المشعرَ الحرامَ فاستقبل القبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا فدفع قبل أن تطلعَ الشمسُ وأردف الفضلَ بنَ عباسٍ وكان رجلًا حسنَ الشعرِ أبيضَ وسيمًا فلما دفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّت به ظُعُنٌ يجرِين فطفق الفضلُ ينظر إليهنَّ فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَه على وجه الفضلِ فحوَّل الفضلَ وجهَه إلى الشقِّ الآخر ِينظر فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَه من الشقِّ الآخرِ على وجه الفضلِ يصرف وجهَه من الشقِّ الآخر ِينظر حتى أتى بطنَ مُحسِّرٍ فحرَّك قليلًا ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرج على الجمرةِ الكبرى حتى أتى الجمرةَ التي ثم الشجرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يكبِّر مع كل حصاة ٍمنها حصى الحَذفُ رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحرِ فنحر ثلاثًا وستين بيدِه ثم أعطى عليًّا فنحرَ ما غبَر وأشركه في هديِه ثم أمر من كل ِّبدنةٍ ببَضعةٍ فجُعلت في قدرٍ فطبخت فأكلَ من لحمِها وشربَ من مرقِها ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ فأفاض إلى البيتِ فصلى بمكة َالظهرَ فأتى بني عبدِ المطلب ِيسقون على زمزمَ فقال انزَعوا بني عبدِ المطلبِ فلولا أن يغلبَكم الناسُ على سقايتِكم لنزعتُ معكم فناولوه دلوًا فشربَ منه"

الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1218- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر *

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-17-2017, 01:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow


شرح حديث جابر في مناسك الحج
دخَل محمَّدُ بنُ عليِّ بن الحُسَين هو وآخَرون على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما، فسأَل عن القومِ، أي: عن جماعةِ الرِّجالِ الدَّاخلين عليه، فإنَّه إذ ذاك كان أعْمَى؛ حيث عَمِيَ في آخرِ عُمرِه، فلمَّا وصَل إلى محمَّدِ بنِ عليِّ بن حُسَين أهوى بيدِه إلى رأسِه فنزَع زِرَّه الأعلى، ثمَّ نزَع زِرَّه الأسفلَ، أي: أخرَجه مِن عُرْوتِه ليكشِفَ صدرَه عن القميصِ ويضَعَ يدَه عليه؛ لكمالِ الشَّفقةِ عليه؛ لكونِه مِن أهلِ بيت رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورحَّب به، وطلَب منه أن يسأَلَه عمَّا يَشاءُ، فسأَله، وجاء وقتُ الصَّلاةِ، فقام في "نِسَاجَةٍ"، أي: في مِلحَفةٍ أو بُردةٍ منسوجةٍ، ملتحفًا بها، كلَّما وضَعها على مَنكِبِه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها، ورداؤُه إلى جَنبِه على "المِشْجَبِ"، هو عِيدانٌ تُضَمُّ رؤوسُها، ويُفرَّجُ بين قوائمِها توضَعُ عليها الثِّيابُ، فصلَّى بهم، وبعد الصَّلاةِ طلَب منه مُحمَّدُ بن عليِّ بن الحُسَينِ أن يُخبِرَه عن حَجَّةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأشار بيدِه "فعقَد تِسعًا"، وذلك يكونُ بضمِّ ثلاثِ أصابعَ؛ الخِنصِر والبِنصِر والوُسْطى إلى الكفِّ، وفتحِ المُسبِّحةِ والإبهامِ، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ظلَّ تِسعَ سنين لم يحُجَّ، ثمَّ أذَّن في النَّاسِ، أي: أعلَمهم بذلك وأشاعه بينهم؛ ليتأهَّبوا للحجِّ معه، ويتعلَّموا المناسِكَ والأحكامَ، ويَشهَدوا أقوالَه وأفعالَه، ويُوصيهم؛ ليُبلِّغَ الشَّاهدُ الغائبَ، وتشيعَ دعوةُ الإسلامِ، وذلك في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهجرةِ، فقدِم المدينةَ الكثيرُ مِن النَّاسِ، كلُّهم "يلتَمِسُ"، أي: يبتغي ويُريدُ أن "يأتَمَّ"، أي: يَقتديَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويعمَلَ مِثلَ عمَلِه، فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُلَيفةِ، وهو ميقاتُ أهلِ المدينةِ، فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ مُحمَّدَ بنَ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنهم، فأرسلَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف تصنَعُ؟ أي: في إحرامِها، فأمَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن تغتسِلَ "وتستثفِرَ"، والاستثفارُ هو أن تشُدَّ في وسَطِها شيئًا، وتأخُذَ خِرقةً عريضةً تجعَلُها على محَلِّ الدَّمِ، وتشُدَّ طرَفَيْها مِن قُدَّامِها ومِن ورائِها في ذلك المشدودِ في وسَطِها، وأَحْرِمي، أي: بالنِّيَّةِ والتَّلبيةِ، فصلَّى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: ركعتينِ للظُّهرِ، وقيل: سنَّةَ الإحرامِ في مسجدِ ذي الحُلَيفةِ، ثمَّ ركِب القَصْواءَ، وهو اسمُ ناقتِه، حتَّى إذا استوَتْ به ناقتُه على "البَيْداءِ"، وهو فوق عَلَمَيْ ذي الحُلَيفةِ لِمَن صَعِدَ مِن الوادي، ورفَع صوتَه بالتَّلبيةِ، ثمَّ نظَر جابرٌ إلى مَدِّ بصَرِه، أي: منتهى بصَرِه بين يديه، مِن راكبٍ وماشٍ، وعن يمينِه مِثلَ ذلك، وعن يَسارِه مِثلَ ذلك، ومِن خَلفِه مِثلَ ذلك، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين أظهُرِنا، وعليه ينزِلُ القُرْآنُ، وهو يعرِفُ تأويلَه، وما عَمِلَ به مِن شيءٍ عمِلْنا به؛ فأهَلَّ بالتَّوحيدِ، يعني قولَه: لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْكَ، لا شريكَ لك، وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهلُّون به، فلم يرُدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليهم شيئًا منه، ولزِمَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه، يعني: أنَّهم لم يلتزموا هذه التَّلبيةَ الخاصَّةَ الَّتي لبَّى بها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ إذ فهِموا أنَّها ليسَتْ مُتعيِّنةً؛ فإنَّه قد ترَك ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ كلَّ أحدٍ على ما تيسَّر له مِن ألفاظِها، لَسْنا ننوي إلَّا الحجَّ، لَسْنا نعرِفُ العُمرةَ، حتَّى إذا أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ، يعني: الحجَرَ الأسودَ، واستلامُه مَسْحُه، فرمَل ثلاثًا، أي: أسرَع المشيَ مع تقارُبِ الخُطَا، ومشى أربعًا، ثمَّ نفَذ إلى مقامِ إبراهيمَ، أي: بلَغه ماضيًا في زِحامٍ، فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فجعَل المَقامَ بينه وبين البيتِ، فكان أبي يقولُ: (ولا أعلَمُه ذكَره إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): كان يقرأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، و{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه، ثمَّ خرَج مِن البابِ، أي: مِن بابِ بني مخزومٍ، وهو الَّذي يُسمَّى بابَ الصَّفا، وخروجُه عليه السَّلامُ منه؛ لأنَّه أقربُ الأبوابِ إلى الصَّفا، قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، أي: مِن أعلامِ مناسِكِه، أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به، أي: ابتدَأَ بالصَّفا؛ لأنَّ اللهَ بدَأ بذِكرِه في كلامِه، فبدَأ، أي: في سعيِه بالصَّفَا، فرَقِيَ عليه، أي: صَعِدَ على جبلِ الصَّفا، حتَّى رأى البيتَ، فاستقبَل القِبلةَ، فوحَّد اللهَ، وكبَّرَه، وقال: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَز وَعْدَه، أي: وفَّى بما وعَده بإظهارِه عزَّ وجلَّ للدِّينِ، ونصَر عبدَه، أي: عبدَه الخاصَّ، نصرًا عزيزًا، وهزَم الأحزابَ وحده، أي: هزَمهم بغيرِ قتالٍ مِن الآدَميِّينَ، لا بسببٍ مِن جهتِهم، ثمَّ دعا بين ذلك، قال مِثلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ.
حتَّى إذا انصبَّتْ قدَماهُ، أي: انحدرَتْ في بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صَعِدتا، أي: ارتفعَتْ قدماه عن بطنِ الوادي، مشى حتَّى أتى المروةَ، ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا، حتَّى إذا كان آخرُ طوافِه على المروةِ واستثنى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أمرِه هذا مَن كان معه الهديُ فقال: لو استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ ما أهديتُ، أي: ما سُقْتُ الهديَ، ولولا أنَّ معي الهَدْيَ لأحلَلْتُ؛ وذلك لأنَّ وجودَه مانعٌ مِن فَسْخِ الحجِّ إلى العمرةِ والتَّحلُّلِ منها، فسأَل سُراقةُ بنُ مالكِ بن جُعْشُمٍ رضِي اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألعامِنا هذا أم لأَبَدٍ؟ أي: هل جوازُ فسخِ الحجِّ إلى العمرةِ أو الإتيانِ بالعُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ أو مع الحجِّ يختَصُّ بهذه السَّنةِ أم للأبدِ؟ فشبَّكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين أصابعِه، إشارةً إلى اشتراكِ كلِّ الأعوامِ في ذلك بدونِ اختصاصِ أحدِها: دخَلَتِ العمرةُ في الحجِّ، أي: حلَّتِ العمرةُ في أشهُرِ الحجِّ، وقَدِم عليٌّ رضِي اللهُ عنه مِن اليمَنِ بهَدْيٍ، وساق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن المدينةِ هَدْيًا، فوجَد فاطمةَ ممَّن حَلَّ ولبِسَتْ ثيابًا صبيغًا، واكتحلَتْ، فأنكَر ذلك عليها؛ ظنًّا أنَّه لا يجوزُ، فقالت: إنَّ أبي أمَرني بهذا، فذهَب عليٌّ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "مُحرِّشًا" على فاطمةَ، والتَّحريشُ: الإغراءُ، والمرادُ هنا أن يذكُرَ له ما يَقتضي عتابَها للَّذي صنَعَتْ، مُستفتيًا رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما ذكَرَتْ عنه، فأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ عليها، فقال: صَدَقَتْ صَدَقَتْ، فسأَله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ماذا قُلْتَ حين فرَضْتَ الحجَّ؟ أي: ألزَمْتَه على نفسِك بالنِّيَّةِ والتَّلبيةِ، قال: قلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك، أي: أُحرِمُ بما أحرَمَ به رسولُك، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ معي الهَدْيَ، ولا أقدِرُ أن أخرُجَ مِن العمرةِ بالتَّحلُّلِ، فلا تَحِلَّ، فكان جماعةُ الهديِ، أي مِن الإبلِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليمَنِ والَّذي أتى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن المدينةِ، مِئةً مِن الهَديِ، فحَلَّ النَّاسُ، أي: خرَج مِن الإحرامِ مَن لم يكُنْ معه هَدْيٌ بعد الفراغِ مِن العُمرةِ، كلُّهم أي: أكثَرُهم، وقصَّروا شَعرَهم، إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَدْيٌ، فلمَّا كان يومُ التَّرويَةِ، وهو اليومُ الثَّامنُ مِن ذي الحِجَّةِ، سُمِّي بذلك لأنَّ الحُجَّاجَ كانوا يرتَوُونَ فيه مِن الماءِ لِما بعده، أي: يستَقُون ويسقُون إبِلَهم فيه، استعدادًا للوقوفِ يومَ عرَفةَ، توجَّهوا، أي: أرادوا التَّوجُّهَ إلى مِنًى، سُمِّيَتْ به؛ لأنَّه تُمْنَى الدِّماءُ في أيَّامِها، أي: تُراقُ وتُسفَكُ، فأهَلُّوا بالحجِّ، أي: مِن البَطْحاءِ، وركِب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين طلوعِ الشَّمسِ مِن يومِ التَّرويةِ، وسار مِن مكَّةَ إلى مِنًى، فصلَّى بها، أي: بمِنًى، في موضعِ مسجدِ الخَيْفِ: الظُّهرَ والعصرَ، كلَّ صلاةٍ لوقتِها، ثمَّ مكَث، أي: لَبِثَ بعد أداءِ الفجرِ قليلًا حتَّى طلَعَتِ الشَّمسُ، وأمَر بقُبَّةٍ، أي: أمَر بضربِ خيمةٍ بنَمِرَةَ قبل قدومِه إليها مِن شَعَرٍ، فسارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: مِن مِنًى إليها، ولا تشُكُّ قُرَيشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عند "المَشعَرِ الحرامِ"، وهو جبلٌ في المُزدَلفةِ، يُقالُ له: قَزَحٌ، كما كانت قُرَيشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ، فأجاز صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: جاوَز المُزدَلفةَ ولم يقِفْ بها، بل توجَّه إلى عرَفاتٍ، حتَّى أتى عرَفةَ، أي: قارَبها ووجَد القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ بنَمِرَةَ فنزَل بها، حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ، أي: نزَل بها واستَمَرَّ فيها، حتَّى إذا مالتِ الشَّمسُ وزالتْ عن كبِدِ السَّماءِ مِن جانب الشَّرقِ إلى جانبِ الغربِ أمَر بإحضارِ القَصْواءِ، فرُحِلَتْ له، أي: شُدَّ على ظَهرِها الرَّحْلُ ليركَبَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فركِبها، فأتى بطنَ الوادي، وهو وادي عُرَنةَ، فخطَب النَّاسَ، أي: وعَظهم، وقال: إنَّ دماءَكم وأموالَكم، أي: إنَّ سَفْكَ دمائِكم وأَخْذَ أموالِكم بغيرِ حقٍّ، حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا، أي: مُتأكِّدةُ التَّحريمِ شديدتُه، كحُرمةِ يَومِكم هذا، يعني يومَ عرَفةَ، في شهرِكم هذا، أي: ذي الحِجَّةِ، في بلدِكم هذا، أي: مكَّةَ، ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ، يعني: الَّذي أحدَثوه، والشَّرائعَ الَّتي شرَعوها في الحجِّ وغيرِه قبل الإسلامِ، تحت قدَميَّ موضوعٌ، أي: مردودٌ وباطلٌ، ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ، أي: متروكةٌ لا قِصاصَ ولا دِيَةَ ولا كفَّارةَ، وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ، أي: أضَعُه وأترُكُه مِن دِمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ، أي: ابن عبدِ المُطَّلبِ، وكان مُستَرْضَعًا، أي: كان لهذا الابنِ ظِئْرٌ تُرضِعُه مِن بني سعدٍ، وكان يحبو بين البيوتِ، فأصابه حجَرٌ في حربِ بني سعدٍ مع قبيلةِ هُذَيلٍ، فقتلَتْه قبيلةُ هُذَيلٍ، وربَا الجاهليَّةِ موضوعٌ، ومعناه: أي الزائدُ على رأسِ المالِ مردودٌ، وأوَّلُ ربًا أضَعُ مِن رِبَانا رِبَا عبَّاسِ بنِ عبد المُطَّلبِ، فإنَّه موضوعٌ كلُّه، فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ، بإنصافِهنَّ ومراعاةِ حقِّهنَّ؛ فإنَّكم أخَذْتموهنَّ بأمانِ اللهِ، أي: بعَهْدِه، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ، أي: يعني بالكلمةِ نفسَ العقدِ الَّذي تَنشَّأَ مِن كلمتَيْ إيجابٍ وقَبولٍ مِن الوليِّ والزَّوجِ، فلمَّا أوصى بهنَّ ذكَر ما عليهنَّ: ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرَهونَه، أي: تكرَهون دُخولَه في بيوتِكم، فإن فعَلْنَ ذلك بدونِ رِضاكم فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، أي: ليس بشديدٍ ولا شاقٍّ، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ، أي: النَّفقةُ مِن المأكولِ والمشروبِ، والسُّكْنى والمَلْبَسِ، بالمعروفِ، أي: على قدْرِ كفايتِهنَّ، مِن غيرِ سرَفٍ ولا تقتيرٍ، أو باعتبارِ حالِكم فقرًا وغنًى، وقد ترَكْتُ فيكم، أي: فيما بينكم، ما لن تَضِلُّوا بعده، أي: بعد تركي إيَّاه فيكم، أو بعد التَّمسُّكِ به والعمَلِ بما فيه، إن اعتصَمْتُم به، أي: في الاعتقادِ والعملِ، كتابَ اللهِ، أي: القُرْآنَ، ولم يذكُرِ السُّنَّةَ؛ لأنَّ القُرْآنَ مُشتملٌ على العملِ بها، فيلزَمُ مِن العملِ بالكتابِ العملُ بالسُّنَّةِ، وأنتم تُسأَلون عنِّي، أي: عن تبليغي وعدمِه، فما أنتم قائلون؟ أي: إذا كان الأمرُ على هذا، فبأيِّ شيءٍ تُجيبون؟ قالوا: نشهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ، أي: رسالاتِ ربِّك، وأدَّيْتَ، أي: الأمانةَ، ونصَحْتَ، أي: الأمَّةَ، فقال بإصبَعِه، أي: أشار بها، السَّبَّابةِ، يرفَعُها إلى السَّماءِ "وينكُتُها" إلى النَّاسِ، والنَّكْتُ: ضربُ رأسِ الأناملِ إلى الأرضِ، ويقولُ: اللَّهمَّ اشهَدْ، أي: على عبادِك، بأنَّهم أقرُّوا بأنِّي قد بلَّغْتُ، ثمَّ أذَّن بلالٌ، ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، أي: جمَع بين الظُّهرِ والعصرِ في وقتِ الظُّهرِ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا مِن السُّنَنِ والنَّوافلِ، وذلك للاستعجالِ بالوقوفِ، ثمَّ ركِب، أي: القَصْواءَ، وسار حتَّى أتى الموقفَ، أي: أرضَ عرَفاتٍ، فجعَل بطنَ ناقتِه القَصْواءِ إلى الصَّخَراتِ، يعني أنَّه علا على الصَّخَراتِ ناحيةً منها، حتَّى كانت الصَّخَراتُ تُحاذي بطنَ ناقتِه.
وجعَل حبلَ المُشاةِ بين يديه، "الحبلُ" هو المُستطيلُ مِن الرَّملِ، والمرادُ به صفُّ المشاةِ ومجتمَعُهم في مَشيِهم كحبلِ الرَّملِ، واستقبَل القِبلةَ في الوُقوفِ بعرَفةَ، فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبَتِ الصُّفرةُ قليلًا، أي: ذَهابًا قليلًا، حتَّى غاب القُرصُ، وأردَف أسامةَ بنَ زيدٍ خَلْفَه على الدَّابَّةِ، ودفَع أي: ابتدَأ السَّيرَ، ودفَع نفسَه، ونحَّاها، أو دفَع ناقتَه وحمَلها على السَّيرِ، وقد "شنَق" أي: ضَمَّ وضيَّق للقَصْواءِ الزِّمامَ، يعني: ضَمَّ رأسَها إليه وبالَغ في الضَّمِّ حتَّى إنَّ رأسَها ليُصيبُ مَوْرِكَ رَحْلِه، وهو الموضعُ الَّذي يَثْني الرَّاكبُ رِجْلَه عليه قُدَّامَ واسطةِ الرَّحلِ إذا مَلَّ مِن الرُّكوبِ، ويقولُ بيدِه اليُمنى، أي: يُشيرُ بها: أيُّها النَّاسُ، السَّكينةَ السَّكينةَ، أي: الزَمُوا السَّكينةَ، وهي الرِّفقُ والطُّمأنينةُ، وعدمُ الزَّحمةِ، كلَّما أتى حَبْلًا مِن الحبالِ أَرْخى لها قليلًا، أي: أَرْخى للقَصواءِ الزِّمامَ إرخاءً قليلًا، أو زمانًا قليلًا، حتَّى تصعَدَ، حتَّى أتى المُزدَلفةَ، وهي موضعٌ بين عرَفةَ ومِنًى، وكلُّها مِن الحرَمِ، فصلَّى بها المغربَ والعِشاءَ، أي جمَع بينهما في وقتِ العِشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا، أي: لم يُصَلِّ بين المغربِ والعِشاءِ شيئًا مِن النَّوافلِ والسُّنَنِ، ثمَّ اضطجَع للنَّومِ حتَّى طلَع الفجرُ، فصلَّى الفجرَ حين تبيَّنَ له الصُّبحُ، أي: ظهَر له، ثمَّ ركِب القَصْواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ، فاستقبَل القِبلةَ، يعني الكعبةَ، فدعاه وكبَّرَه، أي: قال: اللهُ أكبَرُ، وهلَّلَه، أي: قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ووحَّده، أي قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً، فدفَع، أي: ذهَب إلى مِنًى قبْلَ أن تطلُعَ الشَّمسُ، وأردَف الفضلَ بنَ عبَّاسٍ خَلْفَه على الدَّابَّةِ، وكان رجلًا حسَنَ الشَّعرِ، أبيضَ وسيمًا، فلمَّا دفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّتْ به "ظُعُنٌ" يَجْرِينَ، وهنَّ الضَّعفةُ مِن النِّساءِ، فطفِقَ الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ، فوضَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ، فحوَّل الفضلُ وجهَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ ينظُرُ، فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ يصرِفُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ ينظُرُ، حتَّى أتى بطنَ مُحسِّرٍ، وهو وادٍ بين مُزدَلفةَ ومِنًى، فحرَّك قليلًا، أي: حرَّك ناقتَه، وأسرَع السَّيرَ قليلًا، ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوُسْطى، في مِنًى ثلاثُ طُرقٍ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، شَرقيٌّ وغربيٌّ ووسطٌ، فسلَك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الطَّريقَ الوُسطَى بين الطَّريقينِ، وإنَّما سلَكها؛ لأنَّها كانت أقربَ إلى رمْيِ جمرةِ العَقبةِ، ولأنَّها هي الَّتي تخرُجُ على الجَمرةِ الكُبرى، وهي العَقَبةُ، وهي الجَمْرةُ الَّتي عند الشَّجرةِ، أي: جَمرةُ العَقَبةِ، فرماها ضُحًى بسَبْعِ حصَياتٍ، يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مِثْلِ حصَى الخَذْفِ: وهو رميُكَ حصاةً أو نواةً تأخُذُها بين سبَّابتَيْكَ وتَرْمِي بها، رمَى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف، أي: رجَع عن جَمرةِ العَقبةِ إلى المَنحَرِ، أي: موضعِ النَّحرِ، فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بدَنةً بيدِه، ثمَّ أعطى أي: بقيَّةَ البُدْنِ عليًّا، فنحَر عليٌّ ما غبَرَ، أي: ما بَقِيَ مِن المئةِ، وأشرَكه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هديِه، أي: في نفسِ الهديِ، ثمَّ أمَر مِن كلِّ بدَنةٍ أي: مِن المئةِ، ببَضْعةٍ، أي: بقِطعةٍ مِن لحمِها، فجُعِلَت، أي: القِطَعُ في قِدْرٍ، فأكَل مِن لحمِها وشرِب مِن مرَقِها، ثمَّ ركِب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ، أي: أسرَع إلى بيتِ اللهِ ليطوفَ به طوافَ الإفاضةِ، فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ، ثمَّ أتى أي: بعد فراغِه مِن طوافِ الإفاضةِ على بَني عبدِ المُطَّلبِ، وهم أولادُ العبَّاسِ وجماعتُه؛ لأنَّ سِقايةَ الحاجِّ كانت وظيفتَه، يسقُونَ، أي: مرَّ عليهم وهم ينزعون الماءَ مِن بئرِ زمزمَ ويسقُونَ النَّاسَ، فيغرِفون بالدِّلاءِ ويصبُّونَه في الحِياضِ ونحوِها، ويُسبِّلونَه للنَّاسِ، فقال: "انزِعوا"، أي: استَقُوا بالدِّلاءِ وانزِعوها بالرِّشاءِ بني عبدِ المُطَّلبِ، فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم، لنزَعْتُ معكم، أي: لولا خوفي أنْ يعتقدَ النَّاسُ ذلك مِن مناسكِ الحجِّ ويزدَحموا عليه بحيث يغلِبونكم ويدفَعونكم عن الاستقاءِ، لاستقَيْتُ معكم؛ لكثرةِ فضيلةِ هذا الاستقاءِ، فناوَلوه، أي: أعطَوْه فشرِبَ منه، أي: مِن الدَّلوِ، أو مِن الماءِ.
في الحديثِ: أنَّ مِن هَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحجَّ راكبًا.
وفيه: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ابتدأَ في وضْعِ دِماءِ الجاهليَّةِ ورِبَاها بأهلِ بيتِه؛ ليكونَ أمكنَ في قلوبِ السَّامعينَ، وأسدَّ لأبوابِ الطَّمعِ في التَّرخيصِ.
وفيه: الحثُّ على مُراعاةِ حقِّ النِّساءِ، والوصيَّةُ بهنَّ ومعاشرتُهنَّ بالمعروفِ.
وفيه: الأمرُ بالنَّفقةِ على الزَّوجةِ.
وفيه: فضلُ أسامةَ بنِ زيدٍ والفضلِ بنِ العبَّاسِ وجابرِ بنِ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهم.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السَّكينةُ في الدَّفعِ مِن عرَفاتٍ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الجمعُ بين المغربِ والعِشاءِ في المُزدَلفةِ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عدمُ التَّنفُّلِ بين الصَّلواتِ في الجَمْعِ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الاستنابةُ في ذَبْحِ الهَدْيِ.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الشُّربَ للنَّاسكِ مِن ماءِ زَمْزمَ، والإكثارَ منه.
وفيه: أنَّ مِن حُسنِ فَهْمِ المسؤولِ: أنَّه إذا سُئِلَ عن شيءٍ أتى به وبأطرافِه الَّتي يُمكنُ فيها الخبرُ؛ فإنَّه عقَد بيدِه تِسعًا، وهذا لم يَسَلْه عنه السَّائلُ.
وفيه: حِرصُ المؤمنين على الائتمامِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والتَّعلُّمِ منه مناسكَ الحجِّ وأركانَه وواجباتِه ومسنوناتِه نظَرًا لفِعلِه؛ إذ هو أثبَتُ في القلبِ مِن حفظِه عن النُّطقِ.
وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يعتمِدْ ما كانت الجاهليَّةُ تعتمدُه مِن وقوفِها في الحرَمِ، بل خرَج إلى عرَفةَ.
وفيه: أنَّ عرَفةَ كلَّها موقفٌ.
*الدرر السنية *

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-19-2017, 02:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow

زيارة المسجد النبوي بالمدينة
زيارة المدينة ، أو المسجد النبوي ، أو القبر النبوي ليس له علاقة بمناسك الحج.

تنبيه:ما حكم قول: المدينة المنورة، وما العلة في ذلك؟

قال الشيخ العثيمين:المدينة المنورة هذا اسم حادث ما كان معروفًا عند السلف. ملتقى أهل الحديث .ا.هـ.
قال الشيخ العثيمين:وليست هذه الزيارة من شروط الحج ولا أركانه ولا واجباته، ولا تعلُّق لها به.

زيارة المسجد النبوي من الأمور المشروعة المستحبة، فهو ثاني المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها للصلاة فيها والعبادة.ا.هـ
لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى" .الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1189 -خلاصة حكم المحدث :صحيح-الدرر.
"صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلا المسجدَ الحرامَ" . الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 1190 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

"صلاةٌ في مسجِدي هذا ، أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ ؛ إلَّا المسجِدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ ، أفضلُ من مئةِ صلاةٍ في هذا". الراوي : عبدالله بن الزبير -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 1172 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

فإذا دخل المسجد قدّم رِجلَه اليُمنى،وقال دعاء دخول ما ورد في الدخول لسائر المساجد :

* إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحمتِكَ، وإذا خرجَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ اعصِمني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 634- خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر *



* "كان إذا دخل المسجدَ قال أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ قال أقطُّ ؟ قلتُ: نعم. قال فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ."الراوي : عبدالله بن عمرو-المحدث : الألباني-المصدر :صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 466- خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر

ثم يُصَلي ركعتين تحية المسجد ، أو صلاة الفريضة إن كانت قد أقيمت.

*أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال "إذا دخَل أحدُكمُ المسجدَ فليركَعْ ركعتَينِ قبلَ أن يجلِسَ".الراوي : أبو قتادة الأنصاري - المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 444 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر

وينبغي أن يتحرى الصلاة في الروضة إن تيسر له من أجل فضيلتها، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهةٍ من المسجد تتيسر له، وهذا في غير صلاةِ الجماعة، أما في صلاة الجماعة فليُحافظ على الصف الأول الذي يلي الإمام لأنه أفضل.

*"ما بين بيتي ومِنبري روضةٌ من رياضِ الجنةِ ، ومِنبري على حوضِي"الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6588-خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر.

"لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ ، ثم لم يجدُوا إلا أن يستهِموا عليه لاسْتهَموا عليه ، ولو يعلمون ما في التهْجيرِ لاسْتبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصبحِ لأتوْهما ولو حبْوًا."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 615- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

بعد أن يُصلي في المسجد النبوي أول قدومه ما شاء الله أن يُصلي، يذهبُ للسلام على النبي صلى الله عليه وسلّم وصاحبيه أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما.

والاقتصار على السلام هو المأثور عن الصحابة - رضي الله عنهم، وهو الذي يقول به الأئمة، وكان ابن عمر إذا سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه لايزيد غالبًا على قوله:السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتِ. ثم ينصرف.

وقال مالك في المبسوط: لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو؛ ولكن يسلِّم ويمضي، وكان الصحابة لا يكثرون المجيء إلى القبر للسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛لعلمهم بنهيه - صلى الله عليه وسلم - عن اتخاذ قبره عيدًا- ولعلمهم أن ما شُرع من الصلاة والسلام عليه في الصلاة وعند دخول المسجد والخروج منه وفي كل وقت وسؤال الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود له بعد الأذان تحصل به الفضيلة، ولعلمهم أن الصلاة والسلام عليه يَصِلان إليه من البعيد كما يصلان من القريب؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو داود «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ» .الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 2042 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر*.



«إنَّ للهِ ملائكةَ سيَّاحِينَ ، يُبْلِغُوني عن أُمِّتِي السَّلامَ».الراوي : عبدالله بن مسعود -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 1664 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

الكتاب: الإرشاد إلى توحيد رب العبادجمع وتأليف: عبد الرحمن بن حماد آل عمر

وإذا أراد الدعاء فليتوجه للقبلة لا إلى القبر النبويوالمقصود من زيارة القبور العظة والعبرة والدعاء لأصحاب القبور، وليس المراد بذلك التبرك بتربهم أو دعائهم أواعتقاد أن الدعاء عندهم أقرب إلى الإجابة أو ما أشبه ذلك ممايظنه كثير من الجهال، وإذا كان الإنسان لا يعرف الدعاء المأثور عند زيارة القبور فإنه يمكنه أن يدعو بما شاء، لأن من المقصود بالزيارة الدعاء لأهل القبور. والله أعلم.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

-ولا توجد أي مَزَارَات في المدينة كَسُنَّة ، غير مسجد قُباء ، فكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلف الذهاب إليه والصلاة فيه، فيمكنك الذهاب إليه والصلاة فيه كسنة

«كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتي مسجدَ قباءٍ كلَّ سبتٍ، ماشيًا وراكبًا». وكان عبدُ اللهِ رضيَ الله عنه يفعلُه. الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1193 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .

"صلاةٌ في مسجدِ قباءٍ كعمرةٍ"الراوي : أسيد بن ظهير - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 1167 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

أما زيارة أي أماكن أخرى بالمدينة مثل البقيع ـ وأُحد ... فتكون على أنها سياحة وتعرّف على الأماكن وليست سُنّة ، وإذا كانت قبور مثل البقيع وأُحد فتقال أدعية زيارة القبور والسلام عليهم .مثل"السلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ . وإنا، إنْ شاء اللهُ، بكمْ لاحقونَ"الدرر- صحيح مسلم.

"كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كلَّما كانت ليلتُها من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يَخرُجُ في آخرِ اللَّيلِ إلى البقيعِ فيقولُ السَّلامُ عليْكم دارَ قومٍ مؤمِنينَ وإنَّا وَإيَّاكم متواعِدونَ غدًا أو مواكِلونَ وإنَّا إن شاءَ اللَّهُ بِكم لاحقونَ اللَّهمَّ اغفِر لأَهلِ بقيعِ الغرقَدِ"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 2038 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

*حكم القبة الخضراء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم
أما ما يتعلق بالقبة الخضراء التي على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا شيء أحدثه بعض الأمراء في المدينة المنورة، في القرون المتأخرة في القرن التاسع وما حوله. ولا شك أنه غلط منه، وجهل منه، ولم يكن هذا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا في عهد أصحابه ولا في عهد القرون المفضلة، وإنما حدث في القرون المتأخرة التي كثر فيها الجهل، وقل فيها العلم وكثرت فيها البدع، فلا ينبغي أن يغترَّ بذلك، ولا أن يقتدى بذلك، ولعل من تولى المدينة من الملوك والأمراء، والمسلمين تركوا ذلك خشية الفتنة من بعض العامة، فتركوا ذلك وأعرضوا عن ذلك، حسمًا لمادة الفتن؛ لأن بعض الناس ليس عنده بصيرة، فقد يقول: غيروا وفعلوا بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا كذا، وهذا كذا، فيثير إلى فتن لا حاجة.
فتاوى نور على الدرب *
هل النبي صلى الله عليه وسلم دُفِنَ في مسجده؟
سماحة الشيخ محمد بن صالح بنعثيمين

السؤال:

كيف نجيب عُبَّاد القبور الذين يحتجون بدفن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي ؟
الجواب:

الجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر؛ بل بني في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد؛ بل دفن صلى الله عليه وسلم في بيته .
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم - ومنها بيت عائشة رضي الله عنها مع المسجد - ليس باتفاق الصحابة؛ بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام أربعة وتسعين هجرية تقريبًا، فليس مما أجازه الصحابة؛ بل إن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضًا: سعيد بن المسيب، من التابعين
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله؛ لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنيًا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظًا ومحوطًا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة أي أنه مثلث، والركن في الزاوية الشمالية حيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى؛ لأنه منحرف، وبهذا يبطل احتجاج أهل القبور بهذه الشبهة ا.هـ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-19-2017, 01:19 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow

ملخص مناسك العمرة
إذا وصل المعتمر الميقات: اغتسل ولبس وأحرم ،فإن كان السفر على متن طائرة لا تتوقف إلاَّ في جُدَّة، فيجوز له أن يلبس الإحرام في المنزل أو في المطار أو في الطائرة، وأن يُحرم بعمرة ـ وجوبًا ـ قبل أن يتجاوز الميقات المكاني المتعلق به.
الاغتسال والتطيب للرجال
لبس ثياب الإحرام
الصلاة
ينوي الإحرام ويلبي ،والإحرام نية الدخول في النسك والتلبس به ، وصفة التلبية للعمرة :«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً» ويكمل التلبية " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ " .
ويستمر في التلبية في العمرة من الإحرام إلى أن يشرعَ في الطواف.
الطواف :والطواف يكون سبعةَ أشواطٍ، يبتدىء من الحجر الأسود وينتهي به. ولا يصحُّ الطوافُ من داخل الحِجْرِ.فيستلم الحجرَ الأسودَ بيده اليمنى...، ويُقَبّله إن تيسّر له ذلك، فإذا وصل الركنَ اليماني استلمه إن تيسّر له بدون تقبيلٍ ،فإن لم يتيسر له فلا يزاحم ولا يشير إليه عن بعد.ويقول بين الركن اليماني والحجَر الأسود "رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاٌّخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار "البقرة 201.

والسنةُ للرجل في طواف القدوم :الاضطباع في جميع الأشواط ،والرَّمَل في الثلاثة أشواط الأولى فقط.فإذا أتمَّ سبعةَ أشواطٍ، صلى ركعتين عند مقام إبراهيم لو تيسر.
ثم يذهب إلى زمزم فيشرب منها ويصب على رأسه.
ثم يرجع إلى الحجر الأسود ،ويقول الله أكبر ويقبله إذا تيسر .
السعي بين الصفا والمروة
التحلل: وذلك يكون بالحلق للرجل ، أو التقصير ، والتقصير للمرأة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-19-2017, 01:33 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow

ملخصأعمـال الحـج
القارن والمُفرِد : يتوجهون مباشرة إلى منى يوم التروية، دونَ أن يُحرموا مرة أخرى، لأنهم مازالوا على إحرامهم.
أما المتمتع إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضحى من مكانه الذي أراد الحج منه ، ويفعل عند إحرامه: الآتي:
الاغتسال والتطيب للرجاللبس ثياب الإحرام
الصلاة :الصلاة قبل الإهلال.
ينوي الإحرام ويلبي بالنسك، وصفة التلبية في الحج : لبيك حجًا أو حِجَّة ، إذا كانت الحجة عن أحد يقول :لبيك حجًا عن فلان .ويكمل التلبية ويكمل التلبية " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ "وتستمر التلبية إلى رمي جمرة العقبة الكبرى .
المبيت بمِنى يوم التروية:يخرج إلى مِنى - يوم التروية الثامن من ذي الحجة-فيصلي بها: الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا منْ غيرِ جمعٍ ،والفجر .

الوقوف بعرفة:فإذا طلعت الشمس يوم عرفة - التاسع من ذي الحجة- سار من مِنى إلى عرفة فنزل بمسجد نَمِرَة في الجزء الواقع في حدود عرفة إلى الزوال- الزوال : أي زوال الشمس عن كبد السماء أي وقت الظهر- إن تيسر له وإلا فلا حرج لأن النزول بنمرة سنة . ولنتحر معرفة حدود عرفة والتأكد من الوقوف داخلها.
فإذا زالت الشمس يوم عرفة صلى الظهر والعصر قصرًا وجمعَ تقديمٍ ، ، بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ،كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليطول وقت الوقوف والدعاء ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعًا يديه - تلقاء وجهه- مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل وكان أكثر دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك الموقف العظيم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- .
ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة . ويستمر بعرفة إلى الليل أي إلى أن تغرب الشمس .
فائدة :
إذا وصل الحاج إلى عرفة قبل فجر يوم النحر- 10ذو الحجة - صحت حجته ـ وذلك عند الاضطرار ـ أما إذا وصل بعد الفجر فلا حج له . أقبِلْ على الله بكل جوارحك . فإذا غربت الشمس سار إلى المزدلفة.
الذهاب للمزدلفة والمبيت بها: فإذا غربت شمس يوم عرفة سار إلى المزدلفة.فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا - جمع تأخير- بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ.

فيبيت بمزدلفة ، فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكرًا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام بمزدلفة - وهو الآن مكان المسجد- فوحَّدَ الله وكبره ودعا بمَا أحب حتى يُسْفِر جدًا ، وإن لم يتيسر له لذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه وجمع- أي مزدلفة- كلها موقف
الدفع إلى مِنَى- العاشر من ذي الحجة- فإذا أسفر جدًا - أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً- دفع قبل أن تطلع الشمس.فإذا وصل إلى مِنى ـ وذلك صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر عليه الآتي :
*رمى جمرة العقبة الكبرى .
*نحر أو ذبح الهَدْي .
*حلق الرأس أو تقصيرها .
*الطواف بالكعبة - طواف الإفاضة - والسعي.
طواف الإفاضة:ويطوف مثل طواف القدوم تمامًا إلا الاضطباع والرَّمَل فهما خاصان بطواف القدوم فقط .

*ثم السعي بين الصفا والمروة
ثم يخرج إلى المسعى ليسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا "، ولا يقرؤها في غير هذا الموضع - أي في بداية السعي فقط - أبدأ بما بدأ اللهُ بهِ . ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويرفع يديه فيحمدَ الله ويدعو بما شاء أن يدعو- دعاء مطلق-، وَكَانَ- صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، يُكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ -دعاء مسنون -، ويدعو بينها - دعاء مطلق- أي:ذكر + دعاء مطلق ،ذكر + دعاء مطلق- ذكر، ثم ينزلُ من الصفا إلى المروة ماشيًا حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ؛ فإذا وصَلَه، أسرع إسراعًا شديدًا بِقَدْرِ ما يستطيع إن تيسر له بلا أذية- الهرولة -، حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ الثاني، ثم يمشي على عادته حتى يصلَ المروةَ، فيرقَى عليها ويستقبلَ القِبلةَ، ويرفعَ يديه ويقولَ ما قاله على الصفا - الدعاء فقط دون القرآن،. ثم ينزلُ من المروة إلى الصفا يمشي في موضعِ مشيه، ويُسِرعُ في موضع إسراعه- الهرولة-، للرجال فقط على الراجح .فيرقى على الصفا، ويستقبلُ القِبلَة ويرفع يديه ويقولُ مثلَ ما سبق في أول مرة، ويقولُ في بقية سعيه ما أحب من ذكرٍ وقراءةٍ ودعاء.

العودة لمِنَى:يرجع بعد ذلك إلى مِنى حيث يقيم أيام التشريق - 11 ، 12 ، 13 من ذي الحجة- وهي أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل .

فليس عليه في أيام التشريق شيء إلا أن يرمي الجمرات الثلاث ، كل يوم يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى التي رماها يوم النحر ، فيرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس -أي بعد أذان الظهر- في يومي -11، 12من ذي الحجة -
فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، فإن شاء تَعَجَّل ونزل من مِنى ، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال ؛كما سبق والتأخر أفضل .ولا يجب عليه التأخر لليوم الثالث عشر إلا إذا غربت الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بمِنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد زوال اليوم الثالث عشر .
وبهذا يكون حَجُّه انتهى
طواف الوداع :فإذا أراد الحاج أن يرتحل من مكة يطوف للوداع ، يطوف بالبيت سبعة أشواط من دون سعي،. ويصلي ركعتين ثم ينصرف*الحائض والنفساء ليس عليهما وداع.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-27-2017, 12:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Arrow

ماذا تفعل المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية في بداية أيام الحج قبل دخول مكة ؟.

الحمد لله
إذا مرت الحائض بالميقات وهي تريد الحج فإنها تحرم من الميقات ثم إذا أتت مكة فإنها تفعل جميع أفعال الحج غير الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة فإنها تؤخرهما حتى تطهر . وهكذا تفعل من أتاها الحيض بعد الإحرام وقبل الطواف .
أما من حاضت بعد الطواف فإنها تسعى بين الصفا والمروة ولو كانت حائضًا .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
ما حكم حجة الحائض ؟ .
فأجابوا : الحيض لايمنع من الحج ، وعلى من تحرِم وهي حائض أن تأتي بأعمال الحج ، غير أنها لاتطوف بالبيت إلا إذا انقطع حيضها واغتسلت ، وهكذا النفساء ، فإذا جاءت بأركان الحج فحجها صحيح .
" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " 11 / 172 ، 173 .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلا بإحرام حتى لو كانت حائضًا ، فإنها تحرم وهي حائض وينعقد إحرامها ويصح ، والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر - رضي الله عنهما – ولدت والنبي صلى الله عليه وسلّم نازل في ذي الحليفة يريد حجة الوداع ، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم كيف أصنع ؟ قال : " اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي " .
ودم الحيض كدم النفاس ، فنقول للمرأة الحائض - إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها - : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ، والاستثفار معناه : أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة ، ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم لعائشة حين حاضت في أثناء العمرة قال لها " افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي في البيت حتى تطهري " هذه رواية البخاري ومسلم ، وفي صحيح البخاري أيضًا ذكرت عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة ، فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض أو أتاها الحيض قبل الطواف : فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل ، أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض : فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض ، وتقص من رأسها ، وتنهي عمرتها ؛ لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له الطهارة .
" 60 سؤالاً في الحيض " السؤال 54 .
والله أعلم .

*الإسلام سؤال وجواب*
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر