#2
|
||||
|
||||
مقدمة التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ مقدمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ فإنَّ اللغة العربيَّة هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدِّين قال ابن كثير- رحمه الله - في "تفسيره" 2/ 467: لغة العَرَب هي أفصح اللُّغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أُنْزِل أشرف الكُتُب بأشرف اللُّغات على أشرف الرسل... إلى آخر كلامه - رَحِمَه الله تعالى. وقال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة - رحمه الله - في "اقتضاء الصِّراط المستقيم" ص 268: إنَّ اللهَ لَمَّا أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مُبَلِّغًا عنه الكتابَ والحكمةَ بلسانه العَرَبي، وجعل السَّابقينَ إلى هذا الدين مُتَكَلِّمينَ به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّين ومعرفته إلاَّ بضبط هذا اللِّسان، صارت معرفته منَ الدِّين، وصار اعتبار التَّكَلُّم به أسهل على أهل الدِّين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدِّين، وأقرب إلى مُشابهتهم للسَّابقينَ الأَوَّلينَ منَ المُهَاجرينَ والأنصار في جميع أمورهم.ا. هـ وقد قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - في وصف كتابه: "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ"الزمر: 28، فوصفه بالاستقامة كما وصفه بالبيان في قوله"بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"الشعراء: 195، وكما وصفه بالعدل في قوله"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا"الرعد37. وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة- رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" 32/ 252: معلوم أنَّ تعلُّمَ العربيَّة وتعليم العربية فَرض على الكفاية، وكان السَّلَف يُؤَدِّبُون أولادهم على اللَّحن، فنحن مأمورونَ أمر إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربي، ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فَهم الكتاب والسُّنَّة، والاقتداء بالعرب في خِطَابِها، فلو تُرِكَ النَّاسُ على لَحْنِهِم كان نقصًا وعيبًا.ا.هـ ونقل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله - في "اقتضاء الصراط المستقيم" ص 310 عن الإمام أحمد - رحمه الله- كَرَاهَة الرَّطَانة4، وتسمية الشُّهُور بالأسماء الأعجَميَّة، والوَجه عند الإمام أحمد في ذلك كَرَاهة أن يَتَعَوَّد الرَّجل النُّطق بغير العَرَبيَّة5. 4الرَّطانة بفتح الرَّاء وكسرها، والتَّراطُن: كلام لا يفهمه الجمهور، وإنَّما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص بها غالبًا كلام العجم. " النهاية" لابن الأثير "ر ط ن." 5وهذا هو الذي كان عليه السَّلَف منَ الصَّحَابة والتَّابعينَ - رضيَ الله عنهم، فقد رَوَى ابن أبي شيبة في "المصنف" أن عمر - رضي الله عنه - قال: ما تَكَلَّمَ الرجل بالفارسيَّة إلاَّ خَبَّ *، ولا خَبَّ إلاَّ نقصت مُرُوءته. ورَوَى أيضًا عن عطاء أنَّه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم؛ فإنَّ السخط ينزل عليهم. ورَوَى أيضًا عن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنَّه سمعَ قومًا يَتَكَلَّمُونَ بالفارسيَّة، فقال: ما بال المَجوسيَّة بعد الحنيفيَّة؟! ثمَّ قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة- رحمه الله - ص 311: "لأنَّ اللِّسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يَتَمَيَّزُونَ، ولِهَذا كان كثير منَ الفُقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصَّلاة والذِّكر أن يُدعَى الله، أو يذكر بغير العربيَّة. ا.هـ وإذا كانتِ اللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يَتَمَيَّزون - كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - فإنَّ الأمَّة العزيزة تعتز بلغتها، وتحرص على استقلالها اللُّغَوي؛...، وتَتَمَسَّك بها، والأمَّة الذَّليلة تفرط في لغتها، حتى تصبح أجنبيَّة عنها، وهي مَنسوبة إليها. وقد قال الشَّافعي - رحمَه الله -: إنَّ المسلمَ عليه أن يكونَ تَبَعًا فيما افتُرِضَ عليه، ونُدِبَ إليه، لا مَتْبُوعًا؛ أيْ: على كلِّ مسلمٍ أن يَتَعَلَّمَ من لغة العرب ما يكون به على أصل ما جاء به النَّبي - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - لا أن يظلَّ على لغته هو، أو عرف قومه واصطلاحهم ولهجتهم، وتتبعه لغة العرب التي جاءَ بها القرآن وسُنَّة النَّبي - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - فيكون بذلكَ متبوعًا. قال شيخ الإسلام: "واعتياد الخِطاب بغير العربيَّة التي هيَ شعار الإسلام ولُغة القرآن، حتى يصيرَ ذلكَ عادَة للمِصْر وأهله، ولأهل الدار، وللرجل معَ صاحبه، ولأهل السُّوق، أو للأُمراء، أو لأهل الدِّيوان، أو لأهل الفقه، فلاَ ريبَ أنَّ هذا مكروه؛ فإنَّه منَ التَّشَبُّه بالأعاجم. ولهذا كانَ المسلمونَ المُتَقَدِّمون، لَمَّا سَكَنوا أرض الشام ومِصْر، ولغةُ أهلهما رُوميَّة، وأرضَ العراق وخُرَاسَان، ولغةُ أهلهما فارسيَّة، وأرضَ المغرب ولغةُ أهلها بَرْبَرِيَّة، عَوَّدُوا أهل هذه البلاد العَرَبيَّة، حتَّى غلبت على أهل هذه الأَمصار؛ مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خُرَاسَان قديمًا. ها هو سماحة الشَّيخ ابن عُثَيمين - رحمَه الله -ينادي بضرورة تعلُّم علم النَّحو، فقد ذَكَر - رحمه الله - في مقدمة شرحه لكتاب "نزهة النَّظَر" أنَّ علمَ النَّحو أهم من علم الحديث من وجه. ا.هـ وكلنا يعلم ما لعلم الحديث من أهميَّة إذ هو الطريق لمعرفة ما صَحَّ عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - من أحاديث؛ حتى يتعَبَّد لله بها. وكذلكَ كان الشَّيخ مُقبل الوَادعي- رحمه الله -: فقد كانَ - رحمَه الله -يحثُّ طلابه كثيرًا على تعلُّم اللُّغة العربيَّة، وكان يُخَلِّل دروسه بالسُّؤال عن الشَّواهد الشِّعريَّة والإعراب، وقد قال - رحمه الله - يومًا لطُلاَّبه: يا أبنائي، إن كانت لي عندكم نصيحَة مُتَقَبَّلَة فاهتَمُّوا بالنَّحو المصدر: من كتاب أهمية تعلم علم النحو ومكانته عند السلف . |
#3
|
||||
|
||||
وفائدة علم النحو :
أنه يعين على فهم النصوص الشرعية : فكتاب الله نزل بلغة العرب، والرسول عليه الصلاة والسلام هو أفصح من نطق بلغة العرب فلا تفهم هذه النصوص الشرعية إلا بمعرفة علم النحو أضرب لك مثالا :قال تعالى"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ "ربما تُقْرأ عند كثير من عوام الناس أن الله يخشى العلماء وهذا فهم ساقط وإنما المعنى : أن العلماء هم الذين يخشون الله كيف عرفنا ؟عن طريق تعلم هذا النحو " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ "الله : منصوب على المفعولية العلماء : فاعل إذًا من الذي يخشى ؟ هم العلماء ومن هو المُخشَى ؟هو الله عز وجل.هنا علوم اللغة العربية
*قال العلامة السَّجاعي في حاشيته على "القطر": "والعربيةُ منسوبة للعرب، وهي عِلم يُحترز به من الخلل في كلام العرب، وهو بهذا المعنى يشمل اثني عشر عِلمًا، جمعَها بعضُ أصحابنا في قوله: صَرْفٌ بَيَانٌ مَعَانِي النَّحْوُ قَافِيَةٌ شِعْرٌ *عَرُوضُ اشْتِقَاقُ الخَطُّ إِنْشَاءُ مُحَاضَرَاتٌ وَثَانِي عَشْرِهَا لُغَةٌ*تِلْكَ العُلُومُ لَهَا الآدَابُ أَسْمَاءُ ثم صار عَلَمًا بالغلبة على النحو".هنا فإن علم النحو علم شريف , علم وسيلة , يتوسل بها إلى شيئين هامين : الشيء الأول:فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فإن فهم الكثير منهما يتوقف على معرفة النحو. والثاني:إقامة اللسان على اللسان العربي الذي نزل به كلام الله عز وجل , لذلك كان فهم النحو أمرًا مهما جدًا , ولكن النحو في أوله صعب , وفي آخره سهل , وقد مثل ببيت من قصب وبابه من حديد , يعني : أنه صعب الدخول لكن إذا دخلت سهل عليك كل شيء , ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الفوز به. |
#5
|
||||
|
||||
ترجمةُ الناظمِ
أبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن مُحَمّد بن دَاود الصِّنْهاجِيّ المَشْهُورِ بابْنِ آجُروم اسمه ونسبه وشهرته: هو أبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن مُحَمّد بن دَاود الصِّنْهاجِيّ النحوي الفاسي المَشْهُورِ بابْنِ آجُروم - بفتح الهمزة الممددة, و ضم الجيم و الراء المشددة- و معناه بلغة البربر : الفقير الصوفي وآجُرُّوم كلمة بربريّة معناها الفقير الصُّوفي وهي لقب تشريف تقوم مقام السيّد بالعربيّة ،من صنهاجة هنا فقيه ونحوي مغربي من صنهاجة.ابن آجروم مغربي من أصل أعجمي فأصله من البربر مولده و مكانته العلمية وُلِدَ - رحمه اللَّه - بمدينة فاس بالمغرب العربي سنة اثنتين و سبعين و ستمائة من الهجرة - 672هـ - ودرس بها،وُصف بالإمامة في النّحو،وكان على قدر كبير من الصلاح والبركة،ومقدّمته الشّهيرة ب(الآجُرُّوميّة) خير شاهد على ذلك .وكان على مذهب الكوفيّين في النّحو؛ أُخذ ذلك من توظيفه لبعض اصطلاحاتهم كالخفض بدل الجرّ . ملتقى أهل اللغة وفاته وكانت وفاته - رحمه اللّه - يوم الأحد بعد الزّوال لعشرٍ بقين من صفر عام ثلاث وعشرين وسبعمائة 723 هـ،ودفن داخل باب الجديد بمدينة فاس ببلاد المغرب. و لم يتجاوز الخمسين بكثير, فرحمه اللَّه أوسع الرحمات, و أسكنه فسيح الجنات. ملتقى أهل اللغة مكانة متن الآجرومية العلميةتمتع متن الآجرومية بذيوع عظيم بين طلبة علوم العربية, فهو يعد أشهر متن للمبتدئين في علم النحو و ذلك دليل على صدق نية مؤلفه, حتى أنه لم يشتهر من تصانيفه غيره و يدلُّ على اشتهاره و انتشاره تواتر العلماء على شرحه و درسه ما بين شارحٍ و مُحَشٍ و ناظمٍ،ٍو ما بين ناقدٍ له و متعصب ومن شروحه *شرحها العلامة محمد محيي الدين عبدالحميد رحمه اللَّه -- شرحًا لطيفًا أسماهُ : لما كان هذا السفر صغير الحجم عظيم الفائدة لا يستغني عنه الطالب المبتدي في هذا الفن تصدر أهل العلم في كل وقت لشرحه وتقريبه إلى الطلبة ، فتوفر له من الشروح ما لم يتوفر لغيره. ونذكر بعض شروح هذه المقدمة الجليلة شرح أبي عبد اللَّه محمد بن محمد المالكي المعروف بالراعي الأندلسي النحوي المغربي, المتوفى سنة ثلاث و خمسين و ثمانمائة من الهجرة *و شرحها الشيخ خالد بن عبد اللَّه الأزهري, الشافعي, المتوفى سنة خمس و تسعمائة من الهجرة المباركة *و شرحها العلامة الفقيه البارع محمد بن الصالح العثيمين ، رحمه اللَّه ، بسط فيه و أمتع, و لعل اللَّه أن يكتب له القبول, و أن ينفع به طلبة العلم التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ منقول وللمزيد يُرجع لملتقى أهل الحديث هنا
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثر في ذلك، فقد شب وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دءوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب، هنا والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع بين التأليف والتحقيق، ويعد من ذوي الإنتاج الغزير في هذين المجالين، وإنتاجه في مختلف علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وحديث وفقه، وغير ذلك. وقد عُيِّن الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وكان له في مجلسه جولات علمية تدل على عمق علمه، وسعة اطلاعه، وحميته السليمة على الدين. وله من المؤلفات: 1– الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية. 2– أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية. 3– تصريف الأفعال. ونذكر من الكتب التي حققها: 1– شرح ابن عقيل. 2– شرح قطر الندى لابن هشام. 3– شرح شذور الذهب لابن هشام. 4– أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام. 5– مغني اللبيب لابن هشام. 6– شرح الأشموني على ألفية ابن مالك.7– الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحاة الكوفيين والبصريين لابن الأنباري. 8– الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني. 9– الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. 10– العمدة لابن رشيق. 11- جواهر الألفاظ، لقدامة بن جعفر. 12- أدب الكاتب، لابن قتيبة. 13- مقالات الإسلاميين، للأشعري. 14- الفَرْق بين الفِرَق، للبغدادي. 15- يتيمة الدهر، للثعالبي. 16- مجمع الأمثال، للميداني. 17- نفح الطيب، للمقَّري. 18- مروج الذهب، للمسعودي. 19- الموافقات لأصول الأحكام، للشاطبي. 20- زهر الآداب، للحصري.وغير ذلك كثير مما أحصاه الأستاذ عبد السلام هارون في الاحتفال بتأبينه. مجلة المجمع ج 32. قال عنه الأستاذ الشيخ محمد علي النجار وهو يستقبله بالمجمع: "لقد قيل في الطبري: إنه كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالمحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب، وكذلك يقال في الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد:إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحَدِّث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام؛ وآية ذلك ما ألَّفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون." وقال عنه الأستاذ عبد السلام هارون يوم تأبينه*: "إني – وأنا من أقرب الناس إليه، ومن أعرفهم بقدره – لا أستطيع إلا أن أستعلن عجزي عن تبيان فضله ومآثره؛ إلا أن أصنع في ذلك كتابًا أظل أنمقه دهرًا. ولكني أراني قد ألقيت شيئًا من الضوء على حياته الحافلة المباركة المفعمة بالتوفيق، الهادفة إلى الخدمة والإسعاد لبني وطنه المصري، ووطنه الإسلامي، ووطنه الإنساني". (مجلة المجمع ج 32. هنا تأبينه*تأبين"اسم"مصدر أبَّنَ حديث يمتدح شخصًا ميِّتًا. هنا وفاته ظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسئوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في 25 ذو القعدة 1392هـ الموافق 30 ديسمبر 1972، تاركًا هذا الإنتاج الخصب الذي لا تزال تنتفع بما فيه الأجيال، ويتعجب الإنسان كيف اتسع عمره لإخراج هذا العدد من الكتب المتنوعة في التخصص، الكثيرة في العدد، المختلفة في الأحجام، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء. هنا
__________________
|
|
|