العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى اللغة العربية > ملتقى اللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #141  
قديم 06-09-2017, 02:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

المجلسُ الحادي والثمانونَ


التحفةُ السنيةُ بشرحِ المقدمةِ الآجروميةِ
« ظرفُ الزمانِ، و ظرفُ المكانِ »
قال « بابُ ظرفِ الزمانِ، و ظرفِ المكانِ »

ظرُف الزمانِ هو: اسمُ الزمانِ المنصوبِ بتقديرِ« فى » نحو اليوم، والليلة، وغدوة، وبكرة، و سحرًا، وغدًا، و عتمةً، وصباحًا، ومساءًا، وأبدًا، و أمدًا، وحينًا وما أشبه ذلك.
وأقول: الظرفُ معناهُ فى اللغةِ: الوعاءُ، والمرادُ به فى عرفِ النحاةِ المفعولُ فيهِ، وهو نوعانِ: الأولُ: ظرفُ الزمانِ، والثانى: ظرفُ المكانِ.
أما ظرفُ الزمانِ: فهو عبارةٌ عن الاسمِ الذي يدلُّ على الزمانِ المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقعِ ذلكَ المعنى فيه، بملاحظةِ معنى « فى » الدالةُ على الظرفيةِ، وذلك مثلُ قولِكَ: « صمتُ يومَ الاثنينِ» فإن « يومَ الاثنينِ » ظرفُ زمانٍ مفعولٌ فيهِ، وهو منصوبٌ بقولِكَ « صمتُ » وهذا العاملُ دالٌّ على معنى وهو الصيامُ، والكلامُ على ملاحظةِ معنى « فى » أى: أن الصيامَ حدثَ فى اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِكَ: « يخافُ الكسولُ يومَ الامتحانِ » فإن معنى ذلك أنه يخافُ نفسَ يومِ الامتحانِ وليس معناه أنه يخافُ شيئًا واقعًا فى هذا اليومِ.

واعلمْ أن الزمانَ ينقسمُ إلى قسمينِ: الأولُ المُخْتَصُّ، والثانى المُبْهَمُ.

أما المُخْتَصُّ فهوَ « ما دلَّ على مقدارٍ مُعَيِّنٍ محدودٍ منَ الزمانِ ».

وأما المُبْهَمُ فهو « ما دلَّ على مقدارٍ غيرِ معينٍ ولا محدودٍ ».
ومثالُ
المُخْتَصِّ: الشهرُ، والسنةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ.
ومثال
المُبْهَمِ: اللحظة، والوقت، والزمان، والحين.
وكلُّ واحدٍ منْ هذينِ النوعينِ يجوزُ انتصابُهُ على أنَّه مفعولٌ فيهِ.
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على الزمانِ اثنى عشرَ لفظًا:
الأولُ « اليومُ » وهو من طلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشمسِ، تقولُ: « صمتُ اليومَ » أو « صمتُ يومَ الخميسِ » أو « صمتُ يومًا طويلًا ».
والثانى « الليلةُ » وهى منْ غروبِ الشمسِ إلى طلوعِ الفجرِ تقول « اعتكفتُ
الليلةَ البارحةَ » أو « اعتكفتُ ليلةً » أو « اعتكفتُ ليلةَ الجمعةِ ».
الثالث « غَدْوة » وهى الوقتُ ما بينَ صلاةِ الصبحِ وطلوعِ الشمسِ، تقول « زارني صديقي غَدوةَ الأحدِ » أو « زارني غَدْوةً ».
والرابع « بُكْرة » وهى أولُ النهارِ، تقول: « أزورك بكرةَ السبت »، و« أزورُكَ بُكرةً ».
والخامس « سَحَرًا » وهوآخرُ الليلِ قُبَيْلُ الفجرِ، تقولُ: « ذاكرتُ درسي سَحَرًا ».
والسادس « غدًا » وهو اسمٌ لليومِ الذي بعدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ، تقول: « إذا جِئتني غدًا أَكْرَمْتُكَ ».
والسابع « عَتَمَة »وهي اسمٌ لثلثِ الليلِ الأولِ، تقول « سأزورُكَ عَتَمَةً ».
والثامن: « صَباحًا » وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ من أولِ نصفِ الليلِ الثاني إلى الزوالِ، تقول « سافر أخي صباحًا ».
والتاسع « مساءً » وهو اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ منَ الزوالِ إلى نصفِ الليلِ، تقول: « وصل القِطارُ بنا مساءً ».
والعاشر « أبدًا »، والحادي عشر « أمدًا »:
وكلٌّ منهما اسمٌ للزمانِ المستقبلِ الذي لا غايةَ لانتهائِهِ، تقول: « لا أصحبُ الأشرارَ أبدًا » و « لا أقترفُ الشرَّ أمدًا ».
والثاني عَشْرَ: « حينًا » وهو اسمٌ لزمانٍ مُبْهَمٍ غيرُ معلومِ الابتداءِ ولا الانتهاءِ، تقول: « صاحبتُ عليًّا حينًا منَ الدهرِ ».
ويُلحقُ بذلك ما أشبَهَهُ من كلِّ اسمٍ دالٍّ على الزمانِ: سواءٌ أكان مُخْتَصًا مثلُ « صحوةً، وضحى » أم كان مبهمًا مثل
« وقت، وساعة، ولحظة، وزمان، وبُرهة »؛ فإن هذه وما ماثَلَهَا يجوزُ نصبُ كلَّ واحدٍ منها على أنه مفعولٌ فيه.

« ظرفُ المكانِ »
قال: وظرفُ المكانِ هو: اسمُ المكانِ المنصوبُ بتقديرِ « في »، نحو: أمامَ، وخلف، وقُدَّامَ، وَوَراءَ، وفوق، وتحت، وعندَ، وإزاءَ، وحِذاءَ، وتلقاءَ وثمَّ، وهُنا، وما أشبه ذلك.
وأقول: قد عرفتَ فيما سبقَ ظرفَ الزمانِ، وأنه ينقسمُ إلى قسمينِ:
مُخْتَصٌّ، والثانى مُبْهَمٌ.، وعرفتَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يجوزُ نصبُهُ على أنَّهُ مفعولٌ فيهِ.
واعْلَمْ هنا أنَّ ظرفَ المكانِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الدالِّ على المكانِ، المنصوبِ باللفظِ الدالِّ على المعنى الواقِع فيه بملاحظةِ معنى « في » الدالة على الظرفيةِ ».
وهو أيضًا ينقسمُ إلى قسمينِ: مختصٌ، ومبهمٌ؛ أما المختصُ فهو « ما له صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ » مثل: الدار، والمسجد، والحديقة، والبستان؛ وأما المُبْهَمُ فهو: « ما ليس له صورةٌ ولا حدودٌ محصورةٌ » مثلُ: وراء، وأمام.
ولا يجوزُ أنْ ينُصْبَ على أنه مفعول فيه من هذين القسمين إلا الثاني، وهو المُبهَم؛ أمَّا الأولُ ـ وهو المختصُ ـ فيجبُ جرُّهُ بحرفِ جرٍّ يدلُّ على المرادِ، نحو: « اعتكفتُ في المسجدِ » و « زُرتُ عليًّا في دارِهِ ».
وقد ذكرَ المؤلفُ من الألفاظِ الدالةِ على المكانِ ثلاثةَ عشرَ لفظا:ً
الأول: « أمامَ » نحو « جلستُ أمامَ الأستاذِ مؤدَّبًا ».
الثاني: « خلفَ » نحو « سارَ المشاةُ خَلْفَ الرُّكْبَانِ ».
الثالث: « قُدَّامَ » نحو « مشى الشرطيُّ قُدَّامَ الأميرِ ».
الرابع: « وَرَاءَ » نحو: « وقفَ المصلونَ بعضهم وراءَ بعضٍ ».
الخامس: « فوقَ » نحو: « جلستُ فوقَ الكرسيِّ ».
السادس: « تحتَ » نحو: « وقفَ القطُّ تحتَ المائدةِ ».
السابع: « عِندَ » نحو: « لِمحمَّدٍ منزلةٌ عندَ الأستاذِ ».
الثامنُ: « معَ » نحو: « سار مع سليمانَ أخوه ».
التاسع: « إزاءَ » نحو: « لنا دارٌ إزاءَ النيلِ ».
العاشر: « حِذاء » نحو: « جلسَ أخي حِذاءَ أخيكَ ».
الحادي عشر: « تِلقاءَ » نحو « جلسَ أخي تِلقاءَ دارِ أخيكَ ».
الثاني عشر: « ثَمَّ » نحو قول الله تعالى" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ".
الثالث عشر: « هُنا » نحو: « جلسَ محمدٌ هُنا لحظةً ».
ومثلُ هذه الألفاظ كلُّ ما دل على مكانٍ مبهم، نحو: يمينٍ، وشمالٍ.

أسئلة وتمرينات
1 ـ ما هو الظرف؟ إلى كم قسم ينقسم الظرف؟ ما هو ظرف الزمان؟ إلى كم قسم ينقسم ظرف الزمان؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة في جمل مفيدة لظرف الزمان المختص، وبثلاثة أمثلة أخرى لظرف الزمان المبهم، هل ينصب على أنه مفعول فيه كل ظرف زمان؟

2 ـ اجعلْ كلَّ واحدٍ من الألفاظِ الآتيةِ مفعولاً فيه ،في جملةٍ مفيدةٍ، وبيِّن معناه: عتمة، صباحًا، زمانًا، لحظة، ضحوةً، غدًا.

3 ـ ما هو ظرفُ المكانِ؟ ما هو ظرفُ المكانِ المُبْهَمِ؟ ما هو ظرفُ المكانِ المختصِّ، مَثِّل بثلاثةِ أمثلةٍ لكلٍّ منْ ظرفِ المكانِ المبهم، وظرفِ الزمانِ المختصِّ، وهل يُنصبُ على أنه مفعولٌ فيهِ كلُّ ظرفِ مكانٍ؟

4 ـ اذكرْ سبعَ جملٍ تَصِفُ فيها عملَكَ يومَ الجمعةِ، بشرطِ أنْ تشتملَ كلَّ جملةٍ على مفعولٍ فيهِ.
رد مع اقتباس
  #142  
قديم 06-09-2017, 02:16 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow


المجلسُ الثاني والثمانونَ
التحفةُ السنيةُ بشرحِ المقدمةِ الآجروميةِ
حل أسئلة وتمرينات
« ظرفُ الزمانِ، و ظرفُ المكانِ »

1 ـ ما هو الظرف؟
الظرفُ معناهُ فى اللغةِ: الوعاء، والمرادُ به فى عرفِ النحاةِ المفعولٌ فيهِ
*إلى كم قسم ينقسم الظرف؟
ينقسمُ الظرفُ إلى قِسْمَينِ: الأولُ: ظرفُ الزمانِ، والثانى: ظرفُ المكانِ.
*ما هو ظرف الزمان؟

ظرفُ الزمانِ: هو عبارةٌ عن الاسمِ الذي يدلُّ على الزمانِ المنصوبِ باللفظِ الدالُّ على المعنى الواقع ذلك المعنى فيه.
*إلى كم قسم ينقسم ظرف الزمان؟
ظرفُ الزمانِ ينقسمُ إلى قسمَيْنِ: الأول المُخْتَصُّ، والثانى المُبْهَمُ.
*مَثِّل بثلاثة أمثلة في جمل مفيدة لظرف الزمان
المُخْتَصِّ.
تظهرُ النجومُ مساء أمسِ
تشتدُّ الحرارةُ صيفًا
وُلِدَ الطفلُ يومَ الجمعةِ
*وبثلاثة أمثلة أخرى لظرف الزمان
المُبْهَمِ،
سرتُ
ساعةً
مكثتُ في مُصَلاي
حينًا
قرأتُ في كتبي
بُرْهَةً

*هل يُنْصَبُ على أنه مفعول فيه كل ظرف زمان؟
نعم .

2 ـ اجعلْ كلَّ واحدٍ من الألفاظِ الآتيةِ مفعولاً فيه ،في جملةٍ مفيدةٍ، وبيِّن معناه: عتمة، صباحًا، زمانًا، لحظة، ضحوةً، غدًا.
الإجابة
عَتْمَةً:اسمٌ لثلثِ الليلِ الأولِ.
صليتُ التهجدَ عَتْمَةً
صباحًا:
اسمٌ للوقتِ الذي يبتدئ من أولِ نصفِ الليلِ الثاني إلى الزوالِ.
سافرتُ
صباحًا
زَمانًا:هو اسمٌ لزمانٍ مُبْهَمٌ غير معلوم الابتداء والانتهاء
غابَ أحمدُ في سفرهِ زَمانًا

لحظةً اسمٌ لزمانٍ مُبْهَمٌ غير معلوم الابتداء ولا الانتهاء
عُدتُ للبيتِ لحظةً

ضحوةً : اسمٌ لزمانٍ مُخْتَصًا معلوم الابتداء ولا الانتهاء وقت الضحى
حضرتُ الدرسَ ضحوةَ الثلاثاءِ
غدًا : اسمٌ لليومِ الذي بعدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ
سأسافرُ
غدًا

3 ـ ما هو ظرفُ المكانِ؟
ظرفُ المكانِ هو: اسمُ المكانِ المنصوبُ بتقديرِ « في »

ما هو ظرفُ المكانِ المُبْهَمِ؟

المُبْهَمُ فهو « ما ليس له صورة ولا حدود محصورة » مثل: وراء، وأمام.
ما هو ظرفُ المكانِ المختصّ؟
ظرفُ المكانِ المختصّ هو « ما له صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ » مثل: الدار، والمسجد، والحديقة، والبستان
مَثِّل بثلاثةِ أمثلةٍ لكلٍّ منْ ظرفِ المكانِ المبهم،

*أمثلةُ ظرْف المكان المبهم:- جلستُ أمامَ المعلمةِ منصتةً.
- سار الابنُ خَلْفَ أمِّهِ.
- صعدَ البستانيُّ فوقَ الشجرةِ.
*أمثلةُ ظرفِ الزمانِ المختصِّ،
صليتُ في المسجدِ
مكثتُ في البستانِ
وجدتُ صديقتي في الدارِ
*وهل يُنصبُ على أنه مفعولٌ فيهِ كلُّ ظرفِ مكانٍ؟
لا.
المختصُّ يجبُ جرُّهُ بحرفِ جرٍّ يدلُّ على المرادِ، نحو: « اعتكفتُ في المسجدِ »
رد مع اقتباس
  #143  
قديم 06-09-2017, 02:18 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

« الحال »

قالَ « بابُ الحالِ » الحالُ هو: الاسمُ المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبَهَمَ من الهيئاتِ، نحوُ قولِكَ « جاءَ زيدٌ راكبًا » و « ركبتُ الفرسَ مُسْرَجًا » و « لقيتُ عَبدَ اللهِ راكبًا » وما أشبَهَ ذلِكَ.

وأقولُ: الحالُ في اللغةِ « ما عليه الإنسانُ من خيرٍ أو شرٍ » وهو في اصطلاحِ النحاةِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الفَضْلَةِ، المنصوبِ، المفسِّرِ لما انبهمَ من الهيئاتِ ».

وقولنا: « الاسمُ » يشملُ الصريحَ مثلُ « ضاحكًا ». في قولك: « جاء محمدٌ ضاحكًا » ويشملُ المؤولَ بالصريحِ مثلُ « يَضْحَكُ » في قولِكَ « جاءَ محمدٌ يَضْحَكُ » فإنه في تأويلِ قولِك: « ضاحكًا » وكذلِكَ قولُنَا « جاءَ محمدٌ مَعهُ أخوه » فإنه في تأويل قولك: « مصاحبًا لأخيهِ ».

وقولنا: « الفَضْلَةُ » معناهُ أنَّهُ ليسَ جزءًا منَ الكلامِ؛ فخرجَ بهِ الخبرُ.

وقولُنا « المنصوبُ » خرجَ به المرفوعُ والمجرورُ.

وإنما يُنْصَبُ الحالُ بالفعلِ وشبهِ الفعلِ: كاسمِ الفاعلِ، والمصدرِ، والظرفِ، واسمِ االإشارةِ.

وقولُنَا « المفسِّرُلما انبهمَ من الهيئاتِ » معناهُ أنَّ الحالَ يُفَسِّرُ ما خفيَ واستترَ من صفاتِ ذَويِ العَقلِ أو غيرِهِم .

ثُمَّ إنَّهُ قد يكونُ بيانًا لصفةِ الفاعلِ، نحو « جاءَ عبدُ اللهِ راكبًا » أو بيانًا لصفةِ المفعولِ بهِ، نحو « ركبتُ الفرسَ مُسْرَجًا »، وقد يكون محتَمِلاً للأمرينِ جميعًا، نحو « لقيتُ عبدَ اللهِ راكبًا ».- لأن كلاهما معرفة-

وكما يجيءُ الحالُ من الفاعلِ والمفعولِ بهِ فإنه يجيءُ من الخبرِ، نحو « أنت صديقي مخلصًا »، وقد يجيءُ من المجرورِ بحرفِ الجرِ، نحوُ: مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً » وقد يجيءُ من المجرورِ بالإضافةِ، نحوُ قولِهِ تعالى" أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا " فحنيفًا: حالٌ من إبراهيمَ، وإبراهيمُ مجرورٌ بالفتحةِ نيابةً عنِ الكسرةِ، وهو مجرورٌ بإضافةِ « ملةِ » إليه.
« شروطُ الحالِ وشروطُ صاحبِها »

قال: ولا يكونُ - الحالُ - إلا نكرةً، ولا يكونُ إلا بعد تمامِ الكلامِ، ولا يكونُ صاحبُهَا إلا معرفةً.

وأقول: يجبُ في الحالِ أن يكونَ نكرةً، ولا يجوزُ أن يكونَ مَعْرِفَةً، وإذا جاءَ تركيبٌ فيه الحالُ معرفةٌ في الظاهرِ، فإنه يجبُ تأويلُ هذه المعرفةِ بنكرةٍ مثلُ قولِهم: « جاء الأميرُ وحدَهُ »، فإن « وحده » حالٌ من الأميرِ، وهو معرفةٌ بالإضافةِ إلى الضميرِ، ولكنه في تأويلِ نكرةٍ هي قولُكَ « منفردًا » فكأنَّكَ قلتَ « جاء الأميرُ منفردًا »، ومثلُ ذلِك قولُهم: « أرسَلَهَا العِرَاك »، أي: مُعتَرِكَةً، و « جَاءُوا الأوَّلَ فالأوَّلِ » أي مُترتِّبينَ.

والأصلُ في الحالِ أن يجيءَ بعد استيفاءِ الكلامِ، ومعنى استيفاءِ الكلامِ: أن يأخذَ الفعلُ فاعلَهُ والمبتدأُ خبرَهُ.
وربما وجبُ تقديمُ الحالِ على جميعِ أجزاءِ الكلامِ، كما إذا كان الحالُ اسمَ استفهامٍ، نحوُ: « كيفَ قَدِمَ عليٌّ » فكيف: اسمُ استفهامٍ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبِ حالٍ من عليٍّ، ولا يجوزُ تأخيرُ اسمِ الاستفهامِ.
ويُشتَرَطُ في صاحبِ الحالِ أن يكونَ معرفةً، فلا يجوزُ أنْ يكونَ نكرةً بغيرِ مُسَوِّغٍ.

ومما يُسَوِّغُ مجيءَ الحالِ من النكرةِ أنْ تتقدمَ الحالُ عليها، كقولِ الشاعرِ:
لِمَيَّةَ مُوحِشًا طلَلُ يَلُوحُ كأنَّهُ خِلَلُ
فموحشًا: حال من « طلل »، وطللٌ نكرةٌ، وسُوِّغَ مجيءُ الحالِ منه تقدُّمها عليه.

ومما يسوِّغُ مجيءُ الحالِ من النكرةِ أنْ تُخَصَّصَ هذه النكرةُ بإضافةٍ أو وصفٍ.
فمثال الأول في قوله تعالى" فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً" فسواء: حالٌ من « أربعة »وهو نكرةٌ، وساغَ مجيءُ الحالِ منها لكونِها مضافة، ومثال الثاني قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَاربِّ نُوحًا واستجبتَ لهُ في فُلُكٍ مَاخِرِ في اليمِّ مشحونًا.
تمرينات
1 ـ ضع في كلِّ مكانٍ من الأمكنة الخالية الآتية حالاً مناسباً:
أ ) يعود الطالب المجتهد إلى بلده ... هـ) لا تنم في الليل ...
ب) لا تأكلِ الطعام ... و) رَجَعَ أخي من ديوانه ...
ج) لا تَسِر في الطريق ... ز) لا تمشِ في الأرض ...
د ) البس ثوبك ... ح) رأيت خالدًا ...
2 ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة الفاعل في جملة مفيدة:
مسرورًا، مختالاً، عريانًا، مُتْعبًا، حارًّا، حافيًا، مجتهدًا.
3 ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة المفعول به في جملة مفيدة:
مَكتُوفًا، كئيبًا، سريعًا، صافيًا، نظيفًا، جديدًا، ضاحكًا، لامعًا، ناضرًا، مستبشرات.
4 ـ صف الفرسَ بأربع جمل، بشرط أن تجيء في كل جملة بحال.
تدريب على الإعراب
أعرب الجملتين الآتيتين « لقيتني هند باكية، لبست الثوب جديدًا ».
الجواب
1 ـ لقي: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء علامة التأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم مفعول به، مبني على السكون في محل نصب.
ـ هند: فاعل لقي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ـ باكية حال مبين لهيئة الفاعل منصوب بالفتحة الظاهرة.
2 ـ لبس: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون المأتي به لدفع كراهة توالي أربع متحركات في ما هو كالكلمة الواحدة، والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع.
ـ الثوب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، جديدًا: حال مبين لهيئة المفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أسئلة
ما هو الحال لغة واصطلاحًا؟ ما الذي تأتي الحال منه؟ هل تأتي الحال من المضاف إليه؟ ما الذي يشترط في الحال، وما الذي يشترط في صاحب الحال؟ ما الذي يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة؟ مَثِّل للحال بثلاثة أمثلة، وطبق على كل واحد منها شروط الحال كلها، واعربها.
رد مع اقتباس
  #144  
قديم 06-09-2017, 02:20 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

المجلس الثالث والثمانون
شرح التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ
تمرينات الحال وشرح « التمييز »

1 ـ ضعْ في كلِّ مكانٍ من الأمكنةِ الخاليةِ الآتيةِ حالاً مناسبًا:
الإجابة
أ ) يعودُ الطالبُ المجتهدُ إلى بلدِهِ مسرورًا
ب) لا تأكلِ الطعامَ ساخنًا
ج) لا تَسِرْ في الطريقِ غافلًا
د ) البسْ ثوبَكَ طاهرًا
ز) لا تمشِ في الأرضِ مُتَكَبِّرًا

هـ)
لا تنمْ في الليلِ وحيدًا

و) رَجَعَ أخي من ديوانه مسرورًا

ح) رأيتُ خالدًا مُصَلِّيًا

2 ـ اجعلْ كلَّ اسمٍ منَ الأسماءِ الآتيةِ حالاً مُبَيِّنًا لهيئةِ الفاعلِ في جملةٍ مفيدةٍ:
الإجابة
جاءَ محمدٌ مسرورًا
يركضُ
الفرسُ مختالاً
يولدُ
المخلوقُ عُريانًا
عادَ
الأبُ من عملهِ مُتْعبًا
جاءَ
شهرُ رمضانَ حارًّا
يطوفُ
الحاجُّ حافيًا
يحصلُ
طالبُ العلمِ العلمَ مجتهدًا

3 ـ اجعلْ كلَّ اسمٍ منَ الأسماءِ الآتيةِ حالاً مُبَيِّنًا لهيئةِ المفعولِ بهِ في جملةٍ مفيدةٍ:
الإجابة
ساقَ الجازرُ العجلَ مَكتُوفًا
رأى المؤمنُ
العاصيَ كئيبًا
رأيتُ
الفرسَ سريعًا
رأيتُ
الجوَّصافيًا
لَبِسْتُ
الثوبَ نظيفًا
اشتريتُ
الكتابَ جديدًا
رأيتُ
الطفلَ ضاحكًا
نظرتُ
النجمَ لامِعًا
رأيتُ
وجهَ المؤمنِ ناضرًا
رأيتُ
الفتياتِ المنتقباتِ مستبشراتٍ.

4 ـ صفْ الفرسَ بأربعِ جملٍ، بشرطِ أنْ تجيءَ في كلِّ جملةٍ بحالٍ.

الإجابة
رأيتُ الفرسَ عطشانَ
يجري
الفرسُ مندفعًا
يركضُ الفرسُ سريعًا
رأيتُ الفرسَ مُسْرَجًا


تدريب على الإعراب
أعرب الجملتَينِ الآتيتَينِ « لقيتني هند باكية، لبست الثوب جديدًا ».
الجواب
لقيتني هندُ باكيةً

1 ـ لقي: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ لا محلَّ لهُ منَ الإعرابِ، والتاءُ علامةُ التأنيثِ، والنونُ للوقايةِ، والياءُ ضميرُ المتكلمِ مفعولٌ بهِ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبٍ.
ـ هندُ: فاعلُ لقي مرفوعٌ، وعلامةُ رفعهِ الضمةُ الظاهرةُ.
ـ باكيةً حالٌ مُبينٌ لهيئةِ الفاعلِ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ
2 ـ لبستُ الثوبَ جديدًا
لبس
: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على فتحٍ مقدرٍ على آخرِهِ منعَ من ظهورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسكونِ المأتي به لدفعِ كراهةِ توالي أربعُ متحركاتٍ في ما هو كالكلمة الواحدة، والتاء ضميرُ المتكلمِ فاعلٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفعٍ.

ـ الثوبَ: مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهرةُ، جديدًا: حالٌ مبينٌ لهيئةِ المفعولِ بهِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهرةُ.
أسئلة

*ما هو الحال لغة واصطلاحًا؟
الحالُ في اللغةِ « ما عليه الإنسانُ من خيرٍ أو شرٍ » وهو في اصطلاحِ النحاةِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الفَضْلَةِ، المنصوبِ، المفسِّرِ لما انبهمَ من الهيئاتِ »

*ما الذي تأتي الحال منه؟

مبينًا للفاعل , وللمفعول به , وللخبر مثل: أنت صديقي مخلصًا, وللمجرور بحرف الجر مثل : مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً

*هل تأتي الحالُ من المضافِ إليهِ؟
نعم .
مثل :أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

*ما الذي يُشْتَرَطُ في الحالِ، وما الذي يشترط في صاحب الحال؟

يُشْتَرَطُ في الحالِ أن يكونَ نكرةً ، ويكونُ بعدَ تمامِ الكلامِ.
يشترط في صاحب الحالِ أن يكونَ
معرفةً

*ما الذي يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة؟
الذي يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة تخصص النكرةِ بإضافة أو وصف ـ أو يتقدمُ الحالُ على صاحبِ الحالِ

*مَثِّل للحال بثلاثة أمثلة، وطبق على كل واحد منها شروط الحال كلها، واعربها.
- قال تعالى" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ" الدخان: 38
فـ"لاعبين" حال مِن فاعل "خلق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل خلق فاعِلَه "نا"، وصاحِب الحال هنا معرِفة، وهو الضمير "نا"، والضمائر مِن المعارف، كما هو معلوم.
وإعراب "لاعبين" حال مِن الضمير "نا" منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمعُ مذكَّر سالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

2-وقال تعالى" فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ " النساء: 71.
فـ"ثبات" حال مِن واو الجماعة، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل "انفر" فاعلَه "واو الجماعة"، وصاحِب الحال هنا معرفة، فهو الضمير "واو الجماعة".
وإعراب "ثبات" حال مبيِّن لهيئة الفاعل، منصوب، وعلامة نصْبه الكسرةُ نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمعُ مؤنَّث سالِم.

3- وقال تعالى" هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا " فاطر: 31.
فـ"مصدِّقًا" حال مِن الخبر "الحق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء المبتدأ خبرَه، وصاحِب الحال هنا هو "الحق"، وهو معرَّف بالألِف واللام.
وإعراب "مصدِّقًا" حال مبيِّن لهيئة الخبر "الحق" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة على آخِره. هنا.
رد مع اقتباس
  #145  
قديم 06-09-2017, 02:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

«التمييز»
قال « بابُ التمييزِ » التمييزُ هو: الاسمُ، المنصوبُ، المفَسِّرُ لما انبهمَ من الذواتِ، نحوُ قولِكَ: « تصَبَّبَ زيدٌ عرقًا» و « تَفَقَّأَ بكرٌ شحمًا» و « طابَ محمدٌ نفسًا» و « اشتريتُ عشرينَ كتابًا » و « ملكتُ تسعينَ نعجةً» و « زيدٌ أكرمَ منكَ أبًا» و « أجملُ منكَ وجهًا»
وأقول: للتمييزِ في اللغةِ معنيانِ؛ الأولُ: التفسيرُ مطلقًا، تقول: ميّزتُُ كذا .. تريدُ أنَّكَ فسَّرتَهُ.
والثاني: فصلُ بعضِ الأمورِ عن بعضٍ ، تقولُ:ميَّزتُ القومَ، تريدُ أنَّكَ فَصَلْتَ بعضَهم عن بعضٍ.
والتمييزُ في اصطلاحِ النحاةِ عبارةٌ عن « الاسمِ، الصريحِ، المنصوبِ، المُفَسِرِ لما انبهمَ من الذواتِ أو النِّسبِ».
فقولُنا «الاسم» معناهُ أنَّ التمييزَ لا يكونُ فعلاً ولا حرفًا.
وقولنا « الصريح» لإخراج الاسم المؤول، فإن التمييز لا يكون جملةً ولا ظرفًا، بخلافِ الحالِ كما سبقَ في بابهِ.
وقولنا « المفسرُ لما انبهمَ من الذواتِ أو النسب» يشير إلى أن التمييز على نوعين، الأول: تمييزُ الذاتِ، والثاني: تمييز النِّسبة.
أما تمييز الذات ـ ويسمى أيضًا تمييزُ المفردِ ـ فهو « ما رفع إبهام اسم مذكور قَبلَهُ مُجملِ الحقيقة » ويكون بعد العدد، نحوُ قولِهِ تعالى" إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شهرًا" أو بعد المقاديرِ، من الموزوناتِ، نحو « اشتريتُ رطلًا زيتًا» أو المَكيلاتِ، نحو « اشتريتُ إردَبًّا قمحًا» أو المساحات، نحو « اشتريتُ فدانًا أرضًا».
وأما تمييز النِّسبة ـ ويسمَى أيضًا تمييزُ الجملةِ ـ فهو: « ما رفع إبهامَ نسبةٍ في جملةٍ سابقةٍ عليهِ » وهو ضربانِ؛ الأول:مُحوَّل، والثاني: غير محول.
فأما المحول فهو على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: المحول عن الفاعل، وذلك نحو « تَفَقَّأ زيدٌ شحمًا » الأصل فيه « تفقأ شحمُ زيدٍ » فحذف المضاف ـ وهو شحم ـ وأقيم المضاف إليه ـ وهو زيدٌ ـ مُقامَهُ، فارتفعَ ارتفاعَهُ، ثم أتى بالمضاف المحذوف فانتصب على التمييز.
النوع الثاني: المحولُ عن المفعولِ وذلك نحوُ قولِهِ تعالى " وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا" أصله « وفجرنا عيونَ الأرضِ » فَفُعِلَ فيه مثلُ ما سبقَ.
النوع الثالث:المحوَّلُ عن المبتدأ، وذلك نحوُ قولِهِ تعالى " أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً " وأصله « مالي أكثرُ من مالِكَ »فحذف المضاف، وهو «مال » وأُقيمَ المضاف إليه ـ وهو الضمير الذي هو ياء المتكلم ـ مقامه فارتفع ارتفاعًا وانفصل؛ لأن ياءَ المتكلمِ ضميرٌ متصلٌ كما عرفتَ، وهو لا يُبْتَدَأُ به، ثم جِيءَ بالمضافِ المحذوفِ فَجُعلَ تمييزًا، فصار كما ترى.
وأما غير المحول فنحو « امتلأ الإناءُ ماءً »
« شروط التمييز»
قال: ولا يكون إلا نكرة، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.
وأقول: يشترط في التمييز أن يكون نكرة، فلا يجوز أن يكون معرفة، وأما قول الشاعر:
رَأيتُكَ لمَّا أن عَرَفتَ وُجُوهَنا صَدَدْتَ وطِبٍْتَ النَّفسَ يَا قيسُ عن عمرِو
فإن قوله « النفس » تمييز، وليست « أل » هذه « أل » المُعَرِّفة حتى يلزم منه مجيء التمييز معرفة، بل هي زائدة لا تفيد ما دخلت تعريفًا؛ فهو نكرة، وهو موافق لما ذكرنا من الشرط.
ولا يجوز في التمييز أن يتقدم على عامله، بل لا يجيء إلا بعد تمام الكلام، أي: بعد استيفاء الفعلُ فاعلَهُ، والمبتدأُ خبرَهُ.
تمرينات
1ـ بيّن أنواع التمييزِ تفصيلاً في الجملِ الآتيةِ: « شربتُ كوبًا ماءً، اشتريتُ قنطارًا عسلاً، ملكت عشرة مثاقيلَ ذهبًا، زرعتُ فدانًا قطنًا، رأيتُ أحد عشر فارسًا، ركب القطار خمسون مسافرًا، محمد أكمل من خالد خُلقًا وأشرف نفسًا وأطهر ذَيلاً، امتلأ إبراهيمُ كبرًا ».
2ـ ضع في كل مكان من الأمكنة الخالية من الأمثلة تمييزًا مناسبًا:
أالذهب أغلى ... من الفضة. هـالزرافة أطول الحيوانات ...
بالحديد أقوى ... من الرصاص.والشمس أكبر.. من الأرض.
جالعلماء أصدق الناس ... زأكلت خمسة عشرَ ...
دطالب العلم أكرم ... من الجهال. حشربت قدحًا ...

3ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية تمييزًا في جملة مفيدة:
شعيراً، قصباً، خُلُقًا، أدبًا، ضَحكًا، بأسًا، بَسَالة .
4ـ هات ثلاث جمل يكون في كل جملة منها تمييز مسبوق باسم عدد، بشرط أن يكون اسم العدد مرفوعًا في واحدة ومنصوبًا في الثانية ومخفوضًا في الثالثة.
تدريب على الإعراب
أعرب الجملتين الآتيتين:
«
محمد أكرم من خالد نفسًا، عندي عشرون ذراعًا حريرًا ».
الجواب
1
ـ محمد: مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أكرم: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من خالد: جار ومجرور متعلق بأكرم.
نفسًا: تمييز نسبة محول عن المبتدأ منصوبوعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
2
ـ عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعند مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون في محل خفض.
عشرون: مبتدأ مؤخر مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعة الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
ذراعًا: تمييز لعشرين، منصوب بالفتحة الظاهرة.
حريرًا: تمييز لذراع، منصوب بالفتحة الظاهرة.
أسئلة
ما هو التمييز لغة واصطلاحًا؟ إلى كم قسم ينقسم التمييز؟ ما هو تمييز الذات؟ ما هو تمييز النسبة؟ بماذا يسمى تمييز الذات؟ بماذا يسمى تمييز النسبة؟ ما الذي يقع قبل تمييز الذات؟ مَثِّل لتمييز الذات بثلاثة أمثلة مختلفة وأعرب كل واحد منها؟ إلى كم قسم ينقسم تمييز النسبة المحوَّل؟ مَثِّل للتمييز المحول عن الفاعل وعن المفعول وعن المبتدأ، مَثِّل لتمييز النسبة غير المحول، ما هي شروط التمييز؟ ما معن أن التمييز لا يجيء إلا بعد تمام الكلام؟ مَثِّل لتمييز له تمييز.
رد مع اقتباس
  #146  
قديم 06-09-2017, 02:23 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow


ملخص درس / الـتـمـيـيـز
لو قال أحدٌ : عندي مترٌ، وسكت ، ألا تظهر على وجهك علامة تعجب !
وأظنك ، تطلب مزيد بيان وتوضيح بل وتفسير لهذا المتر ! أهو متر من القماش مثلا أم متر من الأرض أم متر من الحبال ؟!
لكن القائل ربما يكفيك باستدراكه : عندي مترٌ قماشًا
قماشًا : في السياق ، فَسَّرَ المبهمَ ( المتر ) ، وبَيَّنَ المقصودَ منه ، لذا يُسمى : تمييزًا لأنه يوضح المبهمَ ويقال عنه المفَسِّر لأنه يُفَسِّرُ ..
ولولا هذا المفَسِّر أو التمييز لظلت الجملةُ ناقصةً ، ولظلَّ المتلقِي حائرًا !!
فالتمييز في اللغة هو التبيين ، وأما في الاصطلاح فهو : الاسم المنصوبُ المفسِّرُ لما انبهمَ من الذواتِ أو النِّسَبِ .
ولعل قائلا يقول : هذا الحد أو التعريف ينطبق على الحال أيضا ! فالحال اسم منصوب يفسر ما قبله ..
نقول نعم هو ذاك ، لكنه يخرج الحال بقيد وهو :
أن التمييزَ يفسِّرُ ما انبهمَ من الذواتِ والنِّسَب أما الحال فيفسر ما انبهم من الهيئات .

( هذا الفرق بين الحال والتمييز )
مثال / قابلتُ الضيفَ مبتسمًا
مبتسمًا : فسر ما انبهم من الهيئة فهيئة المقابل حينما قابل الضيف في حالة تبسم وفرح
اما حين يقول عندي مترٌ قماشًا ـ قماشًا : لم تفسر هيئة المتر وإنما فسرت إبهامه وهو الذات : المتر
الضابط في التمييز
التمييز يتضمن معنى ( مِن )، ففي السياق : عندي مترٌ قماشا ، فكأنني أقول : عندي مترٌ من قماشٍ
هو نفس السياق لكن الصياغة اختلفت أما الدلالة فواحدة
عندي كوبٌ قهوةً / كأنه يقول : عندي كوبٌ من قهوة
يقول ابن مالك رحمه الله تعالى
اسمٌ بمعنى (من) مُبِينُ نكرة ** ينصبُ تمييزا بما قد فسره
والتمييز نوعان :
1- تمييز ذات ، ويقال عنه تمييز المفرد وينعت بتمييز الملفوظ .

مثال / عندي مترٌ قماشًا ـ التمييز قماشًا ، المميز متر وهو الملفوظ

2- تمييز نسبة ، ويقال عنه تمييز الجملة ، وينعت بتمييز الملحوظ

مثال / اشتعل الرأسُ شيباً ـ تمييز جملة وينعت بتمييز الملحوظ أي نلاحظه ، فنلاحظ شيئا في هذه النسبة أو الجملة ونعرف ذلك من خلال
الأمثلة التالية :
في الدورةِ أربعون مشتركًا / عندي مترٌ قماشًا

أعطيته قيراطًا ذهبًا / شربتُ لترًا حليبًا
أربع سياقات نتأملها نجد أن التمييز ( مشتركًا ) و(قماشًا) و(ذهبًا ) و(حليبًا ) فسر اسما قبله وبينه ،
وهو مشتركًا فسر : أربعون ، وقماشًا فسر : متر ، وذهبًا فسر : قيراط ، وحليبًا فسر : لتر
ولولاه لوجدنا البلبلة ولما عرفنا معنى العدد (أربعين) و ( المتر ) و ( القيراط ) و ( اللتر ) ! ..
وهذا النوع من التمييز ينعت بتمييز الذات .. أو تمييز الملفوظ .. فأما ذات فتعني أن المميز مفرد ، وأما ملفوظ ، فمعين ملموس
من خلال السياق ..نرجع إلى السياقات نجد أن

التمييز : منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ويمكن جره بحرف الجر ( من ) على سبيل تنوع الأمثلة
فيمكننا أن نقول : عندي مترٌ من قماش ، شربت لترا من حليبٍ ، أعطيته قيراطاً من ذهبٍ
ويستثنى من ذلك تمييز العدد
فـ ( شربتُ لترًا من حليبٍ ) شربت/ فعل وفاعل ، لترا / مفعول به منصوب ، من / حرف جر ،
حليبٍ : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل شربتُ.
ملاحظة:
لا نقول عنه تمييز أو نقول الجار والمجرور في محل نصب تمييز لا يمكن ولم يسمع هذا إنما نتعامل معه كما يقتضيه السياق

لكن ندرك أن ( من حليب ) فسرت اللتر من خلال المعنى نعرف لكن من خلال الوظيفة النحوية نعرب كما في السياق )
تمييز الذات يكون على نوعين :
1ـ تمييز عدد/ مثال ( في الدورة أربعون مشتركا

2ـ تمييز مقادير( مساحة أو وزن أو مكيال ) أو أشباه المقادير فالمتر مساحة كذلك قدر راحة أي الكف . والقيراط وزن ويشبهه مثقال ذرة . واللتر مكيال ويشبهه البرميل .

مثال / قال تعالى (( اشتعل الرأسُ شيبا )) سورة مريم ، وقال تعالى (( وفجرنا الأرض عيونا )) (( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )) الكهف ـ

ونص نثري ( امتلأ الحوضُ ماءً )

قلنا تمييز الذات يفسر الذات مثل ( عندي متر قماشا ) قماشا فسر المتر فهل نستطيع أن نطبق ذلك نقول ( الشيب يفسر الرأس ) و ( العيون تفسر الأرض )
و ( النفر يفسر العزة ) و ( الماء يفسر الحوض
لا يمكن إطلاقا لكن الأمثلة السابقة تستطيع تفسر ما قبلها فهو تمييز ذات أو تمييز ملفوظ
تمييز الذات يفسر المبهم من الذوات
أما تمييز النسبة فهو يفسر الجملة أي يفسر علاقة شيء بشيء في الجملة

الآن ما علاقة ( الاشتعال بالرأس )
و ( الأرض بالتفجير ) و( الأكثرية بالمال أو الأكثرية بي ) و ( الحوض بالامتلاء ) هذه تحتاج إلى تفسير لذلك قلنا :
التمييز هو التفسير هنا تمييز النسبة لا يفسر ذات لكن يفسر نسبة وهي علاقة الشيء بالشيء في الجملة
لا بد أن نفسر العلاقة وإلا يبقى الكلام حائرا :


ماذا يقصد بـ اشتعل الرأس فعندما نذكر التمييز نقول اشتعل الرأس شيبا فهذا جمال في التعبير
فالمميز ليس ذاتا وغير ملفوظ لكنه ملحوظ نلاحظه من خلال السياق الجملي أي أن التمييز هنا تمييز جملة ، لذلك تمييز النسبة لا يقع إلا في جملة
النقطة الأولى
في المثال الأول نجد أن التمييز شيبا ليس تمييزا للاشتعال ولا للرأس ، بل هو تمييز لعلاقة الاشتعال بالرأس أو لطبيعة ذلك الاشتعال ،
فالنسبةُ بين الفعلِ اشتعل والفاعلُ الرأس تحتاج إلى تفسير و بيان أي تحتاج إلى تمييز لذلك سمي : تمييز النسبة
فهو يفسر جملة ولا يفسر ذاتا مفردة مثل
( لتر ، متر ، فدان ، أردب وغيرها ومكيال وكل المقادير والأعداد ) فإذا لم نجد شيئا من ذلك فالعلاقة تكون علاقة إبهام يعني
التمييز هنا تمييز نسبة وليس تمييز ذات

إن تمييز النسبة فيه أنواع تتضح من خلال العلاقة بالجملة

النوع الأول( تمييز نسبه محول من فاعل )

قال تعالى ( اشتعل الراس شيبا ) تمييز محول من فاعل لو قلنا في غير القرآن حتى نصل الى نفس التعبير ( اشتعل شيب الرأس ).

شيب / أصله فاعل فحول من الفاعل فصار تمييزا محولا

اشتعلَ :فعل ماض مبني على الفتح ، شيبُ / فاعلٌ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف .. الرأسِ / مضاف إليه مجرور
اشتعل الرأس شيبا / شيبا محول من فاعل إلى تمييز ـ شيبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة

النقطة الثانية

نأتي إلى تمييز النسبة

النوع الثاني ( تمييز محول من مفعول به )
قال تعالى ( فجرنا الأرض عيونا )) عيونا : تمييز ( ذات أو نسبة ) ـ
نقول نسبة ، لماذا ؟
لأن عيون لا تفسر الأرض هذا الضابط الأول
والضابط الثاني / لا يوجد عدد ولا مقدار لأن تمييز الذات إما تمييز عدد أو تمييز مقادير
فحكمنا من خلال هذه الضوابط أن هذا تمييز نسبة
لو نعبر في غير القران تعبير آخر فقلنا ، ( فجر الله عيون الأرضِ ) ـ ( فجرنا عيون الأرض )
فعندما ينتصب على التمييز يكونُ أصلهُ ـ مفعول به

النوع الثالث ( تمييز محول من مبتدأ )
قال تعالى (( أنا أكثر منك مالا )) مالا / تمييز ( ذات أم نسبة ) ـ إذا قلنا تمييز نسبة ، لماذا ؟
لأنها لا تفسر ذاتا وهو ليس محولا من فاعل ولا من مفعول ـ إذن هو محول من ماذا ؟
اقترح التقدير في غير القرآن ( مالي أكثر من مالك ) فهو محول من مبتدأ


الخلاصة
تمييز النسبة يأتي محولا وعلى حسب تقديرنا
قد يكون : من فاعل (اشتعل شيب الرأس تقدير اشتعل الرأس شيبا)
وقد يكون محولا من مفعول به (فجرنا عيون الأرض من الآية القرآنية : فجرنا الأرض عيونا)
وقد يكون من مبتدأ مثل : ( مالي أكثر من مالك في هذه الآية أنا أكثر منك مالا )
مثال / امتلأ الحوضُ ماءً ، ماءً تمييز ( ذات أم نسبة ) ـ تمييز نسبة ، لماذا نسبة ؟ لأنه ليس تمييز مقدار أو عدد ، هذا الضابط الأول
الضابط الثاني يفسر العلاقة بين مكونين وليس مبينا لمفرد
يفسر علاقة ولا يفسر الحوض ولا يفسر الامتلاء فهو تمييز نسبة
تمييز النسبة محول من ماذا ؟ لا يمكن تحوله من فاعل ولا مفعول ولا مبتدأ ولا غيره فلا يصح أن نقول:
امتلأ ماء الحوضِ نحن نريد الوصول بنفس الدلالة
امتلأ الحوضُ ماءً ـ الحوض هو الفاعل فكيف يكون ماء هو الفاعل فلا يمكن / إذن هو تمييز غير محول


تمييز النسبة ينقسم إلى قسمين :

1ـ تمييز محول من فاعل أو مفعول أو مبتدأ حكمه النصب دائما

2ـ تمييز غير محول ثابت على حالة واحدة لا يقبل التحويل في نفس صورته

حكمه الجواز إما النصب أو الجر بمن
مثال / أكرم به فارسا
فارسا : تمييز ليس ذات لأنه لا يفسر الكرم وليس فيه مقدار أو عدد هذه النقطة الأولى وغير محول
إذن هو تمييز نسبة غير محول لأنه لا يمكن تقديره
ويمكن جرّه بمن ( ما أكرمه من فارس)


والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 06-09-2017, 02:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow


« الاستثناء »
قال: « باب الاستثناء » وحروف الاستثناء ثمانية، وهي: إلَّا، وغير، وَسِوَى، وَسُوى، وَسوَاءٌ، وَخلا، وعدا، وَحاشا.

وأقول: الاستثناء معناه في اللغة مطلق الإخراج، وهو في اصطلاح النحاة عبارةعن « الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها، لشيء لولا ذلك الإخراج لكان داخلاً فيما قبل الأداة »ومثالُه قولك: « نجح التلاميذُ إلا عامرًا » فقد أخرجت بقولك « إلا عامرًا » أحد التلاميذ، وهو عامر، ولولا ذلك الإخراج لكان عامر داخلاً في جملة التلاميذ الناجحين.
واعلم أن أدوات الاستثناء كثيرة، وقد ذكر منها المؤلف ثمان أدوات، والذي ذكره منها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ما يكون حرفًا دائمًا وهو « إلَّا ».
النوع الثاني: ما يكون اسمًا دائمًا، وهو أربعة، وهي: « سِوى » بالقصر وكسر السين، و « سُوَى » بالقصر وضم السين، و « سَواءُ » بالمد وفتح السين، و « غير ».
النوع الثالث: ما يكون حرفاً تارة ويكون فعلاً تارة أخرى، وهي ثلاثُ أدواتٍ وهي: « خلا، عدا، حاشا ».

« حكم المستثنى بإلا »
قال: فالمستثنى بإلّا يُنصبُ إذا كان الكلام تامًا موجبًا، نحو « قال القومُ إلا زيدًا » و « خرج الناسُ إلا عَمْرًا » وإن كان الكلامُ منفيًا تامًّا جاز فيه البدلُ والنصبُ على الاستثناء، نحو « ما قام القومُ إلا زيدٌ » و « ما ضربتُ إلا زيدًا » و « ما مررتُ إلا بزيدٍ ».
وأقول: اعلم أن للاسم الواقع بعد « إلّا » ثلاثةَ أحوالٍ؛ الحالة الأولى: وجوب النصب على الاستثناء.
الحالة الثانية: جواز إتباعه لما قبل « إلّا » على أنه بدل منه مع جواز نصبه على الاستثناء.
الحالة الثالثة: وجوب إجرائه على حسب ما يقتضيه العامل المذكورُ قبل « إلّا ».
وبيان ذلك أن الكلام الذي قبل « إلّا » إما أن يكون تامًّا موجبًا، وإما أن يكون تامًا منفيًّا، وإما أن يكون ناقصًا ولا يكون حينئذٍ إلا منفيًا.
ومعنى كون الكلام السابق تامًّا: أن يُذْكر فيه المستثنى منه، ومعنى كونه ناقصًا ألا يُذْكر فيه المستثنى منه، ومعنى كونه موجبًا، ألا يسبقه نفي أو شِبهُهُ، وشِبهُ النفي: النهي، والاستفهام، ومعنى كونه منفيًّا: أن يسبقه أحد هذه الأشياء.
فإن كان الكلام السابق تامًّا موجبًا وجب نصب الاسم الواقع بعد « إلّا » على الاستثناء نحو قولك: « قامَ القومُ إلّا زيدًا » وقولك: « خرج الناس إلّا عَمْرًا » فزيدًا وعَمْرًا: مستثنيان من كلام تام لذكر المستثنى منه ـ وهو « القوم » في الأول و « الناس » في الثاني ـ والكلام مع ذلك مُوجبٌ لعدم تقدم نفي أو شبهه؛ فوجب نصبهما، وهذه هي الحالة الأولى.
وإن كان الكلام السابق تامًّا منفيًّا جاز فيه الإتباعُ على البدلية أو النصب على الاستثناء، نحو قولك: « ما قام القوم إلا زيدٌ »فزيدٌ: مستثنى من كلام تام لذكر المستثنى منه، وهو القوم، والكلام مع ذلك منفي لتقدم « ما » النافية؛ فيجوز فيه الإتباع؛ فتقولُ « إلّا زيدٌ » بالرفع؛ لأن المستثنى منه مرفوع، وبدل المرفوع مرفوع، ويجوز فيه على قلةٍ النصبُ على الاستثناء؛ فتقول: « إلا زيدًا » وهذه هي الحالة الثانية.
وإن كان الكلام السابق ناقصًا، ولا يكون إلا منفيًّا، كان المستثنى على حسب ما قبل « إلّا » من العوامل؛ فإن كان العامل يقتضي الرفع على الفاعلية رفعته عليها، نحو « ما حضر إلا عليٌ »، وإن كان العامل يقتضي النصب على المفعولية نصبته عليها، نحو « ما رأيتُ إلا عليًّا » وإن كان العامل يقتضي الجر بحرف من حروف الجر جررته به نحو « ما مررتُ إلا بزيدٍ » وهذه هي الحالة الثالثة.

« المستثنى بغير وأخواتها »
قال: والمستثنى بِسِوى، وَسُوى، وَسَوَاءِ، وَغَيرٍ مجرورٌ لا غيرُ.

وأقول: الاسم الواقع بعد أداة من هذه الأدوات الأربعة يجب جرهُ بإضافة الأداة إليه، أما الأداة نفسُها فإنه تأخذ حكم الاسم الواقع بعد « إلا » على التفصيل الذي سبق: فإن كان الكلام تامًّا موجبًا نصبتها وجوبًا على الاستثناء، نحو « قام القومُ غير زيدٍ »، وإن كان الكلام تامًّا منفيًّا أتبعتها لما قبله أو نصبتها، نحو « ما يزورَني أحدٌ غيرُ الأخيارِ »، أو « غيرَ الأخيارِ »، وإن كان الكلام ناقصًا منفيًا أجريتها على حسب العوامل، نحو « لا تتصل بغير الأخيارِ ».

« المستثنى بعدا وأخواته »
قال: والمستثنى بخلا، وعدا، وحاشا، يجوزُ نصبُهُ وجرُهُ، نحو « قام القومُ خلا زيدًا، زيدٍ » و « عدا عمرًا وعمرٍو »، و « حاشا بكرًا وبكرٍ ».

وأقول: الاسم الواقع بعد أداة من هذه الأدوات الثلاثة يجوز لك أن تنصبه، ويجوز لك أن تجره، والسر في ذلك أن هذه الأدوات تستعمل أفعالاً تارة، وتستعمل حروفًا تارة أخرى على ما سبق، فإن قدّرتَهُنَّ أفعالاً نصبتَ ما بعدها على أنه مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، وإن قدّرتَهنَّ حروفًا خفضت ما بعدها على أنه مجرور بها.
ومحلُّ هذا التردد فيما إذا لم تتقدم عليهنَّ « ما » المصدرية؛ فإن تقدمت على واحدة منهن « ما » وجب نصب ما بعدها، وسببُ ذلك أن « ما » المصدرية لا تدخلُ إلا على الأفعال؛ فهنَّ أفعالٌ ألبتة إن سبقتهنَّ ، فنحو « قام القومُ خلا زيد » يجوز فيه نصب « زيد » وخفضه، « قام القوم ما خلا زيدًا » لا يجوز فيه إلا نصب « زيد » والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.

أسئلة
ما هو الاستثناء لغة واصطلاحًا؟ ما هي أدوات الاستثناء؟ إلى كم قسم تنقسم أدوات الاستثناء؟ كم حالة للاسم الواقع بعد « إلّا »؟ متى يجب نصب الاسم الواقع بعد إلا ؟ متى يجوز نصب الاسم الواقع بعد إلا وإتباعه لما قبلها؟ ما معنى كون الكلام تامًّا؟ ما معنى كون الكلام منفيًّا؟ ما حكم الاسم الواقع بعد سوى ؟ كيف تعرب سواء؟ ما حكم الاسم الواقع بعد خلا ؟
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 06-09-2017, 02:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

المجلس الخامس والثمانون
شرح التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ
إجابة تدريبات الاستثناء
وشرح« شروط إعمال « لا » عمل إنَّ »

أسئلة
ما هو الاستثناء لغة واصطلاحًا؟ ما هي أدوات الاستثناء؟ إلى كم قسم تنقسم أدوات الاستثناء؟ كم حالة للاسم الواقع بعد « إلّا »؟ متى يجب نصب الاسم الواقع بعد إلا ؟ متى يجوز نصب الاسم الواقع بعد إلا وإتباعه لما قبلها؟ ما معنى كون الكلام تامًا؟ ما معنى كون الكلام منفيًا؟ ما حكم الاسم الواقع بعد سوى ؟ كيف تعرب سواء؟ ما حكم الاسم الواقع بعد خلا ؟
الإجابة
ما هو الاستثناء لغة واصطلاحًا؟
الاستثناء معناه في اللغة مطلق الإخراج، وهو في اصطلاح النحاة عبارةعن « الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها، لشيء لولا ذلك الإخراج لكان داخلاً فيما قبل الأداة »

ما هي أدوات الاستثناء؟
أدوات الاستثناء كثيرة، وقد ذكر منها المؤلف ثمان أدوات هي :
إلَّا، وغير، وَسِوَى، وَسُوى، وَسوَاءٌ، وَخلا، وعدا، وَحاشا.
*إلى كم قسم تنقسم أدوات الاستثناء؟

تنقسم أدوات الاستثناء لثلاثة أنواع:
النوع الأول: ما يكون حرفًا دائمًا وهو « إلَّا ».
النوع الثاني: ما يكون اسمًا دائمًا،
النوع الثالث: ما يكون حرفًا تارة ويكون فعلاً تارة أخرى
*كم حالة للاسم الواقع بعد « إلّا »؟

للاسم الواقع بعد « إلّا » ثلاثةَ أحوالٍ؛ الحالة الأولى: وجوب النصب على الاستثناء.
الحالة الثانية: جواز إتباعه لما قبل « إلّا » على أنه بدل منه مع جواز نصبه على الاستثناء.
الحالة الثالثة: وجوب إجرائه على حسب ما يقتضيه العامل المذكورُ قبل « إلّا ».
*
متى يجب نصب الاسم الواقع بعد إلا ؟
ينصب الاسم الواقع بعد إلاإذا كان الكلام تامًا موجبًا
*متى يجوز نصب الاسم الواقع بعد إلا وإتباعه لما قبلها؟

إن كان الكلام السابق تامًّا منفيًّا جاز فيه الإتباعُ على البدلية أو النصب على الاستثناء

*ما معنى كون الكلام تامًا؟

معنى كون الكلام السابق لـ " إلا " تامًّا: أن يُذْكر فيه المستثنى منه
*ما معنى كون الكلام منفيًا؟

معنى كونه منفيًّا: أن يسبقه نفي أو شِبهُهُ، وشِبهُ النفي: النهي، والاستفهام

*ما حكم الاسم الواقع بعد سوى ؟
الاسم الواقع بعد سوى
يجب جرهُ بإضافة الأداة إليه، أما الأداة نفسُها فإنه تأخذ حكم الاسم الواقع بعد « إلا »

*
كيف تعرب سواء؟
سواء تأخذ حكم الاسم الواقع بعد « إلا »

على التفصيل الذي سبق: فإن كان الكلام تامًّا موجبًا نصبتها وجوبًا على الاستثناء، ، وإن كان الكلام تامًّا منفيًّا أتبعتها لما قبله أو نصبتها، ، وإن كان الكلام ناقصًا منفيًّا أجريتها على حسب العوامل.

*ما حكم الاسم الواقع بعد خلا ؟
الاسم الواقع بعد خلا
الاسم الواقع بعد أداة من هذه الأدوات الثلاثة يجوز لك أن تنصبه، ويجوز لك أن تجره، والسر في ذلك أن هذه الأدوات تستعمل أفعالاً تارة، وتستعمل حروفًا تارة أخرى على ما سبق، فإن قدّرتَهُنَّ أفعالاً نصبتَ ما بعدها على أنه مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، وإن قدّرتَهنَّ حروفًا خفضت ما بعدها على أنه مجرور بها.
ومحلُّ هذا التردد فيما إذا لم تتقدم عليهنَّ « ما » المصدرية؛ فإن تقدمت على واحدة منهن « ما » وجب نصب ما بعدها، وسببُ ذلك أن « ما » المصدرية لا تدخلُ إلا على الأفعال؛ فهنَّ أفعالٌ ألبتة إن سبقتهنَّ ، فنحو « قام القومُ خلا زيد » يجوز فيه نصب « زيد » وخفضه، « قام القوم ما خلا زيدًا » لا يجوز فيه إلا نصب « زيد »
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 06-09-2017, 02:28 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

« شروط إعمال « لا » عمل إنَّ »

قال: « باب « لا » » اعلم أن « لا » تنصبُ النكرات بغير تنوين إذا باشرتِ النكرة ولم تتكرر « لا » نحو « لا رجلَ في الدار ».

و
أقول: اعلم أن « لا » النافية للجنس تعمل عمل « إن » فتنصب الاسم لفظًا أو محلاً وترفع الخبر.
وهي لا تعمل هذا العمل وجوبًا إلا بأربعةِ شروط:
الأول: أن يكون اسمها نكرة.
الثاني: أن يكون اسمها متصلاً بها: أي غير مفصول منها ولو بالخبر.
والثالث: أن يكون خبرها نكرة أيضًا
والرابع: ألّا تتكرر « لا » .
ثم اعلم أن اسم « لا » على ثلاثة أنواع، الأولُ المفرد، والثاني المضاف إلى نكرة، والثالث الشبيه بالمضاف.
أما المفرد في هذا الباب، وفي باب المنادى، فهو: « ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف » فيدخل فيه المثنى، وجمعُ التكسير، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم.
وحكمه أنه يُبنى على ما ينصبُ به: فإذا كان نصبه بالفتحة بني على الفتح، نحو « لا رجلَ في الدارِ »، وإنْ كانَ نصبهُ بالياءِ ـ وذلك المثنى وجمع المذكر السالم ـ بُني على الياء نحو « لا رجُلَينِ في الدارِ » وإن كان نصبهُ بالكسرةِ نيابةً عن الفتحةِ ـ وذلك جمع المؤنث السالم ـ بُني على الكسرِ، نحو « لا صالحاتٍ اليومَ»
وأما المضافُ فينصب بالفتحةِ الظاهرةِ أو بما نابَ عنها، نحو « لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ »
وأما الشبيه ـ المضاف ـ وهو « ما اتصل به شيءٌ من تمام معناه » فمثلُ المضاف في الحكم: أي ينصب بالفتحة، نحو « لا
مستقيمًا حالَهُ بين الناسِ ».

قال: فإن لم تُباشِرها وجبَ الرفعُ ووجبَ تكرارُ « لا » نحو « لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ » فإن تكررت جاز إعمالُها وإلغاؤُها، فإن شئت قلت: « لا رجُلَ في الدارِ ولا امرأةٌ ».
-قال الشيخ العثيمين التكرار مستحسن لأنه الأفصح وليس بواجب .فالأمر فيه خلاف بين النحويين-.

وأقول: قد عرفتَ أن شروط وجوب عمل « لا» عملَ « إنَّ »أربعة، وهذا الكلام في بيان الحكم إذا اختل شرط من الشروط الأربعة السابقة.
وبيان ذلك أنه إذا وقع بعد «
لا » معرفة وجب إلغاءُ « لا » وتكرارها، نحو « لا محمدٌ زارني ولا بكرٌ » وإذا فصل بين لا واسمها فاصلٌ ما وجب كذلك إلغاؤها وتكرارها نحو
" لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ " فغولٌ: مبتدأ مؤخر، وفيها: متعلق بمحذوف خبر مقدم، و« لا » نافية مهملة، وإذا تكررت « لا » لم يجب إعمالها، بل يجوز إعمالها إذا استوفت بقية الشروط، ويجوز إهماله؛ فتقول على الإعمال « لا رجلَ في الدار ولا امرأةً »، وتقول على الإهمال: « لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ » برفع رجل وامرأة.
أسئلة
ما الذي تفعله «لا» النافية للجنس؟ ما شروط وجوب عمل «لا» النافية للجنس؟ إلى كم قسم ينقسم اسم « لا» ؟ ما حكم اسم «لا» المفرد ؟ ما هو المفرد في باب «لا» والمنادى ؟ ما حكم اسم «لا» إذا كان مضافاً أو شبيهاً به ؟ ما الحكم إذا تكررت «لا» النافية ؟ ما الحكم إذا وقع بعد «لا» النافية معرفة ؟ ما الحكم إذا فصل بين «لا» واسمها فاصل ؟
فائدة
تعريف لا النافية للجنس:
هي التي تنفى جميع الجنس على سبيل التنصيصِ بحيث لا يبقَ فردٌ من أفراده فإذا قال المتكلم"لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ".أفاد أنه لا يوجد أي ذكر بالغ فى الداروكذلك إذا قال: (لا امرأةَ فى البُستانِ).أفاد أنه لا يوجد أمرأة قط في البستان فيكون المنفي بها جميع أفراد الجنس وهو ما كان شائعًا غير معين في جنسه كرجل ونحوه من النكرات فلا تقول لا زيد أو لا هند فهنا نافية للواحد لا للجنس.البلهيد.
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 06-09-2017, 02:31 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Arrow

المجلس السادس والثمانون
شرح التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ

تدريبات إعمال « لا » عمل إنَّ
وشرح « المنادى »
حل تدريبات إعمال « لا » عمل إنَّ
ما الذي تفعله «لا» النافية للجنس؟
(لا) النافية للجنس تعمل عمل ( إن) تنصب المبتدأ وترفع الخبر.( اسمها مبنيًا أو منصوبًا)
ما شروط وجوب عمل «لا» النافية للجنس؟

أ-أن تكون نافية للجنس .
ب-أن يكون اسمها وخبرها نكرة .
ج-أن لا يفصل بينها وبين اسمها فاصل .
د-أن لا تتكرر .
إلى كم قسم ينقسم اسم « لا» ؟

ينقسم اسم لا إلى:
- مفردًا.
- مضافًا .
-شبيه بالمضاف.

ما حكم اسم «لا» المفرد ؟

حكمه أنه يُبنى على ما ينصبُ به
ما هو المفرد في باب «لا» والمنادى ؟

هو: « ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف »
فيدخل فيه المثنى، وجمعُ التكسير، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم.

ما حكم اسم «لا» إذا كان مضافًا أو شبيهًا به ؟

المضافُ ينصب بالفتحةِ الظاهرةِ أو بما نابَ عنها، نحو « لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ »
وأما الشبيه ـ المضاف ـ وهو « ما اتصل به شيءٌ من تمام معناه » فمثلُ المضاف في الحكم: أي ينصب بالفتحة، نحو « لا
مستقيمًا حالَهُ بين الناسِ ».
ما الحكم إذا تكررت «لا» النافية ؟

إن تكررت جاز إعمالُها وإلغاؤُها، فإن شئت قلت: « لا رجُلَ في الدارِ ولا امرأةَ ».« لا رجُلٌ في الدارِ ولا امرأةٌ ».
إذَا تَكَرَّرَتْ "لا" مَعَ اتِّصالِ الِاسْمِ بِهَا جَازَ إِعْمالُهَا مثل: لاَ ضِدَّ لِرَبِّنَا وَلَا نِدَّ (فَـ"ضِدَّ" هُنَا اسْمُ "لا"، و"لِرَبِّنَا" خَبَرُهَا)، وَجَازَ إهْمالُهَا مِثْلَ: لاَ ضِدٌّ لِرَبِّنَا وَلَا نِدٌّ (فَـ"ضِدٌّ" هُنَا مُبْتَدَأٌ، وَ"لِرَبِّنَا" خَبَرُهُ).هنا .
ما الحكم إذا وقع بعد «لا» النافية معرفة ؟

إذا وقع بعد « لا » معرفة وجب إلغاءُ « لا » وتكرارها، نحو « لا محمدٌ زارني ولا بكرٌ »

ما الحكم إذا فصل بين «لا» واسمها فاصل ؟

إذا فصل بين لا واسمها فاصلٌ ما وجب كذلك إلغاؤها وتكرارها.


« المنادى »
قال: « بابُ المنادَى » المنادى خمسةُ أنواع: المفردُ العلمُ، والنكرةُ المقصودةُ، والنكرةُ غير المقصودة، والمضافُ، والشبيهُ بالمضافِ.
وأقول: « المنادَى في اللغةِ هو: المطلوبُ إقبالُهُ مطلقًا، وفي اصطلاح النحاة هو « المطلوب إقبالُهُ بيا أو إحدى أخواتها »، وأخواتُ « يا » هي الهمزة نحو« أزيدُ أقبل » و « أيْ » «
أيْ إبراهيمُ تَفهم » و « أيا » نحو
أيَا شَجَرَ الخابُورِ مَالَكَ مُورقًا كأنك لم تجزع على ابنِ طريف
و « هيا » نحو « هيا محمدُ تعالَ ».
ثم المنادى على خمسة أنواع:
1 ـ المفردُ العلمُ، وقد مضى في باب « لا » تعريف المفرد، ومثاله « يا محمد » و « يا فاطمة » و « يا محمدان » و « يا فاطمتان » و « يا محمدون » و « يا فاطمات ».
2 ـ النكرة المقصودة؛ وهي: التي يقصد بها واحدٌ معينٌ ممَّا يصحُ إطلاق لفظها عليه، نحو « يا ظالمُ » تريد واحدًا بعينه.
3 ـ النكرة غير المفصودة؛ وهي: التي يقصد بها واحدٌ غير معين، نحو قول الواعظ « يا غافلاً تنبَّه »، فإنه لا يريد واحدًا معينًا، بل يريد كل من يطلق عليه لفظ « غافل ».
4 ـ المضاف، نحو « يا طالبَ العلمِ اجتهد ».
5 ـ الشبيه بالمضاف، وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه، سواءٌ أكان المتصل به مرفوعًا به، نحو « يا حميدًا فعْلهُ » أم كان منصوبًا به نحو « يا حافظًا درسَهُ » أم كان مجرورًا بحرف جر يتعلق به نحو « يا محبًا للخير ».

قال: فأما المفرد العلم، والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين، نحو « يا زيدُ » و « يا رجلُ » والثلاثة الباقية منصوبة لا غير.

وأقول: إذا كان المنادى مفردًا أو نكرة مقصودة فإنه يُبنى على ما يرفع به؛ فإن كان يُرفع بالضمة فإنه يبنى على الضمة، نحو « يا محمدُ » و « يا فاطمةُ » و « يا رجلُ » و « يا فاطماتُ » وإن كان يرفع بالألف نيابةً عن الضمة ـ وذلك المثنى ـ فإنه يبنى على الألف، نحو « يا محمدان » و « يا فاطمتان » وإن كان يُرفع بالواو نيابة عن الضمة ـ وذلك جمع المذكر السالم ـ فإنه يبنى على الواو نحو « يا محمدون ».
وإذا كان المنادى نكرة غير مقصودة أو مضافًا أو شبيهًا بالمضاف فإنه ينصب بالفتحة أو ما ناب عنها نحو « يا جاهلاً تعلّم » و « يا كسولاً أقبل على ما ينفعك » ونحو « يا راغبَ المجدِ اعمل له » و « يا محبَّ الرِّفعةِ ثابر على السعي » و نحو « يا راغبًا في السُّؤدُدِ لا تَضجر من العمل » و « يا حريصًا على الخير استقم ».
أسئلة
ما هو المنادى لغة واصطلاحًا ؟ ما هي أدوات النداء ؟ مَثِل لكل أداة بمثال، إلى كم قسم ينقسم المنادى ؟ ما هو المفرد ومَثِّل له بمثالين مختلفين، ما هي النكرة المقصودة مع التمثيل؟ ما هو الشبيه بالمضاف؟ إلى كم نوع يتنوع الشبيه بالمضاف مع التمثيل لكل نوع ؟ ما حكم المنادى المفرد؟ ما حكم المنادى المضاف؟ مثِّل لكل نوع من أنواع المنادى الخمسة بمثالين، وأعرب واحدًا منهما.

أعرِب الجُمل الآتية:
1- يا محمدُ، وهل يصحُّ أن تقول: يا محمدًا، بالنصْب؟
2- يا مسلمُ، تريد مسلمًا بعينه.
3- يا رجلاً أغِثْنِي.
4- أيْ عليُّ قُمْ.
5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي، وهل يصحُّ أن تقول: يا طالِع؟
6- يا عبدَالله اجتهد، وهل يصحُّ أن تقول: يا عبدُالله، برفْع "عبد"؟
7- يا طالِبَ العِلم، اجتهد.
8- يا مُسلِمون.
9- يا رجُلان.
10- يا رجلين.
11- قال تعالى" يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ "سبأ: 10.
12- قال تعالى" يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً "ص: 26.
13- يا فتًى، لا تعْبَثْ، تُريد فتًى بعينه.
14- قال تعالى" قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ" الأنبياء: 14، أعْرِب "يا ويلنا" فقط.
15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي.
16- قال تعالى" يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ "المدثر: 1.
الجواب:
1- يا محمد:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• محمَّد: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محلِّ نصب.
ولا يصحُّ أن تقول: يا محمدًا بالنَّصْب؛ لأن المنادَى هنا مفرَد عَلَم.

2-
يا مسلم:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلم: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محل نصْب؛ لأنَّه نَكِرة مقصودة.

3-
يا رجلاً، أغثِني:
• يا: حرف نداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• رجلاً: منادًى منصوب؛ لأنَّه نكِرة غير مقصودة، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• أغِثْنِي: أغِث: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنُّون للوقاية، والياء ضميرُ المتكلِّم مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب، مفعول به.

4- أيْ عليُّ قُمْ:
• أي: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• علي: منادًى مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرَد عَلَم.
• قُم: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.

5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعْراب.
• طالعًا: منادًى منصوب؛ لأنَّه شبيهٌ بالمضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وفاعله ضميرٌ مستتِر جوازًا، تقديرُه هو[2].
• جبلاً: مفعول به منصوب، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• أعنِّي: أعِن: فعل أمر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنون الثانية للوقاية، حرْف مبنيٌّ على الكسْر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
ولا يصح أن تقول: يا طالع بالرفع، لأن المنادى هنا شبيه بالمضاف، والمنادى الشبيه بالمضاف واجب النصب.
6- يا عبدالله، اجتهد:
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• عبد: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهرة، وعبد مضاف.
• الله: لفْظ الجلالة، مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، ولا يصحُّ أن تقول: يا عبدُ، بالرَّفْع؛ لأنَّ المنادَى هنا مضاف، والمنادَى إذا كان مضافًا وجَب نصبُه.

7- يا طالِبَ العلم، اجتهد:
• يا: حرْف نِداءٍ، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعْراب.
• طالب: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وطالب: مضاف.
• العِلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.


8- يا مسلمون:
• يا: حرْف نِداء: مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلمون: منادًى نكِرة مقصودَة مبنيٌّ على الواو، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه جمْع مذكَّر سالِم، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرَد.

9- يا رجلان:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلان: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الألِف، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عنِ التنوين في الاسم المفرَد.
10- يا رجلين:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلين: منادًى نكِرة غير مقصودة منصوبٌ، وعلامة نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرَد.

11- قال تعالى" يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ "سبأ: 10
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• جبال: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصب.
• أوِّبي: أوِّب: فِعل أمر مبنيٌّ على حذْف النون؛ لاتِّصاله بياء المخاطَبة المؤنَّثة، والياء ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع فاعل.
• معه: مع: ظرْف زمان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ومع: مضاف، والهاء ضميرٌ مبني على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه.

12- قال تعالى" يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً "ص: 26
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• داود: منادًى مبنيٌّ على الضم في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرد عَلَم.
• إنا: إنَّ: حرْف توكيد ونصْب، ونا ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب، اسم "إنَّ".
• جعلْناك: جعَل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "نا الفاعلين"، ونا الفاعلين ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ رفْع، فاعِل، والكاف ضمير المخاطَب مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ نصْب، مفعول به أوَّل لـ"جعل".
• خليفة: مفعول به ثانٍ لـ"جعل" منصوب، وعلامة نَصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، والجُملة مِن "جعل" وفاعِله ومفعولَيه في محلِّ رفْع، خبر "إن".
13- يا فتى، لا تعبث:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• فتًى: منادًى نكِرة مقصودة مبنيٌّ على الضمَّة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّرُ، في محلِّ نصْب.
• لا: حرْف نهي، مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• تعبث: فِعل مضارِع، مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزْمه السُّكون، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".


14- قال تعالى" قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ" الأنبياء: 14
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• ويلنا: ويْل: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدْعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وويل مضاف، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جرّ مضاف إليه.
ونوْع المنادَى هنا مضاف.

15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• قاضِي: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرةُ في آخِرِه، وقاضي مضاف.
• الحاجات: مضافٌ إليه مجرور بـ"قاضي"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخره.
• اقضِ: فعل أمْر مبنيٌّ على حذْف حرْف العِلَّة "الياء"، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".
• حاجتي: حاجَة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسَبة، والحاجة مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ جر، مضاف إليه.

16- قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر "المدثر: 1
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• أيها: أي: منادًى مبنيٌّ على الضم، في محلِّ نصْب، و"ها" حرْف تنبيه.
• المدثِّر: نعت لـ"أي" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة[3].
---------------------
[1] البيت في "خزانة الأدب" (1/278)، وفي "الأغاني" (12/113)، وقدِ استشهد به ابنُ هِشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/58).

[2] ولا يُقال: إنَّ تقدير الضمير هنا: يا طالعًا أنت؛ وذلك لأنَّه لا يمكن أن يكون تقدير الضمير المستتر: "أنا، أو أنت، أو نحن" إلا في الأفعال، أمَّا اسم الفاعِل واسم المفعول، فإنَّهما لا يتحمَّلان ضميرًا مستترًا وجوبًا، تقديره: "أنا، أو أنت، أو نحْن" حتى إنَّ النحويِّين قالوا: لو قال قائلٌ: أنا قائِم، يكون فاعله مستترًا جوازًا، تقديره: هو.

[3] ورفْع "المدثر" في مِثل هذا التركيب واجبٌ عند الجمهور؛ لأنَّه هو المقصود بالنِّداء، وأجاز المازنيُّ نصبَه؛ قياسًا على جواز نصْب "الظريف" في قولك: يا زيدُ الظريف، بالرفع والنصب، وانظر: "شرْح ابن عقيل" (2/3/269).
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:18 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر