العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى البحوث > ملتقى البحوث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-23-2018, 09:24 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
  • يقص علينا أبو رافع ـ رضي الله عنه ـ فيقولكان أبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة ـ وكان مجوسيًّا ـ ، وكان يصنع الأرحاء ـ جمع رَحَا ، وهي التي يطحن بها ـ ، وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم ، قال : فلقي أبو لؤلؤة عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن المغيرة قد أثقل عليَّ غلتي ، فكلمه أن يخفف عني .
فقال له عمر : اتق الله ، وأحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف عنه ، فغضب العبد . وقال : وسع الناس كلهم عدله غيري ؟ ! .
فأضمر على قتله (1) ، فاصطنع خنجرًا له رأسان ، وشحذه ، وسمَّه ، ثم أتى به الْهُرْمُزان ،
فقال : كيف ترى هذا ؟ . قال : أرى أنك لا تضرب به أحدًا إلا قتلته ، قـال : فتحيَّن أبو لؤلؤة عمر ، فجاءه في صلاة الغداة (1) حتى قام وراء عمر ، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يتكلم يقول :
أقيموا صفوفكم ، فقال كما يقول ، فلما كبَّر ، وجأه ـ أي ضربه ـ أبو لؤلؤة وجأةً في كتفه ، ووجأهُ في خاصرته ، فسقط عمر ، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً منهم ، فهلك منهم سبعة ، وأفرق ـ أي : برأ ـ منهم ستة ، وحُمل " عمر " فذُهِبَ به إلى منزله ، وهاج الناس حتى كادت تطلع الشمس ، فنادى عبد الرحمن بن عوف ، فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن .
فلما قضى صلاتَه توجهوا إلى " عمر " ، فدعا بشراب لينظر ما قدْر جُرحه ، فأتي بنبيذ فشربه ، فخرج من جرحه ، فلم يدر أنبيذ هو أو دم جرحه ، فدعا بلبن فشربه ، فخرج من جرحه ، فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين .
فقال ـ أي عمر ـ إن يكن القتل بأسًا فقد قُتلت ، فجعلوا يثنون عليه يقولون : جزاك الله خيرًا يا أمير المؤمنين ، كنتَ وكنتَ ، ثم ينصرفون ، ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه ، فقال عمر : أما والله على ما يقولون ، وددتُ أني خرجتُ منها كفافًا ، لا عليَّ ولا لي ، وأن صحبة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قد سلمت لي .
فتكلم " عبد الله بن عباس " ، وكان عند رأسه ، وكان خليطَه كأنه من أهله ، وكان ابن عباس يقرأ القرآن ، وتكلم ابن عباس فقال :
والله لا تخرج منها كفافًا ، لقد صحبت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، فصحبته بخير ما صحبه صاحب ، كنتَ له وكنتَ له ، حتى قُبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو عنك راضٍ ، ثم صحبتَ خليفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكنت تنفذ أوامره ، وكنتَ له ، وكنتَ له ، ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت ، فوليتها بخير ما وليها والٍ ، كنت تفعل وكنت تفعل ، فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس .
فقال " عمر " : يا ابن عباس ، كرر عليَّ حديثك ، فكرر عليه .
فقال " عمر " أما والله على ما تقولون ، لو أن لي طِلاع ـ أي : ملؤها ـ الأرض (2) ذهبًا لافتديتُ به اليوم من هول المطلع .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ... / ص : 369 : 371 .
_____________

( 1 ) صلاة الغداة : أي صلاة الفجر . ( 2 ) طلاع الأرض : ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-23-2018, 09:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
root

وكان الفاروق ـ رضي الله عنه ـ في حالته تلك يثعب ـ يجري ـ جرحه دمًا ، كما روى المسورـ رضي الله عنه ـ : أن عمر لما طُعن جعل يغمى عليه ، فقيل : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة ، فقال ابن عباس : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاةُ قد صُليت ، فانتبه ، فقال : نعم الصلاة ، ولا حَظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى والجـرح يثعبُ دمًا .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 377 .

ويقول عثمان بن عفان ـ
رضي الله عنه :
أنا آخركم عهدًا " بعمر " ، دخلتُ عليه ، ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له :
ضع خدي بالأرض ،قال : فهل فخذي والأرض إلا سواءٌ ؟ ! . قال : ضع خدي بالأرض لا أم لك ، في الثانية أو في الثالثة ، ثم شبك بين رجليه ، فسمعته يقول : ويلي ، وويلُ أمي إن لم يغفر اللهُ لي ، حتى فاضت روحه .
وفي لفظ آخر ، قال عثمان ـ رضي الله عنه ـ :
آخر كلمة قالها عمر حتى قضى : ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي ، ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي ، ويلي وويل أمي إنْ لم يغفر الله لي .
خبر صحيح . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب. / ص : 383 .
يقول جرير بن عبد الله :
كنتُ عند معاوية بن أبي سفيان ، فقال : توفي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وتوفي أبو بكر ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقُتل عمر وهو ابن ثلاث وستين سنة .
حديث صحيح أخرجه البخاري في التاريخ الصغير : 1 / 30 .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 386 .
ـ طُعن " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه ..... يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة ، سنة ثلاث وعشرين ، ودُفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 385 .

هذا هو الخوف الإيجابي الذي يعين المرء على المزيد من طاعة الله ، فليس الخائف من يبكي وتسيل دموعه على خديه ، ثم يمضي قُدمًا في معاصي الله ، وإنما الخائف هو مَنْ يترك ما يخاف منه ابتغاء مرضاة الله .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-23-2018, 09:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Post

نماذج مضيئة على طريق الجنة
* عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : قال أبو مسعود البدريُّ : كنتُ أضربُ غلامًا لي بالسوط ، فسمعتُ صوتًا من خلفي " اعلم أبا مسعودٍ " فلم أفهم الصوت من الغضب ، قال :
فلما دنا مني ، إذا هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإذا هو يقول " اعلم أبا مسعودٍ ! اعلم أبا مسعودٍ ! " . قال : فألقيتُ السوط من يدي . فقال " اعلم أبا مسعودٍ ! أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام " .
قال : فقلتُ : لا أضربُ مملوكًا بعده أبدًا .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك ، وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 34 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .

* عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : كنتُ أضربُ غلامًا لي ، فسمعتُ من خلفي صوتًا" اعلم ، أبا مسعودٍ ! لَلَهُ أقدرُ عليك منك عليه " ، فالتفتُّ فإذا هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقلتُ يا رسول الله ! هو حُر لوجه الله . فقال " أما لو لم تفعل ، للفحتك النار ، أو لمستك النار " .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 35 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .

* عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل ، فنزعه فطرحه وقال :
" يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " .
فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خذ خاتمك انتفع به . قال : لا ، والله ! لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
صحيح مسلم . متون / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / ( 11 ) ـ باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال ، ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام / حديث رقم : 52 ـ ( 2090 ) / ص : 547 .

* عن أبي هريرة ؛
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ، يومَ خيبرَ " لأعطينَّ هذه الرايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه . يفتح اللهُ على يدَيه " . قال عمرُ بنُ الخطابِ : ما أحببتُ الإمارةَ إلا يومئذٍ . قال فتساوَرْتُ لها رجاءَ أن أدعى لها . قال فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ . فأعطاه إياها . وقال " امشِ . ولا تلتفِتْ . حتى يفتحَ اللهُ عليك " . قال فسار عليٌّ شيئًا ثم وقف ولم يلتفِتْ . فصرخ : يا رسولَ اللهِ ! على ماذا أقاتلُ الناسَ ؟ قال " قاتِلْهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ . فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءَهم وأموالَهم . إلا بحقِّها . وحسابُهم على اللهِ " . صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب / حديث رقم : 33 ـ ( 2405 ) / ص : 618 .

___________
( 1 ) فتساور ---> أي رفع نفسه ليظهر فيراه الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيدعوه للإمارة .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-23-2018, 09:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Post

س : من هو أبو تراب ؟ !
* عن سهل بن سعدٍ قال " استُعمِلَ على المدينةِ رجلٌ من آلِ مروانَ . قال فدعا سهلَ بنَ سعدٍ . فأمره أن يشتمَ عليًّا . قال فأبى سهلٌ . فقال له : أما إذا أَبيتَ فقُلْ : لعن اللهُ أبا التُّرابِ . فقال سهلٌ : ما كان لعليٍّ اسمٌ أحبَّ إليه من أبي التُّرابِ . وإن كان ليفرحَ إذا دُعِيَ بها . فقال له : أخبِرْنا عن قصتِه . لمَ سُمِّيَ أبا التُّرابِ ؟ قال : جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيتَ فاطمةَ . فلم يجد عليًّا في البيتِ . فقال " أين ابنُ عمِّك ؟ " فقالت : كان بيني وبينه شيءٌ . فغاضبَني فخرج . فلم يَقِلْ عندي . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لإنسانٍ " انظُرْ . أين هو ؟ " فجاء فقال : يا رسولَ الله ِ! هو في المسجدِ راقدٌ . فجاءه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مضطجعٌ . قد سقط رداؤه عن شِقِّه . فأصابه ترابٌ . فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يمسحه عنه ويقول " قُمْ أبا التُّرابِ ! قُمْ أبا التُّرابِ ! " . الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2409 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =


" فلم يَقِلْ عندي" هو بفتح الياء ، وكسر القاف من القيلولة ، وهي النوم نصف النهار ، وفيه جواز النوم في المسجد ، واستحباب ملاطفة الغضبان ، وممازحته والمشي إليه لاسترضائه .
صحيح مسلم بشرح النووي / ج : 15 / كتاب فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ / شرح حديث رقم : 38 ـ ( 2409 ) / ص : 258 .


* * * * *

فوائد من قصة أبي تراب
*فهذه زوجة تربت في بيت النبوة تعطينا القدوة في حفظ أسرار بيتها حتى عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فكم من الحكم في هذه القصة الرائعة في حسن تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم سؤاله عن سبب الغضب حتى لا تتسع دائرة المعرفة بما حدث بين الزوجين، وتباح الأسرار، وفي حسن تصرف الزوجة فاطمة الزهراء في عدم إفشائها أسرار بيتها ولو لأبيها النبي المختار، وفي حسن تصرف الزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث خرج "مؤقتًا" من المكان الذي أجج فيه الشيطان نار الخلاف بينه وبين زوجته، فلم يعطه الفرصة كي يزيد من اشتعال تلك النار، فأين ذهب إذن؟ إنه لم يذهب إلى فلان كي يقص عليه ما حدث، ولم يشتك حتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل جلس في المسجد لأن المسلم فيه أبعد ما يكون عن وسوسة الشيطان.
حسن تصرف من الجميع:
بنظرة تأمل إلى الموقف السابق يتبين لنا كيف أن السيدة فاطمة لم تخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة الخلاف وماهيته، بل كل ما أعلمته إياه هو مجرد وجود خلاف فحسب.
كما يظهر حسن تصرف علي بن أبي طالب الذي لم يدع مجالًا لاتساع شقة الخلاف والغضب فترك زوجته وذهب إلى أفضل مكان ترتاح فيه الأعصاب وتصفو النفوس.
كما يظهر لنا كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم حكيمًا إذ لم يسأل ابنته عن أسباب الخلاف وتفاصيله كما لم يعاتب أو يلوم عليًّا بل داعبه ولاطفه بأسلوب كان له أبعد الأثر في زوال رواسب الغضب والضيق.
(وهذا ما يجب علينا اتباعه أزواجًا وزوجات وآباء في مثل هذه المواقف، سواء كان التوتر من جانب الزوجة أم من جانب الزوج.فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة والمعارف الحديثة محمد الخشت ص139-140.

* الكنية سيقت في معرض الثناء لا الذم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعوا أحدا إلا بأحب الأسماء إليه ، ولأن عليا رضي الله عنه كان يحب أن ينادى بها .


*وفيه أن أهل الفضل قد يقع بين الكبير منهم وبين زوجته ما طبع عليه البشر من الغضب وقد يدعوه ذلك إلى الخروج من بيته ولا يعاب عليه ... ويحتمل أن يكون سبب خروج علي خشية أن يبدو منه في حالة الغضب ما لا يليق بجناب فاطمة رضي الله عنهما فحسم مادة الكلام بذلك إلى أن تسكن فورة الغضب من كل منهما .

* وفيه كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه توجه نحو علي ليترضاه ومسح التراب عن ظهره ليبسطه وداعبه بالكنية المذكورة المأخوذة من حالته ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته مع رفيع منزلتها عنده .

* ويؤخذ منه استحباب الرفق بالأصهار، وترك معاتبتهم إبقاء لمودتهم...

إنها الحياة الحية النابضة بالتعامل الراقي من النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وسواهم ؛ يتفقد ويعتذر ، ويوجه ، ويدخل السرور على من حدث له ما قد يمغر قلبه ، ويوغر صدره ، يتعاهد الجميع بلطف وصدق ومحبة وصفاء ، إنه رسول الله ؛ من وصفه الله تعالى بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم ) وبقوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ...) هذا التعامل العظيم من النبي العظيم أخرج جيلا نقل هذا التعامل إلى العالمين وصاغوا شخصيات من بالقرآن والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أضحت مثالا أعلى في التاريخ الإنساني كله ؛ يشهد له المنصف ولو كان خصما


ما أحوجنا إلى العودة إلى حياته عليه الصلاة والسلام وحياة أصحابه الغر الميامين ؛ لننهل من المعين الصافي ؛ فنعيد الحياة كما كانت غضة صافية نقية ؛ لا يكدرها شيء .إن أمير المؤمنين الفارس الزاهد تزكى في مدرسة النبوة التوجيهية والعملية ؛ فأضحى يمثل منهج الإسلام العظيم ؛ مقتديا بالحبيب القدوة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لقد أخذ عنه وهو فتى صغير في بيته ، ثم وهو شاب ، وهو يخوض الغزوات ينافح ويناضل عن الإسلام ، ونبي الإسلام ، وهو صهر ونسب ، وهو زوج وأب وهوجندي وهو قائد وخليفة و ...تلك هي الحياة الإسلامية التي تصبغ بمنهج الله وبتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
منقول بتصرف
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-23-2018, 09:27 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
root

المبحث السادس
كثرة طرق الخير
الخير له طرق كثيرة ، وهذا من فضل الله عز وجل على عباده ، من أجل أن تتنوع لهم الفضائل ، والأجور والثواب الكثير .
وأصول هذه الطرق ثلاثة :
إما جهد بدني ، وإما بذل مالي ، وإما مركَّب من هذا وهذا.
وأنواع هذه الأصول كثيرة جدًا ويدل لما قلنا أن من الناس من تجده يألف الصلاة ، فتجده كثير الصلوات ، ومنهم يألف قراءة القرآن ، فتجده كثيرًا يقرأ القرآن ، ومنهم من يألف الذكر والتسبيح والتحميد وما أشبه ذلك ، ومنهم الكريم الطليق اليد الذي يحب بذل المال ، فتجده دائمًا يتصدق .
ومنهم من يرغب العلم وطلب العلم الذي هو في وقتنا هذا قد يكون أفضل أعمال البدن ، لأن الناس في الوقت الحاضر في عصرنا هذا محتاجون إلى العلم الشرعي ، لغلبة الجهل وكثرة المتعالمين ، الذين يدَّعون أنهم علماء وليس عندهم من العلم إلا بضاعة مزجاة ، فنحن بحاجة إلى طلبة علم يكون عندهم علم راسخ ثابت مبني على الكتاب والسنة ، من أجل أن يردوا هذه الفوضى التي أصبحت منتشرة في القرى والبلدان ، كل إنسان عنده حديث أو حديثان عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يتصدى للفُتيا ، ويتهاون بها ، وكأنه شيخ الإسلام ابن تيمية أو الإمام أحمد أو ..... .
وهذا ينذِر بخطر عظيم إن لم يتدارك اللهُ الأمةَ بعلماء راسخين ، عندهم علم قوي وحُجة قوية .
ولهذا نرى أن طلب العلم اليوم أفضل الأعمال المتعدية للخلق ، أفضل من الصدقة ، وأفضل من الجهاد ، بل هو جهاد في الحقيقة ، لأن الله جعله عديلاً للجهاد في سبيل الله ، الذي هو (1) لإعلاء كلمة الله .

( 1 ) هو ---> الضمير يعود على الجهاد .

قال الشيخ العثيمين في "لقاءات الباب المفتوح" "211 / 3": "جعَل الله - سبحانه وتعالى - العلم مُعادلًا للجهاد في سبيله، فقال - سبحانه وتعالى -: " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " التوبة: 122؛ فبَيَّنَ اللهُ - عز وجل - أنه لا يمكن للمؤمنين أن ينفروا للجهاد في سبيل الله كلهم, وهذا يَدُلُّ على أن الجهاد في سبيل الله لا يُمكن أن يكونَ فرض عينٍ على كلِّ واحدٍ؛ كفرض الصلوات مثلًا, بل لا بد أن يكونَ كل جهة من الشريعة الإسلامية لها أهلها القائمون بها؛ قال" فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ " التوبة 122. مِن كل فرقةٍ طائفةٌ لا كل فرقة أيضًا مِن الفِرَق في القبائل أو البلدان طائفة ليتفقهوا في الدين؛ أي: القاعدون؛ لأن معنى الآية" فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ "، وقعد طائفة, ليتفقهوا - أي: القاعدون - في الدين, " وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "؛ فإذا علمتَ أنَّ طلَب العلم مُعادلٌ للجهاد في سبيل الله، فاعلمْ أنه جهادٌ في سبيل الله, وفي بعض الأحيان لا يمكن الجهاد إلا بالعلم, فالمنافقون - مثلًا - لا يُمكن جهادهم بالسلاح؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما استؤذن في قتلهم عبدالله بن أُبي, وقال "لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه"، ولأن النفاقَ مستورٌ, ونحن مأمورون بأن نُعامل الناس بما يظهر مِن حالهم في الدنيا، أما في الآخرة فأمْرُهم إلى الله, فالمنافقُ - مثلًا - لا يُمكن جهاده بالسلاح، بل بالعلم، والمجادلة بالتي هي أحسن والتخويف، وما أشبه ذلك.
هذا وقد جعَل بعضُ أهل العلم طلَب العلم أفضلَ مِن الجهاد مُطلقًا، وليس نسبيًّا؛ لأنَّ العلمَ يحتاجه كلُّ أحدٍ، بخلاف الجهاد؛ ولكن بشرط أن يكونَ صاحبُه مُهَيَّأً له، وكذلك الجهاد أفضل مِن طلب العلم مُطلقًا في حق القوي الشجاع، الذي لا يقوى على الطلب، وهذا قولٌ جيدٌ".هنا
قال تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً " التوبة 122.
يعني ما كان ليذهبوا إلى الجهاد جميعًا .
" فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
". يعني وقعدت طائفة ، وإنما قعدوا ،" لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " . التوبة / آية : 122 .
فالمهم أن طرق الخير كثيرة ، وأفضلها فيما أرى بعد الفرائض التي فرضها الله هو طلب العلم الشرعي ، لأننا اليوم في ضرورة إليها .
لابد من علماء عندهم علم راسخ ثابت ، مبني على الكتاب والسنة وعلى العقل والحكمة .
رياض الصالحين / شرح العثيمين / ج : 1 / ( 13 ) ـ باب : بيان كثرة طرق الخير / ص : 514 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلَهُ من الجنة كلما غدا أو راح " .
صحيح البخاري . متون / ( 10 ) ـ كتاب : الأذان / ( 37 ) ـ باب : فضل من غدا إلى المسجد ومن راح / حديث رقم : 662 / ص : 79 .
وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح ، سواء غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير ، أن الله يكتب له في الجنة نُزُلاً ، والنُّزُل : ما يقدّم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام ، أي أن الله تعالى يُعد لهذا الرجل الذي ذهب إلى المسجد صباحًا أو مساءً ، يُعد له في الجنة نزلًا إكرامًا له .
ففي هذا الحديث إثبات هذا الجزاء العظيم لمن ذهب إلى المسجد أول النهار أو آخره ، وفي بيان فضل الله عز وجل على العبد ، حيث يعطيه على مثل هذه الأعمال اليسيرة هذا الثواب الجزيل .
رياض الصالحين / شرح العثيمين / ج : 1 / ( 13 ) ـ باب : كثرة طرق الخير / شرح حديث رقم : 7 / 123 / ص : 525 .

فالعلم على نوعين:
علم يحتاج إليه كل مسلم، ولا يستغني عنه مسلم، وهو تعلُّم أحكام عقيدته وأحكام صلاته، وأحكام زكاته، وأحكام صيامه، وأحكام حَجِّه وعمرته، أركان الإسلام الخمسة، لا بد للإنسان أن يتعلَّمها، وهذا الْعِلْمُ فرضٌ على كل مسلم ومسلمة. أن يتعلم هذه الأركان الخمسة التي لا يستقيم دينُه إلا بها، ولا يبقى في جهلِه، ولا يقول لنا: ما تعلَّمْتُ، فالله يسَّر لك العلم.

مثلا هذه الدورات، فهي مما يسره الله لبعاده، ومثلا المدارس مفتوحة، والمعاهد مفتوحة، والكليات الشرعية مفتوحة، والمساجد مفتوحة وفيها العلماء، قل مَسْجِدٌ إلا وفيه مَنْ يُبَيِّن للناسِ على قدر ما يسَّر الله.

لكن الشأن في الاهتمام وطلب العلم وأنك تهتَمُّ بدينك، تطلُبُ العلمَ على أهل العلم، ولا تَبْقَ في جهلِك، وإلا ستكون على طريقٍ غير مستقيم، وطريقٍ ضالٍّ، فاللهُ لم يُبْقِ لنا حُجَّةً، بل إنَّه -سبحانه وتعالى- أَقامَ الحُجَّةَ علينا.
فهذا هو النوع الأول: ما لا يَسْتِقيم دين المسلم إلا به، كتَعَلُّمِ أركان الإسلام الخمسةِ، كل مسلم يجب عليه أن يتعلم هذه الأركان الخمسة، وما تتطلبه من علم ليعمل؛ على بصيرة، وليعمل على علم، ولا يعمل على جهل ولا تقليد، فهذا لا ينفعه عند الله -عز وجل-.

وهذا النوع يجب على كل مسلم ومسلمة، على كل حر وعبد، وعلى كل صغير وكبير، فيتعلموا هذا الحد من العلم.

أما النوع الثاني: فهو ما يحتاجه الناس عمومًا، وقد لا يحتاجه كل أحد، وإنما يحتاجونه عمومًا، مثل تعلم أحكام المعاملات، وأحكام الأنكحة، وأحكام الأطعمة والأشربة، وأحكام الأقضية والخصومات، وأحكام الآداب الشرعية العامة، فهذه قد لا يتيسر لكثير من الناس أن يتعلموها، ولكن إذا تعلمها من المسلمين من يقوم بحاجة الناس، فإنه يكفي، وهذا يسمى بفرض الكفاية، إذا قام به من يكفي من الناس فإنه يبقى في حق البقية سنة، من أفضل السنن.

والله -جل وعلا- قال:" وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً " التوبة: 122، يعني كلهم يروحون لطلب العلم الذي هو النوع الثاني، فهذا لا يتيسَّر لكل الناس،"فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَة"التوبة: 122، أي كل قبيلة أو كل بلد أو اجتماع مسلم يذهب منه أفراد من شبابهم ومن أذكيائهم يتلقون هذا العلم وهذا التفصيل بما يشكل على الناس في مواريثهم، في معاملاتهم، في أنكحتهم وزواجاتهم، في خصوماتهم... إلى آخره، فإذا تيسر ذلك ولا بد أن يتيسر للأمة، ولا يجوز لها أن تتركه، ويجب على ولاة الأمور أن يفتحوا له المؤسسات العلميةَ، ويُعينوا لهم مدرسين، ثم من كان عنده استعداد يلتحق في طلب هذا العلم." لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون " التوبة: 122.

كانت القبائل على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلمون، ثم يذهب نهم من شبابهم وأفرادهم إلى المدينة ليصلوا معه، ويتعلموا منه صلاته، ويسمعوا إلى دروسه ومواعظه وتعليمه، ثم إذا لبثوا مدة كافية راجعوا إلى قومهم بما حصلوا من العلم فنشروه في قومهم. هنا

"مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ : مَنْهُومٌ في العلمِ لا يَشْبَعُ منه ، ومَنْهُومٌ في الدنيا لا يَشْبَعُ منها" الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 251 -خلاصة حكم المحدث:صحيح

"مَنْهُومانِ لا يَشْبَعانِ طالبُ علمٍ ، وطالبُ دنيا"
الراوي: عبدالله بن عباس و أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6624
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية
عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ:
قَدِمْنَا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ شِبَبَةٌ ، فلَبِثْنَا عندَهُ نحوًا من عشرينَ ليلةً ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رحيمًا ، فقال :" لو رَجعتمْ إلى بلادكم فعلَّمتموهم ، مُرُوهُمْ فليُصلُّواْ صلاةَ كذا في حينِ كذا ، وصلاةَ كذا في حينِ كذا ، وإذا حضرتْ الصلاةُ فليُؤَذِّنْ لكم أَحَدُكُمْ ، وليَؤُمُّكُم أَكْبَرُكُم ".

الراوي: مالك بن الحويرث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 685- خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الدرر السنية

قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون وهذا في عام الوفود في السنة التاسعة من الهجرة وكانوا شبابا فأقاموا عند النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة جاءوا من أجل أن يتفقهوا في دين الله قال مالك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا أهلنا يعني اشتقنا إليهم فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه فقال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ....
شرح رياض الصالحين - شرح العثيمين

*********
* وقـال ابـن أبـي شـيبة عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" كلُّ معروف صدقةٌ " .
صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 16 ) ـ باب : بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف / حديث رقم : 52 ـ 1005 / ص : 239 .
المعروف ---> ما يتعارف الناس على حسنه ، أو ما عُرف في الشرع حسنه؛ إن كان مما يتعبد به لله .
وفي هذا الحديث " كل معروف " يشمل هذا وهذا .
ـ فكل عمل تتعبد به إلى الله فإنه صدقة كما ورد فـي الحديث :

" ..... إن بكل تسبيحة صدقة ، وكلُّ تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بُضع أحدكم صدقة ..... " .
صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 16 ) ـ باب : أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف / حديث رقم : 53 ـ ( 1006 ) / ص : 239 / دار ابن الهيثم .
قال الشيخ العثيمين في شرح رياض الصالحين / ج : 1 / ( 13 ) ـ باب بيان كثرة طرق الخير / ص : 450 / شرح حديث رقم : 18 / 134 :
ـ وأما ما يتعارف الناس على حُسنه فهو أيضًا ما يتعلق بالمعاملة بين الناس ، فكل ما تعارف الناس على حسنه فهو معروف ، مثل الإحسان إلى الخلق بالمال ، أو بالجاه ، أو بغير ذلك من أنواع الإحسان .
فلو أن أحدًا يجلس إلى جنبك ورأيته محترًّا يتصبب العرق مـن جبينه ، فروحت عليه بالمروحة ، فإنه لك صدقة ؛ لأنه معروف .
لو قابلت الضيوف بالابساط وتعجيل الضيافة لهم وما أشبه ذلك فهذا صدقة .
وهذا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ضرب المثل في حُسن الضيافة ، وحُسن الضيافة من المعـروف ، وتوضيح ذلك في:الذاريات / آية : 26 ، هود / آية : 69 ـ .
* " كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقَى أخاك وجهُكَ إليه منبسطٌ ، وأن تصب من دلوِكَ في إناءِ جارِكَ "
رواه الترمذي ، وأحمد عن جابر ـ صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4557 / ص : 837 / حديث حسن .
* " كل معروفٍ صدقةٌ ، والدال على الخير كفاعله ..... " . شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عباس ـ صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4556 / ص : 837 / صحيح .

* " من رحم ولو ذبيحة عصفورٍ ، رحمه اللهُ يومَ القيامة " .
سنن ابن ماجه عن أنس . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6261 / ص : 1074 / حسن .
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11-23-2018, 09:27 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Post



* " أثقل شيء في الميزان ، الخلق الحسن" .
أخرجه ابن حبان عن أبي الدرداء . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 134 / ص : 89 / صحيح .

* " إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق " .
رواه أحمد عن عائشة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 303 / ص : 117 / صحيح .

* " لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا ، ولو أن تلقى أخاكَ بوجه طلق " .
رواه مسلم والترمذي عن أبي ذر . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7245 / ص : 1213 .

* " ما منكم من أحدٍ يتوضأ ، فيسبغ الوضوءَ ، ثم يقول حين يفرغ من وضوئِه : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدًا عبده ورسولُه ، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء " .
رواه أحمد ومسلم عن عمر وأبو داود ، صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5803 / ص : 1010 / صحيح .

* " ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أُكِلَ منه له صدقةٌ ، وما سُرِقَ منه له صدقةٌ ، وما أكلَ السبعُ منه فهو له صدقة ، وما أكلت الطيور فهو له صدقة ، ولا يرزؤه (1) أحدٌ إلا كان له صدقة " .
رواه مسلم ( 1552 ) عن جابر . صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج: 2 / حديث رقم : 5768 / ص : 1005 / صحيح .

( 1 ) يرزؤه : أي ينقصه ويأخذ منه . صحيح مسلم بشرح النووي / ج : 10 / ( 22 ) ـ كتاب : المسافاة / ( 2 ) ـ باب : فضل الغرس والزرع / شرح حديث رقم : 1552 / ص : 305 .

* " كل قرض صدقة " .
رواه الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4542 / ص : 835 / حسن .

* " ما من مسلم يقرضُ مسلمًا قرضًا مرتين ، إلا كان كصدقتها مرة" .
رواه ابن حبان ، ابن ماجه عن ابن مسعود . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5769 / ص : 1005 / صحيح .

* " من عاد مريضًا ، أو زار أخًا له في الله ، ناداه منادٍ : أن طبتَ وطابَ ممشاكَ ، وتبوأتَ منَ الجنةِ منزلًا " .
رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6387 / ص : 1091 / حسن .

* "ما من مسلم يعودُ مسلمًا غُدوةً ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يمسي ، وإن عادهُ عشيةً صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح ، وكان له خريفٌ في الجنة"
رواه الترمذي عن علي . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5767 / ص : 1005 / صحيح .

* "ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفورًا لكم " .
رواه الطبراني ، وأحمد . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5507 / ص : 967 / صحيح .


* " ما من قومٍ يذكرون الله إلا حفَّت بهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمةُ ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده " .
رواه الترمذي ، وابن ماجه عن أبي هريرة وأبي سعيد . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5748 / ص : 1002 / صحيح .


* "من نفَّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُربِ الدنيا نفس الله عنه كربةً من كُربِ يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلمًا ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عونِ أخيه ، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا ، سهل الله له طريقًا إلى الجنة ، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب اللهِ ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهمُ الملائكةُ ، وذكرهمُ اللهُ فيمن عنده ، ومن أبطأ به عملُه لم يسرع به نسبُه " .
( رواه الترمذي ، وابن ماجه ، ومسلم ، وأبو داود ، وأحمد ) عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6577 / ص : 1119 / صحيح .


* " من نفَّس عن غريمه ، أو محا عنه ، كان في ظل العرش يومَ القيامة " .
رواه أحمد ومسلم عن أبي قتادة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6576 / ص : 1119 / صحيح .

* "من لا يشكر الناسَ ، لا يشكر اللهَ " .
رواه الترمذي عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 6601 / ص : 1122 / صحيح .

* " المؤمنون هينون لينون ، كالجمل الأنف إن قِيدَ انقاد ، وإذا أُنيخ على صخرةٍ استناخ " .
شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عمر . صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 6669 / ص : 1132 / حسن .

* " من كان سهلاً هينًا لينًا ، حرمه اللهُ على النارِ " .
رواه الحاكم عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6484 / ص : 1105 / صحيح .

* " معلم الخير يستغفر له كل شيء ، حتى الحيتان في البحر " .
رواه البزار عن عائشة ـ الترمذي عن أبي أمامة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5883 / ص : 1023 / صحيح .


من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة :

* فعن ابن عمر ، قال : خطبنا عمرُ بالجابية ، فقال :
يا أيها الناسُ إني قمتُ فيكم كمقام رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فينا فقال :
" أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذبُ حتى يحلف الرجل ولا يُستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يُستشهدُ ، ألا لا يخلُونَّ رجل بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشيطان ، عليكم بالجماعة وإياكم والفُرقةَ فإن الشيطانَ مع الواحد وهو مع الاثنين أبعدُ ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، من سرتهُ حسنته وساءتُه سيئتَهُ فذلك المؤمن " .
سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / ( 31 ) ـ كتاب : الفتن عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 7 ) ـ باب : ما جاء في لزوم الجماعة / حديث رقم : 2165 / ص : 489 / صحيح .

ـ قال ابن ماجه في سننه :
* حدثنا زيادُ بنُ يحيى أبو الخطاب ، قال : حدثنا مالكُ بنُ سُعيرٍ ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" من أقالَ (1) مسلمًا أقال اللهُ عثرتَهُ (2) يوم القيامة" .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 12 ) ـ كتاب : التجارات / ( 26 ) ـ باب : الإقالة / حديث رقم : 2199 / ص : 378 / صحيح .
( 1 ) من أقال مسلمًا : أي وافقه على نقض البيع والإقالة تجري في البيعة والعهد أيضًا .
( 2 ) عثرته : ذنبه وخطيئته .
حاشية سنن ابن ماجه / ... / ص : 378 .

* عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" ما من جُرعةٍ أعظَمَ أجرًا عند اللهِ من جُرعةِ غيظٍ كظمها عبد ابتغـاءَ وجهِ الله عز وجل " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 18 ) ـ باب : الحلم / حديث رقم : 4189 / ص : 696 / صحيح .

* * * * *
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-24-2018, 05:48 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Red face


رابط تحميل أوقاتنا أعمالنا كاملًا
هنا


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:32 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر