#21
|
||||
|
||||
المنهج في إثبات الأسماء والصفات يقوم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات على الإيمان الكامل والتصديق الجازم بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ " مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ" أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الْكَيْفَ مُطْلَقًا ؛ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ مَا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ عِلْمَهُمْ بِالْكَيْفِ ؛ إِذْ لَا يَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ . بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الشيخ السيد العربي بن كمال بتصرف في ترتيب المعلومة فإِنَّ الفِرْقةَ النَّاجِيَةَ : أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ , كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطيلٍ ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ. والتحريف : والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه ، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . قال تعالى"يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ"النساء: 46. مثال ذلك : تحريفهم معنى صفة اليد الثابتة لله تعالى والواردة في كثير من النصوص بأن معناها النعمة أو القدرة . رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين التعطيل : والمراد بالتعطيل نفي الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى . فكل من نفى عن الله تعالى اسمًا من أسمائه أو صفة من صفاته مما ثبت في الكتاب أو السنة فإنه لم يؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته إيمانًا صحيحًا . رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين والفرق بين التحريف والتعطيل هو أن التحريف نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح، أما التعطيل فهو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر . والتكييف : وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى ، فيحاول الإنسان تقديرًا بقلبه ، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى . وهذا باطل قطعًا ، ولا يمكن للبشر العلم به ، قال الله تعالى " وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا " طه /110 . ومعنى قولنا"بدون تكييف" ليس معناه ألا نعتقد لها كيفية، بل نعتقد لها كيفية؛ لكن المنفي علمنا بالكيفية، لأن استواء الله على عرشه لا شك أن له كيفية لكن لا تُعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تُعلم، لأنه ما من موجود إلا وله كيفية لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة. 4 - التمثيل : وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق ، فيقال مثلاً : إن يد الله مثل يد المخلوق . أو إن الله تعالى يسمع مثل سمع المخلوق . أو إن الله تعالى استوى على العرش مثل استواء الإنسان على الكرسي . . . وهكذا . دليل ثبوت صفة اليد لله . " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"المائدة: 64.هنا " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ "ص:75.هنا ولا شك أن تمثيل صفات الله تعالى بصفات خلقه منكر وباطل ، قال الله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " الشورى /11 . فاشتملت هذه الآية على إثبات الصفات لله عز وجل، ونفي المماثلة للخلق في صفاته. رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين بتصرف تنبيه سؤال: ما الفرق بين التشبيه والتمثيل والتكييف؟ الجواب: التكييف هو أن يبين أو أن يقول: كيفية الصفة كذا وكذا . أما التمثيل فهو أن يمثل صفة الله بصفات خلقه، أو بالعكس. وأما التشبيه فهو أن يقول: إن صفة الله كذا شبيهة بكذا. فالتمثيل معناه المطابقة من كل وجه، والتشبيه هو التشابه من بعض الوجوه دون بعض، والتكييف أن يكيف الصفة، بمعنى: أنه يصفها بصفة لا يشبهها بكذا وكذا، وإنما يريد بها كيفية معينة من طول أو قصر أو عرض أو غير ذلك. هنا شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الرحمن صالح المحمود مسألة وجود التشابه اللفظي فهذه أشكلت على كثير من قليلي الفقه في الدين، الذين يجهلون عقائد السلف وفقههم حيث ظنوا أن مجرد المشابهة اللفظية الموجودة في أسماء الله وصفاته وموجودة أيضًا في بعض صفات الخلق تعني التمثيل، فهرب بعضهم إلى الإنكار زعمًا منهم أن الإثبات يقتضي المماثلة وهذا خطأ، لأن التشابه اللفظي لا يعني التشابه في الحقيقة، فمثلاً: الله عز وجل هو الحي، والمخلوق الذي فيه روح يسمى الحي، وهذا تشابه لفظي، فالله عز وجل موصوف بالحياة والإنسان والحيوان الحي موصوف بالحياة، وليست الحياة مثل الحياة، فحياة الله كاملة لا يعتريها فناء ولا محدودية ولا نهاية، وحياة المخلوق لها بداية ونهاية.إذًا التشابه في اللفظ مجمل أصول أهل السنة - توحيد الأسماء والصفات عبد الرحمن بن ناصر العقل وينتظم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات في ثلاثة أصول من حققها سلم من الانحراف في هذا الباب . وهي: الأصل الأول : تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه- يماثل- شيءٌ من صفاتِه شيئًا من صفات المخلوقين . ومن الأدلة على الأصل الأول : وهو تنزيه الرب عز وجل عن مشابهة - مماثلة - المخلوقين ، قول الله تبارك وتعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "الشورى : 11 . ومقتضى الآية نفي المماثلة بين الخالق والمخلوق من كل وجه مع إثبات السمع والبصر لله عز وجل وفي هذا إشارة إلى أن ما يثبت لله من السمع والبصر ليس كما يثبت للمخلوقين من هاتين الصفتين مع كثرة من يتصف بهما من المخلوقين . وما يقال في السمع والبصر يقال في غيرهما من الصفات . واقرأ قوله تعالى " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " المجادلة 1. أورد ابن كثير في تفسير الآية ما رواه البخاري في التوحيد :13 / 372، والإمام أحمد في المسند :6 / 46. عن عائشة رضي الله عنها قالت "الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ ، تَشكُو زوجَها ، وما أسمَعُ ما تَقولُ ، فأُنزِلَ اللَّهُ " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 156 - خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر . ومن الأدلة أيضًا قول الله تعالى " فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ " النحل : 74 . قال الطبري في تفسير الآية " فلا تمثلوا لله الأمثال ولا تشبهوا له الأشباه فإنه لا مثل له ولا شبه " وقال تعالى "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا "مريمَ : 65. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها " هل تعلم للرب مثلًا أو شبيهًا " . ومن الأدلة لهذا الأصل : قول الله تبارك وتعالى " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "الإخلاص : 4. قال الطبري : " ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء " . الأصل الثاني : الإيمان . بما سمى ووصف الله به نفسه وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته . ومن الأدلة على الأصل الثاني : وهو الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ، قول الله عز وجل " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "البقرة : 255 . وقوله تعالى " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "الحديد : 3 . وقوله تعالى " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "الحشر : 22- 24 . ومن السنة حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال «كان أبو صالح يأمرُنا ، إذا أراد أحدُنا أن ينام ، أن يضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ . ثم يقول " اللهمَّ ! ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ . ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ . فالقَ الحبِّ والنوى . ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ . أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته . اللهمَّ ! أنت الأولُ فليس قبلك شئٌ . وأنت الآخرُ فليس بعدك شئٌ . وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شئٌ . وأنت الباطنُ فليس دونك شئٌ . اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ " . وكان يروى ذلك عن أبي هريرة ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .».الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2713 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر . والنصوص في تقرير هذا الباب كثيرة تجل عن الحصر . الأصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك حقيقة كيفية صفات الله تعالى لأن إدراك المخلوق لذلك مستحيل . فمن حقق هذه الأصول الثلاثة فقد حقق الإيمان الواجب في باب الأسماء والصفات على ما قرره الأئمة المحققون في هذا الباب . ومن الأدلة على هذا الأصل الأصل الثالث وهو قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى... قول الله تعالى " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا "طه : 110 . قال بعض أهل العلم في معنى الآية : " لا إحاطة للعلم البشري برب السماوات والأرض فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها " . ومن الأدلة لهذا الأصل أيضًا قول الله تعالى" لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ "الأنعام : 103. قال بعض العلماء في معرض حديثه عن الآية : " وهذا يدل على كمال عظمته وأنه أكبر من كل شيء ، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فإن الإدراك وهو الإحاطة بالشيء قدر زائد على الرؤية فالرب يرى في الآخرة ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط بعلمه " . وينبغي للعاقل أن يعلم أن للعقل حدا يصل إليه ولا يتعداه كما أن للسمع والبصر حدًّا ينتهيان إليه ، فمن تكلف ما لا يمكن أن يدرك بالعقل كالتفكر في كيفية صفات الله ، فهو كالذي يتكلف أن يبصر ما وراء الجدار أو يسمع الأصوات في الأماكن البعيدة جدًا عنه . الشيخ السيد العربي بن كمال |
#22
|
||||
|
||||
المجلس العشرون الإيمان الإيمان لغة :الإقرار؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له.*قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أكثر أهل العلم يقولون: إن الإيمان في اللغة: التصديق، ولكن في هذا نظر! لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة؛ فإنها تتعدى بتعديها، ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه؛ فنقول مثلاً: صدقته، ولا تقول آمنته! بل تقول: آمنت به، أو آمنت له. فلا يمكن أن نفسر فعلاً لازمًا لا يتعدى إلا بحرف الجر بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه، ثم إن كلمة "صدقت" لا تعطي معنى كلمة "آمنت" فإن "آمنت" تدل على طمأنينة بخبره أكثر من "صدقت". ولهذا؛ لو فسر "الإيمان" بـ"الإقرار" لكان أجود؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له. شرح العقيدة الواسطية/ ج 2/ ص : 229هنا تعريف الإيمان اصطلاحًا: الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.صالح الفوزان فالإيمان قول وعمل. وأما تفصيلاً؛ فأربعة هي: قول القلب - قول اللسان - عمل القلب - عمل الجوارح. باعتبار أن عمل اللسان يدخل في عمل الجوارح. *فقول القلب: المراد به اعتقاده وتصديقه وإيقانه وإقراره بأركان الإيمان وبكل ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى"يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ"المائدة:41. وكما جاء في حديث جبريل «..قال: ما الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الأخر وبالقدر خيره وشره..» رواه مسلم. قال البخاري في صحيحه 50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ: "رُدُّوهُ" فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا . فَقَالَ:" هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِصحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ.موقع الإسلام " لاَ يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ ؛ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يَكن ليخطئَهُ ، وأنَّ ما أخطأَهُ لم يَكن ليصيبَهُ" الراوي :جابر بن عبد الله المحدث: الألباني -المصدر :صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2144 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية * وقول اللسان: المراد به التكلم بكلمة الإسلام والإقرار بلوازمها. كما قال تعالى"قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونََ"البقرة:136. وقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .... قال البخاري في صحيحه 25 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ ، قَالَ :حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب" فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ" موقع الإسلام * وعمل القلب: المراد به انقياد القلب وإذعانه بتحقيق أعمال القلوب من الإخلاص لله بجميع أنواع العبادة من المحبة والخوف والتوكل والرضا. كما قال تعالى"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون"الأنفال:2. وقوله"وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِين"المائدة:23. وقوله"فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين"آل عمران:175. والآيات الدالة على ذلك كثيرة، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبمحمد نبيًّا وبالإسلام دينًا». قال مسلم في صحيحه 34 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَا :حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَإِنْ ارْتَكَبَ الْمَعَاصِيَ الْكَبَائِرَموقع الإسلام والأحاديث الدالة على أعمال القلوب كثيرة. * وعمل الجوارح - وعمل اللسان يدخل في عمل الجوارح - والمراد بعمل الجوارح: الالتزام العملي الظاهر بفعل الواجبات، وترك المحرمات من حيث هي جنس. أما بالنظر إلى آحاد هذه الواجبات والمحرمات فمنها ما هو ركن في الإيمان لا يصح إلا به: كالصلاة وإفراد الله بالدعاء. أو إذا كان من المحرمات فمثل الاستغاثة بغير الله أو تبديل شرع الله. ومنها ما هو من واجبات الإيمان يصح الإيمان بدونها مثل بر الوالدين أو السرقة والزنا، لكن يستوجب معه العقوبة ويفوته كمال الإيمان الواجب. ومنها ما هو مستحبات الإيمان كإماطة الأذى عن الطريق والسواك ونوافل الصلوات والصيام، فهذه لو تركها فإنه كمال الإيمان المستحب ولا يستوجب العقوبة. فإذا نظرنا إلى عمل الجوارح كجنس فإنه ركن لا يصح الإيمان إلا به لدخول الأركان فيه. منبر علماء اليمن هنا أحاديث في الإيمان: - عن عبد الله بن مسعود قال : إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب ، فإذا أحب الله عبدًا أعطاه الإيمان ، فمن ضن بالمال أن ينفقه ، وهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ؛ فليكثر من قول " لاإله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله " . الراوي : - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1571-خلاصة حكم المحدث : صحيح · عن يزيد بن عميرة قال: " لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصينا. قال أجلسوني. فقال:" إن العلم والإيمان مكانهما, من ابتغاهما وجدهما.. يقول ثلاث مرات... ". أخرجه الإمام أحمد. وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي" في الجامع الصحيح ج1 صـ236 "المؤمِنُ مَن أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أموالِهم وأنفسِهِم، والمُهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبَ" لراوي: فضالة بن عبيد - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3193-خلاصة حكم المحدث: صحيح الدرر السنية قال مسلم في صحيحه 61 43 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ" صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان موقع الإسلام |
#23
|
||||
|
||||
أركان الإيمان فتعريف (الإيمان) لغة:الإقرار؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له.سبق وذكرنا تعريف الإيمان تعريف الإيمان اصطلاحًا الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.صالح الفوزان للإيمان بالله وتوحيده عدة تعريفات، تتفق في المعنى وربما اختلفت ألفاظها، فمن تلك التعريفات مايلي: -هو إفراد الله بما يستحق. الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد والإيمان بالله_عز وجل_رأس كل فلاح، وأسُّ كل نجاح، فما أنزلت الكتب، ولا أرسلت الرسل إلا لأجل تقريره وتثبيته في النفوس. "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"سورة الحجرات الآية:15 الإيمان بالله شعور فطري في نفس كل مخلوق، يشعر به في أعماقه، ويلهمه إليه ضميره ووجدانه، وحينما تواجهه إحدى الشدائد؛ فإنه يهرع إلى الله الخالق العظيم يلتمس منه العون، ويرجو منه تفريج همه وكربه. فكل ما في الكون من الموجودات يدل على وجود الله الخالق العظيم، فالإنسان يشعر بوجود الله، ويؤمن به إيمانًا فطريًّا عميقًا. قال تعالى : "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " الروم 30. وهذه فطرة لا تنطمس في النفس الإنسانية إلا من عادَى هذه الفطرة استكبارًا وتجبرًا، فالعقل يؤمن بوجود الله الخالق سبحانه، لكنه يعجز عن تصور ذات الله سبحانه. هنا أركان الإيمان أركان الإيمان ، وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشرهمن الله تعالى.دليلها من القرآن قوله تعالى " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة /177 فهذه الآية قد جمعت بين خمسة من أصول الإيمان وهي: 1ـ الإيمان بالله. 2ـ الإيمان باليوم الآخر. 3ـ الإيمان بالملائكة. 4ـ الإيمان بالكتب. 5ـ الإيمان بالرسل. وبقي الإيمان بالقدر، فقد ذكره الله تعالى في قوله " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" سورة القمر: الآية 49. دليلها من السنة ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله فقال"أخبرني عن الإيمان؟" قال البخاري في صحيحه 50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " الْآيَةَ .ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ موقع الإسلام -" لاَ يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ ؛ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يَكن ليخطئَهُ ، وأنَّ ما أخطأَهُ لم يَكن ليصيبَهُ" الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني المصدر :صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2144 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية أول ركن من أركان الإيمان : الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه – وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف، وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص. فالإيمان بالله عز وجل يتضمن توحيده في ربوبيته, و في ألوهيته, و في أسمائه و صفاته. وأنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو : إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به . هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي * توحيد الربوبية . * توحيد الألوهية . 3* توحيد الأسماء والصفات . وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في قوله تعالى : "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" سورة مريم / آية : 65 *توحيد الربوبية هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ، وإفراده سبحانه بكل هذا .*أقسام توحيد الربوبية هى : ـ قدر كوني : قال تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " سورة النحل / آية : 40 . فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر . ـ قدر تشريعي : وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم . ـ ومن أدلة ذلك : ـ العلم : قال تعالى " ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي " .سورة يوسف / آية : 37 وقال تعالى " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "سورة طه / آية : 114 ـ الرسالات : قال تعالى " لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ "سورة الجن آية 28 . ـ الكتب : قال تعالى " تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ " سورة الرعد / آية : 1 ـ الوحي : قال تعالى " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ " سورة الإسراء / آية : 39 . ـ التحليل والتحريم : قال تعالى " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ " .سورة الأنعام / آية : 151 . باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل . 3 ـ القدر الجزائي : فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب . من أمثلة الجزاء في الدنيا : قوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ" .سورة الفيل / آية : 1 . وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ" سورة الفجر / آية : 6 . ومن أمثلة الجزاء في الآخرة : قولـه " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" . سورة الكهف / آية : 29 . وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأََنْهَارُ " .سورة الكهف / آية : 30 ، 31 . *توحيد الألوهية: هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية:
*توحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم بأن الله عز و جل متصف بجميع صفات الكمال, و منزه عن جميع صفات النقص, و أنه متفرد عن جميع الكائنات. و يكون هذا بإثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه أو أثبته له رسولُه صلّى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات الواردة في الكتاب و السنة من غير تحريف ألفاظها أو معانيها, و لا تعطيلها بنفيها أو نفي بعضها عن الله عز وجل, و لا تكييفها بتحديد كنهها و إثبات كيفية معينة لها, و لا تشبيهها بصفات المخلوقين. فيجب على المسلم أن لا يقع في التشبيه, أو التحريف و التغيير و التبديل, أو التعطيل, أو التكييف. هنا واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز ، وأن لها معانٍ حقيقية تليق بجلال الله وعظمته . أي : نثبت لله ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات- على الحقيقة -، ونؤمن بمعناها ، وأن لها كيف . لكنْ نفوض هذا الكيف لله لأنه سبحانه ليس كمثله شيء لقوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " سورة الشورى / آية : 11. فقد أثبت سبحانه صفتي السمع والبصر ، ونفى المِثلية . ولنعلم علم اليقين أنه لا يجوز التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى للإيمان بالله تعالى ثمرات عظيمة نذكر منها: 1ـ تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره. 2ـ كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا. 3ـ تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه. 4ـ تحرير العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم فإن هذا هو العز الحقيقي. د.عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار ومن ثمرات الإيمان: _الأمن التام والاهتداء التام: فبحسب الإيمان يحصل الأمن والاهتداء في الدنيا والبرزخ والآخرة قال_عز وجل_"الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ"الأنعام: 82. _الإيمان بالله طاعة لله_عز وجل_: فالله أمرنا بالإيمان به، وطاعتُه واجبةٌ، وهي أصل كل خير، قال_تعالى_"قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ"البقرة: 136. _الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزة: قال_عز وجل_"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا"النور: 55. _دخول الجنة والنجاة من النيران: قال_تعالى_"إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ"محمد: 12. _الحياة الطيبة: فالحياة الطيبة الحافلة بكل ما هو طيب_إنما هي ثمرة من ثمرات الإيمان بالله_عز وجل_ "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" النحل: 97. قال ابن كثيرفي شرح هذه الآية:وهذا وعد من الله_تعالى_لمن عمل صالحًا وهو العمل المتابع لكتاب الله_تعالى_وسنة نبيه"من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأن هذا المأمور به مشروع من عند الله_بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الآخرة. والحياة الطيبة تشتمل على وجوه الراحة من أي جهة كانت. _حلول الخيرات ونزول البركات: قال_تعالى_"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"الأعراف: 96. _الهداية لكل خير: قال _تعالى_"وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"التغابن:11. وقال"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ" يونس:9. _زيادة الإيمان والثبات عليه: فالمؤمنون يتقلبون من نعمة إلى نعمة، وأعظم نعمة يجدونها من الإيمان بالله هي أن يثبتهم الله على الحق، ويزيد إيمانهم، فالثبات على الإيمان سبب لزيادته قال_تعالى_"وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ"محمد: 17. _الفوز بولاية الله_عز وجل_: وأكرم بها من ولاية، قال_تعالى_"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ "محمد: 11. _السلامة من الخسارة: قال_تعالى_"وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " العصر: 1_3. _الإيمان بالله سبب لدفاع الله عن أهله: قال_عز وجل_ "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا"الحج: 38. _تكفير السيئات: قال_تعالى_"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"محمد:2. _الرفعة والعلو: قال_تعالى_ "يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"المجادلة: 11. _إخلاص العمل: فلا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله، ولعباد الله، ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان. _قوة التوكل: فالإيمان بالله يوجب للعبد قوة التوكل على الله، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"الطلاق: 3. _الشجاعة: فالإيمان بالله يبعث على الشجاعة والإقدام؛ لأنه يملأ قلب المؤمن بالخوف من الله، والخشية له، وتعظيمه، وإجلاله. وإذا كان كذلك ذهب خوف الخلق من قلبه كليةً؛ فالجزاء من جنس العمل؛ فمن خاف الله آمنه من كل شيء، وجعل مخاوفه أمنًا والعكس بالعكس. _حسن الخلق: فالإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس، وإذا ضعف الإيمان أو نقص أو انحرف أثَّر ذلك في أخلاق العبد انحرافاً بحسب بُعْده عن الإيمان. _الإعانة على تحمل المشاق: فالإيمان أكبر عون على تحمل المشاق، والقيام بالطاعات، وترك الفواحش والمنكرات. _الذكر الحسن: فالإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرًا عند الخلق أمينًا. _عزة النفس: فالإيمان يوجب للعبد العفة، وعزة النفس، والترفع عن إراقة ماء الوجه؛ تذللاً للمخلوقين. _أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الإسلام وهو الجهاد البدني والمالي والقولي في سبيل الله. هذا شيء من ثمرات الإيمان، وبالجملة فخير الدنيا والآخرة كله فرع عن الإيمان، ومترتب عليه، والهلاك والنقصان إنما يكون بفقد، الإيمان، أو نقصه . * * * (1) تفسير ابن كثير 2/566. (1) انظر تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، لابن سعدي، 130_134. الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد |
#24
|
||||
|
||||
ثانيًا: الإيمان بالملائكة
عباد الله : اتقوا الله تعالى ربكم ، وراقبوه سبحانه في جميع أعمالكم مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه. يشهد معكم هذه المجالس ويستمعون معكم إلى الذكر فيها خلق من خلق الله لا ترونهم ،يشهدون معكم الجُمَع ويستمعون معكم إلى الذكر ،أخبر عنهم نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" .الدرر - فخاطبهم قبل خلق الإنسان فدل هذا على وجودهم قبلهوفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ . قال فيسألُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ ، وهو أعلمُ بهم : من أين جِئتُم ؟ فيقولونَ : جِئنا من عندِ عِبادٍ لك في الأرضِ ، يسبِّحونكَ ويكَبِّرونكَ ويُهلِّلونكَ ويَحمدونكَ ويسألونكَ . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونَكَ جنَّتكَ . قال : وهلْ رأوْا جنَّتي ؟ قالوا : لا . أي ربِّ ! قال : فكيف لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالوا : ويَستجيرونَكَ . قال : وممَّ يستجيرونَني ؟ قالوا : من نارِكَ . يا ربِّ ! قال : وهل رأَوْا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيفَ لو رأَوْا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونَكَ . قال فيقولُ : قد غفرتُ لهم . فأعطيتُهم ما سألوا وأجَرتُهم ممَّا استجاروا . قال فيقولونَ : ربِّ ! فيهم فلانٌ . عبدٌ خطَّاءٌ . إنَّما مرَّ فجلس معهم . قال فيقولُ : وله غفرتُ . همُ القومُ لا يَشقَى بهم جليسُهُم" الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-, ، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".-الدرر- والإيمان بالملائكة يدخل في الإيمان بالغيب لكوننا لا نراهم وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين بالغيب إذ قال : "ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "البقرة :2 ، 3. °متى خُلِقوا؟ ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينًا ،فقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الملائكة قبل آدم, قال الله تعالى"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"البقرة: 30. عقيدة التوحيد/ القاضي أحمد محمد علي، ص52. °وجوب الإيمان بالملائكة الإيمان بالملائكة جزء من الإيمان بالغيب الذي يجب على المسلم أن يقتصر فيه على ما جاء في الوحي،فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان الستة ،فلا يصح إيمان العبد المسلم إلا به، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، قال تعالى" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"285. °الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه، قال تعالى"وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ "البقرة:177. وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :..... "....قال: فأخبِرْني عنِ الإيمانِ، قال: أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه، قال: صدَقْتَ..."الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 8 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر- وورد في متن آخرلحديث جبريل عليه السلام الطويل... "أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر- °حقيقة الإيمان بالملائكة والإيمان بالملائكة هو إيمانٌ بكل ما جاء عنهم في القرآن أو السنة من ذكرٍ لأسمائهم ، أو أعدادهم ، أو أوصافهم ، أو أعمالهم ؛ إجمالًا فيما أُجمل وتفصيلًا فيما فُصِّل .وكلما ازداد العبد علمًا بتفاصيل ما جاء في القرآن والسنة مما يتعلق بهذا الأصل العظيم كان ذلك زيادةً في إيمانه وقوةً في يقينه وسببًا عظيمًا لصلاح عمله . الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر . الملائكة لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة ، والخوض في هذا الغيب من أسباب ضلال بني آدم. هنا - °والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور لا بد منها : 1- الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله ، مربوبون مسخرون و " عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ "لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء/26 :27 و" لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" التحريم/6 و" لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ" 2- الإيمان بأسماء من علمنا اسمه منهم بالنص الشرعي : كجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ،ومالك ، ورضوان ، وغيرهم عليهم السلام . 3-الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه : كما علمنا من السنة وصف جبريل عليه السلام ، وأن له ستمائة جناح قد سد الأفق - أي ملأ السماء - . 4-الإيمان بأعمال من علمنا عمله منهم : فجبريل عليه السلام ، موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور ، وميكائيل موكل بالمطر ، ومالك موكل بالنار ، وهكذا . الإسلام سؤال وجواب - °عظم مكانة الملائكة عند ربهم لعل من أعظم الآيات، التي تدل على عظم مكانة الملائكة عند ربهم، قوله تعالى" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "آل عمران:18، ووجه الدلالة؛ أن الله احتج بشهادتهم على أعظم مشهود على الإطلاق، وهو توحيده سبحانه، وقرن شهادتهم بشهادته، والله لا يستشهد من خلقه إلا من عظم قدره عنده، فهذه الآية تدل على علو قدرهم ومكانتهم.إسلام ويب .رؤية الملائكة الأصل أن الملائكةَ لايُشَاهَدُونَ، وقد يُشَاهَدُونَ ،إنما الأصل أنهم عالم غيبي. ولم ير الملائكةَ في صورِهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها.الرؤية الأولى : كانت في الأرض في بداية الوحي ، ونزلت عليه بعدها سورة المدثر . فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، يُحَدِّثُ عن فتْرَةِ الوحْيِ " فبَيْنَا أنَا أمْشي ، سمعتُ صوتًا من السماءِ ، فرفعْتُ بصرِي قِبَلَ السماءِ ، فإذَا المَلَكُ الذي جاءَني بِحِراءَ ، قاعدٌ على كرسيٍّ بينَ السماءِ والأرضِ ، فجَئِثْتُ منهُ ، حتى هَوَيْتُ إلى الأرضِ ، فجِئْتُ أهلِي فقلْتُ : زمِّلونِي زمِّلونِي ، فَزَمَّلونِي ، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى "يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ - إلى قولهِ - فَاهْجُرْ " . قالَ أبو سَلَمَةَ : والرُّجْزَ الأوثانَ - ثمَّ حَمِيَ الوحيُ وتَتَابَعَ . الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر- وهذه الرؤية هي التي قال الله سبحانه وتعالى فيها "وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ" التكوير/23 . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : "يعني : ولقد رأى محمدٌ جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، "بِالأفُقِ الْمُبِينِ"أي : البيِّن ، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء -موضع بمكة- ، وهي المذكورة في قوله "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إَلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى" النجم/5 –10 ، والظاهر- والله أعلم - أن هذه السورة – يعني سورة التكوير - نزلت قبل ليلة الإسراء ؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية ، وهي الأولى . وأما الثانية : كانت في السماء ، ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى .وهي المذكورة في قوله " وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى " النجم: 13 -16، فتلك إنما ذكرت في سورة " النجم " ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء " انتهى . " تفسير القرآن العظيم " 8/339 . وقد نصت الآية في سورة النجم على الرؤية الثانية ، وأشارت إلى الرؤية الأولى ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى " النجم/13-14. هنا- " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى "أي: رأى محمد جبريل مرة أخرى، نازلا إليه.تفسير السعدي. ¤وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر. تمثل لمريم في صورة بشر، قال تعالى"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا"مريم:17. . وجاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم، قال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ"الذاريات: 25 . وكذلك في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري ومسلم. قال البخاري في صحيحه: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،قال:حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ،قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ،قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ،قال: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ،فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ :لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟. قَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ الْبَقَرُ. فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا .وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا .قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ .قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا.وَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ :يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ .قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ .قَالَ :فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟قَالَ: الْغَنَمُ .فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ :رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي .فَقَالَ لَهُ :إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ .فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ: مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا. فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا. فَقَالَ :إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي . فَقَالَ :قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ" صحيح البخاري » كتاب أحاديث الأنبياء » حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل حديث رقم 3277 -هنا- الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3464 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- فوائد مستخلصة من الحديث في الحديثِ: التَّحذيرُ منْ كُفْرانِ النِّعَمِ. وفيه: تَذكيرُ الإنسانِ بحالَتِهِ السَّيِّئَةِ الَّتي كان عليها إذا كان ذلكَ لِنُصْحِهِ ودَعْوَتِهِ لِشُكرِ الله تعالى. وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ، والرِّفْقِ بالضُّعفاءِ، ومَدِّ يَدِ المَعونَةِ لهم. وفيه: أنَّ على الإنسانِ أنْ يَذكُرَ إذا صار في نِعمةٍ ما كان عليه سابِقًا منْ فَقْرٍ أو مَرَضٍ أو عاهَةٍ، لأنَّ ذلكَ يَدْفَعُهُ لمَزيدِ الشُّكرِ والِامْتِنانِ. وفيه: الزَّجْرُ عنِ البُخْلِ، والتَّحذيرُ منْ عَواقِبِهِ السَّيِّئَةِ. وفيه: القَصَصُ وما فيه منْ مَواعِظَ وعِبَر. وفيه: أنَّ الصَّبرَ على البَلاءِ قدْ يَكونُ خَيرًا للمُبْتَلى من زَوالِهِ. -الدرر- وقد ورد في حديث جبريل عليه السلام الطويل :..... "أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ وبالموتِ وبالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ كلِّهِ فإذا فعلتُ ذلِكَ فقد آمنتُ قالَ نعَم قالَ صدقتَ. قالَ: فلمَّا ولَّى قالَ رسولُ اللَّهِ: عليَّ بالرَّجلِ ،قالَ فطلبوهُ فلم يجدوهُ ،فقالَ :هذا جبريلُ علَيهِ السَّلامُ جاءَ يعلِّمُكُم أمرَ دينِكُم " الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم: 120 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر- قال الإمام مسلم في صحيحه:حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ" "صحيح مسلم / 45 - كتاب البر والصلة والآداب / 12 - باب في فضل الحب في الله / حديث رقم 2567- هنا - عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ : " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِه ِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى ، فَقَرَأَ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، قَالَ أُسَيْد ٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، قَالَ : فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي ، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْتُ ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " ، قَالَ : فَقَرَأْت ُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ " قَالَ : فَانْصَرَفْتُ ، وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا ، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُج ِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ " . رواه البخاري :5018 ، ومسلم :796، واللفظ له .هنا- قال الإمام أحمد في مسنده 2674 حَدَّثَنَا حَسَنٌ ،قال:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ " كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - ص 294 - فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ. مسند أحمد - وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ - مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذاك جبريل وهو الذي شغلني عنك هنا وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص :341 ـ وحديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما - قال البخاري في صحيحه: 4695 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أُنْبِئْتُ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ مَنْ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَتْ هَذَا دِحْيَةُ فَلَمَّا قَامَ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ أَبِي قُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ" صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن هنا دحية الكلبي : هو دحية بن خليفة الكلبي .كان صحابيًا مشهورًا بالجمال ، وكان جبريل ينزل على صورته . |
#25
|
||||
|
||||
الملائكة عالم غيبي مُنقاد لأوامر الله والملائكة عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور ومنحهم الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه. قال الله تعالى"وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" الأنبياء: 19-20.قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره لهذه الآيات : أَخْبَرَ-سبحانه- أَنَّهُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، فَالْكُلُّ عَبِيدُهُ وَمَمَالِيكُهُ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُلْكٌ وَلَا قِسْطٌ مِنَ الْمُلْكِ، وَلَا مُعَاوَنَةٌ عَلَيْهِ، ...... فَتَعَالَى وَتَقَدَّسَ الْمَالِكُ الْعَظِيمُ، الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَذَلَّتْ لَهُ الصِّعَابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْعِبَادَةِ الدَّائِمَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ أَجْمَعُونَ، وَلِهَذَا قَالَ: وَمَنْ عِنْدَهُ ؛ أَيْ: مِنَ الْمَلَائِكَةِ "لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ "؛ أَيْ: لَا يَمَلُّونَ وَلَا يَسْأَمُونَ لِشِدَّةِ رَغْبَتِهِمْ، وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ، وَقُوَّةِ أَبْدَانِهِمْ. (20) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ؛ أَيْ: مُسْتَغْرِقِينَ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّسْبِيحِ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهِمْ، فَلَيْسَ فِي أَوْقَاتِهِمْ وَقْتٌ فَارِغٌ وَلَا خَالٍ مِنْهَا، وَهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَفِي هَذَا مِنْ بَيَانِ عَظَمَتِهِ وَجَلَالَةِ سُلْطَانِهِ وَكَمَالِ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ مَا يُوجِبُ أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا هُوَ، وَلَا تُصْرَفُ الْعِبَادَةُ لِغَيْرِهِ.تفسير السعدي- "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ *لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ *يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ* وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "الأنبياء 26 :29. * يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ سَفَاهَةِ الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ لِلرَّسُولِ، وَأَنَّهُمْ زَعَمُوا - قَبَّحَهُمُ اللَّهُ - أَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ وَلَدًا، فَقَالُوا: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ، وَأَخْبَرَ عَنْ وَصْفِ الْمَلَائِكَةِ بِأَنَّهُمْ عَبِيدٌ مَرْبُوبُونَ مُدَبَّرُونَ، لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، وَإِنَّمَا هُمْ مُكْرَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ، قَدْ أَلْزَمَهُمُ اللَّهُ، وَصَيَّرَهُمْ مِنْ عَبِيدِ كَرَامَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَذَلِكَ لِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْفَضَائِلِ وَالتَّطْهِيرِ عَنِ الرَّذَائِلِ، وَأَنَّهُمْ فِي غَايَةِ الْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ، وَالِامْتِثَالِ لِأَوَامِرِهِ. (27) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ؛ أَيْ: لَا يَقُولُونَ قَوْلًا مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِتَدْبِيرِ الْمَمْلَكَةِ حَتَّى يَقُولَ اللَّهُ؛ لِكَمَالِ أَدَبِهِمْ، وَعِلْمِهِمْ بِكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ؛ أَيْ: مَهْمَا أَمَرَهُمُ امْتَثَلُوا لِأَمْرِهِ، وَمَهْمَا دَبَّرَهُمْ عَلَيْهِ فَعَلُوهُ، فَلَا يَعْصُونَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ عَمَلٌ بِأَهْوَاءِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ دُونِ أَمْرِ اللَّهِ. -28- وَمَعَ هَذَا فَاللَّهُ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُهُ، فَعَلِمَ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ؛ أَيْ: أُمُورُهُمُ الْمَاضِيَةُ وَالْمُسْتَقْبَلَةُ، فَلَا خُرُوجَ لَهُمْ عَنْ عِلْمِهِ، كَمَا لَا خُرُوجَ لَهُمْ عَنْ أَمْرِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَمِنْ جُزْئِيَّاتِ وَصْفِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ أَنَّهُمْ لَا يَشْفَعُونَ لِأَحَدٍ بِدُونِ إِذْنِهِ وَرِضَاهُ، فَإِذَا أَذِنَ لَهُمْ وَارْتَضَى مَنْ يَشْفَعُونَ فِيهِ شَفَعُوا فِيهِ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، مُتَّبَعًا فِيهِ الرَّسُولُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنْ أَدِلَّةِ إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَشْفَعُونَ،وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ؛ أَيْ: خَائِفُونَ وَجِلُونَ، قَدْ خَضَعُوا لِجَلَالِهِ، وَعَنَتْ وُجُوهُهُمْ لِعِزِّهِ وَجَمَالِهِ. تفسير السعدي - معنى وعَنَتِ الوجوهُ: اسْتَرَّتْ وُجُوهُ الْخَلْقِ ، وَاسْتَسْلَمَتْ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَأَصَّلُ الْعُنُوِّ الذُّلِّ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَنَا وَجْهَهُ لِرَبِّهِ يَعْنُو عُنُّوًا ، يَعْنِي خَضَعَ لَهُ وَذَلَّ ، وَكَذَلِكَ قِيلَ لِلْأَسِيرِ : عَانٍ لِذِلَّةِ الْأَسْرِ ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ : أَخَذْتُ الشَّيْءَ عُنْوَةً ، فَإِنَّهُ يَكُونُ وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ يَئُولُ إِلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ غَلَبَةً ، وَيَكُونُ أَخْذُهُ عَنْ تَسْلِيمٍ وَطَاعَةٍ ، من تفسير الطبري هنا - 29- فَلَمَّا بَيَّنَ أَنَّهُ لَا حَقَّ لَهُمْ فِي الْأُلُوهِيَّةِ، وَلَا يَسْتَحِقُّونَ شَيْئًا مِنَ الْعُبُودِيَّةِ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمُقْتَضِيَةِ لِذَلِكَ، ذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ لَا حَظَّ لَهُمْ، وَلَا بِمُجَرَّدِ الدَّعْوَى، وَأَنَّ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ: إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ عَلَى سَبِيلِ الْفَرْضِ وَالتَّنَزُّلِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ، وَأَيُّ ظُلْمٍ أَعْظَمُ مِنِ ادِّعَاءِ الْمَخْلُوقِ النَّاقِصِ الْفَقِيرِ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ مُشَارَكَتَهُ اللَّهَ فِي خَصَائِصِ الْإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ؟!. تفسير السعدي - *خُلِقَتِ الملائكةُ من نورٍ ،ولم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نور هذا الذي خُلقوا منه، ولذلك فإننا لا نستطيع أن نخوض في هذا الأمر لمزيد من التحديد؛ لأنه غيب لم يرد فيه ما يوضحه أكثر من هذا الحديث. عالم الملائكة الأبرار- قال صلى الله عليه وسلم"خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ . وخُلِقَ الجانُّ من مارجٍ من نارٍ . وخُلِقَ آدمُ مما وُصِف لكم"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2996 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر - شرح الحديث : يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَصلَ خَلْقِ الملائكَةِ والجِنِّ والإِنسِ، وَما فيهِ مِن آياتٍ بَيِّناتٍ عَلى قُدرةِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى، فيُخبِرُ في هذا الحديثِ عنْ بَدءِ الخَلْقِ فَذكرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ الملائكَةَ خُلِقوا مِنَ النُّورِ؛ ولِذلكَ كانوا كُلُّهم خَيرًا لا يَعصُونَ اللهَ ولا يَستكبِرونَ عنْ عِبادتِه وَلا يَستَحْسِرون، يُسبِّحون اللَّيلَ والنَّهارَ لا يَفتُرونَ. أمَّا الجِنُّ، فَقال: إِنَّهم خُلِقوا مِن مارجٍ مِن نارٍ، والمارِجُ: اللَّهيبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ، ولِهذا فيهمُ الطَّيشُ والعَبثُ والعُدوانُ عَلى كُلِّ مَن يَستطيعُون العُدوانَ عَليه. وخُلِقَ آدمُ مِمَّا ذُكِرَ لكُم، يعني: خُلِقَ مِن طينٍ مِن تُرابٍ مِن صَلصالٍ كالفخَّارِ؛ لأنَّ التُّرابَ صار طينًا ثُمَّ صار فَخَّارًا، فخُلِقَ منه آدَمُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ ولِهذا قال اللهُ تَعالى"مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى"طه: 55 . - الدرر - أوصاف الملائكة وفيما يتعلق بأوصاف الملائكة ؛ فإنهم خلقٌ من خلق الله خلقهم الله جل وعلا من نور ، وهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون كما هي الحال في الجن والإنس ،قال تعالى "وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ " الأنبياء 8. يقول تعالى ذكره: وما جعلنا الرسل الذين أرسلناهم من قبلك يا محمد إلى الأمم الماضية قبل أمتك، "جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ " يقول: لم نجعلهم ملائكة لا يأكلون الطعام، ولكن جعلناهم أجسادًا مثلك يأكلون الطعام.تفسير الطبري. أي ما جعلناهم ملائكة فدل على أن الملائكة لا يأكلون الطعام بمفهوم المخالفة. * "يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" الأنبياء: 20. فمن لازم ذلك أنهم لا ينامون. لا يحتاجون إلى طعام البشر وشرابهم، فقد أخبرنا الله أن الملائكة جاؤوا إبراهيم في صورة بشر، فقدّم لهم الطعام، فلم تمتد أيديهم إليه، فأوجس منهم خيفة، فكشفوا له عن حقيقتهم، فزال خوفه واستغرابه: قال تعالى"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * "سورة الذاريات:24-28. وفي آية أخرى قال"فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ "هود: 70 . ونقل السيوطي عن الفخر الرازي: أن العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون, ولا يشربون, ولا يتناكحون-الموسوعة العقدية/الدرر السنية . *ولا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون : "عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء 26،27. ونؤمن بكل وصف لهم جاء في القرآن والسنة إجمالًا أو تفصيلا ومن ذلكم -عباد الله- ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رأيتُ جبريلَ لهُ سِتُّمِائةِ جَناحٍ" الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3464 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر- وفي الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ" الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 4727 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- أي لو أن طيرًا طار من عاتق هذا الملك متجهًا إلى أذنه احتاج إلى سبعمائة سنة من الطيران حتى يصل إلى شحمة الأذن ، وهذا يدل على عظم خلق الملائكة . °أعداد الملائكة : وفيما يتعلق بأعدادهم ؛ فإن عددهم لا يعلمه إلا الذي خلقهم جل في علاه ، لكن جاءت نصوص كثيرة تدل على أن الملائكة كثرةٌ كاثرة وعددهم كبير جدًا ، ففي حديث الإسراء والمعراج قال النبي عليه الصلاة والسلام "رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ".الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 2866 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ" . الدرر- .أطَّت السماء : أي : صوَّتت ، أي : أصدرت صوتًا . وأطيط الإبل : أصواتها وحنينها . هنا- وذكر نبينا عليه الصلاة والسلام -كما في صحيح مسلم- الملائكة الذين يجرون جهنم إلى أرض المحشر فقال "يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا". الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2842 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- فالحاصل -عباد الله- أن من إيمان المرء بالملائكة إيمانه بأعدادِهم إجمالًا فيما أُجمل وتفصيلًا فيما فُصِّل . |
#26
|
||||
|
||||
وظائف الملائكة وأعمالهم عباد الله : وما يتعلق بوظائف الملائكة وأعمالهم ؛ فهم جنودٌ لله ، ورُسلٌ يأتمرون بأمر الله ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ،وينزلون إلى الأرض بأمر الله لتنفيذ مهمات نيطت بهم، ووكلت إليهم"وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك"مريم: 64.عالم الملائكة الأبرار- ويكثر نزولهم في مناسبات خاصة كليلة القدر: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ "القدر 3:5. فالملائكة عالم كريم، كله طُهْر وصفاء ونقاء، وهم كِرام أتقياء، يعبدون الله حق العبادة. ولنذكر بعض هذه الأعمال التي وردت في القرآن والسنة: الملائكة الكرام يصحبون بني آدم من يوم تكوينهم في بطون أمهاتهم حتى نزع أرواحهم من أجسادهم يوم موتهم ، وهم أيضًا يصحبونهم في قبورهم وفي الآخرة . - منهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله وهو: جبريل الأمين عليه السلام - ومنهم الموكل بالقِطر (المطر) وتصاريفه وهو: ميكال أو ميكائيل عليه السلام. -ومنهم الموكل بالصُّور ونفخه وهو: إسرافيل عليه السلام. - ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو: ملك الموت وأعوانه. ولم يثبت عزرائيل اسمًا لملك الموت في الكتاب أو السنة، وإنما اسمه ملك الموت عليه السلام، وقد ورد في بعض الإسرائليات أن اسمه عزرائيل . - ومنهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد من خير أو شر وهم: الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات. - ومنهم الملائكة الذين يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. - ومنهم الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر. - ومنهم الموكل بحفظ العبد في يقظته ومنامه وفي كل حالاته. - ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم: منكر ونكير عليهما السلام. - ومنهم الموكل بالجنة، وهم: خزنة الجنة . - ومنهم الموكل بالنار ، وهم خزنة النار ، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام . والله أعلم - هنا - *نسرد ما تيسر من أدلة ذلك: • منهم الموكل بالوحي، وهو الروح الأمين جبريل؛ قال الله تعالى" قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ "البقرة: 97، وقال تعالى" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ "الشعراء: 193، 194. وهو روح القدس؛ كما قال تعالى" قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ "النحل: 102. وقد وصفه الله بأنه " شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ "النجم: 5، 6؛ أي: ذو منظرٍ حسَن جميل. وقال تعالى في وصفه أيضًا" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ "التكوير: 19 - 21. • ومنهم الموكل بالقطر والسحاب وتصاريفه حيث أمره الله، وهو ميكائيل "الرَّعدُ ملَكٌ من ملائكةِ اللهِ ، مُوكَّلٌ بالسَّحابِ ، معه مَخاريقٌ من نارٍ ، يسوقُ بها السحابَ حيث شاء اللهُ" الراوي عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3553 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر- و"المخراق": آلة، وفي الأصل: ثوبٌ يلف ويضرب به الصبيان. • ومنهم الموكل بالصُّور ونفخه وهو: إسرافيل عليه السلام.وقد ثبت في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم"كيفَ أنعَمُ وقدِ التقَمَ صاحبُ القرنِ القرنَ وحنَى جبهتَهُ وأصغى سمعَهُ ينتَظِرُ أن يؤمَرَ أن ينفخَ فينفخ قالَ المسلمونَ: فَكَيفَ نقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: قولوا حَسبُنا اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ توَكَّلنا على اللَّهِ ربِّنا وربَّما قالَ سفيانُ: على اللَّهِ توَكَّلنا"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3243 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- •منهم من يقومون عليه عند خلقه : عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وكَّلَ اللهُ بالرَّحِمِ مَلَكًا ، فيقول : أي ربِّ نطفةٌ ، أي ربِّ علقةٌ ، أي ربِّ مضغةٌ ، فإذا أراد اللهُ أن يقضيَ خَلْقَها ، قال : أي ربِّ ، ذكرٌ أم أنثى ، أشقيٌّ أم سعيدٌ ، فما الرزقُ ، فما الأجَلُ ، فيُكْتَبُ كذلك في بطنِ أُمِّهِ" الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6595 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر - رواه البخاري ( 6595 ) ومسلم ( 2646 ) واللفظ للبخاري . • منهم من يستغفرون للذين آمنوا "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"غافر:7 • ومنهم الموكلون بقبض الأرواح، وهو "ملك الموت" وله أعوان؛ قال تعالى"قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ "السجدة: 11. وقال تعالى في بيان أعوانه" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ "الأنعام: 61. وقال تعالى" وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ "الأنفال: 50. وقد ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: أنهم يأتون العبد بحسب عمله؛ فإن كان محسنًا جاءته ملائكة بِيض الوجوه، بيض الثياب، ويجلسون منه مد البصر، وإن كان غير ذلك جاءته ملائكة سود الوجوه، سود الثياب، ويجلسون منه كذلك مد البصر. ثم إذا قبض ملك الموت روح العبد لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين، بل تضعها في حنوط حسب عمله؛ إن كان محسنًا ففي كفن من كفن الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، وإن كانت غير ذلك وضعتها في المسوح، وهي الثياب الخشنة التي تحملها ملائكة العذاب. يَحكي البَراءُ بن عازِب الأنْصاري رضِيَ اللهُ عنه، فيقولُ"خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في جِنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولَمَّا يُلحَدْ، فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ وفي يدِه عُودٌ ينكُتُ به، فرفَع رأسَه فقال: استعِيذوا باللهِ مِن عذابِ القبرِ ثلاثَ مرَّاتٍ أو مرَّتينِ، ثمَّ قال: إنَّ العبدَ المُؤمِنَ إذا كان في انقطاعٍ مِن الدُّنيا، وإقبالٍ مِن الآخرةِ، نزَل إليه مِن السَّماءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجوهِ، كأنَّ وجوهَهم الشَّمسُ، حتَّى يجلِسوا منه مَدَّ البصَرِ، معهم كفَنٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ مِن حَنُوطِ الجنَّةِ، ثمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ، فيقعُدُ عندَ رأسِه فيقولُ: أيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخرُجي إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورِضوانٍ، فتخرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِن فِي السِّقاءِ، فإذا أخَذوها لم يَدَعوها في يدِه طَرفةَ عَيْنٍ، حتَّى يأخُذوها فيجعَلوها في ذلك الكفَنِ وذلك الحَنُوطِ، فيخرُجُ منها كأطيبِ نَفحةِ مِسكٍ وُجِدَتْ على وجهِ الأرضِ، فيصعَدونَ بها، فلا يمُرُّون بها على مَلَأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟ فيقولونَ: هذا فلانُ بنُ فلانٍ، بأحسَنِ أسمائِه الَّتي يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى ينتَهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون، فيُفتَحُ لهم، فيستقبِلُهم مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها، حتَّى يُنتَهى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، قال: فيقولُ اللهُ: اكتُبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّينَ في السَّماءِ الرَّابعةِ وأعِيدوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي منها خلَقْتُهم وفيها أُعِيدُهم ومنها أُخرِجُهم تارةً أخرى، فتُعادُ رُوحُه في جسدِه، ويأتيه مَلَكانِ فيُجلِسانِه فيقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، فيقولانِ له: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: دِيني الإسلامُ، فيقولانِ له: ما هذا الرَّجلُ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فيقولانِ: ما عمَلُكَ؟ فيقولُ: قرَأْتُ كتابَ اللهِ وآمَنْتُ به وصدَّقْتُ به، فيُنادي منادٍ مِن السَّماءِ: أنْ صدَق عَبْدي؛ فأَفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وألبِسوه مِن الجنَّةِ، وافتحَوا له بابًا إلى الجنَّةِ، فيأتيه مِن طِيبِها ورَوْحِها، ويُفسَحُ له في قبرِه مَدَّ بصَرِه، ويأتيه رجُلٌ حسَنُ الوجهِ حسَنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ: أبشِرْ بالَّذي يسُرُّكَ، هذا يومُكَ الَّذي كُنْتَ توعَدُ، فيقولُ: ومَن أنتَ ؟ فوجهُكَ الوجهُ الَّذي يجيءُ بالخيرِ، فيقولُ: أنا عمَلُكَ الصَّالحُ، فيقولُ: ربِّ، أقِمِ السَّاعةَ، ربِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ حتَّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي، وإنَّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ مِن الدُّنيا وإقبالٍ مِن الآخرةِ، نزَل إليه مِن السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ، معهم المُسُوحُ، حتَّى يجلِسوا منه مَدَّ البصَرِ، ثمَّ قال: ثمَّ يجيءُ مَلَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه، فيقولُ: يا أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، اخرُجي إلى سَخَطِ اللهِ وغضَبِه، قال: فتَفرَّقُ في جسدِه، قال: فتخرُجُ، فينقطِعُ معها العُروقُ والعصَبُ، كما يُنزَعُ السَّفُّودُ مِن الصُّوفِ المبلولِ، فيأخُذُها، فإذا أخَذها لم يَدَعوها في يدِه طَرْفةَ عينٍ حتَّى يأخُذوها ويجعَلوها في تلكَ المُسوحِ، فيخرُجُ منها كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ وُجِدَتْ على ظهرِ الأرضِ، فيصعَدون بها، فلا يمُرُّون بها على ملأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ ؟ فيقولونَ: فلانُ بنُ فلانٍ، بأقبَحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى يُنتَهى بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون فلا يُفتَحُ له، ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم"لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"الأعراف: 40، قال: فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكتُبوا كتابَ عبدي في سِجِّينَ في الأرضِ السُّفْلى وأعِيدوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي منها خلَقْتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أُخرِجُهم تارةً أخرى، قال: فتُطرَحُ رُوحُه طَرْحًا، قال: ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم"وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"الحج: 31، قال: فتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، ويأتيه الملَكانِ فيُجلِسانِه فيقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ها ها لا أدري، فيقولانِ له: وما دِينُكَ؟ فيقولُ: ها ها لا أدري، قال: فيُنادي منُادٍ مِن السَّماءِ: أَفرِشوا له مِن النَّارِ، وألبِسوه مِن النَّارِ، وافتَحوا له بابًا إلى النَّارِ، قال: فيأتيه مِن حَرِّها وسَمومِها، ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتَّى تختلِفَ فيه أضلاعُه، ويأتيه رجُلٌ قبيحُ الوجهِ وقبيحُ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بالَّذي يَسُوءُكَ، هذا يومُكَ الَّذي كُنْتَ توعَدُ؟ فيقولُ: مَن أنتَ؟ فوجهُكَ الوجهُ الَّذي يَجيءُ بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُكَ الخبيثُ، فيقولُ: ربِّ، لا تُقِمِ السَّاعةَ، ربِّ، لا تُقِمِ السَّاعةَ!الراوي : البراء بن عازب - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 150 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر- •منهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد من خير أو شر وهم: الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات. قال الله تعالى" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ "الأنعام:61. وقال تعالى" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ "الرعد: 10ـ11. وقال تعالى" كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ*وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"الانفطار:9ـ12. وقال تعالى" وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ*النَّجْمُ الثَّاقِبُ*إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ "الطارق:1ـ4. وقال تعالى"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ*إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "قّ:16ـ18. *قال صلى الله عليه وسلم"إنَّ صاحبَ الشمالِ ليرفعُ القلمَ ستّ ساعاتٍ عن العبدِ المسلمِ المخطىءِ ، فإن ندِم و استغفر اللهَ منها ألقاها ، وإلا كُتِبَتْ واحدةٌ"الراوي : أبو أمامة الباهلي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 2097- خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر - •ومنهم الملائكة الذين يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" صحيح البخاري-كتاب مواقيت الصلاة-باب فضل صلاة العصر-حديث رقم 540- هنا - • منهم الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر.في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ..... الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر- • ومنهم الموكل بحفظ العبد في يقظته ومنامه وفي كل حالاته.قال تعالى" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ*لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ "الرعد: 10ـ11 *قال صلى الله عليه وسلم "طَهِّرُوا هذِهِ الأجسادَ طهَّرَكم اللهُ ، فإِنَّهُ ليس عبدٌ يبيتُ طاهرًا إلَّا باتَ معَهُ ملَكٌ في شعارِهِ ، لَا ينقَلِبُ ساعَةً مِنَ الليلِ إلَّا قال : اللَّهمَّ اغفِرْ لعبدِكَ ، فإِنَّه باتَ طاهِرًا"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 3936 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر- حسنه الشيخ الألباني وضعفه آخرون ولمزيد تفصيل يرجع لهذا الرابط - هنا- -ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم: منكر ونكير عليهما السلام. - "إذا قبرَ الميِّتُ - أو قالَ أحدُكم - أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ فيقولانِ ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ فيقولُ ما كانَ يقولُ هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ هذا ثمَّ يفسحُ لَهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا في سبعينَ ثمَّ ينوَّرُ لَهُ فيهِ ثمَّ يقالُ لَهُ نم فيقولُ أرجعُ إلى أَهلي فأخبرُهم فيقولانِ نم كنومةِ العروسِ الَّذي لا يوقظُهُ إلَّا أحبُّ أَهلِهِ إليْهِ حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ وإن كانَ منافقًا قالَ سمعتُ النَّاسَ يقولونَ فقلتُ مثلَهُ لا أدري فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ ذلِكَ فيقالُ للأرضِ التئِمي عليْهِ فتَلتَئمُ عليْهِ فتختلفُ أضلاعُهُ فلا يزالُ فيها معذَّبًا حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 1071 - خلاصة حكم المحدث : حسن - الدرر - - ومنهم الموكل بالجنة، وهم: خزنة الجنة . هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه ؟ الجواب : المشهور عند العلماء : أن اسم خازن الجنة رضوان ، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر . والله أعلم " انتهى . وقال الشيخ ابن عثيمين : " وأما "رضوان" فموكل بالجنة ، واسمه هذا ليس ثابتًا ثبوتًا واضحًا كثبوت مالك -يعني: خازن النار- لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم " انتهى من "مجموع فتاوى العثيمين" 3/119 . والثابت في الأحاديث الصحيحة لقبه "الخازن" ، لا اسمه ، فقد ثبت في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ"رواه مسلم 197 . لكن ورود هذا الاسم في بعض الأحاديث الضعيفة ، مع شهرته عند أهل العلم ، يجعل الأمر في إطلاقه واسعًا محتملا ، إن شاء الله . هنا - -ومنهم الموكل بالنار ، وهم خزنة النار ، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام . قال الإمام مسلم في صحيحه :وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال:حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنِ الْمُثَنَّى، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ»، قَالَ: " فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ " صحيح مسلم- كتاب الإيمان / 75 - باب ذكر المسيح ابن مريم، والمسيح الدجال / حديث رقم 172 . هنا - "الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر- |
#27
|
||||
|
||||
.ثمرات الإيمان بالملائكة: - العلم بعظمة الله تعالى، وقدرته، وقوته، وحكمته، فقد خلق الملائكة الذين لا يعلم عددهم إلا الله، وجعل منهم حملة العرش الواحد منهم ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة، فكيف بعظمة العرش؟ وكيف عظمة من فوق العرش؟ فسبحان من له الملك"وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "37)"الجاثية/37.- حَمْد الله وشكره على عنايته ببني آدم حيث وكَّل من الملائكة من يقوم بحفظهم، ونصرتهم، وكتابة أعمالهم. · الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى، فلا يعصيه في العلانية ولا في السر. · الصبر على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة, عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفًا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن.- محبة الملائكة على ما يقومون به من عبادة الله تعالى، والدعاء، والاستغفار للمؤمنين كما قال الله عز وجل عن حملة العرش ومن حوله"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "9"غافر/7- 9. *قال صلى الله عليه وسلم"إذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي قد أَحببتُ فلانًا فأحبَّهُ، قالَ: فيُنادي في السَّماءِ، ثمَّ تنزلُ لَهُ المحبَّةُ في أَهْلِ الأرضِ، فذلِكَ قولُ اللَّهِ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ، وإذا أَبغضَ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي أَبغضتُ فلانًا، فيُنادي في السَّماءِ ثمَّ تُنزَلُ لَهُ البَغضاءُ في الأرضِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 3161 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- فلنحرص على هذا الفضل العظيم بطاعة الله،ونحذر عواقب معصيته سبحانه. *قال صلى الله عليه وسلم "لا تَدخُلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ ".الراوي : أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 3322 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- |
#28
|
||||
|
||||
أحاديث متنوعة وردت عن الملائكة عن عبدالله بن الزبير قال " سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكةُ"الراوي : عبدالله بن الزبير - المحدث : الألباني - المصدر : -السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 326 - خلاصة حكم المحدث : حسن -الدرر- "لما تُوُفِّيَ آدَمُ غسَّلَتْهُ الملائِكَةُ بالماءِ وِتْرًا ، وأَلْحَدُوا له ، و قالوا : هذه سنةُ آدمَ في ولدِهِ" الراوي : أبي بن كعب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5207 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- "ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ ، إلا قال الملَكُ : ولك ، بمثلٍ "الراوي : أبو الدرداء - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2732 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا إسحق بن إبراهيم ،قال:أخبرنا عيسى بن يونس ،قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عَنْ صَفْوَانَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ ، وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَتْ : أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . قَالَتْ : فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ " دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ"الَ : فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ يَرْوِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صحيح مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب-حديث رقم 2733. وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدَّاعي، ولا يَكونُ إِلَّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه. وفي الحديثِ: الحثُّ على إِحسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ .الدرر - *- عن ابنِ عباسٍ ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : "هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه" .الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 806 = خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر - الشرح فهذا الحديثُ يَذكُر مِنْحةً رَبَّانيَّةً لِمَن قرَأَ سُورةَ الفاتحة وخواتيمَ سُورة البقرة؛ فقوله: "بينما جِبريلُ قاعِدٌ عند النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم سمِع نَقيضًا من فوقِه فرَفَع رأسَه"، والنَّقيضُ: الصَّوتُ الصَّادرُ من حركةِ شيءٍ، فقال جبريلُ: "هذا بابٌ من السَّماءِ فُتِح اليوم، لم يُفتَح قطُّ إلَّا اليومَ، فنَزَل منه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نزَل إلى الأرضِ، لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليوم"، وهذا كلُّه تمهيدٌ لأمرٍ عظيمٍ؛ لأنَّ فَتْحَ بابٍ من أبواب السَّماء لأوَّل مَرَّة، ونزولَ مَلَكٍ غير جبريلَ لأوَّل مرَّة إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يَدُلُّ على عِظَم الأمرِ المبعوثِ به، فلمَّا نزَلَ المَلَكُ سَلَّم، وقال للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَبْشِر بنُورَين أُوتيتَهُما لم يُؤتَهُما نبيٌّ قَبْلك: فاتحةُ الكتاب، وخواتيمُ سُورة البقرة، لن تَقرأ بحَرفٍ منهما إلَّا أُعْطيتَه"، وهذا من عظيمِ فَضْل الله على نبيِّه وعلى أُمَّتِه، وقد سَمَّاهما نُورَين؛ لأنَّ قِراءةَ كلِّ آيةٍ منهما تَجعَل لقارئِها نورًا، يَسعَى أمامَه، ويُرشِده ويَهديه إلى الطَّريقِ القَويم والمنهجِ المستقيم؛ لِما يَحويانِه من المعاني الجَليلة، والتي فيها الاعترافُ بالرِّبوبيَّة وما فيها من اللُّجوءِ التَّامِّ إلى اللهِ بالدُّعاءِ العظيمِ بألفاظِهما. وفي الحديث: بيانُ عِظَم مَكانةِ سُورةِ الفاتِحة وخَواتيمِ سُورةِ البقرة، والحثُّ على قراءتِهما. وفيه: بيانُ أنَّ مِن الملائكةِ رُسلًا إلى الأنبياءِ غيرَ جبريلَ. -الدرر - *- "ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ ، وإن عاد عَشيَّةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ ". الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 3476 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- *- "من أتى أخاهُ المسلِمَ عائدًا مشى في خِرافةِ الجنَّةِ حتَّى يجلسَ فإذا جلسَ غمَرتْهُ الرَّحمةُ فإن كانَ غدوةً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسِيَ وإن كانَ مساءً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يصبِحَ" الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1191 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- خِرافةِ الجنَّةِ :أي في اجتناء ثمارها. *"لقدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وكانَ أَشَدَّ مَا لقيتُ منهم يَوْمَ العقبةِ ، إذْ عرضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عبدِ يا لِيلِ بنِ عبدِ كُلَالِ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أردتُّ ، فانطلقْتُ وأنا مهمومٌ علَى وجْهِي ، فَلَمْ أستفِقْ إلَّا وأنا - بقرْنِ الثعالِبِ -، فرفَعْتَ رأسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي ، فنظَرْتُ ، فإذا فيها جبريلُ ، فناداني ، فقالَ : إِنَّ اللهَ قدْ سَمِعَ كلامَ قَوْمِكَ لَكَ ، ومَا ردُّوا علَيْكَ ، وَقَدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتَأْمُرَهُ بِما شِئْتَ فيهم ، فناداني مَلَكُ الجبالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قالَ يا مُحَمَّدُ ! فقالَ ذَلِكَ فَما شِئْتَ ، إِنَّ شِئْتَ أُطْبِقَ عليهمُ الأخشبينِ ، قلتُ : بلْ أرجو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهم مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وحْدَهُ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5141 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر - والمعنى: إذا أردتَ أن أَقْلِبَ عليهم الأَخْشَبَيْنِ، والأَخْشَبُ كلُّ جبلٍ غليظ، والأَخشبانِ هما جبلانِ يُضافانِ إلى مكَّةَ مرَّةً، وإلى مِنًى أُخرى، وهما واحد وفي الحديثِ: شِدَّةُ ما لَقِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أذَى المشرِكين. وفيه: عَفوُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحِلمُه، وعدمُ عَجلتِه بالدُّعاءِ على أُمَّتِه -الدرر - *- " تَرِدُ عليَّ أُمَّتِي الحوضَ ، وأنا أذودُ الناسَ عنه ؛ كما يذودُ الرجلُ إبلَ الرجلِ عن إبلِه ، قالوا : يا نبيَّ اللهِ ! أتعرفنا ؟ قال : نعم ، لكم سيَّما ليست لأحدٍ غيرِكم ، تَرِدُونَ عليَّ غُرًّا مُحجَّلين من آثارِ الوُضوءِ . وليُصدَّنَّ عني طائفةٌ منكم ، فلا يَصِلُون ، فأقولُ : يا ربِّ ! هؤلاءِ من أصحابي ؟ ! فيُجيبني مَلَكٌ فيقول : وهل تدري ما أحدَثُوا بعدَك ؟ ! الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 3952 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- * "ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ مَلَكٍ ، فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : ضَعْ حَكَمَتَه ".الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 2895 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره - الدرر - حَكَمَةٌ : وهي بالتحريك ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام والحنك متصل بالرأس -بيد ملك- موكل به (فإذا تواضع) للحق والخلق -قيل للملك- من قِبَل اللّه تعالى -ارفع حكمته- أي قدره ومنزلته يقال فلان عالي الحكمة، فرفعها كناية عن الاعذار -فإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته- كناية عن إذلاله فإن من صفة الذليل تنكيس رأسه فثمرة التكبر في الدنيا الذلة بين عباد اللّه وفي الآخرة نار الإيثار وهي عصارة أهل النار كما جاء في بعض الأخبار.الألوكة - الكتاب : مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير-مختصر فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمامِ عبد الرؤوف المناوي -المؤلف : محمد بن ناصر الدين الألباني. *"إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 720 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر - *"إنِّي أرى ما لا تَرونَ ، وأسمَعُ مالاتسمَعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ، ما فيها موضِعُ قدمٍ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا للهِ ، واللهِ لَو تعلَمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ، ولبكَيتُمْ كثيرًا ، وما تلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفرُشِ ولخرَجتُم إلى الصُعُداتِ تجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ لودِدتُ أنِّي شجَرةٌ تُعضدُ ". الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 3380 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر- الشرح كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَرى ويَسمَعُ ما لا يَراه البشَرُ ولا يَسمَعونه، وكان بأمَّتِه رَؤوفًا رحيمًا. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو ذرٍّ الغفاري رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنِّي أرى ما لا ترَون، وأسمَعُ ما لا تَسمَعون"، أي: إنِّي أشاهِدُ ما لا تَستطيعون مُشاهدتَه، وأسمَعُ ما لا تستطيعون سَماعَه مِن أمورٍ غائبةٍ عنكم، "أطَّتِ السَّماءُ"، أي: أصدَرَت صوتًا وصوَّتَت، والأطيطُ هو صوتُ الإبلِ وحنينُها، وصوت الأقتابِ، "وحُقَّ لها أن تَئِطَّ"، أي: وكان لها الحقُّ في أَطيطِها ويَنبَغي عليها أن تَئِطَّ والسَّببُ أنَّه؛ "ما فيها مَوضِعُ أربَعِ أصابِعَ إلَّا ومَلَكٌ واضِعٌ جَبهَتَه للهِ ساجدًا"، أي: ليس في السَّماءِ مِقدارُ موضعِ أربعِ أصابِعَ إلَّا وفيه ملَكٌ مِن الملائكةِ، واضِعٌ جَبهتَه ذُلًّا وخُضوعًا ساجِدًا للهِ، والمعنى: أنَّ كَثرةَ ما في السَّماءِ من الملائكةِ قد أثْقَلَها حتَّى أَطَّتْ. ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "واللهِ لو تَعلَمون ما أعلَمُ"، أي: يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم باللهِ ويَقولُ: لو كُنتُم تَعْلَمون ما أعلَمُ مِن عِظَمِ الأمرِ وهَولِه وشِدَّتِه، "لَضَحِكْتم قَليلًا ولَبَكيتُم كَثيرًا"، أي: لقَلَّ ضَحِكُكم ولَزاد بُكاؤُكم مِن هَولِ ما تَعلَمون، "وما تَلذَّذتم بالنِّساءِ على الفُرُشِ"، أي: ولا هَنِئَ لكم الاستِمتاعُ بزَوجاتِكم مِن الخوفِ والفزَعِ وهولِ الأمرِ وشدَّتِه، "ولَخرَجتُم إلى الصُّعُداتِ"، أي: ولَتَركتُم بُيوتَكم وخرَجتُم في الطُّرقِ والسُّبلِ، "تَجأَرون إلى اللهِ"، أي: تتَضرَّعون إلى اللهِ أن يُنجِّيَكم ويَغفِرَ لكم ويَعفُوَ عنكم. فقال أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضِي اللهُ عَنه: "لَوَدِدتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُعْضَدُ"، ومعناه: لَتَمنَّيتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُقطَعُ وتُستَأصَلُ مِن مَكانِها فتَفْنى وتَنتَهي. - الدرر- *"من بات طاهرًا بات في شِعارِه ملَكٌ ، فلا يستيقظْ إلا قال الملَكُ : اللهم اغفر لعبدِك فلانٍ ، فإنه بات طاهرًا" الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 597 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره-الدرر- * "السُّحورُ أكلُه بركةٌ ، فلا تدعوه و لو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ ، فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ" الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3683 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر- = صلاة الله عز وجل عليه : ثناؤه عليه ، وصلاة الملائكة عليه الدعاء، - أي يدعون للناس ويستغفرون لهم - قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ،قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ"إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا"صحيح البخاري كتاب بدء الخلق -باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال -حديث رقم 3152. "إذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدِّيَكَةِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ مَلَكًا ، فَسَلوا اللهَ من فضلِهِ ، وإذا سَمِعْتُمْ نُهاقَ الحَمِيرِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ شَيْطَانًا ، فَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشيطانِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد-الصفحة أو الرقم: 938- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر - الشرح وقد جاء الحديث غير مقيد بالليل في الصحيحين؛ قال النووي في الأذكار: بابُ ما يقولُ إذا سمع صِياحَ الدِّيكِ ونهيقَ الحِمار ونُباحَ الكَلْبِ: روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطاناً، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكاً ".انتهى. وقد فهم أكثر العلماء من الحديث العموم، ولم يخصوه بالليل، كما سبق في كلام النووي، وبوب البخاري في الأدب المفرد: بَابُ إِذَا سَمِعَ الدِّيَكَةَ. وبوب الطبراني في الدعاء: بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ صُرَاخِ الدِّيَكَةِ وَنَهِيقِ الْحِمَارِ وَنُبَاحِ الْكَلْبِ، ونحو ذلك البيهقي في الدعوات الكبير. وجاء في كشاف القناع: ويسن... وَإِذَا سَمِعَ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ فِي " الْآدَابِ " يُسْتَحَبُّ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِذَلِكَ، كَمَا ذَكَرُوا أَنَّهُ يَقْطَعُهَا لِلْأَذَانِ، ظَاهِرُهُ: وَلَوْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ. ونقل القاري عن الداودي: ليس المعنى أنها لا تصوت إلا إذا رأت ملكًا أو شيطانًا، فإن صياح الديكة وكذلك نهيق الحمار، كثيرًا ما يكون لعوارض وأسباب غير رؤية الملك والشيطان، بل المعنى أن صوتهما قد يكون لذلك أيضًا، فلا يتعين أي الأصوات لذلك وأيها لغيره، فيستحب الدعوة والتعوذ عند كل تصويت منهما، ليقع البعض منهما موقعهما، وإن لم يقع الكل مقام الرؤية، مع أن زيادة الدعاء والتعوذ مطلوبة، وإن لم يكن في محل إجابة، وكذلك حضور شيطان ووجوده لا يتوقف التعوذ عليه لأن الإنسان أحوج ما يكون إليهما، فكان تعميم الأمر بالدعاء والتعوذ عند كل صياح ديك ونهيق حمار كتعميم أمر العبادة في ليالي القدر تحريًا لمظان القبول.انتهى ومن أهل العلم من قيد كونه وقت إجابة بالليل كابن رجب في جامعه، ونقله النفراوي في الفواكه الدواني عن الأقفهسي. وليس المقصود أن تقول: اللهم إني أسألك من فضلك، ولكن المعنى أن تسأل الله عمومًا، لا بخصوص هذا الدعاء، ولذلك جاء في رواية في مسند أحمد: فاسألوا الله وارغبوا إليه، وانظر الفتوى رقم73993.والله أعلم. هنا - *"إذا حضرتُمْ موتاكُم فأغمِضوا البصرَ فإنَّ البصرَ يتبعُ الرُّوحَ وقولوا خيرًا فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ علَى ما قالَ أهْلُ البيتِ"الراوي : شداد بن أوس -المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1199 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر- * "إذا أمَّنَ القارئُ فأمِّنوا . فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ ، فمَن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكَةِ ، غفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 700 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- الشرح يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا أمَّنَ الإمامُ، أي: قال: آمِينَ، فيُؤمِّنُ وراءه المأمومُ، فإنَّ مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، أي: وافَقَهم في الوقت، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه، أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه. -الدرر- "إذا قالَ الإمامُ : غيرِ المغضوبِ عليْهم ولاَ الضَّالِّين فقولوا آمينَ ، فإنَّ الملائِكةَ تقولُ : آمينَ ، وإنَّ الإمامَ يقولُ : آمينَ ، فمن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكةِ ، غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِه". الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه. * "ألا تصفُّونَ كما تصُفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالوا وَكيفَ تصفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالَ يُتمُّونَ الصَّفَّ الأوَّلَ ثمَّ يتراصُّونَ في الصَّفِّ"الراوي : جابر بن سمرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 815 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- *"أتيتُ النبيَّ و هو في المسجدِ مُتَّكيءٌ على بُرْدٍ له أحمرَ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللهِ ! إني جئتُ أَطلبُ العلمَ ، فقال : مرحبًا بطالبِ العلمِ ، إنَّ طالبَ العلمِ تحفُّه الملائكةُ - وتُظلُّه - بأجنحَتِها ، ثم يركبُ بعضُهم بعضًا حتى يبلغوا السماءَ الدُّنيا من محبَّتِهم لما يَطلبُ"الراوي : صفوان بن عسال - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 71 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر - *"الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاَّه الذي صلَّى فيه ما لم يُحْدِثْ أو يقمْ اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه." الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 469 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- الشرح والفرْقُ بَيْنَ المغفرةِ والرَّحمةِ أنَّ المغفرةَ سِترُ الذُّنوبِ، والرَّحمةَ إفاضةُ الإحسانِ إليه. وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ الجلوسِ في الْمُصلَّى على طهارةٍ. وفيه: أنَّ الحَدَثَ في المسجدِ يُبطِلُ ذلك، ولو استمرَّ جالسًا. -الدرر- - أنَّ رجلًا جاء فدخل الصفَّ وقد حفَزَه النَّفَسُ . فقال : الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه . فلما قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاتَه قال " أيُّكم المُتكلِّمُ بالكلماتِ؟ " فأرَمّ القومُ . فقال " أيُّكم المُتكلِّمُ بها ؟ فإنه لم يَقُلْ بأسًا " فقال رجلٌ : جئتُ وقد حفَزَني النَّفَسُ فقلتُها . فقال " لقد رأيتُ اثنَي عشرَ ملَكًا يبتدِرونَها . أيهم يرفُعها " .الراوي : أنس بن مالك - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 600 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر - *"كنا يومًا نصلِّي وراءَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما رفَع رأسَه من الركعةِ، قال : سمِع اللهُ لمَن حمِدَه . قال رجلٌ وراءَه : ربَّنا ولك الحمدُ، حمدًا كثيرا طيبًا مباركًا فيه . فلما انصرَف، قال : مَنِ المتكلِّمُ . قال : أنا، قال : رأيتُ بِضعَةً وثلاثينَ مَلكًا يبتَدِرونها، أيُّهم يكتبُها أولُ ". الراوي : رفاعة بن رافع - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 799 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- *"ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ . قالوا : وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ . غيرَ أنَّ في حديثِ سفيانَ . وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ ، وقرينُهُ منَ الملائكةِ" الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2814 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- الشرح وفي روايةٍ، قال: وَقَد وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ وقَرينُه مِنَ المَلائكةِ، فَكما أنَّه قُيِّضَ له شَيطانٌ يُغويه ويُضِلُّه، كَذلك قُيِّضَ له مَلَكٌ يُسدِّدُه ويُرْشدُه. وفي الحديثِ: حِرصُ الشَّيطانِ على إغواءِ بَني آدَمَ، وأنَّه لا يَنفَكُّ عنِ الإِغواءِ. وفيه: أنَّ اللهَ قَيَّضَ لِلإنسانِ مَلَكًا يُعينُه ويُرشدُه، في مُقابلَةِ إغواءِ الشَّيطانِ وفِتنَتِه. وفيه: دَليلٌ عَلى عِصمَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أنْ يُؤثِّرَ فيه الشَّيطانُ بأَذًى في عَقلِه أو قَلبِه بضُروبِ الوَساوسِ. -الدرر- *"إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ "الآيةَ" الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2988 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر - الشرح كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أمَّتِه؛ فما مِن شرٍّ إلَّا وحذَّر أمَّتَه منه، وما مِن خيرٍ إلَّا ودلَّ أمَّتَه عليه. وفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ للشَّيطانِ"، وهو إبليسُ وجُندُه، "لِمَّةً" مِن الإلمامِ، أي: هِمَّةً وإصابةً، وخاطِرًا وقُربًا، "بابنِ آدمَ"، يقَعُ في قلبِه، "وللمَلَكِ" مِن الملائكةِ، "لِمَّةً"، أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ، "فأمَّا لِمَّةُ الشَّيطانِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعيدٌ، "بالشَّرِّ"، أي: الكُفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، "وتكذيبٌ بالحقِّ"، أي: الشَّرعِ والدِّينِ والإيمانِ، "وأمَّا لِمَّةُ الملَكِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعدٌ، "بالخيرِ"، أي: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّ"، أي: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ؛ "فمَن وجَد"، أي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، "ذلك"، أي: لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَمْ"، أي: العبدُ الَّذي أصابَتْه لِمَّةُ الملَكِ، "أنَّه مِن اللهِ"، أي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَ"، أي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أي: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ"، أي: يَلجَأْ ويَحْتَمِ بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به. قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنه: "ثمَّ قرأ"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" البقرة: 268، أي: الشَّيطانُ وحِزبُه يُخوِّفُكم بالفَقرِ والحاجةِ إذا أنفَقتُم، ويَأمُرُكم بالبخلِ، والحِرصِ والمعاصي والمآثمِ، وما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ سبحانه برَحمتِه يَعِدُكم بالمغفرةِ والزِّيادةِ منه سبحانه؛ لأنَّ رحمتَه وقُدرتَه واسعةٌ لا حُدودَ لها، وهو سبحانه يَعلَمُ ما أنتم عليه. وفي الحديثِ: أنَّ مِن خَواطِرِ القلبِ ما يكونُ مِن الملَكِ ومنها ما يكونُ مِن الشَّيطانِ. وفيه: الحذَرُ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، والحثُّ على التعوُّذِ باللهِ تعالى مِنه ومِن شَرِّه. وفيه: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على وِقايةِ أمَّتِه مِن شرِّ الشَّيطانِ. -الدرر - "يتعاقبونَ فيكم : ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بكم ، فيقول : كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهُمْ وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 7429 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر - - " إنَّ اللهَ ، إذا أحبَّ عبدًا ، دعا جبريلَ فقال : إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه . قال فيُحبُّه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ : إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه . فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ . قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ . وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ : إنِّي أُبغِضُ فلانًا فأبغِضْه . قال فيُبغضُه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في أهلِ السَّماءِ : إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضوه . قال فيُبغِضونه . ثمَّ تُوضعُ له البغضاءُ في الأرضِ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2637 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر- - "كأني أنظر إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ بَني غَنْمٍ، مَوكِبَ جِبْريلَ صلواتُ اللَّهِ عليهِ حينَ سار رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيْظَةَ ". الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4118 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- الشرح يقولُ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ: كأنِّي أَنظُر إلى الغُبارِ ساطِعًا، أي: مُرتَفعًا، في "زُقاقِ"، أي: سِكَّة بَني غَنْمٍ، وهُم قَبيلةٌ مِن الأنْصارِ، مَوكِبَ جِبريلَ صلواتُ اللَّهِ عليه، والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّير، ويُقالُ لِلقومِ الرُّكوبِ على الإبل للزِّينةِ: مَوكِب، وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ، وذلك حين سارَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةٍ، وسَببُ ذلك هو ما وَقَعَ مِن بَني قُرَيظةَ مِن نَقضِ عَهدِه ومُمالأتِهم لقُرَيش وغَطفانَ، وذلك الزُّقاقَ كان مَهجورًا مِن سَيرِ النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِع منهُ تدُلُّ على أنَّهُ مِن أَثرِ جُندِ المَلائكةِ، والغالِبُ أنَّ رئيسَهم جِبريلُ عليه السَّلامُ، وهو معهُم، أو هو مَع النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وإضافَتُهم إليه؛ لأنَّهُم كالأتباعِ لَه، وأشارَ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ بهذا إلى أنَّهُ يَستحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُر إليها مُشخَّصةً لَه بَعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلةِ. وفي الحَديثِ: ما يَدُلُّ على رُؤيةِ أصحابِه آثارَ المَلائِكةِ. وفيه: ما يَدُلُّ على أنَّ جِبريلَ سَعى في مَوكِبٍ لنَفسِه مع رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةَ. -الدرر- -"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ بدرٍ " هذا جبريلُ، آخِذٌ برأسِ فرَسِه، عليه أداةُ الحربِ " . الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3995 - خلاصة حكم المحدث : صحيح..الدرر - الشرح في هذا الحديثِ يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عَنهُما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قالَ يَومَ بَدرٍ"، وبَدرٌ ماءٌ معروفُ على نَحو أربعِ مَراحِلَ مِن المدينةِ بَينَها وبَينَ مَكَّة. وهي بِئرٌ كانَت لرجُلٍ يُسمَّى بَدرًا، وكانَتْ غَزوةُ بَدرٍ يَومَ الجُمُعةِ لِسَبْعَ عَشْرةَ خَلَتْ مِن رَمَضان في السَّنةِ الثَّانيةِ من الهِجرةِ. هذا جِبريلُ، أي: أشارَ إلى جِبريلَ عليه السَّلامُ يَومَ بدرٍ ولَفَتَ إليه أنظارَ الصَّحابةِ ونبَّهَهم عليه، وهو آخِذٌ بِرأسِ فَرَسِه، عليه أداةُ الحَربِ، أي: أَمسكَ بِرأسِ فَرسِه أو بِناصيتِه، أو بِزِمامِه، وهو مُدَجَّجٌ بأسلحةِ الحربِ؛ فإنْ كان يُريدُ بهذا أنَّ جبريلَ كانَ راكِبًا، ففي هذا تعليمٌ للغُزاةِ ألَّا يُهملَ الرَّاكِبُ رأسَ فرسِه، وإنْ كان جبريلُ آخِذًا برأسِ فَرسِه يَقودُهُ، فهو تعليمٌ للنَّاسِ ترفيهَ مَراكِبهم إلى زمانِ الحاجةِ إلى القِتالِ. وفي هذا الحديث: شُهودُ المَلائكةِ غَزوةَ بَدرٍ، وعلى رَأسِهم جبريلُ عليه السَّلامُ؛ حيثُ رافَقَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم مِن أوَّل الغَزوةِ إلى آخِرِها؛ ليُشرِف بِنفسِه على خُطَّةِ سَيرِها، ويكونَ عَونًا للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ومَدَدًا لَه، ومُؤيِّدًا لأصْحابِه.الدرر - - "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! اشتكيتَ ؟ فقال " نعم " قال : باسمِ اللهِ أرقيكَ . من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ . من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ . باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ . الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2186 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- أتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم (أي: للزِّيارةِ أو للعِيادةِ)، فقال: «يا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟» فأجابه صلَّى الله عليه وسلَّم: «نَعَمْ»، فقال جِبريلُ: «بِاسْمِ الله» فبدأ بِالتَّسْمِيَةِ في أَوَّلِ الدُّعاء «أَرْقِيكَ» مأخوذٌ مِن الرُّقْيَةِ، أي: أُعوِّذُك، «مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ، مِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ»، أي: خَبِيثَةٍ، «أو عَيْنِ حاسِدٍ، اللهُ يَشفِيكَ، بِاسْمِ الله أَرقِيكَ» كرَّره للمُبالَغَةِ، وبدأ به وختَم به إشارةً إلى أنَّه لا نَافِعَ إلَّا هو سبحانه.
في الحديثِ: الإخبارُ بالمَرضِ على طَريقِ بيانِ الواقعِ مِن غيرِ تَضجُّرٍ ولا تَبرُّمٍ. وفيه: بيانُ التَّداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ. وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الرُّقَى لا يَنبغِي أنْ تكونَ إلَّا بأسماءِ الله وأوصافِه وذِكره. وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كغيرِه من البَشَر يُصيبُه المرضُ. وفيه: أنَّ القِراءةَ على المريضِ لا تُنافِي كمالَ التوكُّلِ، بِخِلافِ الَّذِي يَطلُب مِن الناسِ أنْ يَقرَؤوا عليه، ففيه شيءٌ مِن نَقْصِ التوكُّلِ؛ لأنَّه سأَلَ الخَلقَ واعتَمَد على سُؤالِهم . -الدرر-
__________________
|
|
|