العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2018, 06:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني اليوم الآخر

مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني
الإيمان باليوم الآخر
ما المراد باليوم الآخر ؟
إن المراد " باليوم الآخر" أمران :
الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها
الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها .

فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 .

===============
مقتضيات الإيمان " باليوم الآخر " :
ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال .

ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا .
عقيدة المؤمن / ص : 249 .

والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم .
ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك :
إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىظ° أَرْجَائِهَا غڑ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 .
* وإما بتقريره وتأكيد مجيئه :
°كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 .
وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 .

* وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به :
كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 .
وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 .
* وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به :
كقوله تعالى ".. وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .سورة البقرة / آية : 4 ، 5 .

ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ :

o نماذج من الآيات :
وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 .

وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 .
هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر .

o نماذج من السنة المطهرة :

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا.
*أهمية الإيمـان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس .
فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 .
* * * * *
تفصيل الإيمان " باليوم الآخر " :
سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية .
وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " .
فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم :
إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك .
والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها .
قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 .

هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " .
وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا .


* * * * *

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-11-2018, 06:55 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Red face

أولاً


علامــات الســاعة

الصغـــرى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-11-2018, 06:58 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

أولاً : علامات الساعة الصغرى


فمن العلامات الصغرى والفتن التي تظهر قرب قيام الساعة
= بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحذيره من قرب الساعة
* عن سهلٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا ويشيرُ بإصبعيهِ فيمُدُّ بِهِما " . صحيح البخاري.
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 :
وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 39 / حديث رقم : 6503 / ص : 355 .

فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها .

* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " .
قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " .
صححه الوادعي - الدرر -رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 .
1 )أنعم : أعيش في نعيم .
( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل .

* * * * *
=انشقاق القمر:
قال عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ " .سورة القمر / آية : 1.

وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه .

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
" انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / 1 ـباب" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4864 / ص : 483 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
" سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / ( 1 ) ـ باب :" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4867 / ص : 484 .

* * * * *
خروج نار من أرض الحجاز
* عن سعيد بن المسيَّب : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ تُضِيءُ أعناقَ الإبلِ بِبُصْرَى " .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7118 / ص : 84 .
وورد في الفتح / ص : 86 :
معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى :
قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام .
" وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها .
وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران .

اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى :

ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 :
* والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى .

* قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " :
قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت .

* وقال النووي :
تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام .
* وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " :
وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم .
ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ .


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-28-2018, 01:48 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

تقاتل فئتين عظيمتين

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7121 / ص : 88 .

قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " .



* * * * *

غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء "
صحيح مسلم . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / 15 ـ باب :بدأ الإسلام غريبًا / حديث رقم : 3221 / ص : 363

معنى الحديث ـ والله تعالى أعلم ـ أن الإسلام اعتنقه أول الأمر قليل من الناس فأوذوا وابتلوا في سبيل ذلك ، ثم اتسعت رقعته وكثر معتنقوه وأتباعه ، فظهر وانتشر ، ثم سيلحق أهلُهُ الخللَ فيتناقصون ويجهلون أحكامه فيصير المستمسك به غريبًا بين الناس فيطارد ويوصف بالتطرف كما هو الحال في زمانِنَا ، وسيظهر الشركُ مرة ثانية ، فيطغى ويعم . حسبنا الله ونِعم الوكيل .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة /الشيخ مصطفى العدوي / ص : 12 / الحاشية .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها " .
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : المناسك / 104 ـ باب : فضل المدينة / حديث رقم : 2525 / ص : 196 .
( 1 )يأرز : أي يلوذ أو يثبت أو ينضم .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها " .
صحيح مسلم / ج : 1 / كتاب : الإيمان / 65 ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا ، وإنه يأرز بين المسجدين / حديث رقم : 146 / ص : 232 .
( 1 )بين المسجدين : أي مسجدَيْ مكة والمدينة .
* * * * *

سكنى المدينة وعمارتها

====================
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
( 1 )إهاب أو يهاب : وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .

===============

ذهاب الصالحين

================
* عـن مرداس الأسلمي قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 9 / حديث رقم : 6434 / ص : 256 .

( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر .
الفتح / ج : 11 / ص : 257 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لتُنْتَقَوُنَّ كما يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ . فَلْيَذْهَبَنَّ خِيارُكم ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / باب : 24 / حديث رقم : 3263 / ص : 375 .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " .
فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 .

الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .

* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / 24 ـ باب : شدة الزمان / حديث رقم : 3264 / ص : 375 .

شُـبْهَة والـرد عليها :
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه :
عن الزبير بن عدي قال : " أتينا أنسَ بنَ مالكٍ فشكَوْنَا إليه ما يَلْقَوْنَ من الحَجَّاجِ فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا والذي بعده أشَرُّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم سمعته من نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 6 / حديث رقم : 7068 / ص : 22 .
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" فهذا الحديث ينبغي أن يُفْهَم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها ؛ مثل أحاديث " المهدي " ، ونزول " عيسى عليه السلام " ؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو مِنَ العام المخصوص ؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه ، فيقع في اليأس الذي لا يصحُّ أن يتصف به المؤمن ؛
". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 .
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين حقًا " . ا . هـ .نظم الفرائد ... / ج : 2 / باب : عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا / ص : 522 .

فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة :
* عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " .
رواه الإمام أحمد في المسند ، وأبو داود ، والحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي برقم : 3819 . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 116 .
* عن ثوبان قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .

قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " :
الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .

* عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن .
رواه أحمد . وابن ماجه . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2442 .

صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7692 / ص : 1272 .
* * * * *
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-28-2018, 02:57 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
نقض عُرَى الإسلامِ عُرْوَة عُرْوَة

* عن أبي أُمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لتنقضنَّ عُرى الإسلام عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ ، فكلما انتقضت عُرْوَة تشبث الناسُ بالتي تليها ، وأوَّلهن نقضًا الحكم ، وآخرهن الصلاة " .
صحيح . رواه أحمد . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 381 .

* عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " .
رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2575 / ص : 503 .
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " .
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2569 / ص : 502 .
===============

تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم

=======================
* عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يوشك أن تداعى عليكم الأمم (1) من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها " .
قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " .
قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ " . أخرجه أحمد ، وأبو نعيم في الحلية .

حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 .
( 1 ) تداعى عليكم الأمم : أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا .

=============

قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل

=======================
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إن من أشراط الساعةِ أن يُرفعَ العلمُ ، ويَثبتَ الجهلُ ، ويُشَْرب الخمرُ ، ويظهر الزنا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 80 / ص : 213 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 .
* عن أبي أمامة الباهلي قال :
لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " .
وقد كان أَنزل الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ .
قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن .
قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا .
قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب .
قال : فقال صلى الله عليه وسلم :
" أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 20 .

* حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " .
قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟ " .
حديث صحيح . أخرجه أحمد ، وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن /26ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3272 / ص : 377 .
من كتاب العلم / تأليف الحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ص : 25 .
( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا .
والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر .
لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .

================

كثرة النساء وظهور الزنا

================
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحد بعدي ، سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
( 1 )القيم : أي من يقوم بأمورهن .
وهذه الأشياء الموجودة في الحديث قد يقع بعضها في زمن من الأزمان ، أو مكان من الأمكنة ، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
* عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ليأتين على الناس زمان يطـوف الرجـل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه ، ويُرَى الرجلُ الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء " .
فتح الباري / حديث رقم : 1414 . صحيح مسلم / حديث رقم : 1012 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394 .

قال الحافظ في الفتح 1 / 179 :
" يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
==============

تفشي الزنا والمجاهرة به

================
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تقوم الساعةُ حتى يتسافدوا (1) في الطريق تسافد الحمير " . قلت : إن ذلك لكائن ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " نعم ليكونن " .
رواه ابن حبان .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ..... / ص : 396 .
( 1 )يتسافدوا : في لسان العرب : السفاد نزو الذكر على الأنثى .
وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .
رواه أبو يعلى . وحسن إسناده الشيخ / مصطفى العدوي في الصحيح
المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 .


* * * * *
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-28-2018, 03:59 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

تغير أحوال الناس
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" قبل الساعة سنواتٌ خَدَّاعَة ، يُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويصدَّقُ فيها الكاذب ، ويخوَّنُ فيها الأمين ، ويؤتمنُ فيها الخائن ، وينطِقُ فيها الرويبضةُ1 " .
رواه أحمد . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لشواهده في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 398 .

1الرويبضة : السفيه يتكلم في أمر العامة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ لِلُكَعِ بن لُكَعِ " .
رواه أحمد . صحيح لغيره في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 399 .
يطلق اللكع على الصغير ، وعلى الأحمق ، وعلى اللئيم ، وعلى خبيث الفعال قليل الخير .


============

رفع الأمانة وقلتها

* عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين رأيتُ أحَدَهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ 1 قلوبِ الرجال ، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها قال : ينام الرجلُ النومةَ فتقبضُ الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرُها مثلَ أثَرِ الوَكْتِ 2 ، ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقَى فيها أثرُها مثلَ أثرِ المَجْلِ 3 كجمرٍ دَحْرَجتَه على رِجلِكَ فَنَفِطَ 4، فتراه منتَبرًا 4 وليس فيه شيء ، ويصبح الناس يتبايعون ، فلا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانة ، فيقال إن في بني فلان رجلاً أمينًا ، ويقال للرجلِ ما أعقلَه وما أظرفَه وما أجلده ، وما في قلبه حبةُ خردلٍ من إيمان .
ولقد أتى عليَّ زمانٌ 5 ولا أُبالي أيكم بايَعْتُ 6 لئن كان مُسلمًا رده عليَّ الإسلامُ وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه ، وأما اليوم فما كنتُ أُبايعُ إلا فلانًا وفلانًا .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 13 / حديث رقم : 7086 / ص : 42 .
1-الجذر : الأصل من كل شيء .
2-الوكت : أثر الشيء اليسير منه .
3-المَجْلُ : أثر العمل في الكف إذا غلظ .
قال الحافظ ابن حجر : وحاصل الخبر أنه ـ عليه السلام ـ أنذر برفع الأمانة ، وأن الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائنًا بعد أن كان أمينًا .الفتح / ج : 13 / ص : 43 .
4-يقال انتبر الجرح وانتفط : إذا ورم وامتلأ ماء .
5-ولقد أتى علىَّ زمان : يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان ، وكانت وفاة حذيفة في أول ست وثلاثين بعد قتل " عثمان " ـ رضي الله عنه ـ بقليل فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير فأشار إليه .
6-بايعت : من البيع والشراء . الفتح / ج : 13 / ص : 43 .

أي أنه كان في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الصحابة يطمئن في بيعه وشرائه إلى من يبايعهم ، ويشتري منهم لتوفر الأمانة وتوطنها في قلوب الناس ، وحتى وإن حدثت خيانة أو خطأ أو نحو ذلك من بعض البائعين والمشترين ، فالوالي أو القاضي أو الساعي أو الأمير يردُّ إليَّ مظلمتي وحقي .
أما الآن فقلَّت الأمانة ، وقل من يبحثون عن رد الحقوق إلى أهلها والأخذ على يد الظالم ، فدفعني ذلك إلى أن لا أبيع ولا أشتري إلا مع من أثق به .
حاشية رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 29 .

=============
إسناد الأمر إلى غير أهله
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : بينما النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابيٌّ ، فقال : متى الساعة ؟ .
فمضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث .
فقال بعض القوم : سمع ما قال ، فَكَرِه ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع .
حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم " أين أراه السائل عن الساعة ؟ " .
قال : ها أنا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
" فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟
قال : إذا وسِّد 1 الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 2 / حديث رقم : 59 / ص : 184 .
1وسد : أي أُسْنِدَ .
===============

اتباع هذه الأمة سَُنَنَ اليهود والنصارى

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها 1 شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ " .
فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ .
فقال صلى الله عليه وسلم : " ومَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7319 / ص : 312 .
1-أخذ فلان بأخذ فلان : أي سار بسيرته . الفتح / ج : 13 / ص : 313 .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ 1 من كان قبلَكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبّ تبعتموهم " .
قلنا : يا رسول الله اليهودَ والنصارَى ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : " فمن ؟ ! ! " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7320 / ص : 313 .
1-سَنَن : قال النووي ـ رحمه الله ـ شرح مسلم 5 / 525 :
السنن : بفتح السين والنون وهو الطريق .
والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة الموافقة لهم .
والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 403 .

=========

السلام للمعرفة

* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة " .
رواه الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لغيره في كتابه :الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 404 .

===============

التطاول في البنيان

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يومًا بارزًا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر " .
قال : ما الإسلام ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان1" .
قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
قال : يا رسولَ اللهِ متى الساعة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت المرأة ربتها 2 فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة 3 رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ..... " .
فتلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إنَّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيْثَ ويعلَمُ ما في الأرحامِ ..... 4 " .
ثم انصرف الرجل فقال صلى الله عليه وسلم ردوا علىَّ فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئًا .
فقال صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " .رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 2 / حديث رقم : 4777 / ص : 373 .
1 - في حديث عمر : وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
2- إذا ولدت المرأة ربتها :
قال ابن حجر في معنى هذا :
أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أَمَته ، من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام ، فأُطلِق عليه ربها مجازًا لذلك .
والمحصلة أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربَّى مربيًا ، والسافل عاليًا ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن يصير الحفاة ملوك الأرض . الفتح / ج : 1 / ص : 101 .
3-وفي رواية البخاري " وإذا تطاول رعاة الإبل البُهمُ في البنيان " .
و " ميم " البهم : يجوز ضمها على أنها صفة الرعاة ، ويجوز كسرها على أنها صفة الإبل ، يعني الإبل السود .
وقيل : إنها شر الألوان عندهم ، وخيرها الحمر التي ضرب بها المثل فقيل :
" خير من حمر النعم " .
قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف هممُهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .
4- سورة لقمان آية : 34 : وتمامها :
" وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان / آية : 34 .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-26-2018, 11:01 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
افتراضي

كثرة المال وعودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض (1) حتى يخرج الرجل بزكاة مالِهِ فلا يجد أحدًا يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجًا (2) وأنهارًا " .
صحيح مسلم / حديث رقم : 157 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 410 .

* قال الشيخ مصطفى العدوي في حاشية رسالته :
( 1 )والذي يبدو أن وقت ذلك ـ استفاضة المال ـ عند نزول عيسى ـ عليه السلام ـ فيفيض المال حتى لا يقبله أحد .
عن حارثة بن وهب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " .
رواه البخاري ومسلم والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 37

فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .
( 2 )المروج : هي الأراضي ذات الكلأ التي ترعى فيها الدواب وتكون نباتاتها كثيرة .

* قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ :
" وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب ؛ بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء ، وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد المحلية ، فلعلها تخرج إلى حَيِّزِ الوجود " . ا . هـ .
السلسلة الصحيحة / ج : 1 / القسم الأول / حديث رقم : 6 / ص : 36 .

فشو التجارة
* عن عمرو بن ثعلب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة ، ويظهر العلم (1) ، ويبيع الرجل البيع فيقول لا حتى أستأمر (2) تاجرَ بَني فلان ، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد " .
رواه النسائي . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من
أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
( 1 )ويظهر العلم : أي يزول ويرتفع . أي : يذهب العلم عن وجه الأرض .
وهنا وجه آخر أن العلم بعلوم الدنيا يظهر ويتفشى والله أعلم .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
( 2 )أستأمِر : تأمَّر على القوم : أي صار عليهم أميرًا .
أستأمَرَهُ : طلب أمره . المعجم الوجيز / ص : 24 .
______________

عدم تحري الرزق الحلال
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يبالي المرء بما أخذ المال ؟
أمِنْ حلالٍ أم من حرامٍ " .
رواه البخاري والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة " العدوي " / ص : 39 .
صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5344 / ص : 944

____________

تقارب الأسواق
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" يوشك أن لا تقومَ الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتظهرَ الفتنُ ، ويكثرَ الكذبُ ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتتقاربَ الأسواقُ " .
رواه ابن حبان . صحيح . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 40 .
___________

تقارب الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتكثرَ الزلازل ُ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتظهرَ الفتن ، ويكثر الهَرْج ـ وهو القتل القتلُ ـ حتى يكثر فيكم المال فيفيض " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / كتاب : الاستسقاء / باب : 27 / حديث رقم : 1036 /ص : 603 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 415 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ، ويكون الشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعةِ ، وتكون الساعة كالسعفة (1) الخوصة (2) " . رواه الإمام أحمد رحمه الله ، وابن حبان .
وحسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 42 .
( 1 )السًّعَفة : أغصان النخيل . وقيل إذا يبسَت سُميَت سَعفة ، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبَة .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 368 .
( 2 )الخوص : خُوص النخل . وهو وَرَقُه .
يُقَال : خَوِّص ما أعطاك : أي : خذه وإنْ قَلَّ .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 87 .
______________

شرب الخمور واستحلال المعازف والقَيْنَات
* عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ (1) والحرير والخمر والمعازف (2)..... " .
رواه البخاري في صحيحه تعليقًا / الفتح / ج : 10 / كتاب : الأشربة / باب : 6 / حديث رقم : 5590 / ص : 53 .
وقد وصله البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 1 ، 2 ) . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 391 .
وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 91 / ص : 186 .

وفي صحيح الجامع الصغير ..... / تحت رقم : 5342 .
( 1 )الحرَّ : الفرج : والمعنى : يستحلون الزنا .
( 2 )المعازف : آلات الملاهي .الفتح / ج : 10 / ص : 57 .
قال ابن حجر العسقلاني :
..... والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح ، والبخاري قد يفعل مثل ذلك لكونه قد ذكر الحديث في موضع آخر من كتابه مسندًا متصلاً ، وقد يفعل ذلك لغير ذلك من الأسباب التي لا يصحبها خلل الانقطاع . الفتح / ج : 10 / ص : 55 .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليكونن في هذه الأمة خسف (1) وقذف (2) ومسخ (3) ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القَيْنَاتِ (4) ، وضربوا المعازف " .
ذكره ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " .

صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5343 .
( 1 )خسف : يقال : خَسَفَتِ الأرض ، خَسْفًا وخسوفًا : غارت بما عليها .
ويقال : خَسَفَ الله بهم الأرضَ : غَيَّبَهُم بها . المعجم الوجيز / ص : 196 .
( 2 )قذف : يقال قَذَفَ فلانًا بالحجر ، وبالشيء .
قَذْفًا : رماه به بقوة . المعجم الوجيز / ص : 494 .
( 3 )مسخ : مَسَخَهُ مَسْخًا : حَوَّلَ صورته إلى أخرى قبيحة .
ومنه مَسَخهُ اللهُ قردًا .المعجم الوجيز / ص : 581 .
( 4 )القَّيْنَات : القَيْنَةُ : المُغَنِّيةُ .المعجم الوجيز / ص : 523 .
*عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ليبيتنَّ أقوامٌ من أمتي على أكلٍ ولهوٍ ولعبٍ ، ثم لَيُصْبِحُنَّ قردةً وخنازيرَ " . رواه الطبراني . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في : صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5354 / ص : 945 .
السلسلة الصحيحة / تحت رقم : 1604 .
______________
ظهور السيارات والنساء الكاسيات العاريات
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ،قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول :
" سيكون من أمتي رجالٌ يركبون على سروجٍ كأشباهِ الرحالِ (1) ينزلون على أبواب المساجدِ ، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ ، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهُنَّ فإنَّهُنّ ملعوناتٍ ، ..... " .
أخرجه أحمد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة / ج : 6 / القسم الأول / حديث رقم : 2683 / ص : 411 .
( 1 )كأشباه الرحال : جملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لرجال ، وإنما هي صفة لسروج ، وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجًا حقيقية توضع على ظهور الخيل ، وإنما هي أشباه الرحال .

والرِّحال : جمع رَحْل ، وتفسيره كما في " المصباح المنير " وغيره :
" كل شيء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير "

إذا علمت هذا ، يتبين لك بإذن الله أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتُكِرَت في هذا العصر ، ألا وهي السيارات ، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال .
السلسلة الصحيحة / شرح حديث رقم :2683 / ص : 415 .


___________

انحسار الفرات عن كنز من ذهب
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" يوشك الفراتُ أنْ يُحْسِرَ (1) عن كَنْزٍ (2) من ذهبٍ . فمن حَضَرَهُ فلا يأخُذْ منه شيئًا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7119 / ص : 84 .
( 1 )يُحْسِرُ : أي ينكشف لذهاب مائِه .
( 2 )"عن كنز " وفي بعض الروايات " عن جبل " .

* عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : كنت واقفًا مع " أُبي بن كعب " فقال : لا يزالُ الناسُ مختلفةً أعناقُهُمْ في طلبِ الدنيا .
قلت : أجلْ . قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" يوشكُ الفراتُ أنْ يَحْسِرَ عن جبلٍ من ذهبٍ فإذا سمع به الناسُ ساروا إليه ، فيقولُ مَنْ عنده : لَئِنْ تركنا الناسَ يأخذون منه لَيُذْهَبَنَّ به كلّهِ ، قالَ : فيقتتلونَ عليه ، فَيُقْتَلُ من كُلِّ مائةٍ تسعة وتسعون " . رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن / باب : 8 / حديث رقم : 2895 / ص : 27 .

والناس يقتتلون رغم معرفتهم لهذا الحديث ، ولكن يقول كل رجل منهم لعلي أنا الذي أنجو فأفوز بجبل الذهب .

* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرَ الفراتُ عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فَيُقْتَلُ من كلِّ مائةٍ ، تسعةٌ وتِسْعُونَ ، ويقول كلُّ رجلٍ منهم : لعلِّي أكونُ أنا الذي أَنْجُو " .رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 8 / حديث رقم : 2894 .

الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / العدوي / ص : 433 / الحاشية .
__________

تكليم السباع للإنس
*عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
" عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذَنَبِهِ ، قال : ألا تتقي الله ! ! تنزع مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ .
فقال : يا عجبي ذئب . وقع على ذَنَبِهِ يُكلمني كلام الإنس .
فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ! محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق .
قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره .
فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنودِيَ الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم للراعي أخْبِرهم ، فأخبرهم .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباعُ (1) الإنس ، ويكلم الرجل عذبة (2) سوطه (3) ، ويخبره فخذُهُ بما أحدث أهلُهُ بعده " .
رواه الإمام أحمد . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .

( 1 )السباع : هي سباع الوحش كالأسد والنمر ونحو ذلك ، أو سباع الطير كالبازي ، ولا مانع من الجمع . أشـار إلى بعض ذلك المباركفوري .
تحفة الأحوذي 6 / 409 . حاشية كتاب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .
( 2 )العذبة : هي الطرف .
( 3 )وفي بعض الروايات " وشراك نعله " وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها .

_____________

فتح القسطنطينية وروما
* عن أبي قَبيل المعافري ـ رحمه الله ـ قال :
كنا عندَ عبدِ الله بن عمرُو بن العاصي (1) ، وسُئِلَ : أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولًا : القسطنطينية (2) أو رومية (3) ؟ .
فدعا عبد الله بصُنْدوق له حِلَقٌ ؛ قال : فأخرج منه كتابًا ؛
قال : فقال عبدُ الله بينما نحن حول رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نكتُبُ ؛ إذ سُئِلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا : أقسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" مدينة هِرَقْلَ تُفْتَحُ أولًا . يعني : قسطنطينية " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 4 / ص : 33 .
( 1 ) العاصي : لها لغتان " العاصي " ، و " العاص " .
( 2 ) قسطنطينية : مدينة بـ تركيا . بناها الملك قسطنطين ، وهي مثلثة الشكل ، جانبان منها في البحر ، وجانب في البر .
حاشية كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 81 .
( 3 ) رومية : هي روما ، كما في " معجم البلدان " ، وهي عاصمة إيطاليا اليوم .

* عن أبيِ الغيثِ عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " سمعتُمْ بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانب منها في البحر ؟ " .
قالوا : نعم . يا رسولَ اللهِ .
قال " لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوها سبعونَ ألفًا منْ بني إسحَقَ (1) . فإذا جاءوها نزلوا . فلم يقاتِلوا بسلاحٍ ولم يَرْمُوا بسهمٍ . قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2920 / ص : 60 .
( 1 ) بنو إسحاق : هم الروم .
وهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويظهر ـ والله أعلم ـ أن كثيرًا من الروم يعتنقون الإسلام في آخر الزمان قبل الملحمة الكبرى وبعدها .
* أما قبلها ، فيدل عليه حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ حيث يقول الروم للجيش الآتي من المدينة المنورة " ..... خلوا بيننا وبين الذين سَُبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا ..... " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 9 / حديث رقم : 2897 / ص : 29 .
ـ وأما بعد الملحمة ، فتتزعزع عقيدتهم ـ الفاسدة ـ ، فيدخل كثير منهم في الإسلام ، ويكونون أغلب الجيش الذي يفتح القسطنطينية .
قال الْمُسْتَوْرِدُ القرشيُّ ، عند عَمْرِو بن العاصي :
سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ :
" تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ " . ا . هـ .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 10 / حديث رقم : 2898 / ص : 31 .
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 83 / بتصرف يسير جدًا .
فائدة :
ـــ
ـ وقد تحقق الفتح الأول ـ للقسطنطينية ـ على يد " محمد الفاتح " العثماني ؛ كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفتح .
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد .
" وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعد حينٍ " .ا . هـ.
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 88 . نُظُم الفرائد / ج : 2 / ص : 529 .

ـ وقد تم فتح القسطنطينية عام : 857 هـ ـ 1453 م ، على يد السلطان العثماني محمد الثاني ، المعروف بالفاتح ، فنال مع جنوده البشارة الكريمة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماها : إسلام بول ، أي مدينة السلام .
وهذا الفتح تهيئة للفتح العظيم الآخر قبل ظهور الدجال . المذكور في حديث : أبى الغيث عن أبي هريرة ..... .
ـ يرجع أصل العثمانيين إلى قبيلة تركية اسمها " قاي خان" هاجرت من موطنها بقيادة زعيمها سليمان شاه ، ثم تولى الزعامة بعد وفاته ابنه أرطغرل ، فسار بمن معه إلى الأناضول ، حيث السلاجقة يحكمون ، فجاهدوا معه ضد البيزنطيين ، ولما توفي أرطغرل سنة 687 هـ خلفه ابنه عثمان ، ثم فتح مدينة " قرة صو " في الأناضول واتخذها عاصمة له ، ثم بويع بالخلافة ، وإليه تنسب الدولة وسلاطينها ، وقد استمرت قرونًا عديدة .
كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 30 .

ـ وبذلك يكون فتح القسطنطينية في المرتين على أيدي المسلمين من غير العرب ، ففي المرة الأولى على أيدي العثمانيين ، وفي الأخيرة على أيدي الروم والعرب ، غير أن الروم أكثر . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .
فالعرب في آخر الزمان قليلون :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخبرتني أم شَريك ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " ليفرن الناسُ من الدجالِ في الجبال " .
قالت أم شَريك : قلتُ : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " هم قليل " .
أخرجه مسلم والترمذي . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .

* وعن طلحة بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" إن من اقتراب الساعة هلاك العرب " .
أخرجه الترمذي . قال الزين العراقي : حسن . ورمز السيوطي لحسنه ـ فيض القدير 5 / 10 .

كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص 84 .
=============
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-27-2018, 01:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
قتال الترك
___________
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر (1) ، وحتى تقاتلوا التركَ (2) صغارَ الأعين حمرَ الوُجوه ، ذُلفَ الأنوف (3) كأن وجوهَهُمُ المجانُّ (4) المطْرَقة (5)" .
رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / باب : 25 / حديث رقم : 3587 / ص : 699 .
( 1 )نعالهم الشعر : قال الحافظ في الفتح : أن هذا الحديث ظاهر في أن الذين ينتعلون الشعر
غير الترك .
( 2 )الترك عند العرب هم التتار الذين هم المغول ، وليس الترك الذين نعرفهم .
أشرطة الدار الآخرة .
( 3 ) ذلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه .
( 4 )المجان : جمع مجن وهو : الترس .
( 5 )المطْرَقة : التي ألبست الأطرقة من الجلود ، وهي الأغشية .
ووردت هذه الكلمة في الفتح أيضًا : ج : 6 / ص : 122 :هكذا : المُطَرَّقة .
قيل : ومعناه تشبيه وجوه الترك بالترس لبسطتها وتدورها ، وبالمطْرَقة لغلظها وكثرة لحمها .

* قال النووي ـ رحمه الله ـ :
وقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطْرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات .

ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 329 .

______________

ست خلال بين يدي الساعة

* عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ (1) .
فقال صلى الله عليه وسلم " اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة ، موتي ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوتَانٌ (2) يأخذ فيكم كَقِعَاص (3) الغنمِ ، ثم استفاضَةُ المال (4) حتى يُعْطى الرجل مائةَ دينار فيظلّ ساخطًا ثم فتنة (5) لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (6) فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (7) تحت كـل غايةٍ اثنا عشر ألفًا " .رواه البخاري .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : الجزية والموادعة / باب : 15 / حديث رقم : 3176 / ص : 320 .
( 1 )أَدَم : جِلْد .
( 2 )مُوتان : الموت الكثير الوقوع .
( 4 )كقعاص : هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
وقد قيل إن هذه الآية ظهرت في طاعـون عَمْوَاس في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس .

* طاعون عمواس : وقع ذلك في بلاد الشام بعد فتح بيت المقدس ؛ حيث انتشر مرض الطاعون سنة 18 هـ على المشهور ، في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو المعروف بطاعون عَمَواس . ومات فيه من الصحابة وغيرهم خلق كثير قرابة 25 ألف نسمة ، وممن مات فيه من الصحابة " معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه " و " أبو عبيدة بن الجراح " ـ رضي الله عنهم ـ ،
..... ..... .
ـ عَمَواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها .
وقيل لأنه عَمَّ الناس وتواسوا فيه .
المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 21 . مقدمة شرح صحيح مسلم .

ـ عَمَْواس : لغتان : وردت بفتح العين وسكون الميم في :
لسان العرب / ج : 6 / حرف السين المهملة / وفصل العين المهملة ، وكذلك في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب الفرائض / باب : ميراث الولاء / حديث رقم : 2208 ـ 2732 / ص : 116 .
ووردت بفتح العين وفتح الميم في :
صحيح مسلم / ج : 1 / مقدمة الشارح قال فيها : وعَمَواس بفتح العين والميم . ا . هـ .
( 4 )ثم استفاضة المال : أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوحات العظيمة .
( 5 )ثم فتنة ..... : قيل الفتنة المشار إليها هي التي دارت بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وقال بعض المتأخرين هي " التلفاز " وفتنته . والله أعلم .
( 6 )هدنة مع بني الأصفر : الهدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه .
بنو الأصفر : الروم .
( 7 )غايـة : أي رايـة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 343 ، 344 .

* عن ذي مِخْبَرٍ ـ رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" ستصالحون الروم صلحًا آمنًا فتغزون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون (1) ثم ترجعون (2) حتى تنزلوا (3) بمرج ذي تلول (4) ، فيرفعُ رجلٌ من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلبَ الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين فيدقه ، فعندَ ذلك تغدرُ الروم ، وتجمعُ للملحمة " .
صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الملاحم / باب : 1 / حديث رقم : 3607 / ص : 809 .
( 1 )وتسلمون : من السلامة ، أي : تسلمون من القتل والجرح في القتال . ا . هـ .
( 2 )ثم ترجعون : أي عن عدوكم .
( 3 )حتى تنزلوا : أي أنتم وأهل الروم .
( 4 )بمرج ذي تلول : مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع .
عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .


_____________
كثرة الفتن

* عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (1) الجبال ومواقع القَطْرِ (2) يفر بدينه من الفتن " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 7088 / ص : 44 .صحيح الجامع ... / الهجائي / حديث رقم : 8029.
( 1 )شعف : الشعفة من كل شيء أعلاه .المعجم الوجيز / ص : 345 .
( 2 )القَطْر : المطر . القِطْر : النحاس والحديد الذائب . القُطْر : الناحية . المعجم الوجيز / ص : 507 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، من تشرف لها تستشرِفْه ، فَمَن وَجدَ منها ملجأ أو معاذًا فلْيَعُذ به " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 9 / حديث رقم : 7081 / ص : 33 .

* عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اكسِروا قِسِيَّكُمْ – يعني في الفتنة – واقطعوا أوتارَكم ، والزموا أجوافَ البيوت ، وكونوا فيها كالخَيِّر من ابن آدم " .
رواه الترمذي . صحيح . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 1524 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 509 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبرِ فيتمرغُ عليه ، ويقول يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ . وليس به الدِّينُ إلا البلاءُ " .
رواه البخاري ومسلم . واللفظ لمسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 18 : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبرالرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت ، من البلاء / ص : 47 .

فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 22 / حديث رقم : 7115 / ص : 80 .

* أورد ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث قول القرطبي :
ثم قال القرطبي " كأن في الحديث إشارة إلى أن الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف أمر الدِّين ، ويقل الاعتناء بأمره ، ولا يبقى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه " .
وتعقبه الطيبي بأن حمل الدِّينَ على حقيقته ، أي ليس التمني والتمرغ لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا .

* وقال الشيخ مصطفى العدوي في الحاشية :
أي أن الحامل له على تمني الموت ليس الخوف على دينه وإنما هو كثرة الفتن والمحن وسائر الضراء ، لذلك عَظُمَ قدر العبادة أيام الفتنة .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 68 .

* عن معقل بن يسار رَفَعَهُ " العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ "
رواه مسلم . أورده العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 81 .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " .
رواه الترمذي . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 957 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 75 .
الفتنة من قِبَلِ المشرق :
* عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قام إلى جَنْبِ المنبرِ فقال :
" الفتنة هاهنا ، الفتنة هاهنا ، من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطان . أو قال : قرن الشمس " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7092 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمعَ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبلٌ المشرقَ يقول " ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7093 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : ذكر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا ، اللهم بارِك لنا في يمننا " .
قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا (1) .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " .
قالـوا : يا رسولَ الله وفي نجدِنا .
فأظنه قال في الثالثة :
" هُناك الزلازلُ والفتن ، وبها يطلُعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7094 / ص : 49 .
( 1 )نجدنا : نجد هي " العراق " .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيِّ ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعا ، فقال :
" اللهم بارِك لنا في مكتنا ، اللهم بارِك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجلٌ : يا رسولَ الله ! وفي عراقِنا . فأعْرَضَ عنه ، فردَّدَها ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجلُ : وفي عِراقِنا ، فَيُعْرِضُ عنه .
فقال صلى الله عليه وسلم :
" بها الزلازِلُ والفتنُ ، وفيها يطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .

السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 508 .

* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الحديث :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْر طرقه وبعض ألفاظه ؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام " محمد بن عبد الوَهَّاب " ـ رحمه الله ـ مُجَدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره مِنْ بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي "العراق " كما دل عليه
أكثر طرق الحديث وبهذا قال العلماء قديمًا ، كالإمام الخطَّابي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .

وجهلوا أيضًا أن كون الرجل مِنْ بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا إذا كان صالحًا في نفسه ، والعكس بالعكس ..... فكم في مكة والمدينة والشام مِنْ فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح .

وما أحكم قول " سلمان الفارسي " " لأبي الدرداء " حينما دعاه أنْ يهاجر مِنَ العراق إلى الشام " أما بعد ؛ فإن الأرض المُقَدَّسَة لا تُقَدِّس أحدًا ، وإنما يُقَدِّس الإنسانَ عملُهُ " . ا . هـ .
القُدْسُ : الطُّهْرُ . المعجم الوجيز / ص : 492 .

وورد في " نُظُم الفرائد " :
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبل المشرق يقول :
" ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا - قالها مرتين أو ثلاثًا - ، من حيثُ يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ - يُشيرُ صلى الله عليه وسلم بيده إلى المشرِقِ ، وفي روايةٍ : العراقِ " .
وهو من حديث ابن عمر ، وله عنه طرق .
نظم الفرائد / ج : 2 / باب : أين ظهر أول الفتن / ص : 506 .صحيح / السلسلة الصحيحة للألباني / ج : 5 / حديث رقم : 2494 / ص : 653 .

o فائـــدة :
قلـت : أي الشـيخ الألبانـي : في السلسلة / ج : 5 / ص : 656 .
قلتُ : وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هي المشرق ، وهي على التحديد " العراق " كما رأيتَ في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ،فإن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق ، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ، كبدعة التشيع والخروج ونحوها .

وقد روى البخاري :
* عن ابن أبي نُعْم قال :
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحْرِم قتل ذبابًا .
فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابًا ، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هما ريحانتاي من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 7 / كتاب : المناقب / ( 22 ) ـ باب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما / حديث رقم : 3753 / ص : 119 .

* عن أبي نُعْم قال :
" كنت شاهدًا لابن عمر وسألَهُ رجل عن دم البعوض .
فقال : ممَّن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قَتَلُوا ابن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وسمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " هما ريحانتايَ من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 18 / حديث رقم : 5994 / ص : 440 .

* قال ابن حجر في الفتح : ج : 10 / ص : 441 في شرح هذا الحديث:
والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه ، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ، ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل عنه لأنه لا يحل له كتمان العلم إلا إن حمل السائل متعنتًا .
ويؤكد ما قلته أنه ليس في القصة ما يدل على أن السائل المذكور كان ممن أعان على قتل الحسين . ا . هـ .
وهناك مزيد من ذلك بنفس المرجع لمن أراد الاستزادة .
السلسلة الصحيحة / ج : 5 / ص : 656 .

* عن المقداد بن الأسود ـ رضي الله عنه ـ قال :
وايم الله (1) لقد سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتـنُ - قالها ثلاثًا - وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فصبر ، فواها (2) " .
رواه أبو داود . صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الفتن / ( 2 ) ـ باب : في النهي عن السعي في الفتنة /حديث رقم : 3585 / ص : 803 . صحيح الجامع ... / حديث رقم : 1633 .
( 1 )وايم الله : كلمة قسم ، همزتها وصل .المعجم الوجيز / ص : 31 .
( 2 )فواها " واها " : كلمة يقولها المتأسف على الشيء والمتعجب منه .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 46 .

العزلة ومتى تكون :
مما سبق يتبين أنه عند وقوع الفتن يتعين الاعتزال وعدم الخوض فيها ونبذ الاختلاف .
* وقال النووي :
المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى . ا . هـ .
* وقال غيره :
يختلف ـ الأمر ـ باختلاف الأشخاص ، فمنهم من يتحتم عليـه أحد الأمرين ومنهم من يترجح . فمن يتحتم عليه المخالطة ، من كان له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينًا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان . وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة .
فإن وقعت ، ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتن فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى :
" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ... ". سورة الأنفال / آية : 25 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 49 .

* عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" كيف بكم وبزمان يوشِكُ أنْ يأتِيَ ، يُغَرْبَلُ الناسُ فيهِ غربلةً ، وتبقى حُثالةٌ مِنَ الناسِ ، قد مَرِجَتْ (1) عُهُودُهم وأماناتُهُم ، فاختلفوا ، وكانوا هكـذا ؟ " . وشبَّك بين أصابِعِهِ . قالوا :
كيف بنا يا رسول الله ! إذا كان ذلك ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " تأخذونَ بما تعرفون . وتَدَعون ما تُنكِرون . وتُقْبِلُون على خاصَّتِكُم (2) . وتذرون أمرَ عوامِّكُم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن /حديث رقم : 3196 /ص : 354 . السلسلة الصحيحة : 205 .
( 1 ) مَرِجَت : أي اختلفت وفسدت .
( 2 )على خاصتكم : أي على من يختص بكم من الأهل والخدم ؛ أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم .
حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 354 .

* عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" كيف أنْتَ ؛ يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناس حتى يُقَّوَّمَ البيتُ بالوصيف (1) ( يعني القبر ) . قلت ما خار الله لي ورسوله ، أو قال : الله ورسوله أعلم .
قـال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِرَاشِـكَ . ولا تستطيع أن تقومَ مـن فِراشِكَ إلى مسجِدكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم - أو ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ (2) بالدَّمِ ؟ " . قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " الْحَقْ بمن أنت منه (3) " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ (4) ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .

صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 ـ الإرواء / حديث رقم : 2451 .
وورد في حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 :
( 1 ) حتى يُقَوَّمَ البيت بالوصيف : من التقويم ، المراد بالبيت القبر .
وبالوصيف : الخادم والعبد . أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموات .
وقيل : المراد بالبيت المتعارف .
والمعنى : أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيباع البيت بعبد .
( 2 ) حجارة الزيت : موضع بالمدينة في الحرة ، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طليت بالزيت ، أي الدم يعلوحجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى ، وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد .
( 3 ) بمن أنت منه : أي : بأهلك وعشيرتك .
( 4 ) يبهرك شعاع السيف : أي : إن غلبك ضوء السيف وبريقه ، فغط وجهك حتى يقتلك .
ا . هـ .

بعض ما جاء في الشام وأهله :

* ..... عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" سيصير الأمر إلى أن تكوـوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمـن ، وجند بالعراق " .
قـال ابن حوالـة : خر لي (1) يا رسول الله إن أدركت ذلك .
فقال صلى الله عليه وسلم " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله " .
أخرجه الإمام أحمد رحمه الله . صحيح لغيره .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 437 .
( 1 ) خر لي : أي اختار لي .

* وورد في حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 437 :
وهذا الحديث محمول على أزمنة مخصوصة وليس على إطلاقه فإذا ظهرت فتن بالشام يخشى المسلم منها على دينه فحينئذ يشرع له الفرار منها .
ولاشك أن اللجوء إلى مكة والمدينة في زمن الدجال أولى من اللجوء إلى الشام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ..... وإنه - أي الإسلام- يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا فقال :
" اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في صاعِنَا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجل : يا رسول الله ! وفي عراقنا . فأعرض عنه ، فرددهـا ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجل : وفي عراقنا ، فَيُعْرِضُ .
فقال صلى الله عليه وسلم " بها الزلازلُ والفتنُ ، وفيها يطْلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-27-2018, 01:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post

كثرة القتل
* حدثنا أبو اليمان أخبرَنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميدُ بن عبدِ الرحمن أنَّ أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " " يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويُلقى الشُّحُّ ، ويكثرُ الهَرْجُ " .
قالوا : وما الهَرْجُ ؟
قال صلى الله عليه وسلم" القتلُ ، القتلُ " . رواه البخاري . ومسلم : 157 . وأبو داود .
فتح الباري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 39 / حديث رقم : 6037 / ص : 471 .
الشُّحُّ : وهو أخص من البخل ، فإنه بخل مع حرص .الفتح / ج : 10 / ص : 471 .



* وورد في حاشية الصحيح المسـند مـن أحاديـث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 426 :
" هذه الرواية صريحة في تفسير الْهَرْج هنا بأنه القتل ، وقد ورد ذلك في عدد من الروايات المرفوعة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " .
* وفي اللسان : وأصل الْهَرْج الكثرة في المشي والاتساع ، وأورد له هناك جملة معاني منها القتل ، ومنها شدة القتل وكثرته ، ومنها الاختلاط ، ومنها الفتنة في آخر الزمان ومنها كثرة الجماع والنكاح ومنه حديث أبي الدرداء : يتهارجون تهارج البهائم أي يتسافدون ، ومنها كثرة الكذب وكثرة النوم . ا . هـ .
* حدثنا مُسَدَّدُ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ موسى عن الأعمشِ عن شقيق قال " كنتُ مع عبدِ الله وأبي موسى فقالا : قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم " إنَّ بين يديِ الساعةِ لأيَّامًا ينـزِلُ فيها الجهلُ ، ويُرفعُ فيها العلم ، ويكثرُ فيها الهَرْجُ . والهَرْجُ القَتْلُ " رواه البخاري . مسلم : 2672 . ابن ماجه . الترمذي فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / ( 5 ) ـ باب : ظهور الفتن / حديث رقم : 7062 / ص : 16 .
قال أبو موسى : والهرْجُ القتل بلسان الحبشة .الفتح / ج : 10 / جزء من حديث رقم : 7066 / ص : 16 .
* عن أبي موسى . حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إن بين يَدَي الساعةِ لَهَرْجًا " .قال ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ما الهَرْجُ ؟ قال صلى الله عليه وسلم " القتلُ " .
فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ! إنا نقتل الآن في العام الواحد ، من المشركين كذا وكذا . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ليس بقتلِ المشركين . ولكن يقتُلُ بعضُكُمْ بعضًا ، حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابن عمهِ وذا قرابتِهِ " .
فقال بعضُ القومِ : يا رسول الله ! ومعنا عقولُنا ، ذلك اليوم ؟ .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لا . تُنْزَعُ ( 1 ) عقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ . ويَخْلُفُ له هباءٌ ( 2 ) من الناسِ لا عقولَ لهم" .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن / حديث رقم : 3198 / ص : 355 .
( 1 ) تنزع عقول أكثر ذلك الزمان : لشدة الحرص ـ على الدُّنيا ـ ، والجهل .
( 2 )..... هباءٌ..... : الهباءٌ الذرات التي تظهر في الكوة (1) بشعاع الشمس .
والمراد : الحثالة من الناس .حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 .
( 1 )الكُوَّةُ : الخرق في الجدار يَدْخُل منه الهواء أو الضوء . المعجم الوجيز / ص : 546 .

* عن أبي ذرٍّ ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " كيف أنْتَ ، يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناسَ حتى يُقَّوَّم البيتُ بالوصيف " يعني القبر .
قلتُ : ما خار الله لي ورسوله " أو قال : الله ورسوله أعلم " .
قال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " .
قال صلى الله عليه وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِراشِكَ . ولا تستطيع أن تقومَ من فِراشِكَ إلى مسجِدَكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم " أو ما خار الله لي ورسوله " .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ بالدَّمِ ؟ " .
قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم" الْحَقْ بمن أنت منه " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسـول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 .الإرواء / حديث رقم : 2451 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم" والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يَدْرِي القاتِلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يَدْرِي المَقْتُولُ علَى أيِّ شيءٍ قُتِلَ." رواه مسلم : 2908 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 428 .



* عن معقل بن يسار ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" العبادَةُ في الهَرْجِ ، كهجرةٍ إليَّ " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .

===============

الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل نزول الفتن
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا."رواه مسلم / حديث رقم : 118 .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة " العدوي " / ص : 423

* قال النووي: "معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعًا من شدائد تلك الفتن، وهو أن يمسي مؤمنًا ثم يصبح كافرًا أو عكسه، وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب". حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 424 .

* عن حارثة بن وهب قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول"تَصَدَّقُوا فَسَيَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بصَدَقَتِهِ، فلا يَجِدُ مَن يَقْبَلُها .".فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .


* أورد الحافظ في الفتح :
احتمالات للزمان الذي يقع فيه هذا ، فقال رحمه الله :
إن ذلك يقع في الزمان الذي يستغنى الناس فيه عن المال :
ـ إما لاشتغال كل منهم بنفسه عند طروق الفتنة ، فلا يلوي على الأهل فضـلًا عن المال ، وذلك في زمن الدجال .
ـ وإما بحصول الأمن المفرط والعدل البالغ بحيث يستغنى كل أحدٍ بما عنده عما في يد غيره ، وذلك في زمن المهدي وعيسى بن مريم .
ـ وإما عند خروج النار التي تسوقهم إلى المحشر فيعـز حينئذ الظهر ، وتباع الحديقة بالبعير الواحد ، ولا يلتفت أحدٌ حينئذ إلى ما يثقله من المال ، بل يقصد نجاة نفسه ومن يقدر عليه من ولده وأهله ، وهذا أظهر الاحتمالات ، وهو مناسب لصنيع البخاري ، والعلم عند الله. حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 424 .

* وقال ابن حجر رحمه الله في الفتح : ج : 13 / ص : 89 .
يحتمل أن يكون ذلك وقع كما ذُكِر في خلافة عمر بن عبد العزيز .ا . هـ .

===========

زخرفة المساجد والتباهي بها واتخاذها طرقًا
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " إذا زَخْرَفْتُم مَساجِدَكُم ، و حَلَّيْتُم مَصاحِفَكُم ، فالدَّمارُ علَيكُمْ"رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 585 / ص : 162 .


* عـن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "لاتَقومُ السَّاعةُحتَّى يَتباهى النَّاسُ في المساجِدِ"رواه الإمام أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في كتابه : الصحيح المسندمن أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 418 .

* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم"مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ"رواه الطبراني في الأوسط ..صحيح الجامع الصغير ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5899 / ص : 1026 .

"مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا: بفتح القاف والباء : أي يُرَى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب .
فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ: أي يقال هو ابن ليلتين .
وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا: أي للمارة ، يدخل الرجل من باب ويخرج من باب فلا يصلي
فيه تحية ولا يعتكف فيه لحظة .
وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ: أي فيسقط الإنسان ميتًا وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطى
مصالحه .

============

إصابة الأمة بداء الأمم

* عن أبي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول " سيصيبُ أمتي داءُ الأممِ " . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! وما داءُ الأممِ ؟ .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " الأشَرُ (1) ، والبطَرُ (2) ، والتكاثُر ، والتناجُشُ (3) في الدنيا ، والتباغُضُ والتحاسُدُ ؛ حتى يكون البغْيُ (4) " .أخرجه الحاكم والطبراني . وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 2 / حديث رقم : 680 / ص : 290 .
( 1 ) الأشَرُ : بطر واستكبر .
( 2 ) البطر : الاستخفاف بالنعم .
( 3 ) التناجش : هو الزيادة في ثمن السلعة لا بقصد الشراء وإنما لإغراء غيره بالشراء .
( 4 ) البغي : هـو التعدي . حاشية الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 82 .

ظهور السِّمَن
*قال البخاري في صحيحه: حدثنا آدم،قال: حدثنا شُعبَة،قال: حدثنا أبو جمْرةَ قال سمعتُ زَهْدم بنَ مُضرِّبٍ قال : سمِعْتُ عِمْرانَ بنَ حُصينٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قالَ عِمْرَانُ: لا أَدْرِي أَذَكَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَايُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ." فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 5 / كتاب : الشهادات / ( 9 ) ـ باب : لا يشهدُ على شهادةِ جور إذا أُشْهِد / حديث رقم : 2651 / ص : 306 .

وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ: أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السِّمَن .
قال ابن التين : المراد ذم محبته وتعاطيه لا من تخلق بذلك . الفتح / ج : 5 / ص : 308 .
قالوا: والمذموم منه من يستكسبه، وأما من هو فيه خلقة فلا يدخل في هذا، والمتكسب له هو المتوسع في المأكول والمشروب، زائدا على المعتاد.
* عن عِمْران بن حُصَين قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول" خيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، ثمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ثمَّ يأتي من بعدِهِم قَومٌ يتسمَّنونَ ويُحبُّونَ السِّمنَ يُعطونَ الشَّهادةَ قبلَ أن يَسأَلوها"صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 39 ) ـ باب : ماجاء القرن الثالث / حديث رقم : 1809 – 2334 / ص : 2

يتسمَّنونَ ويُحبُّونَ السِّمنَ: وهو ظاهر في تعاطي السِّمَن على حقيقته .
فهو أولى ما حمل عليه خبر الباب ، وإنما كان مذمومًا لأن السمين غالبًا بليد الفهم ثقيل عن العبادة كما هو مشهور. الفتح / ج : 5 / ص : 308 .

==============

كثرة الكذابين والدجالين
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال لا تَقُومُ السَّاعَةُحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ "فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 6 / كتاب : المناقب / حديث رقم : 3609 / ص : 712 .مسلم / حديث رقم : 157 .


قال صاحب الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة : ص : 86 / الحاشية .
يُبْعَثَ : أي يظهر .
قال صاحب الفتح :
وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج مسيلمة باليمامة, والأسود العنسي باليمن, وطليحة بن خويلد في خلافة أبي بكر الصديق, وسجاحة التميمية،وقتل الأسود قبل أن يموت النبي عليه الصلاة والسلام, وقتل مسيلمة في عهد أبي بكر الصديق, وتاب طليحة ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر, ونقلَ أن سَجَاح أيضًا ثابت .فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / ص : 714 .
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول "- إنَّ بين يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابينَ ، مِنْهُمْ صاحِبُ اليَمامَةِ ، ومِنْهُمْ صاحِبُ صَنْعَاءَ العَنْسِيُّ ، ومِنْهُمْ صاحِبُ حِمْيَرَ ، ومِنْهُمُ الدَّجَّالُ ، وهوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ".رواه ابن حبان . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 46 .
وقال الشيخ في الحاشية : أما الدجال فخروجه من الأشراط الكبرى للساعة .وإنما أوردنا الحديث لما به من أشراط صغرى .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-27-2018, 01:28 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post

تَغَيّر الزمان حتى تُعْبَد الأوثان
* قال سعيد بنُ المسيَّبِ : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عله وعلى آله وسلم ـ قال " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَضْطَرِبَ ألَياتُ نِساءِ دَوْسٍ علَى ذِي الخَلَصَةِ." . وكانـت صنمًا تَعبدُها دوسٌ في الجاهلية بتبالةَ .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / ( 23 ) ـ باب : تغير الزمان ... / حديث رقم : 7116 / ص : 82 .صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2906 / ص : 45 .
تَضْطَرِبَ: أي يضرب بعضها بعضًا .
قال ابن التين : فيه الإخبار بأن نساء دوس يركبن الدواب من البلدان إلى الصنم المذكور ، فهو المراد باضطراب ألياتهن .
قلت -أي ابن حجر - ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضطرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور .

بتبالةَ:تبالة : موضع باليمن ، وليست تبالة التي يضرب بها المثل ويقال : أهون على الحجاج من تبالة. شرح بصحيح مسلم للحديث / ج : 18 / ص : 45 .
وفي معنى هذا الحديث :
عن سعيد عن أبي هريرة رفعه " لا تقوم الساعة حتى تُعْبد اللات والعُزَّى " . الفتح / ج : 13 / ص : 82 .
دوسٌ: هي قبيلة من قبائل اليمن .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .
ذو الخَلَصَةِ: طاغية دوس التي كانوا يَعبدون في الجاهلية .
وورد بحاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 :
وفي الحديث أن الشرك سيرجع إلى بعض بلاد العرب مرة ثانية ، ولا يلزم من رجوعه أن يعم : فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ"صحيح مسلم.
اللهـم إلا أن يُقَال إنْ يَعُمّ (1) وعلى أهله تقوم الساعة لقول النبي ـ صلـى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تَقُومُ السَّاعَةُ، إلَّا علَى شِرارِ النَّاسِ." صحيح مسلم.ا . هـ .
( 1 ) إن يعم : أي إن يَعُمّ الشرك ، وعلى أهل الشرك تقوم الساعة .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللّاتُ والْعُزَّى فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ"هو الذي أرْسَلَ رَسوله بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُونَ"الصف: 9. أنَّ ذلكَ تامًّا قالَ إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقَى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ..صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن والملاحم وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 / ص : 46 .

* عـن ثوبـان قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَلحقَ قبائلُ من أمَّتي بالمشرِكينَ ، وحتَّى يعبُدوا الأوثانَ ، وإنَّهُ سيَكونُ في أمَّتي ثلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعمُ : أنَّهُ نبيٌّ ، وأَنا خاتمُ النَّبيِّينَ لاَ نبيَّ بَعدي"صحيح سنن الترمذي . وصححه صاحب كتاب : الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 380 .

خروج رجل من قحطان
* عـن ثَـور عـن أبـي الغيـثِ : عـن أبـي هريـرة أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ."فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 23 / حديث رقم : 7117 / ص : 82 .
قحطان : في اليمن .
* لما ورد في الفتح / ج : 6 / كتاب المناقب / باب نسبة اليمن إلى إماعيل / ص : 621 :
قال ابن حجر العسقلاني :
" ..... جماع نسب اليمن ينتهي إلى " قحطان " . ويقال إن " قحطان " أول من تكلم بالعربية ، وهو والد العرب المتعربة . وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة ، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك ، كعاد ، وثمود ، ..... " . ا . هـ .
* وورد بـ لسان العرب / ج : 1 / حرف الباء / فصل العين / عرب :
"اختلف الناس في العرب لما سُمُّوا عربًا ، قال بعضهم أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب " يعرب بن قحطان " ، وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة .
ونشأ إسماعيل عليه السلام معهم ، فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده ؛ " العرب المستعربة " ا . هـ .
* وقيل القحطاني بعد المهدي وعلى سيرته أي على طريقته .
لما ورد في الفتح / ج : 6 / كتاب المناقب / باب : ذِكر قَحطانَ / ص : 631
قال ابن حجر في معرض شرحه للحديث " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجلٌ من قحطانَ يسوقُ الناسَ بعصاهُ " . البخاري / حديث رقم : 3517 .
قال ـ ابن حجر ـ وهذا الحديث يدخل في علامات النبوة من جملة ما أخبر به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قبل وقوعه ولم يقع بعد ، وقد روى " نُعيم بن حماد " في الفتن من طريق أرطأة بن المنذر ـ أحد التابعين من أهل الشام " أن القحطاني يخرج بعد المهدي ويسير على سيرة المهدي " .
وأخرج أيضًا من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعًا : " يكون بعد المهدي القحطاني ، والذي بعثني بالحق ما هو دونه " .
وهذا الثاني مع كونه مرفوعًا " ضعيف الإسناد " .
والأول مع كونه موقوفًا أصلح إسنادًا منه ، فإن ثبت ذلـك ؛ فهو في زمن عيسى بن مريم
وفي رواية أرطأة بن المنذر :
" أن القحطاني يعيش في المُلك عشرين سنة " .
واستشكل ذلك كيف يكون في زمن عيسى يسوق الناس بعصاه والأمر إنما هـو لعيسى ؟
ويجاب بجواز أن يقيمه عيسى نائبًا عنه في أمور مهمة عامة . ا . هـ .
فائدة : ما سبق أقوال وتوقعات مع عدم الجزم بصحة ما استدل به .
* قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / كتاب الأحكام / باب : 2 / ص : 123 :..... وقد مضى في الفتن قريبًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ."صحيح البخاري.
أورده ـ يعني البخاري ـ في باب " تغير الزمان حتى تعبد الأوثان " .
وفي ذلك إشارة إلى أن مُلْك القحطاني يقع في آخر الزمان عند قبض أهل الإيمان ورجوع كثير ممن يبقى بعدهم إلى عبادة الأوثان ، وهم المعبَّر عنهم بشرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة . ا . هـ .
* قال الحافظ ابن حجر في الفتح / ج : 13 / كتاب الفتن / ص : 83 :
قال القرطبي في التذكرة""قوله " يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ" كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له ، ولم يُرِدْ نفس العصا ، لكن في ذِكْرَها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم .
قال : وَقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقةً كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه . قال : ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر (1) ، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا " . ا . هـ .
( 1 ) ما جاء في الجهجاه : عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال" لا تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيالِي، حتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقالُ له الجَهْجاهُ." صحيح مسلم
* قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 6 / 483 :
أي لا ينقطع الزمان ، ولا تأتي القيامة - حتى يملك رجل من الموالي- أي على سبيل التغلب لا بشورى أهل الحل والعقد . فهذا الحديث لا يخالف الأحاديث القاضية بأن الخلافة في قريش . والموالي جمع مولى : أي المماليك . والمعنى يصير حاكمًا على الناس .حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ... / ص : 435 .
* قلت ـ أي ابن حجر العسقلاني ـ :
وَيَرُدّ هذا الاحتمال إطلاق كونه ـ أي الجهجاه ـ من قحطان ، فظاهره أنه من الأحرار ، وتقييده في جهجاه بأنه من الموالي ما تقدم أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه . ا . هـ .

أسرع قبائل العرب فناءً قريش
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " - أسرَعُ قبائِلِ العرَبِ فَناءً قُريشٌ يُوشِكُ أنْ تَمُرَّ المرأةُ بالنَّعلِ ، فتقولُ : هذه نَعلُ قُرَشِيٍّ"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للوادعي

* عـن عائشـة قالـت : دخـل علـيّ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو يقـول "يا عائشةُ قومُك أسرعُ أمتي بي لحاقًا قالت : فلما جلس قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، جعلني اللهُ فداءَك لقد دخلتَ وأنتَ تقولُ كلامًا ذَعرني قال : وما هو ؟ قالت : تزعمُ أنَّ قومي أسرعُ أمتِّك بكَ لِحاقًا ؟ قال : نعم ، قالت : وممَّ ذاك ؟ قال : تستحليهم المنايا ، وتنفسُ عليهم أمتُّهم قالت : فقلتُ : فكيف الناسُ بعد ذلك أو عند ذلك ؟ قال : دَبًى يأكلُ شدادُه ضعافَه حتى تقومَ عليهم الساعةُ ." الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للوادعي.
المنايا:المنية : الموت . الجمع : منايا . المعجم الوجيز / ص : 593 .

والمعنى أن الموت يراهم صيدا حلوا فيهجم عليهم.
تنفسُ عليهم أمتُّهم:نَفِسْتُ بكذا : ضَنَّتْ نفسي به . معجم مفردات ألفاظ القرآن / ص : 523 .والمقصود الحسد من الأمة لهم على مكانتهم.
دَبًى :الدبى : هو الجراد قبل أن يطير ، أو أصغر ما يكون من الجراد .المعجم الوجيز / ص : 220 .
شبه النبي عليه الصلاة والسلام كيف أن القوي يأكل الضعيف ويقهره ويظلمه، كما تأكل شداد الدبى ضعافه. كما تأكل شداد الدبى ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:25 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر