العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 01:36 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,272
Post العاملُ على الصَّدقةِ بالحقِّ

العاملُ على الصَّدقةِ بالحقِّ

العاملُ على الصَّدقةِ بالحقِّ كالغازي في سَبيلِ اللَّهِ، حتَّى يرجِعَ إلى بيتِهِ "الراوي : رافع بن خديج - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم : 2936 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .

الشرح:
أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ بحِفظِ الأمانةِ وتأديتِها إلى أهلِها ورغَّب في ذلك، وأحقُّ مالٍ يَنبغيَ أنْ يُتحرَّى فيه أعلى درجاتِ الأمانةِ مالُ الصَّدقةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "
العامِلُ على الصَّدَقةِ"، أي: الذي سعَى إليها ليَجْمَعَها مِن أهلِها، "بالحقِّ"، أي: بالصِّدْقِ والإخلاصِ، ولَم يَخُنْ في تلك الصَّدَقاتِ، "كالغازي في سبيلِ اللهِ"، أي: كان أَجْرُه كأجْرِ المُجاهِدِ في سبيلِ اللهِ تعالى، "حتَّى يَرْجِعَ إلى بيتِهِ"، أي: يكونُ له الثَّوابُ والأجرُ حال ذَهابِه وإيابِه.
وفي الحَديثِ: فضلُ جامِعِ الصَّدقةِ في الإسلامِ. الدرر السنية.
"الخازِنُ المُسْلِمُ الأمِينُ، الذي يُنْفِذُ -ورُبَّما قالَ: يُعْطِي- ما أُمِرَ به كامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبًا به نَفْسُه، فَيَدْفَعُه إلى الذي أُمِرَ له به؛ أحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ."الراوي : أبو موسى الأشعري - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم : 1438 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

شرح الحديث
الدَّالُّ على الخَيرِ والمشارِكُ فيه يَنالُ أجرًا وثَوابًا كَبيرًا كفاعِلِه، والصَّدقةُ مِن أفضَلِ أنواع الخيرِ والطاعاتِ، ولكلِّ مَن شارَكَ في إخراجِ الصَّدَقاتِ أجرٌ كالمُتصدِّقِ نفْسِه إذا حقَّقَ الشُّروطَ المرعية في ذلك، كما يُبيِّنُ هذا الحديثُ، حيثُ يَذكرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الخازِنَ المسلِمَ المسؤولَ عِندَ مَخدوميهِ عن خَزائنِهم والَّذي يَحفَظُ الطَّعامَ والمالَ وغيرَه، الأمينَ مع سيِّدِه ومع كُلِّ مَن وكَّلَه بحِفظِ مالِه، لو أُمِر بإخْراجِ الصَّدقةِ فأخرَجها كاملةً وبنَفْسٍ طيِّبةٍ إلى مَن يَستحِقُّها، كان له مِثلُ أجْرِ المتصدِّقِ كما لو كان أخرَجها بنفْسِه.
وقد رتَّب الأجرَ على إعطائِه ما يُؤمَرُ به غيرَ ناقِصٍ، وبكَونِ نفْسِه بذلك طَيِّبةً غيرَ حاسدةٍ لِمَن أعطاهُ إيَّاه؛ لئلَّا يَعدِمَ النِّيةَ فيَفقِدَ الأجرَ، وهي قُيودٌ لا بدَّ منها. ويُنافي هذا أنْ يكونَ الخازِنُ متسَلِّطًا على ما سمَح به صاحبُ المالِ في الصَّدَقاتِ، فيَمنَعَ الخَيرَ عن بعضِ المسلِمينَ بأهوائِه، وإنْ أعْطَاهم فيكونُ بغيرِ طِيبِ نفْسٍ، ورُبَّما صاحَبَ ذلك نَوعٌ مِن المَنِّ والتَّوبيخِ، وهذا ممَّا لا يَنبغي فِعلُه؛ لأنَّه لا يوافِقُ المَقصدَ الشَّرعيَّ مِن الصدَقاتِ وعمَلِ الخَيرِ الَّذي وُكِّل إليهم، مع ضَياعِ أجْرِهم وثوابِهم عِندَ اللهِ تعالَى.
وفي الحديثِ: دليلٌ على فَضلِ الأمانةِ، والتَّنفيذِ فيما وُكِّل فيه، وعدَمِ التَّفريطِ في ذلك.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ التَّعاوُنَ على البِرِّ والتَّقوى يُكتَبُ فيه لِمَن أعان مِثلُ ما يُكتَبُ لِمَن فعَل، وهذا فضلُ اللهِ يؤْتِيه مَن يَشاءُ. الدرر السنية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:47 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر