العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-24-2020, 07:18 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post إنْ قَتَلَهُ فَهو مِثْلُهُ

إنْ قَتَلَهُ فَهو مِثْلُهُ

- إنِّي لَقَاعِدٌ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بنِسْعَةٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذا قَتَلَ أَخِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَقَتَلْتَهُ؟ فَقالَ: إنَّه لو لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عليه البَيِّنَةَ، قالَ: نَعَمْ قَتَلْتَهُ، قالَ: كيفَ قَتَلْتَهُ؟ قالَ: كُنْتُ أَنَا وَهو نَخْتَبِطُ مِن شَجَرَةٍ، فَسَبَّنِي، فأغْضَبَنِي، فَضَرَبْتُهُ بالفَأْسِ علَى قَرْنِهِ، فَقَتَلْتُهُ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لكَ مِن شيءٍ تُؤَدِّيهِ عن نَفْسِكَ؟ قالَ: ما لي مَالٌ إلَّا كِسَائِي وَفَأْسِي، قالَ: فَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ؟ قالَ: أَنَا أَهْوَنُ علَى قَوْمِي مِن ذَاكَ، فَرَمَى إلَيْهِ بنِسْعَتِهِ، وَقالَ: دُونَكَ صَاحِبَكَ، فَانْطَلَقَ به الرَّجُلُ، فَلَمَّا وَلَّى قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنْ قَتَلَهُ فَهو مِثْلُهُ، فَرَجَعَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه بَلَغَنِي أنَّكَ قُلْتَ: إنْ قَتَلَهُ فَهو مِثْلُهُ، وَأَخَذْتُهُ بأَمْرِكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بإثْمِكَ، وإثْمِ صَاحِبِكَ؟ قالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، لَعَلَّهُ قالَ، بَلَى، قالَ: فإنَّ ذَاكَ كَذَاكَ، قالَ: فَرَمَى بنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ."الراوي : وائل بن حجر - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1680 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

الشرح:في هذا الحديثِ يَحكي وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان قاعدًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجلٌ يقودُ آخرَ "بنِسْعَةٍ" والنِّسعةُ: ما ضُفِّر مِن الأَدَمِ-أي: الجِلْد- كالحِبالِ، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا قتَل أخي، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للرَّجلِ: أقتَلْتَه؟ فقال وليُّ المقتولِ الَّذي كان يقودُ القاتلَ: لو لم يعترِفْ أقَمْتُ عليه البيِّنةَ، فقال القاتلُ: نَعَم قتَلْتُه، فسأَله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف قتَلْتَه؟ فقال: كنتُ أنا وهو نختبِطُ مِن شجَرٍ، مِن الخَبْطِ، وهو ضربُ الشَّجرةِ بالعصا؛ ليقعَ يابسُ وَرقِها، فتأكُلَه الماشيةُ، فسبَّني، فأغضَبني، فضرَبْتُه بالفأسِ على قَرنِه فقتَلْتُه، "وقَرْنُ الرَّأسِ" جانبُه الأعلى، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل لك مِن شيءٍ تُؤدِّيه عن نفْسِك؟ فقال: ما لي مالٌ إلَّا كِسائي وفأسي، قال: فترَى قومَك يَشترونَك؟ فلو دفَع أولياءُ القاتِلِ عنه عِوضًا، فقَبِله أولياءُ المقتولِ، لكان ذلك كالبَيعِ، قال: أنا أهونُ على قومي مِن ذاك، أي: أقلُّ عندهم مِن أن يدفَعوا دِيَةً عنِّي، فرَمَى إليه بنِسعتِه، وقال: دونَك صاحبَك، خُذْه فاصنَعْ به ما شئتَ، وإنَّما حكَم به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا تحقَّق السَّببَ، وتعذَّر عليه الإصلاحُ، وبعد أنْ عرَض على الوليِّ العفوَ فأبى، فانطلَق به الرَّجلُ، فلمَّا ولَّى قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنْ قتَله فهو مِثلُه، يعني أنَّه لا فضلَ ولا مِنَّةَ لأحدِهما على الآخَرِ؛ لأنَّه يستوفي حقَّه منه، بخِلافِ ما لو عفا عنه، فإنَّه يكونُ له الفضلُ والمنَّةُ وجزيلُ ثوابِ الآخرةِ، وجميلُ الثَّناءِ في الدُّنيا، وقيل: فهو مِثلُه في أنَّه قاتلٌ، وإنِ اختلَفا في التَّحريمِ والإباحةِ، لكنَّهما استوَيَا في طاعتِهما الغضبَ ومتابعةَ الهوى، لا سيَّما وقد طلَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه العفوَ، وإنَّما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قال بهذا اللَّفظِ الَّذي هو صادقٌ فيه لإيهامِ مقصودٍ صحيح، وهو أنَّ الوليَّ ربَّما خافَ فعفا، والعفوُ مصلحةٌ للوليِّ والمقتولِ في ديَتِهما؛ لقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"يبوءُ بإثمِك وإثمِ صاحبِك" وفيه مصلحةٌ للجاني، وهو إنقاذُه مِن القتلِ، فلمَّا كان العفوُ مصلحةً توصَّل إليه بالتَّعريض، فرجَع الرَّجلُ فقال: يا رسولَ الله، إنَّه بلَغني أنَّك قلتَ: إنْ قتَله فهو مِثلُه، وأخذتُه بأمرِك؟! فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَا تريدُ أن يَبوءَ بإثمِك وإثمِ صاحبِك؟ قال: يا نبيَّ اللهِ، لعلَّه قال: بلَى، قال: فإنَّ ذاك كذاك، فرمَى بنِسْعَتِه وخلَّى سبيلَه.
في الحديثِ: السَّعيُ في الإصلاحِ بين النَّاسِ، وطلبُ العفوِ منهم.
وفيه: أنَّ المالَ يُقالُ على كلِّ ما يُتموَّلُ مِن العُرُوضِ وغيرِها، وأنَّ ذلك ليس مخصوصًا بالإبلِ ولا بالعينِ.
وفيه: تمكينُ وليِّ القتيلِ من القِصاصِ من قاتِلِه.
وفيه: فضْلُ العفوِ.الدرر.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:22 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر