العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-19-2018, 03:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Post


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الملك 28.
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ "والاستفهام في قوله "أَرَأَيْتُمْ" للإنكار والتعجيب من سوء تفكيرهم،والرؤية علمية.

والمراد بالهلاك: الموت، وبالرحمة: الحياة والنصر بدليل المقابلة، وقد منح الله- تعالى- نبيَّهُ العمر المبارك النافع، فلم يفارق صلى الله عليه وسلم الدنيا إلا بعد أن بلَّغَ الرسالةَ، وأدى الأمانةَ، ودخل الناسُ في دينِ اللهِ أفواجًا، وكانت كلمتُهُ هي العُليا.
فقد أمر- سبحانه- رسوله صلى الله عليه وسلم للمرة الرابعة، أن يرد على ما كانوا يتمنونه بالنسبة له ولأصحابه.
لقد كان المشركون يتمنون هلاك النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يرددون ذلك في مجالسهم، وقد حكى القرآن عنهم ذلك في آيات منها قوله- تعالى"أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور 30.
"نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ "أي:
ننتظر ونصبر حتى تقع عليه حوادث الدهر وصروفه فيموت ويهلك كما هلك من قَبْله منَ الشعراء ، ويتفرق أصحابُه .
إِنَّهُمْ كَانُوا يَدْعُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ بِالْهَلَاكِ، وَقِيلَ: بَلْ كَانُوا يَتَآمَرُونَ بَيْنَهُمْ بِأَنْ يُهْلِكُوهُمْ بِالْقِتَالِ وَنَحْوِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: قُلْ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تُرِيدُونَ بِنَا وَتَمَّ ذَلِكَ فِينَا، أَوْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ رَحِمَنَا اللَّهُ فَنَصَرَنَا وَلَمْ يُهْلِكْنَا -تفسير ابن عطية = هنا - فنحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين: إما أن نهلك كما تتمنون، فننقلب إلى الجنة، أو نُرْحَم بالنُّصرةِ عليكم، أما أنتم فماذا تصنعون؟ من يجيركم- وأنتم كافرون- من عذاب أليم لا مفر لكم منه. تفسير الوسيط = ه
فأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: أَنْتُمْ وَإِنْ حَصَلَتْ لَكُمْ أُمْنِيَتُكُمْ وَأَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَكُمْ شَيْئًا، لِأَنَّكُمْ كَفَرْتُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ، وَاسْتَحْقَقْتُمُ الْعَذَابَ، فَمَنْ يُجِيرُكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ قَدْ تَحَتَّمَ وُقُوعُهُ بِكُمْ؟تفسير السعدي = هنا =
مَنْ يُجِيرُكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي يُوجِبُهُ كُفْرُكُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ تفسير ابن عطية = هنا =

_________________
*ثم أمره- سبحانه- للمرة الخامسة، أن يبين لهم أنه هو وأصحابه معتمدون على الله- تعالى- وحده، ومخلصون له العبادة والطاعة، فقال: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا ...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-20-2018, 01:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
root

" قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ "الملك : 29 .

*ثم أمره- سبحانه- للمرة الخامسة، أن يبين لهم أنه هو وأصحابه معتمدون على الله- تعالى- وحده، ومخلصون له العبادة والطاعة، فقال: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا ...

وقوله "فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" مسوق مساق التهديد والوعيد أي:
فستعلمون في عاجل أمرنا وآجله، أنحن الذين على الحق أم أنتم؟ ونحن الذين على الباطل أم أنتم؟ ..
فالمقصود بالآية الكريمة التهديد والإنذار، مع إخراج الكلام مخرج الإنصاف، الذي يحملهم على التدبر والتفكر لو كانوا يعقلون.تفسير الوسيط = هنا =


وَذِكْرُ صِفَةِ "الرَّحْمَنِ" هُنَا يُشِيرُ إِلَى رَحْمَتِهِ الواسعةِ بِرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ; فَهُوَ لَنْ يُهْلِكَهُمْ كَمَا يَتَمَنَّى الْكَافِرُونَ أَوْ كَمَا يَدَّعُونَ في الآيةِ السابقةِ برحمته .
وَيُوَجِّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى إِبْرَازِ الصِّلَةِ الَّتِي تَرْبُطُهُمْ بِرَبِّهِمُ الرَّحْمَنِ. صِلَةِ الْإِيمَانِ آمَنَّا بِهِ ..
وَصِلَةِ التَّوَكُّلِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا .. عَلَيْهِ وَحْدَهُ..! فَقُلْ لَهُمْ ... وَهَذَا وُدٌّ مِنَ اللَّهِ وَتَكْرِيمٌ..
ثُمَّ ذَلِكَ التَّهْدِيدُ الْمَلْفُوفُ: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .. وَهُوَ أُسْلُوبٌ كَذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُخَلْخِلَ الْإِصْرَارَ عَلَى الْجُحُودِ; وَيَدْعُوَهُمُ إِلَى مُرَاجَعَةِ مَوْقِفِهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونُوا هُمُ الضَّالِّينَ! فَيَتَعَرَّضُوا لِلْعَذَابِ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي الْآيَةِ: فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ؟ وَفِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ لَا يَجْبَهُهُمْ بِأَنَّهُمْ ضَالُّونَ فِعْلًا، حَتَّى لَا تَأْخُذَهُمُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ. وَهُوَ أُسْلُوبٌ من أساليب الدعوة الناجحة.

وَأَخِيرًا يَجِيءُ السياق - في آخر آية- الْأَخِيرُ فِي السُّورَةِ يُلْمِحُ لَهُمْ بِعَذَابِ الدُّنْيَا قَبْلَ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَذَلِكَ بِحِرْمَانِهِمْ مِنْ سَبَبِ الْحَيَاةِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ الْمَاءُ:


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " الملك : 30.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-20-2018, 05:23 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Red face

"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " الملك : 30.
*ثم أمر- سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم للمرة السادسة، أن يذكرهم بنعمة الماء الذي يشربونه .

*ثُمَّ أَخْبَرَ عَنِ انْفِرَادِهِ بِالنِّعَمِ، خُصُوصًا الْمَاءَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ فَقَالَ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا أَيْ: غَائِرًا/ وَالْمَاءُ الْغَوْرُ: الْغَائِرُ الذَّاهِبُ فِي الْأَرْضِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ/.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ /
وَالْمَعِينُ: النَّابِعُ الْفَائِضُ الْمُتَدَفِّقُ./ تَشْرَبُونَ مِنْهُ، وَتَسْقُونَ أَنْعَامَكُمْ وَأَشْجَارَكُمْ وَزُرُوعَكُمْ؟ وَهَذَا اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى النَّفْيِ، أَيْ: لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى. - وحده، فعليكم أن تشكروه على نعمه، لكي يزيدكم منها.
وَالْمُلْكُ بِيَدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فَكَيْفَ لَوْ تَوَجَّهَتْ إِرَادَتُهُ إِلَى حِرْمَانِهِمْ مَصْدَرَ الْحَيَاةِ الْقَرِيبَ!
ثُمَّ يَدَعُهُمْ يَتَدَبَّرُونَ مَا يَكُونُ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ بِوُقُوعِ هَذَا الْمَحْذُورِ!
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُلْكِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:23 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر