العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 01-19-2019, 12:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
root تفسير سورة البروج


تفسير سورة البروج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ"

هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ .
وَبِمُنَاسَبَةِ ارْتِبَاطِ السُّوَرِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ ، ....: لَمَّا ذَكَرَ مَآلَ الْفَرِيقَيْنِ وَتَطَايُرَ الصُّحُفِ فِي السُّورَةِ الْأُولَى-الانفطار- ، ذَكَرَ هُنَا عَمَلًا مِنْ أَشَدِّ أَعْمَالِ الْكُفَّارِ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ فِي قِصَّةِ الْأُخْدُودِ .
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَقْوَى مِنْ هَذَا ، هُوَ - وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ سَابِقًا انْفِطَارَ السَّمَاءِ ، وَتَنَاثُرَ النُّجُومِ ، وَانْشِقَاقَ السَّمَاءِ ، وَإِذْنَهَا لِرَبِّهَا وَحُقَّ لَهَا ذَلِكَ - جَاءَ هُنَا بَيَانُ كُنْهِ هَذِهِ السَّمَاءِ أَنَّهَا عَظِيمَةُ الْبِنْيَةِ بِأَبْرَاجِهَا الضَّخْمَةِ أَوْ بُرُوجِهَا الْكَبِيرَةِ ، فَهِيَ مَعَ ذَلِكَ تَأْذَنُ لِرَبِّهَا وَتُطِيعُ ، وَتَنْشَقُّ لِهَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَتَنْفَطِرُ ، فَأَوْلَى بِكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . أضواء البيان = هنا =

*قد ذكر الله جل وعلا في -سورة- البروج حالة الذين اعتدوا على المسلمين وحرقوهم وفتنوهم تحذيرًا للمسلمين من أعمالهم الخبيثة، وحثًا على الصبر على ما يبتلى به العبد. الشيخ ابن باز =
فَإِنَّ السُّورَةَ وَرَدَتْ لِتَثْبِيتِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَذَاهُمْ وَتَذْكِيرِهِمْ بِمَا جَرَى عَلَى مَنْ قَبْلَهُمْ،= تفسير القرآن تفسير البيضاوي=

" وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ"

يُقْسِمُ اللَّهُ بِالسَّمَاءِ وَبُرُوجِهَا وَهِيَ النُّجُومُ الْعِظَامُ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ" تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا " الْفُرْقَانِ : 61 .تفسير ابن كثير=
والله يقسم من خلقه بما يشاء ، له أن يقسم بالسماء وبغيرها، كما أقسم بالطور، وبالذاريات، وبالضحى والليل إذا يغشى، إلى غير ذلك؛ لأنها آيات دالة على قدرته العظيمة، وأنه الخلاق العليم ، وأنه القادر على كل شيء. أما العبد فليس له أن يحلف إلا بالله، المخلوق ليس له أن يحلف إلا بربه ولا يجوز الحلف بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالأمانة، ولا بالأصنام، ولا بشرف فلان، ولا غير ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت. الشيخ ابن باز =
"
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أدرك عمرَ بنَ الخطابِ، وهو يسير في ركبٍ، يحلفُ بأبيهِ، فقال " ألا إنَّ اللهَ ينهاكم أن تحلفوا بآبائِكم، من كان حالفًا فليحلفْ باللهِ أو لِيصمُتْ " . الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 6646 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=
الْبُرُوجُ : جَمْعُ بُرْجٍ ، وَاخْتُلِفَ فِي الْمَعْنَى الْمُرَادِ بِهِ هُنَا : هَلْ هِيَ الْمَنَازِلُ أَوِ الْكَوَاكِبُ ، أَوْ قُصُورٌ فِي السَّمَاءِ عَلَيْهَا حُرَّاسُهَا .
وَقِيلَ : إِنَّ أَصْلَ هَذِهِ الْمَادَّةِ مِنَ الظُّهُورِ ، وَمِنْهُ تَبَرُّجُ الْمَرْأَةِ ، وَسَاقَ بَيَانَ الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ وَعَدَدِ الْمَنَازِلِ الْمَذْكُورَةِ .
قال الشيخ السعدي في تفسيره:

"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ "أَيْ: ذَاتِ الْمَنَازِلِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى مَنَازِلِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَالْكَوَاكِبِ الْمُنْتَظِمَةِ فِي سَيْرِهَا، عَلَى أَكْمَلِ تَرْتِيبٍ وَنِظَامٍ دَالٍّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَحِمَتِهِ، وَسِعَةِ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ. هنا=

"ذَاتِ الْبُرُوجِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْجُمْهُورُ : هِيَ الْمَنَازِلُ الَّتِي عَرَفَتْهَا الْعَرَبُ ، وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ عَلَى مَا قَسَّمَتْهُ ، وَهِيَ الَّتِي تَقْطَعُهَا الشَّمْسُ فِي سَنَةٍ ، وَالْقَمَرُ فِي ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا . وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَالْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ : هِيَ الْقُصُورُ . وَقَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ أَيْضًا : هِيَ النُّجُومُ . وَقِيلَ : عِظَامُ الْكَوَاكِبِ ، سُمِّيَتْ بُرُوجًا لِظُهُورِهَا . وَقِيلَ : هِيَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْبُرُوجِ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ " وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ"
هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، أَيْ الْمَوْعُودِ بِهِ.

فهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ الْخَلْقَ أَنْ يَجْمَعَهُمْ فِيهِ، وَيَضُمَّ فِيهِ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، وَقَّاصِيَهُمْ وَدَانِيَهُمُ، الَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرَ، وَلَا يُخْلِفَ اللَّهُ الْمِيعَادَ.تفسير السعدي =
" وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود"ٍ هَذَانِ مُنَكَّرَانِ ، وَيَنْبَغِي حَمْلُهُمَا عَلَى الْعُمُومِ لِقَوْلِهِ .
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط.
"
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ"
"اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ، قال وما طلَعتِ الشَّمسُ ولاَ غرَبَت على يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لاَ يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يَدعو اللَّهَ بخيرٍ إلَّا استجابَ اللَّهُ لَهُ، ولاَ يستعيذُ من شيءٍ إلَّا أعاذَهُ اللَّهُ منهُ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3339 - خلاصة حكم المحدث : حسن= الدرر =

شرح الحديث:في هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "اليومُ الموعودُ يَومُ القِيامةِ"، هو يومُ القِيامةِ؛ لأنَّ اللهَ وعَد به النَّاسَ، "واليومُ المشهودُ يومُ عَرفةَ"؛ لأنَّ النَّاسَ يَشهَدونه، أي: يَحضُرونه ويَجتمِعون فيه، "والشَّاهدُ يومُ الجُمُعةِ"، أي: يَشهَد لِمَن حضَر صَلاتَه، "وما طلَعتِ الشَّمسُ ولا غرَبَتْ على يومٍ أفضلَ منه"، أي: يَومِ الجُمُعةِ، "فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها"، أي: يُصادِفُها، ويُوفَّقُ للدُّعاءِ فيها، "عَبدٌ مُسلِمٌ يَدعو اللهَ بخيرٍ إلَّا استجابَ اللهُ له. ولا يَستعيذُ"، أي: يَطلُبُ مِن اللهِ الحِمايةَ والوقايةَ، "مِن شَرٍّ إلَّا أعاذَه اللهُ منه"، أي: وَقَاه اللهُ مِن ذلك الشَّرِّ، والمرادُ أنَّ فيه ساعةَ إجابةٍ لمَن يَدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ في تلك السَّاعةِ، فيَنبغي الحِرصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها، وقد ورَد في تَحديدِ تلك السَّاعةِ عندَ أبي داودَ والنَّسائيِّ مِن حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما -قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "فالْتَمِسوها آخرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ"الدرر .
كما ورَدَ أنَّها الساعةُ التي بين أذانِ الجُمُعةِ وانقضاءِ الصَّلاةِ، كما في صحيحِ مُسلمٍ من حَديثِ أبي موسى الأَشعريِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ -يعني في ساعةِ الجُمُعةِ- "هي ما بينَ أنْ يَجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ"الدرر، وكلُّ واحدةٍ مِن هاتَينِ الساعتَينِ يُرجَى فيها إجابةُ الدُّعاءِ.= الدرر =



" وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ " أَيْ :يَوْمٌ عَظِيمٌ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ ،وَيَجْتَمِعُ فِيهِ الرُّسُلُ جَمِيعُهُمْ ، وَتُحْشَرُ فِيهِ الْخَلَائِقُ بِأَسْرِهِمْ ، مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالطَّيْرِ وَالْوُحُوشِ وَالدَّوَابِّ ، وَيَحْكُمُ فِيهِمُ الْعَادِلُ الَّذِي لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر