العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-15-2019, 01:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,240
Arrow


التبكير بصلاة العيد :
يُستحَبُّ تبكيرُ المأمومينَ إلى صلاةِ العيدِ بعدَ الفجرِ، وهذا مذهبُ الجمهورِ.الموسوعة الفقهية.
* عن يزيد بن خُمَيْر الرَّحْبِّيُ قال "خرجَ عبدُ اللَّهِ بنُ بُسْرٍ صاحبُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معَ النَّاسِ في يومِ عيدِ فطرٍ أو أضحَى فأنكرَ إبطاءَ الإمامِ فقالَ إنَّا كنَّا قد فرغنا ساعتَنا هذِه وذلِك حينَ التَّسبيحِ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 2 ـ أول كتاب : الصلاة / 246 ـ باب : وقت الخروج إلى العيد / حديث رقم : 1135 / ص : 195 / صحيح .
وفي الجامع الصحيح لما في الصحيحين للشيخ مقبل / ج : 2 / ص : 191 . ترجم له : التبكير بصلاة العيد .
حينَ التَّسبيحِ: أي حين يصلي صلاة الضحى ، يريد ساعة ارتفاع الشمس وانقضاء وقت الكراهة أي بعد الشروق بثلث ساعة تقريبًا، ودخول وقت السبحة وهي النافلة - صلاة الضحى .

في هذا الحَديثِ: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ"، وهو صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، "خَرَج"، أي: ذهَبَ إلى صلاةِ العيدِ "معَ النَّاسِ في يومِ عيدِ فطرٍ أو أضحى، فأنكَر إبطاءَ الإمامِ مِن عدَمِ خُروجِه إلى المُصلَّى وصلاتِه العيدَ بالنَّاسِ، "فقال: إنَّا كُنَّا قد فَرَغْنا ساعتَنا هذهأي: إنَّه كان يَنْبغِي أنْ نَكونَ قَدِ انْتهَيْنا مِن صلاةِ العيدِ في هَذا الوَقتِ، "وذلك حِينَ التَّسبِيحِأي: أوَّلَ وقتِ صلاةِ الضُّحى، وهذا يدلُّ على تَعجيلِ صلاةِ العيدِ؛ قِيل: هذا التَّعْجيلُ في الأضحى للتفرُّغِ للذَّبحِ، بخِلافِ عيدِ الفِطْرِ؛ فالتَّأخُّرُ قليلًا لا إشكالَ فيه، بل قدْ يكونُ فيه مصلحةٌ، وهي تمكُّنُ مَن لم يُخرِجْ زكاةَ الفِطرِ مِن إخراجِها.
وفي الحديثِ: إنكارُ الصَّحابةِ لِمَا يُخالِفُ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه: أنَّ وقتَ صلاةِ العيدِ يَبدَأُ معَ وقتِ صلاةِ الضُّحَى
.الدرر السنية.
و يُستحَبُّ للإمامِ أن يتأخَّر في خروجِه إلى المصلَّى، إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم فيه. الموسوعة الفقهية.
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال"كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخرُجُ يومَ الفِطرِ والأضحى إلى المصلَّى، فأولُ شيءٍ يبدأ به الصَّلاةُ""البخاري ومسلم.

فيه دليلٌ على أنَّ الإمام لا يَحضُر فيجلس، بل يَحضُرُ ويَشرَعُ في الصلاةِ مباشرةً.الشرح الممتع: لابن عثيمين :5/127 .

وفيه:أنَّ الإمامَ يُنتَظَرُ ولا يَنتظِرُ.المغني.لابن قدامة :2/276.


*وآخر وقت صلاة العيد زوال الشمس:
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ووقتها من حين ترتفع الشمس ويزول وقت النهي إلى الزوال، فإن لم يعلم بها إلا بعد الزوال، خرج من الغد فصلى بهم.

والدليل على ذلك، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ، فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ«الراوي : عمومة أبي عمير بن أنسالمحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل -الصفحة أو الرقم :634- خلاصة حكم المحدث : صحيح.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الهِلالَ يثبُتُ برُؤيةِ العُدولِ.

"أنَّ ابنَ عمرَ كان إذا غدا يومُ الفطرِ ويومُ الأضحى يجهرُ بالتكبيرِ حتى يأتيَ المصلَّى ، ثم يكبرُ حتى يأتيَ الإمامُ"الراوي : نافع مولى ابن عمر-المحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل -الصفحة أو الرقم: 650 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


*صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة :
إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ.الراوي : جابر بن عبدالله-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 958 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا "لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَومَ الفِطْرِ وَلَا يَومَ الأضْحَى، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ حِينٍ عن ذلكَ؟ فأخْبَرَنِي، قالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصَارِيُّ، أَنْ لا أَذَانَ لِلصَّلَاةِ يَومَ الفِطْرِ، حِينَ يَخْرُجُ الإمَامُ، وَلَا بَعْدَ ما يَخْرُجُ، وَلَا إقَامَةَ، وَلَا نِدَاءَ، وَلَا شيءَ، لا نِدَاءَ يَومَئذٍ، وَلَا إقَامَةَ."الراوي : جابر بن عبدالله وابن عباس-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 886 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

وفي الحَديثِ: عدمُ مَشروعيَّةِ أيِّ لفظٍ للنِّداءِ بصَلاةِ العيدَينِ.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-15-2019, 03:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,240
Arrow


*الخطبة

خُطبةُ صلاةِ العيدِ سُنَّةٌ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة .
*عن عبدالله بن السائب" حضرتُ العيدَ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فصلَّى بنا العيدَ ثمَّ قالَ قد قضينا الصَّلاةَ فمن أحبَّ أن يجلسَ للخطبةِ فليجلس ومن أحبَّ أن يذْهبَ فليذْهبْ"الراوي : عبدالله بن السائب- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1073-خلاصة حكم المحدث : صحيح.
فلنحرص على حضور الخطبة مع الإنصات ورجاء الفوز بفضل مجالس الذكر هذه:

"إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وهو أعْلَمُ منهمْ، ما يقولُ عِبادِي؟ قالوا: يقولونَ: يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ ويَحْمَدُونَكَ ويُمَجِّدُونَكَ قالَ: فيَقولُ: هلْ رَأَوْنِي؟ قالَ: فيَقولونَ: لا واللَّهِ ما رَأَوْكَ؟ قالَ: فيَقولُ: وكيفَ لو رَأَوْنِي؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْكَ كانُوا أشَدَّ لكَ عِبادَةً، وأَشَدَّ لكَ تَمْجِيدًا وتَحْمِيدًا، وأَكْثَرَ لكَ تَسْبِيحًا قالَ: يقولُ: فَما يَسْأَلُونِي؟ قالَ: يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو أنَّهُمْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو أنَّهُمْ رَأَوْها كانُوا أشَدَّ عليها حِرْصًا، وأَشَدَّ لها طَلَبًا، وأَعْظَمَ فيها رَغْبَةً، قالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قالَ: يقولونَ: مِنَ النَّارِ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْها كانُوا أشَدَّ مِنْها فِرارًا، وأَشَدَّ لها مَخافَةً قالَ: فيَقولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أنِّي قدْ غَفَرْتُ لهمْ قالَ: يقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فيهم فُلانٌ ليسَ منهمْ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ. قالَ: هُمُ الجُلَساءُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6408 - خلاصة حكم المحدث : أورده في صحيحه وقال : رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ،ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم -الدرر -

وهذا مِن فوائدِ وثمارِ مُجالَسةِ الصَّالِحين.
وفي الحديثِ: حِرْصُ الملائكةِ على سَماعِ الذِّكرِ، ومَحَبَّتُها حُضورَ مجالسِ الذِّكر.
وفيه: أنَّ أهمَّ ما تُشْغَلُ به حياةُ العِباد ما يُقرِّبُهم مِن الله والجنَّةِ، ويُبعِدُهم عن النارِ

اللهم اغفر لنا وارحمنا.

*واختلفوا في عدد خطب العيدين هل خطبة واحدة أم خطبتان، ونشأ الخلاف من وجود:
- أدلة صريحة -ضعيفة- تثبت خطبتين.
- أدلة صحيحة -غير صريحة- تثبت خطبة واحدة. الألوكة.
ومن هنا ظهر الخلاف.وقيل:
يُسنُّ للعيدِ خُطبتانِ. وذلك قياسًا على الجُمُعةِ، ولأنَّه هو المعتادُ من خُطبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
قال الشافعيُّ: عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال "السُّنَّة أن يخطُبَ الإمامُ في العيدين خطبتين يَفصِل بينهما بجلوس". قال الشافعيُّ
: وكذلك خُطبة الاستسقاء، وخطبة الكسوف، وخطبة الحج، وكلُّ خُطبة جماعة.الأم:
1/272. وقال النوويُّ: لم يثبتْ في تكرير الخطبة شيء، والمعتمَد فيه القياسُ على الجُمعة.خلاصة الأحكام: 2/838 .

"أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يخطبُ الخطبتينِ وَهوَ قائمٌ وَكانَ يفصلُ بينَهما بجلوسٍ"الراوي : عبدالله بن عمر- المحدث : الألباني-المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم : 1415 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
وهذا في صَلاةِ الجُمُعةِ ، ويقاس عليها الخطب الأخرى كما سبق بيانه عاليه.

وسُئِلَ فضيلةُ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يخطب الإمام في العيد خطبة واحدة أو خطبتين ؟
فأجاب :
" المشهور عند الفقهاء رحمهم الله أن خطبة العيد اثنتان ، لحديث ضعيف ورد في هذا ، لكن في الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة ، وأرجو أن الأمر في هذا واسع " انتهى.مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" 16/246.

والمسألة من مسائل الاجتهاد ، والأمر في هذا واسع ، وليس في السنة النبوية نص فاصل في المسألة ، وإن كان ظاهرها أنها خطبة واحدة ، فيفعل الإمام ما يراه أقرب إلى السنة في نظره . هنا -



*كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يَخرجُ يومَ العيدِ ، فيصلِّي بالنَّاسِ رَكْعَتينِ ، ثمَّ يسلِّمُ فيقفُ علَى رجليهِ فيستقبِلُ النَّاسَ وَهُم جلوسٌ ، فَيقولُ " تصدَّقوا تصدَّقوا " فأَكْثرُ من يتصدَّقُ النِّساءُ ، بالقُرطِ والخاتمِ والشَّيءِ ، فإن كانت لَهُ حاجةٌ يريدُ أن يبعَثَ بعثًا يذكرُهُ لَهُم وإلَّا انصَرفَ"الراوي : أبو سعيد الخدري-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1072 -خلاصة حكم المحدث : صحيح .


* عن جابر بن عبد الله . قال "شَهِدْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ يَومَ العِيدِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا علَى بلَالٍ، فأمَرَ بتَقْوَى اللهِ، وَحَثَّ علَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ،ثُمَّ مَضَى حتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، فَقالَ: تَصَدَّقْنَ، فإنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِن سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ، فَقالَتْ: لِمَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: لأنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، قالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِن حُلِيِّهِنَّ، يُلْقِينَ في ثَوْبِ بلَالٍ مِن أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ ."الراوي : جابر بن عبدالله-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 885 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ: أي فيها تغير وسواد .
وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ:العشير : المعاشِر والمخالط، وحمله الأكثرون هنا على الزوج ،وقال آخرون هو كل مخالط ، ومعنى الحديث أنهن يجحدون الإحسان .

وفيه: أنَّ تأخيرَ الخُطبةِ عن صلاةِ العيدِ يدلُّ على عدمِ وجوبِها؛ فقدْ جُعِلتْ في وقتٍ يَتمكَّن مَن أراد تَرْكَها من تركِها، بخلافِ خُطبةِ الجُمُعةِ . المغني:لابن قدامة :2/287.
ما يُستحَبُّ في خُطبةِ العِيدينِ: يستحبُّ أن يُعلِّمَ الناسَ أحكامَ العيدِ، فيَعظَهم ويُوصِيَهم بالصَّدقاتِ، وفي عيدِ الأضحى يُعلِّمهم أحكامَ الأُضحيةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة. 6599 المغني:لابن قدامة :2/286، الشرح الممتع: لابن عثيمين :5/148.
من مقاصدِ مشروعيَّة خُطبةِ العيدِ: تعليمَ أحكامِ الوقتِ. البحر الرائق: لابن نجيم :2/176.

"سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ مانَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا."الراوي : البراء بن عازب -المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم : 951 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-17-2019, 12:13 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,240
Arrow

ماذا بعد رمضان؟


ماذا سيكون حالك بعد رمضان ياصائم يا قائم يامتصدق؟

هل تفرح وتركن لعباداتك هذه ؟ الجواب نتحسسه من هذا الحديث: قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" قالت عائشةُ : أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ قالَ لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ ، وَهُم يخافونَ أن لا تُقبَلَ منهُم أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3175- خلاصة حكم المحدث : صحيح.

على المسلِمِ أن يَبْقى دائمًا في حذَرٍ ، وألَّا يتَّكِلَ على الطَّاعاتِ والعباداتِ الَّتي يَعمَلُها وعلى قَبولِها؛ فهذا ممَّا لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "سَألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن هذه الآيةِ"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ "المؤمنون: 60، أي: يَفعَلون ما يَفعَلون مِن الأعمالِ وقلوبُهم خائفةٌ، المرادُ بهذه الآية أهلُ الطَّاعاتِ، "وهم يَخافون أنْ لا تُقبَلَ مِنهم"، أي: إنَّهم يَخشَوْن عدَمَ قَبولِها"أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"المؤمنون: 61، فأولئك يُبادِرون إلى الأعمالِ الصَّالحةِ والإكثارِ مِنها بُغْيةَ قَبولِها منهم.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإسراعِ في عمَلِ الطَّاعاتِ والازديادِ مِنها، مع الخَوفِ والشَّفقةِ مِن اللهِ تعالى.الدر
ر-

"سَدِّدُوا وقارِبُوا، واعْلَمُوا أنْ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُهاوإنْقَلَّ."الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم6464:- خلاصة حكم المحدث : صحيح.

"سَدِّدُوا وقارِبُوا" أي: اقْصِدُوا الصَّوابَ ولا تُفْرِطُوا فتُجهِدُوا أنفُسَكم في العبادةِ؛ لئلَّا يُفضيَ بكم ذلك إلى المَلَل فتترُكوا العملَ فتُفَرِّطُوا.
" أدْوَمُها" أي: ما استمرَّ في حياةِ العامِل «وإن قَلَّ»؛ لأنَّه يَستمِرُّ، بخلافِ الكثيرِ الشَّاقِّ.
في الحديثِ: أنَّ العَملَ القليلَ الدائمَ خيرٌ مِن الكثيرِ المُنقطِع.وهذه قاعدة مستنبطة من جملة نصوص من السنة النبوية أرشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى المداومة على العمل وإثباته ولو كان قليلًا، وكره المغالاة في الأعمال، بما يكون مآله الانقطاع أو التقصير في تكاليف أخرى، ومن النصوص المؤيدة لهذا الضابط" أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُهاوإنْقَلَّ" صحيح البخاري.


"خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ. "الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: - 782 خلاصة حكم المحدث :صحيح.


فإنَّ الله لا يَمَلُّ مِن ثَوابِك حتَّى تَمَلَّ مِن العَمَل.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها"دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَعِندِي امْرَأَةٌ، فَقالَ: مَن هذِه؟ فَقُلتُ: امْرَأَةٌ لاتَنَامُ تُصَلِّي، قالَ: علَيْكُم مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا، وَكانَ أَحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ"صحيح مسلم.


فلنحرص على المداومة على الأعمال الصالحة ولو قلت ، ولنجتهد في مخالطة الصحبة الصالحة المعينة على الطاعة.

قال صلى الله عليه وسلم "الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم:- 4833 خلاصة حكم المحدث : حسن .
أي: المرءُ يشابِهُ صَديقَه وصاحِبَه في سِيرتِه وعادتِه؛ فهوَ مؤثِّرٌ في الأخلاقِ والسلوكِ والتصرُّفاتِ، ونظرةِ الناسِ إلى كلٍّ مِنهما من خلالِ مَعرفتِهم بأحوالِ الصَّاحبِ؛ ولهذا أرشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى حُسنِ اختِيارِ الصدِيقِ.
و في حديثٍ آخرَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
" لا تُصاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، ولا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم:- 4832 خلاصة حكم المحدث : حسن.



أي: لا تَتخِذْ صاحِبًا ولا صديقًا إلَّا مِن المؤمنينَ؛ لأنَّ المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والهدى والخيرِ، ويَكونُ عُنوانًا لصاحِبه، وأَّما غيرَ المؤمنِ فإنَّه يضُرُّ صاحبَه.
"
ولا يَأكلْ طعامَكَ إلَّا تقِيٌّأي: المتورِّعُ، والمرادُ: لا تَدعُ أحدًا إلى طعامِكَ وبيتِكَ إلَّا الأتقياءَ؛ فإنَّ التقيَّ يتقوَّى بطعامِكَ على طاعةِ اللهِ، وإذا دخلَ بيتَكَ لم يتطلَّعْ إلى عوراتِكَ، وإذا رَأى شيئًا ستَره عليكَ، أمَّا غيرُ الأتقياءِ مِن الفاسقينَ فهُم على العَكسِ مِن ذلكَ، فإنَّ الإطعامَ يُحدِثُ الملاطفةَ والمودَّةَ والأُلفةَ، فيجِبُ أن يكونَ ذلكَ للمؤمنينَ والصالحينَ.

. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
رابط تحميل الملف كاملا ونسخة للطباعة ونسخة إلكترونية
هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر