العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-20-2019, 06:33 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا


"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "يونس :58.

أي : بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا ، فإنه أولى ما يفرحون به ، "هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "أي : من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة . تفسير ابن كثير =

اعلم رحمني الله وإياك أن أولى ما يفرح به المسلم طاعة الله تعالى ورسوله، وتوفيقه وإحسانه، فكم من محروم من قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكم من ضال تائه عن عبادة ربه إلى عبادة مخلوق مثله، قد اتبع هواه، وأغواه شيطانه، وضل سواء السبيل، فإذا فضَّلك الله تعالى عليه، وهداك إلى صراطه المستقيم، واتباع رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ فاحمد الله تعالى واشكره وارجو الزيادة من فضله، قال تعالى " لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ "إبراهيم-7، وافرح بذلك فإنه فرح مشروع محمود، ولا تزد على ذلك حتى إذا جمعت من حطام الدنيا، فحطام الدنيا لا يستحق أن تفرح به إلا إذا كان في طاعة الله تعالى، أما إذا حملك على معصيته فعدمه خير من الظفر به، ومن فرح بالمعصية فقد وقع في المحظور، ذلك النوع من الفرح المذموم الذي لا يحبه الله تعالى، ولا يرضى عن صاحبه، بل هو سبب لسخط الله وعقابه، قال تعالى عن قارون "إذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ"القصص-76، والمراد الذين يحملهم فرحهم على الأَشَر، والبَطَر،، ولا يشكرون الله تعالى على ما أعطاهم.

 هنا =
"قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " النساء : 77 .

" قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى " أي: التمتع بلذات الدنيا وراحتها قليل، فتحمل الأثقال في طاعة الله في المدة القصيرة مما يسهل على النفوس ويخف عليها؛ لأنها إذا علمت أن المشقة التي تنالها لا يطول لبثها هان عليها ذلك، فكيف إذا وازنت بين الدنيا والآخرة، وأن الآخرة خير منها، في ذاتها، ولذاتها وزمانها، فذاتها -كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت عنه- "أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها" . ولذاتها صافية عن المكدرات، بل كل ما خطر بالبال أو دار في الفكر من تصور لذة، فلذة الجنة فوق ذلك كما قال تعالى" فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ" وقال الله على لسان نبيه: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" .

"قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ"فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ"السجدة: 17. وحَدَّثَنا عَلِيٌّ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ، حَدَّثَنا أبو الزِّنادِ، عَنِ الأعْرَجِ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: «قالَ اللَّهُ» مِثْلَهُ، قيلَ لِسُفْيانَ: رِوايَةً؟ قالَ: فأيُّ شيءٍ. قال أبو مُعاويةَ، عن الأعمَشِ، عن أبي صالِحٍ: قرَأ أبو هُريرةَ "قُرَّاتِ أعْيُنٍ".الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 4779 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.وقوله: قال أبو معاوية... معلق. التخريج : أخرجه البخاري :4779. واللفظ له، ومسلم :2824.

مِن المبَشِّرَاتِ ما كان يذْكُرُه النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأُمَّتِه مِن نَعيمِ الجنَّةِ وما أعدَّه اللهُ للصَّالحينَ منهم، وفي هذا تَثبيتٌ لأُمَّتِه إذا عرفوا ما سيَجِدونه عندَ الله مِن الرَّحمَةِ والكَرَامَة لِمَن خاف اللهَ واتَّقاهَ وعَمِل الصالحاتِ.
وهذا الحَديثُ هو مِن الأحاديثِ القُدُسيَّةِ التي يَرويها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ عن رَبِّ العزَّةِ تَبارَك وتعالَى، وفيه يقولُ "قال اللهُ تبارَك وتعالى: أعدَدْتُ"، أي: خلقْتُ وهيَّأْتُ في الجنَّةِ "لعبادِي الصَّالحينَ"، أي: للعبادِ الذي يَعلمون الصَّالحاتِ، ويَسْعَون في الخيرِ، والإضافَةُ في قوله: لعبادِي؛ للتشريفِ، أي: المخلصِينَ منهم بتِلك الأعمالِ، "ما لا عينٌ رأتْ ولا أُذنٌ سَمِعَت"، أي: ما لم تَرَه عيْنٌ ولم تسمعْ به وبوصْفِه أُذنٌ في الدُّنيا، وتَنكيرُ "عيْن" و"أُذُن" في سِياقِ النَّفيِ يُفيدُ الشُّمولَ، أي: يكونُ في الجنَّةِ ما لم تَرَه أيُّ عيْنٍ مِن الأعيُنِ، ولم تسمَعْ به وبِوصفِه أيُّ أُذنٍ مِن الآذَانِ، "ولا خَطَر على قلب بشَرٍ"، أي: ولم يَمُرَّ على عقل أحدٍ ما يشبِهُه أو يتصوَّرُه من النَّعيمِ، فكلُّ شيءٍ تخيَّله عقلٌ أو قلبٌ من نعيمِ الجنَّةِ؛ ففِيها أفضلُ مما تخيَّله، قال أبو هريرة: "اقرءوا إن شِئْتُم"فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ"السجدة: 17. أي: وهذا مِصدَاقُ ما قاله من كتاب الله الذي أخبَر أنه لا يعلم أحدٌ ولا يتصوَّرُ ما خبَّأه اللهُ عن النَّاسِ من النَّعيمِ الذي تقَرُّ به العينُ، أي: تهدأُ وتسعَدُ وتفرَحُ به يوم القيامةِ عند الله تعالى.
وقولُه: وحدَّثنا عليٌّ، هو ابنُ عبد الله، وحدَّثنا سُفيانُ، هو ابنُ عُيَينةَ: حدَّثنا أبو الزِّناد، هو عبدُ الله بنُ ذَكوانَ، عن الأعرجِ، هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ هُرمُز، عن أبي هُريرةَ قال: "(قال الله)، مثلَه"، أي: بمِثل هذا الحديثِ، "قيل لسفيان: رِوايةً؟"، أي: هل أبو هُرَيرةَ رفعَه ورواه عن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال سفيانُ: "فأيُّ شَيْءٍ؟!"، أي: كيف يَرويه أبو هُرَيرةَ لو لم يَكُن عن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم؟! = الدرر السنية =

وأما لَذَّات الدُّنيا فإنها مشوبة بأنواع التنغيص الذي لو قوبل بين لذاتها وما يقترن بها من أنواع الآلام والهموم والغموم، لم يكن لذلك نسبة بوجه من الوجوه. وأما زمانها، فإن الدنيا منقضية، وعمر الإنسان بالنسبة إلى الدنيا شيء يسير، وأما الآخرة فإنها دائمة النعيم وأهلها خالدون فيها، فإذا فكّر العاقل في هاتين الدارين وتصور حقيقتهما حق التصور، عرف ما هو أحق بالإيثار، والسعي له والاجتهاد لطلبه، ولهذا قال" وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى" أي: اتقى الشرك، وسائر المحرمات. " وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " أي: فسعيكم للدار الآخرة ستجدونه كاملاً موفرًا غير منقوص منه شيئًا.
=تفسير السعدي =

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:37 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر