العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2019, 08:17 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,272
root اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي

سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنا الرسول صلى الله عليه وسلم ،قالت🍃يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو قالَ تقولينَ🍃 اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي🍃
🔹الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 3119- خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
"فاعْفُ عنِّي"، أي: تجاوَزْ عنِّي واصفَحْ عن زَلَلي؛ فإنِّي كثيرُ التَّقصيرِ، وأنت أَولى بالعفْوِ الكثيرِ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ.
🍃الشرح المفصل:

مِن عظيمِ مِنَنِ اللهِ تعالى على أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ جعَلَ لها في أيَّامِ دَهْرِها نَفحاتٍ؛ لِيَتعرَّضوا لها، ولِيَفوزوا فيها بعطايَا مِن اللهِ؛ لأنَّ الأمَّةَ أعمارُها قَصيرةٌ، وآجالُها مَحدودةٌ، ومِن تلك النَّفَحاتِ الجليلاتِ ليلةُ القدْرِ التي هي خيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ، كما أخبَرَ اللهُ تعالى في كتابِه.
وفي هذا الحديثِ أنَّ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها سألَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن لَيلةِ القَدْرِ، فقالتْ "إنْ وافَقْتُها"، أي: إنْ أدرَكْتُ ليلةَ القدْرِ، كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ وابنِ ماجه، ولَيلةُ القَدْرِ في العشْرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رمضانَ، وتكونُ في اللَّيالي الوِتريَّةِ، وتُعرَفُ لمَن أحْياها وأقامَها بعلاماتِها؛ ومنها: أنَّها ليلةٌ صافيةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، وتَطلُعُ الشَّمسُ عقِبَها لا شُعاعَ لها مُنتشرَ في الآفاقِ، وسُمِّيَت بذلك؛ لعِظَمِ قَدْرِها؛ لنُزولِ القرآنِ والملائكةِ فيها، وقيل: لأنَّ الذي يُحْييها يكونُ له قَدْرٌ بذلك، وقيل: القدْرُ مأخوذٌ مِن التَّضييقِ، والذي يُرادُ هنا إخفاءُ يَومِها عن الناسِ، وقيل: لتَقديرِ أفعالِ السَّنةِ بها؛ فتُكتَبُ فيها أقدارُ تلك السَّنةِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ اللَّفظُ مأخوذًا مِن بعضِ تلك المعاني أو كلِّها، "فبِمَ أدْعو؟" أي: ما يَفضُلُ مِن الدُّعاءِ في تلك اللَّيلةِ؟ فأرشَدَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أفضَلِ أنواعِ الدُّعاءِ في تلك اللَّيلةِ، وهو"اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ"، والعفْوُ هو التَّجاوُزُ عن السَّيِّئاتِ، "تُحِبُّ العفْوَ"، أي: تُحِبُّ ظُهورَ هذه الصِّفةِ، "فاعْفُ عنِّي"، أي: تجاوَزْ عنِّي واصفَحْ عن زَلَلي؛ فإنِّي كثيرُ التَّقصيرِ، وأنت أَولى بالعفْوِ الكثيرِ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ، وهذا مِن آدابِ الدُّعاءِ؛ أنْ يُثنِيَ العبدُ على ربِّه سُبحانَه بصِفةٍ تُناسِبُ طَلبَه، وهذا الدُّعاءُ مِن جوامعِ الكلِمِ، ومَن دَعا به حاز خَيريِ الدُّنيا والآخرةِ.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفَةِ العفْوِ والمَحبَّةِ للهِ تعالى كما يَلِيقُ بجَلالِه.
وفيه: الحثُّ على الدَّعواتِ المباركاتِ لا سيَّما في الأوقاتِ الفاضلاتِ.
وفيه: بيانٌ لحِرْصِ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها على التَّعلُّمِ مِن هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى مَعرفةِ أبوابِ الخيرِ .
الدرر =
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-25-2019, 08:24 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,272
Red face



اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي
من فوائد هذا الحديث العظيم :
أهمية الدعاء.
أهمية الثناء على الله عز وجل في الدعاء.
إثبات اﻷسماء والصفات لله عز وجل.
إثبات اسم "العفو" لله عز وجل.
إثبات صفة العفو لله عز وجل.
إثبات صفة المحبة لله عز وجل.
ﺃﻧﻪ عز وجل ﻳﺤﺐ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ عز وجل ﻳﺤﺐ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬاﺗﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﺬاﺗﻪ؟!
محبة الله عز وجل للعفو.
الحرص على اغتنام مواسم الطاعات.
أن هذه اﻟﻄﺎﻋﺔ من ﺃصول اﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ، وليس ﻷحد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ أن ﻳﺴﺘﻐﻨﻲَ ﻋﻨﻬﺎ، أو يزعُم أنْ لا ﺣﺎﺟﺔ له بها.
الحرص على طلب عفو الله عز وجل.
بذل اﻷسباب الموجبة لنيل العفو، ومنها: الدعاء.
فضل ليلة القدر.
الحرص على اﻷعمال الصالحة في ليلة القدر، ومنها: الدعاء.
حرص عائشة رضي الله عنها على الخير ومسارعتها إلى الطاعة.
فقه عائشة رضي الله عنها ولذلك سارعت للسؤال عن ذلك.
حرص عائشة رضي الله عنها على ليلة القدر وإلى ما ينفَع فيها.
أهمية الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم، ولا سيما فيما قد يُشكِلُ.
حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشفقته على مَن يسأله، وإرشاده إلى ما ينفَعه.
استحباب هذا الدعاء واﻹكثار منه، ولا سيما لمن يطلب ليلة القدر.
يُسر الشريعة وسماحتها.
مشروعية التوسل.
أن من صور التوسل المشروع التوسل بأسماء الله عز وجل وصفاته.
أن التوسل بأسماء الله عز وجل وصفاته من اﻷسباب المقتضية لنيل المطلوب.
الإتيان بين يدي سؤال الله عز وجل بما يناسب سؤلَ ومطلوب الداعي من أسمائه عز وجل وصفاته، أو أن ﻳﺨﺘﻢ ﺩﻋﺎءﻩ ﺑﻪ، ﻭهو يؤيد ويوافق ﻗﻮﻟﻪ عز وجل" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "الأعراف: 180.

ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﻡ ﻃﻠﺐ العفو الذي هو مِن ﺃﻫﻢ ﻣﺎ يُطلَبُ في ليلة القدر، ناسَب أن يتقدَّمه اﺳﻢٌ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ عز وجل، ﻭﻫﻮ العَفُوُّ اﻟﺬﻱ ﻳُﻄﻠَﺐُ ﻣﻨﻪ العَفوَ عز وجل.

أنه عز وجل ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﻌﻔﻮ ﻭاﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺧﻠَﻖ ﺧَﻠْﻘَﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﺃﺣﻮاﻝ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭاﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﻃﻠﺒﻬﻢ ﻋﻔﻮﻩ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ عز وجل.

عموم هذا الفضل للأمة، وأنه لا يختص بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ولذلك سارع أهل العلم رحمهم الله إلى اﻹرشاد إليه، والدلالة عليه، وبيان استحبابه وسُنِّيَّتِه.

بيان أنه ﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ ﻭﻻ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﻻ ﺳﺮﻭﺭ للعبد، إلا إذا وُفِّق لعفو الله عز وجل.

أن عفو الله عز وجل ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ يمكن أن ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﺠﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ، وﻟﻮ أنه وُﻛِﻞَ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠِﻪ ﻟﻢ ﻳَﻨﺞُ ﺑﻪ البتةَ.

بذل الوُسع ﻓﻲ كل ما يقرِّب إلى الله عز وجل، واستفراغ الجهد والطاقة فيه، ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ﺳﻮاﻩ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء.

أن ليلة القدر إحدى أوقات إجابة الدعاء.

أن هذا الدعاء أعظمُ من أن نستقصِيَه ونحيطَ به.

وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.= الألوكة =

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:15 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر