العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2017, 01:59 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

مجلس 65
"قَالُوا يَـاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*" الكهف
قوله تعالى: { {قَالُوا ياذَا الْقَرْنَيْنِ} } وحينئذٍ يقع إشكال كيف يكونوا { {لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} } ثم ينقل عنهم أنهم خاطبوا ذا القرنين بخطاب واضح فصيح: { {قَالُوا ياذَا الْقَرْنَيْنِ} }؟
والجواب عن هذا سهل جداً، وهو أن ذا القرنين أعطاه الله تعالى ملكاً عظيماً، وعنده من المترجمين ما يُعرف به ما يريد، وما يَعرف به ما يريد غيره، على أنه قد يكون الله ـ عزّ وجل ـ قد ألهمه لغة الناس الذين استولى عليهم كلِّهم، المهم أنهم خاطبوا ذا القرنين بخطاب واضح { {قَالُوا ياذَا الْقَرْنَيْنِ} }، نادَوه بلقبه تعظيماً له.
{ {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} } يأجوج ومأجوج هاتان قبيلتان من بني آدم كما صح ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما حدَّث الصحابة بأن الله ـ عزّ وجل ـ يأمر آدم يوم القيامة فيقول:
«يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِير، وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيد» [فاشتد ذلك عليهم] قالوا: يا رسول الله، وأيُّنا ذلك الواحد؟ قال: «أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُم رَجُلٌ وَمِنْ يَأْجُوج ومَأْجُوج أَلْفٌ». ثم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ...» إلخ الحديث[(48)].
وبهذا نعرف خطأ من قال: إنهم ليسوا على شكل الآدميين وأن بعضهم في غاية ما يكون من القِصَر، وبعضهم في غاية ما يكون من الطول، وأن بعضهم له أذن يفترشها، وأذن يلتحف بها وما أشبه ذلك، كل هذا من خرافات بني إسرائيل، ولا يجوز أن نصدقه، بل يقال: إنهم من بني آدم، لكن قد يختلفون كما يختلف الناس في البيئات، فتجد أهل خط الاستواء بيئتهم غير بيئة الشماليين، فكل له بيئة، الشرقيون الآن يختلفون عن أهل وسط الكرة الأرضية، فهذا ربما يختلفون فيه، أما أن يختلفوا اختلافاً فادحاً كما يذكر، فهذا ليس بصحيح.
{ {مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} } الإفساد في الأرض يعم كل ما كان غير صالح، وغير أصلح، يفسدونها في القتل، وفي النهب، وفي الانحراف، وفي الشرك، وفي كل شيء، المهم أنهم يحتاجون إلى أحد يحميهم من هؤلاء.
{ {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} } يعني حاجزاً يمنع من حضورهم إلينا، فعرضوا عليه أن يعطوه شيئاً، وهذا اجتهاد في غير محله، لكنهم خافوا أن يقول لا، ولا يمكنهم بعد ذلك، وإلاَّ هذا الاجتهاد: كيف يقولون لهذا الملك الذي فتح مشارق الأرض ومغاربها: { {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} } هذا لا يقال إلاَّ لشخصٍ لا يستطيع. لكنهم قالوا ذلك خوفاً من أن يرد طلبهم، يريدون أن يقيموا عليه الحجة بأنهم أرادوا أن يعطوه شيئاً يحميهم به من هؤلاء، قال في الجواب:
{{مَا مَكَّنْنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}}.
قوله تعالى: { {قَالَ مَا مَكَّنْنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} } { {مَا} } مبتدأ و{ {مَا} } خبر المبتدأ، يعني الذي مكَّني فيه ربي من الملك والمال والخدم، وكل شيء، خير من هذا الخرج الذي تعرضونه عليَّ، وهذا كقول سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هدية ملكة سبأ، قال: { فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } [النمل: 36] وهذا من اعتراف الإنسان بنعم ربه ـ عزّ وجل ـ التي لا يحتاج معها إلى أحد.
{ {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} } أي: بقوة بدنية لا بقوة مالية؛ لأنه عنده من الأموال الشيء العظيم.
{ {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} } يعني أكبر مما سألوا، هم سألوا سداً، ولكنه قال ردماً، يعني أشد من السد، فطلب منهم:
{{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا *}}.
قوله تعالى: { {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} } الزُّبَر يعني القطع من الحديد، فجمعوا الحديد وجعلوه يساوي الجبال، وهذا يدل على القوة العظيمة في ذلك الوقت، يعني أرتال من الحديد، تجمع حتى تساوي الجبال الشاهقة العظيمة.
{ {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} } يعني جانبي الجبلين { {قَالَ انْفُخُوا} } يعني انفخوا على هذا الحديد، وليس المراد بأفواهكم؛ لأن هذا لا يمكن، ولكن انفخوا بالآلات والمعدات التي عنده؛ لأن الله أعطاه ملكاً عظيماً، فنفخوا { {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} } والحديد معروف أنه إذا أوقد عليه في النار يكون ناراً، تكون القطعة كأنها جمرة، بل هي أشد من الجمرة، ثم طلب أن يؤتوه قطراً يفرغه عليه، والقطر هو النحاس المذاب كما قال الله تعالى: {{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}} [سبأ: 12] ، يعني النحاس أرسله الله تعالى لسليمان، بدل ما كان معدناً قاسياً يحتاج إلى إخراج بالمعاول ثم صَهْر بالنار، أسال الله له عين القطر كأنها ماء ـ سبحان الله ـ.
قال ذو القرنين: { {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} } فأفرغ عليه القطر ـ النحاس ـ فاشتبك النحاس مع قطع الحديد فكان قوياً.
{{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا *}}.
قوله تعالى: { {فَمَا اسْطَاعُوا} } و«ما استطاعوا» معناهما واحد، وسبق في قصة موسى مع الخضر {{مَا لَمْ تَسْطِعْ} } و{{مَا لَمْ تَسْتَطِعْ} }.
{ {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} } يعني أن يصعدوا عليه؛ لأنه عالٍ؛ ولأن الظاهر أنه أملس، فهم لا يستطيعون أن يصعدوا عليه.
{ {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} } لم تأتِ التاء في الفعل الأول (اسطاعوا) وأتت فيه ثانياً، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، أيهما أشق أن يصعدوا الجبل أو أن يَنقبوا هذا الحديد؟
الجواب: الثاني أصعب ولهذا قال: { {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} } لأنه حديد ممسوك بالنحاس، فصاروا لا يستطيعون ظهوره لعلوه وملاسته، فيما يظهر، ولم يستطيعوا له نقباً لصلابته وقوته، إذاً صار سداً منيعاً وكفى الله شر هؤلاء المفسدين وهم يأجوج ومأجوج.
* * *
{{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا *}}.
قوله تعالى: { {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} } قالها ذو القرنين وانظر إلى عباد الله الصالحين، كيف لا يسندون ما يعملونه إلى أنفسهم، ولكنهم يسندونه إلى الله ـ عزّ وجل ـ وإلى فضله، ولهذا لما قالت النملة حين أقبل سليمان بجنوده على وادي النمل، قامت خطيبة فصيحة: {{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }} [النمل: 18، 19] ، أيضاً ذو القرنين ـ رحمه الله ـ قال: { {هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} } وليس بحولي ولا قوتي، ولكنه رحمة به ورحمة بالذين طلبوا منه السد، أن حصل هذا الردم المنيع.
{ {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} } يعني بخروج هؤلاء المفسدين.
{ {جَعَلَهُ دَكَّاءَ} } يعني جعل هذا السد دكّاً، أي: منهدماً تماماً وسواه بالأرض، وقد صح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا» [(49)]. يعني شيء يسير لكن ما ظهر فيه الشق لا بد أن يتوسع.
{ {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} } فما هو هذا الوعد؟
الجواب: الوعد هو أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يخرجهم في آخر الزمان، وذلك بعد خروج الدجال وقتله يخرج الله هؤلاء، يخرجهم في عالم كثير مثل الجراد أو أكثر «فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُون: لَقَدْ كَانَ بِهَذِ مَرَّةً مَاءٌ» ثم «يُحصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ» في جبل الطور، ويلحقهم مشقة ويرغبون إلى الله تعالى في هلاك هؤلاء، «فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» يصبحون في ليلة واحدة على كثرتهم، ميتين مِيتة رجل واحد، حتى تنتن الأرض من رائحتهم، فيرسل الله تعالى أمطاراً تحملهم إلى البحر أو يرسل اللهُ طيوراً فَتَحْمِلُهُمْ إلى البحر[(50)]، والله على كل شيء قدير، وهذه الأشياء نؤمن بها كما أخبر بها النبي صلّى الله عليه وسلّم، أما كيف تصل الحال إلى ذلك، فهذا أمره إلى الله عزّ وجل.
{ {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} } يعني وعد الله تعالى في خروجهم كان { {حَقًّا} } أي: لا بد أن يقع كل ما وعد الله بشيء فلا بد أن يقع؛ لأن عدم الوفاء بالوعد، إما أن يكون عن عجز، أو إما أن يكون عن كذب، والله ـ عزّ وجل ـ منَزَّهٌ عنهما جميعاً عن العجز، وعن الكذب، فهو ـ عزّ وجل ـ لا يخلف الميعاد لكمال قدرته، وكمال صدقه.
* * *
تفسير العثيمين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2017, 02:00 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ


وقال تعالى" حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ "الأنبياء: 96، 97.

هذا تحذير من الله للناس، أن يقيموا على الكفر والمعاصي، وأنه قد قرب انفتاح يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان عظيمتان من بني آدم، وقد سد عليهم ذو القرنين، لما شكي إليه إفسادهم في الأرض، وفي آخر الزمان، ينفتح السد عنهم، فيخرجون إلى الناس في هذه الحالة والوصف، الذي ذكره الله من كل من مكان مرتفع، وهو الحدب ينسلون أي: يسرعون.
وفي هذا دلالة على كثرتهم الباهرة، وإسراعهم في الأرض، إما بذواتهم، وإما بما خلق الله لهم من الأسباب التي تقرب لهم البعيد، وتسهل عليهم الصعب، وأنهم يقهرون الناس، ويعلون عليهم في الدنيا، وأنه لا يد لأحد بقتالهم.
تفسير السعدي
*اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ " . فذكر الدخانَ ، والدجالَ ، والدابةَ ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها ، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ خُسوفٍ : خَسفٌ بالمشرقِ ، وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم
" .

الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2901 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية
*- اطَّلعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ مِن غرفةٍ ونحنُ نتذاكرُ السَّاعةَ فقالَ:" لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَكونَ عشرُ آياتٍ طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها والدَّجَّالُ والدُّخانُ والدَّابَّةُ ويأجوجُ ومأجوجُ وخروجُ عيسى ابنِ مريمَ عليْهِ السَّلامُ وثلاثُ خسوفٍ خسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغربِ وخسفٌ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عَدَنِ أَبْيَنَ تسوقُ النَّاسَ إلى المحشرِ تبيتُ معَهم إذا باتوا وتقيلُ معَهم إذا قالوا"
الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3294 خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية

قَوْلُهُ: ( عَدَنِ أَبْيَنَ) بِوَزْنِ أَحْمَرَ قَرْيَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالنَّهَرِ ( إِلَى الْمَحْشَرِ) إِلَى أَرْضِ الشَّامِ كَذَا قَالُوا ( وَتُقِيلُ) مِنَ الْقَيْلُولَةِ كَذَا قَوْلُهُ: ( إِذَا قَالُوا) .
هنا
*- يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يارب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : ثلث أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : شطر أهل الجنة . فكبرنا ".
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4741 خلاصة حكم المحدث : "أورده في صحيحه" وقال : وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية (سكرى وما هم بسكرى)
الدرر السنية
*- " يُفتحُ الردمُ ،ردمُ يأجوجَ ومأجوجَ مثلَ هذه . وعقدَ وُهيبٌ تسعينَ ".
الراوي : أبو هريرة المحدث :البخاري المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7136 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] الدرر السنية
*- استيقظ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من النوم محمرًّا وجهُه يقول : ( لا إله إلا اللهُ، ويلٌ للعربِ من شرٍّ قد اقترب، فتحَ اليومَ من ردمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه ) . وعقد سفيان تسعينَ أو مائةً، قيل : أنهلِك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم، إذا كثُر الخبَثُ ) .الراوي : زينب بنت جحش أم المؤمنين المحدث : البخاري -المصدر :صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 7059 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]الدرر السنية
يعني إذا كثرت الشرور والمعاصي، الكثرة في الشرور والمعاصي من أسباب الهلاك.
ولهذا يقول-جل وعلا-في كتابه العظيم: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ"(التوبة: من الآية71) فإذا كثر الخبث والمعاصي صار هذا من أسباب هلاك الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا لم تنكر.
ابن باز هنا
وهذا الحديث يظهر شيئاً من عظيم شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وحرصه عليهم، فمعلوم أن خروج يأجوج ومأجوج يكون مصحوباً بإفسادهم في الأرض وإهلاكهم الحرث والنسل، ففزع صلى الله عليه وسلم لما يمكن أن يصيب أمته من شر بسببهم وتأسف على ما يمكن أن يحل بهم، وتجلت شفقته عليهم أكثر من هذا في تتمة الحديث ففيه موعظة بليغة وتحذير من الوقوع في أسباب الهلاك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وفي هذا الحديث فائدة عامة ينبغي للمرء أن يتنبه لها، وهي ألا يتعلق بظاهر الأحداث والأخبار التي يسمعها أو يطالعها، وإنما يربط كل هذا بمعاني الإيمان ويقرأ ما بين السطور -كما يقال- بهذا المنظار، وهذا ما فعلته أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث لم تسأل عن زمن خروجهم ولا هيئتها ولا أعدادهم ولا جنسيتهم أو مكانهم، وإنما ذهبت مباشرة إلى قضية إيمانية تنتفع بها - أنهلِك وفينا الصالحون ؟ - وقد تعلمت هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ومدرسته، فلما سأله الرجل: متى الساعة؟ لم يجبه جواباً يتعلق بظاهر السؤال، وإنما لفت نظره إلى ما يعنيه من أمرها، فقال: «وماذا أعددت لها»(3)، وقال لآخر: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»(4)، منبهاً أنها لا تقوم إلا بعد فساد أحوال الناس ففي رده تحذير من ذلك.
وفي جوابه صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين تأكيد لهذا المعنى، فلم يشر إلى كثرة أعدادهم وأن هذا هو سبب الهلاك، بل بين أن السبب هو كثرة الخبث.

معنى الخبث في اللغة: قال الأزهري في تهذيب اللغة: الخَبَثُ _ بِفَتْح الخَاء وَالْبَاء _ مَا تَنْفِيه النَّارُ من ردِيء الفِضّة وَالْحَدِيد إِذا أُذِيبا. وَمِنْه الحَدِيث: «فإنَّها تنفي الذُّنوبَ كما تَنفي النَّارُ خبثَ الحديدِ»(5).
*"ذُكِرتِ الحُمَّى عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فسبَّها رجلٌ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: لا تَسبَّها فإنَّها تنفي الذُّنوبَ كما تَنفي النَّارُ خبثَ الحديدِ" الراوي : أبو هريرة المحدث :الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 2810 خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر السنية

*- أمرت بقريةٍ تأكلُ القرى . يقولون يثربَ . وهي المدينةُ . تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . وفيه : كما ينفي الكيرُ الخبثَ . لم يذكرا الحديدَ .
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1382 خلاصة حكم المحدث : صحيح

الدرر السنية
وأما المراد بالخبث في الحديث فقد قال الحافظ: فسروه بِالزِّنَا وبأولاد الزِّنَا؛ وَبِالْفُسُوقِ وَالْفُجُورِ وَهُوَ أَوْلَى لِأَنَّهُ قَابَلَهُ بالصلاح(6).

والجامع لكل ما سبق أن المراد بالخبث في الحديث هو الرديء من الاعتقادات وطرق العبادة (البدع) والسلوكيات، وهو من لوازم كثرة المنافقين والفساق والزناة والعصاة.

المراد بالهلاك في الحديث: الهلاك على نوعين؛ حسي وهو معروف، ومعنوي وهو الحيدة والانحراف عن الحق، ففي قصة الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: «فهلك من هلك في شأني»(10).
"..........فهلك من هلك في شأني..............."

الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث :مسلم -المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2770 خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية

وفي تفسير قوله تعالى: "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"الأنفال: 42، يقول محمد بن إسحاق: أي ليكفر من كفر بعد الحجة، لما رأى من الآية والعبرة، ويؤمن من آمن على مثل ذلك. قال ابن كثير: وهذا تفسير جيد(11).
ولا شك أن ظاهر الحديث يشير إلى الهلاك الحسي لأنه مرتبط بخروج يأجوج ومأجوج، ولكن دخول الهلاك المعنوي فيه غير بعيد بل متوجه.

(1) قال النووي: "ويهلك بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة, وحكي فتحها, وهو ضعيف أو فاسد".
(2) متفق عليه.
(3) متفق عليه.
(4) صحيح البخاري (1/ 21) (59).
(5) تهذيب اللغة (7/ 146).
(6) فتح الباري لابن حجر (13/ 109).

(10) مسند أحمد (42/ 406) (25623)، قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(11) تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 69).
هنا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-07-2017, 02:00 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

مجلس 66
2جماد الآخر 1436
تابع قصة يَأجُوج ومَأجُوج


من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخبار الغيب والتسليم لذلك وعدم رده، ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم: خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان، وهذه قصتهم:
أولا مما ورد في القرآن الكريم مع تفسير الآيات من سورة الكهف، ، ثم من بيان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،

وهذا حين الشروع في ذكر القصة، ومع تفسير آيات سورة الكهف (و -التفسير مأخوذ -باختصار- من تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي، وانظر تفسير الطبري وتفسير السعدي رحم الله الجميع.)
قصة ذي القـرنـين حين بلغ مغرب الشمس ثم حين بلغ مطلع الشمس ثم قال :
"ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً {92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ" وهما جبلان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك "وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً {93}" أي لاستعجام كلامهم وبُعدهم عن الناس وقرئ (يُفقِهون) من أفقه إذا بان أي لا يُفقِهُونَ غيرَهم كلاما، وعلى القراءة الأولى: يعلمون، والقراءتان صحيحتان فلا هم يَفْقَهُون مِن غيرِهم ولا يُفقِهون غيرَهم "قَالُوا يَا ذَا الْقَــرْنَيْــنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً " أي أجرا عظيماً "عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً {94}" يعني أنهم أرادوا أن يجمعوا له من بينهم مالاً يعطونه إياه حتى يجعل بينه وبينهم سدا، فقال ذو ...............ن بعفة وديانة وصلاح وقصد للخير: " قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ" أي إنّ الّذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الّذي تجمعونه "فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ" قال ذو القرنــيـــن: الّذي أنا فيه خيرٌ من الّذي تبذلونه، ولكن ساعدوني بقوة؛ أي بعملكم وآلات البناء "أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً "{95} ءاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ" والزُّبَر جمع زُبرة؛ وهي القطعة منه، وهي كاللبنة "حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ" أي وضع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رؤوس الجبلين طولا وعرضاً "قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً " أي أُجّجَ عليه النار حتى صار كله نارا " قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً {96}" هو النحاس المذاب، وقيل الحديد المذاب "فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً {97}"‏ إنهم ما قدروا على أن يصعدوا من فوق هذا السد ولا قدروا على نقبه من أسفله، ولما كان الظهور عليه أسهل من نقبه قابل كلاًّ بما يناسبه "قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي" أي لما بناه ذو القــرنـــين قال هذا رحمة من ربي؛ أي بالناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلا يمنعهم من العيثِ في الأرض والفساد "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي" أي إذا اقترب الوعد الحقّ" جَعَلَهُ دَكَّاءَ" أي ساواه بالأرض "وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً {98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً {99}[ [سورة الكهف]

هنا

*-" ليُحَجَّنَّ البيتُ وليُعْتَمَرَنَّ بعدَ خروجِ يأجوجَ ومأجوجَ"
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث :البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1593 خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] وقال : تابعه أبان وعمران عن قتادة. وقال عبد الرحمن عن شعبة قال: (لاتقوم الساعة حتى لا يُحج البيت). والأول أكثر. سمع قتادة عبد الله، وعبد الله أبا سعيدٍ.الدرر السنية

*- ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ . فخفض فيه ورفَع . حتى ظننَّاه في طائفةِ النخلِ . فلما رُحْنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنُكم ؟ " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! ذكرتَ الدجالَ غَداةً . فخفضتَ فيه ورفعتَ . حتى ظنناه في طائفةِ النخلِ . فقال " غيرُ الدجالِ أخوفُني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حَجيجُه دونَكم . وإن يخرج ، ولستُ فيكم ، فامرؤ حجيجٌ نفسَه . واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ . إنه شابٌّ قَططٌ . عينُه طافئةٌ . كأني أشبِّهُه بعبدِالعُزَّى بنِ قَطَنٍ . فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ . إنه خارجٌ خَلةٌ بين الشامِ والعراقِ . فعاثَ يمينًا وعاث شمالًا . يا عبادَ الله ِ! فاثبُتوا " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! وما لُبثُه في الأرضِ ؟ قال " أربعون يومًا . يومٌ كسنةٍ . ويومٌ كشهرٍ . ويومٌ كجمعةٍ . وسائرُ أيامِه كأيامِكم " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! فذلك اليومُ الذي كسنةٍ ، أتكفينا فيه صلاةُ يومٍ ؟ قال " لا . اقدُروا له قَدرَه " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! وما إسراعُه في الأرضِ ؟ قال " كالغيثِ استدبرتْه الريحُ . فيأتي على القومِ فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماءَ فتمطر . والأرضُ فتنبتُ . فتروح عليهم سارحتُهم ، أطولُ ما كانت ذرًّا ، وأسبغُه ضروعًا ، وأمدُّه خواصرَ . ثم يأتي القومَ . فيدعوهم فيردُّون عليه قولَه . فينصرف عنهم . فيصبحون مَمْحَلين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالِهم . ويمرُّ بالخَربةِ فيقول لها : أَخرِجي كنوزَك . فتتبعُه كنوزُها كيعاسيبِ النحلِ . ثم يدعو رجلًا مُمتلئًا شبابًا . فيضربه بالسيفِ فيقطعه جزلتَينِ رميةَ الغرضِ ثم يدعوه فيقبِلُ ويتهلَّلُ وجهُه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث اللهُ المسيحَ ابنَ مريمَ . فينزل عند المنارةِ البيضاءِ شَرقَي دمشقَ . بين مَهرودَتَينِ . واضعًا كفَّيه على أجنحةِ ملَكَينِ . إذا طأطأَ رأسَه قطر . وإذا رفعه تحدَّر منه جُمانٌ كاللؤلؤ . فلا يحلُّ لكافرٍ يجد ريح َنفسه إلا مات . ونفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفُه . فيطلبه حتى يدركَه ببابِ لُدَّ . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابنَ مريمَ قومٌ قد عصمهم اللهُ منه . فيمسح عن وجوهِهم ويحدثُهم بدرجاتِهم في الجنةِ . فبينما هو كذلك إذ أوحى اللهُ إلى عيسى : إني قد أخرجتُ عبادًا لي ، لا يدَانِ لأحدٍ بقتالهم . فحرِّزْ عبادي إلى الطور . ويبعث اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ . وهم من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ . فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ . فيشربون ما فيها . ويمرُّ آخرُهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرةً ، ماءً . ويحصر نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . حتى يكون رأسُ الثَّورِ لأحدِهم خيرًا من مائةِ دينارٍ لأحدِكم اليومَ . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . فيُرسِلُ اللهُ عليهم النَّغَفَ في رقابِهم . فيصبحون فرْسَى كموتِ نفسٍ واحدةٍ . ثم يهبط نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى الأرضِ . فلا يجِدون في الأرضِ موضعَ شبرٍ إلا ملأه زَهمُهم ونتْنُهم . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ . فيرسل اللهُ طيرًا كأعناقِ البُختِ . فتحملُهم فتطرحهم حيث شاء اللهُ . ثم يرسل اللهُ مطرًا لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ . فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزَّلفَةِ . ثم يقال للأرض : أَنبِتي ثمرَك ، ورُدِّي بركتَك . فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانةِ . ويستظِلُّون بقِحْفِها . ويبارك في الرَّسْلِ . حتى أنَّ اللقحةَ من الإبلِ لتكفي الفِئامَ من الناس . واللَّقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناس . والّلقحةُ من الغنمِ لتكفي الفَخِذَ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث اللهُ ريحًا طيِّبَةً . فتأخذُهم تحت آباطِهم . فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ . ويبقى شِرارُ الناسِ ، يتهارَجون فيها تهارُجَ الحُمُرِ ، فعليهم تقوم الساعةُ " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماءً - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ . وهو جبلُ بيتِ المَقدسِ . فيقولون : لقد قتَلْنا مَن في الأرضِ . هَلُمَّ فلنقتلْ مَن في السماءِ . فيرمون بنُشَّابِهم إلى السماءِ . فيردُّ اللهُ عليهم نُشَّابَهم مخضوبةً دمًا " . وفي روايةِ ابنِ حجرٍ " فإني قد أنزلت عبادًا لي ، لا يَدَيْ لأحدٍ بقتالِهم " .الراوي النواس بن سمعان المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2937 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر السنية

*- سيوقِدُ المسلمونَ مِنْ قِسِيِّ يأجوجَ ومأجوجَ ونشابِهم وأَتْرِسَتِهم سبعَ سنينَالراوي : النواس بن سمعان المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3673 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر السنية

* ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الدَّجَّالَ الغداةَ، فخَفضَ فيهِ ورفعَ، حتَّى ظننَّا أنَّهُ في طائفةِ النَّخلِ، فلمَّا رُحنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، عَرفَ ذلِكَ فينا، فقالَ: ما شأنُكُم؟ فقُلنا: يا رسولَ اللَّهِ ذَكَرتَ الدَّجَّالَ الغداةَ، فخفَضتَ فيهِ ثمَّ رفعتَ، حتَّى ظننَّا أنَّهُ في طائفةِ النَّخلِ، قالَ: غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُني عليكُم: إن يخرُج وأَنا فيكُم فأَنا حجيجُهُ دونَكُم، وإن يخرُجُ ولستُ فيكم، فامرؤٌ حجيجُ نفسِهِ، واللَّهُ خَليفتي على كلِّ مسلمٍ، إنَّهُ شابٌّ قطَطٌ، عينُهُ قائمةٌ، كأنِّي أشبِّهُهُ بَعبدِ العزَّى بنِ قَطنٍ، فمَن رآهُ منكُم، فليقرَأْ علَيهِ فواتحَ سورةِ الكَهْفِ، إنَّهُ يخرُجُ مِن خلَّةٍ بينَ الشَّامِ، والعراقِ، فعاثَ يمينًا، وعاثَ شمالًا، يا عبادَ اللَّهِ اثبُتوا، قلنا: يا رسولَ اللَّهِ وما لبثُهُ في الأرضِ؟ قالَ أربعونَ يومًا، يومٌ كَسنةٍ، ويومٌ كَشَهْرٍ، ويومٌ كَجُمعةٍ، وسائرُ أيَّامِهِ كأيَّامِكُم، قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ فذلِكَ اليومُ الَّذي كسَنةٍ، تَكْفينا فيهِ صلاةُ يومٍ؟ قالَ: فاقدُروا لَهُ قدرَهُ، قالَ، قُلنا: فما إسراعُهُ في الأرضِ؟ قالَ: كالغَيثِ استَدبرتهُ الرِّيح، قالَ: فيأتي القومَ فيدعوهُم فيستَجيبونَ لَهُ، ويؤمنونَ بِهِ، فيأمرُ السَّماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرَ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتَ، وتَروحُ عليهم سارحتُهُم أطولَ ما كانت ذُرًى، وأسبغَهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومَ فيدعوهم فيردُّونَ علَيهِ قولَهُ، فينصرِفُ عنهم فيُصبحونَ مُمحِلينَ، ما بأيديهم شيءٌ، ثمَّ يمرَّ بالخَربَةِ، فيقولُ لَها: أخرِجي كُنوزَكِ فينطلقُ، فتتبعُهُ كنوزُها كيَعاسيبِ النَّحلِ، ثمَّ يَدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا، فيضربُهُ بالسَّيفِ ضربةً، فيقطعُهُ جزلتينِ، رَميةَ الغرضِ، ثمَّ يَدعوهُ، فيقبلُ يتَهَلَّلُ وجهُهُ يَضحَكُ، فبينَما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عيسى ابنَ مريمَ، فينزلُ عندَ المَنارةِ البيضاءِ، شَرقيَّ دمشقَ، بينَ مَهْرودتينِ، واضعًا كفَّيهِ على أجنحةِ ملَكَينِ، إذا طأطأَ رأسَهُ قَطرَ، وإذا رفعَهُ ينحدِرُ منهُ جُمانٌ كاللُّؤلؤِ، ولا يحلُّ لِكافرٍ يجدُ ريحَ نَفَسِهِ إلَّا ماتَ، ونفَسُهُ ينتَهي حيثُ ينتَهي طرفُهُ، فينطلقُ حتَّى يُدْرِكَهُ عندَ بابِ لُدٍّ، فيقتلُهُ، ثمَّ يأتي نبيُّ اللَّهِ عيسى، قومًا قد عصمَهُمُ اللَّهُ، فيَمسحُ وجوهَهُم، ويحدِّثُهُم بدرجاتِهِم في الجنَّةِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها، ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ، ويَهْبطُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ فلا يجِدونَ موضعَ شبرٍ إلَّا قد ملأَهُ زَهَمُهُم، ونَتنُهُم، ودماؤُهُم، فيرغَبونَ إلى اللَّهِ، فيرسلُ عليهم طيرًا كأعناقِ البُختِ، فتحمِلُهُم فتطرحُهُم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثمَّ يرسِلُ اللَّهُ علَيهِم مطرًا لا يُكِنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُهُ حتَّى يترُكَهُ كالزَّلقةِ، ثمَّ يقالُ للأرضِ: أنبِتي ثمرتَكِ، وردِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ منَ الرِّمَّانةِ، فتُشبعُهُم، ويستظلُّونَ بقِحفِها، ويبارِكُ اللَّهُ في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ اللِّقحةَ منَ الإبلِ تَكْفي الفِئامَ منَ النَّاسِ، واللِّقحةَ منَ البقرِ تَكْفي القبيلةَ، واللِّقحةَ منَ الغنمِ تَكْفي الفخِذَ، فبينما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم، فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ
الراوي النواس بن سمعان المحدث : الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3310 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدررالسنية
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-07-2017, 02:01 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

مجلس 67
9 جمادى الآخر 1436 هـ
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا *}}99 الكهف.
وقوله: " وتركنا بعضهم " أي الناس يومئذ أي يوم يدك هذا السد ويخرج هؤلاء فيموجون في الناس ويفسدون على الناس أموالهم ويتلفون أشياءهم وهكذا قال السدي في قوله " وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض " قال ذاك حين يخرجون على الناس وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال .......... "
تفسير ابن كثير
وفي الحديث بعد هلاك يأجوج وأجوج وعموم الخير والبركة في الأرض ...
"............
إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم، فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ
الراوي النواس بن سمعان المحدث : الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3310 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدررالسنية
قال ابن كثير:
ثم نفخ في الصور "
"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ"على أثر ذلك " فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا "
قال الشيخ العثيمين في تفسيره:
{ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} } النافخ إسرافيل أحد الملائكة الكرام، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يفتتح صلاة الليل بهذا الاستفتاح:
«
أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين : بأيِّ شيءٍ كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفتتحُ صلاتَه إذا قام من الليلِ ؟ قالت : كان إذا قام من الليلِ افتتح صلاتَه : " اللهمَّ ! ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ . فاطرَ السماواتِ والأرضِ . عالمَ الغيبِ والشهادةِ . أنت تحكم بين عبادِك فيما كانوا فيه يختلفون . اهدِني لما اختُلفَ فيه من الحقِّ بإذنِك إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ "» .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر السنية

هؤلاء الثلاثة الملائكة الكرام، كل واحد منهم موكل بما فيه الحياة، جبريل موكل بما فيه حياة القلوب-الوحيميكائيل بما فيه حياة النبات وهو القَطْر، والثالث إسرافيل بما فيه حياة الناس عند البعث، ينفخ في الصور نفختين. الأولى: فَزعٌ وصعق، ولا يمكن الآن أن ندرك عظمة هذا النفخ، نفخ تفزع الخلائق منه وتصعق بعد ذلك، كلهم يموتون إلاَّ من شاء الله، لشدة هذا النفخ وشدة وقعه، ما يمكن أن نتصور لأن الناس يفزعون، بل فزع من في السموات ومن في الأرض ثم يصعقون ـ الله أكبر ـ. شيء عظيم كلما يتصوره الإنسان، يقشعر جلده من عظمته وهوله.
النفخة الثانية: يقول الله عزّ وجل: {{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}} [الزمر: 68] .
النفخة الثانية يقوم الناس من قبورهم أحياء ينظرون، ماذا حدث؟! لأن الأجسام في القبور، يُنْزِل الله تعالى عليها مطراً عظيماً ثم تنمو في داخل الأرض، حتى إذا تكاملت الأجسام تكاملها التام نفخ في الصور نفخة البعث: {{فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}} [الزمر: 68]
.
ا.هـ

".......من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوضَ إبلِه . قال فيُصعَقُ ، ويُصعقُ الناسُ . ثم يُرسل اللهُ - أو قال يُنزل اللهُ - مطرًا كأنه الطَّلُّ أو الظِّلُّ ( نعمانُ الشاكُّ ) فتنبتُ منه أجسادُ الناسِ . ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون . ثم يقال : يا أيها الناسُ ! هلُمَّ إلى ربِّكم . وقِفوهم إنهم مسؤلون . قال ثم يقال : أخرِجوا بعثَ النارِ . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كلِّ ألفٍ ، تسعمائةً وتسعةً وتسعين . قال فذاك يومُ يجعلُ الولدانَ شيبًا . وذلك يومُ يُكشَفُ عن ساقٍ " .

الراوي : عبدالله بن عمرو المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2940 خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية
أحاديث:
"وقوله " ونفخ في الصور " والصور كما جاء في الحديث
- "كيفَ أنعَمُ وصاحبُ القرنِ قدِ التقمَ القرنَ واستمعَ الإذنَ متى يؤمرُ بالنَّفخِ فينفخ فَكأنَّ ذلِكَ ثقلَ على أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ لَهم قولوا حسبُنا اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ على اللَّهِ توَكَّلنا"

الراوي :أبو سعيد الخدري المحدث : الألباني المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2431 خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ }يس51
"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68
ابن كثير:
الصُّورِ:
قرن ينفخ فيه والذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام كما قد تقدم في الحديث بطوله والأحاديث فيه كثيرة.
وفي الحديث عن عطية عن ابن عباس وأبي سعيد مرفوعًا "
" قالوا كيف نقول قال " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا "وقوله " فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " أي أحضرنا الجميع للحساب " قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ "الواقعة49/50 وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا ".تفسير ابن كثير

{ {فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} } أي: جمعنا الخلائق { {جَمْعًا} } أي: جمعاً عظيماً، فهذا الجمع يشمَل: الإنس، والجن، والملائكة، والوحوش، وجميع الدواب، قال الله تبارك وتعالى: {{وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ *}} [الأنعام: 38] كل الخلائق، حتى الملائكة ـ ملائكة السماء ـ كما قال الله سبحانه وتعالى: {{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *}} [الفجر: 22] . يا له من مشهد عظيم، الله أكبر.

تفسير الشيخ العثيمين

نسأل الله أن يجعلنا ممن لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون
{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }الأنبياء103
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-07-2017, 02:01 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

مجلس 68
16 جمادى الآخر 1436 هـ

{{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا *}}.الكهف 100
{ {وَعَرَضْنَا} } أي عرضناها لهم فتكون أمامهم ـ اللّهم أجرنا منها ـ.
{ {جَهَنَّمَ} } اسم من أسماء النار.
{ {عَرْضًا} } يعني عرضاً عظيماً، ولذلك نُكِّر يعني عرضاً عظيماً تتساقط منه القلوب، ومن الحكم في إخبار الله ـ عزّ وجل ـ بذلك أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وأن يخاف من هذا اليوم، وأن يستعد له، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه، كما قال الصِّديق رضي الله عنه:
كلنا مصبَّح في أهله***والموت أدنى من شراك نعله

فتصور هذا وتصور أنه ليس بينك وبينه، إلاَّ أن تخرج هذه الروح من الجسد، وحينئذ ينتهي كل شيء.
تفسير الشيخ العثيمين
* * *
  • أي: تُعرَض عليهم ليروها ويشاهدوها، وهذا العَرْض أيضاً للمؤمنين، كما جاء في قوله تعالى: { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} [ مريم: 71] والبعض يظن أن (واردها) يعني: داخلها، لا بل واردهابمعنى: يراها ويمرُّ بها، فقد ترِد الماء بمعنى: يراها ويمر بها، فقد ترد الماء بمعنى تصل إليه دون أنْ تشربَ منه؛ ذلك لأن الصراط الذي سيمر على الجميع مضروبٌ على ظهر جهنم ليراها المؤمن والكافر.
    أما المؤمن فرؤيته للنار قبل أنْ يدخل الجنة تُرِيه مدى نعمة الله عليه ورحمته به، حيث نجّاه من هذا العذاب، ويعلم فضل الإيمان عليه، وكيف أنه أخذ بيده حتى مَرَّ من هذا المكان سالماً.
    لذلك يُذكّرنا الحق سبحانه بهذه المسألة فيقول: { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} [ آل عمران: 185] .
    أما الكافر فسيعرض على النار ويراها أولاً، فتكون رؤيته لها قبل أن يدخلها رؤية الحسرة والندامة والفزع؛ لأنه يعلم أنه داخلها، ولن يُفلِتْ منها.
    وقد وردتْ هذه المسألة في سورة التكاثر حيث يقول تعالى: { أَلْهَاكُمُ التكاثر حتى زُرْتُمُ المقابر كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين لَتَرَوُنَّ الجحيم ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم} [ التكاثر: 18] .
    والمراد: لو أنكم تأخذون عنِّي العلم اليقيني فيما أُخبركم به عن النار وعذابها لكُنْتم كمنْ رآها، لأنني أنقل لكم الصورة العلمية الصادقة لها، وهذا ما نُسمِّيه علم اليقين، أما في الآخرة فسوف ترون النار عينها.
    وهذا هو عين اليقين أي: الصورة العينية التي ستتحقق يوم القيامة حين تمرُّون على الصراط.
    وبرحمة الله بالمؤمنين وبفضله وكرمه تنتهي علاقة المؤمن بالنار عند هذا الحد، وتُكتب له النجاة؛ لذلك قال تعالى بعدها: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم} [ التكاثر: 8] .
    أما الكافر والعياذ بالله فلَهُ مع النار مرحلة ثالثة هي حّقُّ اليقين، يوم يدخلها ويباشر حَرَّها، كما قال تعالى: { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضآلين فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليقين فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم} [ الواقعة: 9296] .
    إذن: عندنا عِلْم اليقين، وهو الصورة العلمية للنار، والتي أخبرنا بها الحق سبحانه وتعالى، وأن من صفات النار كذا وكذا وحذَّرنا منها، ونحن في بحبوحة الدنيا وسِعَتها.
    وعَيْن اليقين: في الآخرة عندما نمرُّ على الصراط، ونرى النار رؤيا العين.
    ثم حَقُّ اليقين: وهذه للكفار حين يُلْقَوْن فيها ويباشرونها فعلاً.
    وقد ضربنا لذلك مثلاً: لو قُلْتُ لك: توجد مدينة اسمها نيويورك وبها ناطحات سحاب، وأنها تقع على سبع جزر، ومن صفاتها كذا وكذا فأُعطِيك عنها صورة علمية صادقة، فإنْ صدَّقتني فهذا عِلْم يقين.
    فإنْ مررنا عليها بالطائرة ورأيتها رَأْيَ العين فهذا عَيْن اليقين، فإنْ نزلت بها وتجولت خلالها فهذا حَقُّ اليقين.
    إذن: فقوله تعالى: { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً} [ الكهف: 100] ليس كعرضها على المؤمنين، بل هو عَرْض يتحقّق فيه حَقُّ اليقين بدخولها ومباشرتها.
    ثم يقول الحق سبحانه: { الذين كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ}
  • هنا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-07-2017, 02:02 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

  • - قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) . قلنا : لا ، قال : ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ) . ثم قال : ( ينادي مناد : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ، وغبرات من أهل الكتاب ، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب ، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ قالوا : نريد أن تسقينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون في جهنم . ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ فيقولون : نريد أن تسقينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون ، حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ، فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ، ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ) . قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : ( مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب ، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان ، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ، فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ، وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم ، يقولون : ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ، فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ) . قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها . ( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواما قد امتحشوا ، فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض ، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ، فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه
  • الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري
  • المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7439 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  • الدرر السنية
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-07-2017, 02:04 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
افتراضي

مجلس التاسع والستون
23 جمادى الآخر 1436 هـ
"الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا *" الكهف 101
"الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي " أي تغافلوا وتعاموا وتصامموا عن قبول الهدى واتباع الحق كما قال: " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين " وقال هنا "وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا " أي لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.
تفسير ابن كثير

قوله تعالى: { {كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} } هؤلاء الكافرون كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، لا ينظرون إلى ذكر الله، وقد ذكر الله تعالى فيما سبق ـ في نفس السورة ـ أنَّ {{عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً}} [الكهف: 57] .
فالقلوب، والأبصار، والأسماع كلها مغلقة.
{ {وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} } هل المراد لا يريدون؟ كقوله تعالى: {{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ}} [المائدة: 112] ، أي: هل يريد؟ أو المعنى أنهم لا يستطيعون { {سَمْعًا} } أي سمع الإجابة، وليس سمع الإدراك؟
الجواب: يحتمل المَعْنَـيَيْن جميعاً، وكلاهما حق.
تفسير الشيخ العثيمين

" كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي ْ" أي: معرضين عن الذكر الحكيم، والقرآن الكريم، وقالوا: " قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ْ" وفي أعينهم أغطية تمنعهم من رؤية آيات الله النافعة، كما قال تعالى: " وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ْ}
" وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ْ" أي: لا يقدرون على سمع آيات الله الموصلة إلى الإيمان، لبغضهم القرآن والرسول، فإن المبغض لا يستطيع أن يلقي سمعه إلى كلام من أبغضه، فإذا انحجبت عنهم طرق العلم والخير، فليس لهم سمع ولا بصر، ولا عقل نافع فقد كفروا بالله وجحدوا آياته، وكذبوا رسله، فاستحقوا جهنم، وساءت مصيرا.
تفسير السعدي

أي: على أبصارهم غشاوة تمنعهم إدراك الرؤية، ليس هذا وفقط، بل: " وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً" الكهف: 101 .
والمراد هنا السمع الذي يستفيد منه السامع، سَمْع العبرةوالعِظَة، وإلا فآذانهم موجودة وصالحة للسمع، ويسمعون بها، لكنه سمَاعٌ لا فائدةَ منه؛ لأنهم ينفرون من سماع الحق ومن سماع الموعظة ويسدُّون دونها آذانهم، فهم في الخير أذن من طين، وأذن من عجين كما نقول.
أما المؤمنون فيقول الحق تبارك وتعالى فيهم: " وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى الرسول ترى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع1 مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق" المائدة: 83] .
مقتبس من هنا

اقسم لنا من خشيتك، ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا،

" وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى الرسول ترى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع1 مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق" المائدة: 83] .
"تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ "
أقف عند كلمة تفيض من الدمع، لمَ استخدم الله سبحانه وتعالى كلمة تفيض ؟.. لأن العين ممزوجة بالدمع، وهذا الدمع يخرج من غدد دمعية، يسيل على القرنية من أجل تسهيل مسح العين في الدقيقة ستةً عشر مرة، هل يستطيع سائق سيارة أن يقود سيارته في المطر من دون مساحات، وكلما ارتقى الإنسان جعل لهذه المساحات حركات ثلاث، حركة سريعة، لتواجه اشتداد الهطول، وحركة أبطأ منها وحركة نوبية لتواده الرذاذ، كذلك الله عز وجل زوَّد العين بالجفنين يمسحان القرنية بشكل نوبي، من دون أن يكلفك مشقة تحريك الجفنين حركة الجفنين حركة لا إرادية، أنت مرتاح، أنت منهمك في التفكير في التعبير، في العمل، في الإنجاز، والجفنان يمسحان القرنية ستةً عشر مسحة في الدقيقة، ولو مُسحت القرنية ستةَ عشر مسحة في الدقيقة من دون سائل يسهل هذا المسح لتخرشت القرنية، ولذهب صفاؤها، وذهبت شفافيتها، وللتهبت.. لابد من دمع يسهِّل هذه الحركة، لكن هذا ليس ماءً عادياً، إنه ماءً مذيباً، ماءً قلوياً، لو أن حبة رمل صغيرة، دخلت العين لآلمت صاحبها أشد الإيلام، لكن بعد ساعة أو أكثر يذهب أثرها، أين ذهبت، الدمع أذابها، يستطيع الدمع أن يذيب حبة الرمل، الدمع ماء قلوي.
هذا الماء الذي ينزل من الغدة ويمسح القرنية أين يذهب ؟.. يذهب إلى قناة دمعية هي أدق قنوات الإنسان، لا تكاد تُرى، أين تصب هذه القناة ؟.. في الأنف، لماذا في الأنف وليس في الفم ؟ لأنها إذا صبت في الأنف جعلته رطباً، وإذا جعلته رطباً، سطوح الأنف سطوح دافئة رطبة، إذا دخلها الهواء علقت الذرات التي يحملها الهواء غير المرغوب فيها في هذه السطوح، فدخل الهواء إلى الرئتين نقياً دافئاً، لذلك يُعد الأنف أرقى فلتر، أو أرقى جهاز تسخين في الإنسان، مجموعة سطوح متداخلة، ساخنة، لزجة، ما الذي جعلها لزجة ؟.. دمع العين الذي أدى وظيفة في العين ثم انتقل إلى الأنف ليرطبه.
فما هو البكاء ؟
البكاء إذا كانت غزارة الدمع الذي ينهمر من الغدد أكثر من طاقة تصريف القناة الدمعية، ماذا يحصل ؟ يحصل الفيضان، لو فتحت على برميل خمسة إنش، وفتحته فتحةً تعادل إنش واحد لفاض البرميل البكاء في التعريف العلمي ازدياد إفراز الغدد الدمعية على طاقة تصريف القناة الدمعية، عندئذ يبكي الإنسان وتفيض عيناه بالدموع.
"تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ"
هنا

إذن: فكراهية أولئك للمسموع جعلتهم كأنهم لا سَمْعَ لهم، ، يعني لا تريد أنْ تسمعَ، ومن أقوال أهل الفكاهة: قال الرجل لصاحبه: فيك مَنْ يكتم السرَّ؟ قال: نعم، قال: أعْطني مائة جنيه، قال: كأنِّي لم أسمع.
ولذلك حكى القرآن عن كفار مكة قولهم:
" لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" فصلت: 26.
يعني: شَوِّشُوا عليه، ولا تُعطوا الناس فرصة لسماعه، ولو أنهم علموا أن القرآن لا يؤثر في سامعه ما قالوا هذا، لكنهم بأذنهم العربية وملكتهم الفصيحة يعلمون جيداً أن القرآن له تأثير في سامعه تأثيراً يملك جوانب نفسه، ولابُدَّ لهذا العربي الفصيح أنْ يهتزّ للقرآن، ولابُدَّ أنه سيعرف أنه مُعْجِز، وأنه غير قَوْل البشر، وحتماً سيدعوه هذا إلى الإيمان بأن هذا الكلام كلام الله، وأن محمداً رسول الله؛ لذلك قال بعضهم لبعض محذراً: { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ} [ فصلت: 26] .
وفي آية أخرى يقول الحق تبارك وتعالى: " وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍأَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ الله تتلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" الجاثية: 78 .
وقد يتعدَّى الأمر مجرد السماع إلى منْع الكلام كما جاء في قوله تعالى: " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الذين مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ الله جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بالبينات فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ" إبراهيم: 9
فليس الأمر منْع الاستماع، بل أيضاً منع الكلام، فربما تصل كلمة إلى آذانهم وهم في حالة انتباه فتُؤثّر فيهم، أي منعوهم الكلام كما يُقال: اسكت، أو أغلق فمك.
ثم يقول الحق سبحانه:
{ أَفَحَسِبَ الذين كفروا}
مقتبس من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:08 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر