العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى اللغات > ملتقى اللغات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 01-05-2019, 06:36 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Post أنواع التواضع وأقسامه -Different kinds of humility

أنواع التواضع وأقسامه

Different kinds of humility


السؤال:

أعاني من نفسي ميلًا إلى الكبر على الناس والتعالي عليهم وأحب أن أكون متواضعًا فأرجو أن تذكروا لي شيئًا من فضل التواضع وأنواعه لعل الله أن يشرح صدري له .
نص الجواب:

الحمد لله
التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد ، قال تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" آل عمران / 159 ، وقال تعالى "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" القلم / 4 ، وهو قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة ، وبالإحسان الكامل للخلق ، فكان خلُقه صلى الله عليه وسلم التواضع التام الذي روحه الإخلاص لله والحنو على عباد الله ، ضد أوصاف المتكبرين من كل وجه .
" المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ السعدي " 5 / 442 ، 443 .
°وللتواضع أسباب لا يكون المسلم متخلقًّا به إلا بتحصيلها ، وقد بيَّنها الإمام ابن القيم بقوله :
التواضع يتولد من العلم بالله سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ونعوت جلاله ، وتعظيمه ، ومحبته وإجلاله ، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها ، وعيوب عملها وآفاتها ، فيتولد من بين ذلك كله خلق هو " التواضع " ، وهو انكسار القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده ، فلا يرى له على أحدٍ فضلًا ، ولا يرى له عند أحدٍ حقًّا ، بل يرى الفضل للناس عليه ، والحقوق لهم قِبَلَه ، وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ، ويكرمه ، ويقربه .
" الروح " ص 233 .
°وقد جاء في ثواب التواضع الفضل الكبير ، ومنه :
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما نقصت صدقةٌ من مال ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " .
رواه مسلم : 2588 - وبوَّب عليه النووي بقوله " استحباب العفو والتواضع.
°قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " فيه وجهان : أحدهما : يرفعه في الدنيا , ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة , ويرفعه الله عند الناس , ويجل مكانه .
والثاني : أن المراد ثوابه في الآخرة , ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا .
قال العلماء : وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة ، والله أعلم .
" شرح مسلم " 16 / 142 .
°والتواضع يكون في أشياء ، منها :
1. تواضع العبد عند أمر الله امتثالًا وعند نهيه اجتنابًا .
قال ابن القيم :
فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في أمره ، فيبدو منها نوع إباء هربًا من العبودية ، وتتوقف عند نهيه طلبًا للظفر بما منع منه ، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه : فقد تواضع للعبودية .
" الروح " ص 233 . بتصرف .
2. تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه.
°قال ابن القيم :
فكلما شمخت نفسُه : ذَكَر عظمة الرب تعالى ، وتفرده بذلك ، وغضبه الشديد على من نازعه ذلك ، فتواضعت إليه نفسه ، وانكسر لعظمة الله قلبه ، واطمأن لهيبته ، وأخْبت لسلطانه ، فهذا غاية التواضع ، وهو يستلزم الأول من غير عكس . أي يستلزم التواضع لأمر الله ونهيه ، وقد يتواضع لأمر الله ونهيه من لم يتواضع لعظمته .
والمتواضع حقيقة : من رزق الأمرين ، والله المستعان .
" الروح " ص 233 .
3. التواضع في اللباس والمشية .
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " .
رواه البخاري : 3297 . ورواه البخاري : 5452 - ومسلم : 2088 .

من حديث أبي هريرة ، ولفظ البخاري " بينما رجل يمشي في حلُّة تعجبه نفسه مرجِّل جمَُّته إذ خَسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " .
يتجلجل : ينزل في الأرض مضطربًا متدافعًا .
مرجل جمته : الترجيل هو تسريح الشعر ودهنه .
والجمة : هي الشعر المتدلي من الرأس إلى المنكبين .
4. التواضع مع المفضول فيعمل معه ويعينه .
عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الألى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا يرفع بها صوته .
رواه البخاري : 6809 - ومسلم: 1803 .
5. التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها .
عن الأسود قال : سألتُ عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله - تعني : خدمة أهله - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .رواه البخاري : 644 .
قال الحافظ ابن حجر :
وفيه : الترغيب في التواضع وترك التكبر ، وخدمة الرجل أهله ." فتح الباري " 2 / 163 .
6. التواضع مع الصغار وممازحتهم
عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خلُقاً ، وكان لي أخ يقال له " أبو عمير " - قال : أحسبه فطيمًا - وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير . رواه البخاري : 5850 - ومسلم : 2150 .
قال النووي :
" النُّغيْر " وهو طائر صغير .
و" الفطيم " بمعنى المفطوم .
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة جدًّا منها : ... ملاطفة الصبيان وتأنيسهم , وبيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من حسن الخلُق وكرم الشمائل والتواضع .
" شرح مسلم " 14 / 129 .
7. التواضع مع الخدم والعبيد .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتى أحدَكم خادمُه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه وليَ حرَّه وعلاجَه . رواه البخاري : 2418 - و 5144 - ومسلم : 1663 .
ومعنى " ولي حرَّه وعلاجه " أي عانى مشقة صُنع الطعام والقيام على تقديمه ، وفي رواية مسلم " وليَ حرَّه ودخانه " .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين لعظمته .
والله أعلم .

المصدر: الإسلام سؤال وجواب*
رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:39 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر