العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #34  
قديم 06-07-2017, 02:00 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
افتراضي

يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ


وقال تعالى" حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ "الأنبياء: 96، 97.

هذا تحذير من الله للناس، أن يقيموا على الكفر والمعاصي، وأنه قد قرب انفتاح يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان عظيمتان من بني آدم، وقد سد عليهم ذو القرنين، لما شكي إليه إفسادهم في الأرض، وفي آخر الزمان، ينفتح السد عنهم، فيخرجون إلى الناس في هذه الحالة والوصف، الذي ذكره الله من كل من مكان مرتفع، وهو الحدب ينسلون أي: يسرعون.
وفي هذا دلالة على كثرتهم الباهرة، وإسراعهم في الأرض، إما بذواتهم، وإما بما خلق الله لهم من الأسباب التي تقرب لهم البعيد، وتسهل عليهم الصعب، وأنهم يقهرون الناس، ويعلون عليهم في الدنيا، وأنه لا يد لأحد بقتالهم.
تفسير السعدي
*اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ " . فذكر الدخانَ ، والدجالَ ، والدابةَ ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها ، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ خُسوفٍ : خَسفٌ بالمشرقِ ، وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم
" .

الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2901 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر السنية
*- اطَّلعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ مِن غرفةٍ ونحنُ نتذاكرُ السَّاعةَ فقالَ:" لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَكونَ عشرُ آياتٍ طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها والدَّجَّالُ والدُّخانُ والدَّابَّةُ ويأجوجُ ومأجوجُ وخروجُ عيسى ابنِ مريمَ عليْهِ السَّلامُ وثلاثُ خسوفٍ خسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغربِ وخسفٌ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عَدَنِ أَبْيَنَ تسوقُ النَّاسَ إلى المحشرِ تبيتُ معَهم إذا باتوا وتقيلُ معَهم إذا قالوا"
الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 3294 خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية

قَوْلُهُ: ( عَدَنِ أَبْيَنَ) بِوَزْنِ أَحْمَرَ قَرْيَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالنَّهَرِ ( إِلَى الْمَحْشَرِ) إِلَى أَرْضِ الشَّامِ كَذَا قَالُوا ( وَتُقِيلُ) مِنَ الْقَيْلُولَةِ كَذَا قَوْلُهُ: ( إِذَا قَالُوا) .
هنا
*- يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يارب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : ثلث أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : شطر أهل الجنة . فكبرنا ".
الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4741 خلاصة حكم المحدث : "أورده في صحيحه" وقال : وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية (سكرى وما هم بسكرى)
الدرر السنية
*- " يُفتحُ الردمُ ،ردمُ يأجوجَ ومأجوجَ مثلَ هذه . وعقدَ وُهيبٌ تسعينَ ".
الراوي : أبو هريرة المحدث :البخاري المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7136 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] الدرر السنية
*- استيقظ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من النوم محمرًّا وجهُه يقول : ( لا إله إلا اللهُ، ويلٌ للعربِ من شرٍّ قد اقترب، فتحَ اليومَ من ردمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه ) . وعقد سفيان تسعينَ أو مائةً، قيل : أنهلِك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم، إذا كثُر الخبَثُ ) .الراوي : زينب بنت جحش أم المؤمنين المحدث : البخاري -المصدر :صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 7059 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]الدرر السنية
يعني إذا كثرت الشرور والمعاصي، الكثرة في الشرور والمعاصي من أسباب الهلاك.
ولهذا يقول-جل وعلا-في كتابه العظيم: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ"(التوبة: من الآية71) فإذا كثر الخبث والمعاصي صار هذا من أسباب هلاك الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا لم تنكر.
ابن باز هنا
وهذا الحديث يظهر شيئاً من عظيم شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وحرصه عليهم، فمعلوم أن خروج يأجوج ومأجوج يكون مصحوباً بإفسادهم في الأرض وإهلاكهم الحرث والنسل، ففزع صلى الله عليه وسلم لما يمكن أن يصيب أمته من شر بسببهم وتأسف على ما يمكن أن يحل بهم، وتجلت شفقته عليهم أكثر من هذا في تتمة الحديث ففيه موعظة بليغة وتحذير من الوقوع في أسباب الهلاك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وفي هذا الحديث فائدة عامة ينبغي للمرء أن يتنبه لها، وهي ألا يتعلق بظاهر الأحداث والأخبار التي يسمعها أو يطالعها، وإنما يربط كل هذا بمعاني الإيمان ويقرأ ما بين السطور -كما يقال- بهذا المنظار، وهذا ما فعلته أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث لم تسأل عن زمن خروجهم ولا هيئتها ولا أعدادهم ولا جنسيتهم أو مكانهم، وإنما ذهبت مباشرة إلى قضية إيمانية تنتفع بها - أنهلِك وفينا الصالحون ؟ - وقد تعلمت هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ومدرسته، فلما سأله الرجل: متى الساعة؟ لم يجبه جواباً يتعلق بظاهر السؤال، وإنما لفت نظره إلى ما يعنيه من أمرها، فقال: «وماذا أعددت لها»(3)، وقال لآخر: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»(4)، منبهاً أنها لا تقوم إلا بعد فساد أحوال الناس ففي رده تحذير من ذلك.
وفي جوابه صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين تأكيد لهذا المعنى، فلم يشر إلى كثرة أعدادهم وأن هذا هو سبب الهلاك، بل بين أن السبب هو كثرة الخبث.

معنى الخبث في اللغة: قال الأزهري في تهذيب اللغة: الخَبَثُ _ بِفَتْح الخَاء وَالْبَاء _ مَا تَنْفِيه النَّارُ من ردِيء الفِضّة وَالْحَدِيد إِذا أُذِيبا. وَمِنْه الحَدِيث: «فإنَّها تنفي الذُّنوبَ كما تَنفي النَّارُ خبثَ الحديدِ»(5).
*"ذُكِرتِ الحُمَّى عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فسبَّها رجلٌ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: لا تَسبَّها فإنَّها تنفي الذُّنوبَ كما تَنفي النَّارُ خبثَ الحديدِ" الراوي : أبو هريرة المحدث :الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 2810 خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر السنية

*- أمرت بقريةٍ تأكلُ القرى . يقولون يثربَ . وهي المدينةُ . تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . وفيه : كما ينفي الكيرُ الخبثَ . لم يذكرا الحديدَ .
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1382 خلاصة حكم المحدث : صحيح

الدرر السنية
وأما المراد بالخبث في الحديث فقد قال الحافظ: فسروه بِالزِّنَا وبأولاد الزِّنَا؛ وَبِالْفُسُوقِ وَالْفُجُورِ وَهُوَ أَوْلَى لِأَنَّهُ قَابَلَهُ بالصلاح(6).

والجامع لكل ما سبق أن المراد بالخبث في الحديث هو الرديء من الاعتقادات وطرق العبادة (البدع) والسلوكيات، وهو من لوازم كثرة المنافقين والفساق والزناة والعصاة.

المراد بالهلاك في الحديث: الهلاك على نوعين؛ حسي وهو معروف، ومعنوي وهو الحيدة والانحراف عن الحق، ففي قصة الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: «فهلك من هلك في شأني»(10).
"..........فهلك من هلك في شأني..............."

الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث :مسلم -المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2770 خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية

وفي تفسير قوله تعالى: "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"الأنفال: 42، يقول محمد بن إسحاق: أي ليكفر من كفر بعد الحجة، لما رأى من الآية والعبرة، ويؤمن من آمن على مثل ذلك. قال ابن كثير: وهذا تفسير جيد(11).
ولا شك أن ظاهر الحديث يشير إلى الهلاك الحسي لأنه مرتبط بخروج يأجوج ومأجوج، ولكن دخول الهلاك المعنوي فيه غير بعيد بل متوجه.

(1) قال النووي: "ويهلك بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة, وحكي فتحها, وهو ضعيف أو فاسد".
(2) متفق عليه.
(3) متفق عليه.
(4) صحيح البخاري (1/ 21) (59).
(5) تهذيب اللغة (7/ 146).
(6) فتح الباري لابن حجر (13/ 109).

(10) مسند أحمد (42/ 406) (25623)، قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(11) تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 69).
هنا
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر