العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-17-2024, 03:36 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
???? هل يجوز أن يصلي ركعتين شكرًا لله؟

صلاة الشكر لا أصل لها

السؤال
هل يجوز للإنسان أن يصلي ركعتين شكرًا لله عز وجل إذا حدث أمر يسره؟

الحمد لله.
السجود شكرًا لله عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة ، من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال (5110) .
وأما صلاة ركعتين شكرًا لله تعالى ، فمحل خلاف بين العلماء .
فمن أهل العلم من استحب ذلك عند حدوث نعمة متجددة ، ومما قد يُستدل به لمشروعية ذلك:
1-ما رواه الحاكم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر كعب بن مالك حين تيب عليه وعلى أصحابه أن يصلي ركعتين أو سجدتين . رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (5/148).
إلا أن هذا الحديث لا يصح ؛ لأن في إسناده : يحيى بن المثنى .
قال العقيلي "حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف بالنقل" انتهى من "الضعفاء الكبير" (4/ 432).
2- ما رواه ابن ماجه (1391) من طريق سَلَمَة بْن رَجَاءٍ حَدَّثَتْنِي شَعْثَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ" .
وهذا الحديث حسنه بعض العلماء كابن حجر وابن الملقن . ينظر : "البدر المنير" (9 /106) ، تلخيص الحبير (4 /107) .
ولكن قال البوصيري : " هذا إسنادٌ فيه مقال ، شَعْثَاء بنتُ عبد الله ، لَمْ أَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهَا لَا بِجُرْحٍ وَلَا بِتَوْثِيقٍ.
وَسَلَمَة بْن رَجَاء لَيَّنَهُ اِبْن مُعِين ، وَقَالَ اِبْن عَدِّي : حَدَّثَ بِأَحَادِيث لَا يُتَابَع عَلَيْهَا ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ضَعِيف ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَنْفَرِد عَنْ الثِّقَات بِأَحَادِيث ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَة : صَدُوق ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْس ". انتهى من "مصباح الزجاجة " (1 / 211) .
وكذلك ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه .
3- صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات عام الفتح ، وقد قال كثير من العلماء إنها كانت شكراً لله على نعمة الفتح .
قال محمد بن نصر المروزي " وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكراً لله عز وجل ، فمن ذلك : أن الله لما أنعم على نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكراً لله عز و جل ". انتهى من " تعظيم قدر الصلاة" (1 /240) .
وقال ابن حجر " فيه مشروعيه الصلاة للشكر" . انتهى " فتح الباري " (3 / 15) .
ولكن الاستدلال بهذا الحديث قد ينازع فيه من وجهين :
1- أنه خاص بالنصر والفتح ، فلا يعمم على جميع حالات السرور.
قال ابن كثير: " هي صلاة الشكر على النصر ، على المنصور من قولي العلماء". انتهى من " البداية والنهاية " (1 / 324) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية " وكانوا يستحبون عند فتح مدينة أن يصلى الإمام ثماني ركعات شكرًا لله ، ويسمونها : صلاة الفتح " . انتهى " مجموع الفتاوى" (17 / 474) .
وقال ابن القيم رحمه الله : "ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أم هانئ بنت أبي طالب ، فاغتسل وصلى ثمان ركعات في بيتها ، وكانت ضحى ، فظنها من ظنها صلاة الضحى ، وإنما هذه صلاة الفتح .
وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنا أو بلدا صلوا عقيب الفتح هذه الصلاة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرا لله عليه ، فإنها قالت : ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها " انتهى من " زاد المعاد " (3 /361) .
2- أن أم هانئ بنت أبي طالب ، وهي التي روت هذا الحديث ، صرحت في لفظ حديثها بأنها كانت صلاة الضحى ، وهو خلاف ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله في كلامه السابق .
فروى مسلم (336) عنها قالت : لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى"
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
"قَوْلهَا "ثُمَّ صَلَّى ثَمَان رَكَعَات سُبْحَة الضُّحَى" هَذَا اللَّفْظ فِيهِ فَائِدَة لَطِيفَة ، وَهِيَ أَنَّ صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات . وَمَوْضِع الدَّلَالَة كَوْنهَا قَالَتْ : سُبْحَة الضُّحَى , وَهَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ هَذَا سُنَّة مُقَرَّرَة مَعْرُوفَة , وَصَلَّاهَا بِنِيَّةِ الضُّحَى بِخِلَافِ الرِّوَايَة الْأُخْرَى "صَلَّى ثَمَان رَكَعَات ، وَذَلِكَ ضُحًى" , فَإِنَّ مِنْ النَّاس مَنْ يَتَوَهَّم مِنْهُ خِلَاف الصَّوَاب ، فَيَقُول : لَيْسَ فِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات ، وَيَزْعُم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي هَذَا الْوَقْت ثَمَان رَكَعَات بِسَبَبِ فَتْح مَكَّة ، لا لِكَوْنِهَا الضُّحَى , فَهَذَا الْخَيَال الَّذِي يَتَعَلَّق بِهِ هَذَا الْقَائِل فِي هَذَا اللَّفْظ لَا يَتَأَتَّى لَهُ فِي قَوْلهَا : سُبْحَة الضُّحَى .
وَلَمْ تَزَلْ النَّاس قَدِيمًا وَحَدِيثًا يَحْتَجُّونَ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى إِثْبَات الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات . وَاللَّهُ أَعْلَم . وَ (السُّبْحَة) هِيَ النَّافِلَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلتَّسْبِيحِ الَّذِي فِيهَا" انتهى .
وبناء على ما سبق ذهب أكثر العلماء إلى عدم مشروعية ما يسمى بـ "صلاة الشكر" .
قال الرملي " لَيْسَ لَنَا صَلَاةٌ تُسَمَّى صَلَاةَ الشُّكْرِ " . انتهى من " تحفة المحتاج " (3 / 208).
وقال الشيخ ابن باز " لا أعلم أنه ورد شيء في صلاة الشكر ، وإنما الوارد في سجود الشكر ". انتهى "مجموع الفتاوى " (11 /424) .
وقال الشيخ ابن عثيمين " لا أعلم في السنة صلاة تسمى : صلاة الشكر ، ولكن فيها سجودًا يسمى : سجود الشكر". انتهى " فتاوى نور على الدرب" (6 / 17) .
وقال " الشكر ليس له صلاة ذات ركوع وقيام ، وإنما له سجود فقط ". انتهى "فتاوى نور على الدرب" (6 / 18) .
فالمشروع للمسلم إذا حدث له ما سره أن يسجد شكرًا لله تعالى ، أما صلاة الشكر فلا أصل لها .
والله أعلم .

المصدر: الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-17-2024, 03:51 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Post

السؤال
شخص يصلي ركعتين بعد العشاء بنية الحمد، فهل هذا جائز؟.
الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن صلاة ركعتين بنية الحمد هو ما يسميه بعض الناس بصلاة الشكر, وهذه الصلاة لا تستند إلى دليل شرعي .
جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين: لا أدري ماذا يعني بصلاة الشكر، الشكر ليس له صلاة ذات ركوع وقيام، وإنما له سجود فقط، فإذا أنعم الله على الإنسان بنعمة متجددة كنجاة من تلف وحصول مطلوب يعز عليه حصوله وهداية من الله عز وجل وتوبة، فسجد لله تعالى شكرًا، كان ذلك من الأمور المشروعة. انتهى.
وفي نور على الدرب للشيخ ابن باز:
س: تقول السائلة: ما هي كيفية صلاة الشكر؟
ج: ما نعلم صلاة يقال لها: صلاة الشكر، يقال: سجود الشكر، لكن إذا صلى الإنسان ركعتين في الضحى أو في الليل أو الظهر وحمد الله وأثنى عليه وشكره على نعمه، كله طيب، الصلاة مطلوبة، كلها خير في أوقات العبادة، الضحى كله صلاة إلى وقوف الشمس، والظهر كله صلاة إلا بعد صلاة العصر، الليل كله صلاة، الحمد لله، إذا صلى الإنسان ركعتين أو أكثر يشكر الله ويحمده فيها ويسأل ربه الخير، كله طيب، لكن ما نعلم في الشرع صلاة يقال لها صلاة الشكر، نعلم سجدة يقال لها: سجود الشكر. انتهى.
وبناء على ما سبق, فإن التزام ركعتين بعد صلاة العشاء بنية الحمد يدخل في ضابط البدعة الإضافية, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 43323.
فلأجل ذلك ينبغي نصح الشخص المذكور بترك ما يفعله, وأن يحرص على أن تكون عبادته موافقة للهدي النبوي.
والله أعلم.
إسلام ويب
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:19 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر