#1
|
||||
|
||||
اقْرَأُوا الزَّهْرَاوَيْنِ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ " اقْرَأُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ، اقْرَأُوا الزَّهْرَاوَيْنِ : الْبَقَرَةَ ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
الشرح: وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ" أَيِ اغْتَنِمُوا قِرَاءَتَهُ وَدَاوِمُوا عَلَى تِلَاوَتِهِ " فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا " أَيْ مُشَفَّعًا " لِأَصْحَابِهِ " أَيِ الْقَائِمِينَ بِآدَابِهِ " اقْرَءُوا " أَيْ عَلَى الْخُصُوصِ " الزَّهْرَاوَيْنِ " تَثْنِيَةُ الزَّهْرَاءِ تَأْنِيثُ الْأَزْهَرِ وَهُوَ الْمُضِيءُ الشَّدِيدُ الضَّوْءِ ، أَيِ الْمُنِيرَتَيْنِ لِنُورِهِمَا وَهِدَايَتِهِمَا وَعِظَمِ أَجْرِهِمَا فَكَأَنَّهُمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَاعَدَاهُمَا عِنْدَ اللَّهِ مَكَانُ الْقَمَرَيْنِ مِنْ سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، وَقِيلَ : لِاشْتِهَارِهِمَا شُبِّهَتَا بِالْقَمَرَيْنِ " الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ " بِالنَّصْبِ عَلَى الْبَدَلِّيَةِ أَوْ بِتَقْدِيرِ أَعْنِي وَيَجُوزُ رَفْعُهَا ، وَسُمِّيَتَا زَهْرَاوَيْنِ لِكَثْرَةِ أَنْوَارِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الْعَلِيَّةِ ، وَذِكْرُ السُّورَةِ فِي الثَّانِيَةِ دُونَ الْأُولَى لِبَيَانِ جَوَازِ كُلٍّ مِنْهُمَا " فَإِنَّهُمَا " ، أَيْ ثَوَابُهُمَا الَّذِي اسْتَحَقَّهُ التَّالِي الْعَامِلُ بِهِمَا أَوْ هُمَا يَتَصَوَّرَانِ وَيَتَجَسَّدَانِ وَيَتَشَكَّلَانِ " تَأْتِيَانِ " أَيْ تَحْضُرَانِ " يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ " أَيْ سَحَابَتَانِ تُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا عَنْ حَرِّ الْمَوْقِفِ ، قِيلَ : هِيَ مَا يَغُمُّ الضَّوْءَ وَيَمْحُوهُ لِشَدَّةِ كَثَافَتِهِ " أَوْ غَيَايَتَانِ " وَهِيَ بِالْيَاءَيْنِ مَا يَكُونُ أَدْوَنَ مِنْهُمَا فِي الْكَثَافَةِ وَأَقْرَبَ إِلَى رَأْسِ صَاحِبِهِمَا كَمَا يُفْعَلُ بِالْمُلُوكِ فَيَحْصُلُ عِنْدَهُ الظِّلُّ وَالضَّوْءُ جَمِيعًا " أَوْ فِرْقَانِ " بِكَسْرِ الْفَاءِ ، أَيْ طَائِفَتَانِ " مِنْ طَيْرٍ " جَمْعُ طَائِرٍ "صَوَافَّ " جَمْعُ صَافَّةٍ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ الْوَاقِفَةُ عَلَى الصَّفِّ أَوِ الْبَاسِطَاتُ أَجْنِحَتُهَا مُتَّصِلًا بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، وَهَذَا أَبْيَنُ مِنَ الْأَوَّلَيْنِ إِذْ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الدُّنْيَا إِلَّا مَا وَقَعَ لِسُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَ " أَوْ " يَحْتَمِلُ الشَّكُّ مِنَ الرَّاوِي وَالتَّخْيِيرُ فِي تَشْبِيهِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ لِتَقْسِيمِ التَّالِينَ لِأَنَّ أَوْ مِنْ قَوْلِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا مَنْ تَرَدَّدَ مِنَ الرُّوَاةِ لِاتِّسَاقِ الرُّوَاةِ عَلَيْهِ عَلَى مِنْوَالٍ وَاحِدٍ ، قَالَ الطِّيبِيُّ : أَوْ لِلتَّنْوِيعِ فَالْأَوَّلُ لِمَنْ يَقْرَأهُمَا وَلَا يَفْهَمُ مَعْنَاهُمَا وَالثَّانِي لِمَنْ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وَالثَّالِثُ لِمَنْ ضَمَّ إِلَيْهِمَا تَعْلِيمَ الْغَيْرِ " تُحَاجَّانِ " أَيِ السُّورَتَانِ تُدَافِعَانِ الْجَحِيمَ وَالزَّبَانِيَةَ أَوْ تُجَادِلَانِ وَتَخْصِمَانِ الرَّبَّ أَوِ الْخَصْمِ " عَنْ أَصْحَابِهِمَا " وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي الشَّفَاعَةُ " اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ " قَالَ الطِّيبِيُّ : تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَخْصِيصٍ بَعْدَ تَعْمِيمٍ أَمَرَ أَوَّلًا بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَعَلَّقَ بِهَا الشَّفَاعَةَ ، ثُمَّ خَصَّ الزَّهْرَاوَيْنِ وَأَنَاطَ بِهِمَا التَّخَلُّصَ مِنْ حَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِالْمُحَاجَّةِ ، وَأَفْرَدَ ثَالِثًا الْبَقَرَةَ وَأَنَاطَ بِهَا أُمُورًا ثَلَاثَةً حَيْثُ قَالَ " فَإِنَّ أَخْذَهَا " أَيِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَى تِلَاوَتِهَا وَالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِيهَا وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهَا "بَرَكَةٌ " ، أَيْ مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ " وَتَرْكَهَا " بِالنَّصْبِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ ، أَيْ تَرْكُهَا وَأَمْثَالُهَا " حَسْرَةً " أَيْ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا وَرَدَ " لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا " " وَلَا يَسْتَطِيعُهَا " بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّذْكِيرِ ، أَيْ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِهَا " الْبَطَلَةُ " أَيْ أَصْحَابُ الْبَطَالَةِ وَالْكَسَالَةِ لِطُولِهَا ، وَقِيلَ : أَيِ السَّحَرَةُ لِأَنَّ مَا يَأْتُونَ بِهِ بَاطِلٌ ، سَمَّاهُمْ بِاسْمِ فِعْلِهِمُ الْبَاطِلِ ، أَيْ لَا يُؤَهَّلُونَ لِذَلِكَ أَوْ لَا يُوَفَّقُونَ لَهُ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : مَعْنَاهُ لَا تَقْدِرُ عَلَى إِبْطَالِهَا أَوْ عَلَى صَاحِبِهَا السَّحَرَةُ لِقَوْلِهِ - تَعَالَى - فِيهَا وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ الْآيَةَ - رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
"عن عبدِ اللهِ قال : اقرءوا سورةَ البقرةِ في بيوتِكم ، فإنَّ الشَّيطانَ لا يدخلُ بيتًا يقرأُ فيه سورةُ البقرةِ"الراوي : عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 1463 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 780- خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر = الشرح: قِراءَةُ القُرآنِ فيها الخَيرُ والبَرَكةُ لمَن يَقرَأُ، وللمَكانِ الذي يُقرَأُ فيهِ؛ فهو حبْلُ اللهِ المَوصُولُ، وفيهِ طمَأنينَةُ النَّفسِ، وطَردٌ للشَّياطِينِ مِن البُيوتِ التي يُقرَأُ فيها، وخاصَّةً سُورَة البقَرةِ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"لا تجعَلُوا بُيوتَكُم مَقابِرَ" فليسَ فيها أحياءٌ يَذكُرُونَ اللهَ ويَقرَؤُون القُرآنَ، بلْ هي خاويةٌ ساكِنةٌ، إنَّ الشَّيطانَ "يَنفِرُ" أي: يَفرُّ ويَبتعِدُ، مِن البَيتِ الذي تُقرَأُ فيهِ سُورَةُ البقَرةِ. وفي الحَديثِ: فَضيلةُ سُورَةِ البقَرةِ. وفيهِ: الحثُّ على قِراءَةِ القُرآنِ، وكَثرَةِ الذِّكرِ في البُيوتِ. وفيه: تَوجيهُ النَّاسِ إلى أنَّ القُرآنَ والذِّكرَ يُحْيي البُيوتَ والقُلوبَ ويُعمِّرها. = الدرر = "إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يخلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بألفي عامٍ أنزلَ منهُ آيتينِ ختمَ بِهما سورةَ البقرةِ ولا يقرآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيقربُها شيطانٌ" الراوي : النعمان بن بشير - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2882 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر = الشرح الإيمانُ بالغَيبِ مِن أركانِ الإيمانِ، ومنه ما كان من عِلْمِ الأزلِ عند اللهِ سُبحانَه وتعالى. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ كتَبَ كِتابًا قبْلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بألفيْ عامٍ، أنزَلَ منه آيتينِ"، أي: إنَّ هاتينِ الآيتينِ أنزلَهما اللهُ من كِتابٍ كتَبَه قبْلَ خلْقِه السَّمواتِ والأرضَ بألفيْ عامٍ، قيل: إنَّه تعالى أثبَتَ القُرآنَ في اللَّوحِ المحفوظِ، أو في غيرِه من مطالعِ العُلومِ الغيبيَّةِ، وهاتانِ الآيتانِ "ختَمَ بهما سُورةَ البَقرةِ"، أي: جعَلَ هاتينِ الآيتينِ خاتِمةً لسُورةِ البقرةِ، وهما قولُه تعالى"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"البقرة: 285- 286، "ولا يُقْرَأانِ"، أي: هاتانِ الآيتانِ، "في دارٍ"، أي: في بيتٍ، "ثلاثَ ليالٍ؛ فيقْرَبُها شيطانٌ"، أي: لا يَقترِبُ من هذا البيتِ وهذه الدَّارِ الشَّيطانُ، فضْلًا عن أنْ يدخُلَها. وفي الحديثِ: فضْلُ هاتينِ الآيتينِ من سُورةِ البقرةِ. = الدرر = *ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع ، بل يكفي أن تُقرأ وتتلى في البيت ، ولو مع خفض الصوت ، كما لا يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة ، بل يمكن أن تُقرأ على مراحل ، .... وإن كان الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد . ولا يجوز أن يُعتد بقراءة الصوت الخارج من إذاعة أو شريط ، بل لا بدَّ من مباشرة القراءة من أهل البيت أنفسهم . =الإسلام سؤال وجواب = "إنَّ لكلِّ شيءٍ سنامًا ، وإنَّ سِنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ . ". الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1462 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره = الدرر =
__________________
|
|
|