#1
|
||||
|
||||
الإيمان بصفات الله كما وردت
الإيمان بصفات الله كما وردت
سُئل الشيخ العثيمين: من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية، والله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا، فما الجواب عن ذلك؟ أجاب: الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة أيضًا إلا أنه أخص من التكييفآ؛ لأنه تكييف مقيد بمماثلة، فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة. ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه من السؤال ب "لم"؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه من التفكير في الكيفية، وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيرًا، وهذه حال السلف - رحمهم الله -، ولهذا جاء رجل إلى مالك بن أنس - رحمه الله - قال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فأطرق برأسه وعَلَته الرحضاء، وقال"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا". وهذا يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدنياآ؛ لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى المكان الآخر. جوابنا عليه أن نقول: هذا سؤال لم يسأله الصحابة رضوان الله عليهم، ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ونقول ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقيًا فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفى النزول، ونحن لا ندرك كيفية نزول الله، ولا نحيط به علمًا، ونعلم أنه - سبحانه - ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم وأن نقول: سمعنا، وآمنا، واتبعنا، وأطعنا، هذه وظيفتنا. . هنا = محمد بن صالح العثيمين/ التصنيف: توحيد الألوهية .
__________________
|
|
|