العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى البحوث > ملتقى البحوث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2017, 01:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Arrow

هل من السنة التوسعة على النفس

والأهل يوم عاشوراء ؟
اشتهر ذلك بين كثير من الناس استنادًا على الحديث الضعيف الآتي :
× *عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسعَ الله عليه سائر سنته " .
رواه البيهقي في الشعب وابن عبد البر ..... × وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لم يصح .
من شروط تَقَوِّي الحديث بكثرة الطرق ، خلوها من متروك أو متهم .
وسائر طرق الحديث مدارها على متروكين أو مجهولين .
ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين ـ رضي الله عنه ـ ، الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام ، والاكتحال ، وغير ذلك يوم عاشوراء ؛ معارضة منهم للشيعة الذين جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين ـ رضي الله عنه ـ ... لأن قَتلَه كان فيه .
ولذلك جزم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بأن هذا الحديث كذب ، وذكر أنه سُئِلَ الإمام أحمد عنه ، فلم يره شيئًا ، وأيد ذلك بأن أحدًا من السلف لم يستحب التوسعة يوم عاشوراء ، وأن لا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة .
وقد نقل المناوي عن المجد اللغوي أنه قال : ما يروى في فضل الصلاة والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال يوم عاشوراء ..... بدعة ابتدعها قتلة الحسين ـ رضي الله عنه ـ .
تمام المنة للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 411 ، 412 .
الحزن يوم عاشوراء مظهر من مظاهر حزن الشيعة إذ أنهم في هذا اليوم يعذبون أنفسهم بشتى أنواع العذاب حزنًا على الحسين - يعذبون بالقيود وضرب أنفسهم بسلاسل من حديد حتى تسيل منهم الدماء ... ويعزون بعضهم ويلبسون الحداد- .
والفرح يوم عاشوراء مظهر من مظاهر كيد النواصب * أعداء الحسين ، فيعملون الحلوى ويظهرون الفرح.
* النواصب : الذين ناصبوا عليًا العداء .
والمشاعر الشرعية أنه يوم كان يصومه رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ويحث على صيامه كما ورد في الأحاديث الصحيحة السابق ذكرها ، شـكرًا لله على نجاة موسى ـ عليه السلام ـ وهلاك أعداء الله والشيعة الذين يحزنون اليوم على موت الحسين هم أنفسهم الذين خانوه وتخلوا عنه حتى لاقى ما لاقى .
مع ملاحظة أن مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ صادف يوم عاشوراء ولا يوجد أي مسوغ شرعي للربط بين مقتل الحسين ويوم عاشوراء .

سُئل شيخُ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عما يفعَلَهُ الناسُ في يوم عاشوراء مِن الكُحْلِ ، والاغْتِسَالِ ، والحِنَّاءِ والمُصَافَحَةِ ، وطَبْخِ الحُبُوبِ وإظْهار السُّرور ، وغير ذلك ... هل لذلك أصلٌ ؟ أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله ربِّ العالمينَ ، لم يرد في شيءٍ مِن ذلك حديثٌ صحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن أصحابهِ ، ولا اسْتَحَبَّ ذلك أحدٌ مِن أئِمَّةِ المُسْلِمِينَ لا الأئِمَّةِ الأربعةِ ولا غيرهم ، ولا رَوَى أهلُ الكُتُبِ المُعْتَمدَةِ في ذلك شيئًا ، لا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا الصحابة ، ولا التابعين ، لا صحيحًا ولا ضعيفًا ، ولكن رَوَى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رَوَوْا أن مَن اكتَحَل يومَ عاشوراء لم يَرْمَدْ مِن ذلك العام ، ومَن اغْتَسَلَ يوم عاشوراء لم يَمْرَضْ ذلك العام ، وأمثال ذلك ... وَرَوَوْا في حديثٍ موضوعٍ مكذُوبٍ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ { أنه مَن وسَّعَ على أهله يوم عاشوراء وسَّع اللهُ عليهِ سائرَ السَّنةِ } . وروايَةُ هذا كُلِّه عن النبي كَذِبٌ .
ثم ذكر رحمه الله ملخصًا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
فصارت طائفةٌ جاهلة ظالمةٌ : إما مُلْحِدَةٌ منافقةٌ ، وإما ضالةٌ غاويَةٌ ، تُظهرُ مُوالاتَهُ أهل بَيْتهِ ، تتَّخِذُ يوم عاـوراء يوم مأتَمٍ وحُزنٍ ونياحَةٍ ، وتُظهر فيه شعارَ الجاهليَّةِ مِن لَطمِ الخُدودِ ، وشَقِّ الجُيُوبِ ، والتَّعَزِّي بعزاء الجاهِلِيَّةِ ... وإنشادِ قصائدِ الحُزْنِ ، وروَايَـةِ الأخْبَار التي فيها كَذبٌ كثيرٌ والصِّدْقُ فيها ليس فيه إلاَّ تجديدُ الحُزنِ ، والتَّعَصبُ ، وإثارةُ الشَّحناءِ والحَرْبِ ، وإلقاءُ الفتنِ بين أهل الإسلام ، والتَّوسُّلُ بذلك إلى سبِّ السابقينَ الأوَّلين ... وشرُّ هـؤلاءِ وضررُهُـم على أهل الإسلام لا يُحصِيهِ الرجلُ الفصيحُ في الكلام .
فعارض هؤلاء قومٌ إما مِن النَّواصبِ المُتَعَصِّبينَ على الحسين وأهل بيتهِ ، وإما مِن الجُهَّالِ الذين قابلوا الفاسدَ بالفاسدِ ، والكذبَ بالكذبِ ، والشرَّ بالشَّرِّ ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الأثار في شعائر الفَرَحِ والسُّرورِ يوم عاشوراءَ كالاكْتِحالِ والاختِضابِ ، وتَوسيعِ النفقات على العِيالِ ،
وطَبْخِ الأطعمةِ الخارجةِ عن العادة ، ونحـو ذلك مما يُفعَلُ في الأعيادِ والمواسمِ ، فصار هؤلاءِ يتَّخذُونَ يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعيادِ والأفراحِ ، وأولئك يتخِذونهُ مأتمًا يُقيمونَ فيه الأحزانَ والأفراحَ ، وكلا الطائفتينِ مُخطِئَةٌ خارجةٌ عن السُّنَّةِ .الفتاوى الكبرى لابن تيمية . سؤال هام :
في بلدنا بعض العادات التي خرجنا وجدناها في بعض المناسبات ، يعني في عيد الفطر يعملون الكعك والبسكويت ، وأيضًا في السابع والعشرين من رجب يحضرون اللحوم والفاكهة والخبز ، كذلك في النصف من شعبان وفي مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحضرون الحلوى والعرائس وغيرها في شم النسيم ، يحضرون البيض والبرتقال والبلح ، وكذلك في عاشوراء يحضرون اللحم والخبز والخضروات وغيرها ، ما حكم الشرع يا شيخ محمد في هذا العمل في نظركم ؟
الجواب :
نعم ، أما ظهور الفرح والسرور في أيام العيد ، عيد الفطر أو عيد الأضحى ، فإنه لا بأس به إذا كانت من حدود الشرعية ، ومن ذلك أن يأتي الناس بالأكل والشرب وما أشبه هذا ، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل " ، يعني بذلك الثلاثة الأيام التي بعد عيد الأضحى ، وكذلك في العيد أيضًا الناس يضحون ويأكلون من ضحاياهم ويتمتعون بنعم الله عليهم ، وكذلك في عيد الفطر لا بأس بإظهار الفرح والسرور ما لم يتجاوز الحد الشرعي ، أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من لرجب أو في ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء ، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر إذا دعي الإنسان إليه ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ، فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدعون إنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها إلى الله عز وجل ، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية وكل شيء لم يثبت فهو باطل ، والبناء على الباطل باطل أو والمبني على الباطل باطل ، ثم على تقدير ثبوت أن تلك الليلة ليلة السابع والعشرين فإنه لا يجوز أن يحدث فيها شيئًا من شعائر الأعياد أو شيئًا من العبادات ؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فـإذا كان لم يثبت عن من عُـرجَ به ، ولم يثبت عن أصحابه الذين هم أولى الناس به ، وهم أشد الناس حرصًا على سنته واتباع شريعته ،فكيف يجوز لنا أن نحدث ما لم يكن على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ؟
وأما ليلة النصف من شعبان فإنه لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعظيمها شيء ولا في إحيائها بالصلاة والذكر ، ولا بالأكل والفرح وشعائر الأعياد .
وأما يوم عاشوراء فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل عن صومه ؟ فقال : يكفر السنة الماضية ـ التي قبله ـ ، وليس في هذا اليوم شيء من شعائر الأعياد ، وكما أنه ليس فيه شيء من شعائر الأعياد فليس فيه شيء من شعائر الأحزان أيضًا ، فإظهار الحزن وإظهار الفرح في هذا اليوم كلاهما خلاف السُنة ، ولم يرد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا صومه مع استحباب أن نصوم يوم قبله حتى نخالف اليهود الذين كانوا يصومونه وحده .
مقتطفات من أقوال الشيخ العثيمين .
* * * * *

نظرات عقدية حول أحداث هذا اليوم العظيم
هذا يوم نجى الله فيه التوحيد والطاعة على الاستكبار والاستعلاء والتجبر . نجاة من غير عُدة ولا عِداد ولكن بتوحيد رب الأرباب .
ففي قصة موسى ـ عليه السلام ـ لأبلغ عبرة لمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة .
فهذه جيوش الطغيان تلاحقه ومن اتبعه حتى إذا أيقنوا بالهلاك وشارفوا على الموت ، نجاهم الله وأغرق المستعلين في الأرض بغير الحق ، لتبقى معجزة خالدة وعبرة لمن أراد الاعتبار .
فمن أراد النجاة والنصر ولو من غير عُدة ولا عداد فليستمسك بحبل الله وليطع الله والرسول ـ لى الله عليه وسلم ـ .
هذا يوم انتصار إصرة العقيدة على إصرة القرابة والانتماء القومي . فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أولى بموسى من قومه . والمسلمون ، كذلك إنما كان ولاؤهم لله ومعقودًا بالإيمان .
فليكن ولاؤنا في شتى مجالات الحياة ؛ لله .
هذا يوم من صامه كان مقتديًا بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شيء مستحب .
فكان حَرِيًا به ومن باب أولى له ، يتبعه في الواجبات والفرائض .
هذا يوم تاب الله فيه على قوم ، فعساه أن يتوب فيه علينا
صيام التاع معه فيه مفارقة لأهل الكتاب ومخالفة لهم .
قال أبو داود في سننه : حدثنا عثمان بن أبي شَيْبَة ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ، قال : حدثنا حان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من تشبه بقوم فهو منهم " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : اللباس / ( 5 ) ـ باب :في لبس الشهرة / حديث رقم : 4031 / التحقيق : حسن صحيح / ص : 721 .
هذا يوم يذكرنا بأن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع فقد فُرد بالصيام ، فلا يجوز إفراده بقيام ولا غيره من العبادات لأنه مما لم يثبت . والأصل في العبادات التوقف حتى يرد الدليل الصحيح .

هذا اليوم ليس بيوم عيد يُستقبل بمظاهر الفرحة تُلبس فيه أفخر الملابس ، وتُصنع فيه أشهى الأطعمة والحلوى ( البليلة المسماة بالعاشوراء ؛ في بعض البلدان ) وتظهر فيه الزينة والسرور كما يفعل النواصب .

وفي المقابل هو ليس بيوم مأتم ولا ندب ولا نياحة كما يفعل الشيعة حزنًا مدعًا لمقتل الحسين ؛ الذي صادف وقوعه في عاشوراء ، وهو عليه السلام منهم براء .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .
ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، ويجعلنا هينين لينين للحق وللخلق .

عن ابن مسعود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " حُرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس "
مسند أحمد / مسند المكثرين من الصحابة / مسند عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ .وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 3135 .
* * * * *
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-09-2017, 02:29 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Arrow

حول قصة موسى ـ عليه السلام ـ

نحيا مع خطبة للشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ طوَّفَ فيها بقلوبنا حول قصة موسى ـ عليه السلام ـ وقومه الذين هم على الحق .
الخطبة
الحمد لله الذي أعزَّ أولياءه بنصره ، وأذل أعداءه بخذله ، فنِعم المولى ونِعم النصير ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان إلى يوم المصير ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد :
أيها الإخوة المسلمون ، اتّقوا الله تعالى حق التقوى ، واعتصموا بالإسلام فهو العروة الوثقى ، واتّقوا عذاب النار ؛ فإن أجسامكم على النار لا تقوى .
عباد الله ، اذكروا أيام الله لعلّكم تذكّرون وتعتبرون ، اذكروا أيام الله بخذل أعدائه ومَن والاهم لعلّكم تتقون ، واذكروا أيام الله إذا نزل للقضاء بين عباده يوم القيام لعلّكم توقنون .
أيها الإخوة المسلمون ، إن نصر الله لأوليائه في كل زمان ومكان وأمة انتصارٌ للحق وذلٌّ للباطل ، وأخذٌ للمتكبر ونعمة على المؤمنين إلى يوم القيامة ؛ لأن كل مؤمن يُسَرُّ بذلك ؛ لأن فيه نصر دين الله عزَّ وجل ، وفي هذا الشهر ـ شهر المحرم ـ كانت نجاة موسى ـ عليه السلام ـ وقومه من فرعون وجنوده ، لقد أرسله الله تعالى إلى فرعون بالآيات البيّنات والبرهان القاطع على نبوَّته ، أرسله إلى فرعون الذي تكبَّر على الملإ وقال * { ... أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى }سورة النازعات / آية : 24 ، فجاءه موسى بالآيات العظيمة ودعاه إلى توحيد الله تعالى ، إلى خالق السماوات والأرض رب العالمين ، فقال فرعون مكابرًا ومنكرًا وجاحدًا : * { ... وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } سورة الشعراء / آية : 23 ، أنكرَ الرب العظيم الذي قامت بأمره السماء والأرض ، وفي كل شيء له آية تدلّ على وجوده وربوبيّته وعلمه وقدرته وحكمته ، وأنه الرب الواحد الذي يجب إفراده بالعبادة كما هو منفردٌ بالخلق والتدبير ، فأجابه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ قائلاً : * { قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ }سورة الشعراء / آية : 24، يعني :هذا رب العالمين ، وذلك أن في السماوت وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيمان واليقين ، فردَّ فرعون مقالةَ موسى ساخرًا به ومستهزئًا ومحتقرًا ، * { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } سورة الشعراء / آية : 25 ، يقول هذا سخرية واستهزاءً فأجاب موسى ـ عليه السلام ـ مُذكِّرًا لهم أصلهم وأنهم مخلوقون مربوبون وكما خُلقوا فهم صائرون إلى العدم طريقة آبائهم الأولين فقال * { ... رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَائِكُمُ الأَوَّلِينَ }سورة الشعراء / آية : 26 ، وحينئذٍ بُهت فرعون فلم يستطع أن يُجيب ولكنّه ادَّعى دعوى الكاذب المغبون فقال * { ... إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ }سورة الشعراء / آية : 27 ، وهكذا يكون رد الخائب الخاسر الذي ليس عنده برهان أن يلجأ إلى الطعن وإلى اللجاج وإلى الغضب ، فطعن فرعون بالرسول وبِمَن أرسله فأجابه موسى مُبيِّنًا من هو الأحق بوصف الجنون ، أهو المؤمن بالله خالق السماوات والأرض ومالك المشرق والمغرب أم هو المنكر لذلك ؟ فقال موسى : * { ... رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }سورة الشعراء / آية : 28 ، ومَنْ الذي يملك المشرق والمغرب ؟ مَن الذي يملك الأفاق سوى الملك الخلاق ، فلمّا عجز فرعون عن مقاومة الحق وأفحمه موسى بالحجة والبرهان ، لجأ إلى ما يلجأ إليه العاجـزون المتكبّرون من الإرهاب والوعيد فتوعَّد موسى بالاعتقال والسجن قائلاً : * { ... لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } سورة الشعراء / آية : 29 ، وتأمّل لم يقل : لأسجننك ، بل قال : * { ... لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ }إشارة إلى أن لديه مساجين كثيرين ؛ ليزيد في إرهاب موسى حيث إن له من القوة والسلطان ما مكَّنه من سجن الناس الذين سيكون موسى من جملتهم على حدِّ تهديده ، قال :
* { ... لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } سورة الشعراء / آية : 29 ، وما زال موسى يأتي بالآيات واضحة وضوح النهار وفرعون يحاول بكل جهوده ودعاته أن يقضي عليها بالرد والكتمان حتى قال لموسى ـ عليه السلام ـ : * { ... أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى *فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } سورة طه / آية : 57 ، 58 ، أي : مكانًا مستويًا لا يحجب عن الرؤية فيه ، وادٍ ولا جبل ، فواعدهم موسى موعد الواثق بنصر الله وقال لهم * { ... مَوْعِدُكُم يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } سورة طه / آية : 59 ، و { ... يَوْمُ الزِّينَةِ... }هو : يوم العيد ، و { ...يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } أي : في أول النهار ؛ حتى لا يبغتهم الليل ، فاجتمع الناس وأتى فرعون بكل ما يستطيع من كيد ومكر فقال لهم موسى * { ... وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } سورة طه / آية : 61، فوقعت هذه الكلمة الواحدة الصادرة عن إيمان ويقين بين الناس أشد من السلاح الفتّاك فتنازعوا أمرهم بينهم وتفرّقت كلمتهم وصارت العاقبة لنبي الله موـى ـ عليه السلام ـ ، وأعلن خصومًه من السحرة إيمانهم به * { فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} سورة الشعراء / آية : 46 ـ 48 ، وقالوا لفرعون حين توعدهم : * { ... لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنّا ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } سورة طه / آية : 72 ، 73 .
وما زال فرعون ينابذ دعوة موسى ـ عليه السلام ـ حتى استخفَّ * { ... قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } سورة الزخرف / آية : 54 ، قال الله عزَّ وجل : { فَلَمَّا ءَاسَفُونَا ... } ـ أي : أغضبونا { ... انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلأَخِرِينَ } سورة الزخرف / آية : 55 ـ 56 ، وكان من قصة إغراقهم أن الله أوحى * { ... إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ... } سورة طه / آية : 77، ليلاً من مِصر فاهتمَّ لذلك فرعون اهتمامًا عظيمًا فأرسل في جميع مدائن مِصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده الله عزَّ وجل ، فاجتمع الناسُ إليه فخرجَ بهم في أثر موسى وقومه ليقضي عليهم حتى أدركهم عند البحر الأحمر ، * { فَلَمَّا تَرَاءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }سورة الشعراء / آية : 61 ، البحر أمامنا فإن خضناه غرقنا ، وفرعون وقومه خلفنا وسيأخذوننا ، فقال لهم موسى ـ عليه السلام ـ: كَلا ـ أي : لستم مدركين ـ *{ ... إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }سورة الشعراء / آية : 62، هكذا الإيقان والإيمان وهكذا الثقة بوعد الله ونصره ، فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فدخلَ موسى وقومه يمشون بين جبال الماء في طُرق يابسة أيْبَسها الله تعالى بلحظة آمنين ، فلما تكاملوا خارجين وتبعهم فرعون بجنوده داخلين ، أمرَ الله البحر أن يعود إلى حاله فانطبق على فرعون وجنوده حتى غرقوا عن آخرهم ، فلمَّا أدرك فرعون الغرقُ قال : * { ... ءَامَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي ءَامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَناْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }سورة يونس / آية : 90 ، ولكن لم ينفعه الإيمانُ حينئذٍ فقيل له توبيخًا { ... ءَآلئَنَ ... } ـ يعني الآنَ تؤمن ـ { ...وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } سورة يونس / آية : 91 ،قال الله عزَّ وجل : * فأخْرَجْناهُم ـ يعني : فرعون وقومه ـ * { ... مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأََرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ } سورة الدخان / آية : 25 ـ 29 ، فأورث اللهُ بني إسرائيل أرضَ فرعون وقومه المجرمين ؛ لأن بني إسرائيل حينذاك كانوا على الحق سائرين ، ولِوَحْي الله الذي أنزله على موسى متَّبعين ، فكانوا وارثين لأرض الله كما وعدَ اللهُ عزَّ وجل ، * { ... إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } سورة الأعراف / آية : 128 ، * { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ *إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ }سورة الأنبياء / آية : 105 ، 106 .
أمّا فرعون فلما كان مرعبًا لبني إـرائيل قال الله عزَّ وجل : * { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً ... }سورة يونس / آية : 92، فأنجى الله بدنه حتى شاهده بنو إسرائيل طافيًا على الماء فأيقنوا أنه هلك ثم أنه هلكَ فيمن هلكَ وأكلتْهُ الحيتان كما هي العادة ، أمَّا ما يوجد في أهرام مِصر اليوم فليس هو فرعون موسى .
أيها الناس ، إن نجاة نبي الله موسى وقومه من عدو الله فرعون وجنوده لَنِعْمَةٌ كبرى تستوجب الشكر لله عزَّ وجل .
فاللهم إنا نشكرك على خذلان أعداء الله وعلى انتصار أولياء الله ؛ ولهذا لمَّا قدمِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة وجدَ اليهود يصومون اليوم العاشر من هذا الشهر ـ شهر المحرم ـ فقال :
" ما هذا ؟ " قالوا : يومٌ صالح نَجّى الله فيه موسى وقومه ـن عدوهم فصامَه موسى ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: " فأنا أحقّ بموسى منكم " (1) فصامَه وأمر بصيامه ، وسُئل عن فضل صيامه ـ أي : اليوم العاشر ـ فقال : " أحتسبُ على الله أن يكفِّر السنة التي قبله " (2) .
الله وفّقنا لشكر نعمتك وحسن عبادتك وانصر أولياءك على أعدائك يارب العالمين .
اللهم انصر إخواننا المسلمين في كسوفا على أعدائهم النصارى المجرمين ، يا ذا الجلال والإكرام .
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ا . هـ .

* * * * *
--------
( 1 ) صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / حديث رقم : 2004 / ص :225 .
( 2 ) صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب الصيام / ( 36 ) ـ باب : استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والإثنين والخميس / حديث رقم : 196 ـ ( 1163 ) / ص : 279 .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-09-2017, 02:55 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Arrow

أحاديث عاشورية موضوعة منتشرة

حرصًا على تعميم الفائدة ، ودفاعًا عن سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ونظرًا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة الخاصة بيوم عاشوراء ، نعرض جملة من هذه الأحاديث مع ذكر المصادر التي حكمت بعدم صحتها حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها .

وهذه الأحاديث هي :

1 ـ حديث : " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " .

انظر كتاب : الموضوعات للإمام ابن الجوزي ( 2 / 572 ) ـ وكتاب : المنار المنيف للإمام ابن القيم ( 1 / 111 ) وكتاب : مشكاة المصابيح للعلامة الألباني ( 1 / 601 )
وكتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 98
وكتاب : الكامل في ضعفاء الرجال للإمام ابن عدي ( 5 / 211 ) ـ وكتاب : الضعفاء للعلامة العقيلي ( 3 / 252 )
وكتاب : لسان الميزان للحافظ ابن حجر ( 6 / 307 ) ـ وكتاب : العلل المتناهية للإمام ابن الجوزي ( 2/ 255 )
وكتاب : المقاصد الحسنة للعلامة السخاوي ( 1 / 764 )

وكتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ( 1 / 360 )
وكتاب : التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي ( 1 / 188 ) ـ وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 100 ) ـ وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة
للعلامة الكناني ( 2 / 157 ) ـ وكتاب : أطراف الغرائب والأفراد للعلامة أبو طاهر المقدسي ( 3 / 370 )
وكتاب : أسنى المطالب للحوت ( 1 / 292 ) ـ وكتاب : معرفة التذكرة للعلامة ابن القيسراني ( 1 / 237 ) .



2 ـ حديث : " من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة ، ومرة ( قل هو الله أحد ) غفر الله له ذنوب خمسين عامًا ماضية ، وخمسين مستقبلة وبنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور ومن سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين " .
انظر كتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 150 )
وكتاب : الموضوعات للإمام ابن الجوزي ( 2 / 45 )
وكتاب : تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي ( 1 / 184 ) .

3 ـ حديث : " من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي عشر مرات وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات وذلك البيت ... الخ " .

انظر : كتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني ( 1 / 47 )
وكتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري( 1 / 474
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 90 )
وكتاب : اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 46
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 89 ) .

4 ـ حديث : " صلاة الخصماء وهي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء " .
انظر : كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 111 )
وكتاب : القصاص والمذكرين للإمام ابن الجوزي ( 1 / 312 ) .


5 ـ حديث : " صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته " .
انظر كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 110 .


6 ـ حديث : " صلاة يوم عاشوراء عند الإشراق يصلي ركعتين في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي وفي الثانية ( لو أنزلنا هذا القرآن ) إلى آخر سورة الحشر ويقول بعد السلام يا أول الأولين ويا آخر الآخرين لا إله إلا أنت خلقت أول ما خلقت في هذا اليوم وتخلق آخر ما تخلق في هذا اليوم أعطني فيه خير ما أوليت فيه أنبيائك وأصفيائك من ثواب البلايا وأسهم لنا ما أعطيتهم فيه من الكرامة بحق محمد عليه الصلاة والسلام " .
انظر : كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 110 ) .

7 ـ حديث : " صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة " .
انظر : كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 110 ) .


8 ـ حديث : " صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات " .
انظر : كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 110 ) .


9 ـ حديث : " من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد " .

انظر : كتاب الموضوعات العلامة ابن الجوزي ( 2 / 114 )
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 94

وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 149 ) .


10 ـ حديث : " من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك " .
انظر : كتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ( 1 / 96
وكتاب : اللآثار المرفوعة ( 1 / 94 )
وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديـث الموضوعة للعلامة السـيوطي ( 2 / 92
وكتاب : تتريه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 149 )
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 114 ) .

11 ـ حديث : " من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة " .
انظر : كتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري / ص : 402
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 149 )
وكتاب : اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي ( 2 / 108
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 202 ) .


12 ـ حديث : " من صام يوم عاشوراء أعطي ثواب حاج ومعتمر ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة " .
انظر : كتاب : المجروحين للإمام ابن حبان ( 1 / 265 )
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 94 )

وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 92 ، 93 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 149 ) .


13 ـ حديث : " إن الوحوش كانت تصوم يوم عاشوراء " .
انظر : كتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 156 )
وكتاب : تذكرة الموضوعات للعلامة محمد بن طاهر الفتني / ص : 118
وكتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ( 1 / 98 )
وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 94


14 ـ حديث : " أن الصرد أول طائر صام يوم عاشوراء " .
انظر : كتاب : كشف الخفاء للعلامة العجلوني ( 2 / 555 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 156 )

وكتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ( 1 / 97 )
وكتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ( 1 / 415 )

وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93

15 ـ حديث : " من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت " .

انظر : كتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 151 )
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 113 )

وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 97 ) .


16 ـ حديث : " من أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف " .
انظر : كتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 92 ، 93 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 151 )
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 113 )
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 97 .


17 ـ حديث : " من عاد مريضًا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم " .

انظر : كتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93 )

وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 151 )
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 114 )
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 97 ) .




18 ـ حديث : " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه " .
انظر : كتاب : كشف الخفاء للعلامة العجلوني ( 2 / 306 )

وكتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ( 1 / 98 ، 632 )
وكتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ( 1 /332 )
وكتاب : التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي ( 1 / 159 ) .


19 ـ حديث : " ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل "
انظر : كتاب : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ( 1 / 440 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 39 )
وكتاب : لسان الميزان للحافظ ابن حجر ( 2 / 451 ) .

20 ـ حديث : " خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ، ونجاه الله من النار يـوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد

النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء " .
انظر : كتاب : المجروحين للإمام ابن حبان ( 1 / 266 )

وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 94 )

وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديـث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93 )
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 149 )
وكتاب : الموضوعات لابن الجوزي ( 2 / 115 ) .

21 ـ حديث : " أن الله خلق السموات والأرض يوم عاشوراء " .
انظر : كتاب : المنار المنيف للإمام ابن القيم ( 1 / 52 )

وكتاب : كشف الخفاء للعلامة العجلوني ( 2 / 557 )

وكتاب : الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة الملا علي القاري ( 1 / 427 )
وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 94 )
وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93
وكتاب : الموضوعات للعلامة لابن الجوزي ( 2 / 114 ) .


22 ـ حديث : " إن يوم عاشوراء توبة آدم ، واستواء سفينة نوح على الجودي ، ورد يوسف على يعقوب ، ونجاة إبراهيم من النار " .

انظر : كتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي / ص : 96
وكتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني ( 2 / 148 )
وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي ( 2 / 109

وكتاب : مجموع الفتاوى لابن تيمية ( 25 / 300 ) .




23 ـ حديث : " في أول يوم من رجب ركب نوح في السفينة فصام هو وجميع من معه وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم ، فاستوت السفينة على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحش والدواب فصاموا شكرًا لله " .
انظر : كتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 99 )
وكتاب : ميزان الاعتدال للإمام الذهبي ( 25 / 62 )

وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 96 ) .

24 ـ حديث : " فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء "
انظر : كتاب : الكامل في الضعفاء للإمام ابن عدي ( 3 / 199 )

وكتاب : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ( 1 / 94 )
وكتاب : اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي ( 2 / 93
وكتاب : ميزان الاعتدال للإمام الذهبي ( 5 / 62 )

وكتاب : معرفة التذكرة للعلامة ابن القيسراني ( 3 / 1629 ) .


هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة ، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها ، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف .




* * * * *



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-09-2017, 05:48 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Arrow

بطلان قصة الحمامتين والعنكبوت

على الغار

* قال البخاري في صحيحه : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا حَبَّانُ ، قال حدنثا همامٌ ، قال : حدثنا ثابتٌ ، قال : حدثنا أنس ، قال : حدثني أبو بكرٍ ـ رضي الله عنه ـ قال كنتُ مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار ، فرأيتُ آثار المشركين ، قلتُ : يا رسول اللهِ لو أن أحدهم رفع قدمَهُ رآنا قال : " ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما "
صحيح البخاري / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : قوله :

( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ) / حديث رقم : 4663 / ص : 550 .

ومسلم ، كتاب : فضائل الصحابة ، باب : من فضائل أبي بكر الصديق ـرضي الله عنهـ ، رقم : ( 2381 ) .
الشرح :
قوله : " ما ظنُّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما " أي : ما ظنُّك ، هل أحد يقدر عليهما أو ينالهما بسوء ؟ وهذه القصة كانت حينما هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة ، وذلك أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ـ لما جهر بالدعوة ، ودعا الناس ، وتبعوه ، وخاف المشركون ، وقاموا ضد دعوته ، وضايقوه ، أذوه بالقول وبالفعل ، فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة ولم يصحبه إلا أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ، والدليل ، والخادم ، فهاجر بأمر الله ، وصحبه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ . ولما سمع المشركون بخروجه من مكة ، جعلوا لمن جاء به مائتي بعير ، ولمن جاء بأبي بكر مائة بعير ، وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال ، وفي الأودية وفي المغارات ، وفي كل مكان ، حتى وقفوا على الغار الذي فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر ، وهو غار ثور الذي اختفيا فيه ثلاث ليال ، حتى يبرد عنهما الطلب ، فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ، لأننا في الغار تحته ، فقال : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وفي كتاب الله أنه قال :
{ ... لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ...} سورة التوبة / آية 40 ، فيكون قال كلا الأمرين ، أي : قال : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وقال : { ... لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ... } .
فقوله : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " يعني : هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك ؟
والجواب :
لا أحد يقدر ، لأنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع ، ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سورة آل عمران / آية : 26 .
وفي هذه القصة : دليل على كمال توكل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ربه ، وأنه معتمد عليه ، ومفوض إليه أمره ، وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل ـ في رياض الصالحين ـ . وفيه دليل على أن قصة نسج العنكبوت غير صحيحة ، فما يوجد في بعض التواريخ ، أن العنكبوت نسجت على باب الغار ، وأنه نبت فيه شجرة ، وأنه كان على غصنها حمامة ، وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا هذا ليس فيه أحد ، فهـذه الحمامة على غن شجرة على بابه ، وهذه العنكبوت قد عششت على بابه ، كل هذا لا صحة له ، لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبو بكر ليست أمورًا حسية ـ تكون لها ولغيرها ـ بل هي أمور معنوية ، وآية من آيات الله عز وجل ، حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وصاحبه أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ، أما لو كان أمور حسية ، مثل العنكبوت التي نسجت ، والحمامة ، والشجرة ، فكلها أمور حسية ، كل يختفي بها عن غيره ، لكن الأمر آية من آيات الله عز وجل ، فالحاصل أن ما يذكر في كتب التاريخ في هذا لا صحة له ، بل الحق الذي لا شك فيه ، أن الله تعالى أعمى أعين المشركين عن رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه ـ رضي الله عنه ـ في الغار . والله الموفق .
رياض الصالحين / شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين / المجلد الأول / ( 7 ) ـ باب : اليقين والتوكل .

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في المجلد الثالث من السلسلة الضعيفة / حديث رقم : 1128 :
ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تستره وإن الله عز وجل لبعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( وفي نسخة : ترفان ) حتى وقعتا بين العنكبوت وبين الشجرة فأقبل فِتْيَان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم وقسيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قدر مائتي ذراع قال الدليل : " سراقة بن مالك المدلج انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقل الفتيان إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال انظروا في الغار فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعًا نظر أولهم فإذا الحمامات فرجع قالوا ما ردك أن تنظر في الغار قال رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمعها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون . ( منكر ) ا . هـ .

عدم ثبوت قصة نسج العنكبوت والحمامتين حديثيًّا :

قال الشيخ الألباني : انطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ، وجاءت قريش يطلبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا : لم يدخله أحد ، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائمًا يصلي وأبو بكر يرتقب فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فداك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك أما والله ما على نفسي أبكي ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تحزن إن الله معنا ) ... إسناده ضعيف السلسلة الضعيفة / ج : 3 / 1129 ...
وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان " وفي نسخة : "ترفان " حتى وقعا بين العنكبوت وبين الشجرة ... إلخ القصة .

قال البخاري على راويها : منكر مجهول ، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 3 / 182 )هذا حديث غريب جدًا . السلسلة الضعيفة ( 3 / ( 1128 ) .
سُئل الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في لقاء الباب المفتوح عدد / 229 :
السؤال :
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ؟
الجواب :
لا ، يذكر المؤرخون : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين اختفى في غار ثور عششت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة على غصن شجرة ، وهذا كذب لا صحة له ، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل ، أي إنسان تعشش العنكبوت وتكـون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول : ما في أحد ، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه ولهذا قال أبو بكر : [ يا رسول الله ! لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] لأنه لا يوجد مانع ، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ، ولهذا يحترم كثير من الناس العنكبوت ، يقول : لا تقتلها ؛ لأنها عششت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإذا كان الوزعْ يُقتل ؛ لأنه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهذه تكرم . فنقول : لا ، العنكبوت تقتل إذا آذت مثل غيرها ، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فَتُقْتَل ، بل يوجد حديث لكنه ضعيف ، في الأمر بقتل العنكبوت .
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ أيضًا :
أود أن أنبه على أنه يوجد في بعض الكتب أن العنكبوت ضربت على باب الغار نسيجًا من العش ، وهذا لا صحة له ، ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة على باب الغار ، إنما هي حماية الله ولهذا قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ [ لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] ... ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحدًا في هذا الغار وانصرفوا عنه .
اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 457 .
وقال : لهذا لاشك أن السيرة تحتاج إلى تحقيق وتحرير ليتبين الضعيف منها من القوي ... لكن في السيرة ما هو ثابت في البخاري وهذا يعتمد .
اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 463 .
* * * * *
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-09-2017, 06:06 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Arrow

فتاوى متنوعة
حكم صوم يوم السبت (1)

سؤال :

ما حكم صوم يوم السبت في غير شهر رمان وماذا لو صادف يوم عرفة ؟ .

الجواب :
الحمد لله
يُكره إفراد يوم السبت بالصيام ؛ لما روى الترمذي ( 744 ) وأبو داود ( 2421 ) وابن ماجه ( 1726 ) عن عبدِ اللهِ بن بُسْرٍ عن أخته أن رسُولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( لا تَصُومُوا يومَ السَّبتِ إلا فيما افترضَ اللهُ عليكُم ، فإن لم يجِدْ أحدُكُم إلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ ، أو عُودَ شَجَرَةٍ فليَمْضُغْهُ ) .
صححه الألباني في " الإرواء " ( 960 ) وقال أبو عيسى الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ ، ومعنى كراهته

في هذا أن يخُصَّ الرجُلُ يومَ السَّبتِ بصيامٍ لأن اليهود تعظمُ يومَ السبت . ا . هـ .
و لِحَاءَ عِنَبَةٍ : هي القشرة تكون على الحبة من العنب
فليَمْضُغْهُ : وهذا تأكيد بالإفطار .
وقال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في " المغني " ( 3 / 52 ) : " قال أصحابنا : يكره إفراد يوم السبت بالصوم ... والمكروه إفراده ، فإن صام معه غيره ؛ لم يكره ؛ لحديث أبي هريرة وجُويريَة . وإن وافق صومًا لإنسان ، لم يكره " . ا . هـ .
ومراده بحديث أبي هريرة : ما رواه البخاري ( 1985 ) ومسلم ( 1144 ) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعتُ النبىَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ ( لا يصومَنَّ أحدُكُم يومَ الجمعةِ إلا يومًا قبلَهُ أو بعدَه ) .
وحديث جُوَيريَة : هو ما رواه البخاري ( 1986 ) عـن جُويريَةٌ بنتِ الحارثِ ـ رضي الله عنها ـ أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها يومَ الجُمُعةِ وهي صائمَةٌ ، فقال : ( أصُمْتِ أمْسِ ؟ قالتْ : لا . قال : تُريدِينَ أن تَصُومِي غَدًا قالت . لا . قال : فأفطِري ) .
فهذا الحديث والذي قبله يدلان دلالة صريحة على جواز صوم يوم السبت في غير رمضان ،لمن صام الجمعة قبله .
-------
( 1 ) حكم صوم يوم السبت فيه خلاف يُرجع فيه لكتب الفقه .

وثبت في الصحيحين أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( أحَبُّ الصِّيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ كان
يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا ) .
سؤال :
إذا صادف يوم عاشوراء يوم السبت فهل يجوز لنا أن نصومه ؟
الجواب :
لا حرج أن يصوم الإنسان يوم السبت مطلقًا في الفرض والنفل ، والحديث أن النهي عن صوم يوم السبت حديث ضعيف مضطرب مخالف للأحاديث الصحيحة ، فلا بأس يصوم المسلم
من يوم السبت ، سواءٌ كـان عن فرض أو عن نفل ، ولو ما صام معه غيره ، والحديث الذي فيه النهي عن صوم يوم السبت إلا في الفرض حديث غير صحيح ، بل هو شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة .

( فضيلة الشيخ العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ ) :

السؤال :
صامت امرأة التاسع من محرم وحاضت يوم عاشوراء ، فهل يجب عليها القضاء أو يلزمها كفارة . أرجو الإفادة ؟
الجواب :
من المعلوم أنه لا يجب الصيام على المرء المسلم إلا صيام رمضان ، وصيام رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام . أما صوم المحرّم فقد كان واجبًا في أول الأمر ، ثم نسخ بصوم رمضان وصار صومه تطوعًا أعني صوم المحرم وصوم العاشر منه أوكد من صوم بقية الأيام منه ، وبِناء على هذا ، فنقول في الجواب على سؤال هذه المرأة ، نقول : إنها لما صامت اليوم التاسع ومن نيتها أن تصوم اليوم العاشر ، ولكن حال بينها وبينه ما حصل لها من الحيض ، فإنه يُرْجَى أن يكتب لها أجر صوم اليوم العاشر ؛ لأنها قد عزمت النية على صومه لولا المانع ، والإنسان إذا نوى العمل الصالح وسعى في أسبابه ، ولكن حال بينه وبينه ما لا يمكن دفعه ، فإنه يكتب له أجره لقول الله تبارك وتعالى : { ... وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ ... } سورة النساء : آية : 100، وهذه المرأة التي حصل لها ما يمنع صوم اليوم العاشر وهو الحيض ، لا يشرع لها أن تقضي اليوم العاشر ؛ لأن صوم اليوم العاشر مقيد بيومه فإن حصل منه مانع شرعي فإنه لا يقضى ؛ لأنه سُنة فات وقتها .

سؤال :
شخص لم يتذكر يوم عاشوراء إلا أثناء النهار ، فهل يصح إمساكه بقية يومه مع العلم بأنه أكل أول النهار . أرجو بهذا إفادة ؟
الجواب :
لو أمسك بقية يومه فإنه لا يصح صومه ؛ وذلك لأنه أكل في أول النهار وصوم النفل إنما يصح من أثناء النهار فيمن لم يتناول مفطرًا في أول النهار ، أما من تناول مفطرًا في أول النهار إنه لا يصح منه نية الصوم بالإمساك بقية النهار ، وعلى هذا فلا ينفعه إمساكه ما دام قد أكل أو شرب أو أتى مفطرًا في أول النهار .

السؤال :
في بلدنا بعض العادات التي خرجن وجدناها في بعض المناسبات ، يعني في عيد الفطر يعملون الكعك والبسكويت ، وأيضًا في السابع والعشرين من رجب يحضرون اللحوم والفاكهة والخبز ، كذلك في النصف من شعبان وفي مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحضرون الحلوى والعرائس وغيرها ، في شم النسيم ، يحضرون البيض والبرتقال والبلح ، وكذلك في عاشوراء يحضرون اللحم والخبز والخضروات وغيرها ، ما حُكم الشرع في هذا العمل ؟
الجواب :
نعم ، أما ظهور الفرح والسرور في أيام العيد ، عيد الفطر أو عيد الأضحى ، فإنه لا بأس به إذا كانت من حدود الشرعية ، ومن ذلك أن يأتي النس بالأكل والشرب وما أشبه هذا ، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل " ، يعني بذلك الثلاثة الأيام التي بعد عيد الأضحى ، وكذلك في العيد أيضًا الناس يضحون ويأكلون من ضحاياهم ويتمتعون بنعم الله عليهم ، وكذلك في عيد الفطر لا بأس بإظهار الفرح والسرور ما لم يتجاوز الحد الشرعي ، أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من رجب أو في ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء ، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر إذا دعي الإنسان إليه ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ، فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدعون إنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها إلى الله عز وجل ، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية وكل شيء لم يثبت فهو بطل ، والبناء على الباطل باطل أو المبني على الباطل باطل ، ثم على تقدير ثبوت أن تلك الليلة السابع والعشرين فإنه لا يجوز أن يحدث فيها شيئًا من شعائر الأعياد أو شيئًا من العبادات ؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا كان لم يثبت عن من عُرِجَ به ، ولم يثبت عن أصحابه الذين هم أولى الناس به ، وهم أشد الناس حرصًا على سنته واتباع شريعته .
فكيف يجوز لنا أن نحدث ما لم يكن على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ؟ وأما ليلة النصف من شعبان فإنه لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعظيمها شيء ولا في إحيائها . وأما يوم عاشوراء فـ
إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل عن صومه ؟ فقال : يُكفر السنة الماضية ـ التي قبله ـ ، وليس في هذا اليوم شيء من شعائر الأعياد ، وكما أنه ليس فيه شيء من شعائر الأعياد فليس فيه شيء من شعائر الأحزان أيضًا ، فإظهار الحزن وإظهار الفرح في هذا اليوم كلاهما خلاف السنة ، ولم يرد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا صومه مع أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمر أن نصوم يوم قبله حتى نخالف اليهود الذين كانوا يصومونه وحده .
ا . هـ . بتصرف يسير .
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :

الجمع بين قضاء رمضان وصوم عاشوراء أو عرفة :
قال الشيخ ابن عثيمين في " فتاوى الصيام " 438 ": من صام يوم عرفة ، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح ، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران : أجر يوم عرفة ، وأجر يوم عاشـوراء مع أجر القضاء ، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبـط برمضان ، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه ، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر ) ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائمًا رمضان حتى يكمل القضاء " (1) .ا . هـ .
وينبغي أن يبادر الإنسان بقضاء ما عليه ، فهذا أولى من فعل التطوع ، لكن إن ضاق عليه الوقـت ولم يتمكن من قضاء جميع ما عليه وخاف أن يفوته صوم يومٍ فاضلٍ كعاشوراء أو يوم عرفة ، فليصم بِنِيَةِ القضاء، ولعله ينال ثواب عاشوراء وعرفة أيَضًا ؛ فإن فضل الله واسع . والله أعلم .
سؤال :
هل تطيع والدها وتترك الصيام ؟
أبلغ من العمر 29 سنة ، وأحافظ على صيام الاثنين والخميس ، وأنا أتحمل الصيام ، ووالدي يريد مني الاقتصار على يوم واحد فقط ، فهل إذا خالفته أكون عاقة له ؟
الجواب :
الحمد لله
" إذا كان الواقع كما ذكرتِ فأنت غير عاقة لوالدك بمخالفتك لإياه في نهيك عن الصيام يوم
الإثنين والخميس جميعًا ؛ لأن صومك اليومين طاعة ، ما دمت تستطيعين ذلك ، ولا طاعة لمخلوق في نهيه عن طاعة الله ، ثم إن الظاهر من حاله أنه يريد الرفق بك لا إلزامك بترك الصيام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " . ا . هـ .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرازق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 25 / 198 ) . والله أعلم .

استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء :

سؤال :
أريد أن أصوم عاشوراء هذه السنة ، وأخبرني بعض الناس بأن السُّنة أن أصوم مع عاشوراء اليوم الذي قبله ( تاسوعاء ) . فهل ورد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرشد إلى ذلك ؟

الجواب :
الحمد لله
روى عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال : حينَ صامَ رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومَ عاشوراءَ
وأمرَ بصيامهِ قالوا يا رسولَ اللهِ إنه يـومٌ تُعظِّمُهُ اليهود والنصارى فقال رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا كان العامُ المقبلُ إن شاء الله صُمنا اليومَ التاسعَ قال : فلم يأتِ العامُ المقبلُ حتى تُوُفِّىَ رسول اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ . رواه مسلم / ( 1916 ) .
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعًا ؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام العاشر ، ونوى صيام التاسع .
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصيام في المحرم كان أفضل وأطيب .

سؤال :
فإن قلت ما الحكمة من صيام التاسع مع العاشر ؟
الجواب :
قال النووي ـ رحمه الله ـ : ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمَةِ استحبابِ صومِ تاسوعاءَ
أوجُهًا :
أحدُها : أن المراد منه مخالفةُ اليهودِ في اقتصارِهِم على العاشرِ ، وهو مَرْوِيُّ عن ابن عباسٍ .
الثاني : أن المراد به وصْلُ يومِ عاشوراءَ بصومٍ ، كما نهى أن يُصامَ يومُ الجمعَةِ وحدَهُ .
الثالث : الاحتياطُ في صومِ العاشرِ خشيةَ نقصِ الهلالِ ، ووقُوعِ غلطٍ فيكونُ التاسعُ في العدد هو العاشرُ في نفسِ الأمرِ . ا . هـ .
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : نهى صلى الله عليه وسلم عن التَّشَبُّهِ بأهلِ الكتابِ في أحاديث كثيرةٍ مثلُ قولهِ ... في عاشوراء :
( لَئنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصُومنَّ التاسع ) . الفتاوى الكبرى / ج : 6 .
وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) :
" ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر
إما احتياطًا له وإما مخالفةً لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم " . ا . هـ .
من فتح الباري / ( 4 / 245 ) .

* * * * *
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-10-2017, 01:33 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,237
Post



منبر الدعوة


= هنا=
رابط تحميل الملف
هنا
وهنا

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر