العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى البحوث > ملتقى البحوث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2017, 11:21 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,245
Arrow

وارزقني

ليست كل الأرزاق مادية , فهناك أرزاق مادية , وهناك أرزاق روحية , وهناك أرزاق عقلية .
المال أحد أنواع الرزق لكن الصحة أيضا رزق , فالإنسان مرزوق بصحته .

رزق مكفول ..ورزق مقسوم .. ورزق موعود

فالرزق المكفول : هو الذي كفله الله لكافة عباده وعبيده سواء كانوا متقين أبرار أم كانوا كفار أشرار

يقول سبحانه وتعالى
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا )
(وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا)
والرزق المقسوم : هو الرزق بالسعى والكد والتعب وهو مجهول لنا لا يعلم قدره ولا وقته ولا مكان حصوله
يقول سبحانه وتعالى
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْ‌ضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّ‌زْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ‌" هنا

"وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ""النحل:71 "

هنا

والرزق الموعود :هو ما وعد الله به عباده بشرط التقوى دون كد أو تعب
يقول سبحانه وتعالى

"وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَ‌جًا" وَيَرْ‌زُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِ‌هِ " قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرً‌ا"
سورة الطلاق
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله - تعالى - فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

ثم اعلموا - رعاكم الله - أن أعظم أبواب المعرفة والعلم والإيمان معرفة الله - تبارك وتعالى - بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلْيا؛ قال الله - تعالى -" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "[الأعراف: 180]، وقال - جل وعلا -: " هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [الحشر: 24] ، وقال - جل وعلا -" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " [طه : 8].

عباد الله:
وإن مما تمس الحاجة إليه في هذه الأزمان معرفة الله - تبارك وتعالى - بأنه الرزَّاق، مع أن الحاجة ماسة في كل زمان وأوان لمعرفة أسماء الله الحسنى جميعها، وتدبُّرها كلها في ضوء كتاب الله وسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

عباد الله:
إن من أسماء الله الحسنى العظيمة الرزاق؛ كما قال الله - تبارك وتعالى -: " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " [الذاريات: 58]، وقال - جل وعلا -:"وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [المائدة: 114]، وقال - جل وعلا -: " وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [الحج : 58]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

عباد الله:
والرزاق هو الذي بيده أرزاق العباد وأقواتهم، وهو - جل وعلا - الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، الذي بيده أَزِمَّة الأمور، ومقاليد السماوات والأرض؛ قال الله - تعالى -: " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا "[هود : 6]، وقال - جل وعلا -: " وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [العنكبوت: 60]، وقال - جل وعلا -: " إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا " [الإسراء: 30]، وقال - جل وعلا -:" وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [البقرة : 212].

فالأرزاق - عباد الله - كلها بيد الله؛ أقوات العباد، طعامهم، شرابهم، غذاؤهم، جميع أمورهم، كلُّ ذلك بيد الله - جل وعلا - فهو المعطي المانع، القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، الذي بيده أزمة الأمور، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.

عباد الله:
ولقد جاء في القرآن الكريم حديث واسع وبيان وافر لهذا الأمر العظيم، ألا وهو أن الرزق بيد الله - تبارك وتعالى - وأنه - جل وعلا - هو الرزَّاق ذو القوة المتين، وقد جاء حديث القرآن في بيان هذا الأمر العظيم في مقامين:
المقام الأول: مقام التفضل والإنعام، والعطاء والإكرام، وهذا جاء منه آيات كثيرة في كتاب الله - تبارك وتعالى - منها قول الله - جل وعلا -: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " [الإسراء : 70].

والمقام الثاني: - عباد الله - مقام الدعوة إلى عبادة الله، وطاعته - سبحانه - وتحقيق التوحيد له، والقيام بطاعته - جلَّ وعلا - كما أمر، وفي هذا المعنى وردت آيات كثيرة في كتاب الله، يقول الله - تبارك وتعالى -: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [البقرة : 21 - 22]؛ أي: لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وأنتم تعلمون أنه لا خالق لكم، ولا رازق لكم غير الله - تبارك وتعالى.

وقال - جل وعلا - في مقام إبطال الشرك، وبيان سفه أهله وغيِّهم وضلالهم، قال الله - جل وعلا -:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ " [فاطر: 3]، وقال - جل وعلا -:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ " [الروم: 40]، إلى أن قال - جل وعلا -:
" هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ " [فاطر: 3].


عباد الله:
إن الرزق بيد الله - جل وعلا - فالعطاء عطاؤه، والمنُّ مَنُّه، والجود جوده، والكرم كرمه، وكل بيده - جل وعلا - ورزقه - جل وعلا - لعباده على نوعين:
رزق عام: يشمل البَرَّ والفاجر، والمؤمن والكافر، كما تقدَّم معنا في قوله - تبارك وتعالى -:" وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا " [هود : 6]، وهذا عطاء عام لا يختص به أحد دون أحد؛ قال الله - جل وعلا -:
" كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ " [الإسراء : 20]؛ أي: المؤمنين والكفار، والأبرار والفجار؛ " كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " [الإسراء: 20 - 21].


هذا عطاء عام، وهو عطاء للطعام والشراب، والغذاء والملبس والمسكن ونحو ذلك.

وهذا النوع من العطاء - عباد الله - لا يدلُّ على رضا الله - تبارك وتعالى - عمن أعطاه، فإنه - جل وعلا - يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، وأما الآخرة، فإنه - جل وعلا - لا يعطيها إلا من أحب، وتأمَّل في هذا المعنى قول الله - تبارك وتعالى -: " فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ï´¾ [الفجر: 15 - 16]، قال - جل وعلا -:" كلا"؛ أي: ليس الأمر كذلك؛ أي: ليس الأمر أنَّ الإنسان إذا أعطي وأكرم في الدنيا دليل على إكرام الله له ورضاه عنه، وليس أيضًا التضييق على الإنسان في طعامه ورزقه دليل على عدم رضا الله عنه وإهانته له " كلا "؛ أي: ليس الأمر كذلك، فإنه - جل وعلا - يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، والعطاء في الدنيا؛ من الإنعام والملبس والمسكن ليس دليلاً على الرضا، وكذلك التضييق في ذلك ليس دليلاً على مهانة الله لعبده.

والعطاء في الدنيا والمنع - عباد الله - كل ذلكم ابتلاء من الله - تبارك وتعالى - لعباده، فهو - جل وعلا - يبتلي عباد بالغنى كما يبتليهم بالفقر، ويبتليهم بالصحة كما يبتليهم بالمرض، ويبتليهم بالرخاء كما يبتليهم بالشدة، فالدنيا دار امتحان، وابتلاء واختبار.

عباد الله:
والواجب على عبد الله المؤمن الذي عرف أن الأرزاق بيد الله - تبارك وتعالى - ألا يلجأ في شيء إلا إلى الله - تبارك وتعالى؛ سواء منها الرزق العام أم الرزق الخاص الذي خصَّ به عباده المؤمنين، وهو رزق الإيمان والهداية إلى الطاعة، والتثبيت على التوحيد والحفظ الوقاية والتسديد، وغير ذلك من الأرزاق التي خص بها عباده المؤمنين وأولياءه المتقين.

فعبد الله المؤمن يلجأ إلى الله في كل أموره، وفي جميع أرزاقه، وجميع شؤونه، يلجأ إلى الله - تبارك وتعالى - وحده ولا يلجأ لأحد سواه، وإن من أعظم ما يطلب به رزق الله، ومنه - سبحانه - تقوى الله والإيمان، فهذا أساس كل خير، وأساس كل فضيلة؛ قال الله – تعالى -: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " [الطلاق: 2 - 3]، وقال - جل وعلا -:
" فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " [الحج: 50]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


عباد الله:
وخلاصة القول أن الواجب علينا في هذا الباب، في باب طلب الرزق والوقاية من عسره - أن نلجأ إلى الله - جل وعلا - صادقين، كما تقدَّم معنا في قوله:
" وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [المائدة: 114]، وأن نتجنَّب - عباد الله - الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب - عباد الله - سبب لزوال النعم والأرزاق، وسبب لحلول النقم، فما حلت نقمة ولا رفعت نعمة إلا بذنب؛ كما قال علي - رضي الله عنه - وأرضاه: "ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة".


قال - تعالى -:" مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا " [نوح: 25]؛ أي: بسبب خطيئاتهم، وقال - جل وعلا -:" فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ " [العنكبوت: 40]، وقال - جل وعلا -:" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا " [الروم : 41].

فالواجب علينا - عباد الله - أن نتوب إلى الله توبة نصوحًا من كل ذنب وخطيئة، وأن نقبل على الله - تبارك وتعالى - طائعين منيبين، مؤمنين مخبتين، والله - تبارك وتعالى - يتولَّى عباده الصالحين، بمنِّه وكرمه، وجوده وعطائه، وأفضاله وأرزاقه، وهو - جل وعلا - خير الرازقين.

نسأله الله - تبارك وتعالى - أن يتولانا أجمعين بتوفيقه، وأن يهدينا إليه صراطًا مستقيمًا، وأن يرزقنا؛ فهو - تبارك وتعالى - خير الرازقين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخطبة الثانية

أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله - تعالى- عباد الله؛ إنَّ من آمن بأن الله هو الرزاق، وأن الأرزاق بيده - جل وعلا - وأنه ما من نفس تموت إلا وقد استتمت رزقها، وحصلت ما كتب الله - تبارك وتعالى - لها، إن من كان بهذا الإيمان، فإنه بعيد أشد البعد عن القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، بل لا يزال دائمًا وأبدًا يرجو الله - تبارك وتعالى - ويطمع في نواله، ويرجو منه ورزقه وكرمه - سبحانه.

ولا يزال - عباد الله - يمدُّ يدي الرجاء إلى الله، والتوجه الصادق إليه - سبحانه - وهو واثق بالله أنه لا يخيب عبدًا دعاه، ولا يرد مؤمنًا ناجاه، يسأله أن يرزقه - تبارك وتعالى - من غير قنوط ولا يأس، بل بأمل واثق ورجاء تام فيما عند الله - تبارك وتعالى.

فأحسنوا - عباد الله - رجاءكم بالله وثقتكم به، وحسن توجهكم إليه، وأملكم فيما عنده، فإنه - جل وعلا - واسع النوال، عظيم العطاء، جزيل المنِّ - جل وعلا - لا يخيب من دعاه، ولا يرد من ناداه، وهو القائل - جل وعلا -:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " [البقرة : 186].

وفي هذا المقام - عباد الله - لا بدَّ من بذل الأسباب والجد والاجتهاد في طلب الأرزاق ووجوه المكاسب المباحة التي أباحها الله - تبارك وتعالى - لعباده كما قال - جل وعلا -:" فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ" [الملك : 15]، ومع بذل الأسباب لا بد من طلب الرزق من الله - جل وعلا؛ " فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [العنكبوت : 17].

اللهم أصلح أحوالنا أجمعين، اللهم أصلح أحوالنا أجمعين، اللهم أصلح لنا أحوالنا أجمعين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شرّ.

اللهم ارفع عنَّا الغلاء والوباء والمحن كلها، والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أصلح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سُبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا، وأزواجنا وذرياتنا، واجعلنا مباركين أينما كنَّا، اللهم أعنَّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك أوَّاهين منيبين، إليك مخبتين، لك مطيعين، اللهم اهدِ قلوبنا، وأجب دعوتنا، وتقبَّل توبتنا، وثبت قلوبنا، واسْلُل سخيمة صدورنا.

اللهم اهدنا إليك صراطًا مستقيمًا، اللهم وفق لما تحب وترضى، اللهم جنِّبنا كل أمر يسخطك وتأباه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات، اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا رزاق يا منَّان، يا واسع الجود والعطاء والإحسان، اللهم إنا نتوجه إليك باسمك الرزاق وبأسمائك الحسنى كلها وصفاتك العليا؛ أن ترزقنا وأنت خير الرازقين.

اللهم ابسط علينا من أبواب جودك ومنِّك وكرمك وعطائك من حيث لا نحتسب، اللهم ارزقنا، اللهم ارزقنا، اللهم ارزقنا.

اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم يا رزاق نسألك سُقيَا رحمة لا سُقيَا هدم ولا عذاب ولا غرق.

اللهم يا رزاق أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم إنا نسألك الغيث فلا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نسألك الغيث فلا تجعلنا من اليائسين، اللهم يا رزاق نسألك يا واسع المنِّ أن تنزل علينا من بركات السماء، وأن تخرج لنا من بركات الأرض، وأن ترضى عنا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

اللهم وارض عن أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر
هنا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2017, 11:28 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,245
Arrow

واجبُرني

قوله صلى الله عليه وسلم ((اجبرني)) [سأل اللَّه] أن يجبره لما فيه سدّ حاجته، وأن يردَّ عليه ما ذهب من خير، وأن يعوّضه، ويصلح ما نقص منه، فإن من أسمائه تعالى ((الجبار)((ومن معانيه الجليلة: الذي يجبر الضعيف والكسير، ويغني الفقير، وييسّر كل عسير))([4])،

فعندما يدعو العبد به ينبغي أن يستحضر هذه المعاني الجليلة.

اسمه تعالى الجبار

· هذا اللفظ مأخوذ من: الجبر ومعاني الجبر أربعة:
1- الإغناء من الفقر وتقوية الضعيف وإصلاح المختل والفاسد وجبر الكسير , والمعنى الشامل هو الإصلاح.
2- الإكراه والقهر والقسر والإرغام , مثال: أجبرته على ......

3- العز والارتفاع والامتناع والطول والعلو والشموخ , مثال: هذا بناء جبار. , مثال آخر: قال تعالى (إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) , المائدة

"قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ" (22) (المائدة)
قَوْمًا جَبَّارِينَ أَيْ ذَوِي خُلُق هَائِلَة وَقُوًى شَدِيدَة وَإِنَّنَا لَا نَقْدِر عَلَى مُقَاوَمَتهمْ وَلَا مُصَاوَلَتهمْ وَلَا يُمْكِننَا الدُّخُول إِلَيْهَا مَا دَامُوا فِيهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا دَخَلْنَاهَا وَإِلَّا فَلَا طَاقَة لَنَا بِهِمْ

تفسير ابن كثير

مثال آخر: هذا عمل جبار ( أي لا يطاق ) .
4- المتكبر, مثال: تجبر الرجل , مثال آخر: قوله تعالى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).مريم 32

"وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا " أَيْ وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا مُسْتَكْبِرًا عَنْ عِبَادَته وَطَاعَته تفسير ابن كثير


*سئل الشيخ العثيمين

السؤال: ما معنى اسم الله تعالى الجبار؟
الإجابة: فأجاب بقوله: الجبار له ثلاثة معان:
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.

لثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.


الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم، قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار:
وكذلك الجبار من أوصافه
والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا
ذا كسرة فالجبر منه دان
والثانِ جبر القهر بالعز الذي
لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو
فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ
ـ عليا التي فاقت لكل بنان

طريق الإسلام

اسم الله الجبار جاء في موضع واحد في آخر سورة الحشر , في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)الحشر 23
أما ما جاء في السنة , فمن ذلك:
"يأخذُ الجبَّارُ سماواتِه وأرضَه بيدِه وقبضَ بيدِه فجعلَ يقبضُها ويبسطُها ثمَّ يقولُ أنا الجبَّارُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتَكبِّرونَ قالَ ويتميَّلُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن يمينِه وعن يسارِه حتَّى نظرتُ إلى المنبرِ يتحرَّكُ من أسفلِ شيءٍ منهُ حتَّى إنِّي أقولُ أساقطٌ هوَ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ"
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 165-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية


فيقال الجبار على المعنى الأول: (عائد إلى اسم الرؤوف).

- المصلح أمور خلقه فهو الذي يدبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله , فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر كل عسير , وهو الذي يجبر أصحاب المصيبات ويوفقهم على الثبات , ويعوضهم الأجر ويعوضهم في هذه الدنيا إن هم صبروا وثبتوا ولم يبد من أحد منهم جزعا ولا تسخط , كما أنه سبحانه يجبر قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله وقلوب المحبين بما بفيض عليهم من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية , وإذا دعا الداعي فقال اللهم اجبرني فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه.

ويقال على المعنى الثاني: (عائد إلى اسم القهار).
- أنه القهار لكل شيء , الذي دان له كل شيء , وخضع له كل شيء , ولا يقع في هذا الكون تسكينة ولا تحريكة إلا بمشيئته سبحانه , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يستطيع أحد في هذا الكون مهما بلغت قوته وعظمته وإمكاناته أن يخرج عن إرادة الله عزوجل , فإرادته تبارك وتعالى فوق كل إرادة , ومشيئته فوق كل مشيئة , لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه , وهذا كله صادر من قوته وعزته وعظمته جل جلاله.

ويقال على المعنى الثالث: ( عائد إلى اسم الله العظيم).
- أنه العلي على كل شيء, العزيز العظيم الذي له العلو المطلق , الكامل من جميع الوجوه , فله علو الذات وعلو القدر وعلو القهر , فأنواع العلو كلها متحققة لله عزوجل , فهو الرحمان على عرشة استوى , وهو العظيم الأعظم.

ويقال على المعنى الرابع:
- هو أنه تكبر بربوبيته عن كل سوء ونقص ,وعلى مماثلة شيء من خلقه , وعلى أن يكون له كفوا أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.

• هذا الاسم الكريم يتضمن هذه المعاني جميعا ولا مانع لذلك , فالله تعالى أسماءه تجمع أنواع الكمالات فتضمن لمعنى الرؤوف , وتضمن أيضا لمعنى القهار , وأيضا العلي العظيم , وقد جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني في نونيته عند ذكر هذا الاسم الكريم فقال:

وكذلك الجبار من أوصافه ** والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف فكل قلب قد غدا ** ذا كسرة فالقلب منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي ** لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو ** فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ ** عليا التي فاتت لكل بنان

• فإذا كانت هذه المعاني مندرجة تحت اسم الله الجبار فإن القرينة قد تحدد بعضها في بعض المواضع , وذلك أن الله عزوجل قد ذكر هذا الاسم الكريم بين اسمين ( العزيز – المتكبر ) .
وقد جمع ابنالقيم رحمه الله هذه المعاني في نونيته عند ذكر هذا الاسم الكريم فقال:
وكذلك الجبار من أوصافه ** والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف فكل قلب قد غدا ** ذا كسرة فالقلب منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي ** لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو ** فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ ** عليا التي فاتت لكل بنان

يقول ابن القيم: هذه الأسماء الثلاثة ( يعني العزيز والجبار والمتكبر ) نظير الأسماء الثلاثة ( أي في الآية التي بعدها وهم الخالق والبارئ والمصور ) فالجبار المتكبر يجرينا مجرى التفصيل لمعنى العزيز , كما أن البارئ والمصور تفصيل لمعنى الخالق , فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك ولهذا كان من أسماءه الحسنى.


· ما الذي يؤثره هذا الاسم في قلب المؤمن ؟

- تعظيم الرب تعظيما يليق بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأننا قلنا أنه لا معقب لحكمه .. الخ.

- أن يعرف العبد قدره ومنزلته وأن لا يتعدى طوره وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ولا يخرج عن طاعته.

- أن يستسلم لقضاء الله عزوجل فلا يجزع ويتذمر ولا يشكو الخالق لدى المخلوق.

- أن يعلم ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عزوجل , فالجبار هو له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , وهذا من معنى ربوبيته , فمن اجترأ على أن يشرع للناس ويضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عزوجل فقد اجترأ على اسم الرب تعالى وعلى واجترأ أيضا على اسم الله الجبار.


- إذا علم أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.

- أن يثق العبد بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب تواصى الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه , فلا يخاف من المخلوقين مهما انتفشوا ومهما تعاظموا , فإن الذي عظمهم قي قلبه إنما هو الشيطان يقول تبارك وتعالى"إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ".
آل عمران رقم الآية 175
-
أن يحب الله عزوجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على من أحسن عليها , والله هو الذي يصلح له شانه كله دقه وجله.


- أن يرغب العبد لله في كل نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.

· كلما كان العبد أكثر افتقارًا إلى الله عزوجل كلما كان أكثر عبودية له.
· وكلما كان القلب ملتفتًا إلى المخلوقين كلما نقصت العبودية.

أصل المعلومة بتصرف

من كلام الشيخ خالد السبت حفظه الله في معنى هذا الاسم: هنا
وارفعني
قوله: ((وارفعني)) [سأل اللَّه] أن يرفع قدره في الدنيا والآخرة؛ لحذفه المفعول الذي يفيد العموم، ففي الدنيا من رفع المكانة من الثناء الحسن، والقبول عند الناس، والرفعة في العلم والقدر، وفي الآخرة في الدرجات العُلا في أعالي الجنان.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2017, 11:32 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,245
Arrow

وارفعني
قوله: ((وارفعني)) [سأل اللَّه] أن يرفع قدره في الدنيا والآخرة؛ لحذفه المفعول الذي يفيد العموم، ففي الدنيا من رفع المكانة من الثناء الحسن، والقبول عند الناس، والرفعة في العلم والقدر، وفي الآخرة في الدرجات العُلا في أعالي الجنان.
قوله: وارفعني
قوله:وارفعني [سأل اللَّه] أن يرفع قدره في الدنيا والآخرة؛ لحذفه المفعول الذي يفيد العموم، ففي الدنيا من رفع المكانة من الثناء الحسن، والقبول عند الناس، والرفعة في العلم والقدر، وفي الآخرة في الدرجات العُلا في أعالي الجنان.
هنا
أنَّ نافعَ بنَ عبدِ الحارثِ لقِيَ عمرَبعُسْفانَ . وكان عمرُ يستعملُه على مكةَ . فقال : من استعملتَ على أهلِ الوادي ؟ فقال : ابنَ أبْزَى . قال : ومنِ ابنُ أبْزَى ؟ قال : مولى من موالينا . قال : فاستخلفتُ عليهم مولًى ؟ قال : إنه قارئٌ لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ . وإنه عالمٌ بالفرائضِ . قال عمرُ : أما إنَّ نبيَّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قال " إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرِينَ " .

الراوي:عمر بن الخطابالمحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 817 - خلاصة حكم المحدث:صحيح

الدرر السنية
أنَّ نافعَ بنَ عَبدِ الحارثِ لقيَ عُمرَبنَ الخطَّابِ بعُسفانَ ، وَكانَ عمرُ ، استَعملَهُ على مَكَّةَ ، فقالَ عُمَرُ : منِ استَخلفتَ على أَهْلِ الوادي ؟ قالَ: استَخلفتُ علَيهم ابنَأُبزى ، قالَ: ومنِ ابنُ أُبزى ؟ قالَ: رجلٌ مِن موالينا ، قالَ عمرُ ،فاستخلفتَ عليهم مولًى ، قالَ: إنَّهُ قارئٌ لِكِتابِ اللَّهِ تعالى ،عالمٌ بالفرائضِ ، قاضٍ ، قالَ عمرُ ، أما إنَّ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ:" إنَّ اللَّهَ يرفعُ بِهَذا الكتابِ أقوامًا ، ويضعُ بِهِ آخرينَ"
الراوي:عامر بن واثلة أبو الطفيل المحدث: الألباني- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 180-خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
ورفعة الدرجات ورفعها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت، والحسية في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة
هنا
"ألا أدُلُّكم على ما يمحو اللهُ به الخطايا ويرفعُ بهالدَّرجاتِ؟ إسباغُ الوضوءِ على المكارِه ، و كثرةُ الخُطا إلى المساجدِ ، و انتظارُالصلاةِ بعد الصلاةِ ، فذلكم الرِّباطُ ، فذلكم الرِّباطُ ، فذلِكُم الرِّباطُ"
الراوي:أبو هريرةالمحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2618-خلاصة حكم المحدث:صحيح-الدرر السنية

فذلكم الرباط : أصل الرباط : الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وإعدادها ، وهذا من أعظم الإعمال ، فلذلك شبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة في هذا الحديث ، أي أن المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة كالجهاد في سبيل الله .
وقيل : إن الرباط هاهنا اسم لما يربط به الشيء ، والمعنى : أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عنها.

المصدر : موقع فضيلة العلامة ابن عثيمين
مَن نفَّسَ عن أخيهِ كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ،ومن سترَ مسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ،ومن يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ،ومَن سلَكَ طريقًا يلتَمسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وما قعدَ قومٌ في مسجِدٍ يتلونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسونَهُ بينَهُم، إلاَّ نزلت علَيهِمُ السَّكينةُ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهمُ الملائِكَةُ،ومن أبطأَبِهِ عملُهُ لم يُسرِعْ بِهِ نسبُهُ"الراوي:أبو هريرةالمحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2945-خلاصة حكم المحدث:صحيح-الدرر السنية

" وقال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي: عند تفسير قوله صلى الله عليه وسلم" ومن أبطأ به عمله "من التبطئة وهما ضد التعجل، والبطء نقيض السرعة، والباء للتعدية، والمعنى من أخره عمله عن بلوغ درجة السعادة" لم يسرع به نسبه "من الإسراع أي لم يقدمه نسبه، يعني لم يجبر نقيصته لكونه نسيبًا في قومهإذ لا يحصل التقرب إلى الله تعالى بالنسب بل بالأعمال الصالحة، قال تعالى" إن أكرمكم عند الله أتقاكم"وشاهد ذلك أن أكثر علماء السلف موال، ومع ذلك هم سادات الأمة، وينابيعالرحمة، وذوو الأنساب العلية الذين ليسوا كذلك في مواطن جهلهم نسياًمنسياً، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: " إن الله يرفع بهذا الدين أقوامًا ويضع به آخرين " كذا قال القاري في المرقاة، وقد صدق القاري. قال ابن صلاح في مقدمته روينا عن الزهري قال: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قلت من مكة. قال: فمن خلفت بها يسود أهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح،قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي؟ قلت: من الموالي،قال: وبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية، قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا. قال: فمن يسود أهل اليمن؟ قال قلت: طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت: من الموالي. قال وبم سادهم؟ قلت: بما سادهم به عطاء قال: إنه لينبغي. قال: فمن يسود أهل مصر؟ قال قلت يزيد بن أبي حبيب ،قال فمن العرب أم من الموالي ؟ قال قلت: من الموالي. قال فمن يسود أهل الشام؟ قال: قلت: مكحول. قال فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت: من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل ؟ قال: فمن يسود أهل الجزيرة ؟ قلت: ميمون بن مهران. قال فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت من الموالي، قال: فمن يسود أهل خرسان؟ قال قلت: الضحاك بن مزاحم، قال فمن العرب أم الموالي؟ قال قلت: الموالي. قال فمن يسود أهل البصرة؟ قال قلت: الحسن بن أبي الحسن،قال فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت: من العرب قال: ويلك يا زهري فرجت عني والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها، قال قلت: يا أمير المؤمنين إذا هو أمر الله ودينه، من حفظه ساده ومن ضيعه سقط انتهى.
والله أعلم
هنا
"وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ‌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"آل عمران: 178هنا
قَالَ تَعَالَى " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْر لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَاب مُهِين " كَقَوْلِهِ " أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ نُسَارِع لَهُمْ فِي الْخَيْرَات بَلْ لَا يَشْعُرُونَ " وَكَقَوْلِهِ " فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّب بِهَذَا الْحَدِيث سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَكَقَوْلِهِ " وَلَا تُعْجِبك أَمْوَالهمْ وَأَوْلَادهمْ إِنَّمَا يُرِيد اللَّه أَنْ يُعَذِّبهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَق أَنْفُسهمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " .
تفسير ابن كثير

أي: ولا يظن الذين كفروا بربهم, ونابذوا دينه, وحاربوا رسوله أن تركنا إياهم في هذه الدنيا, وعدم استئصالنا لهم, وإملائنا لهم - خير لأنفسهم, ومحبة منا لهم.
كلا, ليس الأمر كما زعموا, وإنما ذلك لشر, يريده الله بهم, وزيادة عذاب وعقوبة إلى عذابهم, ولهذا قال: " إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " فالله تعالى يملي للظالم, حتى يزداد طغيانه, ويترادف كفرانه, ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
فليحذر الظالمون من الإمهال, ولا يظنوا, أن يفوتوا الكبير المتعال.
تفسير السعدي
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 05:16 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر