العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 06-21-2017, 02:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow من مظاهر الجود في رمضان من السنة النبوية


من مظاهر الجود في رمضان من السنة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
كان رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاهُ في كل ليلةٍ من رمضانَ فيدارسُه القرآنَ، فلرسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ .

الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6 | خلاصة حكم المحدث : صحيح-انظر شرح الحديث رقم 4746 - الدرر .

هذا الحديث قاعدة في الجود النبوي , و الجود في الشرع كما عرفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه : إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة .
ولما كان رمضان موسمًا من مواسم الخيرات و القربات و التنافس في اكتساب الحسنات والتسابق في رقي الدرجات كان له هذه المزية من الجود النبوي الذي صوره لنا هذا الحديث و من ذلك:
1. الجود بالعبادة :
رمضان موسم من مواسم العبادة و الطاعة , ولهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيه مزيد أهمية فيكثر فيه من الطاعات و العبادات حتى أنه في ثلثه الأخير يتفرغ لعبادة ربه و مناجته فيعتكف في تلك الليالي المباركة في مسجده تقربًا إلى الله تعالى.
إن الصيام و القيام و قراءة القرآن و ذكر الله و الدعاء و العمرة و الصدقة كل ذلك من العبادات و الطاعات التي هي من مظاهر الجود و غنى النفس بالعبادة, و لهذا كان من بديع ربط الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الجود و مدارسة القرآن التي أشار لها الحديث قوله: قيل الحكمة فيه أن مُدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس و الغنى سبب الجود.
2. الجود بقراءة القرآن :
وقراءة القرآن جزء من الجود بالعبادة , لكن إفرادها هنا لمزية خاصة بهذا الشهر ذكرت في الحديث "
حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاهُ في كل ليلةٍ من رمضانَ فيدارسُه القرآنَ". ومن هنا فهم الإمام النووي رحمه الله هذا المعنى فقال وهو يعدد فوائد هذا الحديث " واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان و كونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويًا لفعلاه".
إن رمضان فرصة عظيمة للنهل من معين القرآن الكريم قراءة و حفظًا و تدبرًا ،لقد أنزل القرآن في هذا الشهر العظيم "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".البقرة 185 .
ففي الآية الكريمة كما ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: يمدح تعالى شهر الصيام من بين الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه,ثم يمدح الله تعالى القرآن الكريم الذي أنزله هدى لقلوب العباد ومن آمن به و صدقه و اتبعه، (
وَبَيِّنَاتٍ) أي دلائل و حجج بينة واضحة جليلة لمن فهمها وتدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال و الرشد المخالف للغي مفرقًا بين الحق و الباطل والحلال و الحرام.
3. الجود بالمال و الصدقة:
وكما تحدثنا عن الجود بقراءة القرآن فكذلك الجود بالمال و الصدقة يدخل تحت الجود بالعبادة , لكن إفراده أيضًا لميزة خاصة للجود المالي في رمضان و هذا يظهر من جوانب :
النص على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان "
أجودَ الناسِ" فقد كان صلى الله عليه و سلم كريمًا معطاءً , يجود بالمال والعطاء بفعله و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء من لايخشى الفقر ، قال الله تعالى" من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً" البقرة / 245 . حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمَّقَ هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عمليًا , سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه1 , ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق و قدم لآخرته , وعمقه أيضًا صلى الله عليه و سلم بقوله في أحاديث كثيرة منها : قال صلى الله عليه وسلم" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا,ويقول الآخر:اللهم أعط ممسكًا تلفًا"2 متفق عليه .وقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي " انفق يا ابن ادم أنفق عليك"متفق عليه, وغيرها من الأحاديث التي تبين فضل و أجر هذه العبادة العظيمة.
. من أنواع الجود المالي و الذي يتأكد في مثل هذا الشهر الكريم , تفطير الصائمين , قال صلى الله عليه و سلم " من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " رواه أحمد

والله الموفق . هنا .

كتبه : د. محمد بن عدنان السمان
المدير العام لشبكة السنة النبوية و علومها.
1

- " أيُّكم مالُ وارثِه أحبُّ إليه من مالِه . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ما منَّا أحدٌ إلَّا مالُه أحبُّ إليه ، قال : فإنَّ مالَه ما قدَّم ، ومالُ وارثِه ما أخَّر"الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6442 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .

2

ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما : اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ : اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا .الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1442 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر .
رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر