العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى الحج والعمرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 02-12-2020, 01:05 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
root فضل ماء زمزم وخصائصه

فضل ماء زمزم وخصائصه



السؤال

هل يحمل ماء زمزم أي قيمة ؟ وهل هناك أي حديث يدل على أن له أثر فعال في الشفاء أو أن شرابه يجب أن تسبقه نيّة ؟ جزاكم الله خيرًا .
نص الجواب

الحمد لله
زمزم اسم للبئر المشهورة في المسجد الحرام ، بينها وبين الكعبة المشرفة ثمان وثلاثون ذراعاً.
وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، التي سقاه الله تعالى منها حين ظمي وهو رضيع ، فالتمست له أمه الماء فلم تجده ، فقامت إلى الصفا تدعوا الله تعالى وتستغيثه لإسماعيل ، ثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك ، وبعث الله جبريل فهمز بعقبه في الأرض فظهر الماء .
الشرب من ماء زمزم :
اتفق أهل العلم رحمهم الله إلى أنه يستحب للحاج والمعتمر خصوصاً وللمسلم في جميع الأحوال عموماً أن يشرب من ماء زمزم ، لما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم " شرب من ماء زمزم " رواه البخاري 3/492 . وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ماء زمزم " إنها مباركة إنها طعام طعم " رواه مسلم 4/1922 -زاد الطيالسي 61 في رواية له " وشفاء سقم " . أي شرب مائها يغني عن الطعام ويشفي من السّقام لكن مع الصدق كما ثبت عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه أقام شهرًا بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم .
وقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : تنافس الناس في زمزم في زمن الجاهلية حتى كان أهل العيال يفِدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحًا لهم - شرب أول النهار- ، وقد كنا نعدّها عونًا على العيال ، قال العباس : وكانت تسمى زمزم في الجاهلية "شبَّاعة" .
قال العلامة الأبّي رحمه الله :
هو لما شرب له ، جعله الله تعالى لإسماعيل وأمه هاجر طعامًا وشرابًا ،
ودخل ابن المبارك زمزم فقال : اللهم إن ابن المؤمّل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ماء زمزم لما شرب له " فاللهم إني أشربه لعطش يوم القيامة .
وقد غسل الملكان قلب النبي صلى الله عليه وسلم في صغره بعدما استخرجاه ثمّ ردّاه ، قال الحافظ العراقي رحمه الله : حكمة غسل صدر النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم ليقوى به صلى الله عليه وسلم على رؤية ملكوت السموات والأرض والجنة والنار ؛ لأنّ من خواص ماء زمزم أنه يقوّي القلب ويسكّن الرّوع . وخبر غسل صدر النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم ثبت من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فرج سقفي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا " رواه البخاري 3/429 .
ويسنّ للشارب أن يتضلّع من ماء زمزم ، والتضلّع : الإكثار من شربه حتى يمتلئ ، ويرتوي منه يشبع ريًّا .
وقد ذكر الفقهاء آدابًا تستحب لشرب ماء زمزم ، منها استقبال الكعبة ، والتسمية ، والتنفس ثلاثًا ، والتضلع منها ، وحمد الله بعد الفراغ ، والجلوس عند شربه كغيره وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم وهو قائم " رواه البخاري 3/492 . فمحمول على أنه لبيان الجواز ، وأن النهي عن الشرب قائماً للكراهة ، واستحبوا أيضاً لمن يشرب من زمزم نضحه الماء على رأسه ووجهه وصدره ، والإكثار من الدعاء عند شربه ، وشربه لمطلوبه من أمر الدنيا والآخرة لما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " ماء زمزم لما شرب له " رواه ابن ماجه 2/1018 وانظر المقاصد الحسنة للسخاوي ص 359 .
وروي عن ابن عباس : أنه إذا شرب من ماء زمزم قال : اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ، ورزقًا واسعًا وشفاء من كل داء .
وحكى الدينوري عن الحميدي قال : كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث ماء زمزم لما شُرب له ، فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال : يا أبا محمد : أليس الحديث الذي حدثتنا في ماء زمزم صحيحًا ؟ قال : نعم . قال الرجل : فإني شربت الآن دلوًا من زمزم على أنك تحدثني بمائة حديث ، فقال سفيان : اقعد فقعد ، فحدّثه بمائة حديث .
واستحب بعض الفقهاء التزود من ماء زمزم وحمله إلى البلاد لأنه شفاء لمن استشفى ، وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنها حملت من ماء زمزم في القوارير ، وقالت : حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وكان يصبّ على المرضى ويسقيهم " رواه الترمذي 4/37 .
واتفق الفقهاء على أن التطهير بماء زمزم صحيح ، لكن نصوا على عدم استعماله في مواضع الامتهان كإزالة النجاسة ونحو ذلك . قال العلامة البهوتي رحمه الله في كتابه كشاف القناع "و" كذا يكره -استعمال ماء زمزم في إزالة النجس فقط- تشريفًا له، ولا يكره استعماله في طهارة الحدث ، لقول علي" ثم أفاضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بسجلٍ من ماءِ زمزم فشربَ منهُ وتوضَّأ "رواه عبد الله بن أحمد بإسناد صحيح . انتهى ويُنظر نيل الأوطار : كتاب الطهارة : باب طهورية ماء البحر.
قال الحافظ السخاوي رحمه الله في المقاصد الحسنة :
يذكر على بعض الألسنة أن فضيلته ما دام في محله فإذا نقل يتغيّر وهو شيء لا أصل له ، فقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو " إن وصل كتابي ليلًا فلا تصبحنَّ أو نهارًا فلا تمسينَّ حتى تبعث إليّ بماء زمزم ، وفيه أنه بعث بمزادتين وكان حينئذ بالمدينة قبل أن يفتح مكة ، وهو حديث حسن لشواهده ، وكذا كانت عائشة رضي الله عنها تحمل وتخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يفعله وأنه كان يحمله في الأداوي والقرب فيصب منه على المرضى ويسقيهم ، وكان ابن عباس إذا نزل به ضيف أتحفه بماء زمزم ، وسئل عطاء عن حمله فقال : قد حمله النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين أ.هـ .
والله تعالى أعلم


المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد
رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر