العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2023, 04:12 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
Post هل يدعو عند الشرب من زمزم سرا أم جهرا ؟

هل يدعو عند الشرب من زمزم سرا أم جهرا ؟

السؤال
بالنسبة لأسئلتي حول ماء زمزم ، عندما أشربه أدعو ف سري بالشفاء أو تيسير الحفظ للقران أم بصوت عال ؟ وهل الماء الذي يستعمله الإنسان للعلاج من العين أو السحر أو غيره ، يجب أن يكون ماء زمزم ، أو أي ماء عادي يصلح ؟

الجواب
الحمد لله.

أولا :
ماء زمزم ماء مبارك ، وهو خير ماء على وجه الأرض ، وقد روى مسلم (2473) والطيالسي (459) – واللفظ له – عن أبي ذر رضي الله عنه عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ " .
وروى ابن ماجة (3062) وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" ماء زمزم لما شرب له ".
صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" وغيره .
وصححه غير واحد من المتقدمين ، راجع "إرواء الغليل" (4/324) .

قال النووي رحمه الله :
" معناه : من شربه لحاجة نالها ، وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية ، فنالوها بحمد الله تعالى وفضله " انتهى من "تهذيب الأسماء واللغات" 3 / 450.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته لعطش رَوِيت ، وإن شربته لجوع شبعت ، حتى إن بعض العلماء أخذ من عموم هذا الحديث أن الإنسان إذا كان مريضا وشربه للشفاء شفي ، وإذا كان كثير النسيان وشربه للحفظ صار حفظا ، وإذا شربه لأي غرض ينفعه " انتهى من "شرح رياض الصالحين" (ص 862) .
فالسنة أن يشربه الإنسان ينوي به حاجته ، ولا يشترط أن يدعو حينئذ بدعاء معين يتلفظ به ، حيث تكفيه النية ، ولو دعا بدعاء معين فلا بأس ، وقد عمل به غير واحد من السلف والأئمة.

وروى عبد الرزاق (9112) وغيره أن ابن عباس رضي الله عنهما شرب من زمزم ، ثم قال " أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء " .

وروى الخطيب في "تاريخه" (10 / 166) عن سويد بن سعيد قال : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ، ثم استقبل الكعبة ، ثم قال : " اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) وهذا أشربه لعطش القيامة " ، ثم شربه !!
قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (26 / 144) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه ، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع ، وماء زمزم لما شرب له " انتهى .
"التحقيق والإيضاح" (ص 63) ، وينظر : "الباب المفتوح" ، لابن عثيمين (75 / 13) .
والأصل أن يدعو بما شاء في نفسه سرا ، وليس الجهر من سنة الدعاء ، لكن لو جهر يسيرا ، بحيث يسمع نفسه ، أو من هو بجواره ، فلا حرج إن شاء الله ، ما لم يكن فيه تشويش ، أو خروج عند حد الاعتدال في الدعاء والصوت ، إلى الاعتداء في الدعاء .

ثانيا :
لا يشترط للماء الذي يُقرأ عليه للرقية من العين أو السحر أو غير ذلك أن يكون من ماء زمزم ، وإن كان زمزم أولى بكل خير لشرفه وبركته .
روى الطبراني في "الأوسط" (5890) عن علي رضي الله عنه قال : لدغت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عقربٌ وهو يصلي ، فلما فرغ قال " لعن الله العقرب لا يدع مصليا ولا غيره " ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ " قل يا أيها الكافرون " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (548) .
فلم يشترط ماء زمزم لذلك ، كما لم يشترطه لغيره .
قال علماء اللجنة :
" لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أو يتمسح به ؛ تحقيقا لغرض أو رجاء الشفاء من مرض ، مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته ، ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة ، ولم يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة ، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأمته فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه . لكن لا مانع من القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه ، بل من باب أولى ؛ لما فيه من البركة والشفاء ؛ للأحاديث المذكورة " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 / 310)
والله أعلم .
راجع إجابة السؤال رقم : (13792) .
المصدر: الإسلام سؤال وجواب


لا فرق بين نية تحصيل أمر واحد أو أكثر عند الشرب من زمزم

خلاصة الفتوى:
ثبت الترغيب في شرب ماء زمزم وأنه لما شُرِب له، ولا فرق بين أن ينوي شاربه حصول أمر واحد أو عدة أمور عند الشرب كله، أو يشرب أكثر من مرة وينوي كل مرة حصول مراده، ويستحب الإكثار والتضلع من ماء زمزم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحديث: ماء زمزم لما شُرِب له. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.

قال الشوكاني في نيل الأوطار: قوله: (ماء زمزم لما شرب له) فيه دليل على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله، سواء كان من أمور الدنيا أو الآخرة، لأن (ما) في قوله: لما شرب له، من صيغ العموم. انتهى.

وفي فيض القدير للمناوي"ماء زمزم" الذي هو سيد المياه وأشرفها وأجلها قدراً وأحبها إلى النفوس وهمزة جبرائيل وسقيا إسماعيل "لما شرب له" لأنه سقيا الله وغياثه لولد خليله، فبقي غياثاً لمن بعده، فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث، وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها. انتهى.

والظاهر من كلام شراح هذا الحديث أنه لا فرق بين نية حصول أمر واحد أو عدة أمور عند الشرب كله، أو تشرب أكثر من مرة وتنوي فيها كل مرة حصول ما تريد.

والله أعلم.

إسلام ويب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر