العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-15-2022, 01:58 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,267
Post من أحبَّ للهِ وأبغض للهِ و...

"من أحبَّ للهِ وأبغض للهِ وأعطَى للهِ ومنع للهِ فقد استكمل الإيمانَ"الراوي : أبو أمامة الباهلي - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم : 380 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - التخريج : أخرجه أبو داود :4681.

الشرح:

الإخْلاصُ شرْطُ قَبولِ الأعْمالِ، وعَلامةُ كمالِ الإيمانِ؛ فمَنْ أخلَص كلَّ طاعاتِه لِلَّهِ تعالى، طالِبًا منه الأجرَ والثَّوابَ لا لِطَلبِ سُمعةٍ ورِياءٍ فإنَّه يَكمُلُ إيمانُه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "من أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ"، أي: أحَبَّ وأبْغَضَ بما يُقرِّبُ مِن طاعةِ اللهِ، فيُخرِجُ حظَّ النَّفسِ مِن الحُبِّ والكُرهِ للغيرِ، إلَّا بما يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ،- فيحب المرء لطاعته لله - وعلامة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء
-
"وأعطَى للهِ"، أي: ما كان مِن إنفاقٍ كصَدَقةٍ وهَديَّةٍ، لا يُريدُ بها إلَّا وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُعطي في مَرضاةِ اللهِ مَن يُحبُّهم اللهُ ويُحبُّونَ اللهَ، وفي الحديثِ القُدسيِّ الذي رواه أحمدُ "حَقَّتْ مَحبَّتي للذين يَتباذَلون مِن أجْلي"، "ومَنَعَ للهِ"، أي: وأمْسَكَ وامْتنَع عن إنفاقِ مالِهِ في غيرِ ما أمَر به اللهُ عزَّ وجلَّ، وكان إمساكُه طلبًا لرِضا اللهِ وليس منعًا لِهوًى في نفْسِه كالشُّحِّ والبُخْلِ، "فقد استَكمَل إيمانَه"، أي: يكون إيمانُهُ كاملًا لا نقْصَ فيه إذا اتَّصَفَ بهذه الصفاتِ، ومَن جعَل حَياتَه كلَّها للهِ، كان جَزاؤُه أنَّه كَمُلَ إيمانُه. وإنَّما خَصَّ الأفعالَ الأربعةَ؛ لأنَّها حُظوظٌ نَفْسانيَّةٌ؛ إذْ قلَّما يُمحِّصُها الإنسانُ للهِ تعالى، فإنْ قدَرَ على مِثلِ تلك الأمورِ أنْ يَجعَلَها للهِ تعالى، كان على غَيرِها أقدَرَ.الدرر.


ومعنى هذا : أنَّ كل حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطنًا وظاهرًا ، ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح حركات الجوارح ، فإذا كان القلب صالحًا ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة ما يريده لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده ، سارعت إلى ما فيه رضاه ، وكفَّت عما يكرهه وعما يخشى أن يكون مما يكره وإن لم يتيقن ذلك .الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر.

"أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له، علَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ، بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ"الراوي : أبو هريرة - صحيح مسلم .

"من سرَّه أن يجدَ حلاوةَ الإيمانِ ، فليُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ"رواه أحمد -حديث حسن - صحيح الجامع 6288 .
فمن أفضل الأعمال أن يحب الرجل الرجل للإيمان والعرفان لا لحظ نفسي كإحسان , وأن يكرهه للكفر والعصيان لا لإيذائه له , والحاصل أن لا يكون معاملته مع الخلق إلا للّه , ومن البغض في اللّه بغض النفس الأمارة بالسوء وأعداء الدين , وبغضهما مخالفة أمرهما والمجاهدة مع النفس بحبسها في طاعة اللّه بما أمر ونهى , ومع أعدائه تعالى بالمصابرة معهم والمرابطة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:49 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر