العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى القرآن والتفسير > ملتقى القرآن والتفسير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #11  
قديم 10-13-2018, 06:52 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
root

"أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ "17.
التفسير:

ثم انتقل- السياق- من تهديدهم بالخسف إلى تهديدهم بعذاب آخر فقال سبحانه " أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ".
أى: بل أأمِنتم- أيها الناس- من في السماء، وهو الله- عز وجل- بسلطانه وقدرته..
أن يرسل عليكم حاصِبًا أى: ريحًا شديدة مصحوبة بالحصى والحجارة التي تهلك، فحينئذ ستعلمون عند معاينتكم للعذاب، كيف كان إنذاري لكم متحققًا وواقعًا وحقًا..
وقُدِّمَ التهديدُ بالخسف على التهديد بإرسال الحاصب، لأن الخسف من أحوال الأرض، التي سبق أن بين لهم أنه خلقها مذللة لهم، وفيها ما فيها من منافعهم، فهذه المنافع ليس عسيرًا على الله- تعالى- أن يحولها إلى عذاب لهم..تفسير الوسيط = هنا =

فمِن جُنُود الله تعالى: الرِّيح الشديدةُ، وهي أنواع كثيرة، منها: الحاصب، وهي: ريح قوية تحمل من شدتها التراب والحصباء، فتحصب بها الناس، وتُغطي بها العمران، وقد تشتدُّ شدة تقتلع الحجارة فترمي بها الناس، وقد عُذِّب بها أُمَّتَان من الأممِ الغابرةِ، كانتا من أشد الأمم عذابًا؛ كما قال الله تعالى" فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا "العنكبوت: 40.
وهاتان الأُمَّتان هما: عاد وقوم لوط:
فأمَّا عاد فقال الله تعالى فيهم
" وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ " الحاقَّة:6.

"بِرِيحٍ صَرْصَرٍ" أي باردة تحرق ببردها كإحراق النار ; مأخوذ من الصر وهو البرد ; قاله الضحاك . وقيل : إنها الشديدة الصوت . تفسير القرطبي.
"عَاتِيَةٍ" أي : شديدة الهبوب . تفسير ابن كثير .
وتجاوزت كل حد في قوتها. تفسير الوسيط .

وقال سبحانه
"
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا "فصِّلت: 16،

"نَحِسَاتٍ" أي :مشئومات نكدات عليهم.متتابعات.
وكانت ريحًا شديدة ترفعهم وتصرعهم؛ كما قال الله تعالى في وصْف فعلها بهم" تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ "القمر: 20.
"مُنْقَعِرٍ" أي مَقْلُوع مِن أَصْله ومُلقًى على الأرض.

"كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ "كأنهم جذوع النخل المقلوع من الأرض . وقيل أعجاز نخل " وهي أصولها التي قطعت فروعها؛ لأن الريح كانت تبين رءوسَهُم من أجسادِهم ، فتبقي أجسادَهم بلا رءوس ..

لقد ظنَّتْ عاد أنها الريح التي اعتادوها، تحمل السحب، وتسوقها إليهم، فإذا هو حاصب يحمل العذاب الأليم " فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ "الأحقاف: 25، استمرَّ حاصبُهم أيامًا حتى أفناهم الله تعالى به " وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ "الحاقَّة:6، 7.

حُسُومًا : متتابعات مشائيم . وهو من حسم الداء
يقال: قَطَعَهُ فحَسَمَهُ، أي: أزال مادته، وبه سُميَ السيف حُسامًا. وحَسْم الداءِ: إزالة أثره بالكي، وقيل للشؤم المزيل لأثر من ناله: حسوم، قال تعالى"وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا" الحاقة/7، قيل: حاسمًا أثرهم، وقيل: حاسمًا خبرهم، وقيل: قاطعًا لعمرهم. وكل ذلك داخل في عمومه. هنا=

وأما قوم لوط - عليه السلام - فقال الله تعالى فيهم" إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ " القمر: 34،وبلغ من شدة الحاصب الذي اجتاحهم أنه قلب ديارهم وأصبحت أعلى بيوتهم أسفلها ، وقذفهم بحجارة من سجيل أي :بحجارة من الطِّينُ اليَابِسِ الْمُتَحَجِّرِ المتتابع حتى أهلكتهم؛ " فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ "الحجر: 74.



إنَّ النُّذُر تأتينا مِن بين أيدينا ومِن خَلْفنا، ويذكرنا ربنا - جَلَّ جلاله - بآياته الشرعيَّة والكونيَّة؛ لنتذكرَ ونتوب،
"
وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "الإسراء: 59.الألوكة - هنا=
فالرياح الشديدة والزلازل والبراكين كلها تذكرة وتخويف من عاقبة مخالفة أمره سبحانة.


"وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ"الملك:18.
"وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ "أي: الذين قبل كفار مكة من كفار الأمم الماضية. كقوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب الأيكة، وأصحاب الرس، وقوم فرعون.

"فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ"
قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ : النَّكِيرُ عِقَابُ الْمُنْكِرِ ....
= هنا =
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب .
أي: كيف كان نكيري على تكذيبهم؟ وذلك بإنزال العذاب بهم، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر وإهلاكهم.

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:26 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر