العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى المواسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-13-2019, 04:08 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Exclamation اغتنام الأوقات الفاضلة بالأعمال الصالحة

اغتنام الأوقات الفاضلة بالأعمال الصالحة
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. حياكم الله في روضة من رياض الذّكر.
أمّا بعد: فإنّ الزَّمان هو عنصر وجود الإنسان، وسبب بقائه، ووعاء عمره؛ الّذي يُسطر فيه تاريخَه.

فالواجب على المؤمن المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها ويحال بينه وبينها، إما بمرض أو موت، أو بأن يدركه

لذا فلنحرص كل الحرص على ألا يمر يوم أو بعض يوم ، دون أن نتزود منه بعلم نافع ، أو إسداء نفع إلى الغير ،أوصلة رحم أو مساعدة ضعيف أو سؤال عن جار أو أمر بالمعروف ونهي عن منكر ، حتى لا تتسرب الأعمار سُدى ، وتضيع هباء من غير فائدة.
وقد قيل عن بعض السلف "يا ابن آدم
إنما أنت أيام كلما ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُكَ"
نتذكر وإياكم الباعثات على الأعمال الصالحات اغتنامًا للأوقات؛ فنظرًا لكثرة ما في هذا الزمان من المفسدات والمشغلات الملهيات التي تثبّط عن عمل الصالحات، وتشغل عن فعل الحسنات، وتَحْرِف عن الصراط المستقيم، فهي مشغلة ملهية تلقي الشبهات، وتحرف عن طريق الاستقامة، وطاعة رب البريات.
فالمتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيا المختلفة يجدهم يجتهدون في الإعداد والاستعداد؛ فالطالب المتفوق تجده يعد للسنة الدراسية قبل بدايتها ،والعدَّاء الماهر يعد للسباق قبل حينه ، والأمثلة في واقعنا على هذا كثيرة متنوعة. والمُشَاهَد أن ليس كل من يُعد ينجح في الإعداد ولا كل من أّعَدَّ واستعد يصل للقمة ،فحتى الإعداد يختلف من شخص لآخر، وكل بحسب ما بذله من جهد وتعب تجد حصيلته تشير عليه، فما بالك بمن لم يستعد بل لم يفكر بذلك بتاتا فأنى له الفوز؟!
هذا ولنر سويا بعضًا من خطط الإعداد لرمضان في أيام شعبان، ولكن قبيل البِدء نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك في شعبان إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك، وحساسية الشعور بالذنوب وعاقبتها ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا.
"اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا ، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حسَنٍ" .الراوي : معاذ بن جبل و أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3160 - خلاصة حكم المحدث : حسن= الدرر =
"إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"سورة هود: 114.
ونحن نحتاج في هذا الزمان، زمن كثُرت فيه المعاصي، وانتشرت فيه الفتن والفساد، نحتاج إلى ما يحيي القلوب ويعيدنا إلى الصراط المستقيم، إلى ما يدفعنا للأعمال الصاحات، إلى ما يزيد من عزيمتنا، ويدفع هذه النفوس؛ كي تزداد من البر والخير.
واستغلال واغتنام الرحمات ومواطن البركات والخيرات من رب البريات سبحانه وقد أوجدها الله سبحانه في :مجالس الذكر التي تملأ القلوب خشية للواحد القهار، والأوقات الفضيلة التي تجبر ضعفنا وقلة أعمالنا الصالحة .
إنَّ خيرَ المجالس وأزكاها وأشرفها وأعلاها قدرًا عند اللهِ وأجلَّها مكانةً عنده مجالسُ الذكر ، فهي حياة القلوب ونماءُ الإيمان وزكاءُ النفس وسبيلُ السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ، ولهذا ورد في فضلها والحث على لزومها والترغيب في المحافظة عليها نصوصٌ كثيرةٌ في الكتاب والسنة ، مما يدلُّ على شريف قدر تلك المجالس ورفيع شأنها وعلوِّ مكانتها وأنّها خيرُ المجالس .
"من سلَكَ طريقًا يلتمسُ فيهِ علمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:2646- خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

"مَنْ سَلَكَ" أي: دَخَلَ أو مَشَى طَريقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلمًا، وهو يَشْمَلُ الطَّريقَ الحِسِّيَّ الَّذي تَقْرَعُهُ الأقدامُ مِثْلَ أن يأتيَ الإنسانُ مِن بَيتِه إلى مَكانِ العِلمِ، سَواءٌ كان مَكانَ العِلمِ مَسجِدًا ...أو غَيرَ ذلك، سَهَّلَ اللهُ له به طَريقًا إلى الجَنَّةِ.
مَجالِسُ العلمِ وحِلَقُ الذِّكرِ فيها حياةٌ للقلوبِ وطهارةٌ للنُّفوسِ وسبيلٌ للسَّعادةِ في الدَّارَين؛ لأنَّها تُعرِّفُ باللهِ وتُقرِّبُ منه، وفيها تعليمُ صحيحِ الدِّين.
ومجالس الذكر هي مجالس الملائكة ، كما في
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وهو أعْلَمُ منهمْ، ما يقولُ عِبادِي؟ قالوا: يقولونَ: يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ ويَحْمَدُونَكَ ويُمَجِّدُونَكَ قالَ: فيَقولُ: هلْ رَأَوْنِي؟ قالَ: فيَقولونَ: لا واللَّهِ ما رَأَوْكَ؟ قالَ: فيَقولُ: وكيفَ لو رَأَوْنِي؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْكَ كانُوا أشَدَّ لكَ عِبادَةً، وأَشَدَّ لكَ تَمْجِيدًا وتَحْمِيدًا، وأَكْثَرَ لكَ تَسْبِيحًا قالَ: يقولُ: فَما يَسْأَلُونِي؟ قالَ: يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو أنَّهُمْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو أنَّهُمْ رَأَوْها كانُوا أشَدَّ عليها حِرْصًا، وأَشَدَّ لها طَلَبًا، وأَعْظَمَ فيها رَغْبَةً، قالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قالَ: يقولونَ: مِنَ النَّارِ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْها كانُوا أشَدَّ مِنْها فِرارًا، وأَشَدَّ لها مَخافَةً قالَ: فيَقولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أنِّي قدْ غَفَرْتُ لهمْ قالَ: يقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فيهم فُلانٌ ليسَ منهمْ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ. قالَ: هُمُ الجُلَساءُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم:6408- خلاصة حكم المحدث أورده في صحيحه
.
فمجالس الذكر هي مجالس الملائكة بخلاف مجالس الغفلة واللهو والباطل فإنها مجالس الشياطين ، والله تعالى يقول"وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ"الزخرف : 36 .
احذر وحذر نفسك من العاقبة،فالحذر كل الحذر أن تمضي عليك ساعات العمر سُدى ، واحذر الندم حيث لا ينفع الندم .


"أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ" الزمر: 56 .
السعيد الموفق التقي من وُعِظَ بغيره .
إنَّ مجالس الذكر تؤمِّن العبد من الحسرة والندامة يوم القيامة بخلاف مجالس اللهو والغفلة فإنها تكون على صاحبها حسرةً وندامة ًيوم القيامة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم:4856 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح = الدرر=


"كانت عليه مِن اللهِ تِرَةٌ"، أي: نَقْصٌ في الأَجْرِ، وحَسرةٌ وندامةٌ يومَ القيامةِ، "ومَن اضْطَجَع مَضْجَعًا"، أي: أراد أنْ يَنامَ ويَرْقُدَ، والاضطِجاعُ هو النَّومُ على الجَنْبِ، "لا يَذْكُرُ اللهَ فيهِ"، أي: في تلك النَّومةِ وقَبْلَ أنْ يَغفُوَ، "كانتْ عليه مِنَ الله تِرَةٌ"، أي: فيَنْقَصُ أَجْرُه وتكونُ حسرةً ونَدامةً على ما فاتَه مِنْ أَجْرِ الذِّكْرِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ أَهمِّيَّةِ ذِكْرِ اللهِ تعالى على كلِّ الأحوالِ، والحثُّ عليه في كلِّ المجالِس، والتَّرهيبُ مِنْ تَرْكِه. = الدرر=
ومجالس الذكر سببٌ عظيم من أسباب حفظ اللسان وصونه عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والسخرية والباطل ، فإنَّ العبد لابدَّ له من أن يتكلم ، وما خلق اللسان إلا للكلام ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره وبالخير والفائدة تكلم ولابد بهذه المحرمات أو ببعضها ، فمن عوَّد لسانه على ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ، ومن يَبُس لسانه عن ذكر الله نطق بكل باطلٍ ولغوٍ وفحش .
بدءًا من الآن عود نفسك على طول الدعاء واحفظ من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوي جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى بالإجابة إن شاء الله.
ومما ينبغي للمسلم أن يتفطن له في هذا المقام : أن ذكر الله تعالى لا يختص بالمجالس التي يذكر فيها اسم الله بالتسبيح والتكبير والتحميد ونحوه ، بل تشمل ما ذكر فيه أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه وما يحبه ويرضاه ، بل إنه ربما كان هذا الذكر أنفع من ذلك ، لأن معرفة الحلال والحرام واجبة في الجملة على كل مسلم بحسب ما يتعلق به من ذلك ، وأما ذكر الله باللسان فأكثره يكون تطوعًا وقد يكون واجبًا كالذكر في الصلوات المكتوبة ، وأما معرفة ما أمر الله به وما يحبه ويرضاه وما يكرهه فيجب على كل من احتاج إلى شيء من ذلك أن يتعلمه .
ولهذا فإنَّ المعاقل العلمية والمؤسسات الشرعية كالجامعات الإسلامية والمعاهد الدينية ونحوها مما يعتنى فيها بتعليم الناس الشريعة وتفقيههم في دينهم وتبصيرهم بالحلال والحرام والحق والباطل والهدى والضلال وتتلى فيها آيات الله ويدرس فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشر فيها العلم ، هي بلا شك ولا ريب من مجالس الذكر التي يندب في الشريعة إلى الجلوس إليها والإفادة منها .
الشيخ عبد الرزاق البدر = هنا =
ولنغتنم كل لحظة لآخر نَفَسٍ.
"إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ."الراوي : أنس بن مالك-المحدث : الوادعي-المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 34 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح= الدرر=
الشرح : رغَّبَتِ الشريعةُ المُسلِمَ ليكونَ إيجابِيًّا في كُلِّ أحْوالِه، وأنْ يكونَ نافِعًا لنَفْسِهِ ولغَيْرِه، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على كُلَّ فِعلٍ من أفعالِ البِرِّ والإحْسانِ والصَّدَقَةِ والنَّفْعِ للغير حتَّى ولو لم يَرَ الفاعلُ ثَمرتَه، كما قال في هذا الحَديثِ.
وفي الحَديثِ: الحضُّ على استمراريَّةِ العملِ في الخَيرِ إلى آخِرِ لَحظةٍ في العُمُرِ . = الدرر=
ولنحذر الفتن والاقتراب من محارم الله مهما أوتيت من علم وإيمان ،لا أحد يأمن على نفسه الفتنة والولوج فيها.

"ضرب رسولُ اللهِ مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورٌ فيه أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعلى الأبوابِ ستورٌ مرْخاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يدعو : يا أيُّها الناسُ ادخلوا إليه جميعًا ولا تَتَعَوَّجُوا ، والداعِي يدعو من فوقِ الصراطِ ، فإذا فُتِحَ بابٌ من تلكَ الأبوابِ قال : ويحكَ لا تفتَحْهُ ‍‍‍‍‍‍‍ ! إِنْ تفتَحْهُ تلِجْهُ ، والصراطُ : الإسلامُ ، والستورُ : حدودُ اللهِ والأبوابُ المفتَّحَةُ : محارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ"الراوي : النواس بن سمعان- المحدث : الألباني- المصدر : تخريج كتاب السنة-الصفحة أو الرقم- 19 خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
الشرح:مِن الأساليبِ التي امتازَ بها البَيانُ في القُرآنِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ: ضَربُ الأمثالِ لِتَقريبِ المفاهيمِ للنَّاسِ عندَ وَعْظِهم وتَعليمِهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "ضرَبَ اللهُ مَثلًا"، أي: بيَّن مَثلًا لعِبادِه، "صِراطًا مُستقيمًا"، وهو: الطَّريقُ المُمتَدُّ الَّذي لا اعوِجاجَ فيه، "وعن جَنَبَتَيِ الصِّراطِ"، أي: على طَرَفَيْ أو جانِبَيْ هذا الطَّريقِ، "سُورانِ"، أي: جِدارانِ يُحيطانِ به مِن جِهَتَيه، "فيهما"، أي: يتَخلَّلُ هذينِ الجِدارَينِ "أبوابٌ مُفتَّحةٌ، وعلى الأبوابِ سُتورٌ"، جمعُ سِتْرٍ، "مُرخاةٌ"، أي: مُرسَلةٌ، والمعنى: أنَّه مُلْقًى على تلك الأبوابِ ستائِرُ لا تُظهِرُ للمارِّ مِن على الصِّراطِ مَن بداخِلِها، "وعندَ رأْسِ الصِّراطِ داعٍ"، أي: في أوَّلِه، والمرادُ بالدَّاعي: هو مَن يُرشِدُ للنَّاسِ أمْرَهم على هذا الطَّريقِ، وهذا الدَّاعي يقولُ للناسِ "استَقيموا على الصِّراطِ ولا تَعْوَجُّوا"، أي: سِيروا عليه دونَ أنْ تَمِيلوا إلى الأطرافِ والجوانبِ، "وفوقَ ذلك داعٍ يَدْعو"، أي: وهناك داعٍ آخَرُ فوقَ الدَّاعي الَّذي يَدْعو النَّاسَ على رأْسِ الصِّراطِ؛ وهذا الدَّاعي "كلَّما همَّ عبْدٌ"، أي: قصَدَ وأراد "أنْ يَفتَحَ شيئًا"، أي: قدْرًا يَسيرًا "مِن تلك الأبوابِ"، أي: مِن سُتورِها، "قال له"، أي: هذا الدَّاعي "وَيلَك" وهي كلمةُ تَرحُّمٍ وتَوجُّعٍ تُقال لمَن وقَعَ في هلَكةٍ لا يَستحِقُّها، ثم استُعمِلَت لِمُجرَّدِ الزَّجْرِ، "لا تَفتَحْه"، أي: زجَرَه عن فتْحِه لهذه الأبوابِ، وحذَّرَه مِن ذلك؛ "فإنَّك إنْ تَفْتَحْه تَلِجْهُ"، أي: لو فتَحْتَ هذه الأبوابَ لنْ تَستطيعَ أنْ تُمسِكَ نفْسَك عن الدُّخولِ، "ثم فسَّره"، أي: فسَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا المَثَلَ؛ "فأخبَرَ أنَّ الصِّراطَ هو الإسلامُ"؛ وهو طريقٌ مُستقيمٌ، والمطلوبُ مِن العبْدِ الاستقامةُ عليه، "وأنَّ الأبوابَ المُفتَّحةَ مَحارِمُ اللهِ"، أي: الأمورُ التي حرَّمَها، والشُّبهاتُ الَّتي نَهى عنها العِبادَ؛ فإنَّها أبوابٌ للخُروجِ عن كَمالِ الإسلامِ والاستقامةِ، والدُّخولِ في العذابِ والملامةِ، فلا يقَعُ أحَدٌ في حُدودِ اللهِ حتَّى يُكشَفَ السِّترُ الَّذي على تِلك الأبوابِ؛ فمَن انتَهَكَ المحارِمَ هتَكَ السُّتورَ، وقد قال اللهُ تعالى"تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا"البقرة: 187، "والدَّاعي على رأْسِ الصِّراطِ هو القرآنُ" يَدْعو الناسَ إلى الاستقامةِ على أمْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ بما فيه مِن أوامِرَ ونواهٍ، وإرشاداتٍ وآدابٍ، وغيرِ ذلك ممَّا به يكونُ صلاحُ الناسِ وهِدايتُهم، "والدَّاعي مِن فوقِه هو واعظُ اللهِ في قلْبِ كلِّ مُؤمنٍ"، قِيل: هي لَمَّةُ الملَكِ في قَلْبِ كلِّ مُؤمنٍ، واللَّمَّةُ الأُخرى هي لَمَّةُ الشَّيطانِ.
وفي الحديثِ: الأمرُ باتِّباعِ القُرآنِ وما جاء فيه مِن أوامِرَ ونَواهٍ، والنَّهيُ عن الوُقوعِ في مَحارِمِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: أنَّ اللهَ سُبحانه جعَلَ للعِبادِ حواجِزَ تَمنَعُهم مِن الوُقوعِ في المعاصي. الدرر =

"إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ ،وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ، فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" الآيةَ"الراوي : عبدالله بن مسعود-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم:2988-خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
وفي الحديثِ: أنَّ مِن خَواطِرِ القلبِ ما يكونُ مِن الملَكِ ومنها ما يكونُ مِن الشَّيطانِ.
وفيه: الحذَرُ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، والحثُّ على التعوُّذِ باللهِ تعالى مِنه ومِن شَرِّه.
وفيه: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على وِقايةِ أمَّتِه مِن شرِّ الشَّيطانِ. = الدرر =

احتمي في صلاتك في صدقتك في ذِكْرِكَ في صيامك ومعالجة النيات ، وفي كل طاعة تستطيعها ،لعل الله يرضى عنك ويرضيك في الدنيا والآخرة . اللهم ارْضِنَا وَارْضَ عَنَّا.
"وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى"سورة طه: 130.
"لَعَلَّكَ تَرْضَى "ترضى بما يعطيك ربك من الثواب العاجل والآجل، وليطمئن قلبك، وتقر عينك بعبادة ربِّك.
اللهمَّ زينَّا بزينةِ الإيمان، واجعلنا هُداةً مهتدين، غيرَ ضَالينَ ولا مُضلين، بمنِّكَ وإحسانكَ يا رب العالمين. اللهمَّ إنا نسألُكَ علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا واسعًا، وعملًا صلحًا متقبلًا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:26 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر