العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى الحج والعمرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-15-2017, 03:41 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow سرد مناسك الحج

سرد مناسك الحج
فضل الحج
فإن الحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات؛ فهو أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، والذي لا يستقيم دين العبد إلا به.
ولما كانت العبادة لا يستقيم التقرب بها إلى الله ولا تكون مقبولة إلا بأمرين:
أحدهما:
الإخلاص لله عز جل بأن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد بها رياء ولا سمعة.
الثاني:
المتابعة: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها قولاً وفعلاً.
لذلك فالواجب على من أراد أن يتعبد لله تعالى بعبادة -الحج أو غيره- أن يتعلم هدي النبي صلى ا
لله عليه وسلم فيها ؛ حتى يكون عمله موافقًا للسنة
الحج في الاصطلاح: قصد البيت الحرام في زمن مخصوص بنية لأداء المناسك، من طواف، وسعي، ووقوف بعرفة، وغيرها.
قال البخاري في صحيحه
1449 حَدَّثَنَا آدَمُ ،قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،قال: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "صحيح البخاري - كِتَاب الْحَجِّ - لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور هنا
*قال البخاري في صحيحه

1683 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ،قال: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"
صحيح البخاري - كِتَاب الْعُمْرَةِ - بَاب وُجُوبِ الْعُمْرَةِ وَفَضْلِهَاهنا

"مامن مسلمٍ يلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا."الراوي : سهل بن سعد الساعدي-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم-828: خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

-يا رسولَ اللهِ، تُرَى الجِهادَ أفْضلَ العملِ، أفلا نُجاهِدُ ؟ قال : لكِنَّ أفضلَ الجِهادِ حَجٌّ مَبْرورٌ .الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم2784-خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر.

"من طافَ بِهذا البيتِ أسبُوعًا فأحصاهُ ،كانَ كعِتقِ رقبةٍ ، لا يضعُ قدمًا ، و لا يرفعُ أخرى ، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً ، و كَتب له بها حسنةً" .الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم6380-خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر .

شروط وجوب الحج والعمرة
شروط وجوب الحج خمسة وهي :
الإسلام ـ البلوغ ـ العقل ـ الحرية ـ الاستطاعة .
والاستطاعة تنقسم إلى أربعة أنواع :
ـ الاستطاعة المادية :
فلابد من توافر المال الذي يحتاجه الحاج في سفره وتكاليف حجه حتى عودته، وتوافر المال الذي يتركه لذويه حتى يعود ، وذلك بعد سداد كل الديون أواستئذان الدائن .
وأما عن الدين الذي لم يحن أجله كأقساط البيع أو تسديد أقساط ؛ فلا بأس من الذهاب للحج دون استئذان .

ويشترط في هذا المال أن يكون حلالًا . فلا يجوز الحج من المال الحرام ، مثل مال الربا أو الرشوة أو البيع المحرم .


ـ الاستطاعة البدنية :
الحج يحتاج إلى بذل جهد ومشقة من تحمل تبِعات السفر ومناسك الحج ،والبعض يؤجل حجه إلى أن يكبر سنه ، وكأنه لا يليق به أن يكون حاجًا إلا أن يكون شيخًا كبيرًا وهذا مخالف للصواب حيث ينبغي المبادرة بالحج ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلاً .
ومن كان لا يستطيع أداء المناسك بنفسه لمرض أو عجز أو كبر فيجوز أن يحج عنه غيره .
* فعن الفضل بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ : أن امرأة من خثعم ، قالت : يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال " نعم " . وذلك في حجة الوداع .
رواه الجماعة . أي رواه أصحاب الكتب الستة ومنهم البخاري ومسلم .
وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن أراد أن يحج عن شُبْرُمَة " حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة " .
رواه أبو داود عن ابن عباس وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير / ج : 1 / ص : 599 / حديث رقم : 3128
إذن فيشترط لمن أراد الحج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه أولاً ، ولا يحج عن الغير إلا إذا كان الغير ميتًا أو مَنْ عجزَ عن أداء المناسك بنفسه .

ـ الاستطاعة الأمنية :
فقديمًا كان المرءُ يخشى على نفسه قطع الطريق من اللصوص والمفسدين أو يخشى سبعًا أو وحشًا في الطريق ، فيسقط عنه الحج بنفسه حتى يأمن الطريق ، أما الآن فتتمثل الاستطاعة الأمنية في تصاريح السفر للمغادرة ودخول البلاد ، فقد يكون المرء ممنوعًا من السفر من بلده ، أو ممنوعًا من الدخول لأرض الحرمين .

ـ الاستطاعة الشرعية :
يسقط الحج إذا وجد مانع شرعي يمنع من السفر إلى الحج أو العمرة ، وأمثلة ذلك ما يلي :
*المرأة لا تجد مَحْرَمًا لها . فالصواب أن المرأة لا تسافر أي سفر بغير محرم .
* فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " أن لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم " .
رواه البخاري ومسلم .

وأما القول بجواز سفر المرأة في صحبة آمنة من النساء ولو كانت طاعنة في السن ، فهذا قول مرجوح .
فقه السنة للشيخ سيد سابق / ج : 1 / ص : 535 .

* ومن الموانع الشرعية : أن يقوم المرء على خدمة من لا يستغني عنه وليس ثَمَّ بديل .
الاشتراط خشية العجز عن إكمال المناسك بعد الإحرام :يشرع لمن أراد الإحرام بالحج أو العمرة أن يشترط عند الإحرام ، إذا خاف أن يمنعه مانع من إتمام الحج والعمرة ، فيقول " اللهم محلي حيث حبستني "

والفائدة التي يستفيدها المحرم من ذلك : أنه إذا حصل له مانع يمنعه من إتمام النسك كمرض أو حادث ، أو مُنع من دخول مكة لسبب ما فإنه يتحلل من إحرامه وليس عليه شيء ، لا فدية ، ولا هدي ، ولا حلق الرأس .
ولولا هذا الاشتراط لكان مُحْصَرًا ، والمُحْصَر – وهو الممنوع من إتمام النسك – عليه أن يذبح هديًا ، ويحلق رأسه ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية لما منعه المشركون من دخول مكة ، فنحر النبي صلى الله عليه وسلم هديه ، وحلق رأسه ، وأمر الصحابة بذلك ، فقال لهم "
قوموا فانحَرُوا ثم احْلِقُوا" رواه البخاري
الراوي : المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2731 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .الدرر *
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"أما فائدة الاشتراط : فإن فائدته أن الإنسان إذا حصل له ما يمنعه من إتمام نسكه تحلل بدون شيء ، بمعنى تحلل ، وليس عليه فدية ولا قضاء" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" 22/28 .


*دخل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ضُباعةَ بنتِ الزبيرِ فقال لها: لعلك أردتِ الحجَّ . قالت: واللهِ لا أجدُني إلا وَجِعَةً، فقال لها" حُجِّي واشترطي، قولي: اللهم محَلِّي حيث حبستني". وكانت تحتَ المقدادِ بنِ الأسودِ.الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 5089 - خلاصة حكم المحدث : -صحيح-الدرر *

التعجيل بالحَجّ:
ينبغي للمؤمن أنْ يغتنم أيّ فرصة تأتي إليه لأداء مناسك الحَجّ، فإنه لا يدري ما يَعرضُ له من موانع تشغله أو تعوقه، وقد وردت الأحاديث التي تحث على التعجيل بالحَجّ فمِن ذلك:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ ، فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدرِي ما يَعرِضُ لَهُ"
الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2957 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر*
تنبيه هام: نرى كثيرًا من الناس يُهمِلون أمرَ الحَجّ فيَدَّخِرون الأموال لملذاتهم وشهواتهم، والذهاب إلى الأندية وشواطئ البحار لقضاء العُطلات، وَهُم لم يؤدوا ما أمرهم الله به من الحَجّ والعُمرَة وغيرهما، وتلك بَلِيَّة ينبغي أنْ يُنَبَّهُ لها هؤلاء الغارقون في غفلاتهم ؛ عسى اللهُ أنْ يَهدِيَنا جميعًا.

* هنا *

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-16-2017, 12:45 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

هيئات وأنواع المناسك في الحج
من وصل إلى الميقات مريدًا للحج في أشهر الحج ،وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، فإنه مخيرٌ بين ثلاثة أنساك:
الإفراد : وهو أن يهل بالحج فقط ، ويقول عند إحرامه : لبيك اللهم حجًا ، أو لبيك اللهم بحج .
فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم، ثم سعى سعي الحج -وإن شاء أخر سعي الحج فيسعى بعد طواف الإفاضة- ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه، بل يبقى على إحرامه حتى يحل منه بعد رمي جمرة العقبة.
والحاج المُفْرِد ليس عليه هديًا واجبًا .

ومن اعتمر في غير أشهر الحج ، ثم أهلَّ بالحج دون عمل عمرة في أشهر الحج يُعد مُفْرِدًا .
التمتع : وهو أن يهلَّ ، بالعمرة في أشهر الحج " لبيك اللهم بعمرة " ثم يَحل من إحرامه بعد أداء العمرة، ثم يُهل بالحج في يوم التروِية " الثامن من ذي الحجة " . وسُمي بتمتع لأن الحاج يتمتع بما كان محظورًا عليه بالإحرام بعد انتهاء عمرته حتى بداية مناسك الحج .
والمتمتع يجب عليه هديٌ .فإن لم يجد فيصوم ثلاثةَ أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى بلده .
الواجب ألا يتأخر صوم الأيام الثلاثة عن أيام التشريق . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يجوز أن يصوم الأيام الثلاثة في أيام التشريق، وهي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، ويجوز أن يصومها قبل ذلك بعد إحرام العمرة، ويجوز أن يصوم هذه الأيام الثلاثة متوالية ومتفرقة، لكن لا يؤخرها عن أيام التشريق. أما السبعة الباقية فيصومها إذا رجع إلى أهله، إن شاء صامها متوالية، وإن شاء متفرقة" انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" 24/ 376.
فإن لم يصم الأيام الثلاثة في الحج فعليه قضاؤها سواء كان ترك صيامها لعذر أو لغير عذر ، إلا أنه إذا كان غير معذور فقد أساء وعليه التوبة إلى الله ، بالندم على ما فعل ، والعزم على عدم فعل ذلك مرة أخرى .ا.هـ.
قال تعالى:


"فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ" البقرة 196.

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" 11/389 :
"اختلف أهل العلم في معنى : حاضري المسجد الحرام ، والراجح أنهم أهل الحرم.

*فمن كان من حاضري المسجد الحرام فإنه إذا تمتع بالعمرة إلى الحج فليس عليه هدي .مثل : لو سافر الرجلُ من أهل مكة إلى المدينة مثلاً في أشهر الحج ثم رجع من المدينة فأحرم من ذي الحُليفة بالعمرة مع أنه قد نوى أن يحج هذا العام فإنه لا هدي عليه هنا ؛ لأنه من حاضري المسجد الحرام ، وكذلك أهل مكة يمكن أن يقرنوا ولكن لا هدي عليهم مثل : أن يكون أحد من أهل مكة في المدينة ثم يحرم من ذي الحليفة في أيام الحج بعمرة وحج قارنًا بينهما ، فهذا قارن ولا هدي عليه أيضًا ، لأنه من حاضري المسجد الحرام" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" 22/ 70، 71 .


القِران : وهو أن يُهلَّ بالحج والعمرة معًا من الميقات . فيقول : لبيك اللهم حجًا وعمرةً ،أو لبيك اللهم بحج وعمرة .وعمل القارن مثل عمل المُفْرِد سواء بسواء، إلا أن القارن عليه هدي، كالمتمتع، والمفْرِد لا هدي عليه.

فإذا وصل الحاج القارن مكة طاف طواف القدوم، ثم سعى سعي الحج -وإن شاء أخر سعي الحج فيسعى بعد طواف الإفاضة- ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه، بل يبقى على إحرامه حتى يحل منه بعد رمي جمرة العقبة.
ففي القِرَان تندرج أفعال العمرة في أفعال الحج،ويُسن للقارن أن يسوق الهدي قبل الميقات .
*والقارن كالمتمتع، لإحرامه بالنسكين .فمن حجّ متمتعًا ، أو قارنًا ، وجبَ عليه أن يذبحَ هديًّا ، متى كان واجدًا له ، وإلا صام بدلًا عنه كما سبق تفصيله عند شرح نسك التمتع.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" هدي التمتع والقِران لا يجوز ذبحه إلا في الحرم.
وأفضل النسك التمتع :
يُسن لمن قَدِم للحج أن يتمتع بالعمرة إلى الحج إذا كان قدومُه بعد رمضان يريدُ الحج، فالسنة له أن يحرم بعمرة ,ويطوف، ويسعى، ويقصر ثم يُحل ثم يلبي بالحج يوم الثامن كما أمر النبي أصحابه- عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع، أمر من لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة، فيطوفوا، ويسعَوا، ويقصروا، ويُحِلوا. قال جابر: فطفنا، وسعينا، وباشرنا النساء، ثم أحرمنا بالحج يوم التروية..ابن باز *
- "لوِ استَقبلتُ من أمري ما استَدبرتُ ، لم أسقِ الهديَ ، وجعلتُها عمرةً ، فمَن لم يَكُن معَهُ هديٌ فليَحلُلْ ، وليجعَلها عمرةً . وقدمَ عليٌّ منَ اليمنِ بِهَديٍ ، وساقَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، منَ المدينةِ هديًا .وإذا فاطمةُ قد لبِسَت ثيابًا صَبيغًا واكتَحَلت . قالَ : فانطلقتُ مُحرِّشًا أستفتي رسولَ اللَّهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ : إنَّ فاطمةَ لبسَت ثيابًا صبيغًا، واكتَحلَت، وقالت: أمرَني بِهِ أبي قالَ : صدَقَت ، صدَقَت ، صَدقَت، أَنا أمرتُها"

الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 2711 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر*

- قدِمْتُ مكةَ متمتِّعًا بعمرةٍ . قبل الترويةِ بأربعةِ أيامٍ . فقال الناسُ : تصير حجتُك الآنَ مكيَّةً . فدخلتُ على عطاءِ بنِ أبي رباحٍ فاستفتيتُه . فقال عطاءٌ : حدَّثني جابرُ بنُ عبدِاللهِ الأنصاريُّ رضي اللهُ عنهم ؛ أنه حجَّ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عام ساقَ الهديَ معه . وقد أهلّوا بالحجِّ مفردًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " أحِلُّوا من إحرامِكم . فطوفوا بالبيتِ وبين الصفا والمروةِ . وقصِّروا . وأقيموا حلالًا حتى إذا كان يومُ الترويةِ فأهِلُّوا بالحجِّ . واجعلوا التي قدمتُم بها متعةً " . قالوا : كيف نجعلُها متعةً وقد سمَّينا الحجَّ ؟ قال : افعلوا ما آمرُكم به . فإني لولا أني سُقتَ الهديَ ، لفعلتُ مثلَ الذي أمرتُكم به . ولكن لا يحلُّ مني حرامٌ . حتى يبلغ الهديُ مَحِلَّه "ففعلوا .الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1216 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر.


الشرح
يَحكي جَابِرٌ رضي اللهُ عنه أنَّه حجَّ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ ساقَ البُدْنَ معَه مِن المدينةِ إلى مَكَّةَ في حَجَّةِ الوَداعِ وقد أهلُّوا بالحَجِّ مُفرِدين، أي: أَحرَموا مُفرِدين بالحَجِّ، فأخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَ قُدومِهم إلى مَكَّةَ أن يَحِلُّوا من إحرامِهِم، أي: يَفسَخوا الحَجَّ إلى العُمرةِ، ويَتحلَّلوا مِن عُمرَتِهم بالطَّوافِ والسَّعيِ، ثمَّ يُقيموا حلالًا، يحلُّ لهُم كُلُّ شَيء حتَّى الجِماع، حتَّى إذا كانَ يوم التَّرويةِ، وهو اليومُ الثَّامِن من ذي الحِجَّةِ فيُهلُّوا، أي يُحرِموا بالحَجِّ، ويَتَوجَّهوا إلى عَرَفَةَ، ويَجعَلوا الَّتي قَدِموا بها مُتعةً، أي: تَمتُّعًا بالعُمرةِ، ولولا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ساقَ الهَديَ لفَعَلَ مثلَ الَّذي أمَرَهُم وفَسَخَ الحَجَّ إلى العُمرةِ، ولكِن لا يَحلُّ في شَيء من مَحظوراتِ الإحرامِ حتَّى يَصِلَ الهديُ إلى المَكانِ الَّذي يُنحَر فيه بِمِنًى يومَ النَّحرِ.- الدرر.

*قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :فهذا صريح في تفضيل التمتع على غيره من الأنساك لقوله صلى الله عليه وسلّم «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسُق الهديَ»، ولم يمنعه من الحِلِّ إلاّ سوقُ الهدي، ولأنّ التمتُّع أيسر على الحاج، حيث يتمتع بالتحلل بين الحج والعمرة، وهذا هو الذي يُوافق مُرادَ الله عزّ وجل حيث قال سبحانه"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"البقرة:185، . هذا وقد يُحرم الحاج بالعمرة متمتعًا بها إلى الحج، ثم لا يتمكن من إتمامها قبل الوقوف بعرفة، ففي هذه الحال يُدْخِل الحجَّ على العمرةِ قبل الشروعِ في طوافِها ويصير قارنًا.
ولذلك مثالان:
المثال الأول: امرأةٌ أحرمت بالعمرة متمتعة بها إلى الحج، فحاضت أو نَفِست قبل أن تطوف، ولم تَطهُر قبل وقت الوقوف بعرفة، فإنّها تُحرم بالحج وتصير قارنة، وتفعل ما يفعله الحاج، غير أنّها لا تطوف بالبيت، ولا تسعى بين الصفا والمروة حتى تطهر وتغتسل.

المثال الثاني: شخص أحرم بالعمرة متمتعًا بها إلى الحج، فلم يتمكن من الدخول إلى مكة قبل وقت الوقوف بعرفة، فإنّه يُدخِلُ الحج على العمرة ويصير قارنًا لتعذُّر إكمال العمرة منه.العثيمين *
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-16-2017, 01:12 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

الحج شرعًا


الحج في الشرع قصدٌ مخصوصٌ في وقتٍ مخصوصٍ لفعلِ نسكٍ مخصوصٍ .
" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ" . سورة البقرة / آية : 197 .
أشهر الحج : شوال، وذو القعدة ، وذو الحجة
الحج ركن من أركان الإسلام " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" آل عمران 97 .



الاستعداد للإحرام
يمكن قص الأظافر وحلق العانة ونتف الإبط وذلك ليس بنسك ولكن لعدم استطاعة فعل ذلك بعد الإحرام وقبل التحلل .

أركان الحج وواجباته

الإحرام ـ الوقوف بعرفة ـ طواف الإفاضة ـ السعي .

*أركان الحج أربعة :
- الإحرام
: وهو نية الدخول في النسك والتلبس به بالإهلال : لبيك اللهم بـ.....
- الوقوف بعرفة ، لحديث "الحج عرفة" .
- طواف الإفاضة ، لقوله تعالى "
وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ "الحج 29.
- السعي ، لحديث "
اسعَوْا ، فإنَّ اللهَ كتبَ عليكم السَّعيَ"رواه أحمد وصححه الألباني * هنا *.

* من ترك ركنًا: لا يَتِم نسكُه إلا إذا أتى به . ولو لم يأتِ به الحاج فقد بطُلَ حجُّهُ.
*واجبات الحج
سبعة :

- الإحرام من الميقات.
- الوقوف بعرفة إلى الغروب على من وقف نهارًا- الوقوف نفسه ركن لكن زمن الوقوف الذي هو للغروب واجب -
- المبيت بمنى لغير أهل السقاية والرعاية ليالي أيام التشريق
- المبيت بمزدلفة إلى بعد منتصف الليل لمن أدركها قبله على غير السقاة والرعاة .والرمي مرتبًاالحلق أو التقصير
-طواف الوداع .
والواجب: إذا لم يأت به الحاج فإن حجه صحيح وعليه دم -على خلاف وتفصيل بكتب الفقه .
السنة :
ما سوى الأركان والواجبات فهو مسنون .
مثل : الاغتسال ، الصلاة قبل الإهلال ، استلام الحجر الأسود ، .....
والمسنون إذا لم يأتِ الحاجُّ به فحجُّه صحيح، وليس عليه شيءٌ.
محظورات الإحرام
محظورات الإحرام : هي الممنوعات التي يمنع منها الإنسان بسبب الإحرام ، ومنها :
- حلق شعر الرأس ، لقوله تعالى "وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ "البقرة/196 ، وألحق العلماء بحلق الرأس حلق سائر شعر الجسم ، وألحقوا به أيضًا تقليم الأظافر ، وقصها .
- استعمال الطيب بعد عقد الإحرام ، سواء في ثوبه أو بدنه . فاستعمال الطيب محظورٌ في الإحرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي وقصته ناقته "ولا تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ" - أنَّ رجُلا كانَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فَوَقَصَتْهُ ناقتُهُ وهوَ محْرِمٌ فماتَ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اغْسِلُوهُ بماءٍ وسدْرٍ ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيهِ ، ولا تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ ، ولا تُخَمِّرُوا رأْسَهُ ، فإنَّهُ يُبْعَثُ يومَ القيامةِ مُلَبِّيًا .الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1851 - خلاصة حكم المحدث :صحيح -الدرر*

- الجماع . لقوله تعالى"فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ" البقرة/197
- المباشرة لشهوة . لدخولها في عموم قوله "فَلَا رَفَثَ" ولأنه لا يجوز للمحرم أن يتزوج ولا أن يخطب ، فلا يجوز أن يباشر من باب أولى .
- قتل الصيد . لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ" المائدة/95 ، وأما قطع الشجر فليس بحرام على المحرم ، إلا ما كان داخل الأميال-وهي حدود الحرم- ، سواء كان مُحْرِمًا أو غير محرم ، ولهذا يجوز في عرفة أن يقلع الأشجار ولو كان محرمًا ، لأن قطع الشجر متعلق بالحَرَم لا بالإحرام .
- من المحظورات الخاصة بالرجال لبس القميص والبرانس والسراويل والعمائم والخفاف ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل ما يلبس المحرم ؟

"أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ، ما يلبَسُ المحرمُ من الثيابِ؟ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:لا تلبَسوا القُمُصَ, ولا العمائِمَ، ولا السرويلات، ولا البَرانِسَ، ولا الخفافَ، إلا أحدٌ لا يجدَ النعلين فليلبَسْ خفين، وليقطعْهما أسفلَ من الكعبين، ولا تلبَسوا من الثيابِ شيئًا مسَّه الزعفران ولا الورْسُ" .الراوي : عبدالله بن عمر- المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 5803 - خلاصة حكم المحدث : -صحيح- الدرر *

إلا أنه صلى الله عليه وسلم استثنى من لم يجد إزارًا فليلبس السراويل ، ومن لم يجد النعلين فليلبس الخفين .
- أنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه و سلم يقول بعرفاتٍ: فقال" مَن لم يجدْ إزارًا فلْيلبَسِ السراويلَ ، ومَن لم يجدْ نعلين فلْيلبَسْ خُفَّيْنِ".
الراوي : عبدالله بن عباس- المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي
-الصفحة أو الرقم: 5340 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

وهذه الأشياء الخمسة صار العلماء يعبرون عنها بلبس المخيط ، وقد توهم بعض العامة أن لبس المخيط هو لبس ما فيه خياطة ، وليس الأمر كذلك ، وإنما قصد أهل العلم بذلك أن يلبس الإنسان ما فصل على البدن ، أو على جزء منه كالقميص والسراويل ، هذا هو مرادهم ، ولهذا لو لبس الإنسان رداءً مرقّعا ، أو إزارًا مرقّعا فلا حرج عليه ، ولو لبس قميصًا منسوجًا بدون خياطة كان حرامًا .
- ومن محظورات الإحرام وهو خاص بالمرأة النقاب والقفازين، وهو أن تغطي وجهها ، وتفتح لعينيها ما تنظر به ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عنه ، ومثله البرقع ، فالمرأة إذا أحرمت لا تلبس النقاب ولا البرقع ، والمشروع أن تكشف وجهها إلا إذا مرّ الرجال غير المحارم بها ، فالواجب عليها أن تستر وجهها ولا يضرها إذا مس وجهها هذا الغطاء .وتستر يديها بغير القفازين وبغير مخيط.
وبالنسبة لمن فعل هذه المحظورات ناسيًا أو جاهلاً أو مكرهًا ، فلا شيء عليه ، لقول الله تعالى "
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ"الأحزاب/5 .
وقال تعالى في قتل الصيد وهو من محظورات الإحرام "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ " المائدة /95 فهذه النصوص تدل على أن من فعل المحظورات ناسيًا أو جاهلاً فلا شيء عليه .
وكذلك إذا كان مكرهًا لقوله تعالى "
مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "النحل / 106 .فإذا كان هذا من الإكراه على الكفر ، فما دونه أولى .
ولكن إذا ذُكِّر من كان ناسيًا وجب عليه
الإسراع بالتخلي عن المحظور ، وإذا علم من كان جاهلاً وجب عليه الإسراع بالتخلي عن المحظور ، وإذا زال الإكراه عمن كان مكرهًا وجب عليه الإسراع بالتخلي عن المحظور ، مثال: ذلك لو غطى المحرم رأسه ناسيًا ثم ذكر فإنه يزيل الغطاء ، ولو غسل يده بالطيب ثم ذكر وجب عليه غسلها حتى يزول أثر الطيب وهكذا .
مقطفات
من كتاب فتاوى منار الإسلام للشيخ ابن عثيمين ج/2 ص/391- 394 . المعلومة كاملة *هنا*

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-16-2017, 01:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow


المواقيت
المواقيت قسمان:
- زمانية: وهي أشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.

- مكانية: وهي التي يحرم منها من أراد الحج أو العمرة، وهي خمسة:
- ذو الحُلَيْفَةِ: وهو ميقات أهل المدينة ومن مر بها، ويبعد عن مكة : 420 كيلو مترًا تقريبًا، وهو أبعد المواقيت عن مكة.
-
الجُحْفَة: وهي ميقات أهل الشام وتركيا ومصر والمغرب ومن حاذاها أو مر بها، وهي قرية قرب رابغ، وتبعد عن مكة 186 كيلو مترًا تقريبًا، ويُحرم الناس الآن من رابغ الواقعة غربًا عنها.
-
يَلَمْلَم: وهو ميقات أهل اليمن ومن حاذاها أو مر بها، ويَلَمْلَم وادٍ يبعُد عن مكة 120كيلو مترًا تقريبًا، ويسمى الآن السَّعدية.
-
قَرْنِ المنازلِ : وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن حاذاه أو مر به، وهو المشهور الآن بالسيل الكبير، بينه وبين مكة 75 كيلو مترًا تقريبًا، ووادي مَحْرَم هو أعلى قَرْنِ المنازلِ.
- ذات عِرق: وهي ميقات أهل العراق ومن حاذاها أو مر بها، وهي واد، وتسمى الضريبة، بينها وبين مكة 100 كيلو مترًا تقريبًا.
ومن كان منزله دون المواقيت من جهة مكة أحرم منه.

كتاب: مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة*
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ومن كان طريقه يمينًا أو شمالاً من هذه المواقيت فإنّه يحرم إذا حاذى أقرب المواقيت إليه، فإن لم يُحاذِ ميقاتًا مثل أهل سواكنَ في السودان ومن يمر من طريقهم فإنهم يحرمون من جدّة. ولا يجوز لمن مر بهذه المواقيت وهو يريد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلاّ محرمًا، وعلى هذا فإذا كان في الطائرة وهو يُريد الحج أو العمرة، وجب عليه الإحرام إذا حاذى الميقات من فوقه، فيتأهب ويلبس ثياب الإحرام قبل محاذاة الميقات، فإذا حاذاه عقد نية الإحرام فورًا. ولا يجوز له تأخيره إلى الهبوط في جُدّة، لأنّ ذلك من تعدي حدود الله تعالى.
ومن مَرّ بالمواقيت وهو لا يريد حَجًّا ولا عمرة، ثم بدا له بعد ذلك أن يعتمر أو يحج فإنّه يُحرم من المكان الذي عزم فيه على ذلك لأنّ في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في ذكر المواقيت، ومن كان دون ذلك فَمِن حيث أنشأ، وإذا مرّ بهذه المواقيت وهو لا يريد الحج ولا العمرة وإنّما يريد مكة لغرض آخر كطلب علم، أو زيارة قريب، أو علاج مرض، أو تجارة أو نحو ذلك فإنّه لا يجب عليه الإحرام إذا كان قد أدى الفريضة، لحديث ابن عباس السابق وفيه : « فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ»، فإنّ مفهومه أنّ من لا يريدهما لا يجب عليه الإحرام.العثيمين .
* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذاكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا». متفق عليه.الدرر .

- مُهَلُّ أهلِ المدينةِ من ذي الحليفةِ . والطريقُ الآخرُ الجُحْفَةُ . ومُهَلُّ أهلِ العراقِ من ذاتِ عرقٍ . ومُهَلُّ أهلِ نجدَ من قرنٍ . ومُهَلُّ أهلِ اليمنِ من يَلَمْلَمَ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1183 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر *



الحج خطوة بخطوة

*القارن والمُفرِد فيتوجهون مباشرة إلى منى يوم التروية، دونَ أن يُحرموا مرة أخرى، لأنهم مازالوا على إحرامهم.
أما المتمتع إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضحى من مكانه الذي أراد الحج منه ، ويفعل عند إحرامه: الآتي:

الاغتسال والتطيب للرجال: يُسَنُّ لمريدِ الحجِ أن يتجردَ من ثيابِهِ ويغتسل كما يغتسل من الجنابة ويتطيب بأطيب ما يجده ، في رأسه ولحيته ـ ذلك بالنسبة للرجل فقط، ويحرم التطيب على المرأة ـ ولا يضر الرجل بقاء أثر ذلك الطيب بعد الإحرام .
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .

- في حديثِ أسماءَ بنتِ عُميسٍ ، حين نُفِسَت بذى الحُلَيفةِ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمر أبا بكرٍ رضي اللهُ عنه ، فأمرها أن تغتسلَ وتُهلَّ .

الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1210 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر *


لبس ثياب الإحرام:ثم يلبس ثياب الإحرام فيلبس الرجل رداءً على النصف الأعلى من البدن وإزارًا على النصف الأسفل من البدن ، ونَعْلًا أو أي شيءٍ تحت الكعبين ،مثل الحذاء طالما لا يغطي الكعبين، حتى لو كان به خيطٌ ،وحتى لو كان مفصَّلًا على القدم أسفل الكعبين - الكعبان هما العظمتان الناتئتان على جانبي القدم - .
ولا يلبس شيئًا على رأسه ، ولا حرج إن حمل متاعَه على رأسه .
وضع الحقيبة على كتفه لا شيء فيه . والحزام لحفظ النقود لا شيء فيه ، فهذه
أشياء لا تستر عورته ولا تغطي بدنه ولكنها لحفظ المتاع .
وأما الرداء الموصَّلُ لقصرِه أو لضيقه أو خِيطَ لوجود الشق فيه ، فهذا جائز: في حق الرجال ولا يعتبر من المخيط المنهي عنه - .وبالنسبة للمرآة: ليس لها لبسٌ معين للإحرام ولكن تستتر بحجابها الكامل بشروطه الشرعية الثمانية ونهيت عن لبس المخيط على الوجه والكفين ، فلا تتنقب ولا تلبس القفازين ، ولكن ليس معنى ذلك أنها تكشف هذه الأعضاء كما أن الرجل لا يلبس السراويل وكل مخيط ، وليس معنى ذلك أنه يكشف جسده . فهي تغطي الوجه بغير النقاب لأنه مخيط-أي مفصل على العضو الذي هو الوجه-فالواجب عليها أن تستر وجهها ولا يضرُّها إذا مس وجهها هذا الغطاء ، فتضع قطعة من القماش تسدلها من على رأسها إلى وجهها بحيث تَرَى ولا تُرَى .
وكذلك كفيها تخفيها تحت ملابسها - تحت الخمار-عند وجود الرجال . ولا يجوز أن تلبس على يديها شراب لأنه محيط باليد فيعتبر مخيطًا .

الصلاة :ثم يصلي غير الحائض والنفساء الفريضة إن كان وقت فريضة ، وإلا لم يكن وقت فريضة صلى ركعتين مسببتين وأهل بعدهما .ولا توجد صلاة مخصوصة بنية سنة الإحرام.

ينوي الإحرام ويلبي ، وصفة التلبية في الحج : لبيك حجًا أو حِجَّة ، إذا كانت الحَجَّة عن أحد يقول :لبيك حجًا عن فلان .
ويكمل التلبية :
" لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ " .
*وتستمر التلبية إلى رمي جمرة العقبة الكبرى.

الصحابة كانوا يلبون حتى تُبَحَّ أصواتُهم .

ثم يخرج إلى مِنى - يوم التروية الثامن من ذي الحجة- فيصلي بها: الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا من غير جمع والفجر .

الوقوف بعرفة:فإذا طلعت الشمس يوم عرفة - التاسع من ذي الحجة- سار من مِنى إلى عرفة فنزل بمسجد نَمِرَة في الجزء الواقع في حدود عرفة إلى الزوال- الزوال : أي زوال الشمس عن كبد السماء أي وقت الظهر- إن تيسر له وإلا فلا حرج لأن النزول بنمرة سنة . ولنتحر معرفة حدود عرفة والتأكد من الوقوف داخلها.

قال الشيخ العثيمين:وقد جُعلت علامات واضحة لحدود عرفة لا تخفى إلا على رجل مفرط متهاون ، فالواجب على كل حاج أن يتفقد الحدود حتى يعلم أنه وقف في عرفة لا خارجها . ا.هـ .

فإذا زالت الشمس يوم عرفة صلى الظهر والعصر قصرًا وجمعَ تقديمٍ ، ، بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ ،كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليطول وقت الوقوف والدعاء ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعًا يديه - تلقاء وجهه- مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل وكان أكثر دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك الموقف العظيم -" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة .
ويستمر بعرفة إلى الليل أي إلى أن تغرب الشمس .
فائدة :
إذا وصل الحاج إلى عرفة قبل فجر يوم النحر- 10ذو الحجة - صحت حجته ـ وذلك عند الاضطرار ـ أما إذا وصل بعد الفجر فلا حج له .
أقبِلْ على الله بكل جوارحك . فإذا غربت الشمس سار إلى المزدلفة
.
الذهاب للمزدلفة: فإذا غربت شمس يوم عرفة سار إلى المزدلفة . ويجب الحرص على النزول داخل حدود مزدلفة ..... فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا - جمع تأخير- بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ.
وإن كان يخشى أن لا يصل إلى مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد منتصف الليل الشرعي .
نصف الليل : نحسب عدد الساعات من المغرب إلى الفجر ÷ 2 + توقيت أذان المغرب . ويبيت بمزدلفة . ولا يصح الاكتفاء بالمرور بمزدلفة ، وإنما لابد من النزول بها ، فإن السنة - سنة واجبة- تقتضي المبيت بمزدلفة .
"....فصلى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين ولم يسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى طلع الفجرُ وصلى الفجرَ حين تبيَّن له الصبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثم ركب القصواءَ حتى أتى المشعرَ الحرامَ فاستقبل القبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا فدفع قبل أن تطلعَ الشمسُ ....... " حديث جابر الطويل.
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1218 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

والمراد بالمشعر الحرام : هو جبل معروف في المزدلفة يسمى قزَح - وهو الآن مكان المسجد- . وقال جماهير المفسرين و أهل السير والحديث : المشعر الحرام جميع المزدلفة ـ النووي/ حجة النبي / ص : 76 .
قال في " المغني " : " وللمزدلفة ثلاثة أسماء : مزدلفة , وجمع , والمشعر الحرام. . الشيخ الفوزان .

" نحرتُ ههنا . ومِنى كلُّها منحرٌ . فانحروا في رحالِكم . ووقفتُ ههنا . وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ ووقفتُ ههنا . وجَمعٌ كلُّها موقِفٌ"

الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1218 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
ورخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للضعفة أن يذهبوا من مزدلفة إلى مِنى قبل الفجر لحديث أسماء أنها كانت ترْقُب غروب القمر ثم تدفع إلى مِنى ...
وهذا هو الوقت المسموح بالانصراف بعده ـ لا قبله ـ وغروب القمر بليلة العاشر من ذي الحجة يكون عادة بعد منتصف الليل- ولا تُرمى الجمار إلا في الوقت المحدد لذلك على الراجح- .
ومن الخطأ تخصيص المزدلفة بجمع الحصى منها :
فالحصى يؤخذ من أي مكان ، من مزدلفة ، من منى ، من أي مكان يؤخذ ، المقصود أن يكون حصى .
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه التقط الحصى من مزدلفة.هنا .

فيبيت بمزدلفة ، فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكرًا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام بمزدلفة - وهو الآن مكان المسجد- فوحَّدَ الله وكبره ودعا بمَا أحب حتى يُسْفِر جدًا ، وإن لم يتيسر له لذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعًا يديه فإذا أسفر جدًا- أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً- دفع قبل أن تطلع الشمس إلى مِنى.

الدفع إلى مِنَى - العاشر من ذي الحجة- فإذا أسفر جدًا - أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً- دفع قبل أن تطلع الشمس إلى مِنى ويسرع في وادي مُحَسِّر- وهو مكان كان خاص بالكفار في يوم ما- قال ابن القيم رحمه الله تعالى، في أثناء ذكره للفوائد والأحكام المستنبطة من غزوة تبوك : ومنها: أن مَن مر بديار المغضوب عليهم والمعذبين لا ينبغي له أن يدخلها، ولا يقيم بها، بل يسرع السير، ويتقنع بثوبه حتى يجاوزها، ولا يدخل عليهم إلا باكيًا معتبرًا، ومن هذا إسراع النبي - صلى الله عليه وسلم - السير في وادي مُحَسِّر بين منى ومزدلفة ، فإنه المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه. زاد المعاد 3 / 560.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، في صدد شرحه للحديث السابق: وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم، وإن كان السبب ورد فيهم.فتح الباري 6 / 380. *فتاوى اللجنة الدائمة*

فإذا وصل إلى مِنى ـ وذلك صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر عليه الآتي :
* رمى جمرة العقبة الكبرى .
* نحر أو ذبح الهَدْي .
* حلق الرأس أو تقصيرها .
* الطواف بالكعبة - طواف الإفاضة - والسعي .
والسنة يكون ترتيبها هكذا ، ولكن إن خالف ترتيبها جاز ولا فدية ، ويكون قد جمع حصيات من أي مكان ،ويكون مثل حصى الخَذف ، أي حجمها ما بين الحُمصة والفولة ، وعددها :
7 حصيات ليوم النحر .
7 + 7 + 7 = 21 حصاة لليوم الأول .
7 + 7 + 7 = 21 حصاة لليوم الثاني .
7 + 7 + 7 = 21 حصاة لليوم الثالث .
ــــ
الإجمالي : 70 حصاة
فيجمع عددًا أكبر من ذلك لتعويض الذي يُفْقَد ، فإذا وقعت حصاة لا يَنْحَنِي لالتقاطها ، ولكن يتركها خوف الهلاك من الزحام ، فإذا وصل مِنى ، رمي جمرة العقبة الكبرى وهي الأخيرة مما يلي مكة ، بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى يكبر مع كل حصاة .

* بعض الناس يقولون عن الجمرات أنها الشيطان ، لا ،ولكنها صخرة لا تضر ولا تنفع ولكنه نُسك قد يكون له معنى ولكننا نفعل كما فعل رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه قال " يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم ، فإني لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامي هذا"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 7882 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
فإن الإنسان إذا عمل طاعة وهو لا يدري فائدتها ، إنما يفعلها تعبدا لله ، كان هذا أدل على كمال ذله وخضوعه لله عز وجل . هنا .الإسلام سؤال وجواب.
والحصاة إذا لم تقع في المرمى فإن الرمي لا يصح ، ويكفي أن يغلب على ظنه وقوع الحصاة في المرمى - الحوض- ولا يشترط اليقين لأن اليقين في هذه الحال قد يتعذر ، وإذا تعذر اليقين عمل بغلبة الظن ؛ ولأن الشارع أحال على غلبة الظن فيما إذا شك الإنسان في صلاته : كم صلى ، ثلاثًا أم أربعًا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام " ليتحر الصواب ثم ليتم عليه " أخرجه أبو داوود 1020.
وهذا يدل على أن غلبة الظن في أمور العبادة كافية ، وهذا من تيسير الله عز وجل ؛ لأن اليقين أحيانًا يتعذر .
وإذا وقعت الحصاة في الحوض ، فقد برئت بها الذمة ، سواء بقيت في الحوض أو تدحرجت منه .
بعض الناس يظن أنه لا بد أن تصيب الحصاة العمود الموجود بالمرمى ، وهذا ظن خطأ ، فإنه لا يشترط لصحة الرمي أن تصيب الحصاة هذا العمود ، فإن هذا العمود إنما جُعل علامة على المرمى الذي تقع فيه الحصى ، فإذا وقعت الحصاة في المرمى أجزأت سواء أصابت العمود أم لم تصبه .
. هنا .الإسلام سؤال وجواب

فإذا فرغ من الرمي؛ ذبح هديَه ، ثم حلق رأسَهُ إن كان ذكرًا ،وأمَّا المرأة فحقها التقصير ، ثم ينزل إلى مكة فيطوف ويسعى للحج .

**وهنا تنبيهات من كتاب حجة النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ص : 80 .

ـ لا يجوز الرمي يوم النحر قبل طلوع الشمس ، ولو من الضعفة والنساء الذين يرخص لهم أن يرتحلوا من المزدلفة بعد نصف الليل . - وفي ذلك خلاف . ينظر بكتب الفقه
ـ هناك رخصة بالرمي في هذا اليوم بعد الزوال - أي الظهر - ولو إلى الليل ، فيستطيع أن يتمتع بهذه الرخصة من يجد المشقة في الرمي ضحى ، لحديث ابن عباس قال : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُسْأل يوم النحر بمِنى ، فيقول " لا حرج " ،فسأله رجل فقال : حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اذبح لا حرج ، قال رميت بعد ما أمسيت ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا حرج " .رواه البخاري .
ـ أن المحرم إذا رمى جمرة العقبة ، حَلَّ له كل شيء إلا النساء ، ولو لم يحلق ،لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا رمَى أحدُكم جمرةَ العقبةَ فقد حلَّ له كلُّ شيءٍ إلَّا النِّساءَ"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 1978 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر *

واعلم أنه لا مانع من رمي الجمرات بحصيات قد رُمِيَ بها من قبل .
وعليه يمكنه أن يطوف بملابسه العادية ويخلع ملابس الإحرام لأنه تحلل من الإحرام تحللاً أصغرًا ، لكن إذا طاف بالكعبة -طواف الإفاضة- قبل أن يرمي جمرة العقبة ـ لا يكون مُحِلًا إلا بعد رمي الجمرة ، وبالتالي لا يجوز له خلع ملابس الإحرام .
ا.هـ.

طواف الإفاضة:ويطوف مثل طواف القدوم تمامًا إلا الاضطباع والرَّمَل فهما خاصان بطواف العمرة ، وطواف القدوم للمفرد والقارن .
ولنستحضر الأجر العظيم للصلاة في المسجد الحرام أنها

"أفضلُ من مئةِ ألف صلاةٍ".اللهم إنا نسألك من فضلك.
░ "صلاةٌ في مسجِدي هذا ، أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ ؛ إلَّا المسجِدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ ، أفضلُ من مئةِ صلاةٍ في هذا ". الراوي : عبدالله بن الزبير - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 1172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
هل تشترط الطهارة للطواف والسعي؟
السعي لا تشترط له طهارة من الحدث الأصغر،أما الطواف ففيه خلاف .
والجمهور
:
الطهارة من الحدث شرط لصحة الطواف كالصلاة .
قال ابن قدامة :
الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ شرط لِصِحَّةِ الطَّوَافِ , فِي الْمَشْهُورِ عَنْ أَحْمَدَ . وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ , وَالشَّافِعِيِّ اهـ .

وذهب بعض العلماء إلى أن الطهارة من الحدث ليست شرطًا للطواف . وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد أن أجاب عن أدلة الجمهور :
وعليه : فالقول الراجح الذي تطمئن إليه النفس : أنه لا يشترط في الطواف الطهارة من الحدث الأصغر، لكنها بلا شك أفضل وأكمل واتباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ينبغي أن يخل بها الإنسان لمخالفة جمهور العلماء في ذلك ، ولكن أحيانًا يضطر الإنسان إلى القول بما ذهب إليه شيخ الإسلام ، مثل : لو أحدث أثناء طوافه في زحام شديد ، فالقول بأنه يلزمه أن يذهب ويتوضأ ثم يأتي في هذا الزحام الشديد ، لا سيما إذا لم يبق عليه إلا بعض شوط : فيه مشقة شديدة ، وما كان فيه مشقة شديدة ولم يظهر فيه النص ظهوراً بيِّنًا : فإنه لا ينبغي أن نُلزم الناس به ، بل نتبع ما هو الأسهل والأيسر ؛ لأن إلزام الناس بما فيه مشقة بغير دليل واضح منافٍ لقوله تعالى " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" . البقرة / 185 اهـ . " الشرح الممتع " 7 / 300 .

وأما بالنسبة للسعي : فلا يشترط فيه الوضوء وهو مذهب الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، بل يجوز للحائض أن تسعى بين الصفا والمروة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع الحائض إلا من الطواف فقال لعائشة – رضي الله عنها – لما حاضت - " افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت " . انظر المغني 5 / 246 .
قال الشيخ ابن عثيمين :
فلو سعى محدثًا ، أو سعى وهو جنب ، أو سعت المرأة وهي حائض : فإن ذلك مجزئ ، لكن الأفضل أن يسعى على طهارة .
" الشرح الممتع " 7 / 310 ، 311 . والله أعلم .

*الإسلام سؤال وجواب*
وللحاج والمعتمر أن يدخل من أي باب كان من أبواب المسجد الحرام دون اعتقاد سنية الدخول من باب معين، وإذا دخل المسجد الحرام فليقدم رجله اليمنى وليقل ما ورد في الدخول لسائر المساجد .

قال الشيخ العثيمين:
المسجد الحرام كغيره من المساجد من دخل ليصلي، أو ليستمع الذكر، أو ما أشبه ذلك من الإرادات فإنه يصلي ركعتين كغيره من المساجد، لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -"إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"أما إذا دخل ليطوف كإنسان معتمر دخل ليطوف طواف العمرة، أو يطوف تطوعًا فهنا يغني الطواف عن ركعتي تحية المسجد؛ لأنه إذا طاف فسوف يصلي ركعتين بعد الطواف.هنا .س 796 .

*" إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحمتِكَ، وإذا خرجَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ اعصِمني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ"

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 634 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر *


- كان إذا دخل المسجدَ قال أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ قال أقطُّ ؟ قلتُ: نعم. قال فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ".

الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 466 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر *
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم أذكارًا عندَ كلِّ موقفٍ؛ وذلك حتَّى يَظَلَّ لِسانُهم رَطْبًا بذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ: يَرْوِي عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أنَّه كان "إذا دخَل المسجِدَ"، أي: إذا أراد أن يَدخُلَ عِندَ عَتَبةِ بابِ المسجدِ، قال: "أعُوذُ"، أي: ألتَجِئُ وأحتَمِي "باللهِ العظيمِ، وبوَجهِه الكريمِ"، أيِ: الَّذي لا يَرُدُّ سائلًا، "وسُلطانِه"، أي: قوَّتِه وقُدرتِه وغلَبتِه، "القَديمِ"، أي: الأبَديِّ الدَّائمِ، "مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، أي: مِن شرِّ الشَّيطانِ الملعونِ المطرودِ مِن رحمةِ اللهِ تعالى، "قال: أقَطُّ؟"، أي: هَلْ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هذا فقَطْ؟ قال: نعَمْ، "فإذا قال ذلِكَ"، أي: إذا قال العبدُ هذا الدُّعاءَ عِندَ دُخولِه المسجِدَ، قال الشَّيطانُ: "حُفِظَ منِّي سائِرَ اليومِ"، أي: حَفِظ اللهُ قائلَ هذا الدُّعاءِ مِن سُلْطانِ الشَّيطانِ وشَرِّه باقِيَ اليومِ.- الدرر *

مع ملاحظة أن تحية المسجد الحرام عمومًا إما صلاة ركعتين قبل أن يجلس إذا لم يكن عليه طواف نسك، أو الطواف سواء كان طواف نسك أو طواف تطوع .
* كيفية الطواف:
يتقدم إلى البيت متطهرًا مُتّجهًا نحوَ الحَجَرِ الأسود ليبتدىء الطوافَ. فيستلم الحجرَ الأسودَ بيده اليمنى ويُقَبّله إن تيسّر له ذلك، يفعلُ ذلك تعظيمًا لله عز وجل، واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلّم لا اعتقادًا أنّ الحجرَ ينفعُ أو يُضرُّ، فإنما ذلك لله عز وجل.فإن لم يتيسر له التقبيل، استلمه بيده وقبَّلها.فإن لم يستطع أن يستلمه بيده ؛استلمه بشيء في يده،وقبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع فلا يزاحم،ويكفي أن يُشير إليه بيده ولو من بعيد ولا يقبل يده .ويقول عند استلامه "بسم الله والله أكبر"، ثم يأخذُ ذات اليمين، ويجعلُ البيتَ عن يساره ويبدأ في الطواف، فإذا وصل الركنَ اليماني استلمه إن تيسّر له بدون تقبيلٍ ،فإن لم يتيسر له فلا يزاحم ولا يشير إليه عن بعد.ويقول بين الركن اليماني والحجَر الأسود "رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاٌّخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار "البقرة 201.
ولا يستلم من البيت سوى الحجر الأسود والركن اليماني؛لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يستلم سواهما.

*عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فيما بين ركنِ بني جُمَحٍ ، والركن الأسود: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»
الراوي : عبدالله بن السائب - المحدث : ابن حجر العسقلاني - المصدر : تخريج مشكاة المصابيح-الصفحة أو الرقم: 3/67 - خلاصة حكم المحدث : حسن كما قال في المقدمة.الدرر .


ركن بني جُمَحٍ: أي الركن اليماني، ونسب إلى بني جمح، وهم بطن من قريش، وكانت بيوتهم جهة الركن اليماني.

فإذا وصل إلى الحجر الأسود , فقد تم الشوط الأول , فيستلم الحجر , أو يشير إليه , ويبدأ الشوط الثاني . .. وهكذا حتى يُكْمِل سبعةَ أشواطٍ .فالطواف يكون سبعةَ أشواطٍ، يبتدىء من الحجر الأسود وينتهي به.
فكلّما مرَّ بالحجر الأسود فعل ما سبق أشار وكبر أثناء سيره ويقول في بقية طوافهِ ما أحبّ مِنْ ذكرٍ ودُعاء وقراءةٍ
ولا يصحُّ الطوافُ من داخل الحِجْرِ - الذي يسميه البعض حجر إسماعيل.مع التنبيه :

تسمية الحجر بـ ( حجر إسماعيل ) خطأ ولا أصل لها !!!
سئل الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - كما في : فتاويه :12/398 :
" هذا الحجر يسميه كثير من العوام حجر إسماعيل ، ولكن هذه التسمية خطأ ليس لها أصل ، فإن إسماعيل لم يعلم عن هذا الحجر ، لأن سبب هذا الحجر أن قريشًا لما بنت الكعبة ، وكانت في الأول على قواعد إبراهيم ممتدة نحو الشمال ، فلما جمعت نفقة الكعبة وأرادت البناء ، قصرت النفقة فصارت لا تكفي لبناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، فقالوا نبني ما تحتمله النفقة ، والباقي نجعله خارجًا ونحجر عليه حتى لا يطوف أحد من دونه ، ومن هنا سمي حجرًا ، لأن قريشًا حجرته حين قصرت بها النفقة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضى الله عنها -
"يا عائشةُ ! لولا أنَّ قومَكِ حديثو عهْدٍ بشرْكٍ ، لهدَمْتُ الكَعْبَةَ . فألْزَقْتُها بالأرْضِ . وجعَلْتُ لها بابَيْنِ بابًا شرْقِيًّا وبابًا غربِيًّا . وزدتُّ فيها ستَّةَ أذرُعٍ منَ الْحِجْرِ . فإِنَّ قريشًا اقتصرتْها حيثُ بنتِ الكعبةَ"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1333 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .



-يظن البعض أن استلام الحجر والركن اليماني للتبرك بهما ، وليس تعبدًا لله سبحانه وتعالى ، والصحيح أنه عبادة وتعظيم لله تعالى .
*الصلاة عند مقام إبراهيم عليه السلام :
فإذا أتمَّ سبعةَ أشواطٍ، تقدَّمَ إلى مقامِ إبراهيمَ فقرأ "وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَهِيمَ مُصَلًّى"
البقرة 201.، ثم صلى ركعتين خلفَه قريبًا منه إن تيسَّر، وإلا فبعيدًا،بحيث يجعل مقام إبراهيم بينه وبين الكعبة . يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة "قُلْ يأَيُّهَا الْكَفِرُونَ" وفي الثانية بعد الفاتحة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" .
*
ثم يذهب إلى زمزم : على الاستحباب للشرب منها والصب على الرأس
" زمزمُ طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سُقْمٍ "صححه الألباني . وصحح ابن حجر حديث " زمزم لما شُرب له "صححه الألباني .ثم يرجع إلى الحجر الأسود فيستلمه مع التكبير إن تيسر له، وإلا فلا يشير إليه.
-وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح حديث جابر " من العلماء من قال في قوله: "ثم رجع إلى الركن فاستلمه" أن هذا خاص بطواف القدوم، إذا فرغ من طواف القدوم صلى الصلاة خلف المقام رجع إلى الحجر الأسود ثم استلمه، ومنهم من يقول: يسن استلامه بعد كل طواف، يصلي ركعتين ثم يستلم " . فهذه السنة يستحب لمن طاف بالبيت ثم صلى ركعتي الطواف وخاصة في طواف القدوم أن يعود ويستلم الحجر الأسود قبل الخروج إلى المسعى ، وذلك لمن يستطيع ذلك وخاصة في هذه الأيام التي يكثر فيها الزحام وخاصة في المواسم مع كثرة الناس ، فمن تيسر له ذلك فيستحب له أن يأتي بهذه السنة التي ربما يجهلها كثير من الناس ، والله أعلم.هنا*
*ثم
السعي بين الصفا والمروة
ورد في حديث جابر :
"ثم خرج من الباب إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ " إنَّ الصَّفَا وَالمْرَوْةَ َمِنْ شَعَائِرِ اللهِ" البقرة الآية158 " أبدأُ بما بدأ اللهُ به " فبدأ بالصفا . فرقي عليه . حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ . فوحَّد اللهَ ، وكبَّره .- وَكَانَ- صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثم دعا بين ذلك . قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ . ثم نزل إلى المروة ِ. حتى إذا أنصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى . حتى إذا صعِدَتا مشى . حتى إذا أتى المروةَ . ففعل على المروة ِكما فعل على الصفا . حتى إذا كان آخرُ طوافه على المروةِ...."
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1218- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر*

ثم يخرج إلى المسعى ليسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا " البقرة 158، ولا يقرؤها في غير هذا الموضع - أي في بداية السعي فقط -. أبدأُ بما بدأ اللهُ به .ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويرفع يديه فيحمدَ الله ويدعو بما شاء أن يدعو- دعاء مطلق-، - وَكَانَ- صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»،.يُكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ -دعاء مسنون -، ويدعو بينها - دعاء مطلق- أي :ذكر + دعاء مطلق ،ذكر + دعاء مطلق- ذكر ، ثم ينزلُ من الصفا إلى المروة ماشيًا حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ؛ فإذا وصَلَه، أسرع إسراعًا شديدًا بِقَدْرِ ما يستطيع إن تيسر له بلا أذية- الهرولة -، حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ الثاني، ثم يمشي على عادته حتى يصلَ المروةَ، فيرقَى عليها ويستقبلَ القِبلةَ، ويرفعَ يديه فيحمدَ الله ويدعو بما شاء أن يدعو- دعاء مطلق-، يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، يُكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ -دعاء مسنون -، ويدعو بينها - دعاء مطلق-.أي :ذكر + دعاء مطلق ،ذكر + دعاء مطلق- ذكر .
ثم ينزلُ من المروة إلى الصفا يمشي في موضعِ مشيه، ويُسِرعُ في موضع إسراعه- الهرولة للرجال-، فيرقى على الصفا، ويستقبلُ القِبلَة ويرفع يديه ويقولُ مثلَ ما سبق في أول مرة،
يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، يُكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ -دعاء مسنون -، ويدعو بينها - دعاء مطلق-.أي :ذكر + دعاء مطلق ،ذكر + دعاء مطلق- ذكر . ويقولُ في بقية سعيه ما أحب من ذكرٍ وقراءةٍ ودعاء.
والصعود على جَبَلَيِّ الصفا والمروة، والسعي الشديد- الهرولة- بين العَلَمين، كلها سُنَّةٌ وليست بواجبٍ. وبذا أتمَّ سعيَه سبعةَ أشواطٍ، من الصفا إلى المروة شوطٌ، ومن المروةِ إلى الصفا شوطٌ آخر.بادئًا من الصفا منتهيًا عند المروة.

وبعد ذلك ، أصبحت امرأتُه حلالاً له ، إذا كان الحاج أتم الخمسة أعمال المطلوبة في يوم النحر،التي هي:الرمي؛ ذبح الهدي ، حلق شعر رأسِهِ أو تقصيره ، طواف الإفاضة والسعي .
وبهذا
انتهى ما يجب على الحاج في اليوم العاشر من ذي الحجة.

العودة لمِنَى :يرجع بعد ذلك إلى مِنى حيث يقيم أيام التشريق - 11 ، 12 ، 13 من ذي الحجة - وهي أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل .

بَاب التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ "
صحيح البخاري معلقًا .

".....ثمَّ رجعَ إلى منًى ، فمَكَثَ بِها لياليَ أيَّامِ التَّشريقِ يرمي الجمرةَ ، إذا زالَتِ الشَّمسُ كلُّ جمرةٍ بسبعِ حصياتٍ ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حصاةٍ ، ويقفُ عندَ الأولى ، والثَّانيةِ فيطيلُ القيامَ ، ويتضرَّعُ ، ويرمي الثَّالثةَ ولا يقفُ عِندَها"

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1973 | خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر *

فليس عليه في أيام التشريق شيء إلا أن يرمي الجمرات الثلاث ، كل يوم يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى التي رماها يوم النحر ، فيرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس -أي بعد أذان الظهر- في يومي -11 ، 12 من ذي الحجة - ، فيرمي الجمرة الأولى-الصغرى- وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر مع كل حصاة ثم بعد رمي السبع حصيات- يتقدم قليلاً ويدعو دعاءً طويلًا بما أحب ، فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلاً ليحصل السنة .

ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبلاً القبلة رافعًا يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر له وإلا وقف بقدر ما تيسَّر .
ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو
بعدها ، فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر فإن شاء تَعَجَّل ونزل من مِنى ، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق والتأخر أفضل .

ولا يجب عليه التأخر لليوم الثالث عشر إلا إذا غربت الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بمِنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد زوال اليوم الثالث عشر .
فالمبيت بمِنى ليلتي -11، 12 - واجب ، وبعض الناس يبيتون خارجها لعدم وجود أماكن ، فلو فرض ولم يوجد أماكن في خيام الحجاج بمِنى للمبيت معهم ، فلا يذهب الحاج إلى مكة أو العزيزية للمبيت ، ولكن يظل بمِنى مُلاصقًا لآخر خيمة من خيام الحجاج - مثل ما يحدث
في صفوف الصلاة الجماعية في المساجد- .

والبعض يبيت بمِنى ، ولكنه في النهار يذهب إلى مكة للترفُّه ، وهذا وإن كان جائزًا ولكنه بخلاف السنة . ملزمة ابن العثيمين .
ولا حرج لمن يريد النزول في مكة في هذه الأيام ولكن المبيت يكون بمِنى وإقامته ، ولو نزل مكة يكون نزوله عارضًا - يصلي مثلاً في الحرم- .
وبهذا يكون حَجُّه انتهى .
طواف الوداع :
فإذا أراد الحاج الخروج إلى بلده ـ سواء كانت بلدته هذه داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها ؛ المهم يرتحل من مكة ـ لم يخرج حتى يطوف للوداع . لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم "لا ينفرِنَّ أحدٌ حتى يكون آخرَ عهدِه بالبيتِ "الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1327 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر.
ولا سعي .
إلا أنه خُفف عن الحائض ، فالحائض والنفساء ليس عليهما وداع ، ولا ينبغي أن تقفا عند باب المسجد الحرام للوداع .
░ "من حجَّ البيتَ فليَكُن آخرُ عَهدِهِ بالبيتِ إلَّا الحُيَّضَ ورخَّصَ لَهنَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 944 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر.
حكم طواف الوداع : واجب على الحاج.أما المعتمر ففيه خلاف .
@ القول الأول : أنَّ طواف الوداع واجب على المعتمر كوجوبه على الحاج .
~ وهو قولٌ لبعض الحنفية ، وبعض الشافعية ، وبه قال أبو محمد ابن حزم الظاهري ، وهو قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من المعاصرين .
@ القول الثاني :
أن طواف الوداع غير واجب ، ولا يشرع لمن أراد أن ينصرف بعد انقضاء عمرته أن يطوف للوداع .
~
وهو قول جماهير أهل العلم ؛ الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة .وهو الذي أفتت به اللجنة الدائمة للإفتاء في غير ما فتوى صدرت منهم .وهو قول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله . ملتقى أهل الحديث.
ليس على الحائض ولا على النفساء طواف وداع ، وأما العاجز فيطاف به محمولاً، وهكذا المريض ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا ينفرِنَّ أحدٌ حتى يكون آخرَ عهدِه بالبيتِ " -صحيح مسلم-ولما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ، وجاء في حديث آخر ما يدل على أن النفساء مثل الحائض ليس عليها وداع .

ويقول شخص لا نولي الكعبة ظهورنا حتى لا يكون ذلك آخر عهدنا بالكعبة هذا اعتقاد باطل .
والحق إننا نخرج من المسجد الحرام كما نخرج من أي مسجد .
ومن الخطأ عدم الحرص على جعل الطواف آخر عهد الناس بالبيت ، ولا يتنافى مع ذلك تجهيز أو تحضير أو شراء الضروريات المرتبطة بعملية إتمام أو تيسير السفر .
أما التسوق وشراء الهدايا وما ليس له علاقة بعملية السفر ، فلا يجوز القيام به ، أو بأي مجهود آخر ، أو نشاطات أخرى مشابهة بعد إتمام طواف الوداع .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-17-2017, 01:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

حديث جابر في مناسك الحج

دخلنا على جابرِ بنِ عبدِاللهِ . فسأل عن القومِ حتى انتهى إليَّ . فقلتُ : أنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ حسينٍ . فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزع زِرِّي الأعلى . ثم نزع زِرِّي الأسفلَ . ثم وضع كفَّه بين ثدييَّ وأنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ . فقال : مرحبًا بك . يا ابنَ أخي ! سلْ عما شئتَ . فسألتُه . وهو أعمى . وحضر وقتُ الصلاةِ . فقام في نساجةٍ مُلتحفًا بها . كلما وضعها على منكبِه رجع طرفاها إليه من صغرِها . ورداؤه إلى جنبِه ، على المِشجبِ . فصلَّى بنا.

فقلتُ : أخبِرني عن حجةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال بيده . فعقد تسعًا . فقال إنَّ رسول َاللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكث تسعَ سنين لم يحجَّ . ثم أذَّن في الناسِ في العاشرةِ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حاجٌّ . فقدم المدينةَ بشرٌ كثيرٌ . كلُّهم يلتمس أن يأتمَّ برسولِ اللهِ صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ . ويعمل مثلَ عملِه . فخرجنا معه . حتى أتينا ذا الحُليفةَ . فولدت أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمدَ بنَ أبي بكرٍ . فأرسلت إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : كيف أصنعُ ؟ قال : " اغتسِلي . واستثفِري بثوبٍ وأحرمي " فصلَّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجد ِ. ثم ركب القصواءَ . حتى إذا استوتْ به ناقتُه على البَيداءِ . نظرتُ إلى مدِّ بصري بين يدَيه . من راكبٍ وماشٍ . وعن يمينهِ مثلُ ذلك . وعن يسارِه مثل ذلك . ومن خلفِه مثلُ ذلك . ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بين أظهرِنا . وعليه ينزل القرآنُ . وهو يعرف تأويلَه . وما عمل به من شيءٍ عملنا به . فأهلَّ بالتوحيد " لبيك اللهمَّ ! لبَّيك . لبيك لا شريك لك لبيكَ . إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك . والملكَ لا شريك لك " . وأهلَّ الناس ُبهذا الذي يُهلُّون به . فلم يَرُّدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم شيئًا منه . ولزم رسوُل اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه . قال جابرٌ رضي الله عنه : لسنا ننوى إلا الحج َّ. لسنا نعرف العمرةَ . حتى إذا أتينا البيتَ معه ، استلم الركنَ فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا . ثم نفذ إلى مقامِ إبراهيمَ عليه السلامُ . فقرأ : واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " 2 / البقرة / الآية 125 " فجعل المقامَ بينه وبين البيتِ . فكان أبي يقول " ولا أعلمه ذكرَه إلا عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " كان يقرأ في الركعتَين قل هو الله أحدٌ ، وقل يا أيها الكافرون . ثم رجع إلى الركنِ فاستلمه . ثم خرج من الباب إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ " إنَّ الصَّفَا وَالمْرَوْةَ َمِنْ شَعَائِرِ اللهِ " 2 / البقرة / الآية 158 " أبدأُ بما بدأ اللهُ به " فبدأ بالصفا . فرقي عليه . حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ . فوحَّد اللهَ ، وكبَّره . وقال : " لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له . له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ . لا إله إلا اللهُ وحده . أنجز وعدَه . ونصر عبدَه . وهزم الأحزابَ وحدَه " ثم دعا بين ذلك . قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ . ثم نزل إلى المروة ِ. حتى إذا أنصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى . حتى إذا صعِدَتا مشى . حتى إذا أتى المروةَ . ففعل على المروة ِكما فعل على الصفا . حتى إذا كان آخرُ طوافه على المروةِ فقال : لو أني استقبلتُ من أمري ما استدبرت ُلم أسقِ الهديَ . وجعلتُها عمرةً . فمن كان منكم ليس معه هديٌ فليحلَّ . وليجعلْها عمرةً . فقام سراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشمٍ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ألعامِنا هذا أم لأبدٍ ؟ فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصابعَه واحدةً في الأخرى . وقال دخلت العمرةُ في الحجِّ مرتَين لا بل لأبدِ أبدٍ وقدم عليٌّ من اليمنِ ببُدنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فوجد فاطمةَ رضي اللهُ عنها ممن حلَّ . ولبست ثيابًا صبيغًا . واكتحلَت . فأنكر ذلك عليها . فقالت : إنَّ أبي أمرني بهذا . قال : فكان عليٌّ يقول بالعراقِ : فذهبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحَرِّشًا على فاطمةَ . للذي صنعت . مُستفتيًا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما ذكرتْ عنه . فأخبرتُه أني أنكرت ُذلك عليها . فقال : صدقتْ صدقت ْ. ماذا قلتَ حين فرضتَ الحجَّ ؟ قال قلتُ : اللهمَّ ! إني أُهلُّ بما أهلَّ به رسولُك . قال : فإنَّ معي الهديَ فلا تحلِّ قال : فكان جماعةُ الهديِ الذي قدم به عليٌّ من اليمنِ والذي أتي به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائةً . قال : فحلّ الناس ُكلُّهم وقصَّروا . إلا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومن كان معه هديٌ . فلما كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى . فأهلُّوا بالحجِّ . وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ . ثم مكث قليلًا حتى طلعتِ الشمسُ . وأمر بقُبَّةٍ من شعرٍ تضربُ له بنَمِرةٍ . فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا تشكُّ قريشٌ إلا أنه واقفٌ عند المشعرِ الحرامِ . كما كانت قريشٌ تصنع في الجاهليةِ . فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى أتى عرفةَ . فوجد القُبَّةَ قد ضُربتْ له بنَمِرةٍ . فنزل بها . حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواءِ . فرحلتْ له . فأتي بطنَ الوادي . فخطب الناسَ وقال : إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم . كحرمةِ يومِكم هذا . في شهرِكم هذا . في بلدِكم هذا . ألا كلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهلية ِتحت قدميَّ موضوعٌ . ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ . وإنَّ أولَ دمٍ أضعُ من دمائِنا دمُ ابن ِربيعةَ بنِ الحارثِ . كان مُسترضَعًا في بني سعدٍ فقتلَتْه هُذيلٌ . وربا الجاهليةِ موضوعٌ . وأولُ ربًا أضعُ رِبانا . ربا عباسٍ بنِ عبدِالمطلبِ . فإنه موضوعٌ كلُّه . فاتقوا اللهَ في النِّساءِ . فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ . واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ . ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ . ولهنَّ عليكم رزقُهن وكسوتُهنَّ بالمعروفِ . وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتُم به . كتابَ اللهِ . وأنتم تُسألون عني . فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ . فقال بإصبعِه السبَّابةِ ، يرفعُها إلى السماءِ وينكتُها إلى الناسِ اللهمَّ ! اشهدْ اللهمَّ ! اشهد ثلاث مراتٍ . ثم أذَّن . ثم أقام فصلَّى الظهرَ . ثم أقام فصلَّى العصرَ . ولم يُصلِّ بينهما شيئًا . ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . حتى أتى الموقفَ . فجعل بطنَ ناقتهِ القصواءَ إلى الصخراتِ وجعل حبلَ المشاةِ بين يدَيه واستقبل القبلةَ فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمسُ وذهبت الصفرةُ قليلًا حتى غاب القرصُ وأردف أسامةَ خلفَه ودفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد شنقَ للقصواءِ الزمامَ إنَّ رأسَها ليصيبُ مَوركَ رحلِه ويقول بيده اليمني أيها الناسُ السكينةُ السكينةُ كلما أتى حبلًا من الحبالِ أرخى لها قليلًا حتى تصعد حتى أتى المزدلفةَ فصلى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين ولم يسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى طلع الفجرُ وصلى الفجرَ حين تبيَّن له الصبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثم ركب القصواءَ حتى أتى المشعرَ الحرامَ فاستقبل القبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا فدفع قبل أن تطلعَ الشمسُ وأردف الفضلَ بنَ عباسٍ وكان رجلًا حسنَ الشعرِ أبيضَ وسيمًا فلما دفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّت به ظُعُنٌ يجرِين فطفق الفضلُ ينظر إليهنَّ فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَه على وجه الفضلِ فحوَّل الفضلَ وجهَه إلى الشقِّ الآخر ِينظر فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَه من الشقِّ الآخرِ على وجه الفضلِ يصرف وجهَه من الشقِّ الآخر ِينظر حتى أتى بطنَ مُحسِّرٍ فحرَّك قليلًا ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرج على الجمرةِ الكبرى حتى أتى الجمرةَ التي ثم الشجرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يكبِّر مع كل حصاة ٍمنها حصى الحَذفُ رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحرِ فنحر ثلاثًا وستين بيدِه ثم أعطى عليًّا فنحرَ ما غبَر وأشركه في هديِه ثم أمر من كل ِّبدنةٍ ببَضعةٍ فجُعلت في قدرٍ فطبخت فأكلَ من لحمِها وشربَ من مرقِها ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ فأفاض إلى البيتِ فصلى بمكة َالظهرَ فأتى بني عبدِ المطلب ِيسقون على زمزمَ فقال انزَعوا بني عبدِ المطلبِ فلولا أن يغلبَكم الناسُ على سقايتِكم لنزعتُ معكم فناولوه دلوًا فشربَ منه"

الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1218- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر *

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-17-2017, 01:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow


شرح حديث جابر في مناسك الحج
دخَل محمَّدُ بنُ عليِّ بن الحُسَين هو وآخَرون على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما، فسأَل عن القومِ، أي: عن جماعةِ الرِّجالِ الدَّاخلين عليه، فإنَّه إذ ذاك كان أعْمَى؛ حيث عَمِيَ في آخرِ عُمرِه، فلمَّا وصَل إلى محمَّدِ بنِ عليِّ بن حُسَين أهوى بيدِه إلى رأسِه فنزَع زِرَّه الأعلى، ثمَّ نزَع زِرَّه الأسفلَ، أي: أخرَجه مِن عُرْوتِه ليكشِفَ صدرَه عن القميصِ ويضَعَ يدَه عليه؛ لكمالِ الشَّفقةِ عليه؛ لكونِه مِن أهلِ بيت رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورحَّب به، وطلَب منه أن يسأَلَه عمَّا يَشاءُ، فسأَله، وجاء وقتُ الصَّلاةِ، فقام في "نِسَاجَةٍ"، أي: في مِلحَفةٍ أو بُردةٍ منسوجةٍ، ملتحفًا بها، كلَّما وضَعها على مَنكِبِه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها، ورداؤُه إلى جَنبِه على "المِشْجَبِ"، هو عِيدانٌ تُضَمُّ رؤوسُها، ويُفرَّجُ بين قوائمِها توضَعُ عليها الثِّيابُ، فصلَّى بهم، وبعد الصَّلاةِ طلَب منه مُحمَّدُ بن عليِّ بن الحُسَينِ أن يُخبِرَه عن حَجَّةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأشار بيدِه "فعقَد تِسعًا"، وذلك يكونُ بضمِّ ثلاثِ أصابعَ؛ الخِنصِر والبِنصِر والوُسْطى إلى الكفِّ، وفتحِ المُسبِّحةِ والإبهامِ، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ظلَّ تِسعَ سنين لم يحُجَّ، ثمَّ أذَّن في النَّاسِ، أي: أعلَمهم بذلك وأشاعه بينهم؛ ليتأهَّبوا للحجِّ معه، ويتعلَّموا المناسِكَ والأحكامَ، ويَشهَدوا أقوالَه وأفعالَه، ويُوصيهم؛ ليُبلِّغَ الشَّاهدُ الغائبَ، وتشيعَ دعوةُ الإسلامِ، وذلك في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهجرةِ، فقدِم المدينةَ الكثيرُ مِن النَّاسِ، كلُّهم "يلتَمِسُ"، أي: يبتغي ويُريدُ أن "يأتَمَّ"، أي: يَقتديَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويعمَلَ مِثلَ عمَلِه، فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُلَيفةِ، وهو ميقاتُ أهلِ المدينةِ، فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ مُحمَّدَ بنَ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنهم، فأرسلَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف تصنَعُ؟ أي: في إحرامِها، فأمَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن تغتسِلَ "وتستثفِرَ"، والاستثفارُ هو أن تشُدَّ في وسَطِها شيئًا، وتأخُذَ خِرقةً عريضةً تجعَلُها على محَلِّ الدَّمِ، وتشُدَّ طرَفَيْها مِن قُدَّامِها ومِن ورائِها في ذلك المشدودِ في وسَطِها، وأَحْرِمي، أي: بالنِّيَّةِ والتَّلبيةِ، فصلَّى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: ركعتينِ للظُّهرِ، وقيل: سنَّةَ الإحرامِ في مسجدِ ذي الحُلَيفةِ، ثمَّ ركِب القَصْواءَ، وهو اسمُ ناقتِه، حتَّى إذا استوَتْ به ناقتُه على "البَيْداءِ"، وهو فوق عَلَمَيْ ذي الحُلَيفةِ لِمَن صَعِدَ مِن الوادي، ورفَع صوتَه بالتَّلبيةِ، ثمَّ نظَر جابرٌ إلى مَدِّ بصَرِه، أي: منتهى بصَرِه بين يديه، مِن راكبٍ وماشٍ، وعن يمينِه مِثلَ ذلك، وعن يَسارِه مِثلَ ذلك، ومِن خَلفِه مِثلَ ذلك، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين أظهُرِنا، وعليه ينزِلُ القُرْآنُ، وهو يعرِفُ تأويلَه، وما عَمِلَ به مِن شيءٍ عمِلْنا به؛ فأهَلَّ بالتَّوحيدِ، يعني قولَه: لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْكَ، لا شريكَ لك، وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهلُّون به، فلم يرُدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليهم شيئًا منه، ولزِمَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه، يعني: أنَّهم لم يلتزموا هذه التَّلبيةَ الخاصَّةَ الَّتي لبَّى بها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ إذ فهِموا أنَّها ليسَتْ مُتعيِّنةً؛ فإنَّه قد ترَك ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ كلَّ أحدٍ على ما تيسَّر له مِن ألفاظِها، لَسْنا ننوي إلَّا الحجَّ، لَسْنا نعرِفُ العُمرةَ، حتَّى إذا أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ، يعني: الحجَرَ الأسودَ، واستلامُه مَسْحُه، فرمَل ثلاثًا، أي: أسرَع المشيَ مع تقارُبِ الخُطَا، ومشى أربعًا، ثمَّ نفَذ إلى مقامِ إبراهيمَ، أي: بلَغه ماضيًا في زِحامٍ، فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فجعَل المَقامَ بينه وبين البيتِ، فكان أبي يقولُ: (ولا أعلَمُه ذكَره إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): كان يقرأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، و{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه، ثمَّ خرَج مِن البابِ، أي: مِن بابِ بني مخزومٍ، وهو الَّذي يُسمَّى بابَ الصَّفا، وخروجُه عليه السَّلامُ منه؛ لأنَّه أقربُ الأبوابِ إلى الصَّفا، قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، أي: مِن أعلامِ مناسِكِه، أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به، أي: ابتدَأَ بالصَّفا؛ لأنَّ اللهَ بدَأ بذِكرِه في كلامِه، فبدَأ، أي: في سعيِه بالصَّفَا، فرَقِيَ عليه، أي: صَعِدَ على جبلِ الصَّفا، حتَّى رأى البيتَ، فاستقبَل القِبلةَ، فوحَّد اللهَ، وكبَّرَه، وقال: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَز وَعْدَه، أي: وفَّى بما وعَده بإظهارِه عزَّ وجلَّ للدِّينِ، ونصَر عبدَه، أي: عبدَه الخاصَّ، نصرًا عزيزًا، وهزَم الأحزابَ وحده، أي: هزَمهم بغيرِ قتالٍ مِن الآدَميِّينَ، لا بسببٍ مِن جهتِهم، ثمَّ دعا بين ذلك، قال مِثلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ.
حتَّى إذا انصبَّتْ قدَماهُ، أي: انحدرَتْ في بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صَعِدتا، أي: ارتفعَتْ قدماه عن بطنِ الوادي، مشى حتَّى أتى المروةَ، ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا، حتَّى إذا كان آخرُ طوافِه على المروةِ واستثنى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أمرِه هذا مَن كان معه الهديُ فقال: لو استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ ما أهديتُ، أي: ما سُقْتُ الهديَ، ولولا أنَّ معي الهَدْيَ لأحلَلْتُ؛ وذلك لأنَّ وجودَه مانعٌ مِن فَسْخِ الحجِّ إلى العمرةِ والتَّحلُّلِ منها، فسأَل سُراقةُ بنُ مالكِ بن جُعْشُمٍ رضِي اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألعامِنا هذا أم لأَبَدٍ؟ أي: هل جوازُ فسخِ الحجِّ إلى العمرةِ أو الإتيانِ بالعُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ أو مع الحجِّ يختَصُّ بهذه السَّنةِ أم للأبدِ؟ فشبَّكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين أصابعِه، إشارةً إلى اشتراكِ كلِّ الأعوامِ في ذلك بدونِ اختصاصِ أحدِها: دخَلَتِ العمرةُ في الحجِّ، أي: حلَّتِ العمرةُ في أشهُرِ الحجِّ، وقَدِم عليٌّ رضِي اللهُ عنه مِن اليمَنِ بهَدْيٍ، وساق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن المدينةِ هَدْيًا، فوجَد فاطمةَ ممَّن حَلَّ ولبِسَتْ ثيابًا صبيغًا، واكتحلَتْ، فأنكَر ذلك عليها؛ ظنًّا أنَّه لا يجوزُ، فقالت: إنَّ أبي أمَرني بهذا، فذهَب عليٌّ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "مُحرِّشًا" على فاطمةَ، والتَّحريشُ: الإغراءُ، والمرادُ هنا أن يذكُرَ له ما يَقتضي عتابَها للَّذي صنَعَتْ، مُستفتيًا رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما ذكَرَتْ عنه، فأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ عليها، فقال: صَدَقَتْ صَدَقَتْ، فسأَله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ماذا قُلْتَ حين فرَضْتَ الحجَّ؟ أي: ألزَمْتَه على نفسِك بالنِّيَّةِ والتَّلبيةِ، قال: قلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك، أي: أُحرِمُ بما أحرَمَ به رسولُك، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ معي الهَدْيَ، ولا أقدِرُ أن أخرُجَ مِن العمرةِ بالتَّحلُّلِ، فلا تَحِلَّ، فكان جماعةُ الهديِ، أي مِن الإبلِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليمَنِ والَّذي أتى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن المدينةِ، مِئةً مِن الهَديِ، فحَلَّ النَّاسُ، أي: خرَج مِن الإحرامِ مَن لم يكُنْ معه هَدْيٌ بعد الفراغِ مِن العُمرةِ، كلُّهم أي: أكثَرُهم، وقصَّروا شَعرَهم، إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَدْيٌ، فلمَّا كان يومُ التَّرويَةِ، وهو اليومُ الثَّامنُ مِن ذي الحِجَّةِ، سُمِّي بذلك لأنَّ الحُجَّاجَ كانوا يرتَوُونَ فيه مِن الماءِ لِما بعده، أي: يستَقُون ويسقُون إبِلَهم فيه، استعدادًا للوقوفِ يومَ عرَفةَ، توجَّهوا، أي: أرادوا التَّوجُّهَ إلى مِنًى، سُمِّيَتْ به؛ لأنَّه تُمْنَى الدِّماءُ في أيَّامِها، أي: تُراقُ وتُسفَكُ، فأهَلُّوا بالحجِّ، أي: مِن البَطْحاءِ، وركِب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين طلوعِ الشَّمسِ مِن يومِ التَّرويةِ، وسار مِن مكَّةَ إلى مِنًى، فصلَّى بها، أي: بمِنًى، في موضعِ مسجدِ الخَيْفِ: الظُّهرَ والعصرَ، كلَّ صلاةٍ لوقتِها، ثمَّ مكَث، أي: لَبِثَ بعد أداءِ الفجرِ قليلًا حتَّى طلَعَتِ الشَّمسُ، وأمَر بقُبَّةٍ، أي: أمَر بضربِ خيمةٍ بنَمِرَةَ قبل قدومِه إليها مِن شَعَرٍ، فسارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: مِن مِنًى إليها، ولا تشُكُّ قُرَيشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عند "المَشعَرِ الحرامِ"، وهو جبلٌ في المُزدَلفةِ، يُقالُ له: قَزَحٌ، كما كانت قُرَيشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ، فأجاز صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: جاوَز المُزدَلفةَ ولم يقِفْ بها، بل توجَّه إلى عرَفاتٍ، حتَّى أتى عرَفةَ، أي: قارَبها ووجَد القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ بنَمِرَةَ فنزَل بها، حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ، أي: نزَل بها واستَمَرَّ فيها، حتَّى إذا مالتِ الشَّمسُ وزالتْ عن كبِدِ السَّماءِ مِن جانب الشَّرقِ إلى جانبِ الغربِ أمَر بإحضارِ القَصْواءِ، فرُحِلَتْ له، أي: شُدَّ على ظَهرِها الرَّحْلُ ليركَبَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فركِبها، فأتى بطنَ الوادي، وهو وادي عُرَنةَ، فخطَب النَّاسَ، أي: وعَظهم، وقال: إنَّ دماءَكم وأموالَكم، أي: إنَّ سَفْكَ دمائِكم وأَخْذَ أموالِكم بغيرِ حقٍّ، حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا، أي: مُتأكِّدةُ التَّحريمِ شديدتُه، كحُرمةِ يَومِكم هذا، يعني يومَ عرَفةَ، في شهرِكم هذا، أي: ذي الحِجَّةِ، في بلدِكم هذا، أي: مكَّةَ، ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ، يعني: الَّذي أحدَثوه، والشَّرائعَ الَّتي شرَعوها في الحجِّ وغيرِه قبل الإسلامِ، تحت قدَميَّ موضوعٌ، أي: مردودٌ وباطلٌ، ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ، أي: متروكةٌ لا قِصاصَ ولا دِيَةَ ولا كفَّارةَ، وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ، أي: أضَعُه وأترُكُه مِن دِمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ، أي: ابن عبدِ المُطَّلبِ، وكان مُستَرْضَعًا، أي: كان لهذا الابنِ ظِئْرٌ تُرضِعُه مِن بني سعدٍ، وكان يحبو بين البيوتِ، فأصابه حجَرٌ في حربِ بني سعدٍ مع قبيلةِ هُذَيلٍ، فقتلَتْه قبيلةُ هُذَيلٍ، وربَا الجاهليَّةِ موضوعٌ، ومعناه: أي الزائدُ على رأسِ المالِ مردودٌ، وأوَّلُ ربًا أضَعُ مِن رِبَانا رِبَا عبَّاسِ بنِ عبد المُطَّلبِ، فإنَّه موضوعٌ كلُّه، فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ، بإنصافِهنَّ ومراعاةِ حقِّهنَّ؛ فإنَّكم أخَذْتموهنَّ بأمانِ اللهِ، أي: بعَهْدِه، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ، أي: يعني بالكلمةِ نفسَ العقدِ الَّذي تَنشَّأَ مِن كلمتَيْ إيجابٍ وقَبولٍ مِن الوليِّ والزَّوجِ، فلمَّا أوصى بهنَّ ذكَر ما عليهنَّ: ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرَهونَه، أي: تكرَهون دُخولَه في بيوتِكم، فإن فعَلْنَ ذلك بدونِ رِضاكم فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، أي: ليس بشديدٍ ولا شاقٍّ، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ، أي: النَّفقةُ مِن المأكولِ والمشروبِ، والسُّكْنى والمَلْبَسِ، بالمعروفِ، أي: على قدْرِ كفايتِهنَّ، مِن غيرِ سرَفٍ ولا تقتيرٍ، أو باعتبارِ حالِكم فقرًا وغنًى، وقد ترَكْتُ فيكم، أي: فيما بينكم، ما لن تَضِلُّوا بعده، أي: بعد تركي إيَّاه فيكم، أو بعد التَّمسُّكِ به والعمَلِ بما فيه، إن اعتصَمْتُم به، أي: في الاعتقادِ والعملِ، كتابَ اللهِ، أي: القُرْآنَ، ولم يذكُرِ السُّنَّةَ؛ لأنَّ القُرْآنَ مُشتملٌ على العملِ بها، فيلزَمُ مِن العملِ بالكتابِ العملُ بالسُّنَّةِ، وأنتم تُسأَلون عنِّي، أي: عن تبليغي وعدمِه، فما أنتم قائلون؟ أي: إذا كان الأمرُ على هذا، فبأيِّ شيءٍ تُجيبون؟ قالوا: نشهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ، أي: رسالاتِ ربِّك، وأدَّيْتَ، أي: الأمانةَ، ونصَحْتَ، أي: الأمَّةَ، فقال بإصبَعِه، أي: أشار بها، السَّبَّابةِ، يرفَعُها إلى السَّماءِ "وينكُتُها" إلى النَّاسِ، والنَّكْتُ: ضربُ رأسِ الأناملِ إلى الأرضِ، ويقولُ: اللَّهمَّ اشهَدْ، أي: على عبادِك، بأنَّهم أقرُّوا بأنِّي قد بلَّغْتُ، ثمَّ أذَّن بلالٌ، ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، أي: جمَع بين الظُّهرِ والعصرِ في وقتِ الظُّهرِ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا مِن السُّنَنِ والنَّوافلِ، وذلك للاستعجالِ بالوقوفِ، ثمَّ ركِب، أي: القَصْواءَ، وسار حتَّى أتى الموقفَ، أي: أرضَ عرَفاتٍ، فجعَل بطنَ ناقتِه القَصْواءِ إلى الصَّخَراتِ، يعني أنَّه علا على الصَّخَراتِ ناحيةً منها، حتَّى كانت الصَّخَراتُ تُحاذي بطنَ ناقتِه.
وجعَل حبلَ المُشاةِ بين يديه، "الحبلُ" هو المُستطيلُ مِن الرَّملِ، والمرادُ به صفُّ المشاةِ ومجتمَعُهم في مَشيِهم كحبلِ الرَّملِ، واستقبَل القِبلةَ في الوُقوفِ بعرَفةَ، فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبَتِ الصُّفرةُ قليلًا، أي: ذَهابًا قليلًا، حتَّى غاب القُرصُ، وأردَف أسامةَ بنَ زيدٍ خَلْفَه على الدَّابَّةِ، ودفَع أي: ابتدَأ السَّيرَ، ودفَع نفسَه، ونحَّاها، أو دفَع ناقتَه وحمَلها على السَّيرِ، وقد "شنَق" أي: ضَمَّ وضيَّق للقَصْواءِ الزِّمامَ، يعني: ضَمَّ رأسَها إليه وبالَغ في الضَّمِّ حتَّى إنَّ رأسَها ليُصيبُ مَوْرِكَ رَحْلِه، وهو الموضعُ الَّذي يَثْني الرَّاكبُ رِجْلَه عليه قُدَّامَ واسطةِ الرَّحلِ إذا مَلَّ مِن الرُّكوبِ، ويقولُ بيدِه اليُمنى، أي: يُشيرُ بها: أيُّها النَّاسُ، السَّكينةَ السَّكينةَ، أي: الزَمُوا السَّكينةَ، وهي الرِّفقُ والطُّمأنينةُ، وعدمُ الزَّحمةِ، كلَّما أتى حَبْلًا مِن الحبالِ أَرْخى لها قليلًا، أي: أَرْخى للقَصواءِ الزِّمامَ إرخاءً قليلًا، أو زمانًا قليلًا، حتَّى تصعَدَ، حتَّى أتى المُزدَلفةَ، وهي موضعٌ بين عرَفةَ ومِنًى، وكلُّها مِن الحرَمِ، فصلَّى بها المغربَ والعِشاءَ، أي جمَع بينهما في وقتِ العِشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا، أي: لم يُصَلِّ بين المغربِ والعِشاءِ شيئًا مِن النَّوافلِ والسُّنَنِ، ثمَّ اضطجَع للنَّومِ حتَّى طلَع الفجرُ، فصلَّى الفجرَ حين تبيَّنَ له الصُّبحُ، أي: ظهَر له، ثمَّ ركِب القَصْواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ، فاستقبَل القِبلةَ، يعني الكعبةَ، فدعاه وكبَّرَه، أي: قال: اللهُ أكبَرُ، وهلَّلَه، أي: قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ووحَّده، أي قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً، فدفَع، أي: ذهَب إلى مِنًى قبْلَ أن تطلُعَ الشَّمسُ، وأردَف الفضلَ بنَ عبَّاسٍ خَلْفَه على الدَّابَّةِ، وكان رجلًا حسَنَ الشَّعرِ، أبيضَ وسيمًا، فلمَّا دفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّتْ به "ظُعُنٌ" يَجْرِينَ، وهنَّ الضَّعفةُ مِن النِّساءِ، فطفِقَ الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ، فوضَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ، فحوَّل الفضلُ وجهَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ ينظُرُ، فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ يصرِفُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ ينظُرُ، حتَّى أتى بطنَ مُحسِّرٍ، وهو وادٍ بين مُزدَلفةَ ومِنًى، فحرَّك قليلًا، أي: حرَّك ناقتَه، وأسرَع السَّيرَ قليلًا، ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوُسْطى، في مِنًى ثلاثُ طُرقٍ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، شَرقيٌّ وغربيٌّ ووسطٌ، فسلَك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الطَّريقَ الوُسطَى بين الطَّريقينِ، وإنَّما سلَكها؛ لأنَّها كانت أقربَ إلى رمْيِ جمرةِ العَقبةِ، ولأنَّها هي الَّتي تخرُجُ على الجَمرةِ الكُبرى، وهي العَقَبةُ، وهي الجَمْرةُ الَّتي عند الشَّجرةِ، أي: جَمرةُ العَقَبةِ، فرماها ضُحًى بسَبْعِ حصَياتٍ، يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مِثْلِ حصَى الخَذْفِ: وهو رميُكَ حصاةً أو نواةً تأخُذُها بين سبَّابتَيْكَ وتَرْمِي بها، رمَى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف، أي: رجَع عن جَمرةِ العَقبةِ إلى المَنحَرِ، أي: موضعِ النَّحرِ، فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بدَنةً بيدِه، ثمَّ أعطى أي: بقيَّةَ البُدْنِ عليًّا، فنحَر عليٌّ ما غبَرَ، أي: ما بَقِيَ مِن المئةِ، وأشرَكه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هديِه، أي: في نفسِ الهديِ، ثمَّ أمَر مِن كلِّ بدَنةٍ أي: مِن المئةِ، ببَضْعةٍ، أي: بقِطعةٍ مِن لحمِها، فجُعِلَت، أي: القِطَعُ في قِدْرٍ، فأكَل مِن لحمِها وشرِب مِن مرَقِها، ثمَّ ركِب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ، أي: أسرَع إلى بيتِ اللهِ ليطوفَ به طوافَ الإفاضةِ، فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ، ثمَّ أتى أي: بعد فراغِه مِن طوافِ الإفاضةِ على بَني عبدِ المُطَّلبِ، وهم أولادُ العبَّاسِ وجماعتُه؛ لأنَّ سِقايةَ الحاجِّ كانت وظيفتَه، يسقُونَ، أي: مرَّ عليهم وهم ينزعون الماءَ مِن بئرِ زمزمَ ويسقُونَ النَّاسَ، فيغرِفون بالدِّلاءِ ويصبُّونَه في الحِياضِ ونحوِها، ويُسبِّلونَه للنَّاسِ، فقال: "انزِعوا"، أي: استَقُوا بالدِّلاءِ وانزِعوها بالرِّشاءِ بني عبدِ المُطَّلبِ، فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم، لنزَعْتُ معكم، أي: لولا خوفي أنْ يعتقدَ النَّاسُ ذلك مِن مناسكِ الحجِّ ويزدَحموا عليه بحيث يغلِبونكم ويدفَعونكم عن الاستقاءِ، لاستقَيْتُ معكم؛ لكثرةِ فضيلةِ هذا الاستقاءِ، فناوَلوه، أي: أعطَوْه فشرِبَ منه، أي: مِن الدَّلوِ، أو مِن الماءِ.
في الحديثِ: أنَّ مِن هَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحجَّ راكبًا.
وفيه: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ابتدأَ في وضْعِ دِماءِ الجاهليَّةِ ورِبَاها بأهلِ بيتِه؛ ليكونَ أمكنَ في قلوبِ السَّامعينَ، وأسدَّ لأبوابِ الطَّمعِ في التَّرخيصِ.
وفيه: الحثُّ على مُراعاةِ حقِّ النِّساءِ، والوصيَّةُ بهنَّ ومعاشرتُهنَّ بالمعروفِ.
وفيه: الأمرُ بالنَّفقةِ على الزَّوجةِ.
وفيه: فضلُ أسامةَ بنِ زيدٍ والفضلِ بنِ العبَّاسِ وجابرِ بنِ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهم.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السَّكينةُ في الدَّفعِ مِن عرَفاتٍ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الجمعُ بين المغربِ والعِشاءِ في المُزدَلفةِ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عدمُ التَّنفُّلِ بين الصَّلواتِ في الجَمْعِ.
وفيه: مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الاستنابةُ في ذَبْحِ الهَدْيِ.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الشُّربَ للنَّاسكِ مِن ماءِ زَمْزمَ، والإكثارَ منه.
وفيه: أنَّ مِن حُسنِ فَهْمِ المسؤولِ: أنَّه إذا سُئِلَ عن شيءٍ أتى به وبأطرافِه الَّتي يُمكنُ فيها الخبرُ؛ فإنَّه عقَد بيدِه تِسعًا، وهذا لم يَسَلْه عنه السَّائلُ.
وفيه: حِرصُ المؤمنين على الائتمامِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والتَّعلُّمِ منه مناسكَ الحجِّ وأركانَه وواجباتِه ومسنوناتِه نظَرًا لفِعلِه؛ إذ هو أثبَتُ في القلبِ مِن حفظِه عن النُّطقِ.
وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يعتمِدْ ما كانت الجاهليَّةُ تعتمدُه مِن وقوفِها في الحرَمِ، بل خرَج إلى عرَفةَ.
وفيه: أنَّ عرَفةَ كلَّها موقفٌ.
*الدرر السنية *

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-19-2017, 02:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

زيارة المسجد النبوي بالمدينة
زيارة المدينة ، أو المسجد النبوي ، أو القبر النبوي ليس له علاقة بمناسك الحج.

تنبيه:ما حكم قول: المدينة المنورة، وما العلة في ذلك؟

قال الشيخ العثيمين:المدينة المنورة هذا اسم حادث ما كان معروفًا عند السلف. ملتقى أهل الحديث .ا.هـ.
قال الشيخ العثيمين:وليست هذه الزيارة من شروط الحج ولا أركانه ولا واجباته، ولا تعلُّق لها به.

زيارة المسجد النبوي من الأمور المشروعة المستحبة، فهو ثاني المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها للصلاة فيها والعبادة.ا.هـ
لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى" .الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1189 -خلاصة حكم المحدث :صحيح-الدرر.
"صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلا المسجدَ الحرامَ" . الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 1190 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

"صلاةٌ في مسجِدي هذا ، أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ ؛ إلَّا المسجِدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ ، أفضلُ من مئةِ صلاةٍ في هذا". الراوي : عبدالله بن الزبير -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 1172 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

فإذا دخل المسجد قدّم رِجلَه اليُمنى،وقال دعاء دخول ما ورد في الدخول لسائر المساجد :

* إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحمتِكَ، وإذا خرجَ، فليُسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وليقُلْ: اللَّهمَّ اعصِمني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 634- خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر *



* "كان إذا دخل المسجدَ قال أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ قال أقطُّ ؟ قلتُ: نعم. قال فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ."الراوي : عبدالله بن عمرو-المحدث : الألباني-المصدر :صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 466- خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر

ثم يُصَلي ركعتين تحية المسجد ، أو صلاة الفريضة إن كانت قد أقيمت.

*أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال "إذا دخَل أحدُكمُ المسجدَ فليركَعْ ركعتَينِ قبلَ أن يجلِسَ".الراوي : أبو قتادة الأنصاري - المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 444 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر

وينبغي أن يتحرى الصلاة في الروضة إن تيسر له من أجل فضيلتها، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهةٍ من المسجد تتيسر له، وهذا في غير صلاةِ الجماعة، أما في صلاة الجماعة فليُحافظ على الصف الأول الذي يلي الإمام لأنه أفضل.

*"ما بين بيتي ومِنبري روضةٌ من رياضِ الجنةِ ، ومِنبري على حوضِي"الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6588-خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر.

"لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ ، ثم لم يجدُوا إلا أن يستهِموا عليه لاسْتهَموا عليه ، ولو يعلمون ما في التهْجيرِ لاسْتبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصبحِ لأتوْهما ولو حبْوًا."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 615- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

بعد أن يُصلي في المسجد النبوي أول قدومه ما شاء الله أن يُصلي، يذهبُ للسلام على النبي صلى الله عليه وسلّم وصاحبيه أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما.

والاقتصار على السلام هو المأثور عن الصحابة - رضي الله عنهم، وهو الذي يقول به الأئمة، وكان ابن عمر إذا سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه لايزيد غالبًا على قوله:السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتِ. ثم ينصرف.

وقال مالك في المبسوط: لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو؛ ولكن يسلِّم ويمضي، وكان الصحابة لا يكثرون المجيء إلى القبر للسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛لعلمهم بنهيه - صلى الله عليه وسلم - عن اتخاذ قبره عيدًا- ولعلمهم أن ما شُرع من الصلاة والسلام عليه في الصلاة وعند دخول المسجد والخروج منه وفي كل وقت وسؤال الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود له بعد الأذان تحصل به الفضيلة، ولعلمهم أن الصلاة والسلام عليه يَصِلان إليه من البعيد كما يصلان من القريب؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو داود «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ» .الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 2042 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر*.



«إنَّ للهِ ملائكةَ سيَّاحِينَ ، يُبْلِغُوني عن أُمِّتِي السَّلامَ».الراوي : عبدالله بن مسعود -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 1664 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

الكتاب: الإرشاد إلى توحيد رب العبادجمع وتأليف: عبد الرحمن بن حماد آل عمر

وإذا أراد الدعاء فليتوجه للقبلة لا إلى القبر النبويوالمقصود من زيارة القبور العظة والعبرة والدعاء لأصحاب القبور، وليس المراد بذلك التبرك بتربهم أو دعائهم أواعتقاد أن الدعاء عندهم أقرب إلى الإجابة أو ما أشبه ذلك ممايظنه كثير من الجهال، وإذا كان الإنسان لا يعرف الدعاء المأثور عند زيارة القبور فإنه يمكنه أن يدعو بما شاء، لأن من المقصود بالزيارة الدعاء لأهل القبور. والله أعلم.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

-ولا توجد أي مَزَارَات في المدينة كَسُنَّة ، غير مسجد قُباء ، فكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلف الذهاب إليه والصلاة فيه، فيمكنك الذهاب إليه والصلاة فيه كسنة

«كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتي مسجدَ قباءٍ كلَّ سبتٍ، ماشيًا وراكبًا». وكان عبدُ اللهِ رضيَ الله عنه يفعلُه. الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1193 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .

"صلاةٌ في مسجدِ قباءٍ كعمرةٍ"الراوي : أسيد بن ظهير - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 1167 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

أما زيارة أي أماكن أخرى بالمدينة مثل البقيع ـ وأُحد ... فتكون على أنها سياحة وتعرّف على الأماكن وليست سُنّة ، وإذا كانت قبور مثل البقيع وأُحد فتقال أدعية زيارة القبور والسلام عليهم .مثل"السلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ . وإنا، إنْ شاء اللهُ، بكمْ لاحقونَ"الدرر- صحيح مسلم.

"كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كلَّما كانت ليلتُها من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يَخرُجُ في آخرِ اللَّيلِ إلى البقيعِ فيقولُ السَّلامُ عليْكم دارَ قومٍ مؤمِنينَ وإنَّا وَإيَّاكم متواعِدونَ غدًا أو مواكِلونَ وإنَّا إن شاءَ اللَّهُ بِكم لاحقونَ اللَّهمَّ اغفِر لأَهلِ بقيعِ الغرقَدِ"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 2038 -خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

*حكم القبة الخضراء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم
أما ما يتعلق بالقبة الخضراء التي على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا شيء أحدثه بعض الأمراء في المدينة المنورة، في القرون المتأخرة في القرن التاسع وما حوله. ولا شك أنه غلط منه، وجهل منه، ولم يكن هذا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا في عهد أصحابه ولا في عهد القرون المفضلة، وإنما حدث في القرون المتأخرة التي كثر فيها الجهل، وقل فيها العلم وكثرت فيها البدع، فلا ينبغي أن يغترَّ بذلك، ولا أن يقتدى بذلك، ولعل من تولى المدينة من الملوك والأمراء، والمسلمين تركوا ذلك خشية الفتنة من بعض العامة، فتركوا ذلك وأعرضوا عن ذلك، حسمًا لمادة الفتن؛ لأن بعض الناس ليس عنده بصيرة، فقد يقول: غيروا وفعلوا بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا كذا، وهذا كذا، فيثير إلى فتن لا حاجة.
فتاوى نور على الدرب *
هل النبي صلى الله عليه وسلم دُفِنَ في مسجده؟
سماحة الشيخ محمد بن صالح بنعثيمين

السؤال:

كيف نجيب عُبَّاد القبور الذين يحتجون بدفن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي ؟
الجواب:

الجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر؛ بل بني في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد؛ بل دفن صلى الله عليه وسلم في بيته .
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم - ومنها بيت عائشة رضي الله عنها مع المسجد - ليس باتفاق الصحابة؛ بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام أربعة وتسعين هجرية تقريبًا، فليس مما أجازه الصحابة؛ بل إن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضًا: سعيد بن المسيب، من التابعين
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله؛ لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنيًا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظًا ومحوطًا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة أي أنه مثلث، والركن في الزاوية الشمالية حيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى؛ لأنه منحرف، وبهذا يبطل احتجاج أهل القبور بهذه الشبهة ا.هـ
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-19-2017, 01:19 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

ملخص مناسك العمرة
إذا وصل المعتمر الميقات: اغتسل ولبس وأحرم ،فإن كان السفر على متن طائرة لا تتوقف إلاَّ في جُدَّة، فيجوز له أن يلبس الإحرام في المنزل أو في المطار أو في الطائرة، وأن يُحرم بعمرة ـ وجوبًا ـ قبل أن يتجاوز الميقات المكاني المتعلق به.
الاغتسال والتطيب للرجال
لبس ثياب الإحرام
الصلاة
ينوي الإحرام ويلبي ،والإحرام نية الدخول في النسك والتلبس به ، وصفة التلبية للعمرة :«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً» ويكمل التلبية " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ " .
ويستمر في التلبية في العمرة من الإحرام إلى أن يشرعَ في الطواف.
الطواف :والطواف يكون سبعةَ أشواطٍ، يبتدىء من الحجر الأسود وينتهي به. ولا يصحُّ الطوافُ من داخل الحِجْرِ.فيستلم الحجرَ الأسودَ بيده اليمنى...، ويُقَبّله إن تيسّر له ذلك، فإذا وصل الركنَ اليماني استلمه إن تيسّر له بدون تقبيلٍ ،فإن لم يتيسر له فلا يزاحم ولا يشير إليه عن بعد.ويقول بين الركن اليماني والحجَر الأسود "رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاٌّخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار "البقرة 201.

والسنةُ للرجل في طواف القدوم :الاضطباع في جميع الأشواط ،والرَّمَل في الثلاثة أشواط الأولى فقط.فإذا أتمَّ سبعةَ أشواطٍ، صلى ركعتين عند مقام إبراهيم لو تيسر.
ثم يذهب إلى زمزم فيشرب منها ويصب على رأسه.
ثم يرجع إلى الحجر الأسود ،ويقول الله أكبر ويقبله إذا تيسر .
السعي بين الصفا والمروة
التحلل: وذلك يكون بالحلق للرجل ، أو التقصير ، والتقصير للمرأة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-19-2017, 01:33 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

ملخصأعمـال الحـج
القارن والمُفرِد : يتوجهون مباشرة إلى منى يوم التروية، دونَ أن يُحرموا مرة أخرى، لأنهم مازالوا على إحرامهم.
أما المتمتع إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضحى من مكانه الذي أراد الحج منه ، ويفعل عند إحرامه: الآتي:
الاغتسال والتطيب للرجاللبس ثياب الإحرام
الصلاة :الصلاة قبل الإهلال.
ينوي الإحرام ويلبي بالنسك، وصفة التلبية في الحج : لبيك حجًا أو حِجَّة ، إذا كانت الحجة عن أحد يقول :لبيك حجًا عن فلان .ويكمل التلبية ويكمل التلبية " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ "وتستمر التلبية إلى رمي جمرة العقبة الكبرى .
المبيت بمِنى يوم التروية:يخرج إلى مِنى - يوم التروية الثامن من ذي الحجة-فيصلي بها: الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا منْ غيرِ جمعٍ ،والفجر .

الوقوف بعرفة:فإذا طلعت الشمس يوم عرفة - التاسع من ذي الحجة- سار من مِنى إلى عرفة فنزل بمسجد نَمِرَة في الجزء الواقع في حدود عرفة إلى الزوال- الزوال : أي زوال الشمس عن كبد السماء أي وقت الظهر- إن تيسر له وإلا فلا حرج لأن النزول بنمرة سنة . ولنتحر معرفة حدود عرفة والتأكد من الوقوف داخلها.
فإذا زالت الشمس يوم عرفة صلى الظهر والعصر قصرًا وجمعَ تقديمٍ ، ، بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ،كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليطول وقت الوقوف والدعاء ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعًا يديه - تلقاء وجهه- مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل وكان أكثر دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك الموقف العظيم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- .
ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة . ويستمر بعرفة إلى الليل أي إلى أن تغرب الشمس .
فائدة :
إذا وصل الحاج إلى عرفة قبل فجر يوم النحر- 10ذو الحجة - صحت حجته ـ وذلك عند الاضطرار ـ أما إذا وصل بعد الفجر فلا حج له . أقبِلْ على الله بكل جوارحك . فإذا غربت الشمس سار إلى المزدلفة.
الذهاب للمزدلفة والمبيت بها: فإذا غربت شمس يوم عرفة سار إلى المزدلفة.فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا - جمع تأخير- بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ.

فيبيت بمزدلفة ، فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكرًا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام بمزدلفة - وهو الآن مكان المسجد- فوحَّدَ الله وكبره ودعا بمَا أحب حتى يُسْفِر جدًا ، وإن لم يتيسر له لذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه وجمع- أي مزدلفة- كلها موقف
الدفع إلى مِنَى- العاشر من ذي الحجة- فإذا أسفر جدًا - أي: أضاء الفجرُ إضاءةً تامَّةً- دفع قبل أن تطلع الشمس.فإذا وصل إلى مِنى ـ وذلك صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر عليه الآتي :
*رمى جمرة العقبة الكبرى .
*نحر أو ذبح الهَدْي .
*حلق الرأس أو تقصيرها .
*الطواف بالكعبة - طواف الإفاضة - والسعي.
طواف الإفاضة:ويطوف مثل طواف القدوم تمامًا إلا الاضطباع والرَّمَل فهما خاصان بطواف القدوم فقط .

*ثم السعي بين الصفا والمروة
ثم يخرج إلى المسعى ليسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا "، ولا يقرؤها في غير هذا الموضع - أي في بداية السعي فقط - أبدأ بما بدأ اللهُ بهِ . ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويرفع يديه فيحمدَ الله ويدعو بما شاء أن يدعو- دعاء مطلق-، وَكَانَ- صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، يُكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ -دعاء مسنون -، ويدعو بينها - دعاء مطلق- أي:ذكر + دعاء مطلق ،ذكر + دعاء مطلق- ذكر، ثم ينزلُ من الصفا إلى المروة ماشيًا حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ؛ فإذا وصَلَه، أسرع إسراعًا شديدًا بِقَدْرِ ما يستطيع إن تيسر له بلا أذية- الهرولة -، حتى يصلَ إلى العمودِ الأخضرِ الثاني، ثم يمشي على عادته حتى يصلَ المروةَ، فيرقَى عليها ويستقبلَ القِبلةَ، ويرفعَ يديه ويقولَ ما قاله على الصفا - الدعاء فقط دون القرآن،. ثم ينزلُ من المروة إلى الصفا يمشي في موضعِ مشيه، ويُسِرعُ في موضع إسراعه- الهرولة-، للرجال فقط على الراجح .فيرقى على الصفا، ويستقبلُ القِبلَة ويرفع يديه ويقولُ مثلَ ما سبق في أول مرة، ويقولُ في بقية سعيه ما أحب من ذكرٍ وقراءةٍ ودعاء.

العودة لمِنَى:يرجع بعد ذلك إلى مِنى حيث يقيم أيام التشريق - 11 ، 12 ، 13 من ذي الحجة- وهي أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل .

فليس عليه في أيام التشريق شيء إلا أن يرمي الجمرات الثلاث ، كل يوم يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى التي رماها يوم النحر ، فيرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس -أي بعد أذان الظهر- في يومي -11، 12من ذي الحجة -
فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، فإن شاء تَعَجَّل ونزل من مِنى ، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال ؛كما سبق والتأخر أفضل .ولا يجب عليه التأخر لليوم الثالث عشر إلا إذا غربت الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بمِنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد زوال اليوم الثالث عشر .
وبهذا يكون حَجُّه انتهى
طواف الوداع :فإذا أراد الحاج أن يرتحل من مكة يطوف للوداع ، يطوف بالبيت سبعة أشواط من دون سعي،. ويصلي ركعتين ثم ينصرف*الحائض والنفساء ليس عليهما وداع.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-27-2017, 12:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

ماذا تفعل المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية في بداية أيام الحج قبل دخول مكة ؟.

الحمد لله
إذا مرت الحائض بالميقات وهي تريد الحج فإنها تحرم من الميقات ثم إذا أتت مكة فإنها تفعل جميع أفعال الحج غير الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة فإنها تؤخرهما حتى تطهر . وهكذا تفعل من أتاها الحيض بعد الإحرام وقبل الطواف .
أما من حاضت بعد الطواف فإنها تسعى بين الصفا والمروة ولو كانت حائضًا .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
ما حكم حجة الحائض ؟ .
فأجابوا : الحيض لايمنع من الحج ، وعلى من تحرِم وهي حائض أن تأتي بأعمال الحج ، غير أنها لاتطوف بالبيت إلا إذا انقطع حيضها واغتسلت ، وهكذا النفساء ، فإذا جاءت بأركان الحج فحجها صحيح .
" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " 11 / 172 ، 173 .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلا بإحرام حتى لو كانت حائضًا ، فإنها تحرم وهي حائض وينعقد إحرامها ويصح ، والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر - رضي الله عنهما – ولدت والنبي صلى الله عليه وسلّم نازل في ذي الحليفة يريد حجة الوداع ، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم كيف أصنع ؟ قال : " اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي " .
ودم الحيض كدم النفاس ، فنقول للمرأة الحائض - إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها - : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ، والاستثفار معناه : أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة ، ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم لعائشة حين حاضت في أثناء العمرة قال لها " افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي في البيت حتى تطهري " هذه رواية البخاري ومسلم ، وفي صحيح البخاري أيضًا ذكرت عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة ، فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض أو أتاها الحيض قبل الطواف : فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل ، أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض : فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض ، وتقص من رأسها ، وتنهي عمرتها ؛ لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له الطهارة .
" 60 سؤالاً في الحيض " السؤال 54 .
والله أعلم .

*الإسلام سؤال وجواب*
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر