العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2021, 10:42 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,267
Post مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له

مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له

بيْنَما نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له، قالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ.الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1728 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
يَحكِي أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رضِي اللهُ عنه: أنَّهم بَينما هم في سَفَرٍ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذ جاءَه رَجُلٌ على "راحِلَةٍ له" وهي الصَّالِحةُ للسَّفَرِ والحَمْلِ مِنَ الإبِلِ ونحوِه، "فجَعَل" أي: شَرَع وطَفِق "يَصرِفُ بَصَرَه يَمِينًا وشِمالًا"، أي: فجَعَل يَلتَفِتُ يَمِينًا وشِمالًا، وكأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فَهِم أنَّ الرَّجُلَ مُحتاجٌ .
وهو راكب على جمل وقد يحتاج لطعام.
فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن كان معه "فَضْلُ ظَهْرٍ" أي: زِيادَةُ مَركوبٍ عن نَفْسِه؛ "فَلْيَعُدْ به" أي: فليُرفِقْ به "على مَن لا ظَهْرَ له" ويَحمِلْه على ظَهْرِه،
وهم في سفر، والمسافر قد يكون غنيًا في بلده، عنده رواحل وعنده جمال في بلده، لكن الآن ليس عنده راحلة.وهذا الرجل عنده ظهر يملكه، حيث إنه " جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له"، الراحلة هي الجمل الصالح للسفر، وليس كل الإبل تصلح لذلك ، بل هي خيار الإبل والنسبة الأقل فيها، وقد أخبر النبي عليه السلام أن نسبة الرواحل بالنسبة لعامة الإبل لا تكاد تبلغ واحدًا بالمئة؛ فقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إنَّما النَّاسُ كالإِبِلِ المِائَةِ، لا تَكادُ تَجِدُ فيها راحِلَةً."، ومقتضى ذلك أن الرواحل من الإبل لا بد أن تكون نادرة وباهظة الثمن وسعرها أغلى وأعلى بكثير من سائر الإبل.
وحيث إن الراحلة يمكن أن يركب عليها شخصان فإن الرجل في موطن قدرة على العطاء والمساعدة لغيره، وهذا فيه رفع لمعنوياته وتقوية لنفسيته.
واللطيف في هذا الحديث أن الرسول عليه السلام يوجه نفسيات المؤمنين أن يبحث كل منهم عن الفضل والفائض فيما عنده، والنواقص والحاجات فيما عند إخوانه، فالبحث عن الفائص يُشعر المرء بعظم نعم الله عليه، فيدفعه ذلك إلى الشكر، وكذلك النظر في حوائج الناس يعزز الشعور بالنعمة، وكذلك تنمو مشاعر العطف والشفقة على الآخرين. وقد ورد قريب من هذا المعنى في حديث آخر يحث فيه الرسول المؤمن أن ينظر في أمور الآخرة إلى من هم فوقه، وفي أمور الدنيا إلى من هم دونه.
ومثل هذا الحديث يربي في المسلمين قيمة العطاء والبذل، حيث يفكر الواحد منهم في العطاء قبل التفكير في الأخذ وأن يكونوا من أصحاب اليد العليا، ذلك أن الأمم إنما تنهض وتتطور وترقى حين يتسابق بنوها إلى البذل والعطاء والتضحية والفداء، أما حين يتسابقون ويتنافسون في أمور الدنيا ومصالحها فإن ذلك نذير الانهيار والاندثار.

"ومَن كان له فضلُ زادٍ" أي: مِنْه ومِن دابَّتِه "فَلْيَعُدْ به على مَن لا زادَ له" أي: مِقْدَار كِفَايَتِه. قال: فذَكَر صلَّى الله عليه وسلَّم مِن "أصنافِ المالِ" كالثَّوْبِ والنِّعالِ والقِرْبَةِ والماءِ والخَيْمَةِ والنُّقُودِ ونحوِها، "حتَّى رَأَيْنا" أي: ظَنَنَّا "أنَّه لا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ"، يعني: أنَّ الإنسانَ يَبذُلُ كلَّ ما عِندَه حتَّى لا يَبْقَى معه فَضْلٌ، يعني مِنَ الطعامِ والشَّرابِ والرَّحْلِ وغيرِ ذلك، وهذا كلُّه مِن باب الإيثارِ.

يعني لا حق لأحد منا في زيادة، فالذي معه زيادة وأخوه محتاج في السفر فليعط هذا المحتاج، ولا يبخل عليه، فإن الله يعطي الأجر العظيم، وكلما ضاق الشيء فأعطيت صديقًا كان الأجر أوسع وأعظم من الله سبحانه
في الحديثِ: الأمرُ بالمُواساةِ مِنَ الفاضِلِ.
وفيه: الحثُّ على الصَّدَقَةِ، والمُواساةِ والإحسانِ إلى الرُّفْقَةِ والأصحابِ والاعتِناءِ بِمَصالِحِهم، والسَّعْيِ في قَضاءِ حاجةِ المُحتاجِ. الدرر السنية. ومصادر أخرى


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر