العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2019, 06:30 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,270
Red face ضمة القبر


عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحدٌ كبيرًا كان أو صغيرًا، صالحًا أو طالحًا.
"إنَّ للقبرِ ضغطةً لو كان أحدٌ ناجيًا منها نجا سعدُ بنُ معاذٍ"الراوي : عبدالله بن عمر و عائشة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2180 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر السنية =



"لو نجا أحدٌ من ضمَّةِ القبرِ ، لنجا سعدُ بنُ معاذٍ ، ولقدْ ضُمَّ ضمةً ، ثُمَّ رُوخِيَ عنه"الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5306 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر السنية =

الشرح:

كان لسَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضِي اللهُ عَنه مَزيدُ فَضْلٍ في الإسلامِ عُرِفَ ومُيِّزَ به.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه لمَّا دفَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سعدَ بنَ مُعاذٍ، وكان قد مات في غزوةِ الأحزابِ، قال: "لو نجَا أحدٌ مِن ضمَّةِ القبْرِ"، أي: لو نجَا أحدٌ مِن ضَغطةِ القبْرِ، "لَنجَا سعدُ بنُ مُعاذٍ"، وقد رَوى النَّسائيُّ: أنَّه "تحرَّكَ له العرشُ، وفُتِحَت له أبوابُ السَّماءِ، وشَهِدَه سبعونَ ألفًا مِن الملائكةِ"، ومع ذلك قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ولقد ضُمَّ ضَمَّةً"، أي: ضُغِطَ عليه قَبْرُه، "ثمَّ رُخِيَ عنه"، أي: ثمَّ فرَّجَها اللهُ عنه ووسَّعَ عليه.
قِيلَ في سببِ تلك الضَّمَّةِ: إنَّها غيرُ مُختصَّةٍ بسَعْدِ بنِ مُعاذٍ دونَ غيرِه، بلْ هي للصَّالحِ والطَّالحِ، ولكنِ الفرقُ دوامُها للكافرِ، وقِيل: وما مِن أحَدٍ إلَّا وقد أَلَمَّ بذَنْبٍ ما، فتُدْرِكُه هذه الضَّغطةُ جزاءً له، ثمَّ تُدرِكُه الرَّحمةُ، وليس هذا الضَّغطُ مِن عذابِ القَبرِ في شيءٍ، بل هو مِن رَوعاتِ المؤمن كنَزْعِ رُوحِه، وكألَمِه مِن بُكاءِ حميمِه عليه، وكرَوعتِه من هجومِ مَلَكَيِ الامتحانِ عليه، وكذلك هو أمرٌ يَجِدُه كما يجِدُ ألَمَ فَقْدِ وَلدِه وحَميمِه في الدُّنيا، وكما يجِدُ مِن ألم مَرضِه ونَحوِ ذلك، والعبدُ التقيُّ يَرفُقُ اللهُ به في بَعضِ ذلك أو كُلِّه، ولا راحةَ للمُؤمنِ دُونَ لِقاءِ ربِّه، نَسألُ اللهَ أن يُؤمِّنَ رَوعاتِنا.
وفي الحديثِ: تخويفُ أهلِ الإيمانِ مِن أهوالِ القَبْرِ .

= الدرر السنية =

"هذا الَّذي تحرَّك له العرشُ ، وفُتحَتْ له أبوابُ السَّماءِ ، وشهِده سبعونَ ألفًا من الملائكةِ ، لقد ضُمَّ ضمَّه ، ثمَّ فُرِّجَ عنهُ"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2054 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر السنية=

الشرح

كان لسَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضِي اللهُ عَنه مَزيدُ فَضْلٍ في الإسلامِ عُرِفَ ومُيِّزَ به، ومع ذلك ضُمَّ في قَبرِه، وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لذلك ولبعضِ فَضائلِه، حيث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هذا الَّذي"، أي: سعدُ بنُ مُعاذٍ رَضِي اللهُ عَنه، "تحرَّكَ له العرشُ"، والمراد به عرش الرحمن جل جلاله، كما في رِوايةٍ أخرى: "اهتَزَّ عرشُ الرَّحمنِ لموتِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ"، وهو اهتزازٌ معلومُ الحُدوثِ، ولكنَّه مجهولُ الكيفيَّةِ، وكان البراءُ بنُ عازبٍ وعبدُ اللهِ بنُ عُمرَ قد فسَّرَا العَرشَ بأنَّه السَّريرُ الَّذي حُمِلَ عليه سَعدُ بنُ مُعاذٍ، ولكِنَّ الثابتَ في الرِّواياتِ الصَّحيحةِ أنَّه عرشُ الرَّحمنِ.
"وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّماءِ"، أي: فرَحًا بقُدومِ سَعدٍ وصُعودِ رُوحِه، "وشهِدَه"، أي: في تَشييعِ جِنازتِه، "سبعونَ ألفًا مِن الملائكةِ"، ومع كلِّ هذا الفَضْلِ لسَعْدٍ رَضِي اللهُ عَنه، ومع ذلك قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لقد ضُمَّ ضمَّةً"، أي: ضُغِط عليه قَبْرُه، ......ز وهذا بيانٌ لعَظيمِ شِدَّتِها عليه، "ثمَّ فُرِّجَ عنه"، أي: ثمَّ فرَّجها اللهُ عنه ووسَّع عليه.
وهذه الضَّمَّةُ والضغطة ليستْ مُختصَّةً بسَعْدِ بنِ مُعاذٍ دونَ غيرِه، كما أخرَج ابنُ حِبَّانَ وغيرُه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "للقَبرِ ضَغْطةٌ لو نَجا منها أحدٌ لنَجا منها سَعدُ بنُ مُعاذٍ"؛ فهي للصَّالحِ والطَّالحِ، ولكِنِ الفرقُ دوامُها للكافرِ، وما مِن أحَدٍ إلَّا وقد أَلَمَّ بذَنْبٍ ما، فتُدرِكُه هذه الضَّغطةُ جزاءً له، ثمَّ تُدرِكُ الرَّحمةُ مَن شاءَ اللهُ تعالى مِن عِبادِه المُؤمنِينَ.
وفي الحديثِ: فَضلٌ ومنقَبةٌ لسَعْدِ بنِ مُعاذٍ
.= الدرر السنية=


*اختلف أهل العلم في المؤمن ، هل تصيبه ضمة القبر ، وكيف يكون حاله فيها ، على قولين :
القول الأول :
تصيب ضمة القبر كل مؤمن وتشتد عليه ، غير أن المؤمن الصالح سرعان ما يفرج عنه ويفسح له في قبره ، فلا يطول العذاب عليه ، أما الفاسق فتشتد عليه الضمة ويطول عليه ضيق لحده بحسب ذنبه ومعصيته .
-قال أبو القاسم السعدي رحمه الله :
" لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الانفساح له " انتهى.
وقال الحكيم الترمذي رحمه الله :
" سبب هذا الضغط أنه ما من أحد إلا وقد ألم بذنب ما فتدركه هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه الرحمة " انتهى.
نقلا عن حاشية السيوطي على " سنن النسائي " 3/292، ونقله الرملي في " فتاواه " 4/210.
القول الثاني :
تصيب ضمة القبر المؤمنين الصالحين ولكنها ضمة رفق وحنان ، ليس فيها أذى ولا ألم ، أما المسلمون العاصون فتشتد عليهم سخطا بحسب كثرة ذنوبهم وسوء أعمالهم .
عن محمد التيمي رحمه الله قال :
" كان يقال : إن ضمة القبر إنما أصلها أنها أُمُّهُم ، ومنها خُلقوا ، فغابوا عنها الغيبة الطويلة ، فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضم الوالدة الشفيقة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها ، فمن كان لله مطيعًا ضمته برفق ورأفة ، ومن كان لله عاصيًا ضمته بعنف سخطًا منها عليه " .
ذكره السيوطي في حاشيته على " سنن النسائي " (3/292) من رواية ابن أبي الدنيا، وذكره في " بشرى الكئيب بلقاء الحبيب " ص/5/ تحت باب " ذكر تخفيف ضمة القبر على المؤمن ".




وقال الشيخ النفراوي المالكي :
" وأما ضمَّةُ القبر فلا بد منها ، وإن كانت تختلف باختلاف الدرجات " انتهى.
" الفواكه الدواني " (2/688)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" هذا الحديث – يعني حديث " لقد ضم القبر سعدا ضمة." - مشهور عند العلماء ، وعلى تقدير صحته : فإن ضمة الأرض للمؤمن ضمة رحمة وشفقة ، كالأم تضم ولدها إلى صدرها ، أما ضمتها للكافر فهي ضمة عذاب والعياذ بالله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإنسان إذا دفن أتاه ملكان يسألانه عن ثلاثة أصول : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فالمؤمن يقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد ، أسأل الله أن يجعل جوابي وجوابكم هذا ، أما المنافق أو المرتد - أعاذنا الله وإياكم من هذا – فيقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون قولاً فقلته ، فيضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه والعياذ بالله ، يدخل بعضه في بعض من شدة الضم ، ففرق بين ضم الأرض للكافر أو المرتد وضمها للمؤمن ." انتهى باختصار .
" لقاءات الباب المفتوح " لقاء رقم/161، سؤال رقم/17 .
والذي يظهر والله أعلم أن القول الأول أرجح القولين في هذه المسألة ، لدلالة ظاهر السنة عليه ، وأن أحدا من المؤمنين ، فضلا عن غيرهم ، لا ينجو من ضمة القبر ؛ وهذا يدل على شدة هذه الضمة ، وأن لها ألما يصيب من ضمه قبره ، وإن كان الناس يتفاوتون في ذلك ، كل بحسب عمله وحاله . ولأجل ذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضمة القبر في أسباب مغفرة الذنوب ، قال : " السبب الثامن ما يحصل فى القبر من الفتنة والضغطة والروعة فإن هذا مما يكفر به الخطايا" . انتهى . مجموع الفتاوى :7/500 .


وانظر جواب السؤال رقم : (71175)
والله أعلم .
المصدر: الإسلام سؤال وجواب


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:34 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر