العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-30-2019, 01:42 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
Post شرح اسم الله الوكيل

شرح اسم الله الوكيل
ما من عبد من عباد الله ولا مخلوقٍ من مخلوقاته إلا ويكتنفه العجز ويحيط به الضعف وتشمله الحاجة؛ ولذلك فإنه يعتمد في أموره كلّها إلى خالقه ورازقه ومدبّر أمورِهِ، واعتماده هذا هو وكالةٌ منه لرب العالمين، وهو سبحانه "الوكيل" عنه، ومع جولةٍ ماتعة حول اسم الله الوكيل.


ورود الاسم في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية:
ورد الاسم مُطلقًا مُعرفًا في قول الله تعالى"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"آل عمران:173.
وورد في عدة مواضع أخرى مقرونًا بمعاني العلو، والعلو يزيد الإطلاق كمالًا على كمال كما ورد في قوله تعالى"ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"الأنعام:102.

ذلكم الذي خلق ما خلق، وقدر ما قدر. " اللَّهُ رَبُّكُمْ "أي: المألوه المعبود، الذي يستحق نهاية الذل، ونهاية الحب، الرب، الذي ربى جميع الخلق بالنعم، وصرف عنهم صنوف النقم. " لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ" أي: إذا استقر وثبت، أنه الله الذي لا إله إلا هو، فاصرفوا له جميع أنواع العبادة، وأخلصوها لله، واقصدوا بها وجهه.

"وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " أي: جميع الأشياء، تحت وكالة الله وتدبيره، خلقًا، وتدبيرًا، وتصريفًا. ومن المعلوم، أن الأمر المتصرف فيه يكون استقامته وتمامه، وكمال انتظامه، بحسب حال الوكيل عليه. ووكالته تعالى على الأشياء، ليست من جنس وكالة الخلق، فإن وكالتهم، وكالة نيابة، والوكيل فيها تابع لموكله. وأما الباري، تبارك وتعالى، فوكالته من نفسه لنفسه، متضمنة لكمال العلم، وحسن التدبير والإحسان فيه، والعدل، فلا يمكن لأحد أن يستدرك على الله، ولا يرى في خلقه خللًا ولا فطورًا، ولا في تدبيره نقصًا وعيبًا. ومن وكالته: أنه تعالى، توكل ببيان دينه، وحفظه عن المزيلات والمغيرات، وأنه تولى حفظ المؤمنين وعصمتهم عما يزيل إيمانهم ودينهم.تفسير السعدي =

أما وروده في السُّنَّة النبوية:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ حِينَ قَالُوا"إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" صحيح البخاري = هنا =


في هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ عَبَّاسٍ "حَسبُنا اللَّهُ ونِعمَ الوَكيلُ أي: هوَ الكافي في الشُّؤونِ كُلِّها؛ فَما مِن سوءٍ إلَّا هو قادرٌ على أنْ يُبعِدَه، وَما مِن خَيرٍ إلَّا هوَ قادرٌ أنْ يُقرِّبَه. قالَها، أي: قال هذه الجملة "حَسبُنا اللَّهُ ونِعمَ الوَكيلُ" إبراهيمُ عليه السَّلامُ حينَ أُلْقيَ في النَّارِ يَعني: عِندَما رَماهُ قَومُه في النَّارِ بَعدَ أنْ حَطَّمَ أصنامَهُم، فَكانتِ النَّارُ بَردًا وسَلامًا عليه، وقالَها مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم حينَ قالوا: إنَّ النَّاسَ قَد جَمعوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنا اللَّهُ ونِعْم الوَكيلُ، وَكانَ ذَلكَ عَقِبَ غَزوَةِ أُحدٍ؛ حَيثُ قيلَ: إنَّ المُشركينَ سَيَرجِعونَ إليكُم لِيُكمِلوا حَربَهُم، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ، فَكفاهُ اللهُ ذَلكَ؛ فمَنِ انتَصَرَ بِاللهِ نَصرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ومَن تَوكَّلَ على اللهِ فهوَ حَسبُه.
وفي الحديثِ: أهميَّةُ التوكُّلِ الصَّادقِ على اللهِ تعالى، وحُسنِ اللُّجوءِ إليه وأنَّ فيه النجاةَ..الدرر=
"كيفَ أنعَمُ وقدِ التقَمَ صاحبُ القرنِ القرنَ وحنَى جبهتَهُ وأصغى سمعَهُ ينتَظِرُ أن يؤمَرَ أن ينفخَ فينفخ قالَ المسلمونَ: فَكَيفَ نقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: قولوا حَسبُنا اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ توَكَّلنا على اللَّهِ ربِّنا وربَّما قالَ سفيانُ: على اللَّهِ توَكَّلنا" الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3243 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = هنا =

معنى الاسم في حق الله تعالى:

يَكْفِينَا اللَّه ; وَنِعْمَ الْوَكِيل , يَقُول : وَنِعْمَ الْمَوْلَى لِمَنْ وَلِيَهُ وَكَفَلَهُ ; وَإِنَّمَا وَصَفَ تَعَالَى نَفْسه بِذَلِكَ لِأَنَّ الْوَكِيل فِي كَلَام الْعَرَب : هُوَ الْمُسْنَد إِلَيْهِ ..... فطنوا إلى أن قوة الله هي التي تنصرهم والله حسبهم وكافيهم عن أي عدد من الأعداد وهو نعم الوكيل، ومعنى ... قال ابن جرير في قوله تعالى"حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"آل عمران من الآية:173، "أي:يَكْفِينَا اللَّه ; وَنِعْمَ الْوَكِيل , يَقُول : وَنِعْمَ الْمَوْلَى لِمَنْ وَلِيَهُ وَكَفَلَهُ ; وَإِنَّمَا وَصَفَ تَعَالَى نَفْسه بِذَلِكَ لِأَنَّ الْوَكِيل فِي كَلَام الْعَرَب : هُوَ الْمُسْنَد إِلَيْهِ الْقِيَام بِأَمْرِهِ ; فَلَمَّا كَانَ الْقَوْم الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّه بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَات قَدْ كَانُوا فَوَّضُوا أَمْرهمْ إِلَى اللَّه , وَوَثِقُوا بِهِ , وَأَسْنَدُوا ذَلِكَ إِلَيْهِ وَصَفَ نَفْسه بِقِيَامِهِ لَهُمْ بِذَلِكَ , وَتَفْوِيضهمْ أَمْرهمْ إِلَيْهِ بِالْوَكَالَةِ , فَقَالَ : وَنِعْمَ الْوَكِيل اللَّه تَعَالَى لَهُمْ ".

فمن ذا الذي لجأ إليه وأدبَر عنه؟! فهو سبحانه لا يخذل من لجأ إليه بصدقٍ أبدًا.

فيتلخَّص في الوكيل ثلاثة معان:
الكفيل - الكافي - الحفيظ .

آثار الإيمان باسم الله تعالى الوكيل:
إن الله سبحانه وتعالى هو القائم بأمر الخلائق أجمعين والمتكفِّل برزقهم وإيصاله لهم، والرعاية لمصالحهم، وما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، ويلزم من كونه سبحانه وتعالى وكيلًا، أن يكون حيًا، قويًا، عليمًا، قديرًا، رحيمًا، حكيمًا، جوادًا، كريمًا، يفي بعهده ويصدق خلقه وعده.. إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة اللائقة بكماله وعظمته جلَّ جلاله.

*الفرق بين وكالة الخالق ووكالة المخلوق:
فالعبد قد يشترك مع الخالق سبحانه وتعالى في بعض دلالات الأسماء الحسنى؛ كالسمع والبصر والحياة وغيرها من الصفات، وهذا لا يعني التشابه في الصفات لمجرد الاشتراك في الأسماء؛ فأين سمع الإنسان من سمع الرحمن، وأين بصره من بصرهِ سبحانه وتعالى، وأين علمهُ من علمهِ.. وأين التراب من ربِّ الأرباب سبحانه وتعالى؟! وإذا كان بعض الخلق قد يتوكَّل بغيره من الضعفاء واليتامى والمساكين والأرامل، فلا يعني هذا أنه قد شابه الله تعالى في صفته، فإن هذا المتوكل بأمر غيره هو نفسه محتاجٌ إلى رزق الله ومَعُونته ورحمته وفضله.

قال ابن العربي "فإذا علمتم معنى الوكيل، فلله في ذلك منزلته العليا بأحكامٍ تختص به أربعة: الأول: انفراده بحفظ الخلق.

الثاني: انفراده بكفايتهم. الثالث: قدرته وحده على ذلك .الرابع: أن جميع الأمر من خيرٍ وشر، ونفعٍ وضُرٍّ، كل ذلك حادثٌ بيده"
أما العبد فالمنزلة السفلى له وفي ذلك ثلاثةُ أحكام:
الأول: أن يتبرأ من الأمور إليه؛ لتحصل له حقيقة التوحيد، ويرفع عن نفسه شغب مشقة الوجوب، كالرجل الذي يتولى أمر أهله وينفق عليهم؛ فإن الرزق ليس بيده بل الله سبحانه وتعالى هو الرزَّاق، فينبغي أن لا يمنَّ على أهله بإنفاقه عليهم، وإذا سألوه شيئًا عليه أن يطلب منهم أن يسألوا الله تعالى أن يرزقه حتى ينفق عليهم مما رزقه الله. الثاني: أن لا يستكثر ما يسأل؛ فإن الوكيل غني.
الثالث: أنك إذا علمت أن وكيلك غنيٌّ وفيٌّ قادرٌ مَلِيٌّ، فأعْرِض عن دنياك وأقبِل على عبادة من يتولاَّك. حظ المؤمن من اسم الله تعالى الوكيل


*حظ المؤمن من اسم الله تعالى الوكيل:
- الزهد في الدنيا وما فيها. فلا يركن على أحدٍ سوى الله، ويعلم أنه وحده سبحانه وتعالى الذي يكشف عنه الضُرَّ، وأنت عند ما تُبتلى، هل تهرع إلى الله وتركن بقلبك عليه؟ أم تعتمد على منصبك ومعارفك؟ فإذا ركنت إلى أيٍ من تلك الأمور الدنيوية اعلم أن هناك قدحٌ في إيمانك بهذا الاسم.
- تحقيق معنى التوكُّل. يقول تعالى"وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا"الأحزاب:3. ويقول"وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا"الفرقان:58، لِمَ تتوكَّل على عبادٍ يموتون ويفنون ولا يقدرون على نفعك أو ضرك؟! توكَّل على الحي الذي لا يموت. وقال سبحانه وتعالى"وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"هود:123، فلو كُشِفَ الحجاب ورأينا مآلات الأمور، لرضيَّ كل واحدٍ منا بقدر الله سبحانه وتعالى، فوكِّل له أمرك؛ فإنه يعلم ما لا تعلمه وهو سبحانه وتعالى يُقدِّر لك الخير.. إذًا، كيف نُحقق التوكُّل على الله؟ فوائد التوكُّل وكيفية تحقيقه: معنى التوكُّل: صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة. وهو الثقة فيما عند الله واليأس مما في أيدي الناس، فلا يعطي ولا يمنع ولا ينفع ولا يضر سوى الله جلَّ وعلا.هنا=




رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر