العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الحديث وعلومه > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2020, 10:19 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
افتراضي اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ

لما كان يومُ أُحُدٍ ، وانكفأ المشركون ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "استَوُوا حتى أُثنِيَ على ربي عزّ و جلَّ اللهم لك الحمدُ كلُّه ، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ ، و لا مُقَرِّبَ لما باعدتَ ، و لا مُباعِدَ لما قرَّبتَ ، و لا مُعطِيَ لما منعْتَ ، و لا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك و رحمتِك و فضلِك و رزقِك ، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ و لا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ ، و الأمنَ يومَ الحربِ ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا ، و شرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا ، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين ، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين ، غيرَ خزايا ، و لا مفتونين اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك ، و يُكذِّبون رُسُلَك ، و اجعلْ عليهم رِجزَك و عذابَك قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ ، إلهَ الحقِّ"الراوي : رفاعة بن رافع - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد-الصفحة أو الرقم: 538 خلاصة حكم المحدث : صحيح




قال المصنف في كتاب المستدرك على الصحيحين: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، ثنا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ ، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدْتَ ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ ، اللَّهُمُ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا ، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ"
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ *حديث رقم 4276 - من كتاب المستدرك على الصحيحين - كِتَابُ الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا. - جامع السنة وشروحها -


في أعقاب غزوة أحد، وبعد ما أصاب المسلمين ما أصابهم، وحُزْن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أصحابه وعمه حمزة ـ رضي الله عنه ـ، صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصحابه الظهر قاعدًا من الجراح التي أصابته، وصلى المسلمون خلفه قعودا، ثم توجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد الصلاة إلى الله بالدعاء والثناء فقال لأصحابه"اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ"

إن دعاء النبي ـ صلى اله عليه وسلم ـ في هذا الموقف يكشف عن العبودية الكاملة لله رب العالمين، الفعَّال لما يريد، فهو القابض الباسط، المعطي المانع، لا راد ولا معقب لحكمه، دعاء فيه الحمد والشكر الدائم لله ـ عز وجل ـ، في كل الظروف والأحوال، حتى ولو كان بعد مصيبة أُحُد، والله قادر على نصر المسلمين ومنع الهزيمة، لكنه ـ سبحانه ـ شاء وأذن بوقوع المصيبة بالمسلمين في أحد لحِكم كثيرة يعلمها، قال الله تعالى" وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ "آل عمران : 166 .
والدعاء ـ شرعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في ساعة النصر والفتح، وفي ساعة الشدة والبلاء، فله فضائل لا تحصى، وثمرات لا تُعد، ويكفي أنه نوع من أنواع العبادة، بل هو العبادة كلها، فعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" الدعاء هو العبادة " رواه الترمذي .
كما أن الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وجعل القلوب متعلقة بخالقها، فينزل عليها السكينة، والثبات والاطمئنان، ويمدها بقوة من عنده، قال ابن حجر: قال السهيلي : " والجهاد تارة يكون بالسلاح وتارة بالدعاء " .

لقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير التضرع والدعاء، وخصوصا في مغازيه وحروبه، ففي بدر نظر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القبلة، ثم مدَّ يديه، فجعل يهتف بربه" اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعْبد في الأرض، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه " رواه مسلم .
وفي غزوة الأحزاب دعا رسول الله ـ صلى الله عليه سلم ـ على الأحزاب قائلا" اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم " رواه البخاري .

فالدعاء سلاح هام في أيدي المسلمين، وهذا لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب البشرية للنصر، فقد تعامل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزواته وحروبه مع سُنَّة الأخذ بالأسباب وإعداد العدة للقتال, إلا أنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يعلمنا مع أخذنا بسُنَّة الأخذ بالأسباب, ضرورة الالتجاء إلى الله، وأهمية الدعاء في السراء والضراء، والعسر واليسر، والانتصار والهزيمة، والمتأمل في السيرة النبوية يستوقفه شأن الدعاء واهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به في غزواته ودعوته وجهاده وكافة أموره .إسلام ويب .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:30 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر