07-11-2018, 01:58 PM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
|
|
قال : والفِعْل يُعْرَفُ بِقَدْ ، وَالسينِ و" سَوْفَ " وَتَاءِ التأْنيثِ السَّاكِنة .
وأقول:يَتَميز الفعْلُ عن أَخَوَيْهِ الاسمِ وَالْحرفِ بأَرْبعِ علاماتٍ ، متى وَجَدْت فيه واحدةً منها ، أو رأيتَ أنه يقبلُها عَرَفْتَ أَنَّه فعلٌ
الأولى" قد" والثانية"السين" والثالثة " سوف " والرابعة"تاءُ التأْنيث الساكنة "
أما " قد " فتدخل على نوعين من الفعل ، وهما : الماضي ، والمضارع.
فإذا دخلت على الفعل الماضي دلَّتْ على أحد مَعْنَيَيْنِ ـ وهما التحقيق و التقريب ـ فمثالُ دلالتها على التحقيق قولُه تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" وقولُه جل شأْنه "لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ " وقولنا " قَدْ حَضَرَ مُحَمَّدٌ" وقولنا : " قد سافَرَ خَالِدٌ " و مثالُ دلالتها على التقريب قولُ مُقيم الصلاة " قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ " و قولك " قَدْ غَرَبَتِ الشَّمْس"
إذا دخلتْ على الفعل المضارع دلَّتْ على أحدِ مَعْنَيَيْن أيضًا ـ وهما التقليل ، والتكثير ـ فأما دلالتها على التقليل، فنحو ذلك "قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ" و قولك :
" قَدْ يَجُودُ الْبَخِيلُ" و قولك "قَدْ يَنْجَحُ الْبَلِيدُ"
وأما دلالتها على التكثير ؛ فنحو قولك " قَدْ يَنَالُ الْمُجْتَهِدُ بُغْيَتَه " وقولك " قَدْ يَفْعَلُ التَّقِيُّ الْخيْرَ" وقول الشاعر :
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ.. وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وأما السين وسوف: فيدخلان على الفعل المضارع وَحْدَهُ ، وهما يدلان على التنفيس ، ومعناه الاستقبال ، إلاّ أنّ
" السين"أقَلُّ استقبالاً من " سوف" فأما السين فنحو قوله تعالى " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النِّاسِ" ، "سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ" وأما" سوف "فنحو قوله تعالى " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"، " سَوْفَ نُصْلِيهمْ نارًا" ، " سَوْفَ يَؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ "
وأما تاءُ التأْنيث الساكنة: فتدخل على الفعل الماضي دون غيره ؛ والغرض منها الدلالة على أنَّ الاسْمَ الذي أُسند هذا الفعلُ إليه مؤنَّثٌّ ؛ سواءٌ أَكان فاعلاً ، نحو " قَالَتْعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤمِنِينَ" أم كان نائبَ فاعل ، نحو " فُرِشَتْ دَارُنَا بِالْبُسُطِ "
والمراد أنها ساكنة في أصل وَضْعها ؛ فلا يضر تحريكها لعارض التخلص من التقاء الساكنين في نحو قوله تعالى :
" وقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ " ،" إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " ، " قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "
ومما تقدم يتبين لك أن علامات الفعل التي ذكرها المؤلف على ثلاثة أقسام :قسم يختص بالدخول على الماضي ، وهو تاءُ التأنيث الساكنة ، و قسم يختص بالدخول على المضارع ، وهو السين وسوف ، وقسم يشترك بينهما، وهو قَدْ .
و قد تركَ علامة فعل الأمر ، وهي دلالته على الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد ، نحو "قُمْ" و "اقْعُدْ" و " اكْتُبْ" و " انْظُرْ" فإن هذه الكلمات الأرْبَعَ دَالةٌ على طلب حصول القيام والقعود والكتابة والنظر ، مع قبولها ياء المخاطبة في نحو " قُومِي ، واقْعُدِي" أو مع قبولها نون التوكيد في نحو "اكُتُبَنَّ، وانْظُرَنَّ إلى مَا يَنْفَعُكَ "
أسئلة
ما هي علامات الفعل ؟ إلى كم قسم تنقسم علامات الفعل ؟ ما هي العلامات التي تختص بالفعل الماضي ؟ كم علامة تختص بالفعل المضارع ؟ ما هي العلامة التي تشترك بين الماضي والمضارع ؟
ما هي المعاني التي تدلُّ عليها " قد" ؟ على أي شيءٍ تدل تاءُ التأنيث الساكنة ؟ما هو المعنى الذي تدلُّ عليه السين و سوف ؟ وما الفَرْقُ بينهما ؟ هل تعرف علامة تميز فعل الأمر ؟ مَثِّل لمثالين " لقد " الدالَّة على التحقيق ، مثَّل بمثالين تكون فيهما " قد " دالة على التقريب ؟
مثِّل بمثالين تكون "قد " في أحدهما دالة على التقليل و تكون في الآخر دالة على التكثير .
مثِّل بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه " قد " أن تكون دالة على التقليل و التكثير ، مثِّل بـ" لقد " بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه أن تكون دالة على التقريب أو التحقيق ، وبيّن في هذا المثال متى تكون دالة على التحقيق و متى تكون دالة على التقريب ؟
تمرين
ميّز الأسماء و الأفعال التي في العبارات الآتية ، وميّز كل نوع من أنواع الأفعال ، مع ذكر العلامة التي استدللت بها عَلَى اسمية الكلمة أو فعليتها ، و هي " إنْ تُبْدُو خَيْرَا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُو عَنْ سُوءٍ ، فإنَّ الله كَانَ عَفُوَّا قَديرًا"، " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِر الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطوَّفَ بهمَا ، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فإنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ "
قال صلى الله عليه وسلم "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائم ،وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي ، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُه ، وَمَنْ وَجَدَ فيهَا مَلْجَئًا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ"
|