"وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" 13 – 14.
اللَّفْظُ لَفْظُ الْأَمْرِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْخَبَرُ ، يَعْنِي إِنْ أَخْفَيْتُمْ كَلَامَكُمْ .... أَوْ جَهَرْتُمْ بِهِ فَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ يَعْنِي بِمَا فِي الْقُلُوبِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ . يَعْنِي : أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ فِي سَائِرِ الْأَقْوَالِ . أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ; أَعْلِنُوهُ .
وجملة" إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ" تعليل للتسوية المستفادة من صيغة الأمر - أي التسوية في الجهر أو الإخفاء -أي: سواء في علمه- تعالى- إسراركم وجهركم،بما فيها من النيات، والإرادات، فكيف بالأقوال والأفعال، التي تُسْمَع وتُرَى؟!
وتقديمُ السرِّ على الجهرِ للإيذانِ بافتضاحِهِم ووقوعِ ما يحذرونَهُ من أولِ الأمرِ والمبالغةِ في بيانِ شمولِ علمِهِ المحيطِ لجميعِ المعلوماتِ كأنَّ علمَهُ تعالَى بما يُسرُّونَهُ أقدرُ منهُ بما يجهرونَ بهِ مع كونِهِما في الحقيقةِ على السويةِ .
"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ " هذا دليل عقلي على علمه سبحانه ،فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه، كيف لا يعلمه؟!
فلا يلطف بك إلا من عرفك وكان خبيرًا بمواطن ضعفك وقوتك وبكل أحوالك.
فالصانع أعلم بصنعته. ..... عليم بما خلقه وصنعه ، فهو العالم بخباياه وسرائره، وعلمه بالعبد محوط بلطفه لا يفارقه كما سيأتي إن شاء الله .
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق 16.
الوسوسة : وهو الصوت الخفى، والمراد به حديث الإنسان مع نفسه.
وحبل الوريد: عِرْق في باطن العنق يسرى فيه الدم،
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن علمَ اللهِ- تعالى- بأحوال الإنسان، أقرب إلى هذا الإنسان، من أعضائه ومن دمائه التي تسري في تلك الأعضاء.هنا=
والمقصود من القرب: قرب العلم والقدرة.
وقوله"يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"غافر4.
=قال ابن كثير في تفسيره:
يخبر تعالى عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ; ليحذر الناس علمه فيهم ، فيستحيوا من الله حق الحياء ، ويتقوه حق تقواه ، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه ، فإنه تعالى يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر .
"يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ " وهو النظر الذي يخفيه العبد من جليسه ومقارنه، وهو نظر المسارقة.
" وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " مما لم يبينه العبد لغيره، فالله تعالى يعلم ذلك الخفي، فغيره من الأمور الظاهرة من باب أولى وأحرى. تفسير السعدي = هنا=
"لمَّا كان يومُ فتحِ مكةَ اختبأَ عبدُاللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي السَّرْحِ عِندَ عثمانَ بنِ عفانَ فجاءَ به حتى أوقفَهُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ بايعْ عبدَاللهِ ،فرفعَ رأسَهُ فنظرَ إليه ثلاثًا كلُّ ذلك يأبَى فبايعَهُ بعدَ ثلاثٍ ثم أقبلَ على أصحابِهِ فقال أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ ، يقومُ إلى هذا حيث رآني كففْتُ يَدي عن بيعتِهِ فيقتلُهُ ؟ فقالوا : ما نَدري يا رسولَ اللهِ ما في نفسِكَ ألَّا أومأتَ إلينا بعينِكَ ! قال : إنَّهُ لا يَنبغي لنبيٍّ أن تكونَ له خائنةُ الأعينِ"الراوي : سعد بن أبي وقاص - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 4359 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية-
الشرح:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أحسن الناس خُلُقًا، وليس له خائنَةُ الأعْيُنِ، ولا يَليقُ بِمقامِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن يُشيرَ بعَيْنِه إشارَةً خفيَّةً ولو إلى شيءٍ مُباحٍ؛ مِثلَ قتْلِ شخْصٍ مهْدورِ الدَّمِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ سعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ"لمَّا كان يوْمُ فتْحِ مكَّةَ"، أي: حين كان اليومُ الَّذي فتَحَ فيهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مكَّةَ، "اخْتبَأَ"، أي: اخْتَفى عبدُ اللهِ بنُ سعْدِ بنِ أبي السَّرْحِ عند عُثمانَ بنِ عفَّانٍ؛ وكانوا إخْوةً من الرَّضاعِ، وكان عبدُ اللهِ بنُ أبي السَّرحِ يَكتبُ الوحْيَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ ارتَدَّ عن الإسْلامِ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقتْلِه، "فَجاء بهِ"، أي: جاء بهِ عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه "حتَّى أوْقَفَه"، أي: أَقامَه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ "بايِعْ عبدَ اللهِ"، أي: خُذْ منه البيْعَةَ على الإسْلامِ فإنَّه يُريدُ أنْ يَتوبَ، "فرفَعَ رأْسَه"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "فنَظَرَ إليهِ"، أي: صوَّبَ نظَرَه إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ "ثلاثًا"، أي: ثلاثَ مرَّاتٍ، "كلُّ ذلك يأْبَى"، أي: يرفُضُ أنْ يُبايِعَه، "فبايَعَه" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعْد ثلاثٍ، "ثمَّ أقْبَلَ على أصْحابِه"، أي: توجَّهَ إليهم، فقال لهم: "أَما كان فيكم رجَلٌ رَشيدٌ"، أي: أَليس يوجَدُ بيْنكم رجلٌ لَبيبٌ ذو عقْلٍ يَفْهم ما أُريدُ بامتِناعي عن مُبايعَتِه، "يَقومُ إلى هذا"، أي: إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ، "حيثُ رآني كففْتُ يَدي"، أي: حيثُ رآني أمسَكْتُ يَدي وامتنَعتُ عن بيْعتِه، "فيَقْتُلُه؟"؛ وفي هذا دَليلٌ على عدَمِ رِضا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على بيْعَةِ عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ، "فقالوا"، أي: الصَّحابةُ رِاضونُ اللهِ عليهم "ما نَدْري"، أي: لا نعْرِفُ يا رسولَ اللهِ "ما في نفْسِك"، أي: ما يَدورُ في نفْسِك "ألَا أوْمَأْتَ إلينا بعيْنِك"، أي: أشرْتَ إلينا بعيْنِك، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنَّه لا ينْبَغي لِنبيٍّ"، أي: إنَّه لا يَليقُ بالنَّبيِّ "أنْ تَكونَ له خائنَةُ الأعْيُنِ"؛ ومعنى خائنةُ الأعيُنِ: أنْ يُخفِيَ في قلْبِه غيرَ الَّذي يُظهِرُه للنَّاسِ، أو يُظهِرَ للنَّاسِ أو بسببِ بعْضِ النَّاسِ أمانًا ثمَّ يلْتفِتَ إلى غيرِه ويومِئَ له بعيْنِه أو بأَيِّ إشارةٍ فيها الغدْرُ بمَن أمَّنَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيكونُ ذلك خِيانةً، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منزَّهٌ عنِ الخيانَةِ مُطلَقًا.
وفي الحَديثِ: بيانٌ لأخْلاقِ الأنْبياءِ الحَسنةِ صلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم.الدرر السنية =
فصفات ومعالم الملك في هذه السورة لا تنقضي ، فالسر والجهر عند الله سواء حتى خواطر القلوب وخلجاتها ، فمن خصائص المَلِك الحق أنه سبحانه هو الملك الذي يستحق الخشية والإجلال ؛ لأنه المطلع على الغيب ، ومكنونات الصدور مع الإحاطة بجميع المعلومات فليس ثمة ملك يخرج ما في القبور ويعلم ما في الصدور إلا الله سبحانه "
تأملات في سورة الملك . بقلم / ماجد بن أحمد الصغير.
والخطاب لجميع الخلق أي أخفوا قولكم وكلامكم أو أعلنوه وأظهروه ، فالسر والعلانية عنده – سبحانه – سواء.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن ينوي في قلبه كل خير ، وأن يحرص أن يكون مخلصًا لله في جميع أعماله ، وأن يحذر كل الحذر أن يخفي الرياء والسمعة أو الحسد والبغض وغيرها من الصفات القلبية الذميمة ، فإن الله مطلع عليها .
وفي هذا دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يصلح قلبه وأن يهتم بإصلاحه ، لأن في صلاح القلب صلاح للجسد كما في الحديث:
"ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ ."الراوي : النعمان بن بشير - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 52-خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية-
"وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ "الملك : 13 .
"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"14 الملك.
"وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " الذي لطف علمه وخبره، حتى أدرك السرائر والضمائر، والخبايا -والخفايا والغيوب-، وهو الذي " يعلم السر وأخفى " ومن معاني اللطيف، أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البِرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب، بأسباب لا تكون من –العبد- على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة.تفسير السعدي.
"وَهُوَ اللَّطِيفُ " الذي له اللطف التام بمعنييه ، وهما :
الأول : اللطف بمعنى معرفة أسرار الأمور وحكمها الدقيقة الخفية ، فهو أخص من الخبير ، ولهذا قدم عليه في جميع المواضع التي اقترن فيها بالقرآن كما في قوله تعالى "لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخبِيرُ "الأنعام 103.وكما في قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا " الأحزاب34.
الثاني : اللطف بمعنى الإحسان إلى عباده والتيسير عليهم والتخفيف عنهم كما قال تعالى "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ"الشورى19.
بَرّهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعًا بمعاصيهم "يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ"من كل منهم ما يشاء "وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ"على مراده "الْعَزِيزُ"الغالب على أمره.
قال ابن القيم: واسمه اللطيف يتضمن علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية.
قال الشيخ السعدي: فإذا قال العبد "يا لطيف الطف بي.. وأسألك لطفك.."، فمعناه: تولني ولاية خاصة، بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة، وبها تندفع عني جميع المكروهات من الأمور الداخلية والخارجية.المواهب الربانية من الآيات القرآنية للشيخ السعدي.ملتقى أهل التفسير =هنا= تفسير الأسماء الحسنى للشيخ السعدي = هنا=
ومن لطفه بعباده المؤمنين أنه يتولاهم بلطفه فيخرجهم من الظلمات إلى النور من ظلمات الجهل، والكفر، والبدع، والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة، ومن لطفه أنه يرحمهم من طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء التي هذا طبعها وديدنها فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى ويصرف عنهم السوء والفحشاء فتوجد أسباب الفتنة، وجواذب المعاصي وشهوات الغي فيرسل الله عليها برهان لطفه ونور إيمانهم الذي منَّ به عليهم فيدعونها مطمئنين لذلك منشرحة لتركها صدورهم.
تفسير الأسماء الحسنى للشيخ السعدي = هنا=
ومن لطف الله تعالى بعبده أن يجعل ما يبتليه به من المعاصي سببًا لرحمته فيفتح له عند وقوع ذلك باب التوبة والتضرع والابتهال إلى ربه وازدراء نفسه واحتقارها وزوال العجب والكبر من قلبه ما هو خير له من كثير من الطاعات.تفسير الأسماء الحسنى للشيخ السعدي = هنا=
قال الشيخ السعدي في كتابة المواهب الربانية:
فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة، بل هو رحمة خاصة؛ فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف، فإذا قال العبد: يا لطيف الطف بي أو لي وأسألك لطفك؛ فمعناه: تولني ولاية خاصة، بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة، وبها تندفع عني جميع المكروهات: من الأمور الداخلية والأمور الخارجية، فالأمور الداخلية لطف بالعبد والأمور الخارجية لطف للعبد، فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير وأعانه عليه فقد لطف به، وإذا قيض الله له أسبابًا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد، فيها صلاحه فقد لطف له. ا.هـ.
الخبير:
هو العليم بسرائر عباده وضمائر قلوبهم ، الخبير بأمورهم الذي لا يخفى عنه شيء " الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا " الفرقان 59.
سر اقتران اسم اللطيف باسم الخبير:
لم يقترن اسم الله اللطيف إلا باسمه الخبير ، ويرجع السبب لان الاسميين يتلاقيان في المعنى … فالله تعالى يطلِّع على بواطن الأمور ويلطف بعباده، فلا يُقدِر لهم إلا ما فيه الخير .. وقد يخفى على العبد هذا الخير، فيُقابل قضاء الله بالاعتراض .. والله تعالى يقول "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"الملك: 14. فلا يلطف بك إلا من عرفك وكان خبيرًا بمواطن ضعفك وقوتك وبكل أحوالك.
فإذا عَلِمَ العبد أن ربَّه متصفٌ بدقة العلم، وإحاطته بكل صغيرة وكبيرة، حاسب نفسه على أقواله وأفعاله، وحركاته وسكناته ؛ لأنه يعلم في كل وقتٍ وحين أنه بين يدي اللطيف الخبير"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"الملك: 14.
= هنا =